ومن مقوّمات هذه الأساليب أنّها قامت:
على الحقّ: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ...﴾9.
وعلى الصدق": ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾10.
وعلى الوضوح والإبانة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾11.
وعلى اليسر: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾12.
وعلى الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...﴾13.
وهي أساليب لا باطل فيها: ﴿ ...لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه...﴾14.
ولا كذب: ﴿...مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى...﴾15.
ولا خيال: وهو ما يقوم عليه شعر الشعراء، وفنّ الأدباء، وغيرهما ممّا يبعد عن الحقيقة ويضرب في أودية الوهم والخرافة ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ *وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾16.
ولن يدخل في هذا الخيال ما اشتملت عليه هذه الأساليب من تشبيهات وتراكيب بلاغية؛ لأنّ هذه وإن احتوت على ضروب من التصويرات فإنّما هي
________________________________________
9- سورة السجدة، الآية: 2.
10- سورة النساء، الآية: 122.
11- سورة النساء، الآية: 174.
12- سورة القمر، الآية: 17.
13- سورة النحل، الآية: 125.
14- سورة فصلت، الآية: 42.
15- سورة يوسف، الآية: 111.
16- سورة الشعراء، الآيات: 224ـ 227.
107