المقدّمة
المقدّمة
الحمدللّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد و على آله الطاهرين.
يُعَدُّ الصوت واللّحن من الأمور المهمّة في النعي الحسينيّ أو الإنشاد أو المدح أو الرثاء الإسلاميّ.
في الصوت واللّحن، ثمّة اعتبارات إيجابيّة وسلبيّة، من الضروريّ للمؤدّي معرفتها؛ كي يستفيد من الإيجابيّ ويتلافى السلبيّ، والذي لا يحيط بشكل نظريّ بهذه الاعتبارات يبقى عرضة للوقوع في إشكالات كثيرة.
نعم، قد يعرف القارئ أو الناعي أو المنشِد تلك الاعتبارات بعد فترة من الزمن من خلال تجربته، لكنّ معرفته هذه تبقى منقوصةً ومحدودةً، إذ إنّ من تلك الاعتبارات ما لا يُعرَف إلّا من خلال مدرّب.
على سبيل المثال: بعض الناس قد يمتلك صوتاً جميلاً، لكنّه لا يعرف كيف يستفيد منه، فقد يحاول تقليد قارئ ما كالمرحوم الشيخ الكاشي، فيتكلّف في ذلك ولا ينجح؛ لأنّ خصائص صوته تختلف عن خصائص صوت المُقَلَّد، ونلفت هنا إلى أنّنا لا نرفض فكرة التقليد،
9
1
المقدّمة
بل قد نوجّه إليها المبتدئين في بعض الأحيان، لكنّنا نؤكّد أن يكون التقليد للّحن لا لجوهر الصوت، هذا من جهة.
من جهة أخرى، فإنّ المؤدّي ونتيجة استخدامه غير الصحيح لصوته، قد يُتلِفه أو يُفقِده بعض خصائصه، بالتقليد -كما أشرنا- أو برفع صوته عالياً أكثر من الحدّ الطبيعي، أو بخفضه كذلك.
من جهة ثالثة، قد يعتاد المؤدّي استخدامَ ألحان غير مناسبة، أو نمط من النشاز في الأداء يصعب التخلّص منه، إذ قد لا يعرف كيف يدخل في لحن ولا كيف يخرج منه ليدخل في لحن آخر.
فمعرفة هذا الفنّ لها أهمّيّة، بحيث يستطيع القارئ من خلالها تنظيم قراءته على الألحان، فيعرف كيف ومتى يستخدم اللّحن المناسب، وكيف يدخل في لحن ويخرج منه ليدخل في لحن آخر، من دون أن يقع في النشاز.
لهذا، وجدنا أنّه لا بدّ من الاهتمام بفنّيّات الصوت واللّحن، وأخذها بعين الاعتبار والعمل على اعتمادها في دوراتنا التدريبيّة، إذ إنّ ذلك يرقى بنا إلى مستوى جيّد في الأداء، ويوفّر علينا الكثير من الجهد والعناد.
وبعد التجربة من خلال اعتماد مادّة المقامات في بعض دورات العزاء، وقفنا على أهمّيّتها، وجنينا شيئاً من ثمارها.
وهذا الكتاب، محاولة منّا لتقديم ما يساعد القارئ العزيز في تلافي الوقوع في المحذور ممّا أشرنا إليه، ويعينه على تطوير أدائه
10
2
المقدّمة
وتحسين صوته، واكتساب المهارات النظريّة، في مجالي الصوت والنغم، وتطبيقها عمليّاً، مع الإشارة إلى الأمور التي تساعد القارئ على إطالة النفس، والاهتمام والعناية بصوته.
نسأل اللّه -تعالى- السداد والتوفيق، وأن يكتبنا من خدّام سيّد الشهداء أبي عبد اللّه الحسين(عليه السلام)، ويرزقنا شفاعة أمّه الزهراء (عليها السلام)، وأن نكون من أنصار مولانا صاحب الزمان، عجّل اللّه له الفرج والنصر والعافية.
والحمد للّه رب العالمين
مركز المعارف للتأليف والتحقيق
11
3
المقدّمة
حسن الصوت وأهمّيته في الإسلام
اعتنى الإسلام ببيان أهمّيّة الصوت وجماله وملاحته وحسنه، فقد كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) وآل بيته (عليهم السلام) يقرؤون القرآن ويأمرون بقراءته بالصوت الحسن، وكانوا إذا دخل عليهم الشعراء لرثاء الإمام الحسين (عليه السلام) يأمرونهم أن يقرؤوا أشعارهم بالرقّة والحزن والصوت الحسن، فعن أبي هارون الكفوف، قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «يا أبا هارون، أنشدني في الحسين (عليه السلام)»، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: «أنشدني كما تنشدون-يعني بالرقّة-»، قال: فأنشدته[1]:
أُمررْ على جَدَثِ الحسين
وَقلْ لأعظمِهِ الزكيّه
هذه الروايات المأثورة عنهم (عليهم السلام) حول الصوت وجماله، نجعلها مقدّمة مباحثنا تبرّكاً بها.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لكلّ شيء حِلْية، وحِلْية القرآن الصوت الحسن»[2].
[1] ابن قولويه، أبو القاسم جعفر بن محمد القمي، كامل الزيارات، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة، إيران - قم، 1417ه، ط1، ص208.
[2] الكلينيّ، الشيخ محمّد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تحقيق وتصحيح: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، إيران - طهران، 1363ش، ط5، ج2،ص614.
15
4
المقدّمة
عن الإمام الصادق(عليه السلام): «قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): لم يُعطَ أمّتي أقلّ من ثلاث: الجمال والصوت الحسن والحفظ»[1].
عن أبي بصير، عن الإمام الصادق(عليه السلام): «قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ من أجمل الجمال الشعر الحسن ونغمة الصوت الحسن»[2].
عن أبي بصير قال: قلتُ لأبي جعفر [الإمام الباقر](عليه السلام): إذا قرأتُ القرآن فرفعتُ به صوتي، جاءني الشيطان، فقال: إنّما تُرائي بهذا أهلك والناس! قال: «يا أبا محمّد، اقرأ قراءةً ما بين القراءتين تُسمِع أهلك، ورجِّع بالقرآن صوتك؛ فإنّ اللّه -عزَّ وجلَّ- يحبّ الصوت الحسن يُرجَّع فيه ترجيعاً»[3].
مصطلحات مستخدمة في دراسة الصوت
الارتفاع: الإحساس الذاتيّ بالشدّة، ويعتمد على تردّد الصوت.
التخلخل: منطقة التمدّد في موجة الصوت.
تردّد الرنين: التردّد التقريبيّ الذي يهتزّ به الجسم طبيعيّاً إذا تعرّض لاضطراب ما.
شدّة الصوت: تتعلّق بمقدار الطاقة التي تنساب في موجات الصوت.
[1] الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص615.
[2] المصدر نفسه.
[3] المصدر نفسه.
16
5
المقدّمة
طبقة الصوت: درجة علوّ الصوت أو هبوطه، كما يتلقّاه المستمع.
فوق السمع: تعني الأصوات التي تكون تردّداتها أعلى من مدى السمع البشريّ.
نوعيّة الصوت: تسمّى أيضًا الجرس، إحدى خصائص الأصوات الموسيقيّة. تميّز نوعيّة الصوت بين النبرات ذات التردّد الواحد والشدّة الواحدة التي تُحدِثها آلات موسيقيّة مختلفة.
الهرتزا (Hertz): وحدة قياس التردّد تحت الصوت، تعني الأصوات التي تكون تردّداتها أقلّ من مدى السمع البشريّ الهرتز الواحد يساوي اهتزازة كلّ ثانية.
أوكتاف (octave): اسم السلّم الموسيقيّ بالأجنبيّة.
ديوان: اسم السلّم الموسيقيّ بالعربيّة.
الركُوز: نقطة الابتداء في المقام.
مفتاح المقام: اللّحن الذي يُحفظ، ليُقاس عليه المقام ويسهل معرفته.
الدرجة: هي نقطة على السلَّم الموسيقيّ، يستقرّ عليها المقام (أي يبدأ منها).
المقام: هو الأساس الذي تُبنى عليه الألحان.
اللّحن: هو تسلسل اهتزازاتٍ ومُدَدٍ زمانيّة في الجملة الموسيقيّة.
الطور: مصطلح يستخدمه قرّاء العزاء، ويريدون به أسلوباً لحنيّاً خاصّاً.
17
6
الدرس الأوّل: الصوت
الدرس الأوّل: الصوت
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يتعرّف ماهيّةَ الصوت.
يشرح كيفيّة إنتاج الصوت الإنسانيّ.
يفسّر كيفيّة انتقال الموجات الصوتيّة وكيفيّة انعدامها.
20
7
الدرس الأوّل: الصوت
تعريف الصوت
هو كيفيّةٌ من الكيفيّات المسموعة، تحدث بخلق اللّه -تعالى- وإيجاده في الهواء المتموّج (المتحرّك) بسبب القرع أو القلع.
القرع: هو الإحساس العنيف، كـ (ضرب الطبل).
القلع: التفريق العنيف، كـ (تحريك الأوتار).
مصدر الصوت
يصدر الصوت عن أيّ شيءٍ بسبب اضطراب واهتزازٍ ملائم في ضغط الهواء.
والبحث فيه من جهتين:
الأولى: الجهة الذاتيّة؛ أي ما يتعلّق بجوهر الصوت.
الثانية: الجهة الاكتسابيّة؛ أي ما يتعلّق بتنميته وتطويره.
يقع البحث في الجبهة الأولى عن عدّة أمور:
أوّلاً: أعضاء جهاز إصدار الصوت:
تسمّى الأعضاء المشتركة في إخراج الصوت الجهازَ المصوِّت، والهدف من معرفتها ومعرفة كيفيّة اشتراكها في عمليّة إصدار الصوت، هو المساهمة في تصحيح الأخطاء وتلافي عيوب الأداء، وتخطّي بعض
22
8
الدرس الأوّل: الصوت
الصعوبات التقنيّة المختلفة.
يتألّف الجهاز الصوتيّ لدى الإنسان من جهازين يشتركان في عمليّة إصدار الصوت:
الجهاز التنفّسيّ: يتألّف من القصبة الهوائيّة والرئتين والحجاب الحاجز والقفص الصدريّ.
الجهاز الصوتيّ: يتكوّن من الحنجرة والفم وتجاويف الأنف، وهو لا يعمل منفرداً، بل بالتعاون مع الجهاز التنفّسيّ.
ثانياً: كيفيّة إنتاج الصوت الإنساني:
تقوم ثلاثة أجزاء من جسم الإنسان بلعب الأدوار المطلوبة لإنتاج الصوت:
الرئتان.
الحنجرة والحبال الصوتيّة.
الفم والأنف.
ينطلق الهواء من الرئتين إلى الحنجرة، حيث يمرّ بالحبال الصوتيّة التي هي المرحلة الثانية في عمليّة إنتاج الصوت وهي أهمّ الأجزاء الثلاثة، والحبال الصوتيّة هي زوجان من الأغشية الممتدّة بشكل عرضيّ في الجزء الأوسط من الحنجرة، كما يبيّن الشكل (1)، وفي الشكل (2) يمكن رؤية كيفيّة ظهور الأحبال الصوتيّة للناظر إلى داخل الحنجرة من الأعلى.
23
9
الدرس الأوّل: الصوت
تكون الحبال الصوتيّة في وضعها الطبيعيّ مفتوحة، وتقترب من بعضها في حال التحدّث على حسب الصوت المراد إصداره (انظر الشكل 3).
الشكل (1): موقع الأحبال الصوتيّة في الحنجرة.
الشكل (2): منظر علويّ للحنجرة والأحبال الصوتيّة.
24
10
الدرس الأوّل: الصوت
الشكل (3): الأحبال الصوتيّة في وضع السكوت، وفي وضع التحدّث.
أمّا الجزء الثالث، فيتكوّن من الفم والأنف وملحقات الجهاز النطقيّ، ويتميّز الأنف بكونه يلعب دورين في هذه العمليّة، الأوّل: إدخال الهواء إلى الرئتين، والثاني: تشكيل الصوت أثناء عمليّة النطق.
يتكوّن الصوت عن طريق مرور الهواء عبر الفتحة بين الحبال الصوتيّة، والتي تهتزّ بالنتيجة مكوّنة الصوت، وبعد تكوّن الصوت نتيجة اهتزاز الحبال الصوتيّة، تقوم بقيّة أركان الجهاز النطقيّ (الفم والحلق والأسنان والأنف...) بتشكيل الصوت، ليعكس صوت الحرف المراد نطقه، كما تساهم جدران الحنجرة بتضخيم الصوت قبل وصوله إلى الفم.
25
11
الدرس الأوّل: الصوت
يختلف الصوت الناتج من حنجرة الرجل عن ذلك الناتج من حنجرة المرأة؛ فالرجل ينتج تردّدات أصغر (80-400) ذبذبة في الثانية، بينما تنتج المرأة تردّدات أعلى (300-1500) ذبذبة في الثانية؛ لذلك يمتاز صوت المرأة بالنعومة والحدّة، بينما يمتاز صوت الرجل بالخشونة والغلظة.
يساهم شكل الفتحة بين الحبال الصوتيّة في التحكّم بخصائص الصوت، إذ إنّ شكلها يتغيّر بحسب الصوت المراد إخراجه، ونقصد بالصوت هنا الطبقة الصوتيّة، حيث إنّا سنقسّم الأصوات لاحقاً على حسب طبقتها.
ثالثاً: طبيعة الصوت:
إذا رميتَ حجرًا صغيرًا في بركة ساكنة، ستشاهد سلسلة من الأمواج تنتقل مبتعدة عن النقطة التي لامس فيها الحجرُ سطحَ الماء. كذلك ينتقل الصوت في موجات، عندما يتحرّك خلال الهواء أو أيّ وسط آخر، وتنتج الموجات من جسم مهتزّ، ففي حالة حركة الجسم المهتزّ إلى الخارج، يحدث ضغط على الوسط المحيط به، فتنتج منطقة ضغط، وعندما يتحرّك الجسم بعد ذلك للداخل، يتمدّد الوسط في الحيّز الذي كان يشغله الجسم، وتسمّى منطقة التمدّد هذه (تخلخلاً)، وباستمرار تحرّك الجسم إلى الداخل والخارج، تنتقل سلسلة من الضغوط والتخلخلات بعيداً عنه، وتتكوّن الموجات الصوتيّة من هذه الضغوط والتخلخلات.
26
12
الدرس الأوّل: الصوت
لانتقال موجات الصوت يلزم وجود وسط؛ لذلك فإنّ الصوت ينعدم في الفضاء الخارجيّ، لعدم احتوائه على وسط مادّيّ يضغطه أو يمدّد الجسم المهتزّ.
27
13
الدرس الثاني: طبقات الصوت
المفاهيم الرئيسة
الصوت كيفيةٌ من الكيفيّات المسموعة، تحدث بخلق اللّه -تعالى- وإيجاده في الهواء المتموّج (المتحرّك)، بسبب القرع أو القلع.
القرع هو الإحساس العنيف، كـ (ضرب الطبل).
القلع هو التفريق العنيف، كـ (تحريك الأوتار).
يتألّف الجهاز التنفسيّ من: القصبة الهوائيّة، الرئتين، الحجاب الحاجز، القفص الصدريّ.
يتكوّن الجهاز الصوتيّ من: الحنجرة، الفم، تجاويف الأنف، وهو لا يعمل منفرداً، بل بالتعاون مع الجهاز التنفسيّ.
لانتقال موجات الصوت يلزم وجود وسط؛ لذلك فإنّ الصوت ينعدم في الفضاء الخارجيّ، لعدم احتوائه على وسط مادّيّ يضغطه أو يمدّد الجسم.
28
14
الدرس الأوّل: الصوت
أجيب
أعطِ تعريفاً واضحاً للصوت.
ممّا يتألّف الجهاز التنفسيّ؟
ممّا يتألّف الجهاز الصوتيّ؟
اذكر كيف يتمّ إنتاج الصوت.
ما الذي يلزم لانتقال موجات الصوت؟ وأين ينعدم الصوت؟ ولماذا؟
أقرأ
التردّد وطبقة الصوت
يُسمّى عدد الضغوط والتخلخلات التي ينتجها الجسم المهتزّ في كلّ ثانية، تردّد موجات الصوت.
كلّما ازدادت سرعة اهتزاز الجسم، ارتفعت قيمة تردّده.
يستخدم العلماء وحدة الهرتز لقياس التردّد، ويساوي الهرتز الواحد اهتزازة واحدة كلّ ثانية.
عندما يزداد تردّد الموجات الصوتيّة، يقلّ طولها الموجيّ.
الطول الموجيّ هو المسافة بين أيّة نقطة على موجة والنقطة التي تقابلها في الموجة التالية.
29
15
الدرس الثاني: طبقات الصوت
الدرس الثاني: طبقات الصوت
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يعرف الطبقات الصوتيّة.
يميّز بين الصوت الحقيقيّ والصوت المستعار.
يعدّد أنواع الأصوات.
30
16
الدرس الثاني: طبقات الصوت
تمهيد
يستعمل الإنسان صوته في عدّة درجات، اصطلح على تسميتها (طبقات الصوت).
على القارئ أن يستخدم صوته ضمن هذه الطبقات بشكل منظّم، متدرّجاً من الأسفل إلى الأعلى، وعليه أن ينوّع أثناء قراءته بالتنقّل بين تلك الطبقات بطريقة صحيحة، يحافظ من خلالها على صوته، وعلى الأداء الجميل.
والأداء -خلافاً لما ذكرنا لك- نتيجته عكسيّة، ولبيان ذلك نسأل سؤالاً:
هل لاحظت يوماً وأنت تؤدّي قراءة ما، بأنّ حلقك يؤلمك، وأنّك لا تستطيع الوصول إلى طبقات أعلى، أو تقوم بأيّ زخرفات فنيّة، أو أنّ اللحن فاقد لرونقه حين تقرأ على طبقة منخفضة؟
إنّ مثل هذا النوع من الخلل في الأداء يرجع إلى الخلل في استخدام الطبقات الصوتيّة، فبالإضافة إلى تشويه الأداء، يؤدّي الخلل في الطبقات إلى إجهاد الصوت، ويضرّ بالحنجرة كذلك.
في هذا الدرس، سنحاول معرفة الكيفيّة الصحيحة لاختيار الطبقات الصوتيّة وإدارتها خلال القراءة.
32
17
الدرس الثاني: طبقات الصوت
طبقات الصوت
تُقسّم طبقات الصوت إلى ثلاث طبقات:
1. القرار:
هو الصوت الطبيعيّ الذي يستخدمه الشخص حال التحدّث، ويسمّى (الصوت الصدريّ)؛ لأنّ اهتزازاته تحدث في منطقة الصدر، ويكون هذا الصوت غليظاً وكثيفاً، وهي الطبقة التي تبدأ به القراءة في أغلب الأحيان.
بعض الأمثلة على القرار: ملفّ الصوت (طبقات 1)
تمرين: حاول تقليد أحد الأمثلة السابقة واضعاً يدك على صدرك، ولاحظ الاهتزازات فيه.
2. الجواب:
هو درجة وسط بين القرار وجواب الجواب، ويكون متوسّط الحدّة والكثافة.
بعض الأمثلة على الجواب: ملفّ الصوت (طبقات 3)
3. جواب الجواب:
أعلى مستوى من الصوت يمكن إصداره، ويكون حادّاً وناعماً، ويسمّى (صوت الرأس)؛ لأنّ اهتزازاته تحدث في أعلى الرأس والتجويف الأنفيّ.
بعض الأمثلة على جواب الجواب: ملفّ الصوت (طبقات 2)
33
18
الدرس الثاني: طبقات الصوت
تمرين: حاول تقليد أحد الأمثلة السابقة واضعاً يدك على رأسك، ولاحظ الاهتزازات فيه.
ملاحظة: بعض أهل هذا الفنّ، ولعلّ أكثرهم، يقول: إنّ جواب الجواب طبقة لا يمكن الوصول إليها إلّا بالآلات الموسيقيّة، أمّا الصوت البشريّ فلا يمكنه أن يؤدّيها، وعليه فإنّ الأمثلة التي مرّت تندرج تحت عنوان (الجواب العالي).
الصوت المستعار
يسمّيه بعضهم (الصوت الكاذب)، وهو صوت ذو طبقة عالية، لكن يغلب عليه الطابع الهوائيّ، وهو صوت باهت اللون والنكهة، يحتاج إلى جهد في أدائه، ويستخدم في العديد من الفنون، كالإنشاد وغيره؛ لأنّه يحاكي الطبقات العالية. هذا الصوت لا يستخدم في تلاوة القرآن، ولا في العزاء، وغالباً ما يستعمل في الإنشاد، ويعبّر عنه المنشدون بـ (خلفيّة الصوت)، فهو يعطي جماليّة معيّنة.
مثاله: ملفّ الصوت (طبقات 4)
يتمّ إصدار الأصوات المختلفة -كما ذكرنا سابقاً- بتغيير شكل الفتحة ومساحتها بين الحبال الصوتيّة، فمثلاً عند إصدار طبقة جواب الجواب، تُغلَق الفتحة بمقدار الثلثين، فيبقى منها ثلث مفتوح فقط.
أنواع الأصوات
تختلف الطبقات الصوتيّة للبشر تبعاً لاختلاف التكوين الطبيعيّ
35
19
الدرس الثاني: طبقات الصوت
لكلٍّ منهم، فأصوات الرجال تختلف عن أصوات النساء، إذ تقع على بعد ديوان أسفل منها، كما وتختلف أصوات الرجال فيما بينهم، وأصوات النساء فيما بينهن أيضاً، غلظةً وحِدَّةً، لطبيعة لون الصوت الذي يتوقّف عادةً على حجم تجاويف الرئتين وشكلها، إذ تعمل عمل الصناديق المصوّتة للآلات الموسيقيّة، التي يختلف تكوينها من شخصٍ إلى آخر، كما يلاحظ أنّ أصوات الأطفال -ذكوراً وإناثاً- تساوي في طبقاتها أصوات النساء؛ لذلك فهي مقسّمة كالآتي من الأعلى إلى الأسفل من حيث المساحة الصوتيّة:
تتدرّج أصوات النساء من الحدّة إلى الغلظة كما يأتي:
سبرانو: وهو أحد أصوات النساء.
متزوسبرانو: وهو أقلّ حدّة من سابقه.
كُنتر آلطو: وهو الصوت النسائيّ القريب إلى صوت الرجال.
وتتدرّج أصوات الرجال أيضاً من الحدّة إلى الغلظة كما يأتي:
تينور: وهو الصوت الرجاليّ الحادّ أو الناعم.
باص: وهو أغلظ الأصوات الرجاليّة وأفخمها.
باريتون: وهو الصوت المتوسّط بينهما.
تسمّى أصوات الأطفال (أصوات بيضاء) غير منقطعة.
ملاحظة: ارجع إلى ملفّ الصوت (طبقات 5) للاستماع إلى الأنواع كافّة، ولتقف على الفروقات بينها، فتعرفها.
36
20
الدرس الثاني: طبقات الصوت
المفاهيم الرئيسة
يستعمل الإنسان صوته في عدّة درجات، اصطلح على تسميتها (طبقات الصوت).
تقسّم طبقات الصوت إلى ثلاث طبقات:
القرار: هو الصوت الطبيعيّ الذي يستخدمه الشخص حال التحدّث.
الجواب: هو درجة وسط بين القرار وجواب الجواب، ويكون متوسّط الحدّة والكثافة.
جواب الجواب: أعلى مستوى من الصوت يمكن إصداره، ويكون حادّاً وناعماً.
الصوت المستعار: يسمّيه بعضهم (الصوت الكاذب)، وهو صوت ذو طبقة عالية، لكن يغلب عليه الطابع الهوائيّ.
37
21
الدرس الثاني: طبقات الصوت
أجيب
عدّد طبقات الصوت، وتحدّث عنها بإيجاز.
ما هو أعلى مستوى من الصوت يمكن إصداره؟
ماذا تسمّى أنواع أصوات الرجال؟ وما هي معانيها؟
ماذا تسمّى أنواع أصوات النساء؟ وما هي معانيها؟
أقرأ
تجويف الصوت
تتألّف الجمجمة من تجويفات مملوءة بالهواء (أنظر الشكل 1)، وثمّة زوج من التجويفات فوق الجبهة وزوج على الخدّين، تتّصل هذه التجويفات الأربعة بمجرى التنفّس، فتساعد على تسخين الهواء الذي يتنفّسه الإنسان، وعندما يتحدّث يهتزّ الهواء في التجويفات، وهذا يساعد على تصفية الصوت وتنوّعه في اللّحن.
الشكل (1) التجويفات
38
22
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يشرح أهمّيّة مركز الصوت.
يبيّن كيفيّة اكتشاف مركز الصوت.
يعرف كيف يستفيد من مركز الصوت.
38
23
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يشرح أهمّيّة مركز الصوت.
يبيّن كيفيّة اكتشاف مركز الصوت.
يعرف كيف يستفيد من مركز الصوت.
39
24
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
تمهيد
لكلّ شخص طبقة صوتيّة معيّنة، يكون فيها تحكّمه بصوته في أقصاه، ويكون الأداء في هذه الطبقة مريحاً وغيرَ مجهدٍ مع التمكّن من الإتيان بالألحان الجميلة، وتسمّى هذه الطبقة (المركز الصوتيّ). هذه الطبقة تختلف من صوت إلى آخر، واكتشافها له أهمّيّة كبيرة، كما سنبيّن.
أهمّيّة المركز الصوتيّ
تكمن أهمّيّة هذه الطبقة في أنّ القارئ يحتاج إلى أن يجعل (جوابه) مطابقاً لها، وبذلك يتمكّن من الوصول إلى أقصى مستوى وأدناه، الطبقة الوسطى، بأفضل صورة وأقلّ جهد، أمّا عندما تكون الطبقة الوسطى مرتفعةً عن المركز الصوتيّ، فإنّ العليا ستكون عاليةً جدّاً بحيث يجهد الصوت، وفي بعض الأحيان يتعسّر الوصول، ويمكننا استخلاص الشيء نفسه للطبقة الدنيا عندما تكون الطبقة الوسطى منخفضةً عن المركز الصوتيّ، فعلى المتعلّم أن يحاول اكتشاف مركز صوته.
41
25
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
كيفيّة معرفة اكتشاف المركز الصوتيّ
الطريقة الوحيدة لاكتشاف المركز الصوتيّ، هي التجربة ومحاولة تعرّف تلك الطبقة التي يكون أداء الشخص فيها أقلّ إجهاداً، بحيث يشعر فيها القارئ بأنّ صوته يعطي أقصى ما لديه.
في مجال حديثنا، يحتاج القارئ أيضاً إلى معرفة طبقة القرار المناسبة التي يبدأ بها؛ والسبب يعود إلى أنّ اختيار القرار المناسب يؤدّي بشكل آليّ إلى تحقيق الجواب المناسب؛ أي مستقرّاً على المركز الصوتيّ الخاصّ به.
من خلال بعض الأمثلة، نبيّن كيف يمكن أن يؤثّر اختيار طبقة القرار على بقيّة أجزاء القراءة.
(الشكل 1)
مثال على أدنى نقطة وأعلاها في الصوت:
لنفترض أنّ لدينا قارئاً ذا صوت كالمبيّن في الشكل (1) حيث تشير النقطتان (أ) و(ج) تباعاً إلى أدنى طبقة يستطيع القارئ الوصول إليها وأعلاها، أمّا النقطة (ب) فتشير إلى نقطة مركز الصوت.
الطبقة الصوتيّة
42
26
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
(الشكل 2)
مثال على قراءة معيّنة بطبقة سليمة:
الآن دعونا ننظر إلى الشكل(2). إذا قام القارئ باختيار طبقة القرار المناسبة، فإنّ جوابه سيستقرّ على مركز الصوت، وبالتالي سيكون قراره وجواب جوابه كلاهما في مجاله الصوتيّ، وهذا هو الوضع الأمثل للتلاوة.
(الشكل3)
مثال على قراءة معيّنة بطبقة خاطئة:
لو قام القارئ باختيار طبقة القرار، بحيث تكون مرتفعة بعض الشيء كما في الشكل(3)، فإنّ جوابه سيكون أرفع من مركز الصوت، وعندها لن يستطيع الإتيان بالطبقة القصوى؛ لأنّها خارج مداه الصوتيّ. لهذا، فإنّ القارئ سيرهق بسرعة، ولن يستطيع أداء الكثير من الألحان والزخارف، بسبب الطبقة العالية.
قد يسأل سائل: ماذا عن الحالة التي يكون فيها جواب الجواب مطابقاً لأعلى نقطة في المدى الصوتيّ (سقف الصوت)، هل هي مناسبة أم لا؟
43
27
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
الجواب أنّها غير مناسبة، وذلك للأسباب الآتية:
الطبقة العليا في الصوت ليست دائماً متاحة؛ بمعنى أنّ أعلى نقطة في الصوت تعتمد على صحّة الصوت حين القراءة، فإن كان الصوت في أفضل حالاته، تكون الطبقة العليا قويّة، أمّا إن كان الصوت مشوباً بأيّ ضعف، فربّما لا يستطيع القارئ الوصول إلى تلك الطبقة.
لو افترضنا أنّ الصوت بصحّة جيّدة، وأنّ القارئ يستطيع الوصول إلى أعلى طبقة في صوته، فذلك سيبقى مُجهِداً للصوت، وسيظهر بسرعة؛ لذلك يفضّل أن تكون الطبقة العليا منخفضة بعض الشيء عن سقف الصوت.
يحتاج القارئ أن يجعل بين الطبقة العليا وسقف صوته هامشاً احتياطيّاً؛ ليتمكّن في حال حدوث أيّ خلل من الاستمرار في استخدام طبقة جواب الجواب.
لذلك، إنّ أهمّ شيء يحتاجه القارئ في هذا الجانب، أن يجرّب طبقات مختلفة للقرار في قراءته، وعندما يعرف الطبقة المناسبة له يجب عليه أن يحفظها جيّداً، والمراد من الطبقة المناسبة هنا طبقة القرار التي توصله عند الارتفاع إلى درجة الجواب المناسبة أيضاً.
ولمعرفة مركز الصوت، فليرجع القارئ إلى ملفّ تدريبات الصوت.
44
28
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
تدريبات لزيادة المساحة والطبقات الصوتيّة
اتّبع الخطوات الآتية:
اضغط على زر الطبقة المطلوب سماعها.
قم بمحاكاة التدريب بصوتك.
عند عدم قدرتك على محاكاته، انتقل إلى غيره.
استمرّ حتّى تعثر على طبقتك الصوتيّة بقرارها وجوابها، وما عليك بعد ذلك إلّا أن تحفظها وتستخدمها في أدائك، وإن شئت تطويرها، فهذا التمرين يتيح لك ذلك.
45
29
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
المفاهيم الرئيسة
المركز الصوتيّ: لكلّ شخص طبقة صوتيّة معيّنة، يكون فيها تحكّمه بصوته في أقصاه، ويكون الأداء في هذه الطبقة مريحاً.
على المتعلّم أن يحاول اكتشاف مركز صوته.
الطريقة الوحيدة لاكتشاف المركز الصوتيّ، هي التجربة ومحاولة تعرّف تلك الطبقة.
يحتاج القارئ أيضاً إلى معرفة طبقة القرار المناسبة التي يبدأ بها؛ والسبب يعود إلى أنّ اختيار القرار المناسب يؤدّي بشكل آليّ إلى تحقيق الجواب المناسب.
46
30
الدرس الثالث: المركز الصوتيّ
أجيب
ماذا يُقصَد من المركز الصوتيّ؟ وما هي أهمّيّته؟
كيف يمكن اكتشاف المركز الصوتيّ؟
حاول اكتشاف طبقة القرار المناسبة لك، وذلك عن طريق تجربة أداء المقدّمة بطبقات مختلفة، وملاحظة أيّ الطبقات تؤدّي إلى قراءة مريحة عند الوصول للجواب.
أقرأ
اختلاف الأصوات
تقوم عضلات الشفتين والأسنان واللّسان والخدّين وعضلات الحلق بتشكيل أصوات مختلفة تتحوّل إلى كلمات؛ ولهذا يصعب الكلام والفم مغلق. ويتحكّم مركز الكلام والفم الموجود في الدماغ بجميع هذه الأعضاء.
47
31
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يتعرّف خصائصَ الصوت.
يعدّد العوامل المؤثّرة في قوّة الصوت وضعفه.
يشرح كيفيّة الاستفادة من الخصائص الصوتيّة إيجابيّاً.
49
32
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
تمهيد
تختلف الأصوات فيما بينها نتيجة اختلاف خصائصها، فللصوت خصائص عدّة، تلعب دوراً في إعطائه طابعه الخاصّ، فمنها ما هو مؤنسٌ وجميل وهادئ، فيه مرونة وتحرّك، منسجم ومنسّق، فيه قوّة وارتفاع وسعة مساحة، ومنها ما هو فاقد لبعض هذه الخصائص والمزايا، والسبب يرجع إمّا إلى التركيب الخَلقي لجهاز الصوت، أو لعدم معرفة كيفيّة إدارته.
في هذا الدرس وما بعده، سنحاول معرفة امتيازات الصوت، والكيفيّة الصحيحة لاختيار الطبقات الصوتيّة وإدارتها خلال القراءة.
خصائص الصوت
في الصوت خمس خصائص، هي:
الرنين.
القوّة.
المساحة.
الانعطاف.
قدرة التحرير.
51
33
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
الخصوصيّة الأولى: الرنين
هو مجموعة كيفيّاتٍ أو أوضاعٍ تعيّن شخصيّة الصوت وتميّزه عن بقيّة الأصوات، فكأنّها ملامح الوجه، أو بصمات الأصابع، أو التكوين العامّ للجسم.
يُقال له (الطنين) أيضاً أو (جرس الصوت)، ويُقاس حسب الملكات الإيجابيّة والفنيّة، والاعتبارات السلبيّة الآتية:
أ. الملكات الإيجابيّة: الجمال والاستئناس، ملاحة الصوت وتأثيره على المستمع، ويجب أن يكون في جميع طبقات الصوت (السفلى والوسطى والعليا) والمعبّر عنها في الاصطلاح بـ (القرار- الجواب- جواب الجواب)، بمعنى أن تبقى هذه المواصفات في الصوت في هذه الطبقات كافّةً، فبعضهم مثلاً صوته مؤنسٌ وجميلٌ في طبقة القرار، أمّا إذا ارتفع إلى طبقة الجواب فإنّه يتغيّر، وبعضهم الآخر صوته جميلٌ في القرار والجواب، أمّا في جواب الجواب فقد يتغيّر أيضاً فيصبح حادّاً مثلاً، أو أنّه لا يمكنه السيطرة عليه، بحيث يصبح فيه ارتجافات وغير ذلك من الاعتبارات السلبيّة.
ب. الاعتبارات السلبيّة: وهي عديدة، منها: أن يكون الصوت خيشوميّ، احتواؤه على رنّة أكثر من الحدّ المتعارف أو الطبيعيّ، انقباض الصوت، التصنّع بالبكاء (التمغّص)، التصابي بالصوت، وغير ذلك.
52
34
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
الخصوصيّة الثانية: قوّة الصوت
أي الشدّة والقدرة والحجم والوضوح في الصوت، وهي صفة تعكس مدى تحمّل الصوت، فكلّما زادت قوّة الصوت زادت قدرته على تحمّل الأداء الطويل، وقد كان بعض القرّاء القدامى يقرؤون لساعات، بمختلف الطبقات، من دون أن يظهر الضعف والتعب على أصواتهم، ويمكننا الحديث عن قوّة الصوت في بُعدين:
أ. قوّة الصوت على المدى القصير: وهي قابليّة التحمّل أثناء أداء قراءة واحدة، أي متى يبدأ الصوت بالضعف خلال القراءة. من باب المثال، إنّ بعض الأصوات لا تستطيع التلاوة لأكثر من ربع ساعة، بينما بعضها يواصل لساعات عدّة من دون تعب، ونذكر في هذا المجال المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبيّ، الذي قرأ المصرع لثلاث ساعات من دون أن يتغيّر صوته، أو يظهر عليه شيء من التعب.
ب. قوّة الصوت على المدى الطويل: وهي قابليّة التحمّل مع تقادم العمر، فبعض القرّاء توقّفوا عن القراءة في سنّ مبكرة، بينما بعضهم استمرّ في التلاوة حتّى سنّ متقدّمة مع المحافظة على جمال صوته، وأذكر من الفئة الثانية، من قرّاء القرآن: الشيخ عبد الباسط، والشيخ مصطفى إسماعيل، ومن قرّاء العزاء الشيخ عبد الوهّاب الكاشيّ.
53
35
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
العوامل المؤثّرة في قوّة الصوت وضعفه
1. العامل المولِّد للصوت:
هو مرتبط بالتكوين الخلقيّ للشخص، فالتكوين الخلقيّ لدى كلّ إنسان بشكلٍ أساسيّ، يجعل من هذه الصفة مختلفة بين شخصٍ وآخر، إذ إنّها ترتبط بحجم الرئة والهواء المدّخر فيها وقوّة النفس، فأنت قد تجدها في صوتٍ بمقدار قليل، وفي آخر بمقدار متوسّط، وفي ثالث تبلغ حدّاً عالياً جدّاً، عند ذلك نقول:
هذا الصوت ضعيف، وذاك متوسّط، والآخر قويّ، وحتّى يتّضح لك القصد لاحظ الشخص الذي ينقطع نفسه وهو يقرأ، ألا يضعف صوته، وربّما ينقطع أيضاً؟
2. محيط انتشار الصوت:
يُقصد به الوسط أو المحيط الذي ينتشر فيه الصوت، فضيق الوسط واتّساعه له أثرٌ كبير في قوّة وضعف الصوت، وله أثر على القارئ والمستمع.
جرّب أن تطلق صوتك في غرفة ضيّقة، ولاحظ كيف تسمعه.
جرّب أن تقف على حافّة وادٍ، وتطلق صوتك، ماذا تلاحظ؟
3. الأشياء المشدِّدة للصوت:
هذا العامل شبيه بجعبة الآلات الموسيقيّة التي وظيفتها تشديد الصوت وازدياد حجمه ودوامه، كذلك الإنسان يملك مشدِّدات
54
36
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
للصوت، وهي موجودة في أربع نقاط، هي: الأنف -فضاء الفم- القفص الصدريّ - الجمجمة في الرأس.
هذه النقاط هي النقاط الرئيسيّة لتشديد الأصوات وتقويتها، وعلى هذا الأساس يكون حفظ الحالة الطبيعيّة، وسلامة كلّ جزء من هذه الأجزاء الأربعة، مؤثّرَين في علوّ الصوت وقوّته وحجمه ونوعيّته.
لهذا، يجب الانتباه إلى كيفيّة الاستفادة من النظام الصوتيّ، فمن الأمور السلبيّة: الاختلال في القدرة الصوتيّة من ناحية الزيادة والنقصان، أو الضعف غير المألوف.
نلفت النظر هنا إلى أنّ الأجهزة الصوتيّة الموجودة حاليّاً لها الأثر الكبير في قوّة الصوت وضعفه وراحته، فنوعيّتها وكيفيّة استخدامها عاملٌ مؤثّرٌ سلباً وإيجاباً.
لتتضح لك الصورة، جرّب أن تقرأ على جهاز صوت ليس فيه مؤثّرات صوتيّة، ثمّ جرّب جهازاً فيه مؤثّرات، وستجد الفرق.
القوّة والارتفاع
ترتبط قوّة الصوت بمقدار الطاقة التي تنساب في موجاته، وتعتمد هذه القوّة على اتّساع الاهتزازات التي تُحدِث الموجة (كما مرّ).
والاتّساع هو المسافة التي يتحرّك فيها الجسم المهتزّ من موضع السكون، أثناء اهتزازه، فكلّما زاد اتّساع الاهتزاز زادت شدّة الصوت.
55
37
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
أمّا ارتفاع الصوت، فيرجع إلى القوّة التي يتّخذها الصوت عندما
56
38
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
يقرع آذاننا، فكلّما زادت قوّة الصوت، عند قيمة ثابتة للتردّد، بدى لنا أكثر ارتفاعًا، لكنّ الأصوات التي لها القوّة نفسها ولها تردّدات مختلفة، لا يكون لها الارتفاع نفسه، وسيوافيك الكلام عن الارتفاع مفصّلاً -إن شاء اللّه -تعالى- في الحديث عن المدى الصوتيّ.
57
39
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
المفاهيم الرئيسة
في الصوت امتيازات خمسة: الرنين، القوّة، قدرة تحرير الصوت، ارتفاع الصوت، انعطاف الصوت.
الأوّل: الرنين، وهو مجموعة كيفيّات أو أوضاع تعيّن شخصيّة الصوت وتميّزه عن بقيّة الأصوات.
الملكات الإيجابيّة: الجمال والاستئناس، ملاحة الصوت وتأثيره على المستمع.
الاعتبارات السلبيّة، منها: أن يكون الصوت خيشوميّاً.
الثاني: قوّة الصوت؛ أي الشدّة والقدرة والحجم والوضوح في الصوت، وهي صفة تعكس مدى تحمّل الصوت، فكلّما زادت قوّة الصوت زادت قدرته على تحمّل الأداء الطويل.
الحديث عن قوّة الصوت في بُعدين:
قوّة الصوت على المدى القصير: وهي قابليّة التحمّل أثناء أداء قراءة واحدة؛ أي متى يبدأ الصوت بالضعف خلال القراءة.
قوّة الصوت على المدى الطويل: وهي قابليّة التحمّل مع تقادم العمر، فبعض القرّاء توقّفوا عن القراءة في سنّ مبكرة، بينما بعضهم استمرّ في التلاوة حتّى سنّ متقدّمة مع المحافظة على جمال صوته.
العوامل المؤثّرة في قوّة الصوت وضعفه ثلاثة: العامل المولِّد للصوت، ومحيط انتشار الصوت، والأشياء المشدِّدة للصوت.
58
40
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
أجيب
للصوت خمسة امتيازات، فما هي؟
عرّف رنين الصوت.
ما المقصود بالملكات الإيجابيّة والاعتبارات السلبيّة في الصوت؟
ما المقصود بقوّة الصوت؟
ما المقصود بقوّة الصوت على المدى القصير والطويل؟
بيّن العوامل المؤثّرة في قوّة الصوت وضعفه.
أقرأ
انقطاع الصوت
59
41
الدرس الرابع: خصائص الصوت(1)
يؤثّر حجم الحبال الصوتيّة والحنجرة في مدى ضخامة الصوت. وفي مرحلة البلوغ في سنّ المراهقة، يصير صوت الصبيّ غليظاً بسبب نموّ الحبال الصوتيّة نمواً سريعاً، يزيد الضعفين على نموها عند الفتاة. وعندما يولد الطفل يكون طول الحبال الصوتيّة 6 مم تقريباً، ثمّ تنمو لتصير 20 مم عند النساء البالغات، و30 مم عند الرجال البالغين.
60
42
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يتعرّف مساحةَ الصوت.
يبيّن الاتّساع الصوتي.
يتعرّف الانعطاف والزخارف الصوتيّة.
61
43
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
تمهيد
في هذا الدرس، نستكمل الحديث عن خصائص الصوت، فنتكلّم على المساحة والانعطاف وصفاء الصوت، وأهميتّها، وكيفيّة الاستفادة منها.
الخصوصية الثالثة: مساحة الصوت
نقصد بها المساحة العرْضيّة والطوليّة للصوت؛ أي البقعة التي يتحرّك فيها الصوت طولاً وعرضاً؛ لذلك فإنّه يدخل ضمنها (المدى والاتّساع الصوتيّ)، ولهذا نتحدّث عنهما أوّلاً، ليتّضح المقصود تماماً من المساحة، وهي:
أ. المدى الصوتيّ:
يسمّيه بعضهم بالارتفاع الصوتيّ، إلّا أنّ هذه التسمية غير دقيقة؛ لأنّها تبيّن جانباً واحداً من المسمّى، ألا وهو مدى الارتفاع في الطبقة الصوتيّة، وكأنّ الدرجة المنخفضة لا تتغيّر من شخص لآخر.
المدى الصوتيّ هو المسافة بين أعلى نقطة يصلها الصوت وأدناها، أي البعد بين أعلى جواب وأدنى قرار. وهذه الصفة مهمّة؛ لأنّها تبيّن مدى التنوّع في الطبقات التي يستطيع القارئ الإتيان بها. كما وأنّ
63
44
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
المدى الكبير يمكّن القارئ من التنويع في الطبقات، وكذلك الإتيان بالقرار وجواب الجواب من دون تكلّف.
يزداد المدى الصوتيّ وينقص؛ أمّا الزيادة فبالتمرين المنظّم والمستمرّ، وسنوافيك بتمارينه قريباً، إن شاء اللّه -تعالى-.
أمّا النقصان، فإنّه عادة يرجع إلى أسباب، منها:
التقدّم في السنّ.
إجهاد الصوت بالتمارين غير المنتظمة.
استهلاك الصوت باستخدام الطبقات العالية بطريقة غير صحيحة.
كثرة الإصابة بأمراض الحنجرة، وترك المبادرة إلى العلاج بسرعة.
من المؤشِّرات على استخدام الصوت بطريقة غير صحيحة الشعور بالألم في الحبال الصوتيّة، فالأداء السليم يجب أن يكون من دون تكلّف أو إرهاق، وأغلب الناس يحدّون من مداهم الصوتيّ لجهلهم بالأصوات الثلاثة (القرار والجواب وجواب الجواب)، فتجدهم يحاولون رفع صوتهم بالقرار -والمقصود رفع الصوت لا الطبقة- فيصطدمون بالحدّ الأعلى للقرار، والأسلوب الأمثل هو محاولة التدرّج من الطبقة الدنيا حتّى الطبقة العليا بقول (آاااه) أو (يا ربّ)، كما في المثال الآتي: ملفّ الصوت (طبقات 6).
نرجو هنا ملاحظة أنّ المقطع يبدأ من طبقة مرتفعة بعض الشيء؛ لذا على المتعلّم أن يحاول البدء بطبقة أكثر انخفاضاً ويتصاعد للأعلى حتّى يصل إلى أعلى طبقة يستطيع الوصول إليها، وهذا التمرين
64
45
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
يساهم في تعرّف الطبقات، والربط بين طبقات الصوت المختلفة.
الآن، لاحظ الطبقة التي بدأت بها، حاول الإتيان بطبقة أكثر انخفاضاً منها، وافعل الشيء نفسه مع الطبقة العليا، وأهمّ ما ينبغي عليك مراعاته أن لا ترهق نفسك بما لا تستطيع عليه من طبقات، كما ينبغي أنّ الطبقات قد تختلف من وقت لآخر حسب صحّة الصوت؛ لذا عليك بالتجربة في أوقات مختلفة.
ب. الاتّساع الصوتيّ:
هو السعة العرضيّة للصوت، بعكس المدى الصوتيّ الذي هو صفة طوليّة، وكلّما زاد اتّساع الصوت كان أكثر رخامة وثقلاً.
لتوضيح الفرق بين المدى الصوتيّ والاتّساع الصوتيّ، يمكنك النظر إلى الشكل الآتي:
الشكل: المدى الصوتيّ والاتّساع الصوتيّ والمساحة الصوتيّة
66
46
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
يبيّن لنا هذا الشكل، أنّ المدى الصوتيّ هو مسافة طوليّة بين الطبقة العالية والمنخفضة، بينما الاتّساع الصوتيّ هو ما يحدّد رخامة الصوت، فكلّما زاد اتّساع الصوت زادت رخامته.
للتفريق بين المفهومين، ارجع إلى الملفّ الصوتيّ: الطبقات (صوت القرار -1- و-2- أو -4- و-6).
كِلا الصوتين كانا في طبقة القرار، فما السبب في كون صوت (1) أكثر رخامة وكثافة مقارنة بصوت(2)؟ أو صوت (4) مقارنة بصوت (6)؟
الجواب: الصوت الأوّل متّسع أكثر من الثاني.
قد يتساءل القارئ الكريم: هل يمكنني زيادة اتّساع صوتي؟
الجواب: إنّ اتّساع الصوت يعتمد بدرجة أساسيّة على التكوين العضويّ للحنجرة والحبال الصوتيّة، فالحبال الصوتيّة الغليظة تُنتِج صوتاً رخيماً، أمّا الحبال الدقيقة فتنتج صوتاً أكثر نعومة؛ لذلك تلاحظ أنّه عند إصابتك بالبرد، يكون صوتك أكثر رخامة بسبب انتفاخ الحنجرة والحبال الصوتيّة، لكن ثمّة عامل يساعد في زيادة رخامة الصوت أيضاً، وسنتحدّث عنه في قسم المهارات الصوتيّة لاحقاً، وإنّ كثرة التمارين والممارسة تؤدّي إلى تقوية الأحبال الصوتيّة، وبالنتيجة زيادة اتّساع الصوت.
بعد العرض المتقدّم للمدى والسعة، اتّضح معنى المساحة. وللتوضيح أكثر يمكن أن أشبّه لك المساحة بقطعة أرض، تتوقّف
67
47
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
معرفة مساحتها على معرفة حاصل ضرب طولها بعرضها، فهي تماماً كالمعادلة الرياضيّة التي تقول: (الطول × العرض= المساحة).
تُقاس مساحة الصوت على درجات الأوكتاف (الديوان)، وعدد درجات الأوكتاف ثماني درجات:
DO-RE-MI-FA-SOL-LA-SI-DO
فبقدر ما ينجز القارئ من درجات (الأوكتاف) تكون مساحة صوته، والحدّ الأدنى للأصوات الطبيعيّة اثنتا عشرة درجة، ومن يؤدّي دون هذا المقدار يُعدُّ صوته ضعيفاً. الحدّ الأقصى للصوت الطبيعيّ عشرون درجة، أي (2،5) أوكتاف. وعندما يزيد عن هذا الحدّ، فإنّه يخرج من الطبقات الطبيعيّة، وأقصاها جواب الجواب.
من اللازم على كلّ قارئ أن يعرف مساحة صوته، ويتحرّك به ضمن تلك المساحة، ولهذا الشيء فوائد عديدة، منها:
يساعده في الاستفادة منه في الأداء المتنوّع.
يساعده في المحافظة على جماليّة الصوت.
يساعده في قدرة التحمّل والقراءة لفترات أطول.
يساعده في المحافظة على الصوت من دون أن يؤدّي إلى فقد شيءٍ من خصائصه.
هل يمكن للقارئ زيادة مساحة صوته؟
الجواب: نعم، وذلك من خلال زيادة المدى والسعة.
الجواب: كيف يمكن ذلك؟ قد مرَّ شيءٌ من الكلام حول هذا
68
48
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
الموضوع حين تحدّثنا في درس مركز الصوت عن معرفة نقطة البداية الطبيعيّة في الصوت (القرار) ومركز صوته الذي يساعد على الوصول إلى (الجواب) و (جواب الجواب)، فمتى عرف هذين الشيئين يستطيع أن يمرّن صوته إلى ما دون قراره، حتّى يصبح الجديد قراراً طبيعيّاً له. أيضاً يمكن أن يمرّن صوته لجهة الحدّ الأعلى في صوته ليتجاوزه، ويصبح الجديد حدّاً طبيعيّاً في صوته، وبهذا يمكن زيادة مساحة الصوت، إلّا أنّ هذا الشيء يحتاج إلى تفصيل، وهذا ما سنوافيك به قريباً إن شاء اللّه -تعالى- في التمارين الخاصّة بزيادة المساحة.
أنواع الأصوات من حيث المساحة الصوتيّة
الأصوات غالباً لا تتجاوز نوعين:
أ. الأصوات الصدريّة: وهي ذات ارتفاعٍ قليل (حدّها التوسّط)، وغالباً ما نرى لها أوجاً وارتفاعاً، وهي من الأصوات المفضّلة عند القرَّاء وعند أكثر الناس، من حيث الرنين والطابع الخاصّ الذي يبعث على الخشوع والتأمّل وجلب الانتباه.
ب. الأصوات الرأسيّة: وهي ناعمة ورفيعة، وارتفاعها كثير، وتحتاج إلى نَفَسٍ قويّ وانطلاقٍ مُحْكَمٍ من الحنجرة، وتصل بسهولة إلى أعلى طبقة محدّدة للأشخاص الذين يملكون هذه الأصوات، وفي نزولها لا تتجاوز حدّ التوسّط.
70
49
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
الخصوصيّة الرابعة: الانعطاف
هو المرونة، والمراد بها قابليّة الصوت للتحرّك المنسجم والمنسّق بين الطبقات والدرجات، ويقابلها الثقل الصوتيّ، فالأصوات الثقيلة يصعب عليها التنقّل بسلاسة بين الطبقات الصوتيّة، بينما الأصوات المرِنة تنتقل بسلاسة بينها، والمرونة من الخصائص الذاتيّة في الأوتار الصوتيّة، التي تسمح للإنسان بالحركة والانتقال بين الدرجات والطبقات في صوته، وأن يغيّر الصوت من حالة إلى حالة، مثلاً الخروج من طبقة (جواب الجواب) إلى (الجواب) أو (القرار) أو العكس، وإليك بعض الأمثلة: ملفّ الصوت (الانعطاف)
هبوط- في (ولم تكن عودّتني...)
ارتفاع- (الشمر ترضى يدافعني...)
هبوط- عند (أيّام الچنتويّاك...)
ملاحظة: قد يُصطَلح على هذا النوع من الانعطاف بـ (الانعطاف المنفصل)؛ لأنّ القارئ يتوقّف عند نهاية جملة، وينعطف في بداية الجملة الأخرى، وثمّة انعطاف متّصل، ولا حاجة لنا به في مجالس العزاء، فلا داعي لبيانه.
يُستخدَم الانعطاف للتزيّن أحياناً، ولعكس بعض المعاني في أحيانٍ أخرى.
وكلّما ازداد الصوت مرونة وتحرّكاً، تكثر الانتقالات والتغييرات بين الدرجات والفواصل الصوتيّة في أقصر مدّة وبأحسن كيفيّة
71
50
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
يبتغيها الإنسان، فإذا فقد الصوت هذه الخاصيّة المهمّة تنخفض نسبة الجماليّة في الصوت، حتّى مع وجود سائر الصفات المحسِّنة والخصائص الأخرى.
من جانب آخر، لا يتمكّن القارئ من التنقّل الصحيح بين الطبقات المتدرّجة -حسب الديوان الصوتيّ- والمقامات إذا لم تتوفّر لديه مرونة الصوت كما يجب؛ لهذا ينبغي الحصول على صوتٍ مرنٍ مهما استطعنا، من خلال التمرينات والتدريبات الصحيحة.
الخصوصيّة الخامسة: القدرة على تحرير الصوت أو (الزخرفة الصوتيّة)
يُقصَد بها مراعاة الفواصل الزمنيّة الموسيقيّة، وهي تحدث من خلال تردّد الصوت على الطبقة الصوتيّة والطبقات المجاورة لها (½ أو ¼) درجة.
والأمور التي تقيّم في هذا القسم، هي قابليّة الزخرفة الصوتيّة وسرعة هذه الزخرفة ونوعها وتنظيمها.
فمضافاً إلى جماليّة الصوت بشكلٍ عامّ، تُضفي الزخرفة عليه جمالاً إضافيّاً، فثمّة أصوات فيها قدرة وقابليّة التحرّر والزخرفة، وثمّة أصوات فاقدة لها، ومنها زخرفة سريعة وزخرفة بطيئة، ومنها ما يكون بالأوتار، ومنها ما يكون بالشفتين.
وأهمّ أمرٍ في الزخرفة أن تكون منتظمة، بحيث تُضفي الجمال الذي أشرنا إليه، وإليك بعض الأمثلة الصوتيّة توضح ما قدّمناه: راجع الملفّ الصوتيّ (الزخارف الصوتيّة).
72
51
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
وستلاحظ أنّ الفروقات واضحة بين الأصوات في الزخرفة، ونرجو منكم تعرّف الصوت الأكثر زخرفة والأقلّ.
صفاء الصوت
هي صفة تعكس مدى نقاء الصوت وخلوّه من الحشرجات، وهذه الصفة تختلف من صوت إلى آخر، لكنّها تعتمد كثيراً على العناية بالصوت، كذلك فإنّ إجهاد الصوت بالتمرينات العشوائيّة يتسبّب في عدم صفاء الصوت.
وكما أنّ الصفاء محبّبٌ، إلّا أنّ بعض درجات عدم الصفاء محبّبة أيضاً. فمثلاً، البحّة التي تصاحب بعض الأصوات، تُضفي عليها جمالاً ودفئاً إضافيّاً.
74
52
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
المفاهيم الرئيسة
مساحة الصوت: هي المساحة العرضيّة والطوليّة للصوت؛ أي البقعة التي يتحرّك فيها الصوت طولاً وعرضاً.
المدى الصوتيّ: هو المسافة بين أعلى نقطة يصلها الصوت وأدناها، أي البعد بين أعلى جواب وأدنى قرار.
الاتساع الصوتيّ: هو السعة العرضيّة للصوت، بعكس المدى الصوتيّ الذي هو صفة طوليّة، وكلّما زاد اتّساع الصوت كان أكثر رخامة وثقلاً.
الانعطاف: هو (المرونة)، والمراد بها قابليّة الصوت للتحرّك المنسجم والمنسّق بين الدرجات، وانتقاله من درجة إلى درجة.
- من أنواع الأصوات:
الأصوات الصدريّة: وهي ذات ارتفاعٍ قليل (حدّها التوسّط).
الأصوات الرأسيّة: وهي ناعمة ورفيعة، وارتفاعها كثير، وتحتاج إلى نَفَسٍ قويّ وانطلاقٍ مُحْكَمٍ من الحنجرة.
75
53
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
أجيب
ما هي المساحة الصوتيّة؟ وما الفرق بين المدى والاتّساع؟
ما هو الانعطاف في الصوت؟ وما هي أهمّيّته بالنسبة إلى المقامات؟
الأصوات صدريّة ورأسيّة، فما هي ميزة كلّ منهما؟
ما هي خصائص الصوت التي ينبغي تطويرها لدى القارئ؟
ما هي العوامل التي تتأثّر بها كلّ خاصّيّة؟
كيف يمكن تطوير كلّ خاصّيّة؟
اذكر باختصار ما على القارئ فعله لتطوير صوته.
أقرأ
وظيفة اللّوزتين وأهمّيّتها
تُعَدّ اللّوزتان من الأعضاء الحيويّة الموجودة على جانبي الحلق، ولهما دور مهمّ في الدفاع عن الجسم ضدّ الإصابة بالأمراض التي تسبّبها الجراثيم التي تتولّد في الجوّ. تحتوي اللّوزتان الملايينَ من الكريات البيض التي تقضي على الجراثيم المسبِّبة للأمراض. تتضخّم اللّوزتان عندما تقومان بالدفاع، لكنّهما تعودان إلى حجمهما الطبيعيّ فيما بعد.
76
54
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يبيّن الفرق بين الخصائص والمهارات الصوتيّة.
يلخّص أهمّيّة الاهتزازات الصوتيّة.
يتعرّف العُرَب وأهمّيّتها.
78
55
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
تمهيد
سنتحدّث في درسنا هذا وما بعده، عن الجانب الثاني للصوت (الاكتسابيّ)؛ أي ما يتعلّق بتنمية الصوت وتطويره، وسيكون حديثنا في هذا الدرس وما بعده من قسم الصوت، عن المهارات الصوتيّة التي يحتاج القارئ إلى تطويرها، لتزيين الصوت وتحسين الأداء، والتمارين المفيدة للصوت.
الفرق بين الخصائص والمهارات الصوتيّة
إنّ الخصائص الصوتيّة هي من ذات الصوت؛ أي إنّها أمور توجد في جميع الأصوات، لكنّ نسبتها تختلف من صوت إلى آخر، فكلّ صوت -مثلاً- له مدى صوتيّ معيّن، لكن قد تمتاز بعض الأصوات بالمدى الصوتيّ الكبير، وبعضها بالمدى الصوتيّ الصغير.
أمّا المهارات الصوتيّة، فهي أمور يزيدها القارئ إلى صوته ليزيد من حلاوته وقدراته. وتختلف الأصوات في قابليّتها لتقبّل المهارات، فعلى سبيل المثال، سنرى كيف تفيد الاهتزازات الصوتيّة في تجميل الصوت، لكنّ قابليّات الأصوات ليست متساوية في الإتيان بالاهتزازات الصوتيّة.
80
56
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
الاهتزازات الصوتيّة
هي اهتزازات في الصوت، تنتج بسبب الانتقال السريع بين الطبقات الصوتيّة، وهي من أكثر مظاهر الصوت أهمّيّة، ومن أكثر الأشياء التي يتذوّقها المستمع. وهي تعتمد بدرجة كبيرة على مرونة العضلات المجاورة للأحبال الصوتيّة، إذ إنّه كلّما زادت مرونة هذه العضلات استطاع القارئ هزّ صوته بدرجة أسرع مُصدِراً اهتزازاتٍ أسرع. تتّخذ الاهتزازات الصوتيّة أشكالاً مختلفة، ويمكن للقارئ تزيين وسط المقطع أو القفلة بطرق مختلفة، والمهمّ ملاحظة أنّ استخدام الاهتزازات يجب أن لا يكون مبالغاً فيه؛ لأنّ ذلك يشوّه القراءة، خصوصاً إذا كان متكلّفاً.
إليكم بعض أمثلة الاهتزازات الصوتيّة: ملفّ الصوت (الاهتزازات)
مثال1: على كلمة (يا ضيعتي) وعلى كلمة (فارقتكم).
مثال2: عند كلمة (رأسها).
مثال3: عند كلمة (عطشان) من يدري بك نمت عطشان.
لكلّ شخص مقدرة معيّنة على الإتيان بالاهتزازات الصوتيّة، فبعض الأصوات بطبيعتها أكثر مرونة من الأخرى، لكن يستطيع الشخص أن يحسّن من مستوى الاهتزازات لديه، وكثيراً ما تساعد الاهتزازات في تحقيق القفلات السليمة، خصوصاً على بعض الكلمات الصعبة.
ولتطوير الاهتزازات الصوتيّة، يحتاج القارئ إلى محاكاة العديد من
81
57
الدرس الخامس: خصائص الصوت(2)
الأمثلة، خصوصاً الصعبة منها حتّى يتقنها، وهذا يتطلّب وقتاً، لكنّه يستحقّ الجهد، لتأثيره على جمال الأداء.
العُرَب الصوتيّة
العُرَب هي انكسار في الصوت بشكل متعمّد أو عفويّ، وتدلّ العُرب على تمكّن القارئ من صوته لمقدرته على كسر الصوت والعودة إلى صوته الطبيعيّ بطريقة سلسلة.
تُعَدُّ العُرَب من المهارات الصوتيّة المجمّلة للأداء كثيراً؛ لأنّها تحاكي البكاء نوعاً ما، فتكسو التلاوة بطابع من الروحانيّة والحزن، ويمكن أن تكون العُرَب طبيعيّة أو مصطنعة، وهذا يعتمد على خامة الصوت.
إليكم أمثلة العُرَب بأصوات كبار القرّاء: ملفّ الصوت (العرب).
المثال1: في كثيرٍ من الكلمات مثل (الأمجادي- الجفون- لهيبٌ اتّقادي- ضعنا).
المثال 2: حاول اكتشاف العُرَب في هذا المقطع.
تمارين لزيادة مساحة الصوت
إنّ طبيعة تدريب الحبال الصوتيّة كتدريب العضلات، كلّما شدّدت عليها أعطتك أكثر وقويت أكثر، لكنّ طريقة تدريبها يجب أن تكون بدقّة وحرص؛ لأنّها إذا جُرحِت أخذت وقتاً طويلاً في الشفاء.
83
58
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
من المهمّ جدّاً قبل تدريب الصوت، معرفة مدى الصوت ومساحته (كم أوكتاف)؛ لكي تعلم من أين تبدأ باكتساب طبقات جديدة، ولا
84
59
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
يجب أن تؤدّي الطبقة الجديدة بالصوت المصطنع، بل بالصوت الطبيعيّ؛ لأنّ الصوت المصطنع ليس من ضمن مجال الصوت الطبيعيّ، لهذا إليك هذه التمارين الثلاثة:
الأوّل: تدريب الصوت يكون بتجريب مداه (لمعرفة مساحته)، فتبدأ بالقرار، فتتنبّه إلى صوتك أين ينتهي بالقرار، ثمّ تحاول النزول إلى طبقة أقلّ منه قليلاً، وسوف تجد نفسك أنّك متعب وأنت تقرأ على هذه الطبقة، فتبدأ بالتدرّب على هذه الطبقة الجديدة حتّى تتقنها، فإذا أتقنتها وأصبحت من ضمن مجال صوتك وتستطيع أن تصل إليها بسهولة تحاول النزول طبقة أخرى وتتدرّب عليها، وهكذا كما في الأسلوب الأوّل. بهذه الطريقة، يمكن أن يزيد صوتك طبقتين أو ثلاث في القرار. أمّا بالنسبة إلى الجواب، فيمكن أن تقوم بعمليّة تدريب الصوت نفسها على القرار، لكن بدقّة أكثر، إذ إنّ الجواب يمكن أن يجرح الصوت بسرعة، فيجب أن تصعد فوق طبقة جواب صوتك شيئاً قليلاً، وتبقى تتدرّب على هذه الطبقة ببطء، ولا تتعجّل حتّى تصبح الطبقة الجديدة العالية من ضمن مجال صوتك، ولا تُنهِك صوتك، بحيث إذا أحسست أنّك خلال التدريب على أيّ طبقة جديدة قد أنهكت صوتك، فأوقف التدريب وأرِح صوتك يوماً، ثمّ تابع عمليّة التدريب. هذا بالنسبة إلى تدريب الصوت على اكتساب طبقات جديدة أعلَى من الصوت العادي وأخفض منه، ومن المهمّ جدّاً أن يرتاح الصوت مدّة يوم كامل عند الإحساس بأيّ تعب صوتيّ وعدم
85
60
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
إجهاده، وإلّا جُرِح الصوت واحتاج إلى مدّة أسبوع على الأقلّ لكي يعود سليماً.
الثاني: يكون باستخدام الآهات (آه آه آه...)، فتبدأ بها وتخرجها من الرئتين، ولا تركّز على الحنجرة، تبدأ من آهات القرار مع التركيز على خروج الآهات من الرئتين، ثمّ تعلو الطبقة على حسب السلّم الموسيقيّ (دو، ري، مي، فا، صول، لا، سي) حتّى تصل إلى مرحلة الجواب.
الثالث: في هذا التمرين يتدرّب المؤدّي على أمرين:
أ. التنفّس الصحيح وقاعدته:
أخذ أكبر كمّ من الهواء في الشهيق، والتحكّم في إطلاقه في الزفير بأقلّ قدر، ولا بدّ من أن تظلّ عضلات الجسم -خاصّة الصدر والرأس- في استرخاء تامّ أثناء الزفير؛ لأنّ تصلّبها يؤدّي إلى تصلّب أجهزة التنفّس، والاسترخاء لا يعني الخمول، بل يعني راحة الأعضاء وتحفّزها، ولا بدّ كذلك من حسن الاعتماد على البطن بنفخه عند أخذ النفس، ليجد الحاجب الصدريّ الموجود بين الصدر والبطن مجالاً للاتّساع، ليمكّن الرئتين من الامتداد والانتفاخ لأخذ أكبر قدرٍ ممكن من الهواء.
ب. توسيع مدى الصوت وتقويته:
إنّ الصوت حين يصدر عن آلة التصويت (الحبال الصوتيّة) يكون ضعيفاً، ثمّ تتمّ تقويته بتمريره بشكل صحيح في مسالك الصوت،
86
61
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
التي تُعَدُّ فراغاً رنينيّاً للصوت البشريّ، ويمتدّ هذا الفراغ الرنينيّ من الحنجرة حتّى مقدّمة الشفتين، فإذا ملأ الصوتُ شعابَ هذه المسالك تضاعفت قوّته وزادت قدرته على الارتفاع والانخفاض.
يتحقّق الأمران معاً (التنفّس الصحيح وتوسعة مدى الصوت) بإطلاق الهواء من الرئتين عبر الحنجرة بارتياح وامتلاء، وهذا ما يسمّى الهدير الصوتيّ، ويتمّ هذا الهدير بإطلاق حرف المدّ (آ) من عمق الرئتين الممتلئتين بالهواء عبر مسالك الصوت حتّى الفم، بتدرّجات السلّم الموسيقيّ من القرار إلى الجواب وبالعكس. ومقياس هدير الصوت أن يضع المرء راحة يده على وسط صدره، ثمّ يجهر بصوته، فيحدث عند ذلك اهتزازاً شديداً متواصلاً أشبه باهتزاز جلد الطبل وخفقانه عند ضربه بقوّة، وبمقدار ما يكون الهدير صحيحاً والاهتزاز قويَّاً يشعر المؤدّي بالراحة والهدوء والاطمئنان النفسيّ، وإن طالت فترة التدريب، ويشعر المؤدّي بالتعب سريعاً، وتتلاحق أنفاسه، إذا كان التصويت غير كامل وغير صحيح، وتتحقّق الصورة الكاملة لهذا الهدير المتدرّج الكامل القويّ بدروس (الصولفيج)، إذ تتوافق صحّة (التصويت) مع صحّة (التنغيم).
هنا، ينبغي الانتباه إلى الشروط الآتية:
الشرط الأوّل: أن يظلّ الصوت مريحاً للمؤدّي، فلا يخرج بالقسر حتّى لا يؤذي أجهزة التصويت ويجرح الحبال الصوتيّة.
87
62
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
الشرط الثاني: أن يظلّ الصوت مريحاً للمستمع، فلا يكون حادّاً يؤذي الأذنين، ولا غليظاً لا ينفذ إلى القلب.
الشرط الثالث: أن يحافظ الصوت على قوّته ورنينه في الدرجات الموسيقيّة كلّها، منخفضة ومتوسّطة وعالية.
تمرين لقوّة الصوت وشدّته
اسحب نفساً واملأ رئتيك قدر ما تستطيع، حتّى تلاحظ أنّ بطنك يكبر، لأنّ الرئتين تضغطان عليه، ثمّ ابدأ بإخراج النفس بالتقسيط من فتحة بسيطة جدّاً بين الشفتين، وهي الفتحة البسيطة التي تكون عند تلفظّك بالاقلاب في التجويد. ابقَ على هذا المنوال حتّى يفرغ الهواء تماماً من الرئتين، ولا تستطيع أن تُخرِج هواءً أكثر، حينها اصرخ بأعلى صوتك... طبعاً، لن تسمع شيئاً، إلّا أنّك مع التمرين ستسيطر أكثر على خروج الهواء وبمقدار، وسيبقى صوتك بقوّته، حتّى إن فقدت نَفَسَك.
ملاحظة: هذا التمرين ينفع أيضاً لزيادة المساحة الصوتيّة.
تمرين للعُرَب
لتدريب الصوت على العُرَب والهزّات، يجب أوّلاً أن يكون المتدرّب على دراية بالنغمات والمقامات والألحان ما أمكن؛ لأنّ ذلك سوف يساعده في تفهّم اللّحن والنغمة وأدائها بشكل سليم وأفضل. ويمكن تدريب الصوت على العُرَب بواسطة تطبيق العُرَب من سماع المنشدين المؤدّين لها، ومعرفة التطبيق الصحيح، وهزّ الصوت بأسلوب لا يخلّ
88
63
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
باللّحن، ولا يُخرِج النغمة عن لحنها وعن عدد الهزّات التي يجب أن تكون في العُربة، وعندما يتقن الصوت الاهتزاز بصورة صحيحة تصبح جميع العُربات مناسبة بالنسبة إليه.
نصائح مفيدة لتحسين الصوت
سجِّل صوتك واستمع إليه بموضوعيّة، وحاول أن تجرّب أكثر من نبرة، جرّب سرعات مختلفة وطبقات مختلفة أيضاً وتدرّب على ذلك.
قوّة صوتك من الأشياء المهمّة التي يجب أن تتدرّب عليها، فعليك أن ترفع صوتك وتخفضه، حتّى تتمكّن من التحكّم في قدرتك على تنويع قوّته.
حاول أن تتكلّم بسرعة تسعين كلمة في الدقيقة، وهذا هو متوسّط الكلام الطبيعيّ، واسأل أصدقاءك عن رأيهم في سرعة إلقائك.
اقرأ بوضوحٍ مخارجَ الحروف وصفاتها، وتدرّب على الكلمات الصعبة النطق حتّى تتقنها.
دع صوتك يقوى بالتأكيد على الكلمات والمدلولات المهمّة والتفاعل معها، واجعل صوتك يتناغم مع المعنى.
استفد من قانون التنفّس، واستغلّ قدراتك الصوتيّة، فكلّ إنسان لديه إمكانات مدهشة، وذلك بأن تأخذ نفساً عميقاً من الأنف،
89
64
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
فهذا يعطيك طاقة مدهشة في القوّة وفي التحكّم بطبقات صوتك.
اسأل المقرّبين منك إن كانوا قد لاحظوا أيّة حشرجاتٍ مزعجة في صوتك، والأفضل أن تبحث عن ذلك بنفسك.
اهتمّ بصوتك وحلقك؛ فإنّ الصوت المُتعَب بحاجة إلى الراحة وإلى الترطيب، وسنذكر إن شاء اللّه -تعالى- ما ينفع في ذلك.
من التمارين المفيدة أيضاً، أن تعمل على تمرين جميع الحبال الصوتيّة، فتتحدّث مرّة من أسفل الحلق، ومرّة من أعلاه، وتحاول أن تجرّب مناطق الحلق كلّها لتتحدّث منها، ستجد بعض الصعوبة في البداية، لكنّك مع الوقت ستجد اختلافاً كبيراً في قدراتك، ويمكنك بدلاً من ذلك تقليد بعض الأصوات المرتفعة، والتي تحمل نبرة لا تجيدها، ومع التقليد المطابق، ستجد أنّك تحرّك مناطق صوتيّة لم تتحرّك من قبل.
90
65
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
المفاهيم الرئيسة
الفرق بين الخصائص والمهارات الصوتيّة هو أنّ الخصائص الصوتيّة هي من ذات الصوت، أمّا المهارات الصوتيّة فهي أمور يزيدها القارئ إلى صوته ليزيد من حلاوته وقدراته.
الاهتزازات الصوتيّة هي اهتزازات في الصوت، تنتج بسبب الانتقال السريع بين الطبقات الصوتيّة.
العُرَب الصوتيّة هي انكسار في الصوت بشكل متعمّد أو عفويّ، وتدلّ العُرب على تمكّن القارئ من صوته.
91
66
الدرس السادس: المهارات الصوتيّة(1)
الخصائص العلمية للصوت الإنساني
يسمع معظم الناس الأصوات التي يتراوح تردّدها بين 20 و20،000 هرتز.
يستطيع الوطواط والكلب وأنواع أخرى كثيرة من الحيوانات سماع أصوات ذات تردّدات أعلى بكثير من 20،000 هرتز.
الأصوات المختلفة لها تردّدات مختلفة، فعلى سبيل المثال تردّد صلصلة المفاتيح يترواح بين 700 و15،000 هرتز.
يستطيع صوت الإنسان أن يُحدِث تردّدات تتراوح بين 85 و1،100هرتز.
لنبرات البيانو تردّدات تتراوح بين نحو 30 و15،000هرتز.
97
67
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
مهارات لإطالة النَفَس
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يتعرّف ما يؤثّر في إطالة النَفَس.
يلخّص الأمور المساعدة في إطالة النَفَس.
يطبّق تمرينات التنفّس.
98
68
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
تمهيد
لا شكّ في أنّ ثمّة اختلافاً في تركيب أجسام الناس؛ فبعض القرّاء منَّ اللّه عليهم بنَفَس طويل، وبعضهم الآخر يمتلك نَفَسَاً متوسّطاً أو قصيراً، وهذا الأمر ليس للعبد فيه من خيار، وعليه التسليم لربّ العزّة وشكره على ما أعطاه.
فقارئ العزاء، يحتاج مضافاً إلى الإلمام بالمقامات والصوت الحسن، إلى مجموعة من المهارات الصوتيّة التي تساعده في إظهار قراءته بصورة أجمل وأرقى، وسنبدأ ببعض العوامل التي تساهم في إطالة النَفَس، ثمّ نشرع في الحديث عن مهارة طول النَفَس.
صحّة الجهاز التنفسيّ
صحّة الجهاز التنفسيّ لها دور كبير في طول النَفَس؛ لذلك على القارئ أن يهتمّ بالجانب الصحّيّ، وأن يتجنّب ما يضرّ الجهاز التنفسيّ، كاستنشاق الغبار والتدخين، وإذا لاحظ القارئ أنّه يعاني من كثرة البلغم أو السعال أو الزكام الدائم أو غيرها، يجب عليه أن يراجع طبيباً، وأن لا يستهين بها؛ لأنّها عوامل تؤثّر في الصوت وطول النَفَس كثيراً.
101
69
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
إتقان مخارج الحروف
من اللازم للقارئ أن يُتقِن مخارج الحروف وصفاتها، فمثلاً حروف الجهر لا يجري فيها النَفَس، لذلك يمكن التنفّس عند النطق بها، وكذلك الغنّة، فأغلب الناس يغنّون الحروف كلّها نتيجة ارتخاء الجيوب الأنفيّة، والغنّة تستهلك الكثير من النَفَس، والتخلّص منها يحتاج إلى تدريب كثير، لكنّه يؤثّر كثيراً في طول النَفَس. ونحن ننصح القرّاء الأعزّاء أن يخضعوا إلى دورة في تجويد القرآن الكريم، وليس المطلوب تطبيق التجويد في قراءة العزاء، إنّما معرفة ما يجب تلافيه من أخطاء في مخارج الحروف والصفات، وأمور أخرى لا يسعنا الحديث عنها هنا، إذ إنّها تخرجنا عن المقصد.
الأمور المساعدة في إطالة النَفَس
1. التنفّس بطريقة صحيحة:
التنفّس الصحيح يكون بأخذ النفس من طريق الأنف وإخراجه من طريق الفم، لكنّ أغلب الناس يستخدم فمه للشهيق والزفير معاً نتيجة التعوّد الخاطئ؛ لذلك يجب أن يعوّد القارئ نفسه على التنفّس السليم.
2. ممارسة الرياضة:
تساعد الرياضة كثيراً في تحسين التنفّس وزيادة اتّساع الرئة وتقوية القلب وتحسين الدورة الدمويّة، ومن ثمّ تحسين التنفّس،
102
70
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
ثمّ إكساب الصوت صفاءً. ومن المهمّ التنفّس بشكل صحيح أثناء ممارسة الرياضة للحصول على الفوائد المرجوّة، ومن أهمّ الرياضات التي تفيد في هذا الجانب رياضة الجري والسباحة.
3. أخذ النَفَس بطريقة سليمة أثناء القراءة:
من المهمّ تعويد القارئ نفسه على أخذ النَفَس بطريقة سليمة أثناء القراءة، أيّ عن طريق الأنف، مع المحافظة على استقامة الظهر، أي عدم القراءة بظهر منحني؛ لأنّ ذلك يضغط على الرئة، ولا يسمح بسحب كميّة كبيرة من الهواء، ويفضّل تعويد النفس على أخذ كميّة كبيرة من الهواء إلى ظرفيّة معيّنة حتّى حين تلاوة المقاطع القصيرة، لكي تصبح عادة دائمة ولعدم الوقوع في أيّ مأزق أثناء التلاوة.
4. الاقتصاد حين صرف النَفَس (عند خروج النَفَس):
يتوجّب على القارئ أن يقتصد قدر الإمكان حين التلاوة، فيحاول أن يعطي الحرف حقّه ولا يزيد. طبعاً، لا يعني ذلك أن يقصّر في حقوق الحروف، فنحن حينما نتكلّم أو نقرأ فإنّنا نقوم بعملّيتين: التحدّث والتنفّس، ويمكن للقارئ المتمكّن أن يتكلّم أو يقرأ مقاطع معيّنة من دون استهلاك الكميّة المدّخرة من الهواء في الرئتين ويمنع خروج الهواء دفعةً، أو بالأحرى نقول: يعرف كيف يتصرّف ويقتصد بالنَفَس في حالة الزفير، فيتحدّث أو يقرأ لفترة أطول.
103
71
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
5. النوم الجيّد والكافي قبل القراءة:
يُعَدُّ النوم من أهمّ العوامل في إطالة النَفَس، ولك أن تقارن بين طول نَفَسك عند القراءة بعد نومٍ كافٍ وأخرى في آخر اليوم وأنت نعسان. وعموماً، فإنّ النوم له أثر كبير على الصوت بشكل عامّ وعلى أغلب المهارات الصوتيّة.
6. القراءة بطبقة مناسبة:
إنّ لطبقة الصوت دوراً كبيراً في طول النَفَس، فإنّ القراءة بطبقة مرتفعة جدّاً غير متناسبة مع مقدرة القارئ تساهم بشكل كبير في تقصير النَفَس، والأمر نفسه ينطبق على التلاوة بطبقة منخفضة جدّاً، فاستهلاك النَفَس يزداد عادة حين القراءة بطبقة القرار مقارنة بطبقة الجواب.
7. التدريب المتدرّج على المقاطع الطويلة:
إنّ محاولة التدرّج في قراءة مقاطع طويلة مضافاً إلى ذكر سابقاً، تساهم في التنمية والاستفادة من كلّ ما سبق، بحيث يحدّد القارئ لنفسه كلمة يتوقّف عندها، وبعد ذلك يزيد المقطع كلمة أخرى، وهكذا...
تمرينات التنفّس
يُنصَح بها بعد صلاة الفجر خاصّة، حيث يكون الجوّ مفعماً بالأوكسجين، ممّا يزيد الإنسان قوّة وصحّة وطاقة نذكر تمرينين يفيدان في إطالة النَفَس:
104
72
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
التمرين الأوّل: التنفّس التفريغيّ:
استنشق من الأنف حتّى العدّ إلى (4)، واملأ الرئتين بالهواء.
احتفظ بالهواء داخل الرئتين حتّى العدّ إلى (10).
فرّغ الهواء ببطء من الفم حتّى العدّ إلى (5).
كرّر التمرين بحيث تزيد من مدّة الاحتفاظ بالهواء تدريجيّاً، وتقوم بتفريغه دائماً في نصف المدّة، فمثلاً: لو احتفظت بالهواء حتّى العدّ إلى (12) فعليك القيام بتفريغه حتّى العدّ إلى (6)، وإذا احتفظت به حتّى العدّ إلى (16) ففرّغه في نصف المدّة، وهكذا تكون دائماً مدّة الاحتفاظ ضعفي مدّة التفريغ.
التمرين الثاني: التنفّس لتوليد الطاقة:
استنشق من الأنف حتّى العدّ إلى (4).
فرّغ الهواء من الفم حتّى العدّ إلى (4)، وكأنّك تقوم بإطفاء شمعة.
قم بهذا التمرين عشر مرّات، ويجب عليك ممارسة التمرينات الخاصّة بالتنفّس التفريغيّ والتنفّس لتوليد الطاقة ثلاث مرّات يوميّاً في الصبح والعصر والمساء، إلى أن يصبح جزءاً من روتين حياتك اليوميّة، ولاحظ ارتفاع درجة الطاقة لديك.
105
73
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
المفاهيم الرئيسة
تردّد الصوت يحدّد طبقة الصوت؛ أي درجة علوّ الصوت وانخفاضه، كما يتلقّاه المستمع.
للأصوات العالية الطبقة تردّدات أعلى من الأصوات المنخفضة الطبقة.
تستطيع الآلات الموسيقيّة أن تُنتِج مدىً واسعًا من طبقات الصوت. ففي البوق -على سبيل المثال- صمّامات تستطيع أن تقصِّر أو تطيل عمود الهواء المهتزّ داخل الآلة. ويُنتِج العمود القصير صوتًا ذا تردّد عالٍ وطبقة صوتيّة عالية، بينما يؤدّي العمود الطويل إلى نبرة ذات تردّد قصير وطبقة صوتيّة منخفضة.
106
74
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
أجيب
كيف تؤثّر صحّة البدن على النَفَس؟
ما علاقة معرفة مخارج الحروف بالنَفَس؟
أذكر بعض الإرشادات المفيدة في إطالة النَفَس.
كيف تطبّق التنفّس التفريغيّ؟
كيف تطبّق تمرين قوّة الصوت وشدّته؟
أقرأ
صفات علاجيّة للصوت
-للبحّة:
تُشرب الزنجبيل ثلاث مرّات يوميّاً مع الغرغرة بمغلي الحلبة.
تُعصر ليمونة على ماء يغلي، وتُستنشق بخاره عبر الفم.
ماء حبّة البركة مع سكّر النبات، يُغلى الماءُ، ثمّ تُلقى فيه حبّة البركة، لكلّ كوب ملعقة وسط، ويُحلّى بسكّر النبات، ويُترك حتّى يفتر، ثمّ يُشرَب، فهو مفيد للبحّة ولخشونة الصدر.
-لضيق التنفّس:
الخردل الأبيض نافع جدّاً لضيق التنفّس شرباً.
أيضاً، يُؤخذ من الكراويا قليلاً، وتُمضغ على الريق، وتُبلع بالماء.
ورق الزعتر البرّيّ، يُغلى ويُترك الماء حتّى يبرد، ثمّ يُشرب، نافعٌ للجهاز التنفّسيّ.
107
75
الدرس السابع: المهارات الصوتيّة(2)
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
أهداف الدرس:
على المتعلم، في نهاية هذا الدرس، أن:
يتعرّف أهمّيّة العناية بالصوت.
يشرح كيفيّة استخدام الصوت.
يعدّد الأمور الواجب تجنّبها عند استخدام الصوت.
110
76
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
تمهيد
يعاني الكثير من القرّاء من مشاكل في الصوت، والتي لها تأثيرات سلبيّة، تجعله غير قادر على الأداء الجيّد، وغير جاهز للأداء في أيّ وقتٍ يشاء، أو يُطلب منه ذلك، وهذا عائدٌ إلى عدم معرفتهم كيفيّة المحافظة على الصوت، والاستفادة منه عند الحاجة، وفي أيّ وقتٍ يريدون، وقد يصل الأمر عند بعضهم إلى درجة افتقاد صوته لكثير من الخصائص والميزات، بسبب عدم معرفتهم بقواعد الحفاظ على الصوت من جهة، أو بالإفراط في تناول مأكولات أو مشروبات لها تأثيرات سلبيّة على القارئ، وفيما يأتي نتعرّف بعضَ ما ينفع في المحافظة على الصوت.
العناية بالصوت
المقصود هو الاعتناء بالصوت من الجانب الصحّيّ، وتنقسم المؤثّرات على الجهاز الصوتيّ من الناحية الصحّيّة للصوت إلى قسمين:
القسم الأوّل: عادات، منها ما يُحبَّذ ممارسته، ومنها ما يُحذَّر منه ويُحبَّذ اجتنابه.
112
77
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
القسم الثاني: يتعلّق بالأطعمة والمشروبات المفيدة والمضرّة بصحّة الصوت وسلامته.
وقبل الدخول للحديث عن القسمين، ننبّه إلى الآتي:
أغلب الأمور التي ستذكر هي تجارب شخصيّة، منها ما قد ينفع، ومنها قد لا ينفع، والسبب راجعٌ إلى التركيب الفسيولوجيّ المختلف من شخص لآخر؛ لذلك فإنّ ما ينفعك قد لا ينفع الآخر، أو قد يكون له أثر سلبيّ عليه، وربّما تكون القضيّة معاكسة.
قد توجد عوامل أخرى كثيرة تؤثّر في الصوت، فلا يكفي أن نحكم على شيء معيّن بأنّه جيّد أو سيّء بمجرّد استخدامه لمرّة أو مرّتين؛ لأنّ التأثير قد يكون بسبب عامل غير الذي استخدمته، مع ذلك تبقى هناك بعض الأمور التي تعارف الناس على أنّها مفيدة للصوت.
ليست كلّ الأمور المُحبَّذ تناولها أو تجنّبها لازمة دائماً، فالكثير منها يمكن تجنّبه أو ممارسته قبل القراءة أو في الأيّام التي تسبقها، كالأيّام التي تسبق موسم عاشوراء مثلاً.
عادات استخدام الصوت
من أهمّ العوامل، وقد يكون أهمّ عامل في العناية بالصوت هو كيفيّة استخدامه، فإرهاق الصوت واستخدامه بطريقة خاطئة يستهلك من عمر الحبال الصوتيّة، وبالتالي يقصّر من عمر الصوت؛ لهذا تنبغي المداومة على التدريبات الصوتيّة بشكل منتظم، وأفضل الأوقات للتدريب، فترة الضحى.
113
78
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
أ. أمور ينبغي الالتزام بها:
ابدأ التدريب من طبقة القرار لفترة لا تقلّ عن خمس دقائق، ثمّ تدرّج إلى الجواب، فجواب الجواب.
مدّة التمرين في اليوم (20) دقيقة كحدّ أدنى، معها يبقى القارئ جاهزاً للقراءة في أيّ وقتٍ طُلِب منه ذلك.
لا تضغط على صوتك أثناء التدريب إلّا بالمقدار الذي لا يؤذي الأوتار، وينفع لزيادة القدرة والارتفاع.
التنويع في الطبقات حين التلاوة، وعدم الاقتصار على الطبقات العالية فقط.
التدرّب الدائم على الارتفاعات المناسبة والمتناسقة مع الصوت.
قراءة القرآن الكريم بشكل يوميّ ومنظَّم، ما قد يساعد على تحسين الصوت، ومخارج الحروف، والدقّة في تطبيق المقامات الصوتيّة.
ب. أمور يجب تجنّبها:
تجنّب التدريبات الصوتيّة العشوائيّة.
تجنّب التلاوة حين يكون الصوت مُجهَداً أو الحنجرة ملتهبة أو في حال إصابة الجهاز النطقيّ أو التنفّسيّ.
تجنّب الصياح بصوت عالٍ.
114
79
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
الأطعمة والأشربة وتأثيرها في الصوت
أ. الأطعمة والأشربة المفيدة:
كثرة شرب المياه توضّح الصوت وتصفّيه.
البابونج أيضاً يصفّي الحلق.
الإكثار من قهوة الزنجبيل مع القرفة.
شرب نصف كوب مركّز من دون ماء من عصير التوت.
شرب ماء الحمّص أو منقوعه، فهو مفيد.
استعمل سكّر النبات، فهو معروف بتقوية الصوت.
العسل الصافي ممتاز جدّاً، ومفيد للصوت.
استعمل بذر السفرجل، بمصّ بذرتين أو ثلاث؛ فإنّه مطرٍّ للأوتار، خصوصاً بعد القراءة.
ب. الأطعمة والأشربة المضرّة:
تجنّب شرب السوائل الباردة؛ لأنّها تشدّ الحبال الصوتيّة، فلا تجعلها ليّنة.
تجنّب المشروبات الغازيّة، والأكلات التي تحتوي الموادّ الحافظة.
تجنّب الإكثار من البهار، وخصوصاً الحارّة، واحذر المقبّلات والمخلّلات، فهي من العوامل المضرّة بالصوت.
115
80
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
العوامل المؤثّرة في الحبال الصوتيّة
الحبال الصوتيّة معرّضة للالتهابات والتمزّقات والنتوءات الضارّة بها، فحافظ عليها بما يأتي:
عدم التعرّض مباشرة حال الإنشاد لمصدر هواء أو رياح يدخل في الفم، مثل: المكيّف والمروحة.
لا تنم على بطنك؛ لأنّ النوم على البطن يجمع مادّة (الأدراليانين)، وإذا وصلت هذه المادّة إلى الحنجرة فهي تجعلها تختنق، وعندما تقوم من النوم تشعر كأنّ حلقك فيه غصّة.
السهر الطويل يؤثّر سلباً.
وهنا ينبغي الالتفات إلى ملاحظتين:
ملاحظة1: الصوت له عمر معين، يطول أو يقصر بحسب العناية التي يتلقّاها، ففي كلّ مرّة يُصاب الجهاز التنفّسيّ بالالتهابات والزكام، يستهلك من عمر الصوت؛ لذلك فإنّ تجنّب العوامل المؤدّية للأمراض قدر الإمكان هو أفضل علاج.
ملاحظة 2: يُنصح من هم في سنّ المراهقة (14-17) سنة، بعدم إرهاق أصواتهم، وأن لا يبلغوا الطبقات المرتفعة؛ لأنّ ذلك يعود بالضرر على أصواتهم ويُفقِدها بعض خاصيّاتها، وربّما أدّى إلى إتلافها، كما أثبتت التجارب.
116
81
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
الضوابط العامّة قبل القراءة وبعدها
أ. أمور مستحسنة قبل القراءة:
تلاوة بعض الآيات بنمط الترتيل لتهيئة الحلق.
مصّ سكّر النبات، أو حبّات من بذر السفرجل.
استخدام علكة اللبان أو شرب منقوع العلكة.
ب. أمور يستحسن تجنّبها قبل القراءة:
تجنّب الحديث قدر المستطاع.
تجنّب أكل المكسّرات والمأكولات التي تترك بقايا خشنة في الحلق.
تجنّب ملء المعدة بالطعام.
يحبّذ عدم تناول الشاي والقهوة قبل القراءة؛ لأنّها تجفّف الحلق، وتُفقِد الحبال الصوتيّة مرونتها.
117
82
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
المفاهيم الرئيسة
العناية بالصوت: هو الاعتناء بالصوت من الجانب الصحّيّ.
تنقسم المؤثّرات على الجهاز الصوتيّ من الناحية الصحّيّة للصوت إلى قسمين:
القسم الأوّل: عادات، منها ما يُحبَّذ ممارسته، ومنها ما يُحذَّر منه ويُحبَّذ اجتنابه.
القسم الثاني: يتعلّق بالأطعمة والمشروبات المفيدة والمضرّة بصحّة الصوت وسلامته.
توجد عوامل أخرى كثيرة تؤثّر في الصوت، فلا يكفي أن نحكم على شيء معيّن بأنّه جيّد أو سيّء بمجرّد استخدامه لمرّة أو مرّتين؛ لأنّ التأثير قد يكون بسبب عامل غير الذي استخدمته، مع ذلك تبقى هناك بعض الأمور التي تعارف الناس على أنّها مفيدة للصوت.
ليست كلّ الأمور المُحبَّذ تناولها أو تجنّبها لازمة دائماً، فالكثير منها يمكن تجنّبه أو ممارسته قبل القراءة أو في الأيّام التي تسبقها، كالأيّام التي تسبق موسم عاشوراء مثلاً.
118
83
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
أجيب
ما هو المقصود بالعناية بالصوت؟
عدّد أقسام المؤثّرات على الجهاز الصوتيّ من الناحية الصحّيّة للصوت.
تحدّث عن عادات استخدام الصوت.
اشرح العوامل المؤثّرة في الحبال الصوتيّة.
أقرأ
القوى الأربعة والجهاز العظمي
روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال للمفضل بن عمر: «اِعلَم أنَّ فِي الإِنسان ِقُوىً أربَعاً: قُوَّةً جاذِبَةً تَقبَلُ الغِذاءَ وتورِدُهُ عَلَى المَعِدَةِ، وقُوَّةً مُمسِكَةً تَحبِسُ الطَّعامَ حَتّى تَفعَلَ فيهِ الطَّبيعَةُ فِعلَها، وقُوَّةً هاضِمَةً؛ وهِيَ الَّتي تَطبُخُهُ وتَستَخرِجُ صَفوَهُ وتَبُثُّهُ فِي البَدَنِ، وقُوَّةً دافِعَةً تَدفَعُهُ وتَحدِرُ الثُّفلَ الفاضِلَ بَعدَ أخذِ الهاضِمَةِ حاجَتَها.
تَفَكَّر في تَقديرِ هذِهِ القُوَى الأَربَعَةِ الَّتي فِي البَدَنِ، وأفعالِها وتَقديرِها لِلحاجَةِ إلَيها، وَالإِربِ فيها، وما في ذلِكَ مِنَ التَّدبيرِ وَالحِكمَةِ، ولَولَا الجاذِبَةُ كَيفَ يَتَحَرَّكُ الإِنسانُ لِطَلَبِ الغِذاءِ الَّتي بِها قِوامُ البَدَنِ؟ ولَولَا الماسِكَةُ كَيفَ كانَ يَلبَثُ الطَّعامُ فِي الجَوِ فحَتّى تَهضِمَهُ المَعِدَةُ؟ ولَولَا الهاضِمَةُ كَيفَ كانَ يَنطَبِخُ حَتّى يَخلُصَ مِنهُ الصَّفُ والَّذي يَغذُ والبَدَنَ وَيسُدُّ خِلَلَهُ؟ ولَولَا الدّافِعَةُ
119
84
الدرس الثامن: كيفيّة الحفاظ على الصوت
كَيفَ كانَ الثُّفلُ الَّذي تُخَلِّفُهُ الهاضِمَةُ يَندَفِعُ ويَخرُجُ أوَّلًا فَأَوَّلًا؟»[1].
[1] الجعفي، المفضل بن عمر، التوحيد، تعليق: كاظم المظفر، مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان، 1404هـ - 1984م، ط2، ص36.
120
85