قواعد الإملاء العربي

﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾


الناشر:

تاريخ الإصدار: 2022-10

النسخة:


الكاتب

مركز المعارف للمناهج والمتون التعليمية


المقدمة

المقدّمة

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

إنّ التعبير هو الإفصاح عمّا يدور في الذهن من أفكارٍ ومعانٍ، بواسطة اللسان أو القلم، حيث إنّه استخدام للغةٍ ما بغية الإفهام والاتّصال بالآخرين، إمّا بالمحادثة الشفهيّة أو بالكتابة.

فالإنسان في حاجة دائمة للتعبير عمّا يدور في نفسه من انفعالات ومشاعر وأفكار، وهو الغاية من تعليم اللغة، وفروع اللغة كلّها وسائل للتعبير الصحيح والسليم بنوعيه الشفهي والكتابي، فالغاية من دراسة النحو والصرف وقواعد الإملاء والبلاغة والنصوص الأدبية هو صون اللسان عن الوقوع في الخطأ، وإجادة الكتابة الصحيحة والسليمة، والتزوّد من الثروة اللغوية والأسلوبية والبلاغية...

واللغة العربيّة هي إحدى اللغات الساميّة، والتي سكن أهلها شبه الجزيرة العربيّة، بعد انتشار الساميّين في أنحاء مختلفة من العالم، ممّا أدّى إلى انحلال اللغة الساميّة إلى عدّة لغات.

وقد قسّم علماء اللغة العربيّة قسمين: عربيّة بائدة[1]، وعربيّة باقية، فالبائدة لم يبقَ منها إلا بعض النقوش الصفاوية والثمودية واللحيانية[2]، وهي تشير إلى أنّ تلك الأمم كانت تتكلّم العربية، أمّا الباقية فهي التي يتكلّم بها العرب في العصر الحالي، والتي اختلف العلماء في أصلها ونشأتها.

وكما اختلف العلماء في أصل اللغة العربيّة ونشأتها، اختلفوا في موضوع الكتابة العربية، فتعدّدت الآراء والنظريّات، وذهب الباحثون إلى مذاهب شتّى ومختلفة، فمنهم من يعتبر أنّ الأمر توقيفي من الله تعالى، ومنهم من يرجعها إلى تطوّر الخطّ المصري

 

 


[1] العرب البائدة هم من الأقوام الذين كانوا في نظر النسّابين العرب السكّان الأصليين للجزيرة العربية، فمنهم عاد وثمود والعماليقة وجرهم... وهي أقوام انقرضت كلّها قبل ظهور الإسلام، والمعلومات عن هذه الأقوام قليلة وغامضة.

[2] الصفاوية أو الصفوية، والثموديّة واللحيانيّة، وهي اللهجات المنسوبة إلى منطقة الصفا، وقبائل ثمود، وقبائل لحيان.

 

8


1

المقدمة

القديم من الهيروغليفيّة إلى حروف هجائيّة...

وخلاصة الكلام في هذا المجال أنّ العرب في حالة البداوة لم يكن لديهم من أسباب الاستقرار ما يدعو إلى الابتكار في الخط، ولم يبلغ الخط مبلغ الفنّ عندهم إلى عندما اتّجهوا نحو المدنيّة وأصبح لهم دولة. وبدأت الكتابة تتطوّر شيئاً فشيئاً، وقد نالت قسطاً من التجديد والإتقان خصوصاً في العراق والشام بعد أن اتّسعت رقعة الدولة، واحتاجوا إلى الدواوين، ونشطت حركة العمران، فظهرت الكتابات على الآنية والتحف، واعتُني بكتابة المصاحف وزخرفتها.

واهتماماً باللغة العربية، نطقاً وكتابةً، خصوصاً بعد التراجع الملحوظ عند معظم أبناء اللغة العربية، وعدم الاهتمام بها من قبلهم، والتوجّه نحو إتقان لغات أخرى وإهمالها، يقدّم مركز المعارف للمناهج والمتون التعليمية سلسلةً لغويّةً تحت عنوان «سلسلة قواعد الكتابة والتعبير» بإسلوب واضح، سلس، ومبسّط، سعياً في إعادة الاهتمام بهذه اللغة، وعملاً على تحصينها وجعلها من الأولويات في دراساتنا، كيف لا وهي اللغة التي شرّفها الله تبارك وتعالى، بأن جعلها ثوباً لمعجزته الخالدة القرآن الكريم ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾[1].

وأوّل كتب هذه السلسلة هو كتاب «قواعد الإملاء العربي» الذي يتضمّن دروساً في قواعد الإملاء والكتابة، بشكل واضح ومبسّط، وهو يحوي اثني عشر درساً، جُعَل الدرسين الأوليين فيه كمحبث تمهيدي في اللغة العربية بشكل عام، ثمّ عشرة دروس في قواعد الكتابة الأساسية والهامّة، وقد تمّ تسليط الضوء بشكل أساس على مواضع الابتلاء، وتمّ ذكر أهمّ الآراء وأشهرها.

آملين أن يكون هذا العمل خطوةً في إعادة اللغة العربية إلى أولويّات الدارسين والقارئين، فهي لغة واسعة، عميقة، تحوي الكثير من المعاني والألفاظ، وتحتاج اهتماماً خاصاً في عملية تحصيلها وإتقانها.

 

 

مركز المعارف للمناهج والمتون التعليمية

 

 


[1] سورة يوسف، الآية 2.

 

9


2

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يتعرّف معنى اللغة، لغةً واصطلاحاً.
يتبيّن وظيفة اللغة بالنسبة للفرد والمجتمع.
يعدّد الخصائص العامّة للّغة.

 

 

10

 


3

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

تمهيد

اللغة عند الإنسان مركّب معقّد تمسّ فروعاً من المعرفة المختلفة:

- فهي فعل فسيولوجي عضوي، من حيث إنّها تدفع عدداً من أعضاء الجسم الإنساني إلى العمل.

- وهي فعل نفسي، من حيث إنّها تستلزم نشاطاً إرادياً للعقل.

- وهي فعل اجتماعي، من حيث إنّها استجابة لحاجة الاتّصال بين بني الإنسان.

- ثمّ هي في النهاية حقيقة تاريخية لا مراء فيها، نعثر عليها في صورة متباينة، وفي عصور بعيدة الاختلاف على سطح الأرض[1].

واللغة ليست هي الوسيلة الوحيدة للتعبير... فالإشارات والأصوات المبهمة والحركات... كلّ ذلك وما شاكله وسائل تعبيرية تؤدّي بعض ما تؤدّيه اللغة الكلامية من الإفهام، والتعبير، والتأثير[2].

وتظهر أهمية اللغة في حياة الإنسان لو عرضنا السؤال الآتي:

ماذا تكون حال الإنسانية لو كانت عجماء، أو بكماء، أو لا لغة لها؟

والإجابة على هذا السؤال هي أنّ الإنسانية ستكون كالسائمة، بل إنّ السائمة ستكون أفضل، فلن تكون للإنسان حضارة، ولا ثقافة، ولا رقيّ، ولا مدينة، ولا تاريخ، ولا تعليم، ولا تعلّم...

ويرجع الفضل الأكبر في حضارة الإنسانية وثقافتها وتقدّمها، وكلّ ما هي فيه الآن إلى اللغة؛ فاللغة من أبرع ما وصل إليه الإنسان من الابتكار بفضل الله -سبحانه وتعالى- بتعليمه للإنسان، يقول الله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا﴾[3]، ويقول سبحانه:

 


[1] ج. فندريس، اللغة العربية، تعريب: عبد الحميد الدواخلي، ومحمد القصاص، القاهرة، الأنجلو المصرية، 1950م، المقدمة.

[2] محمد صالح سمك، فن التدريس للغة العربية، القاهرة، الأنجلو المصرية، 1975م، ص14.

[3] سورة البقرة، الآية 31.

 

12


4

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ*عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ﴾[1]، ويقول جلّ شأنه: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ*ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ*ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ*عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ﴾[2].

مفهوم اللغة

المعنى اللغوي للغة يعني: الكلام الباطل الذي لا فائدة فيه، يقول الرسول(صلى الله عليه وآله): "مَنْ مسّ الحصا فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له[3]"، ولغا أي تكلّم، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَاما﴾[4].

التعريف الاصطلاحي

أمّا مفهوم اللغة الاصطلاحي، فقد عرّفه الباحثون بتعريفات كثيرة، إلا أنّها جميعاً لا ترتبط بالمعنى اللغوي إلا في جانب واحد، وهو أنّها كلام، كما أنّ التعريفات الاصطلاحية كلّها تصوّر جانباً أو أكثر من وظيفة اللغة.

ابن جنّي عرّفها بأنّها «أصوات يعبّر بها كلّ قوم عن أغراضهم[5]».

وابن خلدون عرّفها بأنّها «ملكات في اللسان للعبارة عن المعاني... فلكلّ قوم بحسب اصطلاحاتهم[6]».

وعرّف الأمريكي (ادوارد سابير) الكلام بأنّه «وسيلة تفاهم خاصّة بالإنسان، وغير غريزية فيه،

تمكّنه من تبادل رموز صوتية اصطلاحية تصدرها أعضاء النطق إرادياً باندفاع الهواء خلالها[7]».

 


[1] سورة الرحمن، الآيتان 3 - 4.

[2] سورة العلق، الآيات 1 - 5.

[3] السمرقندي، نصر بن محمد، تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، حققه وعلق عليه: يوسف علي بديوي، دار ابن كثير، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، 1421هـ/2000م، ط3، ص297.

[4] سورة الفرقان، الآية 72.

[5] ابن جني، عثمان بن جني، الخصائص، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، لا.ت، ط4، ج1، ص33. .

[6] ابن خلدون، عبد الرحمن، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون)، لبنان - بيروت، دار إحياء التراث العربي، لا.ت، ط4، ج1، ص554.

[7] السيد طمان، فضل ربه، فقه اللغة، الناشر: الرياض-السعودية، 1990م، لا.ط، ص15.

 

13


5

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

وقد ينطبق هذا التعريف على (اللغة) أكثر من انطباقه على (الكلام)؛ لأنّ اللغة وسيلة تفاهم عند الإنسان تصدرها أعضاء النطق إرادياً باندفاع الهواء خلالها، كما أنّها غير غريزية؛ لأنّها مكتسبة، ولا يصطلح عليها قبل تلقينها أو تقليدها.

وعرّفها أحد المحدثين بأنّها: «نظم متوافقة من الرموز الصوتية الإرادية العرفية لتلبية الاحتياجات الفردية والاجتماعية»[1].

وتشتمل التعاريف السابقة للّغة على ثلاثة جوانب لها، وهي:

1. الطبيعة الصوتية للّغة.

2. الوظيفة الاجتماعية في التعبير ونقل الفكر.

3. أنّها تستخدم في مجتمع، فلكلّ قوم لغتهم.

وقد عرّف صلاح مجاور اللغة بأنّها: «استعمال مقصود شعوري لأيّ صوت أو رمز أو إشارة أو علاقة، لنقل حقيقة أو فكرة أو شعور أو انفعال من فرد إلى آخر، أو من جماعة إلى أخرى»[2].

ويمكن أن تعرّف اللغة تعريفاً يتناسب مع هدفها التربوي من تعليم وتعلّم لها، ويتّفق مع المهارات الخاصة بها، فنقول: إنّ اللغة أصوات أو رموز ذات دلالات متعدّدة يستخدمها الإنسان والمجتمع للتعبير عما في النفس، وعن حاجاته، وحاجات المجتمع الذي يعيش فيه.

وهذا التعريف يشمل وسيلتي الإفهام من كلام وكتابة، ووسيلتي الفهم من استماع وقراءة، سواء أكان هذا عن طريق الرموز المنطوقة أم الرموز المكتوبة.

ومن الاتّجاهات الحديثة في فهم اللغة، النظرة إليها على أنّها المعاني لا الألفاظ.

فاللغة إنّما هي المعاني التي تُصاغ في قوالب من الألفاظ، وليست الألفاظ التي تُصبّ فيها المعاني، فالأصل هو المعنى، واللفظ إنّما هو كشف للمعنى وإبرازه، وهذا ينطبق عليه قول الشاعر العربي:

إنَّ الكلامَ لفي الفؤادِ وإنّما

جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا

 

 


[1] هاشم، عبد الوهاب، محاضرات في تدريس اللغة العربية، أسيوط، مطبعة سمكة، 1989، لا.ط، ص2.

[2] مجاور، محمد صلاح الدين علي، تدريب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، دار القلم، الكويت، 1977م، ط4، ص92.

 

15


6

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

العناصر التي تتكوّن منها اللغة

للّغة عناصر أربعة تتألّف منها، ويرجع تحليل اللغة إليها، وهي:

1. الأصوات: ويُقصد بها الحروف التي تتكوّن منها الألفاظ؛ أي الكلمات من حيث مخارجها، وصفاتها، وقوانين تبدّلها وتطوّرها، ومبحث هذا العنصر: علم الأصوات والتجويد.

2. الألفاظ: ويقصد بها الكلمات التي تتألّف منها الجمل من حيث اشتقاقها، وشكلها، ومعانيها، ومبحث هذا العنصر علم الصرف، والمعاجم، وعلوم اللغة، والإملاء، والخطّ.

3. الجمل: ويقصد بها الجمل التي تتألّف منها التراكيب، وهي أيضاً الجمل المفيدة، اسمية كانت أم فعلية، من حيث بناؤها، وقواعد إعرابها، وتركيبها، وأنواعها، ومبحث هذا العنصر: علم النحو، والبلاغة.

4. التراكيب: ويقصد بها العبارات التي تتضمّن جملتين فأكثر، كما يقصد بها تراكيب اللغة، ونظم الكلام، من حيث تركيب أجزاء الكلام، وطريقة ربط الكلام والأدوات الرابطة، ووظائف الكلمة في التركيب، وأحوال إعرابها ونوعية الكلام (أدبي أو علمي) وطول الكلام وقصره، وتعليل ذلك كلّه، وصلته بنفسية المتكلّم وعقلية السامع، وتطوّر التراكيب خلال العصور وأسبابه، ومبحث ذلك: علم النحو، والبلاغة، والأدب.

وظائف اللغة

إنّ للّغة وظائف متعدّدة، منها ما هو متعلّق بالفرد نفسه، ومنها ما هو مرتبط بعلاقة الفرد بالمجتمع، ويمكن حصر هذه الوظائف فيما يأتي:

 

 

17

 


7

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

1. وظيفة اللغة للفرد:

أ. وظيفة شخصية: ويقصد بها قدرة وإمكانية الشخص (المتحدّث أو الكاتب) على التعبير عن أفكاره الداخلية، وما يودّ إبرازه من حقائق ومفاهيم، ومدركات لديه، بالإضافة إلى قدرته على التعبير عن عواطفه ومشاعره من حبّ، أو بغض، أو سرور أو حزن... كما أنّ لكلّ شخص لغة خاصة به، دون أن يُرى عن طريق الهاتف مثلاً، ولقد أثبت العلم الحديث أنّ لكلّ إنسان بصمة صوتية تختلف من إنسان لآخر، ولا يتفّق فيها إنسان مع إنسان، مثل بصمة اليد، وصدق الله العظيم: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ﴾[1].

ب. وظيفة نفسية: إنّ اللغة تؤثّر في أدائها على نفسية الإنسان تأثيراً قد يكون مشجّعاً ومعزّزاً، ورافعاً لمعنوياته، وقد يكون مثبطاً، وخافضاً للروح المعنوية؛ ذلك أنّ القدرة اللغوية واستعمالها بنجاح تجعل الفرد سويّاً في نفسه، فالإنسان قد يشعر بالخجل، أو الخوف الذي يعجزه عن أداء اللغة أداءً سليماً، وقد استخدمت اللغة كوظيفة في العلاج النفسي لتحديد وتشخيص ما يشكو منه المريض من اكتئاب أو ضيق أو اضطراب أو عصبية، عن طريق كلامه على نفسه؛ ولذا يجب تشجيع الأفراد المنعزلين الخجولين على الكلام، فتحلّ مشاكلهم بما يحقّق لهم شيئاً من المهارة في الاستعمال اللغوي.

ج. وظيفة تثقيفية: وهي التي تستخدم في التعليم والتعلّم، فعن طريقها يقرأ الفرد ما كتبه الكاتبون (قديماً وحديثاً)، وعن طريقها يستمع الفرد إلى معلّمه، أو يعلّم بها غيره، فهي وظيفة متعلّقة بالفرد في خصوصيتها، ومتعلّقة بالمجتمع في عموميتها، ووظيفة اللغة التثقيفية تسير مع الفرد من المهد إلى اللحد، ولا يستغني عنها إنسان.

 

 


[1] سورة الروم، الآية 22.

 

18


8

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

2. وظيفة اللغة للمجتمع:

أ. وظيفة اجتماعية تبادلية: ويقصد بها استخدام اللغة في معاملات الناس اليومية، في المنزل، والشارع، والنادي، والأسواق، ودواوين الحكومة... وغيرها، وهي وظيفة هامّة للغة، فلا يمكن أن تُقضى المصالح، أو يتمّ التفاهم بين أفراد المجتمع إلا بتبادل اللغة فيما بينهم نطقاً واستماعاً، وكتابة وقراءة، وهذه الوظيفة ذات جانب اجتماعي كبير؛ لأنّ اللغة اجتماعية على أساس أنّها لا توجد إلا في مجتمع، وأنّها تختلف من مجتمع لآخر، إلا أنّها فردية في تراكيبها، وطرق استعمالها، بصورة تختلف من إنسان لإنسان من حيث الصياغة، والأداء، والاستخدام، والتنغيم الصوتي وطريقة الكتابة، فلكلّ فرد لغته الخاصة به. فاللغة اجتماعية من ناحية، وفردية من ناحية أخرى.

ب. وظيفة توجيهية: وهي وظيفة يقتضيها المجتمع المتحضّر، ولا غنى عنها في الحياة، سواء في نطاق الأسرة أو في الحياة بوجه عام، فيها يوجّه الأب أبناءه والأم بناتها، وبها تُنظَّم الحياة بين المسؤولين وعامّة الناس من خلال الإرشادات المنطوقة والمكتوبة، بها يوجّه رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الناس إلى الخير وما يصلحهم في الدين والدنيا، وبها يوجّه رجال الشرطة الناس في المرور والتنظيم، وبها يوجّه رجال التعليم طلابهم إلى أفضل وسائل التعليم وأنفعها... إلى غير ذلك ممّا لا يستغني عنه الناس في حياتهم.

ج. وظيفة حفظ ونقل: وهي وظيفة تثقيفية أيضاً، يستخدمها الأفراد والمجتمع في اكتساب الثقافة، وأخذها من الماضين والحاضرين، وتوصيلها إلى أجيال المستقبل، فاللغة تحتفظ بالتراث الثقافي والتقاليد الاجتماعية، وتنقلها من جيل إلى جيل، وهذه الوظيفة في غاية الأهمية؛ فلولا اللغة المكتوبة لضاع تراث السابقين من تفسير، وفقه، وحديث، وعلوم دينية دنيوية، وتخيّل معي لو أنّ أمّة من الأمم ليس لها تاريخ مكتوب يُرجع إليه، ماذا يكون حالها؟ ستكون أمّة بلا حضارة، أمّة بلا تاريخ؛ فاللغة المكتوبة تعدّ طريقاً للحضارة، وحافظة للفكر الإنساني. فبالكتابة حفظت اللغة التراث، وبالقراءة نقلته من جيل إلى جيل.

 

19


9

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

خصائص اللغة

1. بدأت صوتية، ثمّ رمزية مقروءة

5. لغة نامية وحيّة

2. للّغة نظامٌ صوتيّ ورمزيّ

6. اللغة وسيلة للتفكير

3.اللغة مكتسبة

7. اللغة تحمل معنىً

4.اجتماعية، لا تنشأ من فراغ

8. لغة إنسانية

الخصائص والسمات التي تتلاقى عليها لغات العالم يمكن حصرها وبلورتها في العناصر الآتية:

1. أنّها بدأت صوتية، ثمّ صارت رمزية مقروءة: فالإنسان في بداية حياته من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يبدأ لغته بالنطق الصوتي. ولمّا تعقّدت أمور الحياة، وبعدت المسافات بين الناس، اختُرع الكتاب، ولكلّ لغة رموزها الخاصة بها، منطوقة أو مكتوبة، ورموز اللغة العربية هي حروفها: أ ب ت ث، ورمز اللغة الإنجليزية: A B C D... وظاهرة التعبيرات الصوتية مشتركة بين

 

20


10

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

الإنسان والحيوان والطير، ولكنّ الكلام هو أرقى التعبيرات الصوتية، وهو خاصية لا توجد إلا عند الإنسان وحده.

2. أنّ للغة نظاماً صوتياً ورمزياً: فبالرغم من أنّ لكلّ لغة نظامها الخاص بها نطقاً أو كتابة، إلا أنّ اللغات جميعها تشترك في أنّ لها نظاماً، ولا توجد لغة ليس لها نظام، فالنظام الصوتي يتمثّل في النطق الصحيح للأحرف، وإخراج كلّ حرف من مخرجه، والنظام الرمزي يتمثّل في: كتابة كلّ حرف -في كلّ لغة- بشكل معيّن -كما سبق أن بيّنا- وأشكال مختلفة حسب موقعه من الكلمة.

3. أنّها مكتسبة: فالفرد يكتسب لغته من البيئة التي يولد فيها وينشأ فيها، فلو ولد طفل غير عربي ونشأ في بيئة غير عربية لاكتسب اللغة من هذه البيئة التي نشأ فيها.

4. أنّها اجتماعية، لا تنشأ من فراغ: إنّ اللغة لا توجد إلا في مجتمع، فلو نشأ طفل في مكان منعزل، ولم يختلط بأيّ إنسان لنشأ هذا الطفل وليس له لغة ينطق بها، والدليل على ذلك ما حدث للطفلة (جيني Geiny) التي نشأت في غابة، عندما سقطت الطائرة التي كانت تقلّها ونجت وحدها من الموت، وقامت قردة بتربيتها، ولما عُثر عليها وقد جاوزت الثانية عشرة من عمرها، لم تكن لها لغة بشرية تنطقها، وإنّما أصوات كأصوات القردة، وهذا أكبر دليل على أن اللغة لا توجد إلا في مجتمع إنساني: «فألفاظ أيّ لغة لها معنى تدلّ عليه، فاللغة تجعل للمعارف والأفكار الإنسانية قيمة اجتماعية بسبب استخدام المجتمع لها للدلالة على معارفه وأفكاره»[1].

5. أنّها نامية وحيّة: بمعنى أنّها في تفاعل مستمرّ على مرّ الأزمان، فهي نامية وحيّة في نفسها، تدخلها كلمات واستعمالات جديدة، وتخرج منها كلمات واستعمالات لم يعد المجتمع يستخدمها، فكم من استعمالات لغوية انقرضت، وكم من استعمالات لغوية وجدت، فاللغة عنوان أهلها، تحيا بحياتهم، وتموت بموتهم، وتتقدّم وتتطوّر بتقدّمهم وتطوّرهم، وتضعف وتتخلّف بضعفهم وتخلّفهم[2].

 

 


[1] أنيس، إبراهيم، اللغة القومية والعالمية، القاهرة، دار المعارف، القاهرة ـ مصر، 1970م، لا.ط، ص29.

[2] عبد المجيد، عبد العزيز، اللغة العربية أصولها النفسية وطرق تدريسها، القاهرة، دار المعارف، لا.ت، ص19.

 

21


11

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

6. أنّها وسيلة للتفكير: فالإنسان عندما يفكّر إنّما يفكّر باللغة، يصوغ أفكاره في ألفاظ، فالمتكلّم يمرّ كلامه بأربع مراحل: الاستثارة، ثمّ التفكير، ثمّ الصياغة، ثمّ النطق، وكلّ هذه المراحل لا تستغرق جزءاً من الثانية، فالإنسان عندما يفكّر في معنى مثل الأمانة إنّما يفكر باستخدام حروف هذه الكلمة، ثمّ يصوغ الحروف في كلمة ثم ينطقها، وبهذا يمكن القول إنّ اللغة وسيلة للتفكير.

وينبغي ملاحظة أنّ هناك فرقاً بين اللغة كوسيلة للتفكير بها تدرك المعاني العقلية، وبين اللغة كأداة للتعبير عن هذه المعاني، فهي كوسيلة للتفكير تكون قبل النطق بها، وهي كأداة للتعبير تكون بعد النطق بها أو كتابتها، كما أنّها قبل النطق بها أو كتابتها تظلّ محبوسة، ولا تنفّس عن صاحبها، ويمكن تعديلها، ويحكمها الإنسان ولا تحكمه، أمّا بعد النطق بها فهي تُخَلّص الفرد من انفعالاته النفسية، كي يهدأ ويستريح نفسياً، ولا يمكن تعديلها، وتحكم الإنسان، وتصير حجّة عليه، وملزمة له؛ ولذلك قالوا في الحِكم: لسان العاقل وراء قلبه (أي يفكّر قبل أن ينطق)، وقلب الأحمق وراء لسانه (أي ينطق قبل أن يفكر).

7. أنّها تحمل معنى: فاللغة التي لا تحمل معنى لا تستحقّ أن تسمّى لغة، بل هي مجرّد أصوات جوفاء تسمّى هذيانا، مثل كلام النائم، والمجنون، ومن هو تحت تأثير البنج...؛ ولذلك يمكن القول إنّ أصوات الحيوانات لا تسمّى لغة؛ لأنّها مجرّد أصوات لا تعطي دلالات مختلفة، والقرآن ذكر أنّها منطق وليست لغة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ﴾[1].

8. أنّها إنسانية: أي إنّها خاصة بالإنسان، فاللغة بحروفها المنطوقة والمكتوبة لا توجد إلا عند الإنسان، فالله -جلّ جلاله- ميّز الإنسان عن سائر المخلوقات باللغة، ولا يقال إنّ سائر المخلوقات لها لغة بدليل قوله الله تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾[2]، لأنّ أصوات الحيوانات والطيور عبارة عن تموّجات صوتية أثيرية لا تعطي دلالات متعدّدة، ولا تختلف بين حيوان

 


[1] سورة النمل، الآية 16.

[2] سورة الإسراء، الآية 44.

 

22


12

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

وحيوان آخر من جنس واحد، ولا تختلف من مكان إلى مكان، ولكنّ الأصوات عند الإنسان تختلف من إنسان لإنسان، ومن مكان إلى مكان في النغمة والدلالة والتعبير، وتلك نعمة الله أنعم بها على الإنسان، تستحقّ الحمد والشكر لله تعالى.

أسرار اللغة

لم ينجز الإنسان عبر تاريخه الطويل شيئاً مبدعاً، أو أكثر تأثيراً في حياته من إنشائه للغة، واستعمالها من أجل اتّصاله الفردي والجماعي -بتعليم الله تعالى له- فهو باللغة حقّق وجوده وتطوّره، ومن خلالها اكتسب استجابات اجتماعية من الأفراد والجماعات، فباللغة استطاع أن يكتسب ثقافة وحضارة، وقيماً وفهماً ومُثُلاً واتّجاهات، وبها يفكّر في حلّ مشكلاته، فاللغة -بلا شكّ- تمسك بمفاتيح التحصيل والمعرفة.

واللغة في شكلها الملفوظ والمكتوب أداة عجيبة، تنتقل بها الأشياء التي تقع عليها حواسنا إلى أذهاننا، وكذلك ينتقل كلّ ما في الذهن من خواطر ومشاعر وأفكار إلى الآخرين، وينتقل من الماضي إلى الحاضر، ومن الحاضر إلى المستقبل، ومن مكان إلى مكان، ومن جيل إلى جيل، واللغة تقرب البعيد، وتوضح المبهم، وتجعل المعنوي محسوساً، والمجهول معلوماً... إلى غير ذلك من أسرار اللغة.

فاللغة هي الجسر الذي يصل بين الحياة والفكر، تسبق وجوده الأشياء تارة بالتفكير فيها، وتلحق وجود الأشياء تارة أخرى، بالتعليق عليها والحديث عنها، فالفكرة التي تجول في الذهن مجرّدة، تتحوّل إلى صياغة منطوقة أو مكتوبة، وعن طريق هذه الصياغة تنتقل إلى أذهان الآخرين، وتلك هي اللغة.

ولكون صياغة الفكرة قد تتمثّل في كلمة، كانت الكلمة رمز الخلق والإيجاد وهي كلمة (كن)، وقد ورد في القرآن الكريم ما يدلّ على هذا، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾[1]، والكلمة لا تعني اللفظة الواحدة من اسم أو

 

 


[1] سورة يس، الآية 82.

 

23


13

الدرس الأوّل: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (1)

فعل أو حرف، بل قد تعني الكلام الكثير، يقول ابن مالك في ألفيّته:

كَلَامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ، كاسْتَقِمْ

وَاسْمٌ، وَفِعْلٌ، ثمّ حَرْفٌ، الكَلِمْ

وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ، وَالقَوْلُ عَمّ

وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمّ

أي وكلمة قد يقصد بها كلام، وقد ورد في القرآن ما يدلّ على ذلك في الحديث عن ندم الإنسان العاصي، يقول الله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ * لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ﴾[1]، وورد في القرآن أيضاً الكلمة بمعنى العذاب يقول سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾[2]، وقوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾[3]، كما تعني الكلمة الخلق والإيجاد بقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ﴾[4]، فهو -سبحانه- يعني بالكلمة خلق المسيح عيسى بن مريم.

ولمّا كانت اللغة لها هذه الأهمية في الحياة، كانت اللغة أداة السحر والبلاغة والفصاحة عند العرب، وجاء القرآن ببلاغته وفصاحته متحدّياً لهم، ويعدّ اللسان أداة أساسية للغة المنطوقة، وقد عرف العرب قديماً أهمية اللغة المنطوقة لاعتمادهم عليها؛ لذلك جعلوا اللسان نصف الحياة الإنسانية، يقول زهير بن أبي سلمى[5]:

لسانُ الفتى نصفٌ، ونصفٌ فؤادُهُ

فلمْ يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدمِ

وكلّ هذا يكشف لنا بعض أسرار اللغة التي هي نصف الحياة الإنسانية، وتميّز الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات.

 

 


[1] سورة المؤمنون، الآيتان 99 - 100.

[2] سورة يونس، الآية 96.

[3] سورة الزمر، الآية 71.

[4] سورة النساء، الآية 171.

[5] المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، بيروت، دار الفكر، 1968م، ط4، ص14.

 

24


14

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يتعرّف مسائل تتعلّق بأسس اللغة.
يشرح أهميّة اللغة العربية.
يبيّن الخصائص العامّة للّغة العربية.

 

26


15

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

قبل أن نتكلّم على اللغة العربية، هناك بعض الأسئلة نودّ أن نجيب عليها، وهي متعلّقة باللغة بوجه عام، وباللغة العربية بوجه خاص، وهذه الأسئلة هي:

هل اللغة توقيفيّة أم وضعيّة؟

الجواب

اختلف علماء اللغة في ذلك، والأرجح أنّها بدأت توقيفيّة، ثمّ اكتملت بالوضع، فكلّ إنسان من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة يبدأ تعلّمه للغة بتلقّيها ممّن حوله، ثمّ بعد ذلك يركّب بنفسه كلمات وجُملاً دون حاجة إلى التلقّي، وآدم (عليه السلام) تلقّى اللغة أولاً من ربّه؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأسۡمَآءَ كُّلَهَا﴾[1]، ثمّ استعملها بعد ذلك، واستعملها بنوه من بعده بتركيبها في كلمات وأساليب جديدة.

مَنْ أوّل من خطّ بالقلم؟

أيضاً، اختلف علماء اللغة في ذلك، فمنهم من قال إنّه آدم، والأصحّ أنّه إدريس (عليه السلام) فقد رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: «أوّل من خطّ بالقلم إدريس»[2].

 

 


[1] سورة البقرة، الآية31.

[2] الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر للطباعة والنشر، 1415 - 1995م، لا.ط، ج9، ص25.

 

28


16

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

مَنْ أوّل من تكلّم باللغة العربية؟

قيل إنّ أول من تكلّم باللغة العربية إسماعيل بن إبراهيم L، فقد ورد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلا: ﴿قُرۡءَانًا عَرَبِيّا لِّقَوۡم يَعۡلَمُونَ﴾[1]، ثمّ قال: «أُلْهمَ إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاماً»[2]، وهذا هو الرأي الأصحّ لتوفّر الأدلّة على ذلك. فقد نقل الشيرازي في كتاب الألفات، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: «أوّل من فتق لسانه بالعربية المتينة إسماعيل (عليه السلام)، وهو ابن أربع عشْرة سنة»[3].

وقال ابن سلام: «أوّل من تكلّم بالعربية ونسي لسان أبيه، إسماعيل (عليه السلام)»[4].

مَنْ أوّل من كتب باللغة العربية؟

الجواب

أيضاً، اختلفت الآراء حول هذا الموضوع، فمن قائل إنّه إسماعيل ،(عليه السلام) وضعه على لفظه ومنطقه، وقيل غير ذلك، ولم يرد من الأدلّة ما يرجّح رأياً على آخر، والأصحّ أنّ إسماعيل كما نطق العربية كتبها، ويمكن أن يكون أخذها من قبيلة جرهم التي استوطنت مكّة بعد تدفّق ماء زمزم، وعاشت هاجر وابنها إسماعيل بينهم فأخذ اللغة منهم نطقاً وكتابة.

 

 


[1] سورة فصلت، الآية 3.

[2] المتقي الهندي، علاء الدين عليّ المتقيّ بن حسام الدين، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ضبط وتفسير الشيخ بكري حياني - تصحيح وفهرسة الشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، لبنان - بيروت، 1409ه - 1989م، لا.ط،ج11، ص490.

[3] الزبيدي، تاج العروس، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، 1414هـ - 1494م، الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني.

[4] المصدر نفسه.

 

29


17

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

مَنْ أوّل من وضع النقط على الحروف؟

أوّل من وضع النقط على الحروف هو أبو الأسود الدؤلي، وضعها على أواخر الحروف كعلامات إعراب، وليس كعلامات إعجام، أمّا أوّل من وضع النقط على الحروف كعلامات إعجام ليميز بين الأحرف المتشابهة مثل: ب ت ث، ج ح خ، فهو نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، إذ كانت الكتابة بالحروف المعجمة غير المنقوطة في مبدأ الأمر.

مَنْ أوّل من وضع علامات الإعراب الحالية؟

أوّل من وضع علامات الإعراب الحالية هو الخليل بن أحمد الفراهيدي[1].

 

فائدة

قال الجمهور: ليس في كتاب الله سبحانه شيء بغير لغة العرب، لقوله تعالى: ﴿إِنَّآ أنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّا﴾[2]، وقوله: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُّبِين﴾[3]، وما ذكر من ألفاظ على أنّها غير عربية، هي ألفاظ عربية بحكم الاستخدام، يعني دخلت العربية قبل الإسلام، واستخدمها العرب فأصبحت عربية، أو أنّها من الألفاظ التي تتّفق فيها اللغات، قال الإمام الفخر الرازي في تفسيره: ما وقع في القرآن من نحو )المشكاة، والقسطاس، والاستبرق، والسجيل( لا نسلّم أنّها غير عربية، بل غايته أنّ وضع العرب فيها وافق لغة أخرى كالصابون، والتنور، فإنّ اللغات فيها متّفقة [4]».

أهمّية اللغة العربية

اللغة العربية فرع من فصيلة اللغات الساميّة، وقد كتب لها الخلود بسبب نزول القرآن الكريم بها، يقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ*نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ

 

 


[1] ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، مصدر سابق، ج6، ص547.

[2] سورة يوسف، الآية 2.

[3] سورة الشعراء، الآية 195.

[4] السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 1418هـ، 1998م، ط1، ج6، ص83.

 

30


18

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

*عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُّبِين﴾[1]؛ ولذلك انتشرت اللغة العربية انتشاراً واسعاً كما لم تنتشر أيّه لغة أخرى من لغات العالم، فهي اللغة التعبّدية للمسلمين في جميع بقاع العالم.

وتعدّ اللغة العربية ثالثة لغات العالم الحديث من حيث انتشارها، وسعة مناطقها، كما تعدّ إحدى اللغات الستّ التي تكتب بها وثائق الأمم المتّحدة[2].

وتشغل اللغة العربية مركزاً جغرافياً مهماً في العالم، ولها تاريخ طويل متّصل، يصل إلى ستّمئة وألف سنة على الأقل: لغة حديث وأدب، وعلم، أدّت مهمّتها عبر العصور التاريخية -وما زالت- تعطي بمقدار ما يعطيها أهلها من اهتمام وعناية، وتتراجع بمقدار تراجع أهلها عن مجال العلم والحضارة[3].

وترجع أهمّية اللغة العربية إلى عدّة مؤثّرات، منها:

1. الأثر الديني: إنّ بين اللغة العربية والعقيدة الإسلامية ترابطاً عضوياً وثيقاً، لا يماثله ترابط آخر في أيّ مجتمع (قديم أو معاصر)، فإنّها لغة الإسلام والمسلمين التعبّدية في جميع بقاع الدنيا، بها يقرأ المسلمون القرآن، وبها يؤدّون صلواتهم، ويلبّون في حجهم، «فكلّ مسلم مطالب أن يلمّ بعض الإلمام بالعربية، ولا شيء يرفعه في أعين أصحابه كالمعرفة العميقة بلغة الإسلام المقدّسة»[4].

ويمكن القول إنّ تأثير القرآن في اللغة العربية هو: «إقامة أدائها على الوجه الذي نطق به العرب، وتيسير ذلك لأهلها في كلّ عصر، وإن ضعفت الأصول، واضطربت الفروع بحيث لولا هذا الكتاب الكريم لما وجد على وجه الأرض

 

 


[1] سورة الشعراء، الآيات 192 - 195.

[2] أنيس، اللغة العربية القومية والعالمية، مصدر سابق، ص279-280.

[3] عطا، إبراهيم محمد، طرق تدريس اللغة العربية، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1990م، ط1، ص37.

[4] بكر، السيد يعقوب، العربية عالمية، جامعة الدول العربية، القاهرة، 1966م، ص16.

 

31


19

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

أسود ولا أحمر يعرف اليوم، ولا قبل اليوم كيف كانت تنطق العرب بألسنتها، وكيف كانت تقيم أحرفها، وتحقّق مخارجها».

ومعنى هذا أنّه: «لولا القرآن، وأسراره البيانية، ما اجتمع العرب على لغة، ولو لم يجتمعوا لتبدّلت لغاتهم بالاختلاط الذي وقع، ولم يكن منه بدّ، حتى تنقص الفطرة وتختبل الطباع، ثمّ يكون مصيره هذه اللغات إلى العفاء»[1].

2. الأثر الحضاري: اللغة العربية هي الوعاء الذي يجمع تراث العرب الفكري، وقد كُتب لها الخلود لارتباطها بالعقيدة، ونزول القرآن بها، وقد استوعبت اللغة العربية الكثير من الألفاظ التي دخلتها من اللغات الأخرى، وأخضعتها لها، إمّا بالاشتقاق أو بالوزن، فأصبحت بحقّ لغة الحضارة والتقدّم التي تستوعب كل جديد.

3. الأثر القومي: إنّ بين اللغة العربية وبين الوجود العربي تلازماً واضحاً في الماضي والحاضر والمستقبل، ففي الماضي حفظت له وجوده الحضاري في مواجهة النكبات والغزوات، وفي الفترة الحاضرة تعتبر اللغة العربية معتصم الحياة العربية المشتركة، فهي لغة العقيدة والثقافة لكلّ الأمّة العربية، بها يتعبّدون وبها يتفاهمون مع بعضهم، وفي المستقبل لا تجد الأمّة العربية -في عصر تتسابق فيه دول العالم إلى الوحدة، رغم اختلاف لغاتها وعقائدها وعاداتها وتقاليدها- العربية ما يؤكّد هوّيتها وينمّي شخصيتها، ويؤلّف بين جهودها التعليمية والعلمية، ويسارع بها إلى الوحدة التامّة الشاملة مثل هذه اللغة المشتركة الموحّدة.

 

 


[1] الرافعي، مصطفى صادق، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، دار الكتاب العربي، بيروت، لا.ت، لا.ط، ص8-81.

 

32


20

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

خصائص اللغة العربية

 

خصائص اللغةالعربية

تمايز اللغة العربية صوتيّاً ورمزياً

ارتباط الحروف بالمعاني

تتميّز اللغة العربية بظاهرة الترادف

اللغة العربية لغة اشتقاقية

تتميّز اللغة العربية بأنّها لغة إعراب

اللغة العربية قادرة على مواجهة التغيّرات التي تصيب المجتمع

اللغة العربية منظومة كبرى لها أنظمة متعدّدة، فلها نظامها الصوتي الموزّع توزيعاً لا يتعارض فيه صوت مع صوت، ولها نظامها التشكيلي الذي لا يتعارض فيه موقع مع موقع، ولها نظامها الصرفي الذي لا تتعارض فيه صيغة مع صيغة، ولها نظامها النحوي الذي لا تتعارض فيه قاعدة مع قاعدة، ولها بعد ذلك نظام للمقاطع، ونظام للنبر، ونظام للتنغيم، فهي منظومة كبرى يؤدّي كلّ نظام منها وظيفةً بالتعاون مع النظم الأخرى[1].

1. تمايز اللغة العربية صوتياً ورمزياً:

تتميّز اللغة العربية عن غيرها من اللغات الأخرى صوتياً ورمزياً بعدد أحرفها التي بلغت ثمانية وعشرين حرفاً، وهناك حرف الضاد الذي لا يوجد في أيّ لغة أخرى، كما أنّ حروف اللغة العربية، ما ينطق منها يكتب، وما لا ينطق لا يكتب، إلا في بعض الكلمات القليلة، كما أنّها استوفت جميع أجهزة النطق عند الإنسان، والذي لا خلاف عليه هو أنّ اللغة العربية كما يقول العقّاد: «تستخدم هذا الجهاز الإنساني على أتمّه وأحسنه، ولا تهمل وظيفة واحدة من وظائفه، كما يحدث ذلك في أكثر الأبجديات

 


[1] حسان، تمام، مناهج البحث في اللغة، الأنجلو المصرية، القاهرة، 1955م، لا.ط، ص58.

 

33


21

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

اللغوية بين حرفين»[1]، فقد اشتملت على جميع مخارج الأصوات التي اشتملت عليها أخواتها السامية، وزادت عليها بأصوات كثيرة لا وجود لها في واحدة منها، مثل: الثاء، والذال، والغين، والضاد، والخاء، والظاء[2].

فائدة

إذا أردت أن تعرف مخرج أيّ حرف بطريقة سريعة وبسيطة، فعليك أن تفعل الآتي: تأتي بهمزة قبل الحرف، ثمّ تنطق به ساكناً، أو مشدّداً، فحيث ينقطع الصوت يكون مخرج الحرف، ومبحث هذا علم التجويد.

2. ارتباط الحروف بالمعاني:

اختلف الباحثون في هذا الظاهرة اللغوية، وهي ظاهرة ارتباط الحروف والكلمات بالمعاني، فمنهم من أيّدها، ومنهم من رفضها، بيد أنّنا يمكن أن نشير إلى أن هناك ارتباطاً بين الحروف ودلالة الكلمات في العربية، فقد ذكر علماء العرب من الأمثلة ما جعلهم يميلون إلى الاقتناع بوجود التناسب بين اللفظ ومدلوله في حالتي البسط والتركيب، ومن هذه الأمثلة في حالة البسط - أو الحرف الواحد - وهو جزء من الكلمة - يقع على صوت معيّن، ثمّ يوحي بالمعنى المناسب، مثل: (صعد وسعد) فجعلوا الصاد - لأنّها أقوى - لما فيه أثر مشاهد يرى، وجعلوا السين لما لا يظهر ولا يشاهد حسّاً[3]. ومن ذلك (خضم وقضم) فالخضم لأكل الرطب الطري كالبطيخ والقثاء، والقضم للصلب اليابس، نحو قضمت الدابة شعيرها[4]، ومثل (النضح والنضخ) فالنضح لرش الماء الخفيف ونحوه، والنضخ للماء الغزير ونحوه، قال تعالى: ﴿فِيهِمَا عَيۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾[5] فجعلوا الحاء - لرقتها - للماء الضعيف والخاء - لغلظها - لما هو أقوى منها، كما أنّ الكلمات التي تتكوّن من حروف واحدة تشترك في معنى واحد

 

 


[1] العقاد، عباس محمود، أشتات مجتمعات في اللغة والأدب، دار المعارف، القاهرة، 1982م، ج5، ص11.

[2] وافي، علي عبد الواحد، فقه اللغة، دار نهضة مصر، القاهرة، ط8، ص164-168.

[3] الصالح، صبحي، في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، 1976م، ط6، ص142.

[4] المصدر نفسه، ص143-144.

[5] سورة الرحمن، الآية 66.

 

34


22

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

تدور حوله مهما اختلفت تركيبها، مثل الأحرف: (م، س، ح) فالكلمات التي تتكوّن منها توحي بالإزالة، مثل: (مسح، سمح، حمس، حسم)، ولكن هذه الخاصية ليست شائعة في كلّ الحروف العربية[1].

3. تتميّز اللغة العربية بظاهرة الترادف:

الأصل في كلّ لغة أن يوضع فيها اللفظ الواحد لمعنى واحد، ولكنّ ظروفاً تنشأ في اللغة تؤدّي إلى تعدّد الألفاظ لمعنى واحد، أو تعدّد المعاني للفظ وأحد، أو تعدّد الألفاظ من أصل واحد لتؤدّي معاني متعدّدة، ألفاظ متّحدة المعنى وقابلة للتبادل فيما بينها في أيّ سياق[2]. وقد اختلفت اللغويون في وقوع هذا الترادف التام في لغتنا العربية اختلافاً كبيراً بين مؤيّد له ومعارض، فهذا أبو علي الفارسي يذكر لنا أنّه كان بمجلس سيف الدولة بحلب، وبالحضرة جماعة من أهل اللغة، وفيهم ابن خالويه، فقال ابن خالويه: أحفظ للسيف خمسين اسماً، فتبسّم أبو علي الفارسي، وقال: ما أحفظ إلا اسماً واحداً، وهو السيف، قال ابن خالويه: فأين المهنّد والصارم والبتّار والحسام... وكذا وكذا، فقال أبو علي: هذه صفات، وكأنّ الشيخ لا يفرّق بين الاسم والصفة[3].

على أنّ ما تميل إليه النفس أنّ الترادف ظاهرة حقيقية في اللغة العربية، سببها:

أ. أنّ احتكاك لغة قريش باللهجات العربية الأخرى نقل إليها مفردات هذه اللهجات.

ب. أنّ جامعي المعجمات لم يأخذوا اللغة عن قريش وحدها، بل أخذوا عن قبائل أخرى كثيرة.

ج. أنّ جامعي المعجمات -لشدّة حرصهم على تسجيل كلّ شيء- سجّلوا كلّ المفردات[4]. ومعنى هذا: أنّ الشيء الواحد كالسيف، أو الجمل، أو الأسد... مثلاً، له اسم في قبيلة، واسم آخر في قبيلة أخرى، واسم ثالث في قبيلة ثالثة... وهكذا، وعندما جمع علماء اللغة ألفاظ اللغة وقاموا بتدوينها، أثبتوا كلّ هذه الألفاظ، ومنها ألفاظ لمسمّى واحد.

 

 


[1] خاطر، محمود رشدي وآخرون، تعليم اللغة العربية، سجل العرب، القاهرة، 1985م، لا.ط، ص14.

[2] عبد التواب، رمضان، فصول في فقه اللغة، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1420هـ/1999م، ط6، ص172-174.

[3] عبد التواب، فصول في فقه اللغة العربية، مصدر سابق، ص311.

[4] وافي، فقه اللغة، مصدر سابق، ص172-174.

 

35


23

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

والدليل على ذلك في عصرنا الحاضر أنّه توجد أسماء مختلفة في أماكن مختلفة لمسمّى واحد، مثل: الكوز، والسطل، والقعب، والنحاسة (لإناء الشرب)، ومثل: البطيخ والحبحب والجح (للبطيخ)... وهكذا في مسمّيات أخرى.

4. اللغة العربية لغة اشتقاقية:

الاشتقاق في اللغة العربية عبارة عن توليدٍ لبعض الألفاظ من بعضها الآخر، والرجوع بها إلى أصل واحد، يحدّد مادّتها، ويوحي بمعناها المشترك الأصيل، مثلما يوحي بمعناها الخاص الجديد، والاشتقاق هو أحد الوسائل الرائعة التي تنمو على طريقها اللغات وتتّسع، ويزداد ثراؤها في المفردات، فتتمكّن به من التعبير عن الجديد من الأفكار، والمستحدث من وسائل الحياة.

واللغات تنقسم من حيث التكوين إلى لغات النحت، ولغات التجميع ولغات الاشتقاق[1]. فلغات النحت هي: التي تتكوّن فيها الأسماء والأفعال والصفات بإدخال المقاطع الصغيرة عليها أو إلحاقها بها، مثل: (البسملة) بسم الله الرحمن الرحيم، (والحوقلة) لا حول ولا قوّة إلّا بالله، (والتهليل) لا إله إلّا الله، ويشيع النحت في اللغات الهندية الجرمانية. والتجميع هو: الذي يعتمد على اللصق، ويشيع في اللغات المغولية، مثل: جنكيزخان، ووردشاه، ومثله في اللغة العربية: حضرموت، ومعديكرب، وبعلبك. والاشتقاق توليد لبعض الألفاظ من أصل واحد، ويشيع في اللغة العربية. مثل: سمع، يسمع، اسمع، سامع، سمَّاع، سميع، سمّاعة، مسموع، مستمع... وظاهرة الاشتقاق قد أكسبت اللغة العربية مرونة ممتعة في وقت واحد، فسمح لها بخلق ألفاظ جديدة مثل كلمة: مذياع (للراديو) مشتقّة من كلمة أذاع، وكلمة الهاتف (للتليفون) مشتّقة من كلمة هتف، وبهذا حافظ الاشتقاق على ثروة اللغة العربية، وحماها من الزيغ والشطط.

5. تتميّز اللغة العربية بأنّها لغة إعراب:

يعتبر الإعراب من خصائص اللغة العربية، ومراعاته تعدّ الفارق الوحيد بين المعاني المتكافئة في اللفظ، إذ إنّه عن طريق الإعراب يمكن تمييز الكلام، وفي ذلك يقول ابن فارس: «من العلوم الجليلة التي خصّت به العربية الإعراب الذي هو الفارق بين المعاني

 


[1] العقّاد، أشتات مجتمعات في اللغة والأدب، مصدر سابق، ص115.

 

36


24

الدرس الثاني: مباحث تمهيدية في اللغة العربية (2)

المتكافئة في اللفظ، وبه يعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه ما ميّز فاعل من مفعول، ولا مضاف من منعوت، ولا تعجّب من استفهام، ولا نعت من توكيد»[1].

 

6. اللغة العربية قادرة على مواجهة التغيّرات التي تصيب المجتمع:

بفضل الاشتقاق في اللغة العربية، أصبحت اللغة العربية وعاءً يمكنه استيعاب كلّ التغيّرات التي تصيب المجتمع، والتعبير عن كلّ جديد من هذه التغيّرات، فهي قادرة على التأقلم، كما أنّها مرنة تستطيع أن تأخذ من اشتقاق الألفاظ ما يعطيها غنىً وثروة، ويمكنها أن تشتقّ لكلّ جديد من التغيّرات ألفاظاً تلائمه، مثل: أخيتارها (للتليفون) اسم الهاتف، و(الراديو) اسم المذياع، و(للتليفزيون) اسم التلفاز، فالجديد تخضعه لأوزانها واشتقاقاتها، وبهذا أمكنها، ويمكنها أن تستوعب كلّ جديد، وتقدر على مواجهة التغيّرات التي تصيب المجتمع العربي.

 

 


[1] فارس، أحمد، الصّاحبيُّ في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، عنيت بتصحيحه: المكتبة السلفية، القاهرة-مصر، مطبعة المؤيد، 1328هـ/1910، لا.ط، ص42.

 

37


25

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يميّز بين الأحرف الشمسيّة والأحرف القمريّة.
يتعرّف المواضع التي ينبغي وضع الشدّة والمدّة فيها.
يتمرّن على كتابة ذلك كلّه أو نطقه بصورة صحيحة، في حالاته المختلفة.

 

38


26

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

مفهوم الأحرف الشمسيّة والقمريّة

الحرف الشمسيّ هو الحرف الذي يشدّد لفظاً إذا دخلت عليه «ال التعريف» ولا تلفظ اللام، أمّا في الكتابة فتُكتب اللام دون كتابة الشدّة.

الحرف القمريّ هو الحرف الذي يبقى كما هو إذا دخلت عليه «ال التعريف» وتلفظ معه اللام.

الأمثلة:

كتابة الكلمة

لفظ الكلمة

نوع الحرف الأوّل

الشمس

أشَّمس

شمسيّ

القمر

الْقمر

قمريّ

البلد

الْبلد

قمريّ

الجيش

الْجيش

قمريّ

السفر

أسَّفر

شمسيّ

الصيّاد

أصَّيّاد

شمسيّ

 

40

 


27

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

عدد الأحرف الشمسيّة والقمريّة

الحروف الشمسيّة أربعة عشر حرفاً، وهي أوّل حرف من كلّ كلمة من البيت المنظوم الآتي:

طِبْ ثمَّ صِلْ رَحِماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ

دعْ سوءَ ظنٍّ زُرْ شريفاً للكَرَمْ

وهي الحروف الآتية: ت ـ ث ـ دـ ذـ رـ زـ س ـ ش ـ ص ـ ض ـ ط ـ ظ ـ ل ـ ن.

- الحروف القمريّة أربعة عشر حرفاً أيضاً، وهي حروف المقولة الآتية: (ابْغِ حَجَّك وخَفْ عَقِيْمَهُ)، وهي الحروف الآتية: أ ـ ب ـ ج ـ ح ـ خ ـ ع ـ غ ـ ف ـ ق ـ ك ـ م ـ هـ ـ و ـ ي[1].

الشدّة

الشدّة هي عبارة عن حرفين متماثلين، الأوّل ساكن والثاني متحرّك، نحو: «شدْدَ، تكتب شدّ».

المدّة

المدّة هي عبارة عن همزة مفتوحة، مكتوبة على الألف، وقع بعدها همزة ساكنة أو ألف المدّ، نحو: «آنف»، وأصلها: «أءْنف»، و«مفاجآت»، وأصلها: «مفاجأات».

وفي المصحف تكتب همزة القطع[2] على الألف بينما تكتب المدّة بشكل همزة قبل ألف.

 

 

 

[1] راجع: الجمزوري، الشيخ سليمان، تحفة الأطفال في تجويد القرآن، علق عليه: الشيخ علي محمد الضباع (بشرح وجيز يحل المشكل من معانيها)، لا.د، لا.ت، لا.ط، ص5.

للامِ أل حالانِ قبلَ الأحرُفِ

أُولاهُمَا إِظهارُهَا فَلْتعرفِ

قبلَ اربعٍ معْ عشرةٍ خُذْ علمَهُ

مِنِ (ابْغِ حجَّتَكَ وخَفَ عقيمَهُ)

ثانيهمَا إدغامُهَا في أربعِ

وعشْرةٍ أيضاً، ورمزَهَا فَعِ

طِبْ ثمَّ صِلْ رَحِماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ

دعْ سوءَ ظنٍّ زُرْ شريفاً للكَرَمْ

واللامُ الأولى سمِّهَا قَمَريّهْ

واللامُ الأُخرَى سمِّهَا شمسيَّه

 


[2] همزة القطع هي الهمزة التي تُلفظ وتُكتب، في بدء الكلام ودرجه.

 

41


28

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

تمارين

1. أَدْخِلْ «الَ التَعْرِيْفَ» عَلَى الأَسْمَاءِ الآَتِيَةِ، وَأَعِدْ ضَبْطَ حَرَكَاتِهَا:

أَرْض ـ بَاب ـ تِيْن ـ غُرَاب ـ صَيَّاد ـ سَفَر.

2. ضَعْ خَطّاً تَحْتَ الحَرْفِ الشَمْسِيّ، وَخَطَّيْنِ تَحْتَ الحَرْفِ القَمَرِيّ:

التِلمِيْذُ اللَطِيْفُ هُوَ الَّذِيْ لَا يَعْرِفُ إِلَّا اللَفْظَ الحَسَنَ، وَلَا يَقُوْمُ إلَّا باللَبِقِ مِنَ التَصَرُّفَاتِ؛ لِأَنَّ اللَبَاقَةَ تَقْضِيْ بِأَنْ يَكُوْنَ الإِنْسَانُ، فِيْ كُلِّ أَعْمَالِهِ، مُتَفَتِّحَ اللُّبِّ، حَاذِقَ اللِسَانِ، يَفْهَمُ مِنَ اللَمْحِ، وَيَسْتَفِيْدُ مِنَ اللَحْظَةِ الوَاحِدَةِ، كَيْ يَكُوْنَ فَاهِماً مَا عَلَيْهِ، بَعِيْداً مِنَ اللَوْمِ.

والتِلْمِيْذُ إِنْسَانُ الغَدِ؛ فَيَجِبُ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ اللَعِبِ، وَخُصُوصاً اللَعِبَ المَمْنُوعَ، كَاللَطْمِ وَاللَكْمِ، فَيَكُوْنُ الإِنْسَانَ اللَبِيْبَ، اللَاحِقَ الحَيِاةَ فِيْ سَيْرِهَا نَحْوَ الأَفْضَلِ وَالأَكْمَلِ. عَلَيْهِ بِالدَرْسِ وَالكَدِّ وَعَدَمِ تَضْيِيْعِ الوَقْتِ فِيْ اللَيْلِ قَبْلَ النَهَارِ، أَوْ يَقَعَ عَلَيْهِ اللَوْمُ، وَيَنْهَالَ عَلَيْهِ الجَمِيْعُ تَوْبِيْخاً وَتَعْنِيْفاً.

3. أَدْخِلِ الشَدَّةَ عَلَى الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ:

مُدْدَ:

أَعِدْدُوْا:

مُرَتْتَب:

4. فُكَّ الشَدَّةَ وَالمَدَّةَ فِيْمَا يَأْتِيْ:

شُدَّ حَيَازِيْمَكَ لِلْمَوْتِ، وَلَا تَفُكَّ رِبَاطَ الحَيَاءِ؛ فَإِنَّ آَمَالَ القَوْمِ مُعَلَّقَةٌ عَلَى عَاتِقِكَ؛ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَكَ مِرْآَةً لِلتَصَرُّفَاتِ المُعِدَّةِ لِنَيْلِ الِامْتِيَازِ بِرُكُوْبِ سَفِيْنَةِ النَجَاةِ وَالِالْتِحَاقِ بِرَكْبِ الشُهَدَاءِ.

5. ضَعِ الشَدَّةَ عَلَى الحَرْفِ المُنَاسِبِ:

اللِسَانُ حَاسَةُ الذَوْقِ، وَأَدَاةُ النُطْقِ، وَهُوَ مِنَ الحَوَاسِ الخَمْسِ الَتِيْ مِنْهَا الشَمُ وَالسَمْعُ وَالبَصَرُ وَاللَمْسُ، فَبِهِ نَتَلَفَظُ بِالكَلَامِ اللَطِيْفِ، وَنُخَفِّفُ مِنْ لَوْعَةِ أَصْحَابِ اللَوْعَةِ، وَنَحْمَدُ اللهَ وَنُسَبِحُهُ. وَبِهِ -أَيْضاً- نَتَوَجَهُ إِلَى غَيْرِنَا بِاللَوْمِ، فَلْنَجْعَلِ اللِسَانَ سَبِيْلاً لَنَا إِلَى قُلُوْبِ النَاسِ، وَلَا نَصْرِفَنَهُ إِلَى اللَسْعِ وَاللَدْغِ اللذَيْنِ يَجْرَحَانِ شُعُوْرَ السَامِعِ، وَيُبْعِدَانِهِ عَنَا وَلَا يُقَرِبَانِهِ مِنَا.

 

42

 


29

الدرس الثالث: الحروف الشمسيّة والقمريّة الشدّة والمدّة

6. امْلَأِ الفَرَاغَ بِكَلِمَةٍ فِيْهَا «ال»، تَبْدَأُ بِحَرْفٍ شَمْسِيٍّ:

ـ يُقْرَعُ الجَرَسُ فِيْ .................................... صَبَاحاً.

ـ فِيْ .................................... مَقَاعِدُ خَشَبِيَّةٌ.

ـ .................................... حَيَوَانٌ مُفْتَرِسٌ.

ـ فِيْ الخَرِيْفِ يَتَغَيَّرُ .................................... وَتَتَسَاقَطُ أَوْرَاقُ.....................................

7. مُدَّ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ، وارسمها رسماً صحيحاً:

ظَمْأَان، مَأَاكِل، أَامَنْت، أَاذَاناً، أَالُ البَيْتِ، أَانَفُ، أَاسَفُ، المِرْأَاة، أَادَاب، الأَامَال، أَانَ.

8. فَكَّ المَدَّةَ فِيْ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ:

أَنْتُمْ آلِيْ وَمَحَطُّ آمَالِيْ، أَنْتُمْ مَؤُوْنَتِيْ فِيْ البُؤْسِ، وَمَوْئِلِيْ سَاعَةَ اليَأْسِ، يَهْفُوْ إِلَيْكُمْ فُؤَادِيْ وَيَطِيْبُ فِيْكُمْ سُهَادُيْ، لَا آنَفُ مِنْكُمْ، وَلاَ آسَفُ أَنْ أَجْعَلَ فِيْكُمْ سُؤَالِيْ.

أَنْتُمْ لَآلِئِيْ فِيْ الضَنْكِ، وَآبَارِيْ العَذْبَةُ فِيْ صَحْرَاءِ الحَيَاةْ. آخُذُ مِنْكُمْ، فَلَا تُؤَاخِذُنِّي فِيْ تَسْآلٍ، وَآمَلُ مِنْكُمُ الخَيْرَ فَلَا تُخَيِّبُوْا الآَمَالَ، بِكُمْ تَحْلُوْ لِيْ رُؤَايْ وَيَأْلَفُ هَوَايْ، فُؤَادِيْ بِكُمْ آهِلٌ، وَإِلَى دِيَارِكُمْ مَائِلٌ، فَضَاءَتْ بِالعِزِّ أَيَّامُكُمْ، وَصَفَتْ بِالهَنَاءَةِ أَحْلَامُكُمْ.

9. صَحَّحِ الخَطَأَ فِيْ المَقْطَعِ الآَتِيْ:

كُلُّ مَنْ يَتَجَوَّلُ فِيْ الجِبَالِ اللُبْنَانِيَّةِ يَرَى صَفَاءَنْ لَا يَعْدِلُهُ صَفَاؤُنْ، وَبَهَاءَنْ لَا يُضَاهِيْهِ بَهَاؤُنْ، وَيُشَاهِدُ قُرَنْ مُوَزَّعَتَنْ عَلَى سُفُوْحِنْ وَتِلَالِنْ وَفِي وِهَادِنْ، تَتَأَلَّقُ سُطُوْحُ بُيُوْتِهَا قَرْمِيْدَنْ أَحْمَرَ مُتَوَهِّجَنْ تَحْتَ أَشِعَّةِ شَمْسِنْ مُشْرِقَتِنْ أَوْ غَارِبَتِنْ.

 

43


30

الدرس الرابع: التنوين

الدرس الرابع: التنوين

 

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يفرّق بين تنوين الفتح وتنوين الضمّ وتنوين الكسر، ويعرف أنواعه وكيفيّة رسمه.
يتعرّف الحالات التي تُكتب فيها «إذن» مع النون أو بدونها.
يتمرّن على كتابة ذلك كلّه أو نطقه بصورة صحيحة، في حالاته المختلفة.

 

44


31

الدرس الرابع: التنوين

مفهوم التنوين

هو نون ساكنة زائدة تلفظ ولا تكتب، بل يعوّض عنها في الكتابة بتكرير الحركة الأخيرة.

الأمثلة

كيفيّة اللفظ

جاء رجلٌ

جاء رجلُنْ

أتى الرجل من بيتٍ

أتى الرجل من بيتِنْ

رأيت قاضياً

رأيت قاضيَنْ

والتنوين يلحق الاسم المعرب المنصرف، إذا لم يكن مضافاً، ولم تدخل عليه «ال التعريف»، ولم يوقف عليه، سواء أكان مرفوعاً، أو منصوباً، أو مجروراً.

اصطلاحات التنوين

1. تنوين الضمّ هو عبارة عن ضمّتين تكتبان على الحرف الأخير، وتلفظان نوناً ساكنة بعد ضمّ.

2. تنوين الكسر هو عبارة عن كسرتين تكتبان على الحرف الأخير، وتلفظان نوناً ساكنة بعد كسر.

3. تنوين الفتح هو عبارة عن فتحتين تلفظان نوناً ساكنة بعد فتح، وتكتبان على ألف بعد الحرف الأخير، أو قبلها على الحرف الأخير، نحو: رجلاً - رجلًا، شيئاً - شيئًا.

 

46

 


32

الدرس الرابع: التنوين

الحالات التي لا يرسم فيها تنوين الفتح: إنّ تنوين الفتح يرسم على الألف بعد الحرف الأخير أو قبلها على الحرف الأخير، إلا في الحالات الآتية:

1. إذا انتهت الكلمة بتاء مربوطة، نحو: زرت حديقةً أو جنّةً أو مدرسةً جميلةً...

2. إذا انتهت الكلمة بهمزة فوق ألف، وهذا يحصل عندما تُسبق الهمزة بفتحة، نحو: بنينا ملجَأً ومرفَأً، سمعت نبَأً خطَأً.

3. إذا انتهت الكلمة بهمزة مسبوقة بألف، نحو: إملاءً، إنشاءً، شربت ماءً, سمعت بكاءً...

4. إذا انتهت الكلمة بألف طويلة أو مقصورة، نحو: شاهدت فتىً يحمل عصاً.

أنواع التنوين

1. تنوين الأمكنيّة أو التمكين أو الصرف: وهو التنوين الذي يلحق الاسم المعرب المنصرف؛ ليدلّ على خفّته, ويسمّى الاسم المتمكّن؛ أي المعرب، الأمكن، إذا كان منصرفاً، أمّا إن كان ممنوعاً من الصرف، فيسمى متمكّناً غير أمكن، ولا يلحقه التنوين، نحو: قرأت كتاباً مفيداً.

2. تنوين التنكير: وهو يلحق الاسم المبني إذا أريد تنكيره ، نحو: جاء سيبويه وسيبويهٍ آخر، فسيبويه الأولى اسم علم، والثانية كناية عن عالِمٍ في النحو؛ ولذلك لحقها تنوين التنكير.

3. تنوين المقابلة: وهو التنوين الذي يلحق ما جُمِع بألف وتاء مزيدتين (جمع المؤنّث السالم)، وهو يقابل نون جمع المذكّر السالم، نحو: مسلماتٍ، مررت بتلميذاتٍ مجتهداتٍ.

4. تنوين التعويض أو العِوَض: وهو الذي يعوّض به عن شيءٍ محذوف، ويكون:

أ- عِوضاً عن حرف: جاء قاضٍ، بدل (جاء قاضي).

ب- عِوضاً عن كلمة: ما يلحق كلمتَي (كلّ وبعض)، عِوضاً عمّا تضافان إليه، نحو: حضر المعلّمون، فصافحت كلاً منهم (أي كلّ معلّم منهم).

 

47


33

الدرس الرابع: التنوين

 

ج- عِوضاً عن جملة: ما يلحق (إذ) عِوضاً عن جملة تكون بعدها، نحو: زرتك في المساء, وكنت حينئذٍ خارج البيت (أي حين إذ زرتك).

إذن أو إذاً

قاعدة (1)

1. تكتب إذن بالنون لا بالتنوين إذا كانت ناصبة للفعل المضارع بعدها.

2. تكتب بالتنوين (إذاً) إذا كانت غير ناصبة للفعل المضارع بعدها[1]، نحو: إن تبالغ في الإهمال، إذاً تفقد وظيفتك. أنت كسرت الإبريق، فأنت إذاً ملوم.

قاعدة (2)

شروط نصب «إذن» للفعل المضارع بعدها

1. أن تكون صدر الجواب الذي يُجاب به، نحو: زيد: آتيك غداً، عمرو: إذن أكرمَك.

2. أن لا يُفصل بينها وبين منصوبها؛ فلا يصحّ النصب في قولك: إذن بكرٌ يُكرمُك.

3. أن يكون الفعل المنصوب دالاً على الاستقبال؛ فلا يصحّ النصب في قولك: إذن أظنُّك صادقاً.

ملاحظة: أجازوا الفصل بينها وبين الفعل بـِ «لا النافية» والقسم، نحو: وإذن لا يلبثوا خلافك، إذن والله نرميَهم بحربٍ.

 


[1] هذا هو المشهور، وهناك قول بأنّ «إذن» تكتب بصورة النون دائماً؛ لأنّ ذلك هو الأصل في كتابتها، وكتابتها بالأف المنوّنة جاءت إتباعاً لسم المصحف، ولأنّ الأصل في معناها واحدٌ في حالتي نصب الفعل المضارع وعدمه، وقول بأنّها تكتب بصورة التنوين دائماً كما كُتبت في رسم المصحف الكريم، وقول بأنّها تكتب بصورة النون إذا وُصلت بغيرها في الكلام، وبصورة التنوين إذا وُقِف عليها.

 

48


34

الدرس الرابع: التنوين

تمارين

1. ضَعِ التَنْوِيْنَ المُنَاسِبَ، وَبَيِّنْ نَوْعَهُ:

مِنْ نَهْجِ البَلَاغَةِ:

قال الإمام علي(عليه السلام): «... الحَمْدُ للهِ المَعْرُوْفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَة، وَالخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة، الذِيْ لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِما. إِذْ لَا سَمَاءَ ذَاتُ أَبْرَاج، وَلَا حُجُبَ ذَاتُ أَرْتَاج، وَلَا لَيْلَ دَاج، وَلَا بَحْرَ سَاج، وَلَا جَبَلَ ذُوْ فِجَاج، وَلَا فجٌّ ذُوْ اعوِجَاجٍ»[1].

2. بَيِّنْ نَوْعَ التَنْوِيْنِ فِيْ الكَلِمَاتِ المُنَوَّنَةِ فِيْ المَقْطَعِ الآَتِيْ:

ذَهَبْتُ يَوْماً إِلَى البَرِّيَّةِ لِأَقْطُفَ بَعْضاً مِنَ الأَزْهَارِ التِيْ تَتَضَوَّعُ عِطْراً مُطَيِّبَةً الجَوَّ، وَمُضْفِيَةً عَلَى الجِوَارِ نَكْهَةً لَذِيْذَةً. وَصَلْتُ إِلَى المَكَانِ المَقْصُوْدِ، وَكَانَ مَكَاناً يَفِيْضُ إِشْرَاقاً وَخِصْباً... فَشَاهَدْتُ فَتىً صَغِيْراً يَحْمِلُ بِيَدِهِ عَصاً أَطْوَلَ مِنْهُ، وَيَحْرُسُ قَطِيْعاً كَبِيْراً.

بَدَأْتُ أَقْطُفُ الأَزْهَارَ وَأَجْمَعُهَا بَاقَةً بَاقَةً، إِلَى أَنْ تَعِبْتُ وَتَصَبَّبْتُ عَرَقاً، فَقَصَدْتُ شَجَرَةً تُعْطِيْ فَيْئاً وَافِراً، وَاسْتَرَحْتُ تَحْتَهَا مَاسِحاً عَرَقِيْ وَمُتَنَاوِلاً شَيْئاً مِنَ الزَادِ الذِيْ مَعِيْ.

لَقَدْ كَانَتِ الشَجَرَةُ تِلْكَ مَلْجَأً لِلطَيْرِ، وَمَلْعَباً لَهُ، تُشَكِّلُ جُزْءاً مِنْ تِلْكَ البَرِّيَّةِ التِيْ تَلْبَسُ العُشْبَ رِدَاءً، وَتَسْتَنِيْرُ بِشُعَاعِ الشَمْسِ ضَوْءاً يَزِيْدُهَا صَفَاءً وَنَقَاءً.

عُدْتُ مَسَاءً إِلَى البَيْتِ، وَقَدْ نَفَضْتُ عَنِّيْ عِبْئاً ثَقِيْلاً أَوْ شَيْئاً مِنْ مَتَاعِبِيْ اليَوْمِيَّةِ المُرْهِقَةِ.

3. اِحْذِفْ «الَ» التَعْرِيفَ مِنَ الأَسْمَاءِ فِي الجُمَلِ الآَتِيَةِ، وَاكْتُبِ التَنْوِينَ المُنَاسِبَ:

- بَنَتْ الحكومةُ المستشفى للمرضى والملجأَ للعَجَزَةِ.

- اشتريتُ التفاحَ والليمونَ والعنبَ.

- هذهِ بعلبكُّ الأثريّةُ الرائعةُ.

- أحببتُ في لبنانَ السماءَ الصافيةَ والهواءَ النقيَّ.

- اِستغلّتِ الحكومةُ الشاطئَ الرمليَّ الدافئَ للسباحةِ.

 


[1] الرضي، السيد أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن الموسوي، نهج البلاغة (خطب الإمام علي عليه السلام)، شرح الشيخ محمد عبده، دار الذخائر، إيران - قم، 1412ه - 1370ش، ط1، ج6، ص158.

 

49


35

الدرس الرابع: التنوين

4. اسْتَعْمِلْ فِي جُمَلٍ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةَ مُنَوَّنَةً فِي الرَفْعِ وَالنَصْبِ وَالجَرِّ.

مدرسة، طالب، سماء، كُتب، جرّة، نبأ، هواء، ملِك.

5. اِسْتَعْمِلِ الأَسْمَاءَ الآَتِيَةَ فِي جُمَلٍ مُفِيْدَةٍ عَلَى أَنْ تَكُوْنَ نَكِرَةً وَمَنْصُوْبَةً:

وردة، عُواء، قرية، مخبأ، صدأ، ملهى، عصا، قُرى.

6. بَيِّنِ المَوَاضِعَ التي تُكْتَبُ فِيْهَا (إِذَنْ/إِذاً) بالنُوْنِ، وَالمَوَاضِعَ الّتِيْ تُكْتَبُ فِيْهَا بالتَنْوِيْنِ.

أُهْدِيَتْ إِلَيَّ قَصِيْدَةٌ عَصْمَاءُ لِأَحَدِ المَشَاهِيْرِ الأَعْلَامِ، فَقُلْتُ: (إِذَنْ/إِذاً) يُعَدّ أَمِيْرَ الشُعَرَاءِ.

أَنْتَ وضَعْتَ نَفْسَكَ مَوْضِعَ تُهْمَةٍ، (إِذَنْ/إِذاً) تَحَمَّلْ عَوَاقِبَ ذَلِكَ.

سَأَعْمَلُ وأُثَابِرُ كَيْ أُحَقِّقَ نَجَاحاً بَاهِراً. (إِذَنْ/إِذاً) تَبْلُغ مُرَادَكَ.

أَنْتَ تَعَدَّيْتَ عَلَى حُقُوْقِ الآَخَرِيْنَ، فَأَنْتَ تَسْتَحِقُّ العِقَابَ (إِذَنْ/إِذاً).

 

51


36

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

 

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يفرّق بين همزتي الوصل والقطع، ويتعرّف إلى المواضع التي تُكتبان فيها، ويميّز بينهما.
يذكر المواضع التي تُحذف فيها همزة الوصل.
يتمرّن على كتابة ذلك ولفظه.

 

53

 


37

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

مفهوم همزة الوصل

همزة الوصل هي الهمزة التي تلفظ في ابتداء الكلام، وتسقط في أثنائه؛ ليتوصّل بها إلى نطق الحرف الساكن بعدها عند وصلها بما قبلها، نحو: اجلس يا رجل، يا رجل اجلس.

قاعدة (1)

تُكتب همزة الوصل ألفاً، فوقها صاد صغيرة «ٱ»، سواء أكانت في ابتداء الكلام أم في درجه.

مفهوم همزة القطع

همزة القطع هي الهمزة التي تُلفظ أينما وقعت، في بداية الكلام أو في درجه، وتُكتب فوق الألف في أوّل الكلمة إذا كانت مفتوحة أو مضمومة، وتُكتب تحتها إذا كانت مكسورة، نحو: أَبي، أُمّي، إِيجاب.

قاعدة (2)

الهمزة في أوّل الأسماء همزة قطع، ما عدا عشرة أسماء سيأتي ذكرها لاحقاً. وفي جميع الحروف أيضاً، ما عدا «ال التعريف».

قاعدة(3)

تأتي همزة الوصل في:

1. فعل الأمر الثلاثيّ: ادرس، افتح، اكتب...

2. في «ال التعريف».

3. الفعل الماضي السداسيّ وأمره ومصدره: اسْتَقْبَلَ، اسْتَقْبِلْ، اسْتِقْبَال.

 

55


38

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

4. في الأسماء الآتية: اسم، است، ابن، ابنة، ابنم (لغة في ابن)، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، ايمُن وايمُ (في القسم).

5. الفعل الماضي الخماسيّ وأمره ومصدره: انْتَظَرَ، انْتَظِرْ، انْتِظَار.

الحالات التي تحذف فيها همزة الوصل

تُحذف ألف همزة الوصل من:

1. «ال» التعريف، إذا دخل عليها حرف اللام، نحو قوله تعالى: ﴿وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡر لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ﴾[1]، ونحو: «قُلْ للتلميذ أن يواظب على عمله».

أو إذا دخلت عليها «همزة الاستفهام»، نحو: «ألعلم أفضل من المال؟» أي: هل العلم أفضل من المال؟ وتسمّى هذه الحالة «التسهيل». وقد يُستعاض عن همزة الاستفهام بعلامة مدّ توضع فوق همزة الوصل في هذه الحالة؛ أي دخول الهمزة على اسم معرّف بـِ «ال»، نحو: «آلعلم أفضل من المال؟»، ﴿ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ﴾.

2. كلمة «ابن» إذا وقعت مفردة (غير مثنّاة وغير مجموعة) بين عَلَمين، بشرط أن يكون العلم الثاني والد الأوّل، وأن تكون «ابن» صفةً للعَلَم الأوّل، وغير واقعة في أوّل السطر كتابة، نحو: «الحسين بن علي»، ويُحذف التنوين من الاسم إذا جاءت كلمة (ابن) بعده محذوفة الهمزة، نحو: «كان زيدُ بنُ عمرو صديقاً لي».

وتحذف صورة همزة الوصل جوازاً من «ابن» بعد بعض أحرف النداء، نحو: يا بنَ فلان، أَبنَ فلان.

3. من كلمة «ابنة» بالشروط نفسها التي تُشترط لحذف همزة «ابن»، نحو: «زينب بْنَةُ زيد». ومنهم من يحوّل كلمة (ابنة) المحذوفة الهمزة إلى (بنت)، فيقول: مريم بنت عمران.

4. من كلمة «اسم»، وذلك إذا دخلت عليها همزة الاستفهام، نحو: «أسْمُكَ جميل؟» أو إذا كانت في البسملة الكريمة، وذلك بشرطين:

 

 


[1] سورة الضحى، الآية 4.

 

56


39

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

أوّلهما: أن تُذكر البسملة كاملة: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، فإن ذُكرت ناقصة ثَبُتَتْ الألف، نحو: «باسْم الله»، أو «باسمه تعالى»، وثانيهما: أن يكون متعلَّقها من فعلٍ أو شبهه محذوفاً، فإذا ذُكِرَ المتعلّق، ثبتت، نحو: «أتبرَّك باسم الله الرحمن الرحيم».

وهذا أمرٌ مختلف فيه بين قواعد الإملاء وظواهر الرسم العثماني، فإذا قصد الاقتباس من الآية صحّ إبقاء الهمزة؛ ففي الكتابة المصحفيّة تبقى، بينما تحذف في الكتابة غير المصحفيّة.

وكان الكِسائيّ يحذفها إذا أضيف الاسم إلى إحدى الصّفات الحُسنى، نحو: «بسم الرحمن»، و«بسم الرّحيم».

5. من كلمة «اسم» و«ابن» في التّصغير، فتقول: «بُنيَّ»، و«سُميّ».

6. بعد «الفاء» و«الواو» من الأمر مهموز الفاء، نحو: «ﻓﭑأكلْ» و«وﭐأكلْ» تصبح «فأكُلْ» و«وأكلْ»، ثمّ حذفت همزة القطع «فاء الفعل»؛ فأصبحت «فَكُلْ» و«وَكُلْ»، سواء سبقته الفاء والواو، أم لم تسبقاه.

7. بعد همزة الاستفهام، وهمزة التّسوية، نحو: «أسْتَعلَمْتَ عن المسألة؟» الأصل: «أﭐستعلمْت عن المسألة؟»، ونحو: «أسْمُكَ زيدٌ؟» الأصل: «أﭐسمُكَ زيدٌ؟»، ونحو: «سواء عليه أحتقرته أم أكرمته».

8. من الفعل إذا دخلت عليه أحرف المضارعة، مثل: «استخرجَ، يستخرجُ».

قاعدة (4)

عند دخول أي حرف -ما عدا اللام- على الأسماء المعرّفة بِـ «ال» تبقى «ال»، ولا يُحذف منها شيء، نحو: العيش، فالعيش، بالعيش، كالعيش، والعيش.

أمّا عند دخول اللام على كلمة مبدوءة بـِ «ال» تُحذف همزة الوصل من «ال»، نحو: العيش، للعيش. وإذا كان بعد «ال» حرف «لام» تدغم لام «ال» مع لام الكلمة، فتصبحان لاماً مشدّدة، نحو: لبن، اللبن، للّبن.

 

 

57


40

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

تمارين

1. اكْتُبْ رَمْزَ الهَمْزَةِ المُنَاسِبِ:

انَّهُ اليَوْمُ الذِيْ انْتَظِرُهُ مُنْذُ حِيْنٍ.

﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾.

﴿إِنِّي رَأَيۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ﴾.

الاسْتِقَامَةُ فِيْ الدِيْنِ وَالاحْتِرَامُ وَاجِبَانِ اسَاسَانِ.

الامُّ مَدْرَسَةٌ اذَا اعْدَدْتَهَا.

2. صَحِّحِ الخَطَأَ فِيْمَا يَأْتِيْ:

هَادِيْ أنْسَانٌ مُؤْمِنٌ وَمُخْلِصٌ فِيْ ألعَمَلِ الذِيْ أخْتَارَهُ بِنَفْسِهِ، فَهُوَ يُحَافِظُ عَلَى ألإمْلَاكِ التِيْ أئتَمَنَهُ عَلَيْهَا صَاحِبُ البُسْتَانِ.

مَا إرْوَعَ صَوْتَ القَطِيْعِ عَائِداً عِنْدَ إلغُرُوْبِ، فَهُوَ كَحَفِيْفِ اوْرَاقِ الخَرِيْفِ الصَفْرَاءِ.

3. اذْكُرْ سَبَبَ كَوْنِ الهَمْزَةِ وَصْلاً أَوْ قَطْعاً فِيْمَا يَأْتِيْ:

أ. مِنْ وَصِيَّةِ الإِمَامِ عَلِيٍّ (عليه السلام) لِابْنِهِ الحَسَنِ (عليه السلام) فِيْ نَهْجِ البَلَاغَةِ:

«يَا بُنَيَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيْزَاناً فِيْمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ غَيْرِكَ؛ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، واكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، واسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، ولَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ، وَلَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الإِعْجَابَ ضِدُّ الصَوَابِ وآفَةُ الأَلْبَابِ؛ فَاسْعَ فِيْ كَدْحِكَ وَلَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ، وَإِذَا أَنْتَ هُدِيْتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ»[1].

ب. نَصَحَ حَكِيْمٌ رَجُلاً فَقَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ، احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ، وَانْقَلِبْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوْهٍ تَنْجُ مِنَ الهِنَاتِ، وَاسْتَحْسِنْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا هُوَ مُنَاسِبٌ لَكَ اسْتِحْسَاناً يَلِيْقُ بِإِتْقَانِكَ لَهُ، فَكَمْ نِعْمَةٍ انْقَلَبَتْ نِقْمَةً، وَاحْذَرْ اثْنَيْنِ: الغُرُوْرَ وَالبُخْلَ؛ فَهُمَا ابْنَا

 

 


[1] الشريف الرضي، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج3، ص45.

 

58


41

الدرس الخامس: همزتا القطع والوصل

الشَقَاوَةِ وَالتِيْهِ. يَا ابْنَ فُلَانٍ، اثْنَانِ مِنَ الجَوَاهِرِ الثَمِيْنَةِ بِهِمَا تُرْفَعُ وَبِهِمَا تُخْفَضُ، عَقْلُكَ وَضَمِيْرُكَ؛ فَاسْتَعْمِلْهُمَا فِيْ خِدْمَةِ الحَقِّ، وَلَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ أَوْ أَبِيْكَ».

ثُمَّ نَهَضَ وَمَشَى كَأَنَّهُ صَدىً يَتَرَدَّدُ فِيْ أَعْمَاقِ الأَغْوَارِ، لَكِنَّ الكَلِمَاتِ اسْتَقَرَّتْ فِيْ ذِهْنِ الرَجُلِ، وَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا إِقْبَالَ الغَرِيْقِ عَلَى المُنْقِذِ.

4. ضَعْ خَطّاً تَحْتَ الكَلِمَةِ التِيْ حُذِفَتْ مِنْهَا هَمْزَةُ الوَصْلِ:

أَنْتَهَيْتَ؟ تَعَالَ، سَوَاءٌ أَنْتَهَيْتَ أَمْ لَا.

لَسْتُ أَدْرِي أسْتَلَمْتَ رِسَالَتِي أَمْ لَمْ تَسْتَلِمْهَا بَعْد.

أَسْتَخْبَرْتَ عَنِ الحَادِثَةِ؟

لِلْمُوَاطِنِ حُقُوقٌ، وَلِلْوَطَنِ عَلَى أَبْنَائِهِ حَقٌّ.

لَلشَرفُ أَحَقُّ بِالرِعَايَةِ.

5. أَدْخِلِ الأَحْرُفَ (ف- ب- ك- و- ل) عَلَى أَوَائِلِ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ، وَأَعِدْ ضَبْطَ حَرَكَاتِهَا:

القُدْس:

النَصْر:

اللَيْل:

المَوْت:

6. اُكْتُبِ الكَلِمَاتِ (ابن، ابنة، اسم) بِالشَكْلِ المنَاسِبِ في العِبَاراتِ الآَتِيَةِ:

فَاطِمَةُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله).

عَلِيًّ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام).

عَادَ حَسَنُ قَرْيَتِنَا.

بِــــ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ.

أَ كَ عَلِيٌّ؟ /أُقسِمُ بِـــ الله الرَحْمَنِ الرَحِيمِ./بــِـ تَعَالَى نَبْتَدِئُ عَمَلَنَا.

 

60


42

الدرس السادس: مواضع الهمزة

الدرس السادس: مواضع الهمزة

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يعرف علاقة كتابة الهمزة بحركات الكلمة.
يتعرّف الحالات المختلفة التي تُرسم فيها الهمزة.
يُتقن كتابة الهمزة بصورة صحيحة في الحالات المختلفة.

 

62


43

الدرس السادس: مواضع الهمزة

أقوى الحركات الكسرة وهي تناسب الياء، ثمّ الضمّة وهي تناسب الواو، ثمّ الفتحة وهي تناسب الألف، أمّا السكون فهي علامة ليس فيها قوّة؛ لأنّها عدم الحركة، ويناسبها الكتابة على السطر.

الهمزة المتوسطة

لكتابة الهمزة المتوسطة تُلاحظ حركتها وحركة ما قبلها، وتُكتب على ما يُناسب أقوى الحركتين؛ فإذا كانت الهمزة ساكنةً كُتِبت على ما يُناسب حركة ما قبلها دائماً؛ أي إنّها:

1. تُكتب على كرسيّ الياء (على النَبِرة) إذا كانت مكسورة، سواءٌ أكان الحرف الذي قبلها مكسوراً، نحو: «مبطِئِين»؛ أم مضموماً، نحو: «سُئِل»؛ أم مفتوحاً، نحو: «مُطمَئِنّ»؛ أم ساكناً، نحو: «صائِم». أو إذا كانت مضمومةً بعد كسر، نحو: «مبادِئُكم»، أو مفتوحة بعد كسر، نحو: «فِئَة»، أو ساكنةً بعد كسر، نحو: «اِطمِئْنان»، أو إذا كانت مفتوحةً بعد ياء ساكنة، نحو: «بيْئَة».

2. تُكتب على كرسيّ الواو، إذا كانت مضمومةً بعد فتح، نحو: «خَؤُون»؛ أو بعد سكون، نحو: «تفاؤُل»[1]؛ أو بعد ضمّ، نحو: «رُؤُوس»؛ أو إذا كانت مفتوحةً بعد ضمّ، نحو: «مُؤَازرة»؛ أو إذا كانت ساكنةً بعد ضمّ، نحو: «مُؤْمن».

 

 


[1] إلا إذا كان الحرف الساكن قبلها «ياءً»، فتُكتب على كرسيّ الياء (على النبِرة)، نحو: «هيْئَة»، وهناك من يكتبها على الألف «هيْأَة».

 

64


44

الدرس السادس: مواضع الهمزة

3. تُكتب على كرسيّ الألف إذا كانت مفتوحة بعد سكون -نحو «نشْأَة»- إلاّ إذا كان الحرف الساكن قبلها «ياء»-؛ أو بعد حرف مفتوح أيضاً، نحو: «سَأَل»؛ أو إذا كانت ساكنةً بعد حرف مفتوح، نحو: «يَأْمر».

4. تُكتب الهمزة المتوسّطة دون كرسيّ، إذا كانت مفتوحة بعد ألف، نحو: «قراءة»، «تساءل»؛ لكراهة تتالي رمزي ألف.

مواضع كتابة الهمزة المتطرّفة

تُكتب الهمزة المتطرّفة دائماً بحسب حركة ما قبلها:

فإذا سبقها حرف مفتوح، كُتبت على الألف، نحو: ملجَأ، مرفَأ، قرَأ، استهزَأ، يملَأ.

وإذا سبقها حرف مضموم، كُتبت على الواو، نحو: بؤبُؤ، تواطُؤ، تكافُؤ، جَرُؤ.

وإذا سبقها حرف مكسور، كُتبت على كرسيّ الياء، نحو: شاطِئ، متباطِئ، بُدِئ، سيِّئ.

وإذا سبقها حرف ساكن، كُتبت على السطر، نحو: دفْء، شيْء، سماء، صحراء.

شذّ كتابة الهمزة المتطرّفة، المسبوقة بواو مضمومة مشدّدة، على السطر، نحو: التبوُّء.

قاعدة(1)

إذا تلا الهمزة المتطرّفة تاء مربوطة، تُكتب كالآتي:

1. إذا كان ما قبْلَها ياءً ساكنة، تُكتب على كرسيّ الياء، نحو: خطيْئة.

2. إذا كان ما قبْلَها واواً ساكنة، تُكتب على السطر، نحو: مروْءة.

3. إذا كان ما قبْلَها ألفًا ساكنة، تُكتب على السطر، نحو: قراءة.

قاعدة (2)

إذا تلا الهمزة المتطرّفة تنوين الفتح على الكلمة:

1. إذا كانت الهمزة مرسومة على حرف، بقيت مرسومةً عليه، وزيدت ألف التنوين بعدها، نحو: «رأيت بؤبُؤاً».

 

64


45

الدرس السادس: مواضع الهمزة

2. إذا كانت بعد حرف منفصل تُركت على حالها، ورُسمت بعدها الألف، نحو: «وجدتُ جزْءاً من الكتاب» و«لمحتُ ضوءاً من النافذة».

3. إذا كانت بعد حرفٍ متّصل بما بعده، كُتبت على كرسيّ الياء، نحو: «عِبْئاً، دِفْئاً، شيئاً».

4. وقد استُثنيت مثل كلمة «نبأً»، فجُعل تنوين الفتح على الهمزة، ولم تُزّد بعدها ألف؛ لكراهة تتالي رمزين متشابهين، وكذا إذا وقعت الهمزة على السطر بعد ألف، نحو بناءً، فلا يُرسم التنوين على الألف لكراهة وقوع الهمزة بين ألفين.

5. الهمزة المسمّاة «متوسّطة عرضاً»، هي الهمزة المتطرّفة التي جاء بعدها ضمير، وفي كتابتها مذهبان: الأوّل يكتبها حسب قواعد الهمزة المتوسّطة[1]، نحو: يقرؤون، وهو المختار. والآخر يعدّها متطرّفة؛ فيكتبها هكذا: يقرأون.

6. إذا جاء حرف المدّ (الألف) ضميراً بعد الهمزة المتطرّفة، فتُكتب بهذه الكيفيّة: «اقرأا».

7. الهمزة المسمّاة «متطرّفة عرضاً»[2] هي الهمزة المتوسّطة التي بعدها حرف واحد، ثمّ حُذف هذا الحرف لعلّة نحوية أو صرفية، وفي كتابتها مذهبان: الأوّل يعاملها معاملة المتوسّطة؛ لأنّ تطرّفها عارض, فيكتب الفعل المضارع «ينأى» في حالة الجزم هكذا: «لم ينأ»، و يكتب اسم الفاعل من «أنأى» هكذا: مُنْئ، وهو المختار. والآخر يعاملها معاملة المتطرّفة؛ فيكتبها هكذا: «لم ينْء» و«مُنْء».

8. تتبع حركة الراء في كلمة «امرؤ» الحركة الإعرابية للهمزة المتطرّفة فيها، فتُضمّ في حالة الرفع: هذا امرُؤ القيس، وتُفتح في حالة النصب: رأيت امرَأ القيس، وتكسر في حالة الجرّ: مررت بامرِئ القيس.

 

 


[1] مذهب مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة.

[2] وهناك قول بأنّ الهمزة المتلوّة بتاء مربوطة ليست متطرّفة بل متوسّطة؛ لأنّ الكلمة في الأسماء تحسب مع الزوائد، وفي الأفعال تحسب دون الزوائد، وإنّما كُتبت الهمزة بعد الياء الساكنة على نبرة؛ لأنّ الياء الساكنة بمنزلة الكسرة، بخلاف الألف الساكنة والواو الساكنة، فإنّ الهمزة بعدهما تُكتب على السطر؛ لأنّ الكتابة على السطر تناسب سكونهما، وعلى كلّ حال فالنتيجة واحدة.

 

66


46

الدرس السادس: مواضع الهمزة

تمارين

1. عَلِّلْ كِتَابَةَ الهَمْزَةِ فِيْ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ:

يَرْأَسُ ـ رَأْفَة ـ بِئْر ـ رُؤْيَة ـ سَأَلَ ـ سُئِلَ ـ مَسْأَلَة ـ بُؤْس ـ مُخْطِئِيْنَ ـ تَسَاءَلَ ـ عِبْء ـ جَزَاء ـ طَوَارِئ ـ تَوَاطُؤ ـ أَنْشَأَ ـ بَرِيْء ـ بِدْء ـ مَلْجَأ ـ دَوَاء ـ يَسُوْء ـ امْرُؤ.

2. اكْتُبِ الهَمْزَةَ المُتَوَسِّطَةَ بِالشَكْلِ المُنَاسِبِ:

رَءَس ـ رَءْس ـ رُءُوْسٌ ـ رَءِيْس.

3. صُغِ اسْمَ الفَاعِلِ مِنَ الأَفْعَالِ الآَتِيَةِ، وَاكْتُبْهَا مُحَرِّكاً الهَمْزَةَ وَمَا قَبْلَهَا:

أَخْطَأَ ـ اسْتَمْرَأَ ـ قَرَأَ ـ أَضَاءَ.

4. صَرِّفْ الفِعْلَ (أَمَرَ) فِي المُضَارِعِ المَعْلُومِ والمَجْهُولِ، مَعَ الضَمَائِرِ:

هُوَ، هُمَا، هُمْ، هُنَّ، وَحَرِّكِ الهَمْزَةَ وَالحَرْفَ الذِي يَسْبِقُهَا.

5. اُذْكُرْ مُؤَنَّثَ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ، مُحَرِّكاً الهَمْزَةَ وَمَا قَبْلَهَا:

هَادِئ، بَرِيء، مُسِيء، نَائِم، قَارِئ.

6. صُغِ الفِعْلَ المضَارِعَ مِنَ الأَفْعَالِ الآَتِيَةِ، وَاكْتُبْهُ مُحَرِّكاً الهَمْزَةَ وَمَا قَبْلَهَا:

عُبِّئَ، أَنْشَأَ، بُدِئَ، مَا فَتِئَ، اخْتَبَأَ، قَرَأَ، اسْتَهْزَأَ، أَضَاءَ، خَبَّأَ.

 

67

 


47

الدرس السادس: مواضع الهمزة

نُصُوْصٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ

ذات يومٍ جرت هذه المحاورة بين فلّاح ومعلّم وجنديّ.

قال الفلّاح: من غيري جرؤ على كنوز الأرض، وظمِئ ليداوي سواه؟ بي بدأ عمران الأرض، فأنا منشأ الخير ومالئ الدنيا نعماً.

وقال الجنديّ: لا أتلكّأ تلكّؤ الجبناء عند نصرة وطني، ولا أُرجِئُ حماية عَلَمِه، وأنا أملأ ربوعه أمناً.

وقال المعلّم: أنا أغوص في طلب لؤلؤ العلم، وأنشر مبادئ النور التي تتلاشى في الآمال، تتلألأ بي الكواكب؛ فليس مثلي في الملأ.

وكان أحد الحكماء جالساً يسمع، فعلّق قائلاً: «كلام كلّ واحد منكم صادق، لكنّ الأصدق أنّ الوطن يحتاج إليكم جميعاً». عندئذٍ رفع كلّ واحد رأسه موافقاً على سداد رأيه.

لا تلجأ إلى نفسك، ولا تسر وراء عواطفك. أفِئ إلى الحقّ وأفِئ قلبك بنور الهداية. لا تبطئ ولا تتلكّأ عن العمل بآراء النصحاء والأفناء؛ فمن لجأ إلى نفسه، رَدُؤَ عمله وساء فعله وتبوّأ أسوأ التبوّء، ومن استنار برأي العقلاء واستضاء بنور الحكماء يبوء بأهنأ العواقب ويهنأ بأفضل جزاء. اتّئد في شؤونك اتّئاداً حسناً يهيّئ لك بارئ الخلائق وسائل الارتقاء إلى العلا. وإنّ المبادئ الحسنة تبعد المرء عن الوقوع في حبائل الشؤم، وتجعله من أصحاب المروءات التي يؤثرها الناس، ويعتبرون صاحبها من أهل الهناء والسعادة.

ذكر الأصمعي عن أبان بن ثعلبة، قال: مررت بامرأة بأعلى الأرض، وبين يديها ابن لها يريد سفراً، وهي توصيه، فقالت:

«إيّاك والنمائم؛ فإنّها تزرع الضغائن، ولا تجعل نفسك غرضاً للزمان، ومثّل نفسك مثالاً، فما استحسنته من غيرك فاعمل به، وما كرهته فانْأَ عنه واجتنبه. وليكن فؤادك للخير مأوى، ولتكن نفسك للتقوى عطشى، وإذا واجهك العدى فخذهم بتؤدة وصبر وحِجَا، وحاول أن تعرف ما في نفوسهم من خفايا وما يخبّئون لك من نوايا. وإذا عاشرت،

 

68


48

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يعرف أنّ رسم الألف له علاقة بأصلها الواوي أو اليائي.
يميّز بين ألف الأفعال وألف الأسماء والموارد التي تُحذف فيها الألف.
يكتب الألف كتابة صحيحة في الموارد المختلفة.

 

70


49

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

الألف في آخر الأفعال

تُكتب الألف طويلةً في آخر الفعل الماضي الثلاثيّ إذا كان أصلها واواً، وتُكتب مقصورة إذا كان أصلها ياءً. نستطيع أن نعرف أصل الألف بواسطة إحدى الطرق الثلاث الآتية:

1. صياغة الفعل المضارع، نحو: بدا - يبدو، سما - يسمو، بكى - يبكي، بنى - يبني.

2. زيادة ضمير رفع متّصل بالفعل، نحو: دنا - دنوْتُ، عدا - عدوْتُ، روى - رويْتُ، سقى - سقيْتُ.

3. صياغة المصدر، نحو: دَنَا - الدنوّ، عدا - العدْو، سَقَى - السّقْي، هَدَى - الهدْي.

قاعدة(1)

تُحذف الألف من آخر الفعل الماضي إذا اتّصلت به تاء التأنيث، نحو: مشى: مَشَتْ ليلى على الرصيف، نجا: نَجَتْ زينب من حادث السيّارة.

قاعدة(2)

تتحوّل الألف المقصورة إلى ألف طويلة إذا اتّصل بالفعل أحد الضمائر، غير ضمائر الرفع[1]، نحو: بنى: بناها، سقى: سقاها وسقاك.

 

 


[1] ضمائر الرفع كتاء الفاعل، ونا الفاعلين، ونون النسوة، فتقول: بنيتُ، بنينا، بنينَ...

 

72


50

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

قاعدة (3)

تُكتب الألف في آخر الفعل الثلاثيّ المزيد والرباعيّ المجرّد والمزيد مقصورة، إذا لم تكن مسبوقة بياء، نحو: أمضى، انتمى، اشترى، استولى، ارتقى. وتُكتب طويلةً إذا كانت مسبوقة بياء، نحو: تزيّا، أحيا، أعيا. أحيا، استحيا، أعيا، استعيا.

الألف في أواخر الأسماء

تكتب الألف ممدودة:

1. في آخر الاسم الثلاثيّ، إذا كان أصلُ هذه الألف واواً.

ويُعرف أصل الألف في آخر الاسم الثلاثيّ بتثنية الاسم أو جمعِه، نحو: عصا، عصوان، عصوات. أو بردّه إلى المفرد إذا كان جمعاً: ذُرا، ذُروة.

2. في آخر الاسم غير الثلاثيّ إذا كان مسبوقاً بياء، نحو: قضايا، دنيا، محيّا، رؤيا.

3. في أسماء العلم الأعجميّة، سواء أكانت للعاقل أم لغيره، نحو: آسيا، حنّا، إيطاليا، قزحيا.

4. في الأسماء المبنيّة، حيث إنّ الأصل فيها أن تكتب الألف المتطرّفة طويلةً، نحو: إذا، مهما، أينما، حيثما... إلا أربعة جروا على رسم ألفها مقصورةً، هي: أنّى، متى، لدى، الأُلى.

ملاحظة: يجوزُ أن نكتبَ أسماء البلدان الأعجميّة بالتاء المربوطةِ إلاّ تلك التي اشتهرت بالألف، نحو: طنطا.

 

73


51

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

قاعدة (1)

تُكتب الألف مقصورة

1. في آخر الاسم فوق الثلاثيّ، إذا لم يكن مسبوقاً بياء، نحو: مستثنى، مرتضى، مقهى، مستوى. وقد شذّ اسم العلم «يحيى»؛ تمييزاً له من الفعل «يحيا»، واسم العلم «ريّى» تمييزاً له من الصفة المشبّهة «ريَّا».

2. في الأسماء الثلاثية التي أصلُ ألفها ياء، نحو: الكرى، الوغى، الفتى، الحصى، ويُعرف أصل الألف في آخر الاسم الثلاثيّ بتثنيةِ هذا الاسم وجمعه، نحو: فتى: فَتَيان وفِتيان، حصى: حصيات.

3. في الأسماء الأعجميّة، نحو: عيسى، كِسرى، موسى.

4. في كلّ اسم ثلاثيّ على وزن (فُعَل) و (فِعَل) أمُفردًا كان أم جمعًا، نحو: مدى، عُلى، قرى.

5. في اسم العلم المؤنّث فوق الثلاثيّ، نحو: سلوى، سلمى.

6. في جمع التكسير المنتهي بألف، نحو: دُمى جمع دُمية، قتلى جمع قتيل.

7. في أفعلِ التفضيل، نحو: أقصى، أقوى.

8. في صفة المؤنّث التي على وزن (فُعْلى ـ فَعْلى)، نحو: كُبْرى، عَطْشى.

حذف الألف في كتابة بعض الأسماء مع التلفّظ بها

1. اسم الجلالة: الله تلفظ اللاّه.

2. إله: تلفظ إلاه.

3. لكنّ: تلفظ لاكنّ (حرف مشبه بالفعل).

4. لكنْ: تلفظ لاكنْ (حرف عطف).

5. طهَ: تلفظ طاها.

6. الرحمن: تلفظ الرحمان.

 

74

 


52

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

تُحذف الألف بعد هاء التنبيه في سبعة من أسماء الإشارة

1. هذا: هاذا.

2. هذي: هاذي.

3. هذه: هاذه.

4. هذان: هاذان.

5. هذين: هاذين.

6. هؤلاء: هاؤلاء

7. هكذا: هاكذا.

الألف في أواخر الحروف

تُكتب الألف في أواخر الحروف ممدودة، مثل: ما، لا، أمّا، ألاّ، إلاّ، وقد شذّ أربعة أحرف، هي: إلى، على، بلى، حتّى.

 

75

 

 


53

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

تمارين

1. ضَعْ دَائِرَةً حَوْلَ الأَسْمَاءِ الَّتِيْ تُلْفَظُ الأَلِفُ فِيْهَا وَلَا تُكْتَبُ:

- اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، خَالِقُ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، الرَحْمَنُ الرَحِيْمُ، الغَفُوْرُ الحَكِيْمُ.

- هَذَا فَتىً جَمِيْلٌ، وَذَلِكَ صَبِيٌّ مُرَتَّبٌ، لَكِنَّ هَذَيْنِ التِلْمِيْذَيْنِ مُرَتَّبَانِ مُجْتَهِدَانِ، وَهَؤُلَاءِ الأَطْفَالُ يَمِيْلُوْنَ إِلَى اللَهْوِ وَاللَعِبِ.

- شَاهَدْتُ هَذَيْنِ الطَالِبَيْنِ يَتَنَزَّهَانِ عِنْدَ شَاطِئِ ذَلِكَ النَهْرِ ثُمَّ تَوَجَّهَا بَعَدَ ذَلِكَ إِلَى هَذِهِ الحَدِيْقَةِ العَامَّةِ، الَّتِيْ غَالِباً مَا تَغُصُّ بِالنّاسِ، وَجَلَسَا عَلَى أَحَدِ المَقَاعِدِ، وَصَارَا يَتَأَمَّلَانِ هَؤُلَاءِ المُتَنَزِّهِيْنَ الَّذِيْنَ يَزْرَعُوْنَ أَرْضَ الحَدِيْقَةِ ذَهَاباً وَإِيَاباً.

2. صَحِّحِ الأَخْطَاءَ فِيْ المَقْطَعِ الآَتِيْ:

سَلْمَا وَسَلْوَى وَنُهَا، مِنَ الفَتَيَاتِ ذَوَاتِ الحِجَى. لَنْ يَبْلُغَ المَجْدَ وَالعُلَى إِلَّا مَنْ سَمَى عَلَى الدُنْايَا وَتَرَفَّعَ عَنِ الخَطَايَى. يَا يَحْيَا كُنْ مِمَّنْ فَازَ بِالدَارَيْنِ الدُنْيَا وَالأُخْرَى. يَحْيَ عَلَمُ لُبْنَانَ وَسُورْيَى. لَا تَطْمَئِنَّ إِلَى الكَرَا، كُنْ مِمَنْ يَسْعَا. سُتُهْدِيْكَ الصِرَاطَ المُسْتَقِيْمَ بِلَا تَرَدُدا. الرَحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، لَا تَيْئَسُوْا مِنْ رَوْحِ اللهِ.

3. عَلِّلْ كِتَابَةَ الأَلِفِ فِيْ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ:

بكى، جفا، تلا، سما، أتى، عوى، أخلى، استحيا، استرضى، الأذى، الجفا، الصدى، الحصى، الرضا.

4. حَوِّلِ الأَفْعَالَ الآَتِيَةَ إِلَى صِيَغةِ المُضَارِعِ:

بدا، خلا، حكى، علا، سقى، هَوَى، تلقّى، اهتدى، سعى.

5. مَا الفَرْقُ بَيْنَ (يَحْيَى) وَ(يَحْيَا).

6. جَرِّدِ الأَفْعَالَ المَاضِيَةَ الثُلَاثِيَّةَ الآَتِيَةَ مِنْ ضَمِيرِ الرَفْعِ، وَاكْتُبْهَا:

غَفَوْتُ، سَهَوْتُ، حَكَيَا، رَوَيَا، دَرَيْتُمْ، رَعَيْنَا، نَوَيْنَ، لَهَوْنَ، رَمَيْنَ، دَنَوْنَ.

 

76


54

الدرس السابع: أحكام الألف (1)

نُصُوْصٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ

ثّم اقترب أحدهما من هذين الحوضين المغروسين بالورد، وحاول أن يقطف هاتين الوردتين، فصرخ به الحارس قائلاً: «لمَ تحاول قطف الزهور؟ ألم تقرأ الإعلان المعلّق ههنا، والّذي يحظّر قطفها؟ إنّ الزهور إنّما تغرس لتزيين الحدائق، وليتمتّع بمنظرها جميع الناس، ذلك ما تريده البلدية، ويأمر به الذوق السليم، فحذارِ أن تعود لمثل هذا العمل الطائش، وإله السماوات يحميك يا بني»؛ فخجل الطالب من سوء تصرّفه وقدّم الاعتذار.

قدرة اللّه

الله ربّي وربّ كلّ شيء، خلق السماوات والأرض، وأبدع خلقهما. نحن نحبّ الإله الرحمن الصمد، الّذي خلق هذه الكواكب السيّارة وهذا الكون الواسع العظيم، وكم فيه من منافع شتّى! ولكنّ الإنسان قد لا يدرك أهمّية تلك النعم.

كذلك أنبت الخضر والثمار لنتغذّى بها... كلّ ذلك من فضله علينا، وهو يستحقّ الشكر والحمد.

خرج الثعلب ذات مساء أرِقاً جائعاً، لكنّه لم ينثنِ عن السعي، وخطر له خاطر؛ فجلس تحت صخرة كبيرة كأنّه ينتظر أمر السماوات، ثمّ انطلق محاذراً أنظار المارّة والكلاب -فهؤلاء أعداء حقيقيّون عنده- وكان الظلام يسدل لحافه الأسود على الأودية، سرعان ما تمدّد نحو التلال؛ ما شجّع الثعلب، فتقدّم نحو مرابض الحيوانات، وما كاد يرى أولئك الرعاة العائدين حتّى انبطح أرضاً، ولم يترك منظره هذا أثراً للحيرة والشكّ، وما إن برحوا، وصفا له الجوّ حتى قام متربّتاً يسترق السمع ويتلصص في النظر ههنا تارة وهناك طوراً، ثمّ دخل كأنّه الجنّ إلى خنّ الدجاج، لكنّ الفتاة الصغيرة تذكّرت صوصها المربوط في عتبة الباب فقفزت من فراشها مسرعة، إلاّ أنّ قيق الدجاج جعلها تصدح: «يا إلهي! فكان هذا الصوت إنقاذاً لهؤلاء، وإرهاباً لهكذا ثعلب».

سأل معاوية بن أبي سفيان، عبد الله بن المعاش عن علي بن أبي طالب، فقال له: كان - والله - علم الهدى، وكهف التقى، ومجمل الحِجَا، وبحر الندى وطود النهى، وبيت العلا، داعياً للورى إلى المحجّة العظمى، متمسّكاً بالعروة الوثقى، خير من اتّقى، وأفضل من تقمّص وارتدى، وأبرّ من انتعل وسعى، وأفصح من تنفّس وقرا، وأكثر من شهد النجوى...[1]

 


[1] المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، منشورات دار الهجرة، إيران - قم، 1404ه - 1363 ش - 1984م، ط2، ج3، ص51.

 

77


55

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يعرف حكم الألف في ما الموصوليّة والاستفهاميّة عند اتّصالهما بحروف الجرّ.
يذكر الموارد التي تُزاد فيها الألف.
يمارس كتابة هذه الموارد بصورة صحيحة، حذفاً وزيادة.

 

79


56

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

حذف الألف من ما الاستفهامية

قاعدة(1)

تُحذف الألف من (ما) الاستفهاميّة إذا دخل عليها أحدُ أحرف الجرّ الآتية: من، إلى، عن، على، في، الباء، اللام، حتّى.

فتُكتب هكذا: ممّ، إلامَ، عمَّ، علامَ ـ فيمَ، بِمَ، لِمَ، حتّام.

وتُقلب الألف المقصورة في (على ـ إلى ـ حتّى) ألفًا طويلةً، فتُكتب هكذا: علام، إلام، حتّام.

أمّا إذا كانت (ما) اسماً موصولاً، فإنّها تُدغم بحرفي الجرّ (مِنْ) و(عَنْ)، نحو: ممّا، عمّا، ولا تحذَف الألف منها.

وتوصل بـ (سيّ)، نحو: ولاسيّما. ولا تحذف الألف منها، ويجوز بـ (في)، ولا تُحذف الألف منها كذلك.

حروف الجرّ

ما الاستفهاميّة

ما الموصوليّة

الباء

بـ + ما = بِمَ ستكتب الوظيفة؟

بـ + ما = أخبرني بما سمعت.

اللاّم

لـ + ما = لِمَ سافرت؟

لـ + ما = فرحت لما ربح.

في

في + ما = فيمَ الخِصام؟

في + ما = سلني في ما لا تعلم.

مِنْ

من + ما = مِمّ يُستخرج الزّيت؟

مِنْ + ما = اشربْ ممّا في الكوب.

إلى

إلى + ما = إلامَ تنظر؟

إلى+ ما = أخبرني إلى ما تنظر.

عن

عن + ما = عمّ تبحث؟

عن + ما = قُلْ لي عمّا تبحث.

 

81

 


57

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

حروف الجرّ

ما الاستفهاميّة

ما الموصوليّة

على

على+ما = علامَ كتبت الوظيفة؟

على+ما = اصبرْ على ما أصابك.

حتى

حتّى+ ما = حتّام تظلّ ساهراً؟

حتّى + ما = خذْ حتّى ما أملك.

قاعدة(2)

عند الإعراب يُفَكّ الإدغام، نحو:

عمّا: عن (حرف جرّ)، ما (اسم موصول).

عمّ: عن (حرف جرّ)، ما (ما اسم استفهام).

ممّا: من (حرف جرّ)، ما (اسم موصول).

ممَّ: من (حرف جرّ)، ما (ما اسم استفهام).

زيادة الألف

قاعدة(1)

تُزاد الألف، فتُكتب مع النطق بها أو دونه، ولا ينطق بها في المواضع الآتية:

1. بعد واو الجماعة المتطرّفة في الفعل الماضي والمضارع المنصوب والمجزوم والأمر، نحو: «المجتهدون نجحوا»، «لن تهملوا أولادكم»، و«لم تهملوا أولادكم»، «أيّها الطلاّب اجتهدوا».

2. في آخر الاسم المنصوب المنوّن، غير المنتهي بتاء مربوطة، أو بهمزة على الألف، أو بهمزة قبلها ألف، نحو: اشتريت تفاحاً وإجّاصاً وتمراً.

أمّا إذا كان الاسم المنصوب المنوّن منتهياً بتاء مربوطة، أو بهمزة على الألف، أو بهمزة قبلها ألف، أو بألف، فإنّ الألف لا تُزاد، نحو: شاهدت طفلةً، ومخبأً، وغطاءً، وفتًى.

3. في كلمة «مِئة»، مفردة أو مركّبة، حيث تُزاد خطّاً ولا تُلفظ نُطقاً، نحو: «اشتريت مائة قلم وثلاثمائة ورقة». وكذلك إذا كانت مثنّاة، نحو: «في مدرستنا مائتا تلميذ»،

 

82


58

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

أمّا إذا كانت مجموعة فلا تُزاد الألف فيها، نحو: «مِئات» و«مِئون» و«مِئين»، وكذلك لا تزاد في الاسم المنسوب إليها، نحو: «النسبة المئويّة».

لكن، ينبغي اعتماد الكتابة الموافقة للفظ وللقاعدة في كلمة (مِئة)؛ فالألف وُضِعت للتفريق بينها وبين كلمة (منه) مثلاً، وذلك قبل وضع النقط والحركات في الكتابة. وقد أدّت هذه الزيادة في أيّامنا إلى انتشار لفظ هذه الألف مع فتح الميم قبلها، وهو خطأ شائع فاحش.

ملاحظة: لا تُزاد الألف بعد الواو التي هي لام الفعل، نحو: «أرجو أن تساعدني»، ولا بعد الواو التي هي علامة الرفع في جمع المذكّر السالم والمُلحق به المضافَين، نحو: «حضر معلّمو المدرسة»، و«بنو العروبة يحبّون وطنهم». وسمّيت الألف التي تُزاد بعد واو الجماعة المتطرّفة في الأفعال ألف الفصل أو الألف الفارقة؛ لأنّها «تفصل» أو «تفرّق» بين واو الجماعة والواو التي هي لام الفعل، كما في مثل: لم يمحوا (للجماعة)، ويمحو (للمفرد).

 

84


59

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

تمارين

1. اكْتُبْ مَا بَيْنَ قَوْسَيْنِ بِالشَكْلِ المُنَاسِبِ:

- (عَنْ + مَا) ................... يَتَسَاءَلُوْنَ؟

- أَعْلَمُ (مِنْ + مَا)................... يُسْتَخْرَجُ الزَيْتُ.

- (إِلَى + مَا) ...................... تنظر؟

- (حَتَّى + مَا) ...................... أَصْبِرُ؟

2. فُكَّ الإِدْغَامَ فِيْ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ:

مِمَّ - إِلَامَ - عَلَامَ - حَتَّامَ- بِمَ - فِيْمَ.

3. عَلِّلْ زِيَادَةَ الأَلِفِ أَوْ حَذْفَهَا فِيْ الأَلْفَاظِ الآَتِيَةِ:

تَدْعُوْ- لَا تَتَأَخَّرُوْا- اطْلُبُوْا - انْطَلِقُوْا.

4. قَارِنِ «الوَاوَ» فِيْ اللَفْظَتَيْنِ اللَتَيْنِ وُضِعَ تَحْتَهُمَا خَطٌّ:

رَاكِبُوْ الزَحَّافَاتِ مِنَ الصِغَارِ قَدْ رَكِبُوْا زَحَّافَاتِهِمْ عَلَى التِلَالِ.

5. اكْتُبِ الفِعْلَ المُضَارِعَ المنتهي بواو الجماعة بِشَكْلِهِ المُنَاسِبِ مَكَانَ الفَرَاغِ:

أَيُّهَا الأَصْدِقَاءُ لَا (تكتب) ...................... الرِسَالَةَ قَبْلَ عَوْدَتِيْ.

اللَاعِبُوْنَ تَدَرَّبُوْا كَثِيْراً وَلَمْ (يتعب) ...................... ولم (يلوّث) ...................... ثِيَابَهُم.

يَجِبُ أَنْ (تحافظ) ...................... عَلَى النَظَافَةِ.

لَنْ (تسافر) ...................... بِالقِطَارِ، بَلْ بِالطَائِرَةِ.

6. اِسْتَخْرِجْ مِنَ النَصِّ الآَتِي ثَلَاثَةَ أَلْفَاظٍ، وَعَلِّلْ حَذْفَ الأَلِفِ مِنْ آَخِرِهَا:

مرّ الثعلب بديك جاثم على غصن شجرة فحيّاه. تحيّر الديك ولم يجب؛ لمَ لا ترد عليّ السلام؟ ممّ تخاف؟ قال الديك: وأيّ سلام والعداوة بيننا قائمة منذ القدم؟ قال الثعلب: حتّام 

 

85


60

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

يملأ الحقد صدرك؟ ألا تعلم أنّه صدر قرار يلغي العداوة بين الحيوانات كافّة؟ تعجّب الديك، وراح يفكّر في الأمر، وفي هذه الأثناء ظهر عن بعد غبار كثيف؛ فقال 

 

86


61

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

الثعلب: أخبرني عن مركزك العالي، ممَّ يتصاعد هذا الغبار؟ قال الديك: أرى عشرة كلاب تعدو نحونا، فلمّا سمع الثعلب ذلك أطلق ساقيه للريح؛ فصاح الديك: علامَ العجلة؟ ولمَ تركض؟ فأجابه: لعلّ هذه الكلاب لم تطّلع على القرار.

 

87


62

الدرس الثامن: أحكام الألف (2)

نُصُوْصٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ

 

من نهج البلاغة

قال الإمام علي(عليه السلام): «... فقدِّموا الدارع، وأخِّروا الحاسر، وعُضُّوا على الأضراس؛ فإنّه أنبى للسيوف من الهام، والتووا في أطراف الرماح؛ فإنّه أموَت للأسنّة، وغضّوا الأبصار؛ فإنّه أربط للجأش وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات؛ فإنّه أطرد للفشل»[1].

أمّ عظيمة

الخنساء شاعرة عظيمة، كانت تدعو أبناءها إلى عمل الخير، فتقول: «أنتم طالبو الجنّة، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ولا تتأخّروا عن مساندة الحقّ. ولمّا جاء اليوم الذي استعدّ فيه أبناؤها للسير مع المجاهدين إلى ساحات الوغى، وقفت وجعلت تنظر إليهم، ثمّ قالت لهم: يا بَنيّ، لقد أسلمتم مختارين وهاجرتم طائعين، فلا تهِنوا ولا تحزنوا من الموت، وأقبلوا ولا تُدْبِروا، واطلبوا الموت تُوْهَبْ لكم الحياة؛ فانطلقوا متحمّسين واستشهدوا جميعاً، وعندما أُخْبرت بذلك عشيّة المعركة، قالت: الحمد لله الذي شرّفني باستشهادهم، وأرجو من ربّي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته!

نصيحة أبّ

كان الرجال الأقدمون يحافظون على أولادهم، ويرشدونهم إلى الطريق الصحيح. وقلّة هم الذين لم يكونوا ليهتمّوا بمثل هذه الأمور. والذين حافظوا على أولادهم وأرشدوا بنيهم ساهموا في تقدّم مجتمعهم؛ لأنّهم حافظوا عليه. فكان الوالد منهم يدعو أبناءه كلّ ليلة قبل النوم، ويقول: أنتم صانعو الغد، وحافظو الأوطان؛ فانتبهوا يا أولادي! حافظوا على سلامة أخلاقكم، أحبّوا بعضكم بعضاً، لا تَدَعوا البغض مسيطراً عليكم، سامحوا الذين سبّبوا الأذيّة لكم، علّموا الجاهل، أبعدوا السارق عن السرقة، والكاذب عن الكذب؛ فإن تفعلوا هذا تريحوا أنفسكم ومجتمعكم... إنّني أدعو كلاًّ منكم إلى أن يشكو نفسه إلى ضميره، وإلى ربّه حين يقوم بعمل غير شريف، وهكذا يحاسب نفسه ويصلحها.

 


[1] الشريف الرضي، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج2، ص2.

 

88


63

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يميّز الاسم المنقوص عن غيره من الأسماء.
يعرف الموارد التي تُحذف فيها ياء المنقوص، والموارد التي لا تُحذف فيها.
يتمرّن على نطق ذلك، وكتابته بصورة صحيحة.

 

89


64

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

مفهوم الاسم المنقوص

الاسم المنقوص هو كلّ اسم ينتهي بياء أصليّة، غير مشدّدة، قبلها كسرة، مثل: الراعي، الجاري، الثواني. وليس من الأسماء المنقوصة، نحو: ظبْي؛ لأنّ ما قبل الياء ليس مكسوراً، ولا مثل: قلمِي؛ لأنّ الياء غير أصليّة، بل هي ياء المتكلّم، ولا مثل: عربيّ؛ لأنّ الياء مشدّدة وليست أصليّة؛ لأنّها ياء النسبة. ولا تُحذف الياء من غير الأسماء المنقوصة.

حذف الياء من الاسم المنقوص

تُحذف الياء من آخر الاسم المنقوص غير المضاف وغير المعرّف بـ «ال»، وذلك في حالتي الرفع والجرّ، وينوّن بكسرتين للعوض، وتكون علامة إعرابه الحركة المقدّرة على الياء المحذوفة، وقد منع ظهورها الثقل، نحو: هذا وادٍ عميقٌ، مررتُ براعٍ نشيطٍ.

وقد حُذفت الياء من الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجرّ منعاً لالتقاء الساكنين، حيث تُقدّر الضمّة والكسرة على الياء للثقل؛ فتكون حركتها السكون: وادِيْ + نْ = وادِ + نْ = وادٍ.

الموارد التي لا تحذف فيها الياء من الاسم المنقوص

لا تُحذف الياء من الاسم المنقوص في هذه الموارد:

1. إذا كان مضافاً، نحو: حضر قاضي المدينة.

2. إذا كان معرّفاً بِـ «ال»، نحو: التقى القاضي المحامي.

3. في حالة النصب، حيث تظهر الفتحة على الياء لخفّتها، فلا التقاء لساكنين، نحو: شاهدت قاضياً.

 

91

 


65

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

ملاحظة: يجوز حذف الياء وكتابتها في نداء هذه الأسماء: أب، أمّ، ربّ، ابن عمّ، ابن أمّ، إذا أضيفت إلى ياء المتكلم، نحو:

- يا أبي، يا أبِ.

- يا أمّي، يا أمِّ.

- يا ربّي، يا ربِّ.

- يا ابن عمّي، يا ابن عمِّ.

- يا ابن أمِّي، يا ابن أمِّ.

كذلك يجوز حذف الياء من «أبي» و«أمّي» في النداء، والاستعاضة عنها بتاء طويلة مكسورة، أو مفتوحة، أو مضمومة: يا أبتِ، يا أبتَ، يا أبتُ، يا أمّتِ، يا أمّتَ، يا أمّتُ.

كذلك يجوز الجمع بين التاء والألف، فيقال: يا أبتا، يا أمّتا.

ويجوز حينئذٍ إضافة الضمير إلى لفظ الأب، فيضاف ضمير الخطاب إلى «يا أبتِ»، فيُقال: «يا أبتي»، وضمير الغائب إلى «يا أبتا»، فيقال: «يا أبتاه».

- تطبّق قواعد الاسم المنقوص على الأسماء المنقوصة على وزن منتهى الجموع: هذه سفنٌ جوارٍ، ليس لدينا للكتابة من دواعٍ، رأيت نواديَ كثيرة.

- تطبّق قواعد الاسم المنقوص على العدد «ثمانية» للمعدود المؤنث، نحو: جاء ثمانٍ من الطالبات، ثماني عشرة طالبة، ثمانٍ وعشرون، فقدت ثماني ليرات.

 

92


66

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

تمارين

1. اجْعَلِ الاسْمَ المَنْقُوْصَ المَعْرِفَةَ نَكِرَةً فِيْ الجُمَلِ الآَتِيَةِ، وَغَيِّرْ مَا يَلْزَمُ:

- هَذَا القَاضِيْ عَادِلٌ.

- السَاعِيْ إِلَى الخَيْرِ مَحْمُوْدٌ.

- هَذِهِ المَقَاهِيْ مُرَتَّبَةٌ.

- زَيِّنِ البِنَاءَ العَالِيَ.

- يُعْذَرُ السَاهِيْ أَوِ النَاسِيْ إِذَا أَخْطَأَ.

- لَا عُذْرَ لِلمُتَمَادِيْ فِيْ الذَنْبِ.

2. عَلِّلْ كِتَابَةَ اليَاءِ أَوْ حَذْفَهَا مِنْ الاسْمِ فِيْ الجُمَلِ الآَتِيَةِ:

- مَرَرْتُ فِيْ طَرِيْقٍ مُلْتَوٍ.

- تُشْرِفُ القَرْيَةُ عَلَى وَادٍ.

- هَذَا مُحَامٍ بَارِعٌ.

- نَسِيْتُهُ فِيْ وَادِيْ الأَلْمَاسِ.

- تَكْثُرُ فِيْ الرِيْفِ المَرَاعِيْ الخَصْبَةُ وَالأَفَاعِيْ السَامَّةُ.

3. هَاتِ اسْماً مَنْقُوصاً نَكِرَةً مِنَ الأَفْعَالِ الآَتِيَةِ، ثُمَّ ضَعْهُ فِي جُمْلَةٍ مُفِيدَةٍ:

بَنَى، شَفَى، جَنَى، رَضِيَ.

4. أَلِّفْ فَقَرَةً فِي بِضْعَةِ أَسْطُرٍ تَحْتَ عِنْوَانِ «القَاضِي العَادِلُ»، مُسْتَعِيناً بِالأَسْمَاءِ الآَتِيَةِ:

قَاضٍ، مُحَامٍ، جَانٍ، سَاعٍ، جَارٍ.

 

 

93


67

الدرس التاسع: حذف الياء من الاسم المنقوص

نُصُوْصٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ

أيّها الأبطال، إنّ الله وعدكم بالنصر، ووعدتموه بالصبر؛ فأنجزوا ما وعدتم يفِ بما وعد.

إنّ أعداءكم يطلبون الحياة وأنتم تطلبون الموت، إنّهم يطلبون غنائم يملؤون بها فراغ بطونهم، وتطلبون جنّة عرضها السماوات والأرض؛ فلا تجزعوا من لقائهم، فالموت لا يكون مرّ المذاق في قلوب المؤمنين.

إنّ هذه القطرات من الدماء التي تسيل من أجسادكم ستستحيل إلى شهب نارية حمراء تهوي فوق رؤوس أعدائكم. إن أعداءكم قتلوا أطفالكم، وبقروا بطون نسائكم وأخذوا بلحى شيوخكم الأجلّاء، فساقوهم إلى حفائر الموت سوقاً. فماذا تنظرون بأنفسكم؟!

 

94


68

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

 

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يحفظ الموارد التي تُزاد فيها الواو، ولا يُنطق بها.
يتعرّف ماهيّة هاء السكت، ويضبط الحالات التي تُزاد فيها.
يتمرّن على كتابة ذلك بصورة صحيحة.

 

95


69

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

زيادة الواو

تُزاد الواو، فتُكتب ولا يُنطَق بها، وقد تكون زيادتها تابعة للنطق في الحالات الآتية:

1. اسمي الإشارة: «أولي» و«أولاء» من دون كاف الخطاب أو معها، نحو: «أولئك»، وإذا دخلت هاء التنبيه على «أولاء» لم تُزدِ الواو، نحو: «هؤلاء».

2. الكلمات الآتية:

أ. أولو: بمعنى أصحاب، وهي كلمة مُلحقة بجمع المذكّر السّالم، تُرفع بالواو، مثل: «جاء أولو الحقّ» و«نحن أولو علم».

ب. أولي: هي كلمة «أولو» السابقة في حالتي النصب والجر، مثل: «إنّ أولي الشرّ مكرَهون» و«شاهدت أولي هذا البناء»، و«إنّ في ذلك لآيات لأولي الألباب».

ج. أولات: وهي كلمة ملحَقة بجمع المؤنّث السالم، تُرفع بالضمّة، مثل: «المعلّمات أولاتُ فضلٍ»، و«جاءت أولاتُ الفضلِ». وتُنصب وتُجرّ بالكسرة، مثل: «شاهدتُ أولاتِ الفضلِ» و«مررتُ بأولات الفضلِ».

د. كلمة «عَمْرو» (مفتوحة العين) للتفريق بينها وبين كلمة «عُمَر» (مضمومة العين)، وذلك في حالتي الرفع والجرّ، مثل: «نجح عَمْرو» و«التقيت بعمرو»، ولا تُزاد في حالة النصب، مثل: «شاهدت عمراً»، ولا تُزاد واو عمرو إلاّ إذا توافرت فيها الشروط الستّة الآتية:

الأول: ألّا تُضاف إلى ضمير، فإذا أضيفت إلى ضمير لم تُزد الواو، نحوك: «جاء عَمْرُكَ».

 

97


70

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

الثاني: ألّا تصغّر، فإذا صُغِّرت لم تزد الواو، نحو: «جاءَ عُمَيْر».

الثالث: ألّا تُقرن بـ «ال» فإذا قُرِنَت بـ «ال» لم تزد الواو، نحو: «جاء العَمْرُ».

الرابع: ألّا تكون منسوبة، نحو: «جاء عَمريّ».

الخامس: أن تكون علماً لشخص.

السادس: ألّا تكون في قافية الشعر، فإنّها لا تُزاد، مثل قول الشاعر:

كأنّي لم أكن فيهم وسيطاً

ولم تكُ نسبتي في آل عَمْرِ

ملاحظات

1. إنّ العرب زادوا الواو في «عَمْرو» للتفريق بينها وبين «عُمر»؛ ولذلك لم يزيدوا الواو في حالة النصب، نحو: «شاهدت عَمْراً»؛ لأنّ «عُمَر» لا تنوَّن في حالة النصب؛ فهي اسم ممنوع من الصرف والتنوين كافٍ للتمييز بينهما، تقول: «شاهدت عُمَرَ»؛ ولذلك -أيضاً- زادوا الواو في «عَمْرو» إذا كانت منصوبة غير منوّنة؛ أي إذا كانت موصوفة بكلمة «ابن»، نحو: «إنّ عمرو بن كلثوم شاعرٌ جاهليّ» فلو لم تزد الواو في «عمرو» في هذا المثل لالتبست بكلمة «عُمَر».

2. تُزاد واو ينطق بها بعد ميم الجمع في الضمير المتّصل «هم» و«كم» لتدلّ على إشباع الضمّ، وذلك في الشعر فقط، مثل قول الشاعر:

اتّخذتُكُمُو درعًا حصينًا لتدفعوا

نِبال العِدا عنّي فكنتم نِصَالها

وقد كنتُ أرجو منكُمُو خير ناصرٍ

على حين خذلان اليمين شِمَالَهَا

فإن كُنتُمُو لم تحفظوا من مودَّتي

ذِمامًا فكونوا لا عليها ولا لها

وقد يحصل الإشباع في غير الشعر. وقد ترك كثير من الشعراء هذه الطريقة في إشباع الميم في هذا الزمان.

3. لا تُزادُ الواو في الاسم الموصول «الأُلى» بمعنى «الذين»، نحو: «نحن الأُلى يحترمون معلّميهم».

 

98


71

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

زيادة هاء السكت

تعريفها: هاء السكت، أو هاء الوقف، هاءٌ ساكنة زائدة، تُلفظ عند الوقف، وتسقط في النطق عند وصل الكلام.

- فعل الأمر من «رأى»، نحو: «رِهْ هذا البرج العظيم».

قاعدة(1)

تُزاد هاء السكت وجوباً في الحالات الآتية:

1. فعل الأمر من اللفيف المفروق (أي الذي فاؤه ولامه حرفا علّة) لكونه يصير على حرف واحد، بشرط ألّا يُؤَكّد بالنون، وألاّ يُسبَق بفاء أو بواو، نحو: «فِهْ بوعدك»، و«قِهْ نفسك الأمراض».

2. مسمّى حرف الهجاء، إذا كان متحرّكاً، كأن يُقال لك: ما مسمّى أحرف الهجاء من «جمل»؟ فتقول: جهْ، ومَهْ، ولَهْ.

3. «ما» الاستفهاميّة إذا جُرَّت باسم، ووُقف عليها، مثل: كتبتَ وظيفتك حسب مَهْ؟

4. فعل الأمر من «رأى»، نحو: «رِهْ هذا البرج العظيم».

قاعدة(2)

يجوز زيادة هاء السكت وحذفها في الحالات الآتية:

1. الفعل المضارع المجزوم من اللفيف المفروق (أي الذي فاؤه ولامه حرفا علّة)، مثل: «لم يعِهْ (أو: لم يعِ) ما أقول».

2. فعل الأمر من اللفيف المفروق، إذا أُكِّد بالنون، أو سبقته الفاء أو الواو، نحو: «قِنَّهْ (أو قِنَّ) نفسك الأمراض»، و«احترم صديقك وفِهْ (أو وفِ) بوعدك له».

3. في فعل الأمر، والمضارع المجزوم من الفعل الناقص، مثل: اسعَهْ أو (اسعَ) في طلب المعالي، وإنْ لم تسعَهْ أو (تسعَ) فقد أخطأت.

4. في الاستغاثة والنُّدبة، نحو: «يا أمّاهْ»، و«يا وَيْلتاهْ»، و «واكبِداهْ»، «واحسيناهْ».

 

100


72

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

5. في «ما» الاستفهاميّة المجرورة بأحد حروف الجرّ، نحو: «عمّهْ (أو عمَّ) تبحثُ؟»، و«لِمَهْ (أو لِمَ) تَسْألُ؟».

6. في الاسم المنتهي بحرف علّة عند الوقف، مثل الآية الكريمة: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ﴾[1].

7. فيما آخره ياء المتكلّم، عند الوقف، مثل الآية الكريمة: ﴿مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ *هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ﴾[2].

8. في مُسمَّى حرف الهجاء، إذا كان ساكناً، كأن تسأل عن مُسمَّى الضاد في «رضْوان»، فتقول «اِض»، بزيادة همزة وصل مكسورة، لا هاء السكت.

 

 


[1] سورة القارعة، الآية 10.

[2] سورة الحاقّة، الآيتان 28 - 29.

 

101


73

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

تمارين

1. اسْتَعْمِلْ كَلِمَةَ «عَمْرو» فِيْ جُمْلَةٍ، بِحَيْثُ تَكُوْنُ مَرْفُوْعَةً، ثُمَّ مَنْصُوْبَةً، ثُمَّ مَجْرُوْرَةً.

2. اسْتَعْمِلْ كَلِمَةَ «الأُلَى» فِيْ جُمْلَةٍ مُفِيْدَةٍ.

3. ضَعِ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةَ بِصِيْغَةِ الأَمْرِ، ثُمَّ بِصِيْغَةِ المُضَارِعِ المَجْزُوْمِ:

وَفَى، وَلِيَ، وَعَى، وَقَى.

4. ضَعِ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةَ بِصِيْغَتَيْ الاسْتِغَاثَةِ وَالنُدْبَةِ:

أَسِفَ، أُمِّيْ، أَبِيْ، وَيْلٌ، كَبِدٌ، سَوْأَة.

5. ضَعْ خَطّاً تَحْتَ الكَلِمَةِ التِي زِيدَتْ فِيهَا الوَاو فِيمَا يَأْتِي:

قالَ أحدُهُمْ: مررتُ بالكثيرينَ منْ أُولي العطاءِ، فلمْ يُعطني أحدٌ شيئا. ولكنَّني مررتُ بعمرو بنِ إسماعيلَ، فأجزلَ ليَ العطاءَ.

إنً حاجتَنَا إلى أُولي الأخلاقِ وأُولاتِ الخُلُقِ والوقارِ، أشدُّ منْ حاجتِنَا إلى أُولي العلمِ وأُولاتِهِ.

6. مَيِّزْ بَيْنَ المَوَارِدِ التِي تَجُوْزُ فِيْهَا زِيَادَةُ هَاءِ السَكْتِ مِنَ المَوَارِدِ التِي تَجِبُ فِيْهَا الزَيَادَةُ، مُعَلِّلاً ذَلِكَ:

- قِنّ نفسَكَ.

- عِهْ قضيّة أمّتِكَ.

- بمقتضى مَهْ فعلتَ ذلكَ.

- انهَهْ عنِ المنكرِ.

 

102


74

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

نُصُوْصٌ تَطْبِيْقِيَّةٌ

من نهج البلاغة

قال الإمام علي(عليه السلام): «يا أيّها الإنسان، ما جرّأك على ذنبك؟ وما غرّك بربّك وآنسك بهلكة نفسك؟ أمَا مِن دائك بُلُولٌ أم ليس من نومتك يقظة، أمَا ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك، فربّما ترى الضاحي لحرّ الشمس فتظلُّه، أو ترى المبتلَى بألم يمضّ جسده فتبكي رحمةً له، فما صبَّرَك على دائك؟ وجلَّدَك على مُصَابك؟ وعزَّاك عن البكاء على نفسك، وهي أعزّ الأنفس عليك؟ وكيف لا يوقظك خوف بَيَاتِ نقمة، وقد تورّطتَ بمعاصيه مدارج سَطَواته، فَتَدَاوَ من داء الفَتْرَة في قلبك بعزيمة، ومن كَرَى الغفلة في ناظرك بيقظة، وكنْ لله مطيعاً وبذكره آنساً»[1].

مغامرة

لم يكن لنا بيت نسكنه، فقد شرّدت الفاقة عيلتنا وزعزعت كيانها، فبات والدي يفتّش عن وظيفة تقينا الموت جوعاً، وتمكّننا من الحصول على بيت حقير من تلك البيوت المنتشرة على شاطئ بيروت.

وكنت أنا من العفاريت الّذين ما هدأت لهم هادئة، ولا قرّ قرار، فخطرت لي فكرة صمّمت على تنفيذها ظنًّا منّي أنّها مفيدة في مثل تلك الساعات العصيبات، فنزلت إلى أقرب محطّة بنزين، وما إن اقتربت منها حتى رحت أسير بخطوات حذرة كي لا يلحظ قدومي واحد من العمال، وكان الطريق الخلفي إلى المحطّة تزرعه الأشواك والنبات.

وأسعفني الحظ، فوصلت المحطّة فإذا هي خالية من الناس والعامل الحارس يغطّ في سبات عميق. فأخذت أحد براميل المازوت، فدحرجته أمامي، ولكنّه أحدث من الأصوات المزعجة ما جعل الحارس يستيقظ مذعوراً. ويندفع صوبي حاملاً هراوة من تلك الهراوات الّتي إن أصابت ثوراً قتلته.

 

 


[1] الشريف الرضي، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج2، ص213.

 

103


75

الدرس العاشر: زيادة الواو والهاء

وإزاء هذا الخطر أطلقت ساقيّ للريح نافضاً عنّي مسؤوليّة إطعام العائلة؛ لأنّني كنت قد صمّمت على بيع ما أحصل عليه لأقدّمه لأخواتي الصغيرات اللواتي عضّهن الجوع وما كنت أعرف، يومها، أنّ السرقة أمر معيب، ولو كانت الدوافع إليها شريفة. فهيهات ما بين السرقة والشرف.

من نهج البلاغة

قال الإمام علي(عليه السلام): «واعجباه، أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة»![1]

ربّي سألتك باسمهن

ربّي سألتك باسمهنْ

ـنَ أن تفرش الدنيا لهنّه

بالورد إن سمحت يدا

كَ وبالبنفسج بعدهنّه

نمشي على أجفانهنْ

نَ ونهتدي بقلوبهنّه

فردوسهنّ وبؤسهنْ

نَ ببسمةٍ منّا وأنّه

سمّارنا في غربة الدْ

دُنيا وصفوة كلّ جنّة

ربّي سألتك رحمة

وجه السماء ووجهنّه

 


 


[1] الشريف الرضي، نهج البلاغة، مصدر سابق، ج4، ص43.

 

104


76

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يضبط الحالات التي تُكتب فيها التاء مبسوطةً.
يقرأ الحالات التي تُكتب فيها التاء مربوطة.
يُتقِن كتابة التاء بصورة صحيحة في هذه الحالات جميعاً.

 

106


77

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

التاء المبسوطة

تكتب التاء مبسوطةً في الحالات الآتية:

1. في آخر الأفعال مهما كان نوعها، نحو: دَرَسَتْ - أَكَلَتْ (للتأنيث)، رَمَيْتُ - أَكَلْتَ (ضمير).

2. في آخر الاسم، إذا كان جمعاً مؤنّثاً بألف وتاء مزيدتين، والملحق به، نحو: مؤمنات، طاولات، أُولات.

3. في آخر الاسم الثلاثيّ ساكن الوسط، نحو: بيْت، بنْت، موْت، وقْت، صمْت، أنْتَ، أنْتِ.

4. في آخر الاسم إذا كان رباعيّاً فصاعدًا، وكانت التاء مسبوقة بياء ساكنة أو واو ساكنة، نحو: كبريْت، عنكبوْت، سكوْت، بيروْت، عشتروْت.

5. في أواخر أسماء العلم الأعجميّة، نحو: برناديت، شارلوت، هاروت، ماروت، بونابرت، زرادشت.

6. في اسم الفعل للأمر (هاتِ)، واسم الفعل للماضي (هيهات).

7. في آخر جمع التكسير الذي ينتهي مفرده بتاء ممدودة، نحو: وقت: أوقات، صوت: أصوات، بيت: بيوت، نعت: نعوت.

 

108

 

 


78

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

التاء المربوطة

تُكتب التاء مربوطة، إذا صحّ أن تلفظ هاءً عند الوقف، وتأتي:

1. في آخر الاسم المفرد المؤنّث غير الثلاثيّ الساكن وسطه، نحو: طاولة، شجرة، حريّة، قافلة، امرأة.

2. في آخر الصفة المؤنّثة، نحو: طويلة، قصيرة، رديئة، جميلة، قبيحة.

3. في آخر اسم العلم المذكّر غير الأعجميّ، نحو: معاوية، عنترة، طلحة، حمزة، عتيبة، عتبة، طرفة.

4. في آخر جمع التكسير الذي لا ينتهي مفرده بتاء ممدودة، نحو: قُضاة، سُعاة، إخوة، أغطية، أسئلة.

5. في آخر صيغ المبالغة، نحو: رحّالة، علاّمة، فهّامة، نابغة.

6. في آخر كلمة (ثمّة) الظرفيّة، نحو: ثمّة رعاة في المرعى.

 

109


79

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

تمارين

1. عَلِّلْ كِتَابَةَ التَاءِ فِيْ النَصِّ الآَتِيْ:

كَانَتِ المُنَافَسَةُ عَلَى أَشُدِّهَا بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَمِا إِنْ بَدَأَتْ المُبَارْاةُ، وَقَذَفَ الحَكَمُ الكُرَةَ حَتَّى انْدَفَعَ أُسَامَةُ، رَئِيْسُ فَرِيْقِنَا، وَانْفَرَدَ بِهَا مَسَافَةً طَوِيْلَةً، مَرَّةً يَقْذِفُهَا فِيْ الهَوَاءِ، وَمَرَّةً يَدْفَعُهَا بِرِجْلِهِ القَوِيَّةِ بِرَشَاقَةٍ مَلْحُوْظَةٍ... وَتَبِعَهُ أَحَدُ لَاعِبِيْ الفَرِيْقِ الآَخَرِ، وَكَانَ قَزْمَةً، وَلَكِنَّهُ سَرِيْعٌ قَوِيٌّ، فَاقْتَرَبَ حَتَّى صَارَ عَلَى بُعْدِ خُطْوَةٍ مِنْهُ، غَيْرَ أَنَّ أُسَامَةَ قَفَزَ فِيْ الهَوَاءِ قَفْزَةً رَائِعَةً، وَبِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ رِجْلِهِ اليُمْنَى جَعَلَ الكُرَةَ تَنْقَضُّ عَلَى الهَدَفِ انْقِضَاضَ الصَاعِقَةِ، فَتُصِيْبُ مِنْهُ القَلْبَ، وَلَا تُجْدِيْ مُحَاوَلَةُ حَارِسِ المَرْمَى فِيْ عَرْقَلَةِ سَيْرِهَا؛ لِأَنَّ المِسْكِيْنَ عَثَرَ عَثْرةً قَوِيَّةً، فَسَقَطَ وَأَصْبَحَ ضِحْكَةَ النَظَّارَةِ.

2. صَحِّحِ الخَطَأَ فِيْ المَقْطَعِ الآَتِيْ:

القُدْسُ هِيَ عَاصِمَتُ فِلَسْطِيْنَ، مَبْنِيَّتٌ بِمُحَاذَاةِ رُؤُوْسِ الجِبَالِ، مُشْرِفَتٌ عَلَى التِلَالِ المُحِيْطَةِ بِهَا، وَفِيْهَا الحَرَمُ الشَرِيْفُ الَّذِيْ يَضُمُّ المَسْجِدَ الأَقْصَى وَقُبَّةَ الصَخْرَةِ...

تُقْسَمُ المَديْنَتُ قِسْمَيْنِ: البَلَدِ القَدِيْمِ، وَفِيْهِ المَسَاجِدُ وَالكَنَائِسُ وَالأَمَاكِنُ التَارِيْخِيَّتُ؛ وَالبَلَدِ الجَدِيْدِ، وَفِيْهِ الدَوَائِرُ الحُكُوْمِيَّتُ وَالمُنْشَآَةُ وَالمُؤسَّسَاةُ الكَبِيْرَةُ.

3. عَلِّلْ كِتَابَةَ التَاءِ المَرْبُوْطَةِ فِيْ آَخِرِ الأَلْفَاظِ الآَتِيَةِ:

تَائِهَة، رُعَاة، عَنْتَرَة، سَيَّارَة، سَعَادَة، مُبَارَاة.

القُضَاةُ، وَالسُعَاةُ، وَالجُبَاةُ، هَؤُلَاءِ عَضُدُ الدّوْلَةِ لِإِقَامَةِ العَدْلِ، وَجَمْعِ الضَرَائِبِ، وَتَأْمِيْنِ نَقْلِ الرَسَائِلِ؛ فَأُوْلَئِكَ جَمِيْعاً مُتَسَاوُوْنَ فِيْ الوَاجِبَاتِ وَالتَبِعَاتِ، مَسْؤُوْلُوْنَ تِجَاهَ اللهِ وَتِجَاهَ ضَمَائِرِهِمْ عَنْ أُمَّتِهِمْ؛ فَالقَاضِيْ عَلَيْهِ القَضَاءُ بِالعَدْلِ بَيْنَ النَاسِ، وَالإِنْصَافُ بَيْنَهُمْ، وَمُعَاقَبَةُ الظَالِمِ، وَمُسَاعَدَةُ المَظْلُوْمِ، وَالسُعَاةُ هُمُ الجَوَّالَةُ الَّذِيْنَ يَقْطَعُوْنَ المَسَافَاتِ الشَاسِعَةَ بَيْنَ القُرَى البَعِيْدَةِ وَالمُدُنِ الكَبِيْرَةِ وَالأَرْيَافِ النَائِيَةِ سَيْراً عَلَى أَقْدَامِهِمْ، أَوْ رُكُوْباً عَلَى دَرَّاجَاتٍ، وَبِذَلِكَ يُؤَمِّنُوْنَ لِلشَعْبِ إِيْصَالَ الأَخْبَارِ وَالمُرَاسَلَاتِ، وَالجُبَاةُ هُمْ نُوَّابُ الوُلَاةِ فِيْ جَمْعِ الضَرَائِبِ المُؤْتَمَنُوْنَ عَلَى المُعَامَلَاتِ وَالأَمَانَاتِ. فَلِكُلِّ فَرْدٍ فِيْ البِيْئَةِ الوَطَنِيَّةِ حُقُوْقٌ، وَعَلَيْهِ وَاجِبَاتٌ.

 

110


80

الدرس الحادي عشر: أحكام التاء

4. اجْمَعِ الكَلِمَاتِ الآَتِيَةَ جَمْعَ تَكْسِيْرٍ:

السَاعِيْ، الرَاوِيْ، الرَامِيْ، السَاقِيْ، الحَافِيْ، العَزِيْز، النَادِيْ، الهَادِيْ.

5. ضَعْ مَكَانَ النُقَطِ (ت أو ة):

- عندما هبطْ ........ من قريتي إلى المدينــ........ ، آويْـــ ........ إلى شقَّــــ ........ ضيّقــــ ........ حبسَــ ........ عنّي أشعّـــ ........ الشمسِ، وزقزقـــــ ........ العصافيرِ.

- إذا فتحْـــ ........ نافذتي للنورِ، صدّتْه عنّي البُيُو ........ المُتَرَاصَّــ ........ جنباً إلى جنب.

6. اُكْتِبِ الجُمَلَ الآَتِيَةَ بِصِيْغَةِ المُؤَنَّثِ:

- عرفَ ابنُ القريةِ طريقَهُ إلى المجدِ.

- وصلَ المعلِّمُ إلى البيتِ متأخِّراً.

- صفّقَ المعلِّمونَ للطلّابِ المجتهدينَ.

- جلسَ الفتيانُ بصمتٍ.

- انزعجَ الحاضرونَ منْ أصواتِ الطفيليّنَ.

 

111


81

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

 

 

أهداف الدرس:

على المتعلم مع نهاية هذا الدرس أن:

يتعرّف الاسم الموصول.
يعدّد الأسماء الموصولة.
يُتقِن كتابة الأسماء الموصولة بحسب مواردها.

 

112


82

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

الاسم الموصول

مفهومه: الاسم الموصول اسم معرفة، يتعيّن المقصود منه بجملة بعده، تُسمّى صلة.

مواضع كتابة الاسم الموصول

تُكتب بلام واحدة مشدّدة الأسماء الموصولة الآتية:

1. الّذي (للمفرد المذكّر)، نحو: قرأتُ الكتابَ الّذي اشتريته.

2. الّتي (للمفرد المؤنّث)، نحو: جَلَسَتْ الّتي وصلتْ من السفر.

3. الّأُلى (لجمع المذكّر العاقل وغيره)، نحو: جاءني الّأُلى فعلوا.

4. الّذين (لجمع المذكّر العاقل)، نحو: أحترمُ الّذين علّموني.

ملاحظة: بعض العرب يقولون «الّذون» في حالة الرفع، و«الّذين» في حالتي النصب والجرّ، وهم بنو هذيل.

قاعدة(2)

تُكتب بلامين الأسماء الموصولة الآتية:

1. اللذان، اللذين (للمثنّى المذكّر)، نحو: تصافح اللذان التقيا، مررتُ باللذين فازا.

2. اللتان، اللتين (للمثنّى المؤنّث)، نحو: جاءتْ اللتان تعملان معنا، مررتُ باللتين تعملان معنا.

 

 

114

 


83

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

3. اللائي، اللاتي، اللواتي (لجمع المؤنّث)، نحو: رأيت اللائي يطهيْنَ الطعام، حضرتْ الفتيات اللواتي (أو اللاتي) نجحْنَ.

4. اللَذيّا (تصغير: الّذي)، نحو: جاء اللَذيّا نجح.

5. اللَتيّا (تصغير: الّتي)، نحو: جاءت اللتيّا نجحت، وتقول العرب: «بعد اللتيّا والتي» بضمّ اللام وفتحها، والفتح أشهر.

ملاحظة: لا يجوز اجتماع ثلاث لامات مكتوبة؛ لذلك ندغم لامين من الثلاث عند دخول اللام على كلمة تبدأ بلامين ونحذف همزة الوصل من «ال»، نحو: اللذين لِلْلَذين لِلّذين، للّذين نجحا جائزتان.

 

115


84

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

تمارين

1. عَيِّنِ الاسْمَ المَوْصُوْلَ، وَبَيِّنْ عَدَدَ اللَامَاتِ فِيْهِ:

إِنَّ الرَجُلَ الَّذِيْ يَحْتَرِمُ وَطَنَهُ، هُوَ المُقَدَّرُ المشْكُوْرُ بَيْنَ النَاسِ، وَإِنَّ المَرْأَةَ الَّتِيْ تُرَبِّيْ أَوْلَادَهَا تَرْبِيَةً حَسَنَةً، هِيَ الَّتِيْ تُعِدُّ لِلوَطَنِ البَنِيْنَ الصَالِحِيْنَ الَّذِيْنَ يُسْهِمُوْنَ فِيْ تَطَوُّرِهِ وَرُقِيِّهِ، وَالبَنَاتِ الفَاضِلَاتِ اللَّوَاتِيْ سَيَكُنَّ أُمَّهَاتِ الغَدِ.

2. أَدْخِلْ لَامَ الجَرِّ عَلَى الكَلِمَاتِ الآَتِيَةِ، ثُمَّ ضَعْ كُلاً مِنْهَا فِي جُمْلَةٍ مفيدةٍ:

اللذين:

اللذان:

اللعب:

اللتان:

اللتين:

اللهو:

3. ضَعِ الاسْمَ المَوْصُولَ المُنَاسِبَ فِي المَكَانِ الخَالِيْ:

عادَ .............. سافرَ منذُ زمنٍ طويلٍ.

أرسلْ .............. تثقُ بهم ليستوضحوا الأمرَ.

الرجلُ والمرأةُ هما .............. يُعتمدُ عليهما في بناءِ الأسرةِ الصالحةِ.

أحترمُ .............. كانا سبب وجودي.

هلْ هنّأتِ .............. فازتَا في الامتحانِ.

.............. يساعدْنَ أمّهاتهنَّ هن .............. يعرفْنَ قيمةَ الحياةِ.

 

117


85

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

قائمة المصادر والمراجع

1. القرآن الكريم.

2. مجاور، محمد صلاح الدين علي، تدريب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، الكويت، دار القلم، 1977م.

3. هاشم، عبد الوهاب، محاضرات في تدريس اللغة العربية، أسيوط، مطبعة سمكة، 1989، لا.ط.

4. ابن جني، عثمان بن جني، الخصائص، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، لا.ت، ط4.

5. السيد طمان، فضل ربه، فقه اللغة، الناشر: الرياض-السعودية، 1990م، لا.ط.

6. ج. فندريس، اللغة العربية، تعريب: عبد الحميد الدواخلي، ومحمد القصاص، القاهرة، الأنجلو المصرية، 1950م، لا.ط.

7. ابن خلدون، عبد الرحمن، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون)، لبنان - بيروت، دار إحياء التراث العربي، لا.ت، ط4.

8. سمك، محمد صالح، فن التدريس للغة العربية، القاهرة، الأنجلو المصرية، 1975م، لا.ط.

9. أنيس، إبراهيم، اللغة القومية والعالمية، القاهرة، دار المعارف، 1970م، لا.ط.

10. عبد المجيد، عبد العزيز، اللغة العربية أصولها النفسية وطرق تدريسها، القاهرة-مصر، دار المعارف، لا.ت، لا.ط.

 

 

118


86

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

11. المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، ط 224، بيروت، دار الفكر، 1968م.

12.الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر للطباعة والنشر، 1415 - 1995م، لا.ط.

13.الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني، تاج العروس، تحقيق علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1414ه - 1994م، لا.ط.

14. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 1418هـ، 1998م، ط1.

15. الرافعي، مصطفى صادق، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، دار الكتاب العربي، بيروت، لا.ت، لا.ط.

16. عطا، إبراهيم محمد، طرق تدريس اللغة العربية، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1999م، ط1.

17.بكر، السيد يعقوب، العربية عالمية، جامعة الدول العربية، القاهرة، 1966م.

18. حسان، تمام، مناهج البحث في اللغة، الأنجلو المصرية، القاهرة، 1955م، لا.ط.

19. العقاد، عباس محمود، أشتات مجتمعات في اللغة والأدب، دار المعارف، القاهرة، 1982 م.

20. وافي، علي عبد الواحد، فقه اللغة، دار نهضة مصر، القاهرة، ط 8.

21. الصالح، صبحي، في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، 1976 م، ط6.

22. خاطر، محمود رشدي وآخرون، تعليم اللغة العربية، سجل العرب، القاهرة، 1985 م، لا.ط.

23. عبد التواب، رمضان، فصول في فقه اللغة، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1420هـ، 1999م، ط6.

24. فارس، أحمد، الصّاحبيُّ في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، عنيت بتصحيحه: المكتبة السلفية، القاهرة-مصر، مطبعة المؤيد، 1328هـ/1910، لا.ط.

 

119


87

الدرس الثاني عشر: أحكام الاسم الموصول

25. راجع: الجمزوري، الشيخ سليمان، تحفة الأطفال في تجويد القرآن، علق عليه: الشيخ علي محمد الضباع(بشرح وجيز يحل المشكل من معانيها)، لا.د، لا.ت، لا.ط.

26. الرضي، السيد أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن الموسوي، نهج البلاغة (خطب الإمام علي (عليه السلام))، شرح الشيخ محمد عبده، دار الذخائر، إيران - قم، 1412ه - 1370ش، ط1.

27. المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، منشورات دار الهجرة، إيران - قم، 1404ه - 1363 ش - 1984م، ط2.

28. السمرقندي، نصر بن محمد، تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، حققه وعلق عليه: يوسف علي بديوي، دار ابن كثير، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، 1421هـ/2000م، ط3.

 

120


88
قواعد الإملاء العربي