|
المقدمة
الفصل الأول : مرحلة ما قبل التربية
مرحلة ما قبل الولادة
مرحلة الأيام السبعة الأولى
مرحلة الرضاعة
الفصل الثاني : مؤثرات في التربية
العوامل المؤثرة في التربية
المراحل العمرية الثلاث
الفصل الثالث : التربية الفعلية
المرحلة الثانية (7 - 14 سنة)
ضرب الأولاد في هذا العمر
المرحلة الثالثة (14 - 21 سنة)
خاتمة
وبعد،
إن
تربية الأطفال مسألة تفوق في أهميتها مجرد العلم والمعرفة، لأنها ترسم المستقبل
المأمول للأمة.
وقد
حفل الدين الإسلامي العظيم بالكثير من النصوص التي اهتمت بهذه المسألة الاساسية في
صناعة الإنسان السليم بمنهجه القويم. ولكي لا يكون مصيرنا كمصير من قال في حقه
الله تعالى:
«فَخَلَفَ
مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيّاً» (مريم: 59).
كان
هذا الكتاب يتحدث عن تربية الأبناء بمراحلها المتعددة ووسائلها المتنوعة كما
أرشدنا إليها الإسلام العظيم. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بما أمر به
ويجنبنا ما نحذر منه إنه سميع الدعاء.
مركز نون للتأليف والترجمة
جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تمهيد
أهمية
الولد الصالحأن الحاجة للولد هي حاجة فطرية لكل أب وأم، فالولد نعمة من الله
تعالى وكم من آباء وأمهات محرومون من هذه النعمة، وعندما يمن الله تعالى عليهم
بالولد تملأ الفرحة كل جوانب حياتهم، فكيف إذا كان الولد صالحا مؤمنا يحمل اسم
أهله ويحمل الدعوات الصالحة لهم من خلال أخلاقه ودينه، ولذا ورد في الرواية عن
رسول الله الأكرم (ص): من سعادة الرجل الولد الصالح
(1)
. فالولد الصالح الذي يمثل تطلعات والديه ريحانة حقيقية، وعلى عكسه الولد غير
الصالح الذي قد يشكل لوالديه مأساة كبيرة ويعرضهما للمهانة في الدنيا والسؤال في
الآخرة، فعن أمير المؤمنين (ع)، أنه قال: «ولد السوء
يهدم الشرف ويشين السلف» (2).
وهناك
العديد من الروايات التي تتحدث عن أهمية الولد الصالح في كلا الدارين، الدنيا
والآخرة.
أثر الولد الصالح في الدنيا
إن
الولد بالإضافة إلى كونه قرة عين للوالدين كما عبرت الآية الكريمة «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ
أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ
إِمَاماً» (3)، له كذلك
آثار أخرى في الدنيا إن كان من الصالحين حيث إنه يكون عوناً لوالديه
على متاعب الحياة ومكاره الدهر ولا سيما عند بلوغ الأهل الكبر، وإصابتهم بالعجز عن
العمل، ففي الرواية عن الإمام زين العابدين (ع): إن من
سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين
بهم (4).
إن
الولد الصالح الذي ينشأ على التعاليم الإسلامية، يجرُّ الحسنات إلى أهله بعد
موتهما من خلال أعماله الخيِّرة ودعائه لهما، فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه
قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال:
صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يُعمل بها بعد موته
أو ولد صالح يدعو له (5).
وكما
أن من سنَّ سنَّة حسنةً كان له أجرها، فللأهل الذين علَّموا أولادهم التعاليم
الإسلامية، وحلّوهم بمحاسن الأخلاق وكريم الفعال، الأجر من خلال عمل أولادهم بهذه
التعاليم. وقد ورد في رواية عن الرسول الأكرم (ص): «مر عيسى ابن مريم عليه السلام
بقبر يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر
عام أول فكان يعذب، ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب؟ فأوحى الله إليه أنه أدرك له
ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فلهذا غفرت له بما فعل ابنه، ثم قال رسول الله
(ص): ميراث الله عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده».
الفصل الأول : مرحلة ما قبل الولادة
إن
تربية الولد لا تقتصر على معرفة الأسلوب المناسب للتعاطي معه، وعلى إدراك الميول
الخاصة به لمراعاتها، بل إن مسألة التربية في الإسلام تبدأ من مرحلة ما قبل
الزواج، لتمر بمرحلة اختيار الزوجة إلى الظروف الخاصة التي ينبغي فيها أن تنعقد
النطفة، ثم بمرحلة الحمل وما بعد الولادة، ثم تبدأ بعد هذا التربية الفعلية.
وسيكون
الحديث في الفصل الأول عن الأمور التي لا بد من أن تلاحظ قبل الولادة من مرحلة
اختيار الزوجة، مروراً بفترة الحمل إلى الولادة.
إن
للأم دوراً كبيراً في تكوين شخصية الولد، إذ أن الوراثة لها دور كبير في نقل
الصفات والخصال على حسنها أو قبحها، ومن هنا تنبع أهمية أن يكون الزوج حريصا على
حسن الاختيار بين النساء ليختار الوعاء النظيف الذي يضع فيه نطفته التي ستصبح فيما
بعد فرداً له دور ومكانة مهمة في مجتمعه. ولأن مسألة العثور على الزوجة المناسبة
أم فيه شيء من التعب، نبّه الإسلام إلى ضرورة اللجوء إلى الله تعالى لطلب العون
والمساعدة منه للتوفيق لحسن الإختيار، ففي الرواية عن الإمام الصادق: «إذا همّ
بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله تعالى ويقول:(للهم إني
أريد أن أتزوج فقدِّر لي من النساء أعفهن فرجاً، وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي،
وأوسعهن رزقاً، وأعظمهن بركةً، وقدّر لي منها ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في
حياتي وبعد موتي) (6).
كما
أن الإسلام العظيم ساعد الإنسان في تحديد الصفات الأساسية التي ينبغي أن تكون في
الزوجة، وأهمها صفة التدين، ففي الرواية عن رسول الله (ص): «من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب،
ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين» (7).
لا
تتزوج من
وحذر
من أنواع معينة من النساء حرصا منه على سلامة الوعاء من الأمور التي قد تؤثر سلباً
على المولود وممن التي حذرت منهن الروايات:
أ
الحسناء السيئة المنبت
فعن
الإمام الصادق: قام النبي (ص) خطيباً فقال: «أيها الناس إياكم وخضراء الدمن،
قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة
الحسناء في منبت السوء (8)
(9).
ب
الحمقاء
فعن
الرسول الأكرم (ص): «إياكم وتزوج الحمقاء فإنَّ صحبتها
ضياع وولدها ضياع» (10)،
لأن الحمقاء بالإضافة إلى عدم حفظها لزوجها، لن تكون قادرة على حفظ أولادها
وتربيتهم بالشكل الصحيح.ولحرص الإسلام على تنقية الأجواء التي سينشأ فيها الولد من
كل شائبة، دعانا لتتبّع حال أخوة الزوجة، أي أخوال الولد، لأن صفات الخال
يمكن أن تنتقل أيضاً إلى الولد، وهذا ما أكدت عليه بعض الروايات؛ فعن رسول الله
(ص): «اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين» (11).
2- الآداب الخاصة قبل حصول الحمل
1
الأكل المناسب للأب
إن
لنوعية الطعام الذي تنعقد منه نطفة الطفل أثراً عليه، وقد أشارت بعض الروايات إلى
هذا المعنى، منها ما في الرواية أن حمل خديجة (ع) بالزهراء (ع) كان بعد أن أتى
جبرائيل بطعام من الجنة للرسول الأكرم (ص)، فقال له جبرائيل: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام
(12).
ومن
هنا أشارت بعض الروايات إلى طعام خاص بالأب، ففي الرواية عن الإمام الصادق
(ع) من أكل سفرجلة على الريق طاب ماؤه وحسن ولده
(13).
وفي
رواية أخرى نظر الإمام الصادق (ع) إلى غلام جميل فقال: «ينبغي
أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل. وقال (ع):
السفرجل يحسن الوجه، ويجم (14)
الفؤاد» (15).
2-
الوقت المناسب لحصول الحمل
![]() |
أشارت
بعض الروايات إلى أوقات يكره فيها الجماع؛ ففي الرواية المروية عن الإمام أبي جعفر
الباقر (ع)، أنه سئل: «هل يكره الجماع في وقت من الأوقات؟ فقال (ع): نعم، من طلوع
الفجر إلى طلوع الشمس، ومن غياب الشمس إلى غياب الشفق، وفي الليلة التي ينكسف فيها
القمر، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي اليوم والليلة اللذين تزلزل فيهما
الارض، وعند الريح الصفراء، أو السوداء، أو الحمراء، ولقد بات رسول الله
(ص) عند بعض نسائه في الليلة التي انكسف فيها القمر فلم يكن منه إليها شيء،
فلما أصبح خرج إلى مصلاه فقالت: يا رسول الله، ما هذا الجفاء الذي كان منك في هذه
الليلة؟ قال (ص): ما كان جفاء، ولكن كانت هذه الآية، فكرهت أن ألذ فيها، فأكون ممن
عنى الله في كتابه بقوله: «وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ
السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَاب مَرْكُوم» (16)،
ثم قال محمد بن علي (ع): والذي بعث محمداً بالنبوة،
واختصه بالرسالة، واصطفاه بالكرامة، لا يجامع أحد منكم في وقت من هذه الأوقات،
فيرزق ذرية فيرى فيها قرة عين» (17).
3-
الأكل الخاص فترة الحمل
الأكل
المناسب للأم
هناك
عدة أصناف من الأكل الخاص بالأم أشارت إليها الروايات الشريفة وهي:
أ البطيخ: فعن الرسول الأكرم (ص): «ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ، لا يكون مولودها إلا حسن
الوجه والخلق» (18).
ب الألبان: فعن الرسول الأكرم (ص):
«اسقوا نساءكم الحوامل الألبان، فإنها تزيد في عقل
الصبي» (19).
ج اللبان: واللبان مادة تؤخذ من
بعض الأشجار وتمضغ كالعلك في الفم وطعمها كريح الصنوبر، ولها العديد من الفوائد،
وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (ص): «أطعموا
نساءكم الحوامل اللبان، فإنه يزيد في عقل الصبي» (20).
بعد
أن تضع الأم وليدها، اهتم الإسلام بالعديد من الأمور، ولا سيما في الأيام السبعة
الأولى، وسنشير إلى أهم هذه الأمور:
1- الأذان والإقامة
![]() |
من
الأهمية بمكان أن تكون الكلمات التي تطرق سمع الولد للمرة الأولى ذكر الله تعالى،
ولهذا كان من المستحبات المشهورة والسنن المأثورة الأذان في أذن الوليد اليمنى
والإقامة في اليسرى، ففي الرواية عن الإمام علي (ع): أن رسول الله (ص)، قال: «من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى، ويقيم في اليسرى،
فإن ذلك عصمة من الشيطان، وإنها أمر أن يفعل ذلك بالحسن والحسين، وأن يقرأ مع
الأذان في أذنهما فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص
والمعوذتان» (21).
2 العقيقة
والعقيقة
أن يذبح الأب عن المولود كبشاً، ففي الرواية عن رسول الله (ص)، أنه ذكر العقيقة
والمولود، فقال (ص): «إذا كان يوم سابعه فاذبح عنه
كبشا» (22).
ويستحب
أن يكون الحيوان المذبوح ذكراً عن الذكر وأنثى عن الأنثى، فعن الإمام الرضا (ع): «وإذا أردت أن تعق عنه، فليكن عن الذكر ذكرا، وعن الأنثى
أنثى» (23).
3- إختيار اسم ملائم
![]() |
إن
تسمية الولد بالاسم الحسن هي من حقوقه على أبيه ففي الرواية أن رجلاً جاء إلى
النبي فقال: يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال (ص):«تحسن
اسمه، وأدبه موضعاً حسناً» (24).
لذلك ينبغي الابتعاد عن الأسماء التي تسيء إلى حاملها إما من غرابتها أو من خلال
دلالاتها غير السليمة.
ومنا
هنا شجعت الروايات على بعض الأسماء المحببة إلى الله ورسوله، كما نبهت إلى أسماء
غير مستحبة. فمن الأسماء التي حثت الروايات على التسمية بها:
أ - أسماء العبودية
والمقصود
من أسماء العبودية الأسماء التي تبدأ بعبد، كعبد الله وعبد الرحمن، وعبد الرحيم
وغيرها، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: «أصدق
الأسماء ما سمي بالعبودية» (25).
ب
- أسماء الأنبياء
ففي
آخر الرواية السابقة يقول الإمام (ع): «وأسماء الأنبياء»، فهي من أصدق الأسماء
أيضاً.
ج - أسم الرسول الأكرم (ص)
فاسم
الرسول الأكرم محمد من أفضل الأسماء، كيف لا وهو أشرف المخلوقات وأعظم الكائنات
وسيدهم. وقد ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله (ع) أن النبي قال: «من ولد له أربعة أولاد لم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني»
(26).
د - اسم أمير المؤمنين (ع)
كما
أن اسم علي من الأسماء التي ركز عليها أهل البيت (ع)، ويروى انه حينما سأل مروان
بن الحكم الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع): ما اسم أخيك، فقال له الإمام
(ع): علي قال: علي وعليّ؟! ما يريد أبوك أن يدع أحداً من ولده إلا سماه علياً؟!
وعندما رجع الإمام السجاد إلى أبيه الإمام الحسين (ع) فأخبره بما جرى، قال لهد: «لو ولد لي مائة لأحببت أن لا اسمي أحداً منهم إلا علياً»
(27).
هـ - أسماء الأئمة (ع)
فقد
جاء رجل من أصحاب الإمام الصادق (ع) فقال له جعلت فداك، إنا نسمي بأسمائكم وأسماء
آبائكم، فينفعنا ذلك؟ فقال (ع): «إي والله، وهل الدين إلا الحب والبغض! قال الله:
«قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم» (28)
(29).
و - اسم فاطمة (ع)
ففي
الرواية أنَّ الإمام الصادق (ع) سأل أحد أصحابه عن مولودة ولدت له: ما سميتها؟
قال: فاطمة، قال آه آه... ثم قال له: «أما إذا سميتها
فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها» (30).
4 - الكنية
إن
من الآداب والسنن المأثورة أن يكنى الولد بكنية محببة وهكذا كانت سيرة الرسول
الأكرم (ص) وأهل البيت، فقد ورد في الحديث عن الإمام الرضا (ع): «سمّه بأحسن الأسماء، وكنّه بأحسن الكنى» (31).
5- حلق شعر الولد
وحلق
شعر الرأس مستحب للولد الذكر بعد الولادة بسبعة أيام، وهو سُنّة سنها الرسول
الأكرم (ص) ففي الرواية عن الإمام الصادق (ع) في حديث عن أم أيمن أنها
قالت: «فلما ولدت فاطمة الحسين (ع)، فكان يوم السابع،
أمر رسول الله (ص) فحلق رأسه وتصدق بوزن شعره فضة، وعقّ عنه، ثم هيأته أم
أيمن ولفته في برد رسول الله (ص) ...» (32).
6- الختان
إن
من السنن الأكيدة التي أكد عليها الإسلام، سنّة الختان، ففي الحديث عن الإمام علي
(ع)، أنه قال: «أسرعوا بختان أولادكم، فانه أطهر لهم» (33).
إن
الرضاعة هي الغذاء الأول للطفل المولود حديثاً، ولها أهمية كبيرة في نموِّ الولد
وتقوية مناعته من الأمراض البدنية، كما أنها الغذاء الأكمل له ولا يمكن لأي حليب
آخر غير حليب الأم أو المرضعة أن يشكل بديلاً عنه.
![]() |
إلا
أن للرضاعة جهة أخرى غير الجهة التي تحدثنا عنها، فالحليب الذي يرضعه الوليد له
دور كبير في نقل الصفات من الطرف المرضع إلى الطفل وقد ورد في الحديث عن أمير
المؤمنين (ع): «تخيروا للرضاع كما تتخيرون للنكاح فإن
الرضاع يغير الطباع» (34).
إلا
أن الإسلام أكد على أن حليب الأم هو الأفضل على الإطلاق، فعن الإمام الصادق (ع)
قال: قال أمير المؤمنين (ع): «ما من لبن رضع به الصبي
أعظم بركة عليه من لبن أمه» (35).
ولتعلم
الأم التي ترضع أولادها أن لها أجراً مدخورا عند الله تعالى، ففي الرواية أنَّ
أمَّ سلمة قالت: يا رسول الله ذهب الرجال بكلِّ خير فأيُّ شيءٍ للنساءِ المسا
فقال (ص): «بلى إذا حَمَلت المرأة كانت بمنزلة الصائم
القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا وضعتْ كانَ لها من الأجر ما لا
يدري أحدٌ ما هو لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصَّة كعدلِ عتقِ محرر من ولد
إسماعيل، فإذا فرغتْ من رضاعِهِ ضربَ ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد
غفر لك» (36).
من
لا ينبغي أن ترضع الأولاد
قلنا
إن الأفضل للولد أن ترضعه أمه، لكن لو فرض أن غيرها سترضعه فعليها أن تتجنب من
المرضعات صاحبة إحدى الصفات التالية:
1 - الحمقاء
ففي
الرواية عن الإمام علي (ع) قال: «قال رسول الله
(ص): إياكم أن تسترضعوا الحمقاء، فإن اللبن ينشئه عليه» (37).
2 - الزانية وابنة الزنا
ففي
الرواية أن الإمام الكاظم سأله أخوه علي بن جعفر عن امرأة وَلَدَتْ من الزنا هل
يصلح أن يسترضع بلبنها؟ فأجاب: «لا يصلح، ولا لبن
ابنتها التي وُلِدَتْ من الزنا» (38).
3 - المجنونة
وللسبب
نفسه فإن اللبن ينقل الآفات الخلقية؛ ففي الرواية عن الرسول الأكرم (ص): «توقُّوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة، فإن اللبن
يعدي» (39).
فهذه
إطلالة إجمالية على المستحبات التي ينبغي مراعاتها بعد ولادة الولد وقبل بدء
التربية الفعلية والعملية، والتي سنتحدث عنها في الفصل الآتي إن شاء الله تعالى.
الفصل الثاني : مؤثرات في التربية
هناك
ثلاث مسائل يمكن لها أن تلعب الدور الكبير في تكوين وتركيب شخصية الطفل، إلا أن
تأثير هذه المسائل الثلاث، لا يعني أبداً أنه يخرج عن كونه مختاراً، فلو فرضنا أن
ولداً تأثر بجو معين وانحرف عن جادة الصواب، فإن ذلك لا يعني أنه مجبر على سلوك
درب الانحراف، بل إن الظروف المحيطة به ساعدته على الوقوع بسوء الاختيار
والإنحراف.
ولأجل
أهمية هذه الظروف الثلاثة، ينبغي لنا أن نلتفت إليها نحن الأهل، لأن الأهل بالدرجة
الأولى هم مسؤولون عن مراقبة وصيانة الظروف المحيطة بأولادهم وعن تربيتهم والإشراف
عليهم. وأما الظروف الثلاثة فهي:
![]() |
إن
الأبوين في عيني الولد هما الأنموذج الكامل، وأول قدوة يحاول أن يقلدها، ولذا فإن
الطفل ينظر إلى أفعالهما نظرة على أنها الأعمال الصحيحة، فلا يعتبر أن ما يقومان
به هو أمر خاطئ بل إن معيار الصواب لديه هو نفس عمل الأبوين، ولذا فإن الأهل تقع
عليهم المسؤولية تجاه الولد من عدة جهات:
أ
- اتفاقهما واختلافهما
فإن
الولد حينما يفتح بصره على الحياة في ظروف مليئة بالتشنج والتوتر بين أبويه، ولا
سيما حينما يتعاركان أمام عينيه، هذا السلوك الخاطئ من الأهل، يجعل نفسية الولد
مضطربة ومتوترة على الدوام.
ب - عدم التجاهر بالعادات القبيحة
لأن
الولد سيحمل معه هذه العادات لكونه يعتبرها من الكمالات لا من السيئات، ولو تعوّد
على فعلها منذ الصغر اقتداءً بذويه فإنه وإن علم بقبحها في مرحلة وعيه، فإن من
الصعب اقتلاعها حينئذٍ، ويتحمل الأهل مسؤولية ذلك، ولا سيما إذا كانت العادات هذه
من المحرمات الشرعية بناء على قاعدة الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم (ص): «... إياك أن تسنَّ سنَّة بدعةٍ فإنَّ العبد إذا سن سنَّةً
سيئةً، لحقه وزره ووزر من عمل بها» (40).
المدرسة
هي البيئة الثانية التي يأخذ منها الطفل علومه الأولى، ولذا فإن اختيار الأهل
للمدرسة الملائمة للطفل له الدور الكبير في الحفاظ على سلامته الدينية بحيث يتربى
على المبادئ الصالحة التي يرغب الأبوان في أن يحملها ولدهما عند كبره، فإن المدرسة
الجيدة التي تبني الأولاد على مبادئ الإسلام، هي الموضع الصالح الذي أشارت إليه
الروايات؛ ففي وصية النبي لعلي (ع) قال: «يا علي
حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعاً صالحاً» (41).
على
الأهل أن يلتفتوا جيداً إلى خطورة الأصدقاء، وإلى كيفية اختيار الطفل لهم، فإن
الصديق يوثر على الصديق، ولذا أكدت الروايات على اتخاذ الصديق الحسن ففي الرواية
عن الإمام علي (ع): «ليس شيء أدعى لخيرٍ، وأنجى من
شرٍ، من صحبة الأخيار» (42).
كما أن الصديق السيئ يفسد الجيد كما تفسد الفاكهة الفاسدة الفاكهة الجيدة، ومن هنا
كان التحذير في الروايات من صحبة الأشرار، ففي الحديث عن الإمام علي (ع): «صحبةُ الأشرار تُكسِبُ الشرَّ، كالريح إذا مرَّتْ بالنَتن
حملت نتنا» (43).
ورد
في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم (ص): «الولد سيد سبع
سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين فان رضيت خلائقه لإحدى وعشرين، وإلا فضرب على
جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى» (44).
قسَّم
الحديثُ الشريف المراحل التربويَّة للطفل إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى : وهي مرحلة الطفولة، ومرحلة
اللهو واللعب عند الطفل، ولذلك وصفه الرسول الأكرم (ص) بالسيد، لأن الولد لا يلام
في هذا العمر على كثير من التصرفات لمحدودية قدراته الفكرية وانصرافه في هذه
المرحلة إلى كماله الخاص به وهو اللعب واللهو.
المرحلة الثانية : وهي مرحلة ينبغي أن تكون
مرحلة التربية المباشرة والتأديب بأسس الأخلاق والخصال الحميدة ولذلك عبرت عنه
الرواية بالعبد أي يتلقى الأوامر وتراقب تصرفاته.
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة الشباب والمراهقة
فيلازم أباه فيها كملازمة الوزير للملك فيكتسب من خبرات أبيه في الحياة ويتعلم
أساليب العمل والعيش...
وسنتحدث
عن هذه المراحل بشيء من التفصيل مستعينين بما ورد في الشرع الأقدس من إرشادات
عامة أو خاصة بهذه المراحل
المرحلة الأولى (1-7 سنوات)
إن
طبيعة الطفل في السنوات السبع الأولى من عمره، طبيعة بريئة ولطيفة، كما أن المستوى
العقلي لدى الولد ولا سيما في السنوات الثلاث الأولى من عمره، محدود للغاية، ومن
هنا أرشدتنا الروايات إلى عدة أمور ينبغي مراعاتها في هذا العمر وفي هذه المرحلة
الأولى ومن هذه الأمور:
1
- التغذية العاطفيَّة
![]() |
والمقصود
بها هنا المحبة وإظهارها للطفل، فهي الغذاء الروحي الأول لشخصيته، وإعطاء العاطفة
للطفل يتم من خلال أمور:
أ - التعبير الكلامي : والتعبير الكلامي أسلوب ندبت
إليه الروايات، كما أن ذلك كان من فعل الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت، فهذا الرسول
يقول عن الحسن والحسين (ع): «اللهم إني أحبهما فأحبهما
وأحب من يحبهما» (45).
ومن كلام أمير المؤمنين يخاطب به ولده
الحسن بكلمات بليغة يفيض منها الصدق وتعبق بحنان الأبوة الجارف فيقول له: «... ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك
أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني» (46).
وليعلم الأب والأم الكريمان أن محبة
الأطفال زيادة عن كونها غريزة إنسانية جعلها الله في كل إنسان، فهي من الأمور التي
يحبها الله تعالى في عباده، بل جعلها من الأعمال ذات الفضل الكبير عنده، ففي
الرواية عن الإمام الصادق (ع): قال موسى: « يا رب أيُّ
الأعمال أفضل عنك؟ قال: حبُّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي، فإن أمَتُّهُمْ
أدخلتهم جنتي برحمتي» (47).
وفي رواية أخرى أن الله تعالى يشفق على المحب لولده فينزل عليه الرحمة لأجل حبه
له، فعن الإمام الصادقد: «إنَّ الله عز وجل ليرحم
العبد لشدةِ حبِّه لولده» (48).
ب - تقبيل الولد : من الأمور التي تشحن الولد
بالعاطفة التقبيل، فقد كان الرسول الأكرم (ص) يقبّل الحسن والحسين (ع) فقال
الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم، فقال رسول الله (ص): «من لا يرحم لا يُرحم» (49).
ولتقبيل الولد ثواب كبير عند الله تعالى؛
ففي الرواية عن الإمام علي (ع): «أكثروا من قبلة
أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجةً في الجنَّة مسيرةَ خمسمائةِ عامٍ» (50).
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله
(ع) قال: قالَ رسولُ الله (ص): «من قبَّل ولده كتب
الله عز وجل له حسنة، ومن فرّحه فرَّحه الله يومَ القيامة...» (51).
ج - التّصابي لهم : فعن النبي الأكرم (ص): «من كان عنده صبي فليتصاب له» (52).
والمقصود من التصابي أن لا يتوقع الوالد
من ولده سلوك الكبار، بل على العكس، فعلى الوالد أن يتواصل مع الصبي بأسلوبه وبحسب
عمره، وقد ورد أن الرسول الأكرم (ص) كان يلاعب الحسن والحسين (ع) ويتصابى
لهما، ففي الرواية عن جابر قال: «دخلت على النبي والحسن
والحسين (ع) على ظهره وهو يجثو لهما ويقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان
أنتما» (53).
2
- الابتعاد عن أسلوب الضرب
إن
الولد في صغره لا يعرف وسيلة للتعبير سوى البكاء، وعلى الأهل أن لا ينزعجوا من
ولدهم لبكائه، بل عليهم البحث عن سببه وما يريد هذا الولد من بكائه.
فوظيفة
الأهل في هذه الحالة أن يتحملوا هذا الأمر، وألا يقدموا على ضرب الأطفال بسبب
بكائهم: فعن رسول الله (ص): «لا تضربوا أطفالكم على
بكائهم فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على
النبي وآله، وأربعة أشهر الدعاء لوالديه» (54).
وقد
يكون بكاء الولد لمرض أصابه، فعلى الأهل في هذه الحالة أن يستعينوا بالصبر على مرض
الأولاد وبكائهم، وليتذكروا الحديث المروي عن أمير المؤمنين (ع) في المرض
يصيب الصبي فقال (ع): «كفارة لوالديه» (55).
3- عدم العلاقة الخاصة أمامه
من
الأمور التربوية غير السليمة والخطرة على الطفل إقامة العلاقة الخاصة بين الرجل
والمرأة أمام مرأى الطفل الصغير، وقد نهت الكثير من الروايات عن هذا العمل، ومن
تلك الروايات ما ورد عن الإمام الصادق (ع) قال: «قال رسول الله (ص): والذي نفسي
بيده لو أن رجلا غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما،
ما أفلحَ أبداً إذا كانَ غلاماً كانَ زانياً أو جاريةً كانتْ زانيةً» (56).
4-
عدم التمييز بين الأولاد
![]() |
إن
التمييز بين الأولاد هو أرضية خصبة للكثير من المشاكل النفسية التي ستشوه نفس
الطفل وتكبر معه لتتحول بعد ذلك إلى تهديد قد يوصله المهالك.
فالتمييز
قد يتسبب في نشوب الغيرة والحسد، والأحقاد بين الأخوة، ولأجل ذلك كان ديدن أهل
البيت و أن يعدلوا بين الأولاد، رغم التميز الحقيقي الذي يكون عند بعضهم، وقد ورد
في الحديث عن الإمام الباقر (ع): «والله إني لأصانع بعض
وِلْدِي وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبة، وأكثر له الشكر، وإن الحقّ َ(أي
الإمامة) لغيره من ولدي، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل
بيوسف وإخوته» (57).
وفي أحسن الأحوال يتسبب بالإحساس بالمظلومية وعدم الانصاف، هذا التمييز الذي قد
يظهر من خلال مزايا إضافية كالمصروف أو الملبس أو المحبة والعطف...
كيف
يكون العدل بين الأولاد؟
لقد
أكدت الأحاديث الكثيرة عن الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت (ع) على العدل
بين الأولاد فعن رسول الله (ص): «اتقوا الله واعدلوا في
أولادكم» (58).
وفي
رواية أخرى عنه (ص): «إن لهم عليك من الحق أن تعدل
بينهم، كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك» (59).
ولكن
كيف يكون العدل بين الأولاد؟
أشارت
الروايات إلى العديد من الأمور منها:
أ - في الهدايا : فعن الرسول الأكرم (ص): «اعدلوا بين أولادكم في النِحَل» (60)،
والمقصود بالنِحَل العطايا والهبات، فليس من المناسب أن يعطي الإنسان ولداً هدية
من دون أن يهدي ولده الآخر أيضا، فإن هذا يشعر الولد الآخر بقلة الاهتمام به، وأنه
شخص غير محبوب في العائلة، وأن أخاه أفضل منه، وغير ذلك من المشاعر التي تولد
الغيرة والحسد، أو الشعور بالمظلومية.
ب - في التقبيل
: فعن
الرسول الأكرم (ص): «إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين
أولادكم حتى في القبل» (61)
فالقبلة، وإن كانت تصرفاً صغيراً، إلا أنها تحمل مداليل عاطفية كبيرة، ومن هنا ورد
في الحديث أنه «نظر رسول الله (ص) إلى رجل له
ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال له النبي (ص): فهلا واسيت بينهما» (62)،
وهذا يظهر مدى حرص الرسول الأكرم (ص) على مشاعر الأطفال.
ج - عدم التمييز بين الجنسين : إن
بعض المجتمعات تميز الذكر عن الأنثى فتعطيه الامتيازات، وتحرم الأنثى في المقابل،
وقد حارب الإسلام هذا النوع من التربية، وأمر بالاهتمام بالإناث، فعن الرسول
الأكرم (ص) «من كان له أنثى فلم يبدها ولم يهنها
ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله الجنة» (63).
كما ورد في الحديث عنه (ص): «نعم الولد البنات المخدرات (64)،
من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار»
(65).
5 - عدم الخلف بالوعد لهم
إن
الوفاء بالوعد من الأمور التي أكد عليها الشرع المقدس على كل حال، وفي خصوص الولد
هناك تأكيد خاص أيضاً بعدم الخلف بالوعود التي تعطى له، فروح الولد في أوَّل عمره
حساسة للغاية، وقد أكدت الروايات على ترك الخلف بما وعد به الأهلُ أطفالهم، فقد
ورد في الحديث عن رسول الله (ص): «... وارحموهم وإذا
وعدتموهم شيئا ففوا لهم فإنهم لا يدرون إلا أنكم ترزقونهم» (66).
الفصل الثالث : التربية الفعلية
إن
السنوات السبع الثانية، أي من عمر سبع سنين الى سن الأربعة عشر عاماً، هي سنوات
اكتساب الصفات والمواهب والتحصيل العلمي للولد، ففي هذا العمر تتوسع القدرات
العقلية للولد ويتلقى العلوم الأساسية، والمسلكيات الاجتماعية، كما أن تركيز الأهل
على الولد في هذا العمر ينبغي أن يكون أكثر من سابقه ولا سيما على من يصادق...
وقد
أشارت الروايات إلى العديد من الأمور التي ينبغي على الولد تحصيلها في هذه السنوات
السبع ومنها:
فإن
الولد في هذه الفترة صفحة بيضاء يتلقى الآداب والمسلكيات والأخلاق التي يراها
لتترسخ في نفسه ويسير على نهجها، وإن الأساس في سلوكه ينبغي أن يبدأ في هذه
المرحلة فعلى الوالدين أن يعلما أولادهما الأخلاق والآداب الاجتماعية، ففي الحديث
عن الرسول الأكرم (ص)قال: «أكرموا أولادكم وحسنوا
آدابهم يغفر لكم» (67).
وفي
حديث آخر عنه (ص): «لئن يؤدب أحدكم ولداً خي له من أن
يتصدق بنصف صاع كل يوم» (68).
![]() |
وأساس
العلم القراءة والكتابة، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): «من حق الولد على والده ثلاثة يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة،
ويزوجه إذا بلغ» (69).
وعلى
الوالدين أن يراعيا تطورات الزمان في تعليم أولادهما، لأن العلوم في تطور وتوسع مستمر،
كما أن العلم هو أساس جل الأعمال في مستقبلهم.
فعن
أمير المؤمنين (ع)، أنه قال: «علموا صبيانكم الصلاة،
وخذوهم بها إذا بلغوا الحلم» (70).
وينبغي
التنبه هنا إلى تعليم الصلاة في هذا العمر تم تمييزه في الرواية عن عمر البلوغ،
فبعد البلوغ يؤخذ بها وهذه عبارة تدل على إلزاميتها وعدم إمكان التراخي فيها،
ولكنه قبل ذلك يتعلمها، وهذا يشير إلى أن تعليمه في هذه السن ينبغي أن يكون بالرفق
واللين.
فعن
الرسول الأكرم (ص): «... ومن علمه القرآن دعي بالأبوين
فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه أهل الجنة» (71).
والقرآن هو دستور الحياة ونور القلوب، وهو الكفيل بتأمين المساعدة لمن يعي مقاصده
ويلتزم بأحكامه، وحيث إن الولد أقدر على حفظ القرآن الكريم من الكهول والآباء، فمن
المهم للأهل أن يرشدوا الأولاد إلى حفظ القرآن وتعلم أحكامه ومعانيه.
أي
أحاديث الرسول الأكرم محمد، وأهل بيته، ولابد من أن يراعى في اختيار الحديث أن
يحتوي على المضامين الصحيحة وغير الملتبسة وليحذر على الولد في هذا العمر من أي
تيارات منحرفة، فإن الولد سهل الاقتناع بما يقال له عادة، وقد ورد في الرواية عن
الإمام الصادق (ع) قال: «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن
تسبقكم إليهم المرجئة» (72).
ومن
الأمور التي ينبغي تعلمها في هذا العمر الحلال والحرام، والأحكام الشرعية
الأساسية، فعن الإمام الصادق، قال: «الغلام يلعب سبع
سنين...، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين» (73).
7 - السباحة والرماية
والسباحة
والرماية من الرياضات المفيدة، وقد ندبت الروايات الشريفة إلى تعليمها للأولاد،
ففي الحديث عن رسول الله (ص) قال: «علموا أولادكم
السباحة والرماية» (74).
![]() |
ورد
في خطبة رسول الله (ص) في فضل شهر رمضان: «ووقروا
كباركم وارحموا صغاركم» (75).
إن
من الظلم أن يجعل الولد متنفساً للضغط النفسي للأهل، فتصبح طريقة تربيته المتبعة
هي الضرب فقط! كالأب المرهق من العمل في خارج بيته، ثم يأتي إلى المنزل ليجد ولده
قد أخطأ خطأً ما فلا يتبادر إلى فكره طريقة لتربيته إلا الضرب.
فمن
الخطأ والظلم الكبيرين أن يكون الولد ضحية للعقد النفسية التي قد يحملها الأبوان،
لذلك نجد الأحاديث الشريفة أشارت إلى أن الضرب ليس هو الأسلوب الأنسب لتربية
الولد، فعن أحد أصحاب الإمام الكاظم قال: شكوت إلى أبى الحسن موسيد ابنا لي فقال: «لا تضربه واهجره ولا تطل» (76).
فالإمام
(ع) أجاب السائل بأن لا يضرب ابنه بل يتبع اسلوباً آخر للتقريع إذا كان لا بد
منه وهو إشعاره بعدم الرضا من خلال هجره، هذا الهجر الذي لا يجوز أن يتحول إلى
قطيعة «لا تطل»، بل يأخذ دوره كتأنيب نفسي رادع له لتصحيح مسلكيته.
اذا
انقطعت سبل تربية الولد ولم يبق إلا الضرب سبيلاً وحيداً لتأديبه في مفردة ما،
فيمكن تأديبه من خلال ذلك، لكن ضمن حدود لا يجوز تجاوزها.
وقد
حددت الرواية عن حماد بن عثمان ذلك حيث قال: «قلت لأبي
عبد الله (ع) في أدب الصبي والمملوك، فقال خمسة أو ستة وأرفق» (77).
فلا
يكون الضرب مستمراً وكثيراً لأكثر من خمسة أو ستة، كما لا يكون شديداً بل برفق لا
يصل إلى حد تغير لون بشرته نتيجة الضرب إلى الأحمر أو الأسود... فضلاً عن التسبب
بأذيته من جرح أو كسرٍ والعياذ بالله.
فإذا
تجاوز هذا الحد وجب عليه دفع الدية لولده، وسنشرح فيما يلي هذه الدية.
لقد
جعل الشرع ديّة للضرب القاسي الذي يستعمله بعض الأهل مع أبنائهم، عقاباً لهم على
ما اقترفوه بحق الأولاد، ولتوضيح الديات قسمنا الضرب إلى ثلاثة أقسام ضمن الجداول
التالية:
دية ضرب الوجه (78)
الدية بالذهب |
الحالة
|
5,4 غرام |
إذا احمر الوجه |
10,8 غرام |
إذا اخضر الوجه |
21,6 غرام |
إذا اسود الوجه |
الدية بالبعير |
الحالة
|
بعير |
إذا تقشر الجلد من دون إدماء (بما يشبه
الخدش) |
بعيران |
إذا دخل الجرح في اللحم يسيراً |
ثلاثة
أبعرة |
إذا دخل الجرح في اللحم كثيرا ولم يبلغ
الجلدة الرقيقة المغشية للعظم |
أربعة أبعرة |
إذا دخل الجرح في اللحم كثيرا وقطعت الجلدة
الرقيقة المغشية للعظم |
خمسة أبعرة |
الجرح إذا ظهر منه بياض العظم |
دية البدن (79)
الدية بالذهب |
الحالة
|
2,7 غرام |
إذا احمر البدن |
5,4 غرام |
إذا اخضر
البدن |
10,8 غرام |
إذا اسود
البدن |
وأما
الجرح في البدن فتختلف ديته بحسب موضعه من الجسد، وفيه تفاصيل كثيرة تراجع في كتب
الفقه.
بعد
المرحلة الأولى والثانية يصبح عمر الولد أربع عشرة سنة، وفي هذا العمر تبدأ مرحلة
المراهقة، ويتميز هذا العمر بالعديد من الأمور على المستوى النفسي والفكري فمن
مميزات هذا العمر:
يطمح الشباب بقوة إلى الحرية والاستقلال، ويرغب في القيام بأعماله من دون تدخل
الآخرين، واتخاذ القرارات بنفسه أيضاً، ولا يشعر بالحاجة إلى آراء الكبار أي
الأهل، في قراراته الخطيرة كترك الدراسة، أو تغيير حقله التخصصي، وغيرها من الأمور
(80).
وفي هذا العمر تتفجر المواهب لدى الشباب، وتحتاج إلى التنمية بالشكل الصحيح، فلو
كان لدى الشاب موهبة الشعر أو الرياضة مثلاً، فلا بد من ترشيد الموهبة، لكي لا
تسلك الطريق الخاطىء.ء وتتميز المرحلة أيضا بأخطر الأمور وهي فوران الغرائز
كغريزة القدرة وغريزة حب السيطرة وغريزة التناسل.
ومن
هنا ينبغي أن نلتفت إلى خطورة هذه المرحلة على الشباب إذ أن هذه المرحلة هي
المفترق الفاصل بين دروب الحياة، فإما أن يسلك الشاب بها درب الهدى، وإما أن ينحرف
إلى دروب الغي والضياع.
ومن
الأمور التي أرشد إليها الإسلام في هذه المرحلة العمرية:
1 - نقل التجارب إلى الشاب
وأفضل
نموذج يمكن أن نسلط الضوء عليه في هذا المضمار هو أمير المؤمنين (ع) وولده
الإمام الحسند، فمن وصيته لهد: «... فبادرتك بالأدب قبل
أن يقسو قلبك ويشتغل لبُّك لتستقبل بجد رأيك (81)
من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون
قد كفيت مؤونة الطلب، وعوفيت من علاج التجربة» (82).
فالتجربة
التي ينبغي أن تنقل للشاب لها دور مؤثر في تأمين سعادته لأنها تكشف له حقائق
الأمور، وتمزق أستار الأوهام والتصورات الباطلة، فكل تجربة تفتح في قلب الإنسان
باباً من العلم وتقربه من الحقيقة خطوة، فعن الإمام علي (ع): «وفي التجارب علم مستأنف» (83).
لأن
الولد يبلغ في هذا العمر سن البلوغ فلا بد له من معرفة التكاليف الإلهية التي
ألقيت على عاتقه، وقد ورد في الحديث عن الإمام الكاظمد: «لو
وجدت شاباً من شبان الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة بالسيف» (84)،
وما التعبير بالضرب بالسيف إلا كناية عن أهمية التفقه في مرحلة الشباب.
![]() |
كما
أن التعلم لأحكام الدين والفهم لأهداف الإسلام يؤمنان للشاب هدفاً صالحاً، فلا
يترك فريسة لأوهام النفس ووسوسات الأفكار والتيارات المنحرفة، دون إرشاد، مما قد
يتسبب بضياعه.
3 - الإرشاد إلى القدوة الصحيحة
إن
القدوة الصحيحة للشاب هي التي توضح الطريق أمامه في درب المستقبل، والقدوة السيئة
هي التي تجرفه إلى وديان الجهالة والانحراف.
وكثيراً
ما نجد وسائل الدعاية والإعلام تحاول أن تطرح للشاب قدوات تضيّع الأهداف الحقيقية،
بعيداً عن القدوة الحقيقية المتمثلة والمثال الأعلى الذي يتجلى بالرسول الأكرم،
وأهل البيت و...
فعلى
الأهل دائما أن يلتفتوا إلى شبابهم ليوجهوهم دائماً إلى القدوة الصحيحة، بالشكل
الملائم الذي يجعل هذه القدوة هي خيار الشاب وتوجهه ظاهراً وباطناً.
4 - إرشاد الشباب إلى الفتوة الحقيقية
إن
عنوان الفتوة والقوّة وحب الإقتدار عند الشباب يكون في أعلى مستوياته في هذه
المرحلة العمرية، وتشكل الفتوة بالنسبة إليه أمراً بالغ الأهميّة.
ودور
الأهل في هذا المجال يتجلى في إفهام الشاب أن الفتوة الحقيقيّة ليست في عظمة
الساعدين ولا عرض المنكبين والقوة في العراك، بل في العقل الواعي والقلب المليء
بالإيمان، فإن هذا المعنى هو الذي يريدنا أهل البيت و أن نعيه؛ ففي الرواية أنه
مرّ رسول الله (ص) بقوم يتشاءلون حجراً، فقال: «ما هذا،
وما يدعوكم إليه؟ قالوا: لنعرف أشدنا وأقوانا، قال: أفلا أدلّكم على أشدكم
وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله
رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما
ليس له بحق» (85).
فبهذه
الخطوات وغيرها نكون قد وجهنا الشاب إلى الهدف الواقعي والصحيح وهو السلوك
المستقيم، بحيث يصبح عنصر خير لمجتمعه، يعيش الصلاح في الدنيا، فيكون من أحب
الخلائق إلى الله تعالى، فعن الرسول الأكرم (ص): «إن
أحبَّ الخلائق إلى الله عز وجل شا حدث السن في صورة حسن جعل شبابه وجماله لله وفي
طاعته، ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقا» (86).
الولد
نعمة أنعمها الله تعالى علينا بمجرد وجوده، وأنعم علينا نعمة أخرى بأن أرشدنا إلى
طريق هدايته وعرفنا السبيل لتربيته، ولم يترك لنا سوى الاستنارة بهداه والسير على
نهج الأنبياء والأئمة الأطهار أعظم المربين للبشرية، لعلنا نوفّق في صناعة إنسان
بكل ما للكلمة من معنى، عبد مطيع عارف لربه، مدرك لهدفه، يسير في الأرض ويعمل فيها
الصلاح، معمّراً لآخرته.
ولو
استطاع الإنسان أن يربي أبناءه بالطريقة التي أرشدنا إليها الإسلام، لكثر
الخير في البلاد ولقل الفساد، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لأداء حقوق الأطفال،
ويجعلنا أهلاً لامتثال قوله تعالى «يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَ غِلا شِدَا لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (87).
ونسأله
كما سأله من قبلنا ممّن كان يؤمن به وبآياته: «...
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً» (88).
هامش
(1) ميزان
الحكمة - محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
(2) ميزان
الحكمة - محمدي الريشهري، ج4، ص3303.
(3) سورة الفرقان:
74.
(4) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج17، ص243.
(5) الكافي،
الشيخ الكليني، ج7، ص56.
(6) مستند
الشيعة، المحقق النراقي، ج16، ص15.
(7) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج100، ص235.
(8) قال الصدوق: قال أبو عبيدة نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن
تكون لغير رشده، وإنما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة
وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها، فربما ينبت فيها النبات
الحسن، وأصله في دمنة يقول: فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد، قال الشاعر:
وقد
ينبت المرعى على دمن
الثرى
وتبقى حزازات النفوس كما هيا.
ضربه
مثلا للرجل الذي يظهر المودة وفي قلبه العداوة (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج
100، ص 232).
(9) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج100، ص236.
(10) المصدر نفسه.
(11) المصدر نفسه.
(12) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج16، ص 79.
(13) مستدرك
سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج5، ص62.
(14) أي
يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه.
(15) مستدرك
سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج5، ص62.
(16) سورة
الطور، الآية: 44.
(17) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج14، ص223.
(18) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص214.
(19) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج95، ص294.
(20) مكارم
الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص194.
(21) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص137.
(22) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص140.
(23) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص142.
(24) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص48.
(25) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص18.
(26) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص19.
(27) المصدر نفسه.
(28) سورة
آل عمران، الآية: 31.
(29) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص128.
(30) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص49.
(31) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص127.
(32) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص143.
(33) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص150.
(34) وسائل
الشيعة، الحر العاملي، ج21، ص468.
(35) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج12، ص452.
(36) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج12، ص451.
(37) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص162.
(38) ميزان
الحكمة، الريشهري، ج2، ص1088.
(39) مكارم
الأخلاق، الطبرسي، ص223.
(40) ميزان
الحكمة، الريشهري، ج1، ص236.
(41) وسائل
الشيعة (الإسلامية)، الحر العاملي، ج15، ص123.
(42) ميزان الحكمة،
محمدي الريشهري، ج2، ص 1568.
(43) المصدر نفسه.
(44) بحار الأنوار،
العلامة المجلسي، ج101، ص 95.
(45) بحار الأنوار،
العلامة المجلسي، ج37، ص 74.
(47) مستدرك
سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج6، ص 551.
(48) ميزان
الحكمة، محمدي الريشهري، ج4، ص 3669.
(49) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج21، ص 485.
(50) المصدر نفسه.
(51) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص49.
(52) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج21، ص 486.
(53) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج43، ص 285.
(54) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج21، ص 447.
(55) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص52.
(56) الكافي،
الشيخ الكليني، ج5، ص500.
(57) ميزان
الحكمة، محمدي الريشهري، ج4، ص 3673.
(58) المصدر نفسه.
(59) المصدر نفسه.
(60) المصدر نفسه.
(61) المصدر نفسه.
(62) من
لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج3، ص 483.
(63) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص 118.
(64) المخدرات:
من الخدر، والخدر هو الستر.
(65) ميزان
الحكمة، محمدي الريشهري، ج4، ص 3672.
(66) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص49.
(67) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج101، ص 95.
(68) المصدر نفسه.
(69) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص 166.
(70) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص 169.
(71) الكافي،
الشيخ الكليني، ج6، ص49.
(72) وسائل
الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج17، ص331.
(73) المصدر نفسه.
(74) مستدرك
الوسائل، الميرزا النوري، ج15، ص 165.
(75) مستدرك
سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج10، ص 399.
(76) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج101، ص 99.
(77) الكافي،
الشيخ الكليني، ج7، ص268.
(78) تحرير
الوسيلة، الإمام الخميني ه، ج2، ص 536 535، (طبعة دار المنتظر).
(79) تحرير
الوسيلة، الإمام الخميني ه، ج2، ص 536، (طبعة دار المنتظر).
(80) الأفكار
والميول، الاستاذ محمد تقي فلسفي، ج2، ص 182.
(81) يكون
جد رأيك أي محققه وثابته مستعدا لقبول الحقائق التي وقف عليها أهل التجارب وكفوك
طلبها. والبغية بالكسر: الطلب.
(82) نهج
البلاغة، خطب الامام علي (ع) ، ج3، ص40.
(83) الكافي،ج8،
ص 22.
(84) بحار
الأنوار، العلامة المجلسي، ج75، ص 346.
(85) من
لا يحضره الفقيه، ج4، ص407.
(86) ميزان
الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص 1401.
(87) سورة
التحريم، الآية: 6.
(88) سورة
الفرقان، الآية: 74.