الحياة الزوجية


سلسلة الاجتماعيات الإسلامية


 

المقدمة
الفصل الأول : أهمية الزواج وفوائده
أهمية البناء الزوجي
مكانة الزوج
مكانة الزوجة
فوائد الزواج
الفصل الثاني : إختيار الزوجين
إختيار الزوجين
مواصفات الزوجين
مواصفات الزوجة
الفصل الثالث : حقوق الزوج
حقوق الزوج
أهمية حق الزوج
الفصل الرابع : حقوق الزوجة
مع رسالة الحقوق
الفصل الخامس : آداب الزوجين
آداب التعامل بين الزوجين
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
آداب تعامل الزوج مع الزوجة





المقدمة

  بسم الله الرحمن الرحيم‏
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين‏
 

وبعد،

يعتبر الزواج في الإسلام صلة شرعية وارتباطاً وثيقاً مباركاً بين الرجل والمرأة لحفظ النوع البشري وتكوين أسرة قائمة على الفضيلة، وتترتب عليه حقوق وواجبات وتنشأ عنه مسؤوليات بين الزوجين ونسلهما وما يتصل بهما بقرابة، لذلك كان لزاماً على طالب الزواج والراغب فيه أن يحسن اختيار شريك حياته الزوجية، فلا يصح أن يكون همّه مركزاً ومنصباً على أن يقترن بامرأة ذات جمال فاتن أو ثراء طائل أو من أسرة تتمتع بجاه دنيوي، أو من عائلة ذات مركز وسلطان من غير اهتمام بما تكون عليه من خلق ودين، يقول مولانا الصادق  عليه السلام : «إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها أوكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه اللَّه المال والجمال» (1).

وكذلك هذا الأمر لازم على المرأة حيث عليها أن تحسن اختيار شريك حياتها لأنها في ذلك مع الرجل سواء، تجنباً للمشاكل التي تنشأ عن الارتجال والتسرع والاهمال، واللامبالاة في تحديد شخصية الزوج والتي إن حصلت لا تهدم حياة المرأة وحدها فحسب بل تتجاوزها إلى هدم كيان العائلة والأولاد، فتدفع الثمن غالياً.

فالزواج وإن كان ظاهرهُ قضية شخصية ولكنه في نتاجه قضية اجتماعية كبرى، مساحتها العالم الذي يعيش عليه الإنسان.

فالأسرة أو المجموعة التي يكوّنها الزوجان هي حجر الزاوية في بناء المجتمع أو اللبنة الأساس التي يتوقف عليها صلاح هذا البناء. وعليه فمسؤولية الزوجين المترتبة على حياتهما الزوجية في واقعها مسؤولية كبرى وهامة سواء قبل الإقدام على الزواج وأن يشدّهما رباطه المقدّس حيث ينبغي حسن الاختيار أو بعده حيث يجب الالتزام بتأدية الحقوق على أكمل وجه ليكتب لهما النجاح والاستمرار.

لقد تكفلت هذه الأوراق بتسجيل ميزان الاختيار والجانبين الحقوقي والأدبي في الزواج مستهدية بشمس القرآن الكريم والسنّة المباركة وكفى لها شرفاً أن تنسب إليهما لتمثّل دليلاً يمسك بالطرفين ويصحبهما إلى المرام المأمول وإن صغر حجم هذا الدليل شكلاً لكنه كبير مضموناً وجوهراً.


  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 

جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
 






 

الفصل الأول: أهمية الزواج وفوائده

 رسول اللّه  صلى الله عليه وآله : « ما بني بناء في الإسلام‏ أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ‏ من التزويج »

 

أهمية البناء الزوجي

إن الرؤية الإسلامية النابعة من كتاب اللَّه سبحانه وسنّة النبي وآله  عليهم السلام  واضحة الدلالات في حثها وترغيبها بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها حتى قال النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله : «ما بني بناء في الإسلام أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ من التزويج»(2)

راسماً في مبادئه وأعماله وأهدافه خطوطاً هي الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة حيث لا رهبانية في الإسلام وعلى العكس تماماً مما حاوله الواهمون، ولذلك كان مشروع بناء لمؤسسة عظيمة يديرها الزوج الذي سيصبح أباً، وتعاونه الزوجة التي ستصبح أماً تهزّ المهد بيمينها وتهز العالم بيسارها. ومدرسة يترعرع في كنفها جيل صالح، تغذيّه بالمبادئ والفضائل على أساس التكامل في الأدوار والوظائف الملقاة على عاتق كل من الشريكين في سير حياة هذه العلاقة ضمن قناتها الصحيحة، وحتى يكون ذلك لا بد أن يكون أساس البناء قائماً على التقوى وهو يتمّ مع معرفة كل من الشريكين للحقوق المتوجبة عليه وضوابط العلاقة مع شريكه والآداب التي ينبغي أن يتحلى بها ولم يترك الإسلام العزيز شيئاً يرتبط بهذا الشأن إلا وبيّنه بشكل تفصيلي واضح لا يترك العذر لمخالفه على الإطلاق.

فالزواج رابطة شرعية تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشري. ولقد أجازتها الشرائع السماوية المتقدمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كل تشريعاته. وبناء على ما للزواج من خطورة ومكانة مهمة في النظام الاجتماعي، تولّى الشارع المقدس رعايته بدقة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتى إتمامه، حيث يتم الاستمتاع لكل من الزوجين بشريك حياته.

ثم أولاه عناية فائقة، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتى ينتهي بالموت أو بغيره.

ولم يفسح الشارع المقدس المجال للناس؛ ليضعوا له ما شاءوا من أنظمة وأحكام ويقيموا له ما يرتضون من قواعد وأصول.

بل تولاه الشارع تفضلاً منه، وتحنناً على العباد، فوضع له أصوله ونظم أحكامه، علماً منه بأن العباد عاجزون عن أن يضعوا له التصميم الصالح، الذي يبتني عليه الكيان الاجتماعي الرصين، الذي لا يداخله ضعف، ولا يعتريه وهن؛ ليكتسب الزواج بهذه الرعاية المقدسة والحماية ما يُشعر الزوجين بأنهما يرتبطان برباط مقدس يشمله الدين بقدسيته في كل لحظة من مراحله؛ فيسكن كل منهما إلى صاحبه عن رضىً واختيار، ويطبقان عليهما أحكامه بطيب نفس وارتياح بال: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»(3).

كما ورد في المأثور عن النبي  صلى الله عليه وآله : «ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله»(4).






 

مكانة الزوج

يعتبر الزوج ربّ الأسرة الذي إن يكن حائزاً على مواصفات عالية كما أراده الإسلام كان إنجاحها واستمرارها صنيعه وحليفه وإلا فلا. لذلك تدخّل الدين القيّم في تحديدها وأسس الاختيار على ضوئها بغية الإعداد لمجتمع سليم مع الأخذ بعين الاعتبار لموقعه في قوله تعالى: «الرجال قوّامون على النساء بما فضّل اللَّه بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم»(5).

ومن جانب آخر كان لرضاه الأثر الأهم في آخرة المرأة إضافة إلى أولاها حيث روي عن الباقر  عليه السلام : «لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها»(6).






 

مكانة الزوجة

إن خير فائدة بعد التقوى يستفيدها الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه وهي خير متاعها أيضاً ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهية يوماً على العلاقة الخاصة. وإنما هي ركن الأسرة وسيدتها التي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية التي أرادها اللَّه لهما ولذلك عبّر عنها النبي  صلى الله عليه وآله  قائلاً: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى اللَّه عزّ وجلّ خيراً له من زوجة صالحة»(7).

وعن الصادق  عليه السلام : «إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد»(8).

وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرع في الاختيار بل التأني ملياً قبل اتخاذ القرار، فما هي الأسس التي لا بد من الاختيار والإقدام عند وجدانها، والفرار والإحجام عند فقدانها؟

إن هذا ما ستعرفه من خلال عرض الأوصاف في الفصل الثاني.






 

فؤائد الزواج

1  الزواج سكن للنفس:

يعتبر الزواج عاملاً لإيجاد السكن والاطمئنان النفسي لدى كل من الرجل والمرأة ولذلك نجد أحدهما ناقصاً دون الآخر وهما في الحقيقة يشكلان وجوداً متكاملاً إذ يستند كل منهما إلى شريكه، فإن المرأة كما يقرّه القرآن الكريم والعلوم الطبيعية والنفسية هي موطن سكن الرجل واستقراره وهو كذلك بالنسبة إليها، ونلاحظ أن وصف(السكن) استخدم في الكتاب الكريم ضمن الحديث عن خلق نعمة الليل للنوم وعن خلق الأزواج  فحال الذي لا زوجة له وحال التي لا زوج لها هو كحال الشخص الذي يفتقد الراحة والنوم وهذا جزء يسير من مدلول قوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»(9).

على ما للتبادل بين الطرفين الموجب والقابل من نتائج ولذا كان الجعل منه سبحانه مودة ورحمة ليتضح محل كل من الزوجين في هذا التركيب المبارك كما أحبّه اللَّه تعالى ورسوله  صلى الله عليه وآله .

فعلى هذه الحالة من المودَّة والرحمة خلقهما  تعالى.

وإذا لم نحطم هذا العامل الاستقراريّ الباعث للطمأنينة المتبادلة، فإنّ‏َ الزوجين يتبادلان طبيعيّاً هذا التأثير، وتعساً لحال البيت الذي يفتقد ذلك، فهو مثل الفاقد لراحة النوم، ونعرف ما يصل إليه حال الذي يُعدم النوم من اضطرابٍ وإرهاقٍ ذهنيّ‏ٍ وسقم جسدي وهيجان قوة التخيُّل.

2  كلا الزوجين زينة للآخر:

ومثلما يوضح القرآن أنّ كُلاًّ من الرجل والمرأة عامل استقرار للآخر يؤكد كذلك أنّ‏َ كلاًّ منهما زينة للآخر، يقول تعالى: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»(10).

ول«لباس» هنا ثلاثة معان، أحدها هو «الزينة» فيكون المعنى هو أن المرأة زينة للرجل مثلما اللباس زينة له.

ونفس الأمر يصدق على الرجل بالنسبة للمرأة، ويشهد على هذا المعنى أنّ القرآن أطلق مفردة «الزينة» في الحديث عن اللباس مثل قوله تعالى:«يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»(11).

فالمراد هنا هو الأمر بارتداء الألبسة الجميلة عند الخروج والذهاب إلى صلوات الجماعة والجمعة والاهتمام بالنظافة والزينة.

وعليه يكون معنى «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن» أن النساء زينة لكم وأنتم زينة لهن.

والمعنى الآخر للآية هو أن الزواج يحصن الرجل والمرأة من الانحراف.

والمعنى الثالث هو أن كلاٍّ من الرجل والمرأة ست للآخر.

فالآية الكريمة تؤكد أن الرجل والمرأة كل منهما زينة للآخر، فيجب حفظ هذه الزينة يقول مولانا الصادق‏ عليه السلام : «المرأة قلادة فانظر إلى ما تُقلَّده» كما تقدم هذا الحديث .

ولذلك يجب الاهتمام باختيارها، ثم يتابع عليه السلام  التأكيد لأهميَّة أمر الاختيار، فيقول: «ليس للمرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن، أمَّا صالحتهن، فليس خطرها الذهب والفضة، بل هي خي من الذهب والفضة. وأمَّا طالحتهن، فليس التراب خطرها، بل التراب خي منها»(12).

ونفس الأمر يصدق على الرجل، فلو كان يتحلى بالخلق الرفيع وكانت زوجته راضية عنه، فهو نعمة كبرى للمرأة تفوق كلّ الدنيا وما فيها.

