مقدّمة
مقدّمة
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾[1].
إنّ وظيفةَ الرسل والأنبياء (عليهم السلام) قائمةٌ على أساس الهداية إلى الحقّ والانتصار له؛ وذلك من خلال بيانه للناس، وتعريفهم سبيلَ الرشاد، فكان عملُهم الأساس مع الناس تبيينَ الوحي وإبلاغَه، لتستنير أذهان الناس وعقولهم، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ووَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَه لِيَسْتَأْدُوهُمْ مِيثَاقَ فِطْرَتِه، ويُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِه، ويَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ، ويُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ»[2].
وكذا كان الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ كان معظم جهادِهم التبيينَ والتنوير. وكذلك أهل العلم في عصر الغيبة، كانوا مظهرَ الإسلام والأدلّاء على الله تعالى، ومن هنا كانوا الأقربَ من درجة النبوّة؛ إذ إنّهم يؤدّون هذا الدور العظيم، وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أقرب الناس من درجة النبوّة أهل العلم وأهل الجهاد؛ أمّا أهل العلم فدلّوا الناس على ما جاءت به الرسل، وأمّا أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهم على ما جاءت به الرسل»[3].
من هنا، تبرز أهمّيّة التبيين، والذي حاز اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة، لدى الشرائح المعنيّة بالتبليغ الدينيّ والثقافيّ والسياسيّ، في البيئة الإسلاميّة الولائيّة، ويأتي هذا لما أسّس له الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في هذا المجال، إذ أولى ذلك أهمّيّة خاصّة، عادّاً إيّاه نوعاً من أنواع الجهاد، وفريضةً حتميّةً تقع على عاتق الجميع، ولا تسقط بتصدّي بعضهم للقيام بها، بل لا يمكن التخلّي عنها، ولا ينبغي تأجيلها وتأخيرها.
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أولوا أهمّيّةً لقضيّة التبيين. ثمّة حقائق كثيرة ينبغي تبيينها في مواجهة هذه الحركة المُضلِّلة التي تتدفّق من مئة اتّجاه، وتؤثِّر في الرأي العامّ... إنّ حركة التبيين تُحبط مؤامرة العدوّ وحركته. إنّه بمنزلة الواجب على كلّ واحد منكم أن تنيروا ما حولكم كالمصباح»[4].
بناءً عليه، كان هذا الكتاب «جهاد التبيين في فكر الإمام الخامنئيّ (دام ظله)»، والذي يحوي كلمات الإمام الخامنئيّ (دام ظله) حول جهاد التبيين في خطاباته ولقاءاته، ضمن إطارٍ منهجيٍّ منظَّم، تلبيةً لندائه (دام ظله)، ومساهمةً في تأكيد هذه الفريضة، وبياناً لأهمّيّتها وضرورتها، خصوصاً في مواجهة التحدّيات الثقافيّة المعاصرة.
مركز المعارف للتأليف والتحقيق
[1] سورة إبراهيم، الآية 4.
[2] الرضيّ، السيّد أبو الحسن محمّد بن الحسن الموسويّ، نهج البلاغة (خطب الإمام عليّ(عليه السلام))، تحقيق وتصحيح صبحي الصالح، لا.ن، لبنان - بيروت، 1387 هـ - 1967 م، ط 1، ص 43، الخطبة الأولى.
[3] أبي طالب المكّيّ، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، ضبطه وصحّحه باسل عيون السود، دار الكتب العلميّة، لبنان - بيروت، 1417هـ - 1997م، ط1، ج1، ص252.
[4] كلمته (دام ظله) في لقاء مع ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
7
الفصل الأوّل: جهاد التبيين -ماهيّته ومشروعيّته
الجهاد لغةً
الجهاد لغةً له معانٍ عدّة، منها: الطاقة، والمشقّة، والوسع، والقتال، والمبالغة، قال الراغب الأصفهانيّ: «الجَهد والجُهد: الطاقة والمشقّة، وقيل: الجَهد بالفتح: المشقّة، والجُهد بالضمّ: الوسع»[1].
وقال ابن منظور: «والاجتهاد والتجاهد، بذل الوسع والمجهود... وجاهد العدوّ مجاهدة وجهادًا: قاتله، وجاهد في سبيل الله... الجهاد محاربة الأعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة مِن قول أو فعل... وهو المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أو اللسان»[2].
الجهاد في فكر الإمام الخامنئيّ (دام ظله)
1. مفهومه
الجهاد لدى سماحة الإمام الخامنئيّ (دام ظله) هو: «الجهود المستمرّة المترافقة مع تحمّل الأخطار -بالتأكيد ضمن الحدّ المعقول- والتطوّر، والأمل بالمستقبل»[3]. والجهاد يعني: «النضال والكفاح»[4].
والجهاد ليس حمل السلاح فقط، بل له أنواع وأشكال عدّة، يقول (دام ظله): «الجهاد ليس مجرّد حمل السيف، والحرب في ساحة القتال، الجهاد يشمل الجهاد الفكريّ، والجهاد العمليّ، والجهاد التبيينيّ والتبليغيّ، والجهاد الماليّ»[5]. ولذا، عبّر (دام ظله) في مكان آخر عن مواجهة العدوّ وأفكاره ومخطّطاته بأنّه جهاد فكريّ، يقول: «أيّما شخص جهد في مواجهة العدوّ -الذي يُطلق سهامه السامة على الثورة والبلد الإسلاميّ- إنّما يجاهد في سبيل الله... بالتأكيد، الجهاد الفكريّ هو أحد أنواع هذا الجهاد»[6].
انطلاقًا ممّا تقدّم، يؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) على جهاد التبيين، فيقول: «وأيّما شخص يجد في سبيل توضيح الأفكار للناس، ويجنّبهم الانحراف، ويمنع سوء الفهم -وحيث إنّ هذا العمل هو في مواجهة العدوّ- فإنّ جُهده يُسمّى جهادًا. وهو الجهاد الذي يُعدّ مُهمًّا هذه الأيّام»[7].
2. شروطه
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى أنّ للجهاد شروطه الخاصّة، هي:
أ. التصدّي لحركة معادية: يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «فمن شروطه أن يعرف الإنسان أنّه يقوم به لمواجهة العدوّ؛ أي القيام به للتصدّي لحركة معادية هادفة»[8].
ب. استهداف العدوّ: كما أنّ الإمام الخامنئيّ (دام ظله) يشير إلى عنصر استهداف العدوّ في ثبوت عنوان الجهاد، فيقول: «ليس كلّ جهد جهادًا، الجهاد هو بذل الجهد في مواجهة العدوّ، ثمّة كثيرون يبذلون الجهود، يبذلون جهودًا علميّة كبيرة، جهودًا اقتصاديّة... هذا أمر جيّد وفي مكانه، ولكنّه ليس جهادًا، الجهاد يعني جهدًا فيه استهداف للعدوّ»[9].
ج. الاستمراريّة: من جهة أخرى، يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) «أنّ ما ينبغي ملاحظته حتمًا، في مفهوم الجهاد، هو الاستمراريّة والشموليّة والوعي والإخلاص»[10].
د. الوعي السياسيّ والإخلاص: وأشار (دام ظله) إلى الشرطَين بقوله: «ما ينبغي ملاحظته في مفهوم الجهاد... والوعي والإخلاص»[11].
3. خصائصه
ينبغي أن يحمل الجهاد خاصّتين هما: التوضيح والمواجهة، وهذا ما يشير إليه الإمام الخامنئيّ (دام ظله) بقوله:
4. أركانه
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ الجهاد يقوم على ركنَين أساسيَّين، الأوّل: الجدّ والاجتهاد، والثاني مواجهة العدوّ، إذ يقول: «ثمّة أمران ضروريّان في ما خصّ النضال: الأوّل؛ أن يكون محفوفًا بالجدّ والجهد والعمل، فالإنسان لا يمكنه النضال وهو ملقًى على سريره أو قابع في منزله. والثاني؛ أن يكون في مواجهة العدوّ»[12].
5. أنواعه
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ للكفاح أنواعًا عدّة، فيقول: «الجهاد يعني الكفاح، للكفاح أنواع، فثمّة الكفاح العلميّ، والكفاح الصحفيّ، والكفاح السياسيّ، والكفاح الاقتصاديّ، والكفاح العسكريّ، وثمّة كفاح في العلن وفي الخفاء»[13].
التبيين لغةً
ذكر الزبيديّ، في كتابه تاج العروس، المعنى اللغوي لمفردة «التبيين» ومشتقّاتها، مستفيدًا من الشواهد القرآنيّة:
قوْلُه تعالَى: ﴿ءَايَٰت مُّبَيِّنَٰت﴾[14]، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللهَ بَيَّنَها.
قَولُه تعالَى: ﴿قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ﴾[15]، وقوْلُه تعالَى: ﴿إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَة مُّبَيِّنَةۚ﴾[16]؛ أَي ظاهِرَةٍ مُتَبَيِّنة.
قوْلُه تعالى: ﴿وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ﴾[17]، قيلَ: مَعْناه المُبِين الذي أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضلالِ، وأَبانَ كلّ ما تَحْتاجُ إليه الأُمَّةُ.
كما قالَ الأزْهرِيُّ: الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعًا. يقالُ: اسْتَبَنْتُ الشيءَ إذا تَأَملْتَه حتّى يَتَبيَّنَ لكَ؛ ومنه قوْلُه تعالى: ﴿وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾[18]، والمَعْنى لِتَستبينَ أَنْتَ يا محمّدُ؛ أَي لتَزْدادَ إجابَةً. وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرؤُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ. والتبْيانُ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ مَصْدَرُ بَيَّنتُ الشيءَ تَبْيِينًا وتِبْيانًا وهو شاذٌّ، كما في قوْلِه تعالى: ﴿وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنا لِّكُلِّ شَيۡء﴾[19]؛ أي بُيِّنَ لكَ فيه كلّ ما تَحْتاجُ إليه أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الديْن، وهذا مِن اللفْظِ العامِّ الذي أُرِيد به الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِينًا وتِبْيانًا[20].
في المُفْردات للرَّاغب: البَيانُ أَعَمُّ مِن النطْقِ؛ لأنَّ النطْقَ مُخْتصٌّ باللسانِ، ويُسمَّى ما يبيّن به بيانًا، وهو ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ؛ وهي الأشْياءُ الدالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ. والثاني بالإخْبارِ؛ وذلك إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقًا أَو كِتابَةً، فما هو بالحالِ كقولِهِ تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّ مُّبِينٌ﴾[21]، وما هو بالإخْبارِ كقوْلِهِ تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٤٣ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِۗ﴾[22]؛ وقالَ: ويُسمَّى الكَلام بيانًا لكَشْفِه عن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ، نحو: ﴿هَٰذَا بَيَان لِّلنَّاسِ﴾[23]؛ ويُسمَّى ما يُشْرَحُ به المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بيانًا، نحوَ قوْلِه تعالَى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ﴾[24].
في شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشيّ: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ والتبْيانِ أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتبْيانَ تَفْهِيمُ المعْنَى وتَبْيِينُه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتبْيانُ منْك لنَفْسِك مثْلُ التبيين، وقد يَقَعُ التبيين في معْنَى البَيانِ[25]. وقال ابن منظور، في كتابه لسان العرب: ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبيِّن أنّه مُبيِّنٌ خيرَه وبرَكَته، أَو مُبيِّن الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبيِّنٌ أَنّ نُبُوَّةَ سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حقٌّ، ومُبيِّن قِصَصَ الأَنبياء. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَمّلتَه حتّى تَبيَّن لك. والبَيان: الإِفصاح مع ذكاء[26].
التبيين في القرآن الكريم
نُسب التبيين في القرآن الكريم إلى أربع جهات مختلفة: الله، الرسول، الكتاب، وآخرين:
1. تبيين الله تعالى
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ﴾[27]؛ «فالله سبحانه، وعباده الصالحون، وملائكته المقرّبون، يلعنون من يكتم الحقّ. وبعبارة أخرى، كلّ أنصار الحقّ يغضبون على من كتم الحقّ؛ وأيّ خيانة للعالم أكبر من محاولة العلماء كتمان آيات الله المودعة عندهم من أجل مصالحهم الشخصيّة وتضليل الناس!»[28].
وقال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾[29].
وقال تعالى: ﴿وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡم يَعۡلَمُونَ﴾[30].
وقال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ﴾[31].
وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسۡتَ وَلِنُبَيِّنَهُۥ لِقَوۡم يَعۡلَمُونَ﴾[32]؛ إذ إنّ التبيين، بحسب الآيات الكريمة، هو طريق إلى التقوى والعلم والتفكّر، والله تعالى يريد للخلق أن يبلغوا تلك المراتب، فسلك لهم طريق التبيين.
وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم﴾[33].
وقال تعالى: ﴿يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ أَن تَضِلُّواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ﴾[34].
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾[35]؛ التبيين هنا، وسيلة للهداية والإنقاذ من الضلالة، والله يمنّ على عباده أن بيّن لهم، وألقى عليهم حجّته، وذلك يكفي لأن يهتدوا.
وقال تعالى: ﴿وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾[36]؛ هذه الآية تؤكّد أنّ الله سبحانه وتعالى لن يكتفي بالجزاء والعقاب يوم القيامة، بل سيبيّن الحقّ وأهله، ويوضّح تلك الخلافات التي كانت قائمة بين بني البشر؛ فالعدالة ليست في إعلان النتائج فقط، بل في كشف الحقائق أيضًا.
2. تبيين الرسول (صلى الله عليه وآله)
قال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾[37].
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُور وَكِتَٰب مُّبِين﴾[38].
قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦثَمَنا قَلِيلاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ﴾[39]؛ هنا، «كتمان الحقائق من المسائل التي عانت منها المجتمعات الإنسانيّة على مرّ التاريخ، وكان لها دومًا آثار سيّئة عميقة استمرّت قرونًا وعصورًا. ويتحمّل تبعة هذه المساوئ، من دون شكّ، أولئك العلماء الذين يعلمون تلك الحقائق ويكتمونها، فإنّ عمل هؤلاء يجرّ أجيالًا متعاقبة إلى طريق الضلال والفساد، كما أنّ نشر الحقائق يدفع بالأمم إلى طريق الهداية والصلاح.
إنّ الإنسانيّة تميل إلى الحقائق بفطرتها، وكتمان الحقائق عنها يعني صدّها عن طريق تكاملها الفطريّ المرسوم لها. وعدم نشر الحقائق التي يعانيها الناس، يطرح تساؤلًا لا يتوقّف؛ فالسكوت في مواضع يجب فيها البيان قد يكون من مصاديق كتمان الحقّ، وذلك يكون في موارد يحتاج الناس فيها بشدّة إلى فهم الحقائق، ويستطيع العلماء فيها أن يلبّوا هذه الحاجة. وجدير بالذكر، أنّ إلهاء الناس بالمسائل الفرعيّة، لصرف أنظارهم عن المسائل السياسيّة الحياتيّة نوع من كتمان الحقائق. وإذا لم يشمله فرضًا تعبير «كتمان الحقائق»، فهو مشمول حتمًا بملاك كتمان الحقّ وفلسفته»[40].
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَة مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِير وَلَا نَذِيرۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِير وَنَذِيرۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡء قَدِير﴾[41].
قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدى وَرَحۡمَة لِّقَوۡم يُؤۡمِنُونَ﴾[42].
قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي تَخۡتَلِفُونَ فِيهِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾[43]؛ «فالنبيّ له وطيفة التبيين التي من خلالها يُخرج وساوس الشيطان من قلوبهم، ويزيل حجاب النفس الأمارة بالسوء عن الحقائق؛ لتظهر ناصعة برّاقة، ويفضح الجنايات والجرائم المخفيّة تحت زخرف القول، ويمحو أيّ أثر للاختلافات الناشئة من الأهواء، فيقضي على القساوة بنشر نور الرحمة والهداية؛ ليعمّ الجميع في كلّ مكان»[44].
قال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾[45]؛ «أي ليبيّن للناس مسؤوليّتهم تجاه آيات ربّهم الحقّ، فدعوتك (يا محمّد) ورسالتك ليست بجديدة من الناحية الأساسيّة. وكما أنزلنا على الذين من قبلك من الرسل كتبًا ليعلّموا الناس تكاليفهم الشرعيّة، فقد أنزلنا عليك القرآن لتبيّن تعاليمه ومفاهيمه، وتوقظ به الفكر الإنسانيّ، ليسيروا في طريق الحقّ بعد شعورهم بالمسؤوليّة الملقاة على عواتقهم، وليتّجهوا صوب الكمال (وليس عن طريق الجبر والقوّة)»[46].
قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾[47]؛ «في الحقيقة؛ إنّ هذه الجملة تشير إلى أنّ دعوة الأنبياء لا تنعكس في قلوب أتباعهم بأسلوب مرموز وغير معروف، بل كانت توضّح لهم من خلال التبيين والتعليم والتربية وبلسانهم الرائج. ثمّ يضيف القرآن الكريم، بعد أن بيّن لهم الدعوة الإلهيّة: ﴿فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾؛ فليست الهداية والضلال من عمل الأنبياء، بل عملهم الإبلاغ والتبيين، والله سبحانه وتعالى هو الموجّه والهادي الحقيقيّ لعباده»[48].
3. تبيين الكتاب
قال الله تعالى: ﴿وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنا لِّكُلِّ شَيۡء وَهُدى وَرَحۡمَة وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾[49].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ ءَايَٰت مُّبَيِّنَٰت وَمَثَلا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمَوۡعِظَة لِّلۡمُتَّقِينَ﴾[50].
وقال تعالى: ﴿لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰت مُّبَيِّنَٰتۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰط مُّسۡتَقِيم﴾[51]؛ «القرآن كتاب تربية وهداية للإنسان؛ وقد نزل للوصول بالفرد والمجتمع؛ على الأصعدة الماديّة والمعنويّة كافّة إلى حال التكامل والرقيّ»[52].
4. تبيين أهل الاختصاص والمعرفة
قال تعالى: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾[53]؛ فالمطلوب من الناس في حال جهلهم بالأمور وعدم اطلاعهم عليها أن يسألوا أهل الاختصاص في المسألة، ولا يجوز لهم أن يستمرّوا في الجهالة. و«الذكر» بمعنى العلم والاطلاع، و«أهل الذكر» له من شموليّة المفهوم، بحيث يستوعب جميع العالمين والعارفين في المجالات كافّة»[54].
قال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾[55]. يخبر الله تعالى، في هذه الآية المباركة، أنّ شروط قَبول التوبة ثلاثة، هي:
أ. طلب التوبة.
ب. القيام بالإصلاح.
ج. التبيين.
في هذا السياق، التعمية على الناس والعوامّ هو إضلال لهم؛ فالتوبة لا تتمّ إلّا بعد تصحيح الانحراف الذي أحدثه بعض الخواصّ في المجتمع، وهذا الانحراف يُقوِّمُه التبيين.
التبيين في الروايات والأحاديث
ورد في العديد من الروايات ما يفيد أهمّيّة التبيين ودوره في الرؤية الإسلاميّة المجتمعيّة والدعويّة، نذكر منها:
1. ما ورد في زيارة الأربعين عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ؛ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضلالَةِ»[56]؛ إذ يظهر من هذه العبارة أنّ هدف الإمام الحسين (عليه السلام)، من خروجه يوم عاشوراء، هو استنقاذ العباد من الجهالة والضلالة؛ وهو بعبارة أخرى التبيين للناس.
2. عن محمّد بن أبي عمير العبديّ، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما أخذ الله ميثاقًا من أهل الجهل بطلب تبيان العلم حتّى أخذ ميثاقًا من أهل العلم ببيان العلم للجهّال؛ لأنّ العلم قبل الجهل»[57].
ويستفاد من الرواية أعلاه، أنّ الجاهل مطالب بتحصيل العلم، بينما العالم مطالب بتبيين علمه، والأوّل متوقّف على الثاني. فلو قصّر العالم ببيان العلم وإيصاله؛ فإنّ الجاهل لن يستطيع التعلّم، وهذا يبرز مسؤوليّة مضاعفة على العلماء في تبيين العلم ومطالبه.
3. ما ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام): «لِرُسلِ الله في كلّ حُكمٍ تَبيِينٌ»[58]؛ فوظيفة الرسول أن يبيّن جميع أحكام الله، وليس فقط تبليغها.
4. ما ذكره النعمانيّ في كتاب الغيبة، إذ يقول: «وجدنا الرواية قد أتت عن الصادِقِينَ (عليهم السلام)، بما أمروا به مَن وهب الله عزّ وجلّ له حظًّا من العلم، وأوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره من تبيين ما اشتبه على إخوانه في الدين، وإرشادهم في الحيرة إلى سواء السبيل، وإخراجهم من منزلة الشكّ إلى نور اليقين»[59]. فواضح من كلامه أنّ التبيين والإرشاد للمؤمنين هو مرتبة خاصّة يهبها الله للعالِم.
5. ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة: «... وَجَاهَدْتُمْ فِي اللٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ، حتّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْكَامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فِي ذَلِكَ مِنْهُ إِلَى الرضَا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى»[60]؛ إذ يظهر أنّ أحد أهداف الأئمّة (عليهم السلام) من جهادهم هو تبيين الفرائض.
كما ستأتي الإشارة إلى بعض الآيات والروايات التي استفاد منها الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، في إطار جهاد التبيين.
[1] الراغب الاصفهانيّ، حسين بن محمّد، مفردات ألفاظ القرآن، دار القلم، لبنان - بيروت، الدار الشاميّة، سوريا - دمشق، 1412هـ، ط1، ص208.
[2] ابن منظور، محمّد بن مكرم، لسان العرب، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - دار صادر، لبنان، لبنان - بيروت، 1414هـ، ط3، ج3، ص135.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من النخب العلميّة وأساتذة الجامعات، بتاريخ 23/09/2008م.
[4] كلمته (دام ظله) في بداية درس فقه الخارج، بتاريخ 10/09/1994م.
[5] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في مسابقات القرآن الكريم الدولية، بتاريخ 18/05/2016م
[6] كلمته (دام ظله) في لقاء جمع من قادة لواء محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) 27، بتاريخ 10/06/1996م.
[7] المصدر نفسه.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء ناشطي القطاعات الاقتصاديّة في البلاد، بتاريخ 16/08/2011م.
[9] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 25/01/2022م.
[10] كلمته (دام ظله) في لقاء النخب والفعاليات في القطاعات الاقتصاديّة، بتاريخ 17/08/2011م.
[11] المصدر نفسه.
[12] كلمته (دام ظله) في درس فقه الخارج، بتاريخ 10/09/1994م.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء الباحثين في معهد رويان، بتاريخ 15/07/2007م.
[14] سورة النور، الآيتان 34 و46.
[15] سورة البقرة، الآية 256.
[16] سورة النساء، الآية 19. سورة الطلاق، الآية 1.
[17] سورة الزخرف، الآية 2. سورة الدخان، الآية 2.
[18] سورة الأنعام، الآية 55.
[19] سورة النحل، الآية 89.
[20] الزبيديّ، محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق مجموعة من المحقّقين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان - بيروت، 1994م، ج18، ص78 - 79.
[21] سورة البقرة، الآية 168.
[22] سورة النحل، الآيتان 43 - 44.
[23] سورة آل عمران، الآية 138.
[24] سورة القيامة، الآية 19.
[25] الزبيدي، تاج العروس، مصدر سابق، ج18، ص82.
[26] ابن منظور، لسان العرب، مصدر سابق، ج13، ص67 - 68.
[27] سورة البقرة، الآية 159.
[28] الشيرازيّ، الشيخ ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مؤسّسة الأعلميّ للمطبوعات، لبنان - بيروت، 1996م، لا.ط، ج1، ص458.
[29] سورة البقرة، الآية 187.
[30] سورة البقرة، الآية 230.
[31] سورة البقرة، الآية 266.
[32] سورة الانعام، الآية 105.
[33] سورة النساء، الآية 26.
[34] سورة النساء، الآية 176.
[35] سورة التوبة، الآية 115.
[36] سورة النحل، الآية 92.
[37] سورة آل عمران، الآية 20.
[38] سورة المائدة، الآية 15.
[39] سورة أل عمران، الآية 187.
[40] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج1، ص459 - 460.
[41] سورة المائدة، الآية 19.
[42] سورة النحل، الآية 64.
[43] سورة الزخرف، الآية 63.
[44] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج8، ص229.
[45] سورة النحل، الآية 44.
[46] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج8، ص198.
[47] سورة إبراهيم، الآية 4.
[48] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج7، ص455.
[49] سورة النحل، الآية 89.
[50] سورة النور، الآية 34.
[51] سورة النور، الآية 46.
[52] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج8، ص292.
[53] سورة النحل، الآية 43.
[54] الشيخ الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج8، ص197.
[55] سورة البقرة، الآية 160.
[56] الطوسيّ، الشيخ محمّد بن الحسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، تحقيق وتعليق السيّد حسن الموسويّ الخرسان، دار الكتب الإسلامية، إيران - طهران، 1364ش، ط3، ج6، ص113.
[57] المجلسيّ، العلّامة محمّد باقر بن محمّد تقي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، مؤسسة الوفاء، لبنان - بيروت، 1403هـ - 1983م، ط2، ج2، ص23.
[58] الليثيّ الواسطيّ، الشيخ كافي الدين عليّ بن محمّد، عيون الحكم والمواعظ، تحقيق الشيخ حسين الحسينيّ البيرجنديّ، دار الحديث، إيران - قمّ، 1418هـ، ط1، ص404.
[59] الشيخ النعمانيّ، ابن أبي زينب محمّد بن إبراهيم، الغيبة، نشر الصدوق، إيران - طهران، 1397هـ.، ط1، ص23.
[60] الشيخ عبّاس القمّيّ، مفاتيح الجنان، مصدر سابق، ص785.
9
الفصل الثاني: جهاد التبيين -أهمّيَّته وحكمه
الفصل الثاني: جهاد التبيين -أهمّيَّته وحكمه
أهمّيّة التبيين
يطرح الإمام الخامنئيّ (دام ظله) العديد من الأمور التي تتّضح من خلالها أهمّيَّة التبيين في الفكر الإسلاميّ، وتضع التبيين في مصافّ القضايا التي ينبغي على كافّة الشرائح المكلّفة بالتبيين العمل به، والسعي إلى تحقيقه في المجتمع الإسلاميّ.
1. التبيين منهج الفكر الإسلاميّ
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ التبيين هو منهج الفكر الإسلاميّ في التبليغ والدعوة، فيقول: «إنّ الفكر الإسلاميّ هو التبيين: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾[1]؛ إذ يقول الله لرسوله: إنّ واجبك هو الإبلاغ»[2].
كما أنّ التبيين هو عامل تفوّق الثورة الإسلاميّة في عصرنا الراهن.
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «التبيين هو الطريقة الإسلاميّة التي تجعل الثورة الإسلاميّة متفوّقة على ما سبقها من ثوراتٍ في التاريخ»[3].
في المقابل، يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ عدم التبيين هو نتاج نظريّات بالية، أثبتت التجربة فشلها، ويقول: «إنّ الفكر الديالكتيكيّ[4] البالي والمهترئ، والفكر الماركسيّ[5] الذي ثبت فشله. حيث يقول إنّ المقدّمة اللازمة الديالكتيكيّة والنتيجة الدياليكتيكيّة، هي صراع، وحرب بين العامل وربّ العمل، ولا حاجة فيها إلى تبيين! فكانوا يشرحون لهم الصراع بهذه الطريقة. ولقد أثبتت التجربة بطلان هذا التفكير بشكل كامل، وظهر فشله، والدولة نفسها التي تشكّلت على أساسه قد سقطت وانهارت بعد نحو سبعين سنة»[6].
2. التبيين وظيفة الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) وأتباعهم
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ التبيين هو وظيفة الأنبياء، والعلماء يرثون الأنبياء في هذه القضيّة، فيقول: «كان الهدف الرئيس لأنبياء الله هو التبيين؛ بيان الحقيقة، فإنّ الأمر الذي غالبًا ما يوجب ضلال الناس هو جهلهم بالحقيقة، هذا هو الأساس.
وثمّة بالطبع مَن ينكر الحقيقة بعد معرفتها، إلّا أنّ أساس الانحرافات ناجم عن الجهل بالحقيقة، ولقد جاء أنبياء الله لبيان الحقيقة وتوضيحها وإظهارها، وإتمام الحجّة على الناس. هذه هي قضيّة التبيين؛ فـ«العلماءُ وَرَثةُ الأنبياء»[7]؛ أي إنّكم ترثون الأنبياء في قضايا شتّى، ومنها في هذا المجال هو التبيين»[8].
يشير سماحته إلى أنّ كتمان الحقائق والتجهيل من أدوات الأعداء ضدّ عموم الناس، والتي يتمّ علاجها ومواجهتها بالتبيين، ويشرح: «ذلك أنّ التبيين والبيان هو الواجب الأهمّ الملقى على عاتق الأنبياء، وأعداء الأنبياء يستغلّون حالات الجهل وكتمان الحقائق، ويتستّرون خلف ستار النفاق، والأنبياء يشقّون ستار الجهل والنفاق؛ «وَيُثيرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول»[9]، فقد جاء الأنبياء ليدفعوا الناس إلى التعقّل والتفكّر والتدبّر»[10].
ثمّ ينظر الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى قضيّة التبيين على أنّها تكمّل المسار الذي بدأه الأنبياء والأئمّة المعصومون (عليهم السلام)، وبذلوا فيه دماءهم، فيقول: «لقد كانت هذه الحركة العظيمة، وهذا الصبر الفائق لآل الرسول بقيادة زينب الكبرى والإمام السجّاد، ما أدّى إلى تخليد واقعة كربلاء، وكان هذا التبيين مكمّلًا لتلك التضحية بالمعنى الحقيقيّ للكلمة»[11].
ثمّ يطرح الإمام الخامنئيّ (دام ظله) مثالًا عمليًّا لجهاد التبيين عند أتباع الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) قام به عمّار بن ياسر، فيقول: «إنّ جناب عمّار بن ياسر الذي كان من الأصحاب المميّزين، ومن حواريّي الإمام عليّ (عليه السلام)، قام بتبيين الحقائق في تلك الظروف الصعبة والمغبرة؛ وذلك كي يذكّر الأشخاص المتزلزلين أنّه لا فرق بين الجبهة المعارضة لرسول الله وأعداء أمير المؤمنين؛ غير أنّ الجبهة المعارضة للإمام عليّ(عليه السلام) تدّعي الإسلام ونصرة القرآن والرسول ظاهرًا»[12].
3. التبيين أحد خصائص حكومة أمير المؤمنين (عليه السلام)
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ واحدة من خصائص حكومة الإمام عليّ هي التبيين، وتبصير الآخرين، فيقول: «وهي من أهمّ خصال أمير المؤمنين، والتي نستفيد منها اليوم هي مسألة التحلّي بالبصيرة وتبصير الآخرين الذين يحتاجون إليها؛ أي التوضيح الكامل»[13].
ويقول: «لقد كان الإمام عليّ(عليه السلام) يبيّن الحقائق للشعب، انظروا إلى خطبه في نهج البلاغة، كثير منها هو تبيين الأحداث التي كانت تجري ذلك الوقت، سواء خطبه أو رسائله... كان هدفه التبيين في ذلك كلّه»[14].
4. الجهاد الكبير يتوقّف على التبيين
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) حول تفسيره الجهاد الكبير: «ولكن ماذا يعني الجهاد الكبير؟ يعني تجنّب إطاعة العدوّ وإطاعة الكافر، وإطاعة الخصم؛ الذي نواجهه في ساحة النزال. وماذا تعني الإطاعة؟ تعني التبعيّة. ولا يجوز الاتّباع في أيّ المواطن. في مختلف الساحات، بما ذلك التبعيّة في ساحة السياسة والاقتصاد والثقافة والفنّ. فلا تتّبع العدوّ في شتّى الميادين والساحات، وهذا هو الجهاد الكبير»[15].
وهذا الجهاد الكبير عند الإمام الخامنئيّ (دام ظله) يتوقّف على جهاد التبيين. وعليه، فالتبيين أمر واجب بذاته، وبما هو مقدّمة لواجب آخر أيضًا وهو الجهاد الكبير، فيقول: «إنّ التبيين واجبٌ يقع، اليوم، في أعناق الجميع، وفي أعناقكم أيضًا، وكلّ تأكيدي على التبيين يعود سببه إلى أنّ جانبًا كبيرًا من الجهاد الكبير، في هذا اليوم، مرهونٌ بالتبيين وبيان الحقائق وإنارة الأفكار، فاليوم يتطلّب الأمر التصدّي لأجل التنوير والتوعية»[16].
5. جهاد التبيين أهمّ من الجهاد الاقتصاديّ والاجتماعيّ
يُولي الإمام الخامنئيّ (دام ظله) اهتمامًا كبيرًا للجهاد في الميدان الاقتصاديّ والميدان الاجتماعيّ، لما لهما من دور في مواجهة العدوّ وتثبيت المؤمنين، لكنّه يرى أنّ جهاد التبيين هو أهمّ وأخطر، فيقول: «في اليوم الذي يحاول فيه العدوّ وضع المجتمع تحت ضغط اقتصاديّ، من أجل وضع الناس في وجه الإسلام، وفي وجه النظام الإسلاميّ، في ذلك اليوم، إذا كنت تخدم الناس اقتصاديًّا واجتماعيًّا، فقد قمت بالجهاد ضدّ العدوّ، لكنّ الأهمّ من ذلك كلّه هو مجال التبيين والتنوير. إذا كان هناك تنوير، فسيكون حال هذه الميادين كلّها واضحًا في الزمان والمكان المناسبَين»[17].
6. التبيين هو السلاح الأفضل والأكثر فعاليّة في الحرب الناعمة
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ العدوّ، اليوم، يخوض حربًا ناعمة ضدّ جبهة الحقّ والإسلام، وقد أصبحت أدواته المستخدمة في هذه الحرب أكثر قدرةً وفتكًا، لكنّه يرى أنّ هذا الأمر يحمل مؤشّرًا إيجابيًّا؛ فهو يكشف مدى الصعوبة التي يواجهها العدوّ في حربه، كما أنّه يحمّلنا مسؤوليّة تطوير سلاح المواجهة؛ والسلاح الأكثر فعاليّة في وجه الحرب الناعمة المطوّرة هو التبيين.
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «هذه الحرب الناعمة والثقيلة التي شنّها العدوّ ضدّنا، تدلّ بالطبع على ازدياد قوّة البنية التحتيّة وإمكانات جبهة الحقّ التي جعلت الصراع معها أمرًا صعبًا، وأدّت بالعدوّ إلى خوض الحرب الناعمة من أجل تخريب ذهنيّات الناس... سبيل مواجهة الحرب الناعمة المعقّدة للعدوّ هو جهاد التبيين. وكما لم يعد من الممكن استخدام الأدوات القديمة في الحرب الصلبة، يجب علينا تحديث أدواتنا في الحرب الناعمة أيضًا. السلاح الأفضل والأكثر فعاليّة، في الحرب الناعمة، هو تبيين المفاهيم الإسلاميّة السامية، في مجال القضايا المعرفيّة ونمط العيش الإسلاميّ، وتبيين قواعد الحاكميّة الإسلاميّة»[18].
حكم التبيين
كان لافتًا كلام الإمام الخامنئيّ (دام ظله) حول التبيين، إذ وصفه أوّلًا بالجهاد، ثمّ أعطاه حكمًا شرعيًّا وهو الفريضة والوجوب الحتميّ والفوريّ. وهذا الكلام من الفقيه المرجع، والوليّ الحاكم، هو تصريح بالوجوب الشرعيّ الذي ينبغي لكلّ مكلّف جامعٍ للشرائط أن يبادر إلى امتثاله. وقد أشار الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في كثير من كلماته إلى هذا الأمر، نذكر منها:
ويقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «في النضالات الإسلاميّة، يحتلّ التبيين موقعًا مهمًّا؛ فبيان الوقائع وإيصالها، والتبليغ والإبلاغ، لها أهمّيّة قصوى لا ينبغي الإعراض عنها»[19].
ويقول: «العلاج الذي يحكم به الشرع والعقل السليم هو تبيين الحقّ بصراحة، الكلّ مكلّف بذلك، خصوصًا الخواصّ، يجب عليهم توضيح المطالب وتبيينها».[20]
ويقول في موضع آخر: «في النظام الإسلاميّ، وظيفة العلماء ليست أحكام الصلاة والصوم فقط، بل عليهم توعية شعب، أن يبيّنوا لهم الحقائق، ويرفعوا مستوى البصيرة لديهم»[21].
يوضّح الإمام الخامنئيّ (دام ظله) المسألة بشكل أدقّ، حين يقول: «والواجب الملقى على أعناق المجتمع الإسلاميّ أجمع، والأمّة الإسلاميّة جمعاء، في الدرجة الأولى، هو الجهاد في سبيل تنوير الأفكار وتوعيتها. والمسؤوليّة هذه تقع على عاتق العلماء والمثقّفين والدارسين وكلّ مَن له منبر، فليعملوا على إنارة الأفكار، وتبيان حقائق العالم الإسلاميّ للنّاس، والتنوير هذا جهاد. فالجهاد لا يقتصر على رفع السلاح والنضال في ميدان القتال، وإنّما يشمل الجهاد الفكريّ والعمليّ والتبيينيّ والتبليغيّ والماليّ أيضًا»[22].
في معرض مطالبته رئيس الدولة وأعضاء الحكومة بهذه الفريضة، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «يجب عليكم التوضيح للنّاس. إشكالي على هذه الحكومة هو أنّها لا توضّح للنّاس»[23].
ثمّ يذكر سماحته، بشكل صريح، تكليف الجميع إزاء هذا الواجب، ويصفه بالفريضة بقوله: «إنّ جهاد التبيين فريضة، وهو فريضة حتميّة وفوريّة، وكلّ من يستطيع عليه ذلك»[24].
التبيين حجّة على الناس
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى أنّ التبيين حجّة على الناس. وقبل إيراد كلامه نشير إلى بعض الآيات التي تبيّن هذا المعنى، فقد وردت مفردة التبيين في آيات عدّة من القرآن الكريم، في سياق الاحتجاج على الآخرين.
قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا﴾[25]؛ فالعذاب في جهنّم يكون لمن عصى الرسول بعدما تبيّن له الهدى، فيكون التبيين سببًا للاحتجاج عليه بأنّه جاحد.
وقال تعالى: ﴿يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ﴾[26]؛ الذمّ، في الآية الكريمة، هو لهؤلاء الذين يجادلون في الحقّ رغم أنّ الحقّ قد تبيّن، فالتبيين حجّة.
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَة وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيم﴾[27]؛ تذكر الآية الكريمة أنّ النبيّ إبراهيم (عليه السلام) قد استغفر لعمّه آزر، وفاءً بوعده له، ولكن حينما تبيّن له أنّ عمّه عدوٌّ لله تبرّأ منه. فالتبيين حجّة على إبراهيم كي لا يستمرّ في الاستغفار لعدوّ الله. وفي هذا المجال، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ لأمير المؤمنين في الغاية من بعثة الأنبياء عبارةً وردت في كتاب نهج البلاغة الشريف، لا بدّ من التدبّر فيها كثيرًا، وهي قوله: «لِيَستَأدُوهُم ميثاقَ فِطرَتِه... وَيُذَکِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِه، وَيَحتَجّوا عَلَيهِم بِالتبليغ»[28]؛ أي إنّهم يتمّون الحجّة على الناس، ويوصلون إلى مسامعهم كلمة الحقّ، ويكشفون لهم الحقائق، التبيين والبيان أهمّ واجبات الأنبياء والرسل»[29]؛ فالتبليغ عبر كشف الحقائق هو عبارة أخرى عن التبيين، وهدفه إتمام الحجّة على الناس.
[1] سورة آل عمران، الآية 20.
[2] كلمته (دام ظله) في اللقاء الرمضانيّ مع طلّاب الجامعات، بتاريخ 05/07/2016م.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة جامعات شيراز وطلّابها، بتاريخ 03/05/2008م.
[4] الجدليّة أو ديالكتيك في الفلسفة الكلاسيكيّة، هو الجدل أو المحاورة: تبادل الحجج والجدال بين طرفين، دفاعًا عن وجهة نظر معيّنة، ويكون ذلك تحت لواء المنطق. تعدّ الديالكتيك الأساس الذي تبنى عليه الشيوعيّة بمعنى الجدل الذي يوصل إلى النظريّات والقواعد التي تحكم الناس، وتسيّر حياتهم السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
[5] الماركسيّة هي ممارسة سياسيّة، ونظريّة اجتماعيّة مبنيّة على أعمال كارل ماركس الفكريّة، وهو فيلسوف من أصول ألمانيّة يهوديّة من القرن التاسع عشر، وتتميّز بشكل أساسيّ برفضها النقديّ للرأسماليّة ونظامها الاقتصاديّ، وأطروحة الصراع الطبقيّ واقتراح بناء مجتمع مساوٍ، لا طبقيّ؛ أي المجتمع الشيوعيّ.
[6] كلمته (دام ظله) في لقاء الرمضانيّ مع طلّاب الجامعات، بتاريخ 05/07/2016م.
[7] الكلينيّ، الشيخ محمّد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تحقيق وتصحيح عليّ أكبر الغفّاريّ، دار الكتب الإسلاميّة، إيران - طهران، 1363ش، ط5، ج1، ص32.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة في مختلف أنحاء البلاد، بتاريخ 04/01/2016م.
[9] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، المصدر السابق، ص43، الخطبة الأولى.
[10] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلاميّة وجمعٍ من عوائل الشهداء بمناسبة المبعث النبويّ الشريف، بتاريخ 06/05/2016م.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
[12] كلمته (دام ظله) في لقاء أهالي قمّ، بتاريخ 09/01/2010م.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء أهالي بوشهر يوم ولادة الإمام عليّ (عليه السلام)، بتاريخ 26/06/2010.
[14] كلمته (دام ظله) في لقاء شرائح مختلفة من الشعب بمناسبة عيد الغدير، بتاريخ 20/09/2016م.
[15] كلمته (دام ظله) في مراسم تخريج دفعة من طلّاب الحرس الثوريّ، بتاريخ 23/05/2016م.
[16] كلمته (دام ظله) في مراسم تخريج دفعة من الضبّاط في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام)، بتاريخ 24/05/2016م.
[17] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 25/01/2022م.
[18] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2022م.
[19] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة جامعات شيراز وطلّابها، بتاريخ 03/05/2008م.
[20] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس تنسيق الدعاية الإسلاميّة، بتاريخ 19/01/2010م.
[21] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 08/03/2014م.
[22] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في الدورة 33 للمسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، بتاريخ 18/05/2016م.
[23] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء هيئة الحكومة والمديرين التنفيذيّين، بتاريخ 31/08/2007م.
[24] كلمته (دام ظله) في لقاء قادة ومنتسبي القوّات الجوّيّة، بتاريخ 08/02/2022م.
[25] سورة النساء، الآية 115.
[26] سورة الانفال، الآية 6.
[27] سورة التوبة، الآية 114.
[28] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، المصدر السابق، ص43، الخطبة الأولى.
[29] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلاميّة وجمعٍ من عوائل الشهداء بمناسبة المبعث النبويّ الشريف، بتاريخ 06/05/2016م.
28
الفصل الثالث : القدوة والأسوة في جهاد التبيين
الفصل الثالث : القدوة والأسوة في جهاد التبيين
جهاد التبيين في سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في إشارة إلى جهاد التبيين في سيرة الأنبياء والرسل (عليهم السلام): «الأنبياء العظام على رأس سلسلة المبيّنين والمبلّغين»[1].
جهاد التبيين في سيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عمل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) المهمّ كان الدعوة إلى الحقّ والحقيقة، والجهاد إنّما كان في سبيل هذه الدعوة. وفي مواجهة عالم الظلم آنذاك، لم يُصَب النبيّ بأيّ نوع من التشويش والإرباك، سواء خلال الأيّام التي قضاها في مكّة بمفرده، أو عندما اجتمع حوله عدد صغير من المسلمين، وكان في مواجهته رؤساءُ العرب المتكبّرون صناديد قريش وأعوانهم، بما اتّصفوا به من أخلاق قاسية... كان يقول كلامه الحقّ، ويُكرّره ويبيّنه ويوضّحه، ويتحمّل الإهانات، ويتحمّل المصاعب والآلام حتّى استطاع أن يجمع حوله الكثير من المسلمين؛ أو عندما شكّل الحكومة الإسلاميّة، وأمسك هو بالسلطة من موقعه كرئيس لهذه الحكومة، يومذاك كان هناك أعداء ومعارضون مختلفون في مواجهة الرسول من المجموعات العربيّة المسلّحة المتوحّشة التي كانت تجول في صحاري الحجاز واليمامة، وكانت دعوة الإسلام تهدف إلى إصلاحهم فيما كانوا يقاومونها، أو الإمبراطوريّات الكبرى في ذلك الوقت القوّتان العالميّتان في ذلك العصر؛ أي إيران والامبراطوريّة الرومانيّة، حيث كتب لهم رسول الله الرسائل وجادلهم، وقاد ضدّهم الجيوش، وتحمّل الصعاب، وتعرّض للحصار الاقتصاديّ»[2].
جهاد التبيين في سيرة أمير المؤمنين(عليه السلام)
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) هو نموذج التبيين، ويُعِدّ ذلك من خصوصيّاته الحكوميّة الناتجة عن قضيّة الإمامة، فيقول: «هذه هي خصوصيّاته الحكوميّة: العدل والإنصاف والمساواة... والتبيين، حيث كان يبيّن الحقائق للناس. لاحظوا خطب نهج البلاغة، الكثير منها بيان لحقائق ووقائع كانت قائمة في المجتمع آنذاك، سواء خطبه (عليه السلام) أو كتبه ورسائله. جزء من نهج البلاغة خطب، وجزء منه رسائل، وغالبًا ما كانت هذه الرسائل موجّهة لأشخاص يعترض عليهم الإمام (عليه السلام)، فهم إمّا أعداء مثل معاوية، أو عمّاله وولاته الذين كان الإمام يعترض عليهم ببعض الأمور. هكذا كان الحال في الغالب؛ وبعضها توصيات وأوامر، كعهده لمالك الأشتر. إنّه يبيّن الحقائق للناس في جميع هذه الخطب والرسائل. كان هذا جانبًا من منهج الإمام أمير المؤمنين في العمل»[3].
جهاد التبيين في سيرة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ثمّة المئات من الأحداث اللافتة والمليئة بالمعاني التي تبدو ظاهريًّا غير مترابطة ومتناقضة، لكن يُمكن تفسيرها في ما لو شاهدنا الخطّ المستمرّ منذ بدء إمامة ذلك الجليل (الإمام عليّ) وحتّى لحظة شهادته. هذا الخطّ هو خطّ الجهاد ذاك، وخطّ كفاح الأئمّة، والذي اتّخذ أشكالًا مختلفة على مدى 250 عامًا، واستمرّ ليكون هدفه هو تبيين الإسلام الأصيل، والتفسير الصحيح للقرآن، وتقديم صورة واضحة عن المعرفة الإسلاميّة، وثانيًا تبيين مسألة الإمام والحاكميّة السياسيّة في المجتمع الإسلاميّ، وثالثًا الجهد من أجل تشكيل ذلك المجتمع، وتحقيق هدف الرسول الأعظم والأنبياء كافّة؛ أي إقامة القسط، وبسط العدل، وإسقاط أنداد الله من مشهد الحكومة»[4].
جهاد التبيين في سيرة الأصحاب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «في حرب صفّين كان تبيان الحقيقة من الأعمال المهمّة لسيّدنا عمّار بن ياسر؛ لأنّ التيّار المقابل، وهو تيّار معاوية، كان له صنوف من الإعلام والدعاية، وهو ما يسمّونه اليوم الحرب النفسيّة... والشخص الذي وجد في هذا الظرف أنّ من واجبه الوقوف في وجه هذه الحرب النفسيّة ومقاومتها هو سيّدنا عمّار بن ياسر، الذي ورد في أحداث حرب صفّين أنّه كان يتنقّل على الفرس بين هذه الناحية وتلك من المعسكر، ويوصل نفسه إلى صفوف الجنود، ويتحدّث للمجاميع -الكتائب أو الألوية حسب التعبير الدارج اليوم- بمقدار معيّن، وكان يوضّح لهم الحقائق، ويؤثّر فهيم، وإذا ما رأى خلافًا في موضع ما، وأنّ بعضهم اعتراهم الشكّ، وحصل بينهم نقاش وجدل، كان يتقدّم نحوهم بسرعة، ويتحدّث إليهم، ويبيّن لهم الأمور، ويحلّ هذه العُقَد»[5].
جهاد التبيين في تاريخ الثورة الإسلاميّة
أوّلاً: الإمام الخمينيّ (قدس سره)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «لقد تفضّل الله تعالى على هذا الشعب وحباه بقيادة الإمام الخمينيّ الكبير كهبة إلهيّة. وقد عمل الإمام الخمينيّ الجليل على توعية الشعب، ومنحه البصيرة، وتحمّل هو نفسه الصعاب، فسُجن ونُفي ولم يترك الجهاد، وشيئًا فشيئًا عمّ هذا الوعي وهذه البصيرة، إلى أن ظهرا في سنتَي 56 و57 [1978 و1979م]، على هيئة حركة عامّة بين أفراد الشعب الإيرانيّ. لم يكن هدف هذه الحركة الجهاز الملكيّ الحاكم فقط، بل كانت تستهدف أميركا أيضًا. لقد كان الشعب يعلم ويفهم أنّ أميركا تقف خلف هذه الجرائم التي تحصل ضدّه وضدّ البلد في الداخل. لقد قال إمامنا الخمينيّ الجليل في سنة 42 [1963م]، في مطلع النهضة الإسلاميّة: «إنّ رئيس جمهوريّة أميركا هو أكثر شخص مبغوض في إيران اليوم»[6]. وقد نشر هذا المعنى في أوساط الرأي العامّ، وبيّن للشعب أنّ كلّ الشرور بسبب أميركا، وآتت هذه الحركة الكفاحيّة نتائجها»[7].
ويقول (دام ظله): «حيثما تحرّكت الشعوب وصمدت، وأبدت الصبر والمقاومة، كان النصر حليفها بالتأكيد، هكذا هو الحال في كلّ مكان. مشكلة العمل الكفاحيّ الذي ينتهي بالخسارة هي إمّا في الشعوب التي لا طاقة لها ولا تصمد، أو إنّه يفتقد القادةَ الذين يقودون الشعوب بنحو صحيح. لقد شاهدنا في السنين الأخيرة، أنّ ثمّة شعوبًا تحرّكت، وأظهرت من نفسها عزيمة وإرادة، وحقّقت نتائج، ولكنّها كانت تفتقد القادةَ الذين يستطيعون إدارة هذه الشعوب بنحو صحيح، وتشخيص الهدف، ورسم الطريق أمامه. لذلك، انكسرت تلك الشعوب، وقد شاهدتم كلّكم هذا الشيء في هذه الأعوام الأخيرة نفسها، ولا أريد أن أذكر بلدًا أو مكانًا بالاسم. لقد سلك الشعب الإيرانيّ طريقه بالنحو الصحيح، وقام بحركته على النحو الصحيح، وكانت هناك قيادة مقتدرة وواعية، ومصمّمة، ومتوكّلة على الله، ومعتمدة عليه، وعلى الوعد الإلهيّ، ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾[8]؛ فأدّى هذا إلى أن يستطيع هذا الشعب الانتصار والقضاء على حكومة آل بهلويّ الملكيّة المفروضة عليه والتابعة للأجانب المخزية والمشؤومة -والحكومة الملكيّة مصدر عارٍ لكلّ شعب من الشعوب حسب المنطق الإنسانيّ الصحيح في إيران-، فانتهت وأصبح الشعب حرًّا يملك مصيره»[9].
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «هذا ما كان يُميّز إمامنا الجليل عن غيره من المصلحين الذين مرّوا في التاريخ الإسلاميّ خلال القرنَين المنصرمَين. دخل الإمام إلى الميدان، وكان وسط الناس، يتحدّث إليهم، يشرح لهم مبادئه، وأوصل الناس إلى إيمان بيِّن وواضح كإيمانه... لقد آمن الشعب الإيرانيّ بهذه المبادئ، وجاهد في سبيلها. وكانت النتيجة أنِ انتصر النظام الإسلاميّ أوّلًا، على الرغم من كلّ العداوات والمعوقات، وهو يتجذّر ويستحكم يومًا فيومًا، وثانيًا لم ينحصر فكر إحياء الإسلام، وتخليص الأمّة الإسلاميّة من ظلم القوى المستكبرة واستكبارها، في حدود هذا البلد»[10].
وفي مورد آخر يقول في شرحه للحركة التبينيّية للإمام الخمينيّ (قدس سره): «في ما خصّ اهتمام الإمام بالشعب، هو ضرورة التوعية الدائمة له، فالإمام بنفسه في سنوات حياته الأخيرة كان يستغل كلّ فرصة من أجل تبيان الحقائق للناس... وكان يوصي الآخرين بأن يبيّنوا الحقائق للناس، وأن يعرّفوهم بتلك التي يسعى العدوّ لإخفائها عنهم»[11].
ثانياً: آية الله الشهيد مدنيّ (رضوان الله عليه)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «المرحوم الشهيد مدنيّ هو أحد النماذج البارزة لعالم الدين النشيط على مختلف الصعد... كان مصداقًا لعالم الدين الكامل. أوّلًا، كان عالمًا فقيهًا... ثانيًا، كان عالمًا ناطقًا -لدينا في الروايات: «بِعَالِم نَاطِقٍ مُستعمِل لعلمه»[12]- ومن أهل البيان والتبيين لمختلف أطياف الشعب، ومن الذين يستطيعون بناء علاقة الشباب. ذهبت إلى تبريز في أوائل أو أواسط إمامته للجمعة، ورأيته يتحدّث إلى الشباب اليافعين البالغين من العمر 20 عامًا و21 عامًا بكلّ محبّة وألفة، كما لو أنّه والدهم أو أخوهم الأكبر. لم تظهر تلك الهيمنة العلميّة في علاقته بالشباب مطلقًا؛ أي إنّ علاقته كانت حقيقيّة. هكذا كان يتعامل مع الشباب»[13].
ثالثاً: الشهيدان مطهّريّ وبهشتيّ (رضوان الله عليهما)
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «في كلّ مرحلة تكون مساهمة المؤمنين والمخلصين بحسب ما تقتضيه المصلحة؛ وكلّه جهاد في سبيل الله. فالجميع معرّض لخطر التضحية بالمصالح الشخصيّة، ومن بينها التضحية بالنفس؛ مرّة في الحرب، وأخرى في الحوزة العلميّة، ومرّة كما الشهيدان الأوّل والثاني، ومرّة في الميدان السياسيّ، ومرّة في ساحة التقدّم الاجتماعيّ، ومرّة في الثورة العظيمة، كهذه الثورة الإلهيّة، وأخرى بسبب تبيين الحقائق الدينيّة، كما الشهيد مطهّريّ والشهيد بهشتيّ، فلكلّ زمان مقتضياته»[14].
جهاد التبيين لدى علماء الدين والحوزويّين
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «نضالات الحوزة كانت شاملة؛ أي إنّ جميع الطلّاب الحوزويّين كانوا منخرطين تقريبًا في النضال. عندما دخلتْ حوزة قم ساحة المواجهة، أصبحت المواجهة شاملة تقريبًا. هذه إحدى الخصائص.
الخاصّيّة الأخرى: تأثير حوزة قم؛ فحوزة قم هي حوزة تتألّف من جماعة وفئة لديها تأثيرها في المجتمع، والمرجعية تُعدّ أحد أجزاء هذه الجماعة. إمامنا الجليل كان أحد المراجع الذين بدؤوا هذا النضال، وهو الوحيد الذي أخذ هذه المسؤوليّة على عاتقه لاحقًا. فكلام مرجع الدين كان ينتشر وسط الناس بسبب مكانته الدينيّة كحاكم شرعيّ. إذًا، هذه خاصّيّة المرجعيّة. لكن، وإلى جانب هذا، كان هناك طلّاب الحوزة العلميّة؛ فلولا هؤلاء الطلّاب لما امتدّت هذه الحركة بهذا النحو. كان الطلّاب يجتمعون من أماكن مختلفة، ومن مدن مختلفة، ومناطق مختلفة، ثمّ يتفرّقون في أيّام العطل ليعتلوا المنابر، ويقيموا الجلسات الخطابيّة، الجلسات الأسبوعيّة، الجلسات الدينيّة، بهدف نشر هذا الفكر وسط الناس»[15].
[1] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام وسفراء الدول الإسلاميّة، بتاريخ 06/05/2016م.
[2] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 25/09/1991م.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود شعبيّة بمناسبة عيد الغدير، بتاريخ 20/09/2016م.
[4] كلمته (دام ظله) بمناسبة المؤتمر العالميّ للإمام الرضا(عليه السلام)، بتاريخ 16/10/1989م.
[5] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مكتب القائد وحرس وليّ الأمر، بتاريخ 25/07/2009م.
[6] الإمام الخمينيّ، السيّد روح الله الموسويّ، صحيفة الإمام (تراث الإمام الخمينيّ (قدس سره))، مؤسّسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخمينيّ، إيران - طهران، 1430هـ - 2009م، ط1، ج1، ص420.
[7] راجع: كلمته (دام ظله) في مراسم تخريج ضبّاط جامعة الإمام الحسين (عليه السلام)، بتاريخ 13/10/2019م.
[8] سورة محمد، الآية 7.
[9] كلمته (دام ظله) في لقاء طلّاب المدارس والجامعات، بتاريخ 02/11/2015م.
[10] كلمته (دام ظله) في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2003م.
[11] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2001م.
[12] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، الأمالي، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، إيران - قمّ، 1417هـ، ط1، ص424.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مؤتمر تكريم الشهيد آية الله مدنيّ، بتاريخ 02/09/2001م.
[14] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 13/04/1999م.
[15] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجمع ممثّلي طلّاب وفضلاء الحوزة العلميّة في قمّ، بتاريخ 15/03/2016م.
40
الفصل الرابع: مخطّطات العدوّ ووسائل مواجهته
الفصل الرابع: مخطّطات العدوّ ووسائل مواجهته
أكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) ضرورة الانتباه إلى مخطّطات العدوّ وبرامجه، وخططه التي يعمل عليها ضدّ الشعوب الإسلاميّة، والشعب الإيرانيّ بالخصوص؛ لذا ينبغي معرفة هذه الخطط والبرامج، والسعي لمواجهتها. وانطلاقاً من ذلك، حدّد (دام ظله) وسائل وأساليب تمثّل منهجًا لطريقة أداء فريضة التبيين، ويمكن لحاظها ضمن سياق متّصل ومتكامل في خطاباته وكلماته، التي يحاول من خلالها بيان السياسات العامّة التي ينبغي مراعاتها في التبيين، وكذلك من خلال بيان شروط جهاد التبيين وضوابطه؛ لكي تطبّق هذه الفريضة بشكل صحيح ومنظّم وكامل، يتحقّق من خلالها الهدف المنشود.
مخطّطات العدوّ وبرامجه
1. تحريف الحقائق
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «منذ بداية الثورة، كان أحد أهداف العدوّ المهمّة تحريف الحقائق والتاريخ»[1].
2. تغيير معتقدات الشعب وخصوصًا الشباب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّهم ينفقون رساميل ضخمة من أجل التأثير على معتقدات الناس وقناعاتهم، وإخراجهم من نطاق سلطة النظام الإسلاميّ، والقيم الإسلاميّة...»[2].
وهنا، يركّز العدوّ على فئة الشباب خصوصًا، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أذهان الشباب مستهدفة بعمليّات تحريف المحرّفين. إنّهم يريدون في الوقت الحاضر أن يعملوا على أذهان شبابنا أكثر، يريدون الحؤول بين جيل الشباب الواسع في البلاد، وبين أن يتعرّف الحقائقَ»[3].
3. الاستغفال، الانحراف الفكريّ، الدفع نحو الوقوع في الأخطاء
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ العدوّ قد يستغفلنا، ويحرّف فكرنا»[4]، وفي موضع آخر يقول: «إنّهم ينشرون أفكارًا في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ويحاولون تسريب هذه الأفكار إلى الوسائل الإعلاميّة المرتبطة بالنظام، فتعمد هذه الوسائل -من حيث لا تشعر- إلى نشر بعض الأشياء. يأتون بأشخاص تحت عناوين كاذبة إلى وسائل الإسلام؛ من فلاسفة وسياسيّين ومفكّرين، فيعمدون إلى وضع إشكاليّات حول مبادئ قرآنيّة...»[5].
ويهدف العدوّ إلى:
أ. توجيه ضربة إلى معنويّات الناس[6].
وهذا ما يحصل من خلال:
ب. إطلاق عناوين غير صائبة حول الحقائق في البلاد أو المرتبطة بالبلاد[7].
4. الدفع لارتكاب الأخطاء
يعمل العدوّ على دفع المجتمعات إلى الوقوع في الأخطاء في المستويات كافّة، وهذا ما يحذّر منه الإمام الخامنئيّ (دام ظله) بقوله: «لأنّ العدوّ يعمد إلى إغفالنا، وحرف أفكارنا ودفعنا إلى ارتكاب الأخطاء»[8].
5. الحرب الناعمة
أ. طبيعة الحرب الناعمة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «توجد الآن حرب عسكريّة واضحة وقاسية وعنيفة لها حكمها الخاصّ، لكنّ الحرب الناعمة أكثر صعوبة في العلاج، وهي بمعنى من المعاني أكثر خطورة من الحرب الصلبة»[9].
ب. أهداف الحرب الناعمة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «يسعى العدوّ في الحرب الناعمة إلى تحقيق هدفَين من وجهة نظرنا... يعمل العدوّ في هذه الحرب الناعمة على أمرَين؛ الأوّل: قطع سلسلة التواصي بالحقّ والتواصي بالصبر، والثاني: إظهار الحقائق معكوسة؛ إذ يطلقون لديهم الكثير من الدعاية التي تصوّر بسهولة حقائق العالم معكوسة كذبًا وزورًا»[10].
ويقول: «يريدون تغيير معتقدات الناس، هذا هو هدف الحرب الناعمة، تغيير المعتقدات... ما هي هذه المعتقدات:
- الإيمان بالأسس العقائديّة والسياسيّة والفكريّة.
- يريدون تغيير إيماننا بالماضي.
- الإيمان بالمستقبل.
- الإيمان بالواقع الحاليّ والوضع الحاليّ للبلاد. يصوّرون واقع البلاد بنحو يشعر فيه المرء غير المطّلع بالخجل من هذا الواقع.
- إظهار أنّ العالم (الأوروبيّ والغربيّ) عالم جيّد، مليء بالأمان»[11].
ويشير (دام ظله) أيضًا إلى أنّ هدف العدوّ هو إفساد جيل الشباب، فيقول: «وإلى جانب تغيير المعتقدات، يسعى العدوّ إلى إضعاف الإيمان، وجرّ الناس إلى أمور معيّنة تردعه عن الحركة، وجرّه إلى [تناول] الموادّ المخدّرة، وإلى سائر أنواع الشهوات»[12].
6. وسائل التواصل غير الموثوقة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في حديثه عن العدوّ ووسائله وأساليبه في التواصل الاجتماعيّ التي يستخدمها ضدّ الشعب، وبقصد تخريب الشعوب: «وسائل التواصل الفكريّ غير الموثوقة والمرتبطة بأعداء البلاد والشعب»[13].
7. التبيين الكاذب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ثمّة حالات تبيين كاذبة، حيث يبيّنون ويشرحون بعض المسائل بخلاف الواقع، ويحرّفون الحقائق التاريخيّة... فمنذ سنين انطلقت حركة مؤذية لتلميع صورة النظام الطاغوتيّ البهلويّ... وهي التشكيك في الثورة»[14].
ويقول أيضًا: «أهمّ ما يريد العدوّ القيام به، هو تسويق صورة خاطئة عن الوضع في البلاد، ليس فقط من أجل تضليل الرأي العامّ العالميّ، بل حتّى من أجل تضليل الرأي العامّ داخل البلاد نفسها»[15].
8. المؤامرات السياسيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «وحاكوا المؤامرة السياسيّة الدوليّة ضدّ الشعب الإيرانيّ، وحيث أرادوا بثّ الخلاف بين أجنحة الشعب المختلفة وتيّاراته...»[16].
وتتمثّل هذه المؤمرات السياسيّة، في: «توجيه الشتائم للنظام الإسلاميّ، أو توجيه التهم السياسيّة له»[17].
9. قطع سلسلة التواصي
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «المهمّة الأولى للعدوّ كسر سلسة التواصي بالحقّ والتواصي بالصبر»[18].
10. الناس وقيم الثورة الإسلاميّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أحد المراكز الأخرى التي يعمل عليها العدوّ هي قيم الثورة وقواعدها وأساسها؛ يريد العدوّ القضاء على إيمان الناس، الذي كان سببًا في هذه الحركة العظيمة والإعجازيّة»[19].
11. الفهم الخاطئ لإيران والعالم والواقع
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ساحة أخرى من ساحات الاشتباك، تتمثّل في الفهم الصحيح لحقائق إيران والعالَم؛ فهمكم الصحيح لحقائق بلادكم الواقعيّة أمرٌ يصبُّ في ضررهم، وهذا ما يعارضونه ويحاربونه. بأيّ وسائل؟ بوسائل الإعلام البالغة الخطورة، وخصوصًا وسائل الإعلام الحديثة الظهور. يحاولون، بما يخلقونه من صور مغلوطة، تحريفَ الرأي العامّ للشعب الإيرانيّ؛ ينسجون صورةً خاطئةً عن إيران، وصورةً خاطئةً عن أنفسهم أيضًا، وصورةً خاطئةً عن أوضاع المنطقة»[20].
كيفيّة مواجهة خطط العدوّ
1. التخطيط
شدّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) على ضرورة التخطيط لمواجهة العدوّ عبر جهاد التبيين، فقال: «يتوجّب علينا تبليغ بعض الأمور لمدّة معيّنة، فنحتاج مثلًا إلى الحديث عنها مدّة خمسة أعوام أو عشرة أعوام، وبعدها قد لا نحتاج إلى ذلك على الإطلاق. ينبغي التخطيط لهذه الأمور... وهذه مهمّة جماعة منظّمة تقوم بتخطيط وبرمجة مدروسَين»[21].
2. رصد الاحتياجات
يقول: «نوصي المبلّغين وطلبة العلوم الدينيّة والفضلاء دومًا، أن يرصدوا الاحتياجات، ويتحدّثوا حسب احتياجات المتلقّين، واستفهاماتهم وأسئلتهم»[22].
3. معرفة العدوّ
يؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أهمّيّة معرفة العدوّ وخططه في مواجهة العدوّ؛ إذ يقول في معرض حديثه عن خطط العدوّ: «لكنّه لن يؤثّر في غالبيّة الشعب الإيرانيّ؛ لأنّ أكثر شعبنا يعرف أميركا، ويعرف عدوّه جيّدًا، ويعلم أنّه يكذب، وأنّ كلامه مُغرِض»[23].
وهذه المعرفة تؤدّي إلى نتائج مهمّة جدًّا، وهي فشل مخطّطات العدوّ كلّها، فيقول (دام ظله): «إنّ عمليّة التحريف ستبوء بالفشل؛ لأنّ الحرب على هذا الصعيد هي حرب إرادات، وعندما تُلحق الهزيمة بعمليّة التحريف، ويحافظ الشعب الإيرانيّ على قوّة إراداته وثباته، يقينًا سيقهر إرادة العدوّ، وينتصر»[24].
4. معرفة خيوط الاستكبار في الساحات كلّها
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أنتم، أيّها الشباب، وأيّها المفكّرون، عليكم أن تحدّدوا أساليب متنوّعة لهذه المواجهة. هذا ما نريد أن نقوله بنحو أساسيّ. عليكم أن تعرفوا العدوّ، وأن تعرفوا ذيول صفوف هذا العدوّ في الداخل، وأن تكتشفوا أساليبه العدائيّة، وتلك الأساليب المترجمة داخل البلاد، كذلك عليكم أن تعثروا على خيوط الاستكبار داخل الجامعة، وداخل المدرسة، وفي صلب المجتمع، وفي النشاطات المقامة في البلاد في الصحف والدعايات»[25].
5. التحلّي بالاخلاق الإسلاميّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ثمّة عنصران مُهمّان لمواجهة هذه العداوات... في كلّ فرد، أحدهما البصيرة، والثاني الصبر والاستقامة، فإذا كان هذان العنصران موجودَين، لا يُمكن للعدوّ أن يفعل شيئًا، ولا يُمكنه أن ويوجّه أيّ ضربة، ولا تحقيق أيّ نجاح في مواجهة النظام الإسلاميّ، وهذا ما قاله أمير المؤمنين(عليه السلام): «ولَا يَحْمِلُ هَذَا الْعَلَمَ إِلَّا أَهْلُ الْبَصَرِ والصبْرِ، والْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ»[26]»[27].
6. تجنّب الثقة بالعدوّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من هذه الواجبات... تجنّب الثقة بهذا العدوّ الغدّار»[28].
7. عدم الاعتزال
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «بعضهم يُسيء فهم هذه العبارة: «كن في الفتنة كابنِ اللبون، لا ظهرٌ فيُركَب، ولا ضَرْعٌ فيُحلَب»[29]، ويتوهّمون أنّ معناها هو أنّ الفتنة إذا اشتعلت وتشابهت الأمور، فعليك الاعتزال؛ بل معناها أن لا يستيطع صاحب الفتنة استخدامك على الإطلاق... في حرب صفّين، لدينا عمّار بن ياسر، الذي كان يخطب في الناس دومًا... فقد كانت تلك الساحة ساحة فتنة، حيث تحاربت فئتان من المسلمين، وكانت فتنة كبرى اشتبهت على بعضهم، فكان عمّار ينوّر الأذهان دومًا... الصمت والاعتزال، وعدم التحدّث تتحوّل أحيانًا إلى ممارسات تساعد على الفتنة. في الفتنة على الجميع ممارسة التنوير والإرشاد، وعلى الجميع التحلّي بالبصيرة»[30].
8. بثّ الأمل
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ واجب المبلِّغ الدينيّ وعالم الدين هو أن يحمل رسالة الأمل للناس، وأن ينتزع اليأس منهم؛ فاليأس هو العدوّ الأكبر لأيّ شعب. انظروا من حولكم في المنطقة، واكتشفوا الأسلوب الذي يحتاج إليه مخاطبكم الإقليميّ... ما يريده العدوّ، هو جعل اليأس مسيطرًا على القلوب»[31].
وسائل جهاد التبيين وأساليبه
طرح الإمام الخامنئيّ (دام ظله) العديد من الوسائل والأساليب التي ينبغي مراعاتها أثناء القيام بجهاد التبيين، باعتماد وسائل مختلفة ومتنوّعة بحسب كلّ مرحلة؛ ولذا قال: «لا بدّ لكلّ مرحلة من المراحل من أساليب، ووسائل عمليّة. ففي كلّ مرحلة من الزمن تبرز الحاجة إلى وسائل وأساليب عمليّة»[32].
ويؤكّد (دام ظله) ضرورة أن تتميّز هذه الأساليب بـ «التوجيه والتركيز والمتابعة والنشاط الدؤوب والمستمرّ؛ ليمكن التقدّم بقافلة المجتمع العظيمة، والأهمّ من ذلك، بشباب المجتمع إلى الأمام»[33].
ويمكن بيان هذه الوسائل والأسالبيب من خلال:
1. التخاطب الافتراضيّ والواقعيّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الاهتمام بالتخاطب والتحاور الواقعيّ في الفضاء الافتراضيّ شيء جيّد، وهو فرصة، لكنّه غير كافٍ. بعضهم يلتصقون بالفضاء الافتراضيّ -تويتر وما شاكل- من أجل إيصال رسائلهم. لا فائدة من هذا، ولا بدّ من التخاطب الواقعيّ، لا بدّ من طاولات مستديرة، وإلقاء كلمات ومحاضرات، ولا بدّ من إصدار النشريّات، ومن القيام بنقاشات بين شخصَين أو ثلاثة أشخاص، وجلسات تحليل. اجتمعوا مع مخاطبيكم بهذه الصورة، وما شابه هذه الأعمال»[34].
يولي الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أهمّيّة خاصّة للتبيين عبر التواصل المباشر، في الجلسات والحلقات المباشرة، حيث التواصل يكون أقوى وأكثر فائدة؛ فيقول: «طريقة التبيين هي أن تجلسوا وتبيّنوا في المجالس العموميّة مع الناس، توضّحون لهم، يسألونكم وتجيبونهم، وتنقله وسائل الإعلام»[35].
ويتابع في مناسبة أخرى: «عليكم أن تجالسوا الناس، وتتحدّثوا إليهم، وتفهّموهم كيف تتصرّفون... هذه هي الطريقة الإسلاميّة»[36].
وفي معرض حديثه مع خطباء المنبر الحسينيّ والرواديد، قال سماحته: «المواجهة المباشرة مع المخاطَب واستخدام الفنّ رمزُ ديناميكيّة الهيئة، الديناميكيّة والتحرّك يعنيان أيضًا استخدام الفنّ، والإفادة من مخاطبة المخاطَب مباشرة. الفرق بين فنّكم وعدد من الفنون الأخرى هو أنّكم تواجهون مخاطبيكم مباشرة؛ أنتم تتحدّثون معه، وهو ينقل مشاعره إليكم؛ أي أنتما على اتّصال دائم ببعضكما بعضًا. هذه هي ديناميكيّة الهيئة»[37].
2. تشكيل المجموعات الفكريّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «نحن نحتاج إلى هيئات مفكِّرة، أين؟ في موضعَين؛ أحدهما في الرأس، والثاني في الطبقات... والحرب الصلدة تحتاج إلى هيئة مفكِّرة... وكذلك الحرب الناعمة»[38].
3. الفنّ بأنواعه
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الفنّ هو الطريقة المثلى من أجل إظهار هذه المفاهيم، وهذه المسائل. مع الأسف، استغلّ أعداء الإسلام وأعداء إيران، وأعداء شرفنا وعزّتنا الفنّ بنحو سيّئ، ولا يزالون يستغلّون الشعر والرسم والأفلام وبقيّة مظاهر الفنّ كوسائل من أجل ضرب الفضيلة، والقضاء على الحقّ والفضائل المعنويّة والإسلاميّة، وجرّ الأمور نحو المادّيّة، والاستغلال المادّيّ لمختلف القضايا؛ على مَن تقع مسؤوليّة تعويض هذه الأمور؟... ويجب أن تصوّر الكثير من الأفلام... من أجل إظهار عظمة هذا الحضور الشعبيّ»[39].
4. الكتابة والتأليف والنشر
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «وخاصّةً إذا كان الهدف إظهار هذه الأشياء للأجيال الحاليّة والقادمة على حدٍّ سواء. هذه الحقبة التاريخيّة التي امتدّت سنوات، سواء ما حدث على صعيد الحرب العسكريّة أو على صعيد الميادين الأخرى، كمشاهد المظاهرات وحضور الشعب العظيم في مختلف الميادين، لم يجرِ إلى يومنا هذا إظهارها على مستوى الكتابة والتأليف والتقارير الفنّيّة؛ أي إنّه يجب أن تدوّن الكثير من الكتب»[40].
5. بناء بنك معلومات وصناعة المحتوى في المستويات العلميّة كافّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «مسألة صناعة المحتوى، تلزمنا الأدوات والأجهزة لصناعة المحتوى. لا يمكننا في صناعة المحتوى الاعتماد على الوقائع والأحداث. يوجد لدينا بنك معلومات بالتأكيد، لكن يجب الجلوس والتفكير والتخطيط لهذه المسألة. لدينا بالتأكيد شباب متديّنون حسنو التفكير، وأفراد نافعون لصناعة المحتويات الاجتماعيّة، كما لدينا الحوزات العلميّة التي أيديها مطلقة حقيقةً في هذا المجال. ولدينا بعض الجامعيّين؛ وكما قلت [لدينا] شباب جيّدون جدًّا في هذا المجال. وحتمًا بنك المعلومات ينبغي له الاستفادة من هؤلاء، وتقوية أجهزة صناعة المحتوى»[41].
6. التكرار الدائم
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في حديث عن الوسائل التي يستخدمها الأعداء في تشويش الأفكار، وكيفيّة مواجهة ذلك: «على المستوى العالميّ، يستخدم الأعداء جميع الوسائل لتشويش أفكار عامّة أفراد البشر -الشعوب- خواصّهم وعوامّهم؛ مهما أمكن ذلك، ينبغي المرور على الأمور التي قالوها وقلناها وكرّرناها حول الثورة الإسلاميّة والإمام الخمينيّ، وتكرارها ثانية؛ لأنّ الحقيقة إذا لم تتكرّر مراراً ولم تذكر تفاصيلها، وخصوصيّاتها؛ فستكون هناك احتمالات لتحريفها على مرّ الزمن... علينا تكرار الحقائق التي قلناها بخصوص الإمام الخمينيّ والثورة الإسلاميّة»[42].
[1] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2001م.
[2] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 03/09/2014م.
[3] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2017م.
[4] كلمته (دام ظله) في لقاء قادة لواء محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) 27، بتاريخ 10/06/1996م.
[5] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 07/05/2005م.
[6] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2017م.
[7] المصدر نفسه.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء جمع من قادة لواء محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) 27، بتاريخ 10/06/1996م.
[9] كلمته (دام ظله) في حديث مُتلفز بمناسبة عيد المبعث، بتاريخ 11/03/2021م.
[10] كلمته (دام ظله) في حديث مُتلفز بمناسبة عيد المبعث، بتاريخ 11/03/2021م.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس ومديري ومسؤولي مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، بتاريخ 12/10/2015م.
[12] المصدر نفسه.
[13] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2001م.
[14] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب بتاريخ 27/05/2018م.
[15] كلمته (دام ظله) في لقاء النخب والطاقات العلميّة، بتاريخ 15/10/2018م.
[16] راجع: كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خيراء القيادة، بتاريخ 07/05/2005م.
[17] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خيراء القيادة، بتاريخ 07/05/2005م.
[18] كلمته (دام ظله) بمناسبة عيد المبعث الشريف، بتاريخ 11/03/2021م.
[19] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
[20] كلمته (دام ظله) في ندوة شارك فيها عشرات الآلاف من التعبويّين في ملعب آزادي، بتاريخ 04/10/2018م.
[21] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من قادة حرس الثورة الإسلاميّة، بتاريخ 17/09/1991م.
[22] المصدر نفسه.
[23] كلمته (دام ظله) في خطاب متلفز بمناسبة عيد الأضحى، بتاريخ 01/08/2020م.
[24] المصدر نفسه.
[25] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 29/10/1996م.
[26] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص248، الخطبة 173.
[27] كلمته (دام ظله) في خطاب متلفز بمناسبة عيد المبعث، بتاريخ 11/03/2021م.
[28] المصدر نفسه.
[29] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص469، الحكمة الأولى.
[30] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 22/09/2009م.
[31] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/ 12/1997م.
[32] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 22/05/2019م.
[33] المصدر نفسه.
[34] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 07/06/2017م.
[35] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 28/08/2011م.
[36] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة وطلّاب جامعات شيراز، بتاريخ 03/05/2008م.
[37] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 25/01/2022م.
[38] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود تعبويّة، بتاريخ 23/11/2016م.
[39] كلمته (دام ظله) في لقاء مجموعة من عوائل الشهداء والجرحى ووفود شعبيّة وعدد من مسؤولي إدارات ومؤسّسات مدن طهران وكرمان وقمّ وعدد من مسؤولي وطلّاب جامعة الفنّ، بتاريخ 21/10/1991م.
[40] كلمته (دام ظله) في لقاء مجموعة من عوائل الشهداء والجرحى ووفود شعبيّة وعدد من مسؤولي إدارات ومؤسّسات مدن طهران وكرمان وقمّ وعدد من مسؤولي وطلّاب جامعة الفنّ، بتاريخ 21/10/1991م.
[41] كلمته (دام ظله) في التجمّع الكبير لقادة المقاومة التعبويّة من أنحاء البلاد في اليوم الثاني من أسبوع التعبئة، بتاريخ 20/11/1993م.
[42] كلمته (دام ظله) خلال الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، بتاريخ 04/06/2017م.
50
الفصل الخامس: جهاد التبيين - خصائصه وعقباته
الفصل الخامس: جهاد التبيين - خصائصه وعقباته
خصائص جهاد التبيين
1. الخصائص الاعتقاديّة
أ. الإيمان بالله تعالى
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الذي يثبّت أقدامنا أمام مؤامرات الأعداء هو الإيمان بالله»[1]، وهنا يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى الأمور التي تعزّز الإيمان عند الإنسان المؤمن، وهي:
ب. اعتماد التعاليم القرآنيّة
يرى الإمام الخامنئيّ(دام ظله) أنّه لا بدّ من أن يتمّ التبيين على أساس التعاليم القرآنيّة؛ لأنّ التبيين مفهوم قرآنيّ كما تقدّم؛ إذ يقول: «وعليكم أن تستثمروا هذه المحافل والاجتماعات القرآنيّة... قوموا بإرشاد شعوبكم وتوعيتها على أساس التعاليم القرآنيّة، والجهاد القرآنيّ، والتبيين الذي ينشده القرآن: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾[2]»[3].
ج. الإيمان والثقة بالوعد الإلهيّ بالنصر
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «اليوم -أيضًا- إذا عملتم بلوازم النصر فسوف تنتصرون، لا شكّ في هذا. ما يثبّت أقدامنا أمام مؤامرات الأعداء هو الإيمان بالله، والثقة بالوعد الإلهيّ. والوعد الإلهيّ هو: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ﴾[4]، مَن ينصر دين الله، ومَن يوظّف -طبقًا للأمر الإلهيّ- طاقاته في سبيل النجاح والفلاح والصلاح، فإنّ الله تعالى لن يتركه وحيدًا، بل سيوفّقه وينصره. وهذا ما تدلّ عليه تجربتنا»[5].
2. الخصائص الأخلاقيّة
أ. الابتعاد عن الخداع والكذب
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ جهاد التبيين ينبغي أن يتمّ باتّباع منهج إسلاميّ أخلاقيّ، بعيدًا عن الخداع والكذب، يقول سماحته: «بالطبع، إنّ المبدأ الحاسم في هذا الشأن هو ضرورة اتّباع نهج أخلاقيّ في أداء هذا العمل، فعلينا أن نجتنّب بشدّة ما يفعله بعضهم في الفضاء المجازيّ أو المطبوعات والمقالات، وهنا وهناك من مواجهة للرأي العامّ بالسباب والافتراء والخداع والكذب»[6].
وفي معرض ذمّه للنهج غير الأخلاقيّ في التعاطي مع القضايا، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّني أشاهد، أحيانًا، جماعةً وأناسًا وشبابًا قد يتّسمون بالإيمان والصلاح، ولكنّهم إذا ما عارضوا شخصًا أو اجتماعًا، أثاروا الضجيج والصخب، وقاموا بإطلاق الشعارات والهتافات. وأنا لا أؤيّد مثل هذه الممارسات التي لا طائل من ورائها، ولطالما أوصيت الذين يقومون بهذه الأعمال بالإعراض عنها منذ زمن بعيد. فإن تُشاركوا في مجلس، ولأنّكم لا تقبلون بالمحاضر -وقد يكون الحقّ معكم أو قد لا يكون- تعملوا على إفشاله وتعطيله، وبعثرة الأمور فيه، فهذه ممارسات لا فائدة ولا جدوى فيها، وإنّما الفائدة تكمن في التبيين، والعمل الصائب المتّسم بالحنكة والفطنة، وهذا هو الذي يجلب النفع والفائدة. وأحيانًا ما، يقوم بعضهم بهذه الممارسات عن سوء نيّة، ويحمّلون مسؤوليّتها الشباب المؤمن الولائيّ، فكونوا على حيطة وحذر تجاه ذلك»[7]. ويقول (دام ظله): «إنّ أيّ حركة تنويريّة يجب أن تتمّ بعيدًا عن أيّ صخب وضوضاء؛ لأنّ ذلك يؤثّر سلبًا على الكلام المنطقيّ أيضًا»[8].
ب. إبعاد فريضة التبيين عن التعلّقات الدنيويّة
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، أنّ جهاد التبيين هو أمر حسّاس، ينبغي الحذر من التقصير في أدائه، خشية أن يتمّ استغلاله من أهل الدنيا الذين يوظّفون الدين لمآربهم الشخصيّة، فهو يقول: «إذا لم يتمّ أداء جهاد التبيين، بصورة صحيحة، فسيستخدم أهل الدنيا الدينَ -أيضًا- كوسيلة لتلبية الرغبات والشهوات...»[9]. واستشهد سماحته بكلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، في خطابه لمالك الأشتر: «فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً، فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ، يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى، وَتُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا»[10].
لهذه الغاية، وحذرًا من استغلال هذه الفريضة المقدّسة، يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّه من الخطأ تخصيص موازنة ضخمة لأداء هذه الفريضة؛ إذ يقول سماحته: «إنّ طبيعة هذا العمل تقتضي أنّه من الخطأ تخصيص موازنة ضخمة تحت عنوان جهاد التبيين»[11].
ج. إخلاص النبيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «فإنْ جاهدنا وتحرّكنا، وأخلصنا النيّة، فإنّ الله سيعيننا»[12].
د. الأسلوب الحكيم
يقول الإمام الخامنئيّ(دام ظله): «الأساليب مهمّة للغاية، نرى في الآية المباركة: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ﴾، أنّ الله أشار إلى أسلوب الخطاب الحكيم، يعني الخطاب المحكَم، الخطاب غير المتشابه، الخطاب اللاواهن وغير الضعيف، الحكمة تشمل كلّ هذه الصفات؛ أي العبرة القوّة في الكلام، والصلابة في مواجهة المتشابهات، ﴿وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾[13]، الحوار، التفاوض، التعامل مع الأفكار المختلفة، مخاطبة الأذهان والقلوب، التبيين باللسان واللغة، والتكلّم بأسلوب أخويّ. هذه الأمور كلّها هي أمور مهمّة للغاية»[14].
هـ. الابتعاد عن التعامل بالمثل
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ولا يقولنّ أحدكم بما أنّهم يهاجمون الحكومة، وينتقدونها انتقادًا مغرضًا، يجب علينا -أيضًا- أن نتعامل معهم بهذا النحو. لا، بيّنوا واشرحوا لهم، فتبيين الأمور لازم وضروريّ. وسبيل التبيّن هو أن تشرحوا وتوضّحوا ذلك في اللقاءات العامّة للناس، يسألونكم وتجيبون، فتتوضّح الأمور، وتنشر -أيضًا- في وسائل الإعلام»[15].
3. الخصائص السياسيّة
أ. العمل ضمن نطاق توجيهات القائد
إنّ على المؤمن المجاهد أن يعمل ضمن نطاق توجيهات قائد الثورة الإسلاميّة، وفي إطار استكمال الخريطة العامّة لحركة الثورة. لذلك، فإنّه وفي مسألة جهاد التبيين، وفي مسألة وضع الموضوع العصريّ الرئيس على جدول الأعمال، يجب الارتباط بخطابات قائد المجتمع وأهدافه وتوجيهاته.
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «توصيتي للهيئات واللجان الطبلّابيّة في الجامعات أن يبيّنوا هذه المفردات الأساسيّة الأصليّة بنحو صحيح، واستفيدوا في ذلك من كلمات الإمام الخمينيّ وما شابهها»[16]، ويقول أيضاً: «الأسلوب الصحيح للاستنباط هو أن نأخذ جميع الأقوال والكلمات بنظر الاعتبار، ونضعها بجانب بعضها. في هذه الأقول، هناك العامّ والخاصّ، والمطلق والمقيّد، ينبغي مقارنة الأقوال ببعضها، وستكون المحصّلة رأي الإمام... شكّلوا فرق عمل تتوزّع على مجالات مختلفة، واستنبطوا آراء الإمام من أقواله»[17].
ب. الصراحة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الحلّ عبارة عن الصراحة في تبيين الحقّ، الصراحة في إظهار الحقّ»[18].
ج. البُعد عن الجدل والضجيج
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أرى أحيانًا أنّ جماعة من الأفراد والشباب، وربّما كانوا من الصالحين والمؤمنين، يختلفون مع شخص أو يعارضون اجتماعًا أو جلسة معيّنة، فيبادرون لإثارة الضجيج والفوضى ورفع الشعارات. إنّني لا أوافق على هذه الأعمال، فلا فائدة منها أبدًا. هذا ما أوصيت به دائمًا، ومنذ زمن قديم، الأشخاص الذين ينخرطون في مثل هذه الأعمال، أن يذهبوا إلى اجتماع؛ لأنّ فلانًا يلقي كلمة فيه وأنتم لا توافقونه -وقد يكون الحقّ معكم أو لا يكون- نذهب ونفسد ذلك الاجتماع ونخرّبه؛ لا، هذا لا فائدة منه أبدًا. الفائدة في التبيين، والفائدة في العمل الصاحيح والعمل الواعي، هذا هو النافع»[19].
4. الخصائص العمليّة
أ. الحضور الشخصيّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «النقطة الأخرى هي ضرورة الحضور الجسديّ والفكريّ في القضايا العامّة للبلاد»[20].
ب. الإقناع القلبيّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّنا في مواجهة مع الأفكار والقلوب. والقلوب هي التي يجب أن تقتنع. إذا لم تقتنع القلوب؛ فلن تتحرّك الأجسام ولن تعمل. هذا هو الفرق بين الفكر الإسلاميّ، والأفكار غير الإسلاميّة»[21].
ج. أهمّيّة السؤال والنقد، وضرورة الإجابة
قد يتراءى لبعضهم أنّ نقد الآخر له يؤدّي إلى إضعاف عمله أو طريقة إدارته ومكانته في المجتمع، إلّا أنّ الإمام الخامنئيّ (دام ظله) يرى خلاف ذلك، فهو يرى أنّ النقد مسألة ضروريّة تسهم في تبيين الحقائق، وتنوير الأذهان وتطويرها. لذلك، ولخطورة المسألة، فإنّه لا يكتفي بدعوة المسؤولين إلى تقبّل النقد والإجابة عنه،
بل يدعوهم إلى أن يضعوا أنفسهم موضع النقد، ويستفيدوا من تلك الفرصة، فيقول: «على المسؤولين أن يضعوا أنفسهم موضع النقد والانتقاد، ويجيبوا عن تلك الانتقادات، ويبيّنوا الأمور... فهذه فرص يستطيعون من خلالها تنوير الأذهان، وبيان حقائق الأمور. وهذا أمر جيّد»[22].
بعد ذلك، يبدي الإمام الخامنئيّ (دام ظله) اهتمامًا خاصًّا بقضيّة طرح الأسئلة، ولزوم تأمين الإجابة عنها، فيقول: «اليوم، لدى شبابنا أسئلة متنوّعة، لديهم أسئلة حول نمط الحياة، لديهم أسئلة حول القضايا الأساسيّة، أسئلة في مكانها. إنّ سبيل مواجهة السؤال هو التفكير والإجابة. يجب أن يتمّ ذلك... المركز المهمّ لهذا العمل هو هذه المجالس، للإجابة عن كثير من الأسئلة التي تطرأ يومًا بعد يوم. فلا مانع من السؤال، لكن على صاحب السؤال أن يعلم بإمكانيّة أن يبدّل جهله وقلّة معرفته إلى معرفة، إلى علم، إلى اطّلاع. فمَن لديه سؤال، لا ينبغي أن يجعله يتصوّر أن كلّ شيء مقلوب. كلّا! لا بدّ من طرح السؤال، فلا مانع في ذلك، ويجب الإجابة عنه، والإجابة لا بدّ من أن تكون في مراكز العلم والمعرفة»[23]. ثمّ يطرح سماحته هيئة العزاء مثالًا لتلك المراكز.
د. اختيار الزمان والظرف المناسبَين والأكثر حاجة
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في ذكر فضائل رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بَعَثَهُ وَالناسُ ضُلّالٌ في حَيرَةٍ، وحاطِبُونَ في فِتنَةٍ... فَبالَغَ (صلى الله عليه وآله) فِي النصيحَةِ، وَمَضى عَلى الطريقَةِ، ودَعا إلَى الحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ»[24].
فالزمان الذي اختاره الله تعالى لبعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو حين تاهوا في ضلال الحيرة، واشتدّت عليهم الفتنة. من هنا، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الزمان والمكان الأمثل للتبليغ هو حيث توجد الفِتَن، فأكثر المصاعب كانت في صدر الإسلام هي مواجهة النبيّ (صلى الله عليه وآله) للمنافقين، والتحدّي الذي خاضه أمير المؤمنين في وجه مَن يدّعون الإسلام... فالأمر الأصعب والأكثر إشكاليّة هو وقوع الأفراد في الشبهات، ونحن رأينا أصحاب عبد الله بن مسعود قد قالوا للأمير (عليه السلام): «إنّا قد شككنا في هذا القتال»؛ وهذا شكّ الخواصّ، الذي يقضم الحركة الصحيحة في المجتمع كالنمل الأبيض! من هنا، لا بدّ لنا أن ننظر داخل مجتمعنا. والتبيين ضروريّ»[25].
هـ. ضرورة الفَهم والمعرفة قبل التبيين
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «وبالنسبة إليكم، بصفتكم مجموعات طلّابيّة جامعيّة، إن كان ثمّة أمر غير واضح، عليكم إدراكه وفهمه؛ ليصبح واضحًا لديكم، فإنْ صار واضحًا، قوموا بتبيينه للمجموعة الطلّابيّة... هذه الاستدلالات قويّة ومتينة، ولا يمكن إبطالها بهذه البساطة. فإن توصّلتم أنتم إلى هذه الاستدلالات، ويمكنكم أن تتوصّلوا إليها، قوموا بتبيينها»[26].
كما دعا الإمام الخامنئيّ (دام ظله) الشباب إلى الإعداد الجيّد لأداء هذه الفريضة، كونهم يملكون المؤهّلات اللازمة؛ إذ يقول: «إنّ شبابنا مجهّزون اليوم -بحمد الله- بالفكر والعقلانيّة والوعي الكبير، ويمكنهم بذل الكثير في هذه المجالات. أعدّوا أنفسكم، وعزّزوا هذه الوسائل داخلكم، وجهّزوا أنفسكم بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، وادخلوا هذا الميدان، ميدان التبيين والكشف؛ أي الطريق الذي سلكته زينب الكبرى (عليها السلام) في الأربعين يومًا»[27].
ويقول (دام ظله) في موردٍ آخر: «عليكم أن تفعّلوا العلاقات العامّة لديكم في مختلف الاتّجاهات... تعلّموا وسائل البيان وأنواعه؛ إذ إنّ بعض الوسائل لا يحصل منه فائدة، وهذا -حتمًا- نقص ينبغي جبرانه»[28].
و. المبادرة
يحثّ الإمام الخامنئيّ (دام ظله) على أن يكون التبيين بطريقة البحث عن المخاطَبين، كالطبيب الدوّار، لا أن يكون الإنسان في حال انتظار مبادرات الآخرين أو وقوع الأزمات، فيقول: «المتوقّع منكم أن تكونوا كالطبيب الدوّار بطبّه، الباحث عن مرضاه، فيتعرّف إليهم، ويسعى لتأمين العلاج المناسب لهم»[29].
ز. تجنّب نشر الشائعات
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في معرض حديثه عن وسائل الإعلام المرئيّ والمسموع والمكتوب: «ينبغي عدم بثّ الإشاعات، فهذا ما يريده الأعداء، يريد الأعداء أن تنتشر الشائعات»[30]
ح. التبيين والعمل توأمان
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «تواصلوا وتحادثوا، وتداولوا الأخبار، وبثّوا المعنويات واستلهموها، واشرحوا الحقائق حول الاستكبار والمستكبرين، والمعاندين والمعارضين، ولديكم تجربة ثلاثين سنة للإخوة الذين وفدوا إلى هذه الساحة لتوّهم. والذين لا قدرة لهم على البيان والكلام وما إلى ذلك، فليدعوا الناس بسلوكهم، كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم... يمكن دعوة الناس باللسان، لكنّ الدعوة الأقوى والأفضل هي بالعمل»[31].
5. الخصائص المضمونيّة
أ. التبيين المنطقيّ والعلميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في معرض حديثه عن التبيين: «وهذا ما يتحقّق بالكلام والتبيين اللازم، التبيين المنطقيّ والعلميّ،
والبعيد عن أنواع التطرّف والتمادي، وبلغة صحيحة، ولسان علميّ منطقيّ»[32].
ب. فصاحة اللسان
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى ضرورة أن تمتاز حركة التبيين بفصاحة اللسان، فيقول: «ما يحتاج تبيينها إلى... لسان فصيح»[33].
ج. حُسن القول
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أحد الأمور المهمّة الحفاظ على الأدب الإسلاميّ في الكلام الذي -ومع الأسف- يكاد يُصبح باهتًا مع انتشار الفضاء المجازيّ. يجب القضاء على اللغة المسيئة، والكلام النابي وأمثاله في المجتمع. اليوم، يسعى بعضهم أو يتغاضى عن انتشار هذا في المجتمع، وخاصّة في بعض وسائل الإعلام، سواء منها المرئيّ والمسموع، وفي الفضاء الافتراضيّ. عليكم أن تعملوا في كلامكم، وفي أسلوب عملكم، بطريقة تَحُدّ من انتشار الكلام المسيء والنابي. فمدرسة الأئمّة والمدرسة العلويّة والفاطميّة بريئة من هذه الأشياء. انظروا إلى فاطمة الزهراء فقد ألقت خطبتَين عاصفتَين... وكانتا مليئتَين بالمعاني المهمّة والمعارضة، محذّرتَين من التعرُّض لبعض المفاهيم الإسلاميّة التي كانت تشعر فاطمة الزهراء (عليها السلام) إزاءها بالخطر. لم يكن هناك أيّ كلمة مسيئة، وأيّ هتك... وكلّ الكلمات كانت محكمة، فيما كان البيان بليغًا ومتقَنًا»[34].
د. قوّة خطاب التبيين ومتانته
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ التبيين ونشر الفكر الإسلاميّ يحتاجان إلى خطاب قويّ وعميق ومتقَن؛ إذ يقول سماحته: «لا بدّ من نشر الحقائق بمنطق قويّ وخطاب متين وعقلانيّة تامّة، مع تزيينه بالعاطفة والمشاعر الإنسانيّة وتطبيق الأخلاق. علينا جميعًا، اليوم، أن نتحرّك في هذا الميدان، كلّ واحد بطريقةٍ وبالسهم الذي لدينا في هذا الطريق»[35]. وحول أهمية عمق الفكرة في التبيين، يقول (دام ظله): «حاولوا بالغور والتعمّق إيصال الأذهان إلى أعماق الحقائق والمسائل»[36].
هـ. الإتقان في التبيين
يؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أهمّيّة الإتقان في التبيين، وأنّ التبيين من دون إتقان لا يمكن أن يكون محطّ قبول: «فمن دون التبيين المتقَن، لا يمكن ترويج أيّ فكر متقَن، كما أنّه لن يجد قَبولًا عامًّا، فعليكم في عمليّة التبيين ألّا تغفلوا عن عنصر الإتقان، فهو مهمّ جدًّا»[37].
و. التبيين التوعويّ والتنبيهيّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الشكل الذي يخلق فتنة ومعركة ليس شكلًا محبّذًا، والشكل الذي يوفّر للشعب التوعية والمعرفة، ويحقّق للمسؤولين التنبّه والتفطّن لوسائل الحلّ، ذلك هو الشكل المحبّذ جدًّا»[38].
ز. أنْ يتمثّل التبيين بحركة عامّة معقولة ومنضبطة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «في مسألة جهاد التبيين... لاحظوا والتفتوا جيّدًا، حركة عامّة، معقولة، ومنضبطة، وحينما نقول منضبطة، فنعني ألّا تكون حركة فوضويّة وهرجًا، ومرجًا. أحيانًا، تترافق التحرّكات العامّة مع الفوضى والاضطراب والغوغائيّة، وهذه لا قيمة لها؛ أمّا إذا أريد لها أن تُنجز بصورة صحيحة ومنتظمة وعقلائيّة، فهي بحاجة إلى أمور عدّة:
- تحتاج إلى معرفة بالساحة. ينبغي للأشخاص الذين يقومون بهذه الحركة أن يعرفوا الساحة جيّدًا، ويعرفوا العناصر الموجودة في هذه الساحة.
- أن يكون لها اتجاه محدّد، اتجاه منطقيّ ومقبول، والاتجاه الذي نقترحه للشعب الإيرانيّ هو الاتجاه والتوجّه نحو المجتمع الإسلاميّ أو الحضارة الإسلاميّة؛ أي إنّنا نصبوا نحو تشكيل مجتمع إسلاميّ.
- وجود العامل الباعث على الأمل والتفاؤل... والنقطة المضيئة عبارة عن الطاقات الوطنيّة.
- لا بدّ لكلّ مرحلة من المراحل من أساليب، ووسائل عمليّة. ففي كلّ مرحلة من الزمن تبرز الحاجة إلى وسائل وأساليب عمليّة»[39].
عقبات أمام جهاد التبيين
1. بثُّ اليأس والإيحاء بالعجز
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أهمّ العقبات الخارجيّة بثُّ اليأس والإيحاء بالعجز...»[40].
2. الركون إلى الكسل
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «وإن ركنّا إلى الكسل، ولم ننهض بالأعمال الملقاة على عواتقنا، فمن الطبيعيّ أن لا ننتظر المعونة الإلهيّة»[41].
3. تبيين الفتنة والمشاكل والاعتراضات
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «التبيين والإيضاح يمكن أن يتمّا بأوجه وأنحاء مختلفة. ذلك النحو الذي يخلق فتنة ومعركة ليس هو النحو المطلوب»[42].
4. العجز عن تشخيص المصلحة
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، في معرض حديثه عن أهمّيّة الوعي والبصيرة، إلى أنّ جهاد التبيين تواجهه مشكلة العجز عن تشخيص المصلحة، فيقول: «تشير الروايات إلى أنّ نفرًا من أصحاب عبد الله بن مسعود... جاؤوا إلى الإمام عليّ بن أبي طالب، وقالوا: يا أمير المؤمنين -وكانوا يعترفون به أميرًا للمؤمنين-: إنّا قد شككنا في هذا القتال. لقد شكّكنا في هذه الحرب، فابعثنا إلى الحدود والثغور لكي لا نشترك في هذا القتال. هذا الاعتزال هو في حدّ ذاته «ضرعٌ فيُحلَب»[43] و«ظهرٌ فيُركَب»[44]. الصمت والاعتزال وعدم التحدّث، تتحوّل أحيانًا إلى ممارسات تساعد على الفتنة. في الفتنة على الجميع ممارسة التنوير والإرشاد، وعلى الجميع التحلّي بالبصيرة»[45].
[1] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام، بتاريخ 25/11/2003م.
[2] سورة آل عمران، الآية 187.
[3] كلمته (دام ظله) في استقباله المشاركين في الدورة 33 للمسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، بتاريخ 18/05/2016م.
[4] سورة الحج، الآية 40.
[5] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام، بتاريخ 25/11/2003م.
[6] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021.
[7] كلمته (دام ظله) في مراسم تخريج دفعة من الضبّاط في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام)، بتاريخ 24/05/2016م.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء قادة حرس الثورة الإسلاميّة ومسؤولي ممثّليّات الوليّ الفقيه في الحرس، بتاريخ 04/07/2011م.
[9] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2022م.
[10] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص435، الكتاب 53.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2022م.
[12] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في مسابقات القرآن الكريم الدولية، بتاريخ 18/05/2016م.
[13] سورة النحل، الآية 125.
[14] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
[15] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 28/08/2011م.
[16] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 07/06/2017م.
[17] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 27/09/2008م.
[18] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء المجلس التنسيقيّ للإعلام الإسلاميّ، بتاريخ 19/01/2010م.
[19] كلمته (دام ظله) في جامعة الإمام الحسين(عليه السلام) لحرس الثورة الإسلاميّة، بتاريخ 23/05/2016م.
[20] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود طلّابيّة، بتاريخ 06/08/2018م.
[21] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود طلّابيّة، بتاريخ 02/07/2016م.
[22] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة - طهران، بتاريخ 19/06/2009م.
[23] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 25/01/2022م.
[24] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص140، الخطبة 95.
[25] كلمته (دام ظله) في لقاء جمع من الطلّاب وعلماء الدين، بتاريخ 13/12/2009م.
[26] كلمته (دام ظله) في اللقاء الرمضاني مع طلّاب الجامعات، بتاريخ 05/07/2016م.
[27] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
[28] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء هيئة الحكومة والمديرين التنفيذيّين، بتاريخ 31/08/2007م.
[29] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة بتاريخ 16/09/1991م.
[30] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود تعبويّة من أنحاد البلاد، بتاريخ 24/11/2009م، وكلمته في خطبة صلاة عيد الفطر السعيد، بتاريخ 19/09/2009م.
[31] كلمته (دام ظله) في لقاء المشرفين على مراسم الحجّ، بتاريخ 01/10/2011م.
[32] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 05/03/2014م.
[33] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 21/05/2019م.
[34] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام، بتاريخ 01/11/2003م.
[35] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
[36] كلمته (دام ظله) في مراسم تخريج دفعة من الضبّاط في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام)، بتاريخ 24/05/2016م.
[37] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي مؤسّسة رواية سيرة الشهداء، بتاريخ 05/07/2010م.
[38] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 11/03/2016م.
[39] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 22/05/2019م.
[40] كلمته (دام ظله) في حديث مُتلفز بمناسبة عيد المبعث، بتاريخ 27/05/2018م.
[41] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 28/07/1999م.
[42] كلمته (دام ظله) في لقاء الرئيس والأعضاء في مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2016م.
[43] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص469، الحكمة الأولى.
[44] المصدر نفسه.
[45] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 22/09/2009م.
67
الفصل السادس : قضايا جهاد التبيين القضايا الإسلاميّة
الفصل السادس : قضايا جهاد التبيين القضايا الإسلاميّة
القضايا الإسلامية
1. المعتقدات الإسلاميّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الأهمّ من هذا كلّه هو قضيّة الثقافة، خصوصًا على مستوى معتقدات الناس، وقناعاتهم... إنّهم ينفقون رساميل ضخمة من أجل التأثير على معتقدات الناس وقناعاتهم، وإخراجهم من نطاق سلطة النظام الإسلاميّ، والقيم الإسلاميّة. وبالتأكيد، فإنّ الترياق المضادّ لهذا هو أن نستطيع تقديم طروحات تبيينيّة وإقناعيّة. وعلى علمائنا ومؤسّساتنا الثقافيّة والإعلامية، وخطبائنا ومؤسّسة الإذاعة والتلفزيون أن يتمكّنوا من تثبيت هذه المعتقدات في أذهان الشعب وتعميقها»[1].
2. حاكميّة الدين الإسلاميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «لا يزال الإصرار من قبل القوى السياسيّة المادّيّة على حصر الإسلام في العمل الفرديّ والإيمان القلبيّ، ويكلَّف المفكّرون والكتّاب والناشطون الفكريّون وأمثالهم بالكتابة عن ذلك، وإثبات أنّ الإسلام لا علاقه له بالقضايا الاجتماعيّة وقضايا الحياة الأساسيّة... بالتأكيد النصوص الإسلاميّة تردّ على ذلك صراحة. ما أقوله عن أداء الحقّ هو أن نسعى إلى تبيين وجهة نظر الإسلام حول نفسه، وبأيّ مجالات الحياة يهتمّ، ولديه وجهة نظر فيها، أو عمل بها، فنبيّنها، ونتحدّث عنها»[2].
3. العقيدة المهدويّة
يعمل العدوّ على القضاء على العقيدة المهدويّة، وزعزعة اعتقاد الناس بها، من أجل نزع الأمل من عقول الشعوب، وخصوصاً الشعوب الإسلاميّة التي تؤمن بهذه النظريّة، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «كان رجال الاستعمار وقادتهم يوصون بأنّه يجب القيام بعمل يؤدّي إلى القضاء على عقيدة المهدويّة بين الناس... إذا لم يتحرّك ولم يثُر الشعب لنفسه، ولم يدرك قيمة مستقبله، عندئذٍ يستطيع الأعداء المجيء، ورسم خطّة له، وتقديم التوصيات، واتّخاذ القرارات... هنا يحيا الاعتقاد بالمهدويّة...»[3].
4. المفاهيم الإسلاميّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ المنظومة المعرفيّة والقيميّة للإسلام هي مجموعة من المفاهيم التي يعدّ إدخالها بين الناس وجعلها موضع التطبيق العمليّ مهمّة كبيرة، ومهمّة للغاية»[4].
5. الصلاة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ترويج الصلاة يعني كلّ خطوة ومسعى يتّخذ في سبيل تعميمها، وشرح أهمّيّتها، وتسهيل أدائها. بمقدور المفكّرين والخطباء، عن طريق خطاباتهم وكتاباتهم، وأصحاب وسائل الإعلام والمنابر بتناولهم الفّنّي الجذّاب للصلاة، ومسؤولي المؤسّسات المختلفة، بما يتناسب ومهامّ مؤسّساتهم، أداء هذا الواجب الكبير. أعتقد أنّ من الأعمال المهمّة لأئمّة الجماعة المحترمين في المساجد موضوع تبيين الصلاة للناس؛ حتّى يعرفوا قدرها. إذا ماحصل هذا، كان للصلاة جودتها ونوعيّتها»[5].
ويقول: «يجب انتهاج الأساليب كافّة، وبذل الجهود كافّة، من أجل تبيين أسرار الصلاة وجماليّتها، يجب نشر كتب أو كتيّبات معرفيّة في الجامعات والمدراس تتحدّث بنحوٍ سلسٍ عن هذا الموضوع»[6].
6. المسائل الثقافيّة
يؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) ضرورة تبيين القضايا الثقافيّة، وشرحها للناس، فهذه القضايا تؤثّر في المجتمع، يقول: «يجب على المنادين بالقضايا الثقافيّة والمدافعين عنها أن يروّجوا لتلك المسائل، ويشرحوا المسائل للنّاس بنحو واضح»[7].
7. السيرة والتاريخ
يضع الإمام الخامنئيّ (دام ظله) الكثير من الأفكار المتعلّقة بتاريخ الجمهوريّة الإسلاميّة التي تحتاج إلى تبيين، وهي:
أ. تبيين جرائم النظام في ربيع العام 1963، حيث كلّف الإمام الخمينيّ العلماء والمبلّغين بضرورة أداء هذا التكليف.
ب. تبيين الحضور الميدانيّ في كانون الأوّل وشباط العام 1979م.
ج. تبيين مسألة الجمهوريّة الإسلاميّة خلال أيّام الاستفتاء.
د. تبيين ضرورة إمداد الجبهات في فترة الدفاع المقدّس.
هـ. تبيين انتهاكات «إسرائيل» وجرائمها أو أعمال المطبّعين على مدى الأعوام المختلفة.
و. الفتن.
ز. تبيين ضرورة المشاركة القصوى في أيّام الانتخابات أو خلال المسيرات.
ح. تبيين الخطوات التي قام بها آية الله منتظري، والتي أفرحت العدوّ[8].
ثمّ يقول (دام ظله) مؤكّداً هذه القضايا: «بلدٌ مارسوا ضدّه الضغوط على مدى مئتي عامٍ من مختلف الجوانب؛ لتحطيم جميع الخصال البارزة في شعب عظيم، وإضعافه، وقمعه. لو راجعتم تاريخ الأعوام المئتين الأخيرة، لأدركتم بنحو أفضل عظمة ما قام به الإمام. إنّني أؤكّد للشباب قراءةَ هذه المرحلة التاريخيّة. على الأجهزة الإعلاميّة أن تبيّن للشعب حقيقة ما جرى عليه خلال تلك المدّة»[9].
ويقول (دام ظله)، وهو يتحدّث عن الثورة الدستوريّة: «نحن نحتاج -بالفعل- إلى تاريخ موثوق وواضح عن مرحلة الثورة، أن نبيّن الثورة الدستوريّة بنحو واضح. يجب في المدارس أن يتمّ تبيين هذا التاريخ على المستويات كافّة؛ فإنّه سينتشر بنسخته الحقيقيّة. الحقيقة أنّنا لسنا نملك تاريخًا كاملًا وشاملًا عن المرحلة الدستوريّة؛ في حين أنّ ما دُوِّن عن الثورة الدستوريّة؛ إنّما يعود إلى ما كتبه ناظم الإسلام وآخرون في ذلك الوقت، ونُشر بين الناس، فيقرؤونه ويستنتجون من خلاله عن الثورة الدستوريّة أمورًا غالبًا ما لا تكون صحيحة»[10].
8. القضايا الفقهيّة الإشكاليّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في معرض حديثه عن قضيّة التطبير كنموذج للقضايا الفقهيّة الإشكاليّة التي تحتاج إلى أن يتعرّفها الناس، ويتمّ توضيح رأي الإسلام فيها: «التطبير، وهو موضوع بيّن الغيّ. وتحدّث بهذا الأمر عدد من العلماء الكبار، وتقبّلوا هذا الكلام، كما تقبّله الناس... علينا أن نوضّح هذه الأمور كي يتعلّق جيلنا الشاب بالإسلام»[11].
القضايا الاجتماعيّة والتربويّة
1. حقوق المرأة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «مسألة أخرى تُعدّ من المسائل الضروريّة، هي ضرورة تبيين حقوق المرأة والرجل من وجهة نظر الإسلام. وعلى النساء العمل في هذا المجال، لكن يجب على أولئك الذين لديهم اطّلاع على المعارف الإسلاميّة أن يبذلوا الجهود لكي يبيّنوا بنحو صحيح وجهة نظر الإسلام في المواضع التي تختلف فيها حقوق المرأة عن حقوق الرجل؛ وذلك كي يعلم الجميع أنّ وجهة النظر هذه تستند إلى الطبيعة والفطرة الإنسانيّة للمرأة والرجل، وهي مطابقة لمصالح المجتمع. بطبيعة الحال، ثمّة أعمال جيّدة أُنجِزَت على هذا الصعيد، ويجب أن تستخدِم هذه الأعمال اليوم لغة العصر. ففي السابق كان هناك أعمال جيّدة في هذا المجال، وإذا ما طالع المرء والتفت إليها، سيذعن لهذه الأمور، ويُصدّق بها»[12].
2. تأسيس الأسرة والإنجاب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «هنا، لا بدّ لي أن أذكر جملة حول مسألة الزواج في وقته وأوانه. عليكم أنتم -أيّها المدّاحون لأهل البيت الأعزّاء- أن تروّجوا لهذا الأمر في وسائل إعلام البلاد. فهذه المسألة هي من جملة المسائل التي يجب ترويجها في البلاد.
الزواج في وقته وأوانه، والذي لا تأخير فيه هو من الأمور الضروريّة والواجبة. إنجاب الأولاد وزيادة النسل هما من جملة الوظائف المهمّة والأساسيّة التي يجب أن تنجز، حيث إنّ كلا الأمرين -الزواج في الوقت المناسب، وإنجاب الأولاد- هما من الضرورات الحياتيّة الحاليّة والمستقبليّة للبلاد. يجب أن تكون لهذه المفاهيم مكانة لائقة في كلامكم مع الناس»[13].
3. موقع المعلّم ووظيفته
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من مهمّاتنا الواجبة هو أن يعرف جميع أبناء شعبنا من الصغير والكبير، ومن المسؤولين الرفيعي المستوى إلى كلّ أبناء الشعب، قدر المعلم، ويدركوا أهمّيّته، ويعرفوا حرمته. هذه من المهمّات الأساسيّة جدًّا. على وسائل الإعلام أن تمارس دورها، وعلى المسؤولين أن يمارسوا دورهم في هذا المجال. ويجب عدم الاكتفاء بالمجاملات، بل ينبغي التفهيم، فنفهم كم هو مهمّ دور هذا الرجل أو المرأة اللذَين ينفقان عمريهما في الصفّ من أجل تربية شبابنا وأطفالنا وأبنائنا. بالتأكيد، يجب على المعلّم نفسه أن يدرك هذا الدور بنحو صحيح، ويفهم أهمّيّته. هذه من مهمّاتنا الأساسيّة. إذًا، قيمة المعلّم، وأسبوع المعلّم، ويوم المعلّم، أمور على جانب كبير من الأهمّيّة»[14].
4. قضيّة الحجاب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في معرضه حديثه عن الحجاب والترويج له، ومواجهة السفور: «عندما تقولون: كيف ينبغي لنا أن نتصرّف؟ فنقول: انظروا، عليكم أن تستخدموا الدعايات؛ أي إنّ عليكم أنْ تتّبعوا الأساليب نفسها التي يتّبعها أولئك من أجل إضعاف الاعتقاد بالحجاب؛ أي إنّ عليكم أن تعقدوا جلسات حول الحجاب، ولتبحثوا وتفكّروا حوله، سواء على الصعيد الدينيّ أو على الصعيد الاجتماعيّ؛ وانتهجوا أسلوب الترويج لنظريّاتكم، فما تعتقدونه صحيحًا قوموا بالإفصاح عنه، ولا تقلقوا أنّهم قادمون للقضاء على رغبة الناس في الحجاب، فظاهرة الحجاب لن تزول»[15].
5. الحياة الإسلاميّة الإيرانيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ قضيّة نمط الحياة الإسلاميّة... التي طرحناها سابقًا، قضيّة جديرة بالبحث والدراسة، فبيّنوها وعالجوها أنتم أنفسكم على الصعيد العمليّ وعلى الصعيد التبيينيّ بالمسائل الثقافيّة، هذه من المسائل المهمة؛ فبيّنوها»[16].
القضايا السياسيّة
1. قضايا الحكم الإسلاميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من أهمّ القضايا التي يمكن طرحها: قضيّة الحكم الإسلاميّ، فالحكم في منطق الإسلام يختلف اختلافًا جوهريًّا عن الحكم الحاليّ في العالم. هو ليس مثل النظام الملكيّ، ليس مثل رئاسات العالم اليوم، ليس مثل أصحاب الأوامر، ليس مثل قادة الانقلابات؛ ليس مثل أيّ من هذه؛ إنّه شيء خاصّ يعتمد على المبادئ الروحيّة. أسلوب الحكم الإسلاميّ هو: أن تكون شعبيًّا ومتديّنًا ومؤمنًا، وألّا تكون أرستقراطيًّا، وألّا تسرف، وألّا تكون قمعيًّا»[17].
2. تبيين الدستور الإسلاميّ وتعزيزه
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من المهمّ إيضاح... وتعزيز الدستور... وقد بُذلت جهود كبيرة طوال هذه الأعوام الأربعة والعشرين أو الخمسة والعشرين لأجل تزيين هذا البناء الرفيع الفخم، وتجميله من الداخل»[18].
3. تبيين نظام الجمهوريّة الإسلاميّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ الدور العامّ للحوزات والأفراد والعلماء في مختلف المجالات، وكذلك علماء الدين الواعين، والمفكّرين الموجودين في مختلف أرجاء البلاد، أن يبيّنوا الفكر الأساسيّ والنظريّة البنيانيّة المتعلّقة بالجمهوريّة الإسلاميّة، التي هي نفسها نظريّة حاكميّة الإسلام وسيادته في شؤون الحياة كافّة، وفي الشؤون البشريّة كافّة، عبر استخدام المنطق، ومع مراعاة مختلف الجوانب»[19].
4. أهداف الثورة الإسلاميّة وشعاراتها
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «لا بدّ من تبيين الأهداف وشرحها. إذا لم تتبيَّن الأهداف، فستكون هناك حيرة واضطراب. ينبغي تبيين الأهداف. من أهمّ أهداف هذه الصحوة التي ينبغي تبيينها: التحرّر من هيمنة الاستكبار، محوريّة الإسلام، بناء النظام، تشكيل المجتمع الإسلاميّ، العدالة الاجتماعيّة»[20].
5. إنجازات الثورة الإسلاميّة على المستويات كافّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنجازات الثورة عظيمة حقًّا ومُدهشة. لسوء الحظّ، قصّرنا كثيرًا في شرح هذه الإنجازات. أحيانًا يُقال شيء ما في كلمة هنا أو خطاب تلفزيونيّ هناك، لكن ثمّة أكثر من هذا بكثير من الميادين لنتكلّم فيها عن إنجازات الثورة. في الواقع، حقّقت الثورة إنجازات هائلة في المجالات الأهمّ للحياة الاجتماعيّة»[21].
6. السيادة الشعبيّة الدينيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) عند حديث عن السيادة الشعبيّة الدينيّة: «بالتأكيد قد لا يكون بعض فقهاء أهل السنّة -سواء الفقهاء الشافعيّون في مصر، أو المالكيّون في بلدان أخرى من تلك المنطقة، أو الحنفيّون في بلدان أخرى- من القائلين بولاية الفقيه. لا بأس، نحن لا نريد أن نعرض عليهم بالضرورة مبنانا الفقهيّ أو نصرّ عليه، فقد تتّخذ سيادة الشعب الدينيّة أشكالًا متنوّعة. علينا أن نشرح لهم ونفهمهم هذا المبنى لسيادة الشعب الدينيّة، ونقدّمه لهم كهديّة. ومن الأكيد، أنّ هذه الشعوب سوف ترتاح لسيادة الشعب الدينيّة. هذه مهمّة تقع على عواتقنا، ويجب أن ننهض بها، حتّى لا ينتهز أعداء هذه الشعوب الفراغات والثغرات الموجودة. يجب ملء هذه الفراغات بالإسلام»[22].
7. معرفة الإمام الخمينيّ (قدس سره) وخطّه
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أشعر بالقلق على أجيال الشباب الطاهرة والمستعدّة للحضور في الساحات المختلفة ألّا تتوفّر لديها الفرصة لمعرفة الإمام، وألّا نستطيع إطلاع أجيال المستقبل على هذه المحبّة والمعرفة والارتباط بذلك الإمام الجليل. وعليه، أطلب منكم أن تبذلوا جهدًا في هذا المجال، وأن ترسموا مستويات عالية من هذه الأهداف، وألّا ترضوا بأقلّ منها... فيجب أن يكون هذا النهج معلومًا، واضحًا، وأن تُشرح مواقف إمامنا الجليل بنحو واضح»[23].
لذا، يؤكّد (دام ظله) على ضرورة الرجوع إلى فكر الإمام الخمينيّ (قدس سره) وخطاباته، ويحذّر من:
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الإمام الخمينيّ نفسه هو مَن أبرزَ المعايير، وسلوك الإمام الخمينيّ وأقواله معيار أيضًا. من حسن الحظّ، أنّ خطابات الإمام الخمينيّ هي في المتناول ومكتوبة كذلك، فيما تسطّر وصيّته بنحو واضح كلّ ما يحتويه قلب الإمام وفكره لمستقبل الثورة. علينا أن لا نسمح بشرح هذه المعايير بصورة خاطئة، أو أن تبقى خفيّة، أو أن تُنسى. إذا قمنا بشرح هذه المعايير بنحوٍ خاطئ، فكأنّما أضعنا البوصلة أثناء سيرنا في طريقٍ ما، أو أنّ هذه البوصلة قد تعطّلت... عندئذٍ سيدخل الإنسان في حيرة كبيرة. عندما تُشرح آراء الإمام الخمينيّ بطريقة خاطئة، فكأنّما تعطّلت بوصلة إنسانٍ ما، وأضاع الطريق، عندئذٍ يقوم كلّ شخص بإطلاق الكلام الذي يُعجبه، فيستغلّ المسيئون هذه الفرصة، ويشيرون إلى الطريق الخاطئ، لعلّ الشعب يقع في الخطأ»[24].
8. مواجهة الخلافات الداخليّة والشائعات
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من الواضح أنّهم يولون أهمّيّة كبرى لمسألة الخلافات. عليكم التحرّك في مواجهة هذا التيّار. عليكم في بادئ الأمر، أن تحدُّوا من الخلافات، ثمّ عليكم أن تدحضوا شائعة الخلافات التي يروّجها العدوّ وينمّيها. أولئك الذين يعزّزون الخلافات في الداخل، هم كأولئك الأجانب الذي يريدون نشر شائعات الخلافات في البلاد. ثمّة أيدٍ قذرة وحقيرة وضعيفة تسعى لبثّ الخلاف، وإذا ما أدركوا أنّه ليس باستطاعتهم إيجاد خلاف ما، يقومون بنشر شائعات أنّ الخلافات موجودة. يسعى العدوّ دومًا إلى إلحاق الهزيمة بجبهة الحقّ، لكن عندما يرى أنّه لا يستطيع نشر الشائعات ينهزم، وعندما ينهزم يقوم بالتراجع. هذا هو عمل العدوّ. عليكم أن تتحرّكوا في مواجهة هذا العمل»[25].
9. التذكير بأيّام الله
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «يجب أن لا نسمح بنسيان الأيّام الكبرى، الأيّام الكبرى في كلّ بلد ولكلّ شعب هي تلك التي أُنجز فيها حدثٌ إلهيّ على يد الشعب، قال تعالى: ﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰت لِّكُلِّ صَبَّار شَكُور﴾[26]؛ يأمر الله تعالى رسوله الأكرم في القرآن بأنْ يذكّرهم بأيّام الله. وأيّام الله هي الأيّام الكبرى الصانعة للتاريخ... لذلك يجب أن نتذكّرها، وينبغي أن لا نتركها تُنسى»[27].
ويقول: «ولو جرى تببين كلّ واحد منها وتوصيفه، لكان مبعث فخرٍ لشعبٍ بأكمله»[28].
10. فكر المقاومة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «روّجوا لنظريّة المقاومة ضدّ العدوّ الشرس، وانشروها. لا يتصوّر بعضهم أنّ كون العدوّ يمتلك قنابل وصواريخ وما إلى ذلك، ولديه أجهزة إعلاميّة، فيجب أن نتراجع. لا أبدًا، فنظريّة المقاومة نظريّة أصيلة وصحيحة، سواء على المستوى النظريّ أو على المستوى العمليّ، ويجب أن يُروّج لها من الناحية النظريّة، ومن الناحية العمليّة.
من الناحية النظريّة، أن تبيّنوا وتوضّحوا، وأنتم الشباب تستطيعون تبيين نظريّة المقاومة هذه بنحو جيّد جدًّا، سواء في ما بينكم، أو في البيئة والأجواء التي تعيشون فيها، أو حتّى في العلاقات مع البلدان الأخرى والشباب الآخرين. بيّنوا نظريّة المقاومة، وأنّ هدف الاستكبار هو السيطرة والهيمنة والتسلّط على الشعوب. بيّنوا هذا المعنى وأوضحوه للجميع؛ لكي يعلموا أنّ هذا هو هدف الاستكبار. ومن الناحية العمليّة، نعتقد أنّ تيّار المقاومة هو حقّ الشباب، شباب العراق، وشباب سوريا وشباب لبنان، والشباب في شمال إفريقيا، والشباب في مناطق شبه القارّة وأطرافها. ثمّة شباب يقاومون أميركا، ويقفون ويصمدون في وجهها، وهذا حقّهم، ونحن نرى ذلك حقًّا لهم، وتعزيز هذه التيارات ودعمها يعني دعم نظريّة المقاومة»[29].
11. جهاد الدفاع المقدّس
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «لقد كان التجمّع الفاعل، الذي انخرط في الدفاع المقدّس، نسيجًا محبوكًا، وتركيