مقدمة
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وأشرف الصلوات على سيّد الرسل والكائنات المبعوث رحمة للعالمين سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار أولي الحجى وأئمّة الهدى والحجَّة على الورى.
لقد ترك لنا رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهارعليهم السلام إرثاً وافراً وضخماً من الأحاديث الشريفة التي شملت كلّ حياة الإنْسان، بما يكفل له الحصول على السعادة في الدارين إن التزم بها وعمل بمضامينها القيّمة، وقد أكّدت الروايات عنهم عليهم السلام على حفظ هذه الأحاديث الشريفة لكي تصبح جزءاً من ثقافة الأمّة، لما في حفظها من تقرّب لله تعالى وأثر على آخرة المسلم، ففي الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً".
5
1
مقدمة
لأجل هذا قام مركز نون للتأليف والترجمة بجمع الأحاديث الموجزة في غالب الأحيان في عبارتها، وانتخب من كلّ باب أربعين حديثاً، بغية الإسترشاد بها والسير على هداها.
وفّقنا الله تعالى جميعاً لحفظ هذا الإرث المقدّس من كلماتهم، قولاً وعملاً حتى نأتي يوم القيامة ونحن ممّن حمل العلم وعمل به، إنََّّه سميع مجيب وخير موفق.
مركز نون للتأليف والترجمة
6
2
فلسفة الصوم
فلسفة الصوم
-1-
عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن علّة الصيام قال: "العلّة في الصيام ليستوي به الفقيرُ والغنيُّ، وذلك لأنّ الغنيَّ لم يكن ليجد مسَّ الجوع فيرحمَ الفقير، لأنّ الغنيَّ كلَّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد اللهُ أن يسوّيَ بين خلقه، وأن يذيق الغنيَّ مسَّ الجوع، وإلا لم يكن ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع"1.
-2-
عن محمد بن سنان، أنّ أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة الصومِ لعرفان مسّ الجوع والعطش، ليكون العبد ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، فيكون ذلك دليلاً على شدائد الآخرة،
1- علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج2، ص378.
7
3
فلسفة الصوم
مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات،واعظاً له ما في العاجل، دليلاً على الآجل ليعلم شدَّة مبلغ ذلك من أهلِ الفقرِ والمسكنةِ في الدنيا والآخرة1.
1- علل الشرائع، ج2، ص 378.
8
4
حقيقة الصوم
حقيقة الصوم
صومُ الجوارح:
-3-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "إذا صمت فليصمْ سمعك وبصرك من الحرام و القبيح، ودع المراء(أي الجدال) وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصيام، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك"1.
-4-
عن أبي عبد الله عليه السلام: " إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده"، ثمّ قال: قالت مريم: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ أي صمتاً فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم، وغضّوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا"2.
1- الكافي، الشيخ الكليني، ج4، ص 87 - 88.
2- م. ن.
9
5
حقيقة الصوم
-5-
عن أبي عبد الله عليه السلام: سَمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرأةً تسبّ جاريةً لها، وهي صائمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطعام، فقال لها: كُلي، فقالت: إنّي صائمة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "كيف تكونين صائمة وقد سَبَبْتِ جاريتك، إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب"1.
-6-
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلّا الظمأ، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلّا العناء، حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم"2.
1- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 87 ، 88.
2- بحار الأنوار ، العلامة المجلسيّ ، ج93 ، ص 294.
10
6
كظم الغيظ
كظم الغيظ:
-7-
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من عبد صالح يُشتم فيقول: إنّي صائم، سلام عليك لا أشتمك كما شتمتني، إلّا قال الربّ تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم من شرّ عبدي فقد أجرته من النار"1.
1- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 88.
11
7
فضل شهر رمضان
فضل شهر رمضان
-8-
عن إسحاق بن عمار عن المسمعيّ أنّه سمع أبا عبد الله عليه السلام يوصي ولده إذا دخل شهر رمضان: "فاجهدوا أنفسكم فإنَّ فيه تُقسم الأرزاق، وتُكتب الآجال وفيه يُكتب وفد الله الّذين يفدون إليه، وفيه ليلةٌ العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر"1.
-9-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "من لم يُغفر له في شهر رمضان لم يُغفر له إلى قابل إلّا أن يشهد عرفة"2.
-10-
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هو شهر أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره الإجابة والعتق من النار"3.
1- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 66.
2- م. ن.
3- م. س، الكافي، ج 4 ، ص 66 ، 67.
12
8
فضل شهر رمضان
-11-
عن أبي جعفر عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُقبل بوجهه إلى الناس فيقول: يا معشر الناس إذا طلع هلال شهر رمضان غُلّت مردة الشياطين، وفُتحت أبوابُ السماء، وأبوابُ الجنان، وأبوابُ الرحمة، وغُلّقت أبواب النّار واستجيب الدعاء، وكان لله فيه عند كلّ فطر عتقاءٌ يُعتقهم الله من النّار، وينادي منادٍ كلّ ليلة: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ اللّهم أعطِ كلّ منفق خلفاً وأعطِ كلّ ممسك تلفاً"1.
-12-
عن أبي جعفر عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله، وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسنَ هذا
1- م. ن، ص 67-68.
13
9
فضل شهر رمضان
الحديث، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جابر وما أشدَّ هذه الشروط"1.
-13-
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو علم العبد ما في رمضان لودّ أن يكون رمضان السنة"2.
-14-
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أبواب السماء تُفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان ولا تُغلق الى آخر ليلة منه"3.
1- م. س، الكافي، ج 4 ، ص 87.
2- بحار الانوار،ج93،ص346.
3- م. ن، ص344.
14
10
من فطّر مؤمناً
من فطّر مؤمناً
-15-
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطَّر فيه مؤمناً صائماً كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى قيل: يا رسول الله ليس كلّنا يقدر على أن يُفطّر صائماً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله كريمٌ يُعطي هذا الثواب لمن لم يقدر إلّا على مذقَةٍ من لبنٍ يُفطّر بها صائماً، أو شربةٍ من ماءٍ عذبٍ، أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك"1.
1- الكافي، الشيخ الكلّيني، ج 4، ص 66.
15
11
آثار الصوم
آثار الصوم
أ- جنّةٌ من النار:
-16-
عن أبي جعفر عليه السلام: "بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والولاية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصوم جُنّة من النار"1.
-17-
عن عليّ بن عبد العزيز قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: "ألا أخبرك بأصل الإسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قلت: بلى، قال عليه السلام: أصله الصلاة وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ إنّ الصوم جنّة"2.
1- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 62.
2- م. ن.
16
12
آثار الصوم
-18-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "قال أبي: إنّ الرجلَ ليصوم يوماً تطوّعاً يُريد ما عند الله عزّ وجلّ فيُدخله الله به الجنّة"1.
ب- زكاة الأبدان:
-19-
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: "ألا أخبركم بشيءٍ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى، قال: الصوم يسوِّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبُّ في الله، والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكلِّ شيءٍ زكاةٌ وزكاةُ الأبدان الصيام"2.
1- م. س، الكافي، ص63.
2- م. ن، ص 62.
17
13
آثار الصوم
ج- الصوم لله:
-20-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: الصومُ لي وأنا أجزي عليه"1.
د- المعين في البلاء:
-21-
عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ﴾(البقرة:45) قال:"الصبر الصيام، وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة والشديدة فليصمْ فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ"يعني الصيام"2.
1- م. س، الكافي، ص63.
2- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 63 ، 64.
18
14
فضل الصائم
فضل الصائم
أ- نومُه عبادة:
-22-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "نوم الصائم عبادة ونفَسه تسبيح"1.
-23-
عن أبي عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائم في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلماً"2.
1- م. س، الكافي، ج 4 ، ص 64.
2- م. ن.
19
15
فضل الصائم
ب- يُغفر له:
-24-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "من صام لله عزّ وجلّ يوماً في شدّة الحرّ فأصابه ظمأ وكّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه حتّى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ له: ما أطيب ريحك وروحك. ملائكتي اشهدوا أنّي قد غفرت له"1.
ج- تدعو له الملائكة:
-25-
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنّ الله عزّ وجلّ وكّل ملائكته بالدعاء للصائمين وقال: أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربّه أنّه قال: ما أمرت ملائكتي بالدعاء لأحدٍ من خلقي إلّا استجبت لهم فيه"2.
1- م. س، الكافي، ج4، ص 64.
2- م. ن.
20
16
فضل الصائم
د- أطيب من المسك:
-26-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى عليه السلام: ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال: يا ربِّ، أُجلّك عن المناجاة لِخلوف فم الصائم، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا موسى، لَخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك"1.
-27-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "من كتم صومه قال الله عزّ وجلّ لملائكته: عبدي استجار من عذابي فأجيروه، ووكّل الله تعالى ملائكته بالدعاء للصائمين، ولم يأمرهم بالدعاء لأحد إلّا استجاب لهم فيه"2.
1- وسائل الشيعة ، الحرّ العامليّ ، ج 10،ص397.
2- الكافي ، الشيخ الكليني ، ج 4 ، ص 64.
21
17
فضل الصائم
-28-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "إذا رأى الصائم قوماً يأكلون أو رجلاً يأكل سبّحت كلّ شعرة منه"1.
-29-
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ للجنّة باباً يُدعى الرّيان لا يدخل منه إلّا الصائمون"2.
1- وسائل الشيعة ، الحرّ العامليّ ، ج7 ، ص112.
2- م. ن، ج7 ، ص 295.
22
18
فضل السحور
فضل السحور
-30-
عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسحّروا ولو بجرع الماء ألا صلوات الله على المتسحّرين"1.
-31-
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: السحور بركة"2.
1- م. س، وسائل الشيعة، ج7 ، ص 104.
2- م. ن، ج7 ، ص103.
23
19
ليلة القدر
ليلة القدر
-32-
عن الإمام الصادق عليه السلام: "رأس السنة ليلة القدر، يُكتب فيها ما يكون من السنة إلى السنة"1.
-33-
قيل لأبي عبد الله عليه السلام: "كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟ قال عليه السلام: العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر"2.
-34-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "لو رُفعت ليلة القدر لرفع القرآن"3.
1- م. س، الوسائل، ج7، ص258.
2- م. ن، ص256.
3- الكافي، الكليني، ج4، ص157.
24
20
ليلة القدر
-35-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جلّ ثناؤه يفعل ما يشاء في خلقه"1.
-36-
عن أحمد بن محمّد عن الإمام الباقر أو الصادق عليهما السلام: "سألته عن علامة ليلة القدر، فقال: علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت وإن كانت في حرّ بردت، فطابت، قال: وسئل عن ليلة القدر فقال: تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما يُصيب العباد وأمره عنده موقوف له وفيه المشيئة فيُقدّم منه ما يشاء ويُؤخّر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أمّ الكتاب"2.
1- م. س، الكافي، ص160.
2- م. ن، ص157.
25
21
فرحة المؤمن
فرحة المؤمن
-37-
عن أبي عبد الله عليه السلام: "للصائم فرحتان فرحةٌ عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربّه"1.
عن أبي جعفر عليه السلام في حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة".
-38-
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: "أما والّذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير ولا الدراهم"2
1- م. س، الكافي، ج 4، ص 65.
2- م. ن، ج4، ص 68.
26