فالإمام الصادق  عليه السلام  يُبين هنا أن على الزوجين أن يعرفا عظمة قدر النعمة التي هما فيها، إذا كانا منسجمين فيما بينهما وكان كل منهما زينة للآخر.

3  موطن السلوى والسرور:

إضافةً إلى كون كل من الزوجين سكناً وزينة للآخر، فإن كلا منهما سلوى وعامل للترفيه عن شريكه، وأفضل عامل في هذا المجال إذا كان البيت هو حقاً كما يريده الإسلام وكان سلوك كل منهما على وفق تعاليمه.

ولذلك فإن الأزواج الناجحين هم من تتطلَّع قلوبهم دوماً إلى بيوتهم والعودة إليها بعد انتهاء عملهم اليومي، لكي يذهبوا عن أنفسهم فيها التعب والنصب والهموم، ويستعيدوا الحيوية والنشاط.

وكذلك الزوجة الناجحة فهي التي تحرص على انتظار زوجها لتفتح له الباب بنفسها، وتزيل تعبه ونصبه بنظرة وابتسامة واحدة، واستقبال تكريمي يحمل في أعماقه أجمل المعاني المعبّرة عن دورها السامي واشتراكها معه سواء في حضوره أو غيابه.

ولهذا يقول النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها»(13).

ونلاحظ أن الروايات الشريفة تعتبر المرأة الصالحة أفضل من الذهب والفضة، بل لا تعتبر شيئاً بعد الإسلام أعظم قيمة منها.

فعلى الرجل الذي يحظى بامرأة من هذا النوع، كما على المرأة التي تحظى بزوج صالح يبعث كل منهما السرور لدى الآخر أن يحمدا اللَّه على ذلك كثيراً.

والذي يريده الإسلام هو أن يكون البيت الزوجي مبعثاً للسرور والاستقرار والراحة والأمل بالمستقبل الزاهر الواعد.

وأفضل أشكال السرور هو الرفقة الودية بين الزوج والزوجة، فعلى الأزواج أن يتعاملوا مع زوجاتهم بما يبعث السرور لديهنّ‏َ، وعليهن أن يفعلن مثل ذلك.

يروى أن رجلاً جاء إلى الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله  وأخبره أن لديه زوجة تتعامل معه على وفق تلك الصورة المتقدمة الباعثة للسرور في قلبه المزيلة للتعب والنصب عنه، فقال‏ صلى الله عليه وآله : «... خيرُ نسائكم... الهينة اللينة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل(عينها) بغمض، حتى يرضى وإذا غاب(عنها) زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمال اللَّه وعامل اللَّه لا يخيب»(14).

فهذه المرأة هي مثل الملائكة وثوابها وعملها عظيم، وكذلك حالُ الرجل إذا كان على نفس تلك الحالة.

وإذا زالت المحبّة والود من البيت أصبح ملوّثاً ليس للزوجين وحسب بل يطال كل أبناء الأسرة.

فإذا رأينا الأطفال ضعيفي القابليات والمواهب ذوي حافظة ضعيفة وتزداد ضعفاً يوماً بعد آخر، فلنعلم أن التقصير صاد منا، فعادة ما يكون الوالدان سبب أشكال الاضطراب الذي يظهر عند الأطفال فإنه إذا انعدم الاستقرار والطمأنينة في البيت تحوَّل إلى سجن للمرأة وعامل لانهيار الأعصاب، فلا يعود موطناً للسرور.

يحدث أحياناً أن يرغب الزوج في البقاء إلى منتصف الليل في مكان ما مع إخوانه وأصدقائه، ويفضل ذلك على الذهاب إلى بيته.

وأحياناً نجد الزوجة لا ترغب في النظر إلى وجه زوجها. وسبب ذلك هو تدميرنا لتلك الحالة المطلوبة في بيت الزوجيّة، وكونه محل السكن، عبر الكلمات الجارحة والطلبات غير المناسبة، في حين أن المطلوب هو أن تظل تلك الحالة قائمة بين الزوجين، حتى بعد أن يشيخا بحيث يظهر كل منهما جميلاً في عين الآخر، فلا نتصور أن الجمال هو فقط بهذه الزينة، لا، فالجميل الحقيقي هو الذي يكون جميلاً في عين الإنسان.

4  تكوين لأسرة كريمة:

إن تكوين الأسرة بحد ذاته أمر هام جداً وله في الإسلام أبعاد لا يمكن احصاؤها ولا تعداد فوائدها ويصغر في مقابلها أمر تلبية الغريزة على الرغم من أنه مطلوب في قناته الصحيحة وحيث أراده اللَّه تعالى.

وإذا رجعنا للتاريخ نعرف أن الإنسان منذ أن وجد على الأرض كانت له أسرة، ففي البداية كانت أسرة آدم وحواء وما زالت هذه الظاهرة الفطرية قائمة تعيش إلى النهاية وقد وعد الإسلام بالثواب العظيم للأسرة التي تستطيع تقديم جيل صالح سليم كما ورد في أخبار العترة الطاهرة عليهم السلام ويكفي فائدة للزواج أن يكون سبباً لهذا الأمر إن لم تكن له فوائد أخرى، فكيف إذا كان له ما ذكرناه وغير ذلك من الفوائد العظيمة؟!

5  تهذيب للنفس البشرية:

ومن الفوائد المهمة للزواج أنه عامل قوي ومساعد على برنامج الإسلام في تهذيب النفس وتحليها بالأخلاق الفاضلة وتخليها عن الأخلاق الرذيلة.

ومن خلاله يمكن للإنسان إبعاد الشيطان وجنوده عن ساحة فكره وعمله ومن هنا كان الحث على الزواج في حداثة السن لأنه صيانة للنفس عن الحرام ومعاون هام على تربية النفس واستقامتها.

يقول النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله : «ايّما شاب تزوّج في حداثة سنّه عجّ شيطانه: يا ويله! عصم مني دينه»(15).

وفي الحديث: «إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق اللَّه في النصف الباقي»(16).

وعليه من يزهد في أن يقطع نصف الشوط في طريقه إلى اللَّه تعالى؟!

وكذلك في الجانب العبادي للزواج دوره وحضوره حيث روي: «من تزوج فقد أعطي نصف العبادة»(17).

وعن مولانا الصادق  عليه السلام : «إن ركعتين يصليها رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب»(18).

وفي حديث عن نوم  المتزوج وما أعطاه اللَّه تعالى عليه يقول رسول الإسلام  صلى الله عليه وآله : «المتزوج النائم أفضل عند اللَّه من الصائم القائم العزب»(19).

6  زيادة للرزق:

يقول تعالى: «وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله واللَّه واسع عليم»(20).

ويقول النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله : «اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم»(21).

وفي المقابل ورد ذم من يترك الزواج مخافة الفقر ويتأخر إلى أن يتقدم في العمر عازفاً عن ذلك ومنتظراً أن يمتلك بيتاً وسيارة ورصيداً في البنك وغير ذلك، حيث يرى أن من المعيب أن يتزوج في بيت مستأجر أو قبل أن يمتلك سيارة وما شاكل هذه الأمور مما يبتلي به البعض من الناس في تعامله مع قضية الزواج ويضع عثرات في طريقه.

يقول مولانا الصادق  عليه السلام : «من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللَّه عزّ وجلّ، إن اللَّه عزّ وجلّ يقول: «إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله»»(22).

وفي الحديث: «من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا»(23).

من هنا تعرف أن ظاهرة تأجيل التزويج أو تعليقه على أمور كثيرة أو صعبة المنال في القريب العاجل، غير سليمة بل الرؤية الإسلامية تشجع على الزواج المبكر مع مراعاة الشروط والحيثيات المعتبرة فيه. من الكفاءة واللياقة والدين والأخلاق والتعاون على التقوى.






 

الفصل الثاني : إختيار الزوجين

الإمام الرضا  عليه السلام : «إن خطب إليك رجل‏ رضيت دينه وخلقه فزوّجه»

الإمام الباقر  عليه السلام : «وعليك بذوات الدين تربت يداك»

 

إختيار الزوجين

كثيراً ما يتردد سؤال في ذهن الفتاة التي بلغت مبلغ النساء أو الشاب الذي بلغ مبلغ الرجال ما هي المواصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها شريك العمر أو شريكته وقد لا يكون ذلك فيما إذا كان أحدهما انقاد مع الهوى مخلّفاً وراءه كل الموازين وتاركاً ما لا بد من وجدانه في الآخر أو فقدانه فيه حيث يقال(إن الحب أعمى).

والصواب أن يعود الواحد منا في مثل هذا الموقف إلى الدين القويم الذي لم يترك هذا التساؤل دون الإجابة عنه وإنما كان عنده الحل والدواء فحدّد مواصفات كل من الزوج والزوجة وحذّر من بعض الأصناف والأوصاف ليكون الاختيار سليماً والانتقاء صحيحاً وحينئذٍ لا يقع الزوجان في الندامة ولا في لعنة الساعة التي اقترنا فيها كما يحصل لدى البعض منهم وهو إن كان، فإنه في أغلب الأحيان ناتج عن التسرع والتهور دون معرفة بينهما واطلاع على المقدار المسوّغ لهذا الارتباط الدائم وهنا يجمل القول أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

من هنا نتعرف معاً على أوصاف الزوجين في كلا الجانبين: الموجب للاختيار، والموجب للترك.






 

مواصفات الزوجين

وهي على قسمين: ايجابية وسلبية، أو حميدة وسيئة.

المواصفات الإيجابية:

وهي التي تدعو إلى اختياره:

أولاً  أن يكون تقياً:

حيث جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى الحسن  عليه السلام  يستشيره في تزويج ابنته فقال  عليه السلام : «زوّجها من رجل تقي، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها»(24).

وفي هذا الحديث بيان منه  عليه السلام  للآثار المترتبة على تزويج التقي.

ثانياً  أن يكون أميناً:

وذلك بالإضافة إلى الرضا عن دينه بحيث أنه لا يحيد عن جادة الشرع المقدس، فقد جاء عن النبي  صلى الله عليه وآله : «إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(25).

وبهذا أوضح  صلى الله عليه وآله  الآثار السلبية سواء الفتنة أو الفساد من جراء الامتناع عن تزويجه. والركون إلى موازين أخرى لا يقيم الإسلام لها وزناً. كإمكانيّاته المادية أو انتمائه إلى عائلة معروفة بالزعامة.

ثالثاً  أن يكون خلوقاً:

كما ورد عن الرضا  عليه السلام : «إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوّجه، ولا يمنعك فقره وفاقته (26)، قال اللَّه تعالى: «وإن يتفرقا يغنِهم اللَّه كلا من سعته» (27)، وقال: «إن يكونوا فقراء يغنيهم اللَّه من فضله» (28).

إنه لمن المؤسف جداً أن تدوّي هذه الدعوات إلى اعتماد المعيار الحق ولا تلقى في الأرجاء إلا ثلّة ممن امتحن اللَّه قلوبهم بالإيمان. حتى راجت دعوة معاكسة أسماها أصحابها(بتأمين المستقبل للفتاة) منعت الكثيرين من الانضمام إلى ركب الحياة الزوجية وحالت بينهم وبين أمانيّهم بل أودت بالكثيرين إلى الانحراف عن سبيل الرشاد.

المواصفات السلبية:

وهي التي تدعو إلى عدم اختياره:

أولاً  أن يكون شارباً للخمر:

حيث جاء عن الرضا  عليه السلام : «إياك أن تزوج شارب الخمر فإن زوّجته فكأنما قدت إلى الزنا»(29).

ويكفينا ما نشاهده اليوم وما رآه السابقون من الخراب الذي يحل بالبيوت التي يكون أربابها كذلك حيث مصيرها الدمار والانهيار.

ثانياً  أن يكون سي‏ء الخلق:

فإنه عنصر هدّام وليس عنصراً بناءً ومعه لا تدوم المودّة وقد ورد النهي عن تزويجه حتى وإن كان قريباً ورحماً كما عن أحدهم يقول كتبت إلى أبي الحسن  عليه السلام  إن لي ذا قرابة قد خطب إليّ وفي خلقه سوء فقال‏ عليه السلام : «لا تزوّجه إن كان سي‏ء الخلق»(30).

ثالثاً  أن يكون مشكّكاً:

علّل ذلك في الأحاديث الشريفة بأن الزوجة تأخذ من منهجه وأدبه وقد يستميلها إلى ما هو عليه من الباطل كما ورد في منكري الولاية حيث يؤدي بها ذلك إلى موالاة من ينبغي معاداته ومعاداة من ينبغي موالاته، فهناك تحذير من الحالتين ومما جاء في هذا المضمار ما عن مولانا الصادق  عليه السلام : «تزوجوا في الشُكَّاك ولا تزوجوهم، لأن المرأة تأخذ من أدب الرجل ويقهرها على دينه»(31).

وعليه كيف يكون الخير مرجواً من هذا السبيل؟!






 

مواصفات الزوجة

وهي تنقسم أيضاً إلى حميدة وسيئة.

الصفات الحميدة:

وهي منحصرة بوصف جامع حاوٍ لجميع الخصال الكريمة وهو:(المرأة ذات الدين)وهو الوصف الذي عليه المدار وبه يحسن الاختيار وتعمر الديار، وسبب للنجاح والفلاح في بناء أسرة طيبة وعامل أساس في راحة البال وهناءة العيش، وإن كان جمع من الناس اعتمدوا على المال والجمال والاعتبارات التي لا نهاية لها والحسب والنسب فأخطأوا فيما ذهبوا إليه حيث يقول النبي  صلى الله عليه وآله :

«تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين»(32).

وعن الباقر  عليه السلام : «وعليك بذوات الدين تربت يداك»(33).

ويأتي هذا انسجاماً مع المهام المطلوبة والوظائف الواجبة عليها وهي لا تؤدّى بسوى الاستقامة مما ذكر من الأوصاف.

الصفات السيئة:

وهي التي تدعو إلى عدم اختيارها:

أولاً  أن تكون حمقاء:

فقد جاء عن النبي  صلى الله عليه وآله : «إياكم وتزوج الحمقاء، فإن صحبتها ضياع وولدها ضباع» (34).

ويتجه نظر هذه الوصية والتحذير إلى الجهة التربوية في كلا الشطرين: الأول من ناحية العشرة التي لا تقود الزوج إلى الاهتداء والصلاح بل إلى الضياع والهلاك، والثاني من ناحية رعاية الأطفال الذين تمزج نفوسهم بنفسها ويتخلقون بأخلاقها ولما لم تكن هي بمثابة النور فلم يكن بالإمكان انبعاث الضوء منها باتجاههم، بل ضياعهم في ظلمات جهلها.

ثانياً  خضراء الدّمن:

عن النبي  صلى الله عليه وآله : «إياكم وخضراء الدمن». قيل يا رسول اللَّه وما خضراء الدمن؟ قال  صلى الله عليه وآله : «المرأة الحسناء في منبت السوء» (35).

وهي المرأة التي تكون حسنة المظهر وسيئة الجوهر، أما لو اجتمع جمالها مع كمالها وتقواها فهو مرغوب، ولكن الأساس في الاختيار للجوهر وليس للمظهر.

فعن النبي  صلى الله عليه وآله : «من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها، لم ير فيها ما يحب» (36).

وعنه  صلى الله عليه وآله : «لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها» (37).

ثالثاً  ذات المال غير ذات الدين:

وهي التي يرغب بها لأجل امتلاكها ثروة مالية بغية الوصول إلى أهداف دنيوية لا ترتبط ولا تنسجم مع روح العلاقة الزوجية الصحيحة ومصيرها الفشل مع ذهاب المال وهي سبب للشقاوة والتعاسة لأنها قائمة على سوء الاختيار. فعن النبي  صلى الله عليه وآله : «ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا له وكله اللَّه إليه، فعليكم بذات الدين» (38).

فأما ذات الدين والمال فلا ضائر منها بل هي سبب للمعاونة..






 

الفصل الثالث : حقوق الزوج

الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله : «أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه»

 

حقوق الزوج

إذا تتبعنا رسول الإنسانية  صلى الله عليه وآله  في سيرته وجدناه يؤكد دائماً على تنظيم علاقات الزوجين وحماية الأسرة، مستهدفاً بذلك صيانة المجتمع الإنساني باعتبار أن الأسرة هي اللبنة الأساس في بناء ذلك المجتمع.

من هنا كانت الزوجية أوثق الروابط وأمتن الصلات، منها انحدرت البنوة ووجدت الأبوة وتولدت الأخوة، وتفرعت القرابة وبها نشأت المصاهرة وتكونت الأسرة فكانت لذلك روح الاجتماع، في صلاحها صلاح الأمة وفي قوتها قوة الدولة فهي مبدأ الاصلاح ومبعث النمو ومنشأ القوة.

شرع لها الإسلام من الحقوق والواجبات ما يكفل بقاءها وصلاحها وما تبلغ به غايتها على ضوء الأخلاق العالية والعواطف النزيهة حيث يكون الولد البرّ والأب الرحيم والأم الحنون، حيث ينشأ الطفل على الدين ويشبّ على الفضيلة ويتهيأ لتحمل متاعب الحياة وتكاليفها، ويوجّه إلى مثلها العليا، وغايتها المرجوة حتى يتم للعالم عمرانه وللإنسان سعادته.

ومن الضروري أن يعرف كلا الطرفين ما لهما من حقوق وما عليهما من واجبات ليكتب لتلك الحياة الزوجية الاستمرار على خير ونور وتؤتي ثمارها في المسار المرسوم لها.

ولنبدأ بالتعرف على حقوق الزوج.






 

أهمية حق الزوج

لقد بلغ حق الزوج أهمية عالية حتى وصف في السنة المباركة على لسان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «بأنه الحق الأعظم على المرأة».

يقول  صلى الله عليه وآله : «أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه» (39).

ومما يبرز عظمة ذلك الحق أيضاً قول الباقر عليه السلام : «لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها أمير المؤمنين عليه السلام  وقال: اللهم إني راضٍ عن ابنة نبيك اللهم إنها قد أوحشت فآنسها» (40).

وفي الحديث: «لا تؤدي المرأة حق اللَّه عزّ وجلّ حتى تؤدي حق زوجها» (41).

الحق الأول:

أن تجيب المرأة زوجها إلى حاجته التي هي عبارة عن طاعته في أمر العلاقة الخاصة بينهما، فإذا أبت سخط اللَّه عليها حتى ترضي زوجها وفي هذا يقول رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله : «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السما ساخطاً عليها حتى يرضى عنها» (42)(أي زوجها).

وفي حديث آخر يجيب النبي  صلى الله عليه وآله  امرأة سألته ما حق الزوج على المرأة؟ فيقول  صلى الله عليه وآله : «أن تجيبه إلى حاجته، وإن كانت على قتب ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط» (43).

فالمستفاد من جوابه  صلى الله عليه وآله حقوق ثلاثة.

الحق الثاني:

وجوب المحافظة على ماله وسائر مختصاته في حال غيابه كما هي مأمورة بذلك في حالة حضوره فلا يكون تصرفها مشروعاً وسائغاً إلا بإذنه وطيب نفسه كما أوضح ذلك الحديث المتقدم.

ويعني هذا الحق أن أموال الزوج أمانة بين يدي زوجته لا يجوز التصرف فيها إلا حسب ما نصت عليه الاجازة التي أعطاها لها في ذلك.

الحق الثالث: عدم اغضابه.

قال النبي  صلى الله عليه وآله : «ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها» (44).

وما من شك أن الاغضاب نوع من أنواع الإيذاء المحرّم الذي ورد في حديث النبي  صلى الله عليه وآله : «من كان له امرأة  تؤذيه لم يقبل اللَّه صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر» (45).

الحق الرابع:
 عدم الخروج من بيته إلا بإذنه وعليه فإن فعلت ذلك من دون مراعاة هذا الشرط وقعت في المحرم ومما جاء للتنبيه على هذا الحق قول الصادق  عليه السلام : «ايما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع» (46).

الحق الخامس: الحداد عليه إن مات.

فإنه يجب على الزوجة إن قضى زوجها الحداد عليه مدة عدّتها.

في الحديث: «لا يحلّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً» (47).

ومما جاء في الرسالة العملية للإمام الخميني قدس سره : «يجب على المرأة في وفاة زوجها الحداد ما دامت في العدة والمراد به ترك الزينة في البدن بمثل التكحيل والتطيب والخضاب وتحمير الوجه والخطّاط ونحوها، وفي اللباس بلبس الأحمر والأصفر والحلي ونحوها وبالجملة ترك كل ما يعدّ زينة تتزيّن به للزوج، وفي الأوقات المناسبة له في العادة كالأعياد والأعراس ونحوهما ويختلف ذلك بحسب الأشخاص والأزمان والبلاد، فيلاحظ في كل بلد ما هو المعتاد والمتعارف فيه» (48).

فإذا راعت الزوجة جميع الحقوق المتوجبة عليها كانت المرأة الصالحة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وآله : «خير متاع الدنيا المرأة الصالحة» (49) و«من سعادة المرء الزوجة الصالحة» (50) و«المرأة الصالحة أحد الكاسبين» (51).

وعن أمير المؤمنين  عليه السلام : «الامرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح» (52).






 

الفصل الرابع : حقوق الزوجة

الإمام السجّاد  عليه السلام : «وحق الزوجة أن تعلم‏ أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً»

 

مع رسالة الحقوق

يقول الإمام زين العابدين  عليه السلام : و«وحق الزوجة أن تعلم أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلك نعمة من اللَّه تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها فإذا جهلت عفوت عنها» (53).

يتناول عليه السلام  في هذه الفقرة المباركة من رسالته الحقوقية، الحقوق الشرعية والأدبية والمادية للزوجة مرة بالتشريع لبيان الواجب والمطلوب ومرة أخرى بالتوجيه الوجداني المؤثّر.

ويصوّرعليه السلام  من أعماق القلب وأغوار الحسّ الصادق طبيعة تلك العلاقة بتعبير لطيف رقيق ينهل من القرآن الكريم ولا يكتب إلا بحبره الذي لا ينضب ويظلّ‏َ يشعّ بأنوار الحقيقة الخالدة فيوضح  عليه السلام  صلة النفس بالنفس، صلة السكن والقرار، صلة المودة والرحمة صلة الستر والتجمل.

فيا ترى ما الذي توجبه هذه الصلات من حقوق على الزوج عليه مراعاتها والقيام بها أمام شريكة العمر ورفيقة الدرب الطويل.

إن هذا ما نبيّنه فيما يلي:

الحق الأول: النفقة عليها.

فقد ألزم الإسلام الزوج بالنفقة على زوجته وتهيئة المسكن المناسب لها ضمن حدود قدرته المالية وإمكاناته المادية يقول تعالى:

«اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن» (54).

على الرجل أن يكفيها من الطعام والشراب واللباس إضافة إلى المسكن وكل ما هو ضروري في حياتها كالطبابة وغيرها، فلا يترفه هو ويضيّق عليها وهذا الحق ثابت لها حتى وإن كانت غنية موسرة.

وهي غير ملزمة بذلك إلا إذا أرادت لأن الشريعة لم تكلفها بالانفاق على زوجها إلا إذا أرادت هذا الأمر عن طيب خاطر ورضا متطوعة غير مجبرة وحول هذا الحق جاء في الحديث: «حق المرأة على زوجها أن يسدّ جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً» (55).

وأيضاً عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللَّه‏ عليه السلام : ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ قال‏ عليه السلام : «يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها» (56).

وكذلك في الحديث: «ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه اللَّه بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف» (57).

الحق الثاني: وصالها.

وهو عبارة عن حقها الزوجي في العلاقة معه، والاتصال بينهما كما أراده اللَّه تعالى ولذلك لا يحق للزوج هجرانها والابتعاد عنها زيادة عن المدة المحدّدة في الشرع المبين، ومن القبح بمكان أن يقصّر الرجل في أداء هذا الحق لها وقد ورد ذم الرجل المتهاون بهذا الأمر في النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام (58).

الحق الثالث: عدم إهانتها

فينبغي التعامل معها بإحسان فلا يعمد إلى إستعمال الألفاظ النابية معها وإن كان غاضباً أو محقّاً وهو المقصود من قول النبي‏ صلى الله عليه وآله : «ولا يقبّح لها وجهاً» (59).

وعنه  صلى الله عليه وآله : «خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم ثم قرأ: «الرجال قوامون على النساء بما فضل اللَّه بعضهم على بعض» (60)  (61).

الحق الرابع: عدم الاضرار بها

ربما يعمد بعض الأزواج إلى الاضرار بالزوجة حتى تصل إلى حالة ترجو فيها الخلاص من زوجها فتبذل مهرها لقاء أن يطلقها فيكون هو الذي الجأها إلى هذه الحالة من خلال المعاملة السيئة والأسلوب الوحشي في التعاطي معها، وربما يفرح الزوج بأنه قد نجحت خطته ووصلت إلى الغاية التي رمى إليها من خلال عملية الاضرار والاضطهاد التي مارسها مع زوجته لكن الحقيقة إن اللَّه تعالى ورسوله  صلى الله عليه وآله  بريئان من هذا الرجل وإضافة إلى ذلك فإن ما أجبرت الزوجة على دفعه له حرام عليه (62)

يقول النبي  صلى الله عليه وآله : «ألا وإن اللَّه ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه» (63).

وعنه  صلى الله عليه وآله : «إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها» (64).






 

الفصل الخامس : آداب الزوجين

الإمام زين العابدين  عليه السلام : «إن أرضاكم عند اللَّه أسبغكم على عياله»

الإمام الكاظم  عليه السلام : «جهاد المرأة حسن التبعّل»

 

آداب التعامل بين الزوجين

إن أداء الحق الزوجي لوحده غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين طالما لم يتحلّ كل منهما بالآداب الإسلامية البيتية، والعلة في ذلك أن القيام بالآداب يلعب دوراً هاماً في تنمية عوامل المودة والاستمرار ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجية ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً وحثّ على الالتزام بها ونتعرف أولاً على آداب الزوجة مع زوجها.






 

آداب تعامل الزوجة مع الزوج

يجمل من الزوجة أن تتحلى بالأمور التالية:

أولاً: خدمة زوجها.

جاء عن النبي صلى الله عليه وآله : «ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه. لم يعذّبه» (65).

وعن الباقر  عليه السلام : «ايما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت» (66).

وعن الكاظم عليه السلام : «جهاد المرأة حسن التبعّل» (67).

وفي الحديث: «ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها» (68).

ثانياً: الصبر على أذيته‏

عن رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله : «من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم» (69).

وعن الباقر  عليه السلام : «إن اللَّه عزّ وجلّ كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل اللَّه وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته» (70).

ثالثاً: اظهار المودة له في أقوالها وأفعالها.

ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجية حيث ينعكس بشكل إيجابي على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها ويصل إلى مكان عمله فيقوم بوظيفته مع راحة نفسية وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب التي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشي‏ء يفوق تصورها وهو أن بشّرها بالجنة.

في الحديث عن الصادق عليه السلام  أنه قال: «جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله : بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً» (71).

رابعاً: معاونته في الدين والعبادة

في الحديث عن النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله : «ايما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثواب ما يعطي امرأة أيوب عليه السلام (72).

خامساً: التجمّل له، واظهار الهيئة الحسنة لها في عينه والابتعاد عما ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها لما يرغب فيه وما يرغب عنه.

وفيما ورد:

«... لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته (73) ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة (74).

والهيئة الحسنة لها في عينه» (75).






 

آداب تعامل الزوج مع الزوجة

أولاً: إطعامها بيده.

عن النبي صلى الله عليه وآله : «إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته» (76).

ثانياً: الجلوس معها.

عن النبي  صلى الله عليه وآله : «جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا» (77).

 

ثالثاً: خدمة البيت معها.

ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت علي وفاطمة L حيث روي عن علي  عليه السلام  قوله: «دخل علينا رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله  وفاطمة  عليها السلام   جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى  عليهم السلام ، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفى‏ء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد  في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والآخرة» (78).

رابعاً: الصبر على سوء خلقها.

في الحديث: «من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب  عليه السلام  على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج» (79).

خامساً: أن يوسع عليها في النفقة ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.

يقول زين العابدين  عليه السلام : «إن أرضاكم عند اللَّه أسبغكم على عياله» (80).

سادساً: التجاوز عن عثراتها.

من الممكن أن تخطى‏ء المرأة كما الرجل فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذية بها بل على العكس تماماً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله‏ عليه السلام : «وإن جهلت غفر لها».

وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة.

خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيث قال رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله : «أوصاني جبرئيل عليه السلام  بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة» (81).

سابعاً: استمالة قلبها

وهي تتم بأمور:

أولاً: التجمّل لها وابداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكد الإسلام على التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أن عليها ذلك في قباله.

عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن  عليه السلام  اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال  عليه السلام : «نعم إن الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا قال: فهو ذاك» (82).

ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.

ثالثاً: المعاشرة الجميلة.

جاء عن الصادق  عليه السلام  قوله: «لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها» (83).

والحديث جامع للأمور الثلاثة.

رابعاً: خطاب المودّة

حيث يقول النبي  صلى الله عليه وآله : «قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً» (84).

 

وبالإمكان في ختام تعداد هذه الحقوق أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقصير بها وبالخصوص مع الالتفات إلى قول رسول اللَّه  صلى الله عليه وآله : «ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي» (85).

وفي رواية أخرى: «ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» (86).

الخاتمة

وصية أمامة التغلبيّة

«نصحت سيدة من سيدات  العرب وهي(أمامة التغلبية( ابنتها )أم إياس بنت عوف)وكان ذلك قبل زفافها، فقالت لها:

«يا بنيّة لو كانت الوصية تترك لفضل أدب، أو لتقدم حسب، لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل.

يا بنيّة لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا.

يا بنيّة إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني أمة يكن لك عبداً. واحفظي مني خصالاً عشراً يكنّ لك ذكراً وذخراً.

أما الأولى والثانية: فالصحبة والقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب.

وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح.

واعلمي يا بنيّة أن الماء أطيب الطيب المفقود.

وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله فإن حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

واتقي من ذلك الفرح كله إن كان ترحاً، والاكتئاب إن كان فرحاً. فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير. وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة.

 واعلمي يا بنيّة أنك لا تدربين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت. واللَّه يضع لك الخير وأستودعك اللَّه».





هامش

(1) وسائل الشيعة، ج‏7، ص‏30.

(2) وسائل الشيعة، ج‏14، ص‏3.

(3) سورة الروم، الآية/21.

(4) كنز العرفان للحجة السيوري، ج‏3، ص‏4، دار الأضواء طبع النجف  والكافي، ج‏5، ص‏327.

(5) سورة النساء، الآية/34.

(6) ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1184.

(7) كنز العمال، 44410.

(8) معاني الأخبار، 1 - 144.

(9) سورة الروم، الآية/21.

(10) سورة البقرة، الآية/187

(11) سورة الأعراف، الآية/31.

(12) جامع أحاديث الشيعة، ج‏20، كتاب النكاح، ص‏57، حديث رقم 196 نقلاً عن فروع الكافي ج‏5، ص‏332.

(13) وسائل الشيعة، ج‏14، ص‏23.

(14) جامع أحاديث الشيعة، ج‏20، ص‏38، حديث رقم 132 .131 .130.

(15) ميزان الحكمة، حديث 7805.

(16) م.ن. ح‏7807.

(17) م.ن. ح‏7808.

(18) م.ن. ح‏7810.

(19) م.ن. ح‏7812.

(20) سورة النور، الآية: 32.

(21) ميزان الحكمة، حديث 7813.

(22) م.ن. حديث 7817.

(23) م.ن. حديث 7815.

(24) ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1184.

(25) نفس المصدر.

(26) نفس المصدر.

(27)  سورة النساء، الآية: 130.

(28)  سورة النور، الآية: 32.

(29)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1183.

(30)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1183.

(31)  نفس المصدر.

(32)  كنز العمال، 44602.

(33)  وسائل الشيعة، 2- 21 - 14.

(34)  البحار، 35 - 237

(35)  م.ن. 10-  232 - 103

(36)  البحار، 19 - 235  -103

(37)  كنز العمال، 44590.

(38)  البحار، 19 - 235 - 103.

(39)  ميزان الحكمة، حديث: 7863.

(40)  م.ن. حديث 7864.

(41)  مكارم الأخلاق، ص‏215.

(42)  الإسلام والأسرة، ص‏95.

(43)  الكافي، ج‏5، ص‏508.

(44)  عيون أخبار الرضا  عليه السلام ، ج‏1، ص‏14.

(45)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1186.

(46)  مكارم الأخلاق، ص‏215.

(47)  الإسلام والأسرة، ص‏98.

(48)  تحرير الوسيلة، ج‏2، ص‏339.

(49)  ميزان الحكمة، حديث 7894.

(50)  م.ن. حديث 7895.

(51)  م.ن. حديث 7897

(52)  وسائل الشيعة، ج‏14، ص‏123.

(53)  رسالة الحقوق: حق الزوجة.

(54)  رسالة الحقوق: حق الزوجة.

(55)  ميزان الحكمة، حديث 7870.

(56)  م.ن. حديث 7874.

(57)  مكارم الأخلاق، ص‏217.

(58)  راجع سفينة البحار، ج‏1 ص‏180.

(59)  ميزان الحكمة، حديث 7870.

(60)  سورة النساء، الآية/38.

(61)  مكارم الأخلاق، ص‏216.

(62)  راجع تحرير الوسيلة، ج‏2، ص‏352، مسألة 14.

(63)  ثواب الأعمال: 1  338.

(64)  جامع الأخبار، 1259  447.

(65)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏186.

(66)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏186.

(67)  الكافي، ج‏5، ص‏507.

(68)  وسائل الشيعة، ج‏14، ص‏123.

(69)  ميزان الحكمة، ج‏2، ص‏1187.

(70)  مكارم الأخلاق، ص‏215.

(71)  مكارم الأخلاق، ص‏215.

(72)  م.ن. ص‏201.

(73)  حاطه حياطة: حفظه وتعهده.

(74)  أي بالقول الطيب.

(75)  بحار الأنوار، ج‏75، ص‏237.

(76)  المحجة البيضاء، 70  3.

(77)  تنبيه الخواطر، 122  2.

(78)  مستدرك الوسائل، ج‏13، ص‏42.

(79)  ميزان الحكمة، حديث 7891.

(80)  م.ن. حديث 7909.

(81)  الوسائل، ج‏7، ص‏121.

(82)  الكافي، ج‏5، ص‏567.

(83)  البحار، ج‏70  237  78.

(84)  ميزان الحكمة، حديث 7873.

(85)  وسائل الشيعة، ج‏7، ص‏122.

(86)  م.ن. ومكارم الأخلاق، ص‏116.