بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
وبعد،
فإن الإسلام كما اهتم ببناء النفوس والبواطن
و ركز على تهذيبها من الصفات الرذيلة وتحليتها بالأخلاق الحميدة، فإنه ركز على أن
يكون ظاهر الإنسان متصفا بصفات تجعله مرغوبا به بين الناس ومتميزا عن غيره بالكثير
من الاداب، والتي تنعكس على ظاهر شخصيته، فتزيده من الله قربا، وفي ما بين الناس
رفعة وتميزا وشأناً.
ولكثرة ما وجدنا في الكتاب الكريم والسنة المطهرة
من الحديث عن تحسين مظهر الإنسان المؤمن وما ينبغي أن يكون عليه، وحرصا منا على
تعميم هذه الثقافة التي جاء بها الإسلام العظيم، كان هذا الكتيب الذي بين يديك وهو
محاولة متواضعة، لإظهار ما في الإسلام من الأمور المهمة التي تتعلق بمظهر الإنسان،
والتي يتفاخر بها أهل الغرب بأنها من ثقافتهم وقد سبقهم الإسلام إليها بعصور
طويلة، سائلين اللَّه تعالى أن يتقبل منا هذا العمل إنه نعم المولى ونعم المجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
لا يختلف عاقلان في أن طبع النظافة طبع مجبول في
داخل النفس الإنسانية التي تحمل فطرة بيضاء نقية، لم تتلوث بأسباب الفساد الخلقي،
فإن العقل يعتبر النظافة من الأمور الخيِّرة في الإنسان والإنسان بفطرته محب للخير
يقول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ
لَشَدِيدٌ) (1)، كما أن المجتمعات الإنسانية تشير بأصابع الاستحقار
والازدراء لمن لا يتحلى بالنظافة، وهذا ما يراه كل من الناس في داخله، فحب النظافة
أمر فطري يحث عليه العقل ويجعل المتحلي به محبوباً بين الناس.
ولكن ما هو رأي الدين الإسلامي الحنيف في مسألة
النظافة العامة؟
وهل اعتبرها أمرا ثانويا وغير مهم؟، أم أنه
اعتبرها ضرورة؟
وهل في الإسلام ادابٌ للنظافة ينصحُ بها المسلم؟
سنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة المهمة في الصفحات
المقبلة إن شاء اللَّه تعالى.
إن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين الفطرة وبالتالي
فإن جل الأحكام التي أتى بها توافق الفطرة السليمة ومن هنا أولى الدين الإسلامي
مسألة النظافة اهتماما خاصاً، حتى أن بعض الأحاديث الشريفة جعلت النظافة من الأمور
التي بني عليها الإسلام، ففي الحديث عن رسول اللَّه (ص): «تنظفوا
بكل ما استطعتم، فإن اللَّه تعالى بنى الإسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل
نظيف»(2) .
وفي حديث اخر عنه (ص): «إن
الإسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف» (3).
وكان الرسول الأكرم (ص) كثيراً ما يحث أمته على
النظافة، ويأمرهم بها، ومن المحفوظ عنه في ذلك قوله (ص): «إن
الله يبغض الرجل القاذورة فقيل: وما القاذورة يا رسول الله؟ قال: الذي يتوقف(4) به جليسه(5).
كما أن الدين الإسلامي أمر بالنظافة فإن كل
الأنبياء (عليهم السلام) أمروا الناس بها ففي الرواية عن الإمام الرضا (ع): من أخلاق الأنبياء التنظف(6).
بعد أن عرفنا رأي الإسلام في النظافة واهتمامه
بها، من خلال الأحاديث الشريفة، نعلم أن الدين الإسلامي العظيم أراد للإنسان
المؤمن أن يكون متميزاً من حيث مظهره الخارجي بحيث يعطي الانطباع الملفت للنظر الى
اهتمام الإسلام بشؤون الحياة الفردية للإنسان.
فكما أراد
الإسلام تميز المسلم من خلال المظهر أراد أيضاً أن يبعده عن مواضع الانتقاد أو
الاحتقار، الذي تسببه القذارة، لأن المجتمعات الإنسانية بشكل عام تحتقر الإنسان
المتقذر وتنفر منه، وإن الأمم التي يكون حالها التقذر لا محالة سائرة إلى الهلاك
لأن المتقذر إنسان لا يشعر بالمسؤولية، فلو كان كل المجتمع كذلك فإن الهلاك حليفه
الدائم والملازم، ولذا ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (ص): هلك المتقذرون(7).
لم يكتفِ
الإسلام بأن أمر أتباعه بالاهتمام بالنظافة، بل أرشدهم إلى التفاصيل الخاصة التي
ينبغي التركيز عليها في هذه المسألة ومن الأمور التي أكد عليها هذا الدين العظيم:
فلا بد أن
يبدأ الإنسان من خلال نفسه فينظفها
ومن الأمور التي ورد فيها الإهتمام الخاص:
أ الأظافر: فقد أولاها الإسلام
اهتماماً خاصاً فأمر بقص الأظافر ففي الرواية عن الإمام الصادق (ع) قال من السنة تقليم الأظفار(8).
كما أن
لتقليم الأظفار فوائد كثيرة واثارا عظيمة ففي الرواية عن الإمام الصادق (ع)
قال: قال رسول الله (ص): تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق(9).
ومن الاثار
المعنوية التي تترتب على إطالة الأظفار ما ورد في الرواية عن الإمام الصادق (ع): إن أستر وأخفي ما يسلط الشيطان من ابن ادم أن صار يسكن تحت
الأظافير(10).
كما نبه
الإسلام إلى عادة سيئة ونهى المسلمين عنها وهي عادة تقليم الأظفار بالأسنان ففي
حديث المناهي قال: نهى رسول الله (ص) عن تقليم الأظفار
بالأسنان(11).
ب البدن: فإن البدن الذي يفرز العرق
ويلاقي الأوساخ في العمل، يستحق أن يحظى بفرصة ليزيل عنه الأقذار، كما أن الناس
الذين نجالسهم من حقهم أن لا نؤذيهم برائحة البدن القذر والمتعرق، ففي الرواية
الإمام علي (ع): تنظفوا بالماء من النتن الريح الذي
يتأذى به، تعهدوا أنفسكم، فإن الله عز وجل يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به
من جلس إليه(12).
ومن حق هذا
البدن أن يكون طاهراً أيضاً من النجاسات ففي الرواية عن رسول الله (ص): طهِّروا هذه الأجساد طهَّركم الله، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً
إلا بات معه ملك في شعاره، ولا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك
فإنه بات طاهراً(13).
ج الأسنان: ولو أردنا أن نحصي ما جاء من
الروايات الشريفة في الأسنان والاهتمام بها ونظافتها للزمنا كتاب كامل، ولكن نشير
باختصار إلى بعض الاداب التي وردت في تنظيف الأسنان، فقد ورد الأحاديث الكثيرة
التي تأمر المسلمين باستعمال السواك وهو عود كان يستعمل في السابق في تنظيف
الأسنان وغالباً ما يكون من شجر الأراك الموجود في الجزيرة العربية ومن هذه
الروايات:
عن
الإمام الصادق (ع) قال: من سنن المرسلين السواك(14)
وعن
أمير المؤمنين (ع): السواك مطهرة للفم مرضاة للرب(15)
قال
رسول الله (ص): ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى ظننت
أنه سيجعله فريضة(16)، أي واجباً من الواجبات الشرعية
وفي هذا الحديث تأكيد كبير على استحباب السواك، وليس من الضروري أن يكون السواك من
الأراك، إلا أن بعض الروايات عبرت أن أفضل السواك الأراك، ولذا فإن فرشاة الأسنان
التي نستعملها في هذا العصر يصدق عليها السواك أيضاً.
ورد في
الروايات الكثير من الفوائد المرتجاة من السواك ففي الرواية عن الإمام الصادق (ع):
في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومفرحة
للملائكة، وهو من السنة، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب بالحفر(17).
وفي رواية
أخرى عنه (ع) قال: في السواك اثنتا عشرة خصلة، هو من
السنة، ومطهرة للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرب، ويذهب بالغم، ويزيد في الحفظ،
ويبيض الاسنان، ويضاعف الحسنات، ويذهب بالحفر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، وتفرح به
الملائكة(18).
ورد في
الروايات الشريفة أوقات معينة يستحب فيها السواك كما انه ورد النهي عن استعمال
السواك في أماكن معينة.
فمن الأوقات
التي يستحب فيها السواك هو عند النوم وبعده ووقت السحر ففي الرواية عن أبي عبد
الله (ع) قال: إن رسول الله (ص) كان إذا صلى العشاء
الاخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك
ويتوضأ ويصلي أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي، ثم قال: لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة وقال في اخر الحديث: إنه كان يستاك في كل مرة قام من
نومه(19).
كما يستحب
السواك قبل الوضوء للصلاة ففي وصية النبي (ص) لعلي (ع) أنه قال: يا علي اوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: أللهم
أعنه وعد جملة من الخصال إلى أن
قال وعليك بالسواك عند كل وضوء(20).
وفي رواية
أخرى عنه (ص): لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك
عند وضوء كل صلاة(21).
كما يستحب
السواك وتنظيف الأسنان والفم عند قراءة القران الكريم ففي الرواية عن رسول الله
(ص): نظفوا طريق القران، قيل يا رسول الله وما طريق
القران؟ قال (ص): أفواهكم قيل: بماذا؟ قال (ص): بالسواك(22).
ومما ورد في
الروايات أيضا أن يتمضمض الإنسان بعد السواك ففي الحديث عن الإمام الصادق (ع) قال:
من استاك فليتمضمض(23).
ومن الأماكن
التي نهت الروايات عن استعمال السواك فيها الحمام وهو مكان الاستحمام والاغتسال،
لا بيت الخلاء، ففي حديث المناهي
قال: ونهى رسول الله (ص) عن السواك في الحمام(24).
الأمر الثاني
الذي أكد عليه الدين الإسلامي
الحنيف هو نظافة البيت وملحقاته ومما أكدت عليه الروايات الشريفة بشكل خاص:
أ الكنس: فقد أشارت الروايات إلى
ضرورة كنس البيوت من الغبار والأوساخ وأشارت إلى أن أثر هذا الأمر أن ينفي الفقر
ففي الرواية عن الإمام الباقر (ع): كنس البيوت ينفي
الفقر(25).
ب الجلي: فغسل الأواني التي يتناول
فيها الإنسان طعامه أمر ضروري للغاية سواء على المستوى الصحي أو الديني وقد أكدت
عليه الأحاديث حيث ورد في الرواية عن الإمام الصادق (ع): غسل
الإناء وكسح الفناء مجلبة للرزق(26).
ج القمامة: حيث ورد عن الرسول الأكرم
(ص): لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً،
فإنها مقعد الشيطان(27)، كما أنها مقعد الأمراض
والحشرات الضارة أيضاً.
د حوك العنكبوت: فإن الروايات تشير إلى أنه
بيت الشياطين كما أنه يورث الفقر ففي الحديث عن الرسول الأكرم (ص): بيت الشياطين من بيوتكم بيت العنكبوت(28).
وعن الإمام
علي (ع): نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت، فإن تركه في
البيت يورث الفقر(29).
ه الثياب : فإن الثياب النظيفة، أمر لا
يختلف اثنان في أهميته وأثره على النفس والمجتمع، ففي الرواية عن الإمام علي (ع): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور للصلاة(30).
ورد في
الرواية عن أمير المؤمنين (ع): ليتزين أحدكم لأخيه
المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة(31).
إن مسألة
التزين وتحسين الظاهر من الأمور التي أكدت الشريعة عليها، بل إن الله تعالى قد ذم
الذين حرموا على أنفسهم ما أحله الله تعالى لهم فقال عز من قائل: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ امَنُوا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْاياتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ)(32)، فإذا كان الله تعالى قد أحل
لنا هذه النعم، فليس لأحد أن يحرمها على نفسه بل إن الله تعالى يحب أن يرى أثر
النعمة على من أنعم عليه ففي الرواية عن الإمام علي (ع): إن
الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده(33).
ومن الأمور المهمة
المتعلقة بظاهر الإنسان مسألة اللباس فما هي اداب اللباس وكيف ينبغي أن يكون؟
إن أهل البيت
(عليهم السلام) الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس هم القدوة لنا بعد الرسول الأكرم
(ص)، وقد ورد في رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الإمام الرضا (ع): «قال أبي ما تقول في اللباس الحسن؟ فقلت: بلغني أن الحسن (ع)
كان يلبس، وإن جعفر بن محمد (عليهما السلام) كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به فيغمس في الماء، فقال لي:
البس وتجمل، فإن علي بن الحسين (ع) كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف
الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه
الاية: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)(34) (35).
فإذ كان حال
أهل البيت (عليهم السلام) ذلك فعلينا أن نتبعهم في ذلك، لا أن نظهر حالة البؤس على
أنفسنا ونعمة الله تعالى في أيدينا و نحن قادرون على تحسين مظهرنا ففي الرواية عن
الإمام الصادق (ع): إن الله يحب الجمال والتجمل، و يكره البؤس والتباؤس، فإن الله
عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها، قيل : وكيف ذلك؟ قال (ع):
ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس
ينفي الفقر، ويزيد في الرزق(36).
لقد أحل الله
تعالى للمسلم أن يلبس ما يشاء من الثياب التي تحسن مظهره، إلا أنه حرم عليه
أنواعاً من اللباس وهي:
1
لباس الشهرة:
وهو على عدة
أنواع:
أ
اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد
أكدت كثير من الروايات على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن
بكر البصري، على الإمام الصادق (ع) وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال (ع): يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟
قال (ع): نعم، قال رسول الله (ص): من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب
الذل يوم القيامة(37).
وفي
رواية أخرى عنه (ع) قال: إن الله يبغض شهرة اللباس(38).
وفي
رواية أيضا عنه (ع) قال: كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوباً
مشهراً ويركب دابة مشهرة(39).
ب
من ثياب الشهرة أن يلبس الرجل لباس المرأة والمرأة لباس الرجل فقد كثرت
الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر
(ع) قال: قال رسول الله (ص): لعن الله المحلل والمحلل
له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسباً لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء
والمتشبهات من النساء بالرجال(40)...
وفي
رواية أخرى عن الإمام علي (ع): أخرجوهم من بيوتكم فإنهم
أقذر شيء(41).
2
الحرير للرجال:
فقد ورد في
النهي عن لبسه للرجال الروايات الكثيرة منها ما روي عن أبي عبد الله الصادق (ع)
قال: لا يصلح للرجل أن يلبس الحرير إلا في الحرب(42)، والمحرم من الحرير الملبوس
هو الثوب الحرير مئة في المئة، أما لو كان ممزوجاً من الحرير وغيره فإنه يجوز
لبسه.
وقد أشارت
الرواية إلى الاستثناء من اللبس المحرم وهو حالة الحرب، فإنه يجوز لبس الحرير
فيها.
والنتيجة أنه
يجوز للإنسان أن يلبس ما يشاء من الثياب ما لم تكن ثياب شهرة، أو من حرير خالص.
3
التشبه بالكافرين
يعتمد بعض
الشبان والشابات، في لبس ثيابهم ونوعيتها أسلوباً يتناسب مع الثقافات الغريبة عن
مجتمعاتنا ويقلدون في ذلك بعض الأشخاص المهمين والمعروفين في العالم الغربي
كالرياضيين والمغنين وغيرهم، فهل يجوز للمسلم أن يتبع أسلوبهم في التزين أو أن
يقلدهم في اللباس أو قصات الشعر؟
محافظة الشاب
والشابة على مظهرهما المتدين، هو حاجز يمنعان من خلاله الثقافة الغربية الغازية
لأمتنا من الانتشار، لا سيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار
شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال إلهاءهم عن أهدافهم الحقيقية، بأمور
سطحية وهامشية، كالموضة ووسائل الترفيه الإعلامية المغرضة المبعدة عن الإسلام
وأهدافه العظيمة كل البعد، ومن هنا لا بد من التركيز على نقاط مهمة هي:
- لا يجوز لبس الثياب التي تروج لبضائع المسكر كالخمر وتحمل
دعاية له(43).
- لا يجوز لبس ربطة العنق وشبهها مما يكون من لباس وزي غير المسلمين بحيث يؤدي إلى نشر الثقافة
الغربية المعادية، ولا يختص الحكم بمواطني الدولة الإسلامية(44).
كم أنه إذا كان قص الشعر بطريقة معينة وأسلوب خاص يعتبر تشبُّها
بأعداء الإسلام وترويجا لثقافتهم
فإن أي عمل من هذا النوع يكون محرماً(45).
إن الرسول
الأكرم (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) بذلوا المهج والأنقس والعذابات الطويلة
وسجنوا وقتلوا، وتحملوا في سبيل رفع راية لا إله إلا الله ما تحملوا، لكي ينشروا
شريعة الله التي تحقق السعادة للإنسان، فإن التقليد لأعدائهم، هو استخفاف بكل هذه
التضحيات، وخيانة كبرى لكل الدماء التي سقطت في سبيل رفع راية هذا الإسلام المحمدي
الأصيل، بل يمكن القول أن أشد أعداء هذا الدين من يفتك بثقافتة، ويخرجها من منبعها
الأصيل ليحل محلها ما استورد من السخافات التي لا تعبر إلا عن شأن أهلها
الحقيقيين، فعن الإمام الصادق (ع): إنه أوحى الله إلى
نبي من أنبيائه قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا
تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي(46).
هنالك بعض
الاداب التي وردت في الروايات تتعلق بمسألة اللباس ومن هذه الاداب:
الدعاء عند اللبس:
فإن الدعاء
عند لبس الثوب الجديد يعتبر استفتاحا له بذكر الله تعالى، وتذكير بالاخرة بعد
الانتباه لأمور الدنيا فالدعاء عند اللبس للثوب الجديد هي طريقة لربط الإنسان بشكل
دائم بالله سبحانه وهو أسلوب من الإسلام في كل الأمور التي يفعلها الإنسان من
الطعام والشراب، حتى لا تسيطر الدنيا على قلب الإنسان، وكذا الحال في الثياب، ومن
الأدعية التي وردت في الروايات الشريفة:
عن أمير
المؤمنين (ع) أنه وقف على خياط بالكوفة فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه،
فقال: «الحمد لله الذي ستر عورتي، وكساني الرياش، ثم
قال: هكذا كان رسول (ص) يقول: إذا لبس قميصاً(47).
* وفي رواية معاوية بن عمار (رض) قال: قال أبو عبد الله (ع) في ثوب يلبسه: «اللهم اجعله ثوب يمن وبركة، اللهم ارزقني فيه شكر نعمتك وحسن
عبادتك والعمل بطاعتك، الحمد لله الذي رزقني ما أستر به عورتي وأتجمل به في الناس»(48).
* وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) قال: من
قطع ثوباً جديداً وقرأ «إنا أنزلناه في ليلة القدر» ستاً وثلاثين مرة، فإذا بلغ
«تنزل الملائكة» قال: «تنزل الملائكة، ثم أخذ شيئاً من الماء ورش بعضه على الثوب
رشاً خفيفاً، ثم صلى فيه ركعتين ودعا ربه عز وجل وقال في دعائه: «الحمد لله الذي
رزقني ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي وأصلي فيه لربي» وحمد الله، لم يزل في
سعة حتى يبلى ذلك الثوب(49).
* وعن الإمام الباقر (ع): وسألته عن الرجل يلبس الثوب الجديد، فقال
(ع): يقول: «بسم الله وبالله، اللهم اجعله ثوب يمن
وتقوى وبركة، اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك، الحمد
لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس»(50).
لبس ثياب القطن:
ففي الرواية
أن لباس القطن هو لباس أهل البيت (عليهم السلام) فعن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): البسوا ثياب القطن فإنه لباس رسول
الله (ص) وهو لباسنا(51).
لبس الثوب الأبيض:
فعن الإمام
الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص): ليس من ثيابكم شيء
أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم(52).
طيّ الثياب:
فقد أكدت
الروايات على أهمية الحفاظ على الثوب من خلال عدم ابتذاله أي استعماله في الأمور
التي تتسبب بإتلافه أو رميه بدون ترتيب بل أكدت على ضرورة طيّه، ففي الرواية عن
الإمام الباقر (ع): طي الثياب راحتها وهو أبقى لها(53).
وفي رواية أخرى عن
أبي عبد الله (ع) قال: أدنى الإسراف هراقة فضل الإناء
وابتذال ثوب الصون وإلقاء النوى(54).
غسل الثياب:
فإن الثوب
النظيف يرفع من قدر الإنسان في عين الاخرين، فيحترمونه ويقدرون اهتمامه بالنظافة
والترتيب ففي الرواية الإمام الباقر(ع) قال: الثوب
النقي يكبت العدو(55).
وفي رواية
أخرى عن النبي الأكرم (ص): من اتخذ ثوبا فلينظفه(56).
فهذه جملة من
اداب اللباس.
لقد خلق الله
تعالى الشعر على جسم الإنسان، لمصالح تعود بالفائدة عليه وقد كشف عن بعضها العلم
الحديث، ولكن بالإضافة إلى ما في الشعر من فائدة على صحة الإنسان، فإن له أيضا
فائدة كبرى وهي تحسين صورة وجه الإنسان فمن شعر الرأس إلى الحاجبين والأهداب،
والشاربين واللحية في الرجل،هذه المناطق التي كساها الله تعالى بالشعر الذي يضيف
إلى الوجه الجمال والهيبة وقد يكون لتحريك أي منها علامات تفهم الاخرين بعض
الانطباعات، كرفع الحاجبين في التعجب وتقطيبهما في العبوس، ولهذا فقد وصفت
الروايات أن الشعر نعمة من الله تعالى على الإنسان فلا بد من أن نحسن صحبتها ففي
الرواية عن الإمام الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص)
من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه(57).
وفي رواية
أخرى عنه (ع): الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه(58).
ولكن السؤال
كيف نكرم هذا الشعر؟
إن إكرام
الشعر يتحقق من خلال عدة أمور:
1
تسريحه:
فقد تحدثت
الكثير من الروايات عن أهمية تسريح الشعر وما له من الفوائد ومن هذه الروايات ما
ورد عن الإمام الصادق (ع): تسريح العارضين يشد الأضراس،
وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الحاجبين
أمان من الجذام، وتسريح الرأس يقطع البلغم(59).
وفي رواية
أخرى تتحدث عن فائدة تسريح الشعر بالمشط عن إمامنا الكاظم (ع) يقول: المشط
يذهب بالوبا(60).
وقد سئل أبو
الحسن الرضا (ع) عن قول الله عز وجل: (يَا بَنِي ادَمَ
خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(61)، «قال (ع): من ذلك التمشط عند كل
صلاة»(62).
2
حف الشارب:
والمقصود من
حف الشارب أن تقص أطرافه التي تتدلى على الشفة العليا للفم ففي الرواية عن رسول
الله (ص): من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الاطارة(63)، والاطارة:
لكل شيء ما أحاط به. وإطارة الشفة: اللحم المحيط بها(64).
وأكدت بعض
الروايات على أن يحف الشارب مرة في الأسبوع فعن الإمام الصادق (ع): أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام(65).
وقد يتسائل
أحدهم ما الحكمة من عدم تطويل الشارب إلى الفم وما الضير في إطالته، فتجيبه
الروايات عن الحكمة من عدم الإطالة فعن النبي الأكرم (ص): لا يطولن أحدكم شاربه، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به(66).
3
تدوير اللحية:
والمقصود
بالتدوير أن تجعل أطرافها متناسقة على هيئة الدائرة بحيث لا يذهب بعضها يمنا وبعضا
للأسفل بشكل غير متسق، وقد ورد في بعض الأحاديث أن الرسول الأكرم (ص) قد انزعج من رؤية أحدهم وقد أهمل لحيته،
تقول الرواية أنه (ص) نظر إلى رجل طويل اللحية، فقال (ص): ما ضر هذا لو هيأ من لحيته؟ فبلغ الرجل ذلك، فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم
دخل على النبي (ص)، فلما راه قال(ص): هكذا فافعلوا(67).
ويروي محمد
بن مسلم (رض) قال: رأيت الباقر (ع) يأخذ من لحيته، فقال له (ع): دوروها(68).
أدب التمشط
وللتمشط اداب
وردت في الروايات ومن هذه الاداب:
1
إمرار المشط على الصدر:
فقد ورد في
الحديث عن أبي الحسن الكاظم (ع) قال: إذا سرحت رأسك
ولحيتك فأمر المشط على صدرك فإنه يذهب بالهم والوبا(69).
2
الدعاء:
فهناك أدعية
معينة يستحب أن تقرأ أثناء التمشط ذكرتها الرواية عن الإمام الصادق (ع): إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس
وليضعه على أم رأسه، ثم يسرح مقدم رأسه ويقول: «اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما
واصرف عني الوباء»، ثم يسرح مؤخر رأسه ويقول: «اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني
كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فتردني على عقبي»، ثم يسرح على حاجبيه ويقول:
«اللهم زيني بزينة الهدى»، ثم يسرح الشعر من فوق، ثم يمر المشط على صدره ويقول في
الحالين معاً: «اللهم سرح عني الهموم والغموم ووحشة الصدر ووسوسة الشيطان»، ثم
يشتغل بتسريح الشعر ويبتدى به من أسفل ويقرأ: «إنا أنزلناه في ليلة القدر»(70).
3
عدم التمشط من قيام:
والأثر الذي
ذكرته الروايات للتمشط من قيام أنه يورث الفقر والدين ففي الرواية عن النبي الأكرم
(ص) قال من امتشط قائماً ركبه الدين(71).
وفي حديث اخر
عن الإمام علي (ع) قال: ... والتمشط من قيام يورث الفقر(72).
وفي حديث اخر
عن أبي الحسن موسى الكاظم (ع) قال: لا تمتشط من قيام
فإنه يورث الضعف في القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب(73)...
4
عدم التمشط في الحمام:
وقد ذكرت
الرواية الحكمة من ذلك أن التمشط في الحمام يجعل الشعر ضعيفاً فعن الإمام الصادق
(ع): لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر(74).
والمقصود من
الحمام في الرواية مكان الاستحمام لا بيت الخلاء.
5
عدم التمشط بمشط الفضة:
ففي الرواية
أن أهل البيت (عليهم السلام) كرهوا ذلك فعن الإمام الصادق (ع): إنه كره أن يدهن في مدهنة فضة أو مدهن مفضض والمشط كذلك(75).
إن التعطر هي
وسيلة من الوسائل التي اعتمدها الإنسان منذ قديم الأزمان في الزينة، وهي مسألة لا
تختص بالرجال فالعطر يستعمله الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هل للشريعة
الإسلامية رأي في هذا الموضوع؟
اهتمت
الشريعة الإسلامية بمسألة العطر بشكل خاص حيث أولته اهتماما بالغا، حيث كان الرسول الأكرم (ص)، يهتم بالتعطر ويأمر أصحابه به ولشدة
ما كان (ص) يحافظ على التعطر الدائم، إذا كان يوم الجمعة ولم يصب طيبا دعا بثوب
مصبوغ بزعفران فرش عليه الماء، ثم مسح بيده ثم مسح به وجهه(76)، وكان (ص) ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام(77).
وقد تظافرت
الروايات الشريفة في الدعوة إلى التعطر فعن الإمام الرضا (ع): الطيب من أخلاق
الأنبياء(78).
وقد اعتبرت
بعض الروايات أن المال الذي ينفقه الإنسان في العطر مهما كثر فلا يعد إسرافاً
ترغيباً للمؤمنين في المحافظة على هذه السنة المطهرة، فعن الإمام الصادق (ع) قال: ما أنفقت في الطيب فليس بسرف(79).
لقد حددت لنا
الشريعة الغراء أوقاتا يستحب فيها التطيب ومن هذه الأوقات:
1
التطيب للصلاة:
وقد ذكرت
الروايات تضاعف الأجر من الله تعالى لمن تعطر قبل الصلاة فعن الإمام الصادق (ع): ركعتان يصليهما متعطرا أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر(80)، كما أن التعطر قبل الخروج
للصلاة كان من السنن النبوية المأثورة.
2
التطيب في الصيام:
فإن الروايات
تعبر أن التطيب في حالة الصوم تحفة للصائم أي هدية له فقد كان الإمام الصادق (ع) إذا صام تطيب بالطيب ويقول (ع): الطيب تحفة الصائم(81).
3
الطيب نهار الجمعة:
فقد ورد في
الرواية أن عثمان بن مظعون قال لرسول الله (ص): قد أردت
أن أدع الطيب وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (ص): لا تدع الطيب، فإن الملائكة
تستنشق ريح الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كل جمعة(82).
إن حرص
الإسلام على تحسين الإنسان لظاهره، لم يهمل اهتمامه بالنفس الإنسانية وتهذيبها
وتحليتها بسائر الأخلاق ومن الأمور التي يؤكد الإسلام العظيم عليها أن يتقرب
الإنسان إلى ربه في سائر الأمور حتى في المباحات، فلو أراد الإنسان أن يتناول
الطعام فلا بأس به أن يقصد التقوي به على طاعة الله تعالى وبهذا الأسلوب يصبح
الإنسان أكثر ارتباطاً بالله سبحانه وتعالى فيكون في حالة ذكر دائم.
ومن هنا أراد
الشرع لنا أن يكون التعطر لله أولا قبل أن يكون لأي شيء اخر وقد أكدت بعض
الروايات الشريفة على ذلك منها ما روي عن رسول الله (ص): من
تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك الأذفر، ومن تطيب لغير الله
جاء يوم القيامة وريحه أنتن من
الجيفة(83).
لقد حرص
الشارع المقدس على أن لا تكون النساء وسيلة لإفساد الشباب سواء من خلال خروجها
بطريقة تهيج الغرائز، من خلال إظهار المفاتن، أو من خلال تبرجها وتعطرها بحيث تجلب
نفوس الشباب إليها وقد تشددت الروايات التي تهى المرأة عن الخروج من البيت متعطرة
ففي الرواية عن الرسول الأكرم (ص): أيما امرأة استعطرت
فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية(84).
ولكن الإسلام
لم يقمع غريزة الأنثى التي تهتم بجمالها، بل فتح لها أفقا اخر تتمتع فيه بكامل
الأنوثة من خلا التزين للزوج بشتى أواع التزين بحيث تحافظ على محبتها في قلبه فعن
أمير المؤمنين (ع): لتتطيب المرأة المسلمة لزوجها(85).
وهكذا
تتجلى عظمة الإسلام في التقنين للغرائز النفسية بحيث تتنفس في المجرى الطبيعي لها
من دون أي إخلال بنظام المجتمعات.
إن التختم
بأنواع الخواتيم والأحجار الكريمة من الزينة التي أباحها الله تعالى للعباد، وقد
كان التختم من السنن المأثورة للنبي (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) ، وقد وجهت
الروايات الإنسان المسلم إلى اداب نتأدب بها طمعا في الفوز برضوان الله تعالى
والنجاح في الحياة ومن هذه الاداب:
التختم باليمين:
والتحتم
باليمين من السنن التي كان الرسول الأكرم (ص) يقوم بها وقد أكد أهل البيت (عليهم
السلام) على المسلمين أن يتأسوا بها(لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْاخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)(86)، وقد أكدت على التختم
باليمين الكثير من الروايات منها:
الإمام الحسن
العسكري (ع) في حديث طويل إلى أن
قال (ع): «إن الله عز وجل أوحى إلى جدي رسول الله (ص): اني خصصتك، وعليا، وحججي
منه إلى يوم القيامة، وشيعتكم، بعشر خصال: صلاة إحدى وخمسين، وتعفير الجبين،
والتختم باليمين(4)... الخ.
وعن الإمام
الصادق (ع): «إذا كان يوم القيامة، تقبل أقوام على
نجائب من نور، ينادون بأعلى أصواتهم
الحمد لله الذي أنجزنا وعده، الحمد لله الذي أورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حيث نشاء،
قال: فتقول الخلائق إلهنا وسيدنا، بما نالوا هذه الدرجة؟ فإذا النداء من قبل الله
عز وجل: بتختمهم باليمين»(87).
احترام حرز الخواتم:
فبعض
الخواتيم ينقش على أحجارها ايات قرانية وقد يكتب عليها اسم الجلالة، وهذا النوع من
الخواتيم لا بد من احترامه من خلال عدم إيصال النجاسة إليها بوضعها في الأماكن
المعرضة للنجاسة كبيت الخلاء، ففي الرواية عن الإمام الصادق (ع) في وصيته لأصحابه:
من نقش خاتمه وفيه أسماء اللَّه فليحوله عن اليد التي
يستنجي بها إلى المتوضئ(88).
وما ذلك إلا
احترازاً عن تعرض الأسماء المقدسة للنجاسة والعياذ بالله.
إن لبعض
الأحجار الكريمة التي يزين بها الخاتم خصوصية جائت بها الروايات عن الرسول الأكرم
(ص) وأهل البيت (عليهم السلام) حيث يستحب لبس بعض الأنواع المعينة من الأحجار وأهم
هذه الأنواع:
1
العقيق:
فعن رسول
الله (ص): تختموا بخواتيم العقيق، فإنه لا يصيب أحدكم
غم ما دام عليه(89).
وعنه(ص): تختموا بالعقيق، فإن جبريل (ع) أتاني به من الجنة، فقال: يا
محمد تختم بالعقيق ومر أمتك أن يتختموا به(90).
وعن أمير
المؤمنين (ع): تختموا بالجزع اليماني فإنه يرد كيد مردة
الشياطين(91).
2
الياقوت:
فعن أبي عبد
الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): التختم بالياقوت ينفي
الفقر، ومن تختم بالعقيق يوشك أن يقضى له بالحسنى(92).
3
الفيروز:
فعن الإمام
الصادق (ع) قال: من تختم بالفيروزج لم يفتقر كفه(93).
ويروي أحد
أصحاب الإمام الكاظم (ع) الرواية التالية فيقول: دخلت
على أبي الحسن موسى الكاظم (ع) وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج، نقشه «الله الملك»
فأدمت النظر إليه فقال (ع): مالك تديم النظر إليه؟ فقلت: بلغني أنه كان لعلي أمير
المؤمنين (ع) خاتم فصه فيروزج نقشه «الله الملك» فقال (ع): أتعرفه؟
قلت:
لا.
فقال
(ع): هذا هو، تدري ما سببه؟
قلت:
لا.
قال
(ع): هذا حجر أهداه جبرئيل (ع) إلى رسول الله (ص) فوهبه رسول الله (ص) لأمير
المؤمنين(ع) أتدري ما اسمه؟
قلت:
فيروزج.
قال
(ع): هذا بالفارسية، فما اسمه بالعربية؟
قلت:
لا أدري.
قال
(ع): اسمه الظفر(94).
إن جميع
العلماء قد حرموا لبس الذهب على الرجال، وقد جائت في تحريمه الكثير من الروايات
منها ما عن أبي عبد الله الصادق (ع)
يقول: قال رسول الله (ص) لعلي (ع): إياك أن تتختم
بالذهب، فإنه حليتك في الجنة(95).
وفي رواية
أخرى عن الإمام الصادق (ع) عن ابائه(عليهم السلام) قال: أمرنا
رسول الله (ص) بسيع ونهانا عن سبع: ... عن خاتم الذهب، وعن الشرب في انية الذهب(96).
نسأل الله
تعالى أن يجعلنا من الفائزين بكرامته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاه بقلب
سليم واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(1) سورة العاديات، الاية: 8.
(2) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
(3) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
(4) الظاهر انها تصحيف من يتأفف كما ذكر الميرزا النوري في كتابه مستدرك الوسائل، جزء 3، صفحة 236.
(5) مستدرك الوسائل الميرزا النوري، ج3، ص 236.
(6) سنن النبي (ص) السيد الطباطبائي، ص154.
(7) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(8) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص132.
(9) وسائل الشيعة (ال
البيت) الحر العاملي، ج2، ص
131.
(10) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 132.
(11) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 134.
(12) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(13) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(14) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 5.
(15) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 7.
(16) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 9.
(17) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص 7.
(18) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص8.
(19) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص20.
(20) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص16.
(21) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص17.
(22) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص22.
(23) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص18.
(24) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص25.
(25) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(26) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(27) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(28) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(29) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3302.
(30) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
(31) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص298.
(32) سورة الأعراف، الاية: 32.
(33) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص299.
(34) سورة الأعراف، الاية: 32.
(35) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص298.
(36) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص300.
(37) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص316.
(38) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص314.
(39) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص313.
(40) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج71، ص284.
(41) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج71، ص285.
(42) وسائل الشيعة (ال
البيت) الحر العاملي، ج4،
ص372.
(43) أجوبة الاستفتاءات السيد علي الخامنئي، ج2، ص104.
(44) أجوبة الاستفتاءات السيد علي الخامنئي، ج2، ص103.
(45) أجوبة الاستفتاءات السيد علي الخامنئي، ج2، ص103.
(46) وسائل الشيعة(الإسلامية) الحر العاملي، ج3، ص285.
(47) بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج67، ص319.
(48) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص99.
(49) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص99.
(50) سنن النبي (ص) السيد الطباطبائي، ص176.
(51) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص104.
(52) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص103.
(53) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص103.
(54) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص103.
(55) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص103.
(56) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص129.
(57) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص129.
(58) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص124.
(59) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص120.
(60) سورة الأعراف، الاية: 31.
(61) تفسير الميزان السيد الطباطبائي، ج8، ص92.
(62) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص67.
(63) المصدر السابق.
(64) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص67.
(65) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص67.
(66) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص67.
(67) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص68.
(68) الكافي الشيخ الكليني، ج6، ص489.
(69) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص71.
(70) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص125.
(71) وسائل الشيعة (ال البيت) الحر العاملي، ج2، ص125.
(72) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص72.
(73) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص71.
(74) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص71.
(75) سنن النبي (ص) السيد الطباطبائي، ص150.
(76) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
(77) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
(78) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص41.
(79) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص42.
(80) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
(81) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
(82) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1756.
(83) ميزان الحكمة محمدي الريشهري، ج2، ص1757.
(84) مستدرك سفينة البحار الشيخ علي النمازي، ج6، ص611.
(85) سورة الأحزاب، الاية: 21.
(86) مستدرك الوسائل الميرزا النوري، ج3، ص290.
(87) مستدرك الوسائل الميرزا النوري، ج3، ص291.
(88) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص87.
(89) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص87.
(91) الكافي الشيخ الكليني، ج6، ص472.
(92) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص87.
(93) الكافي الشيخ الكليني، ج6، ص472.
(94) الكافي الشيخ الكليني، ج6، ص472.
(95) مكارم الأخلاق الشيخ الطبرسي، ص86.
(96) المصدر السابق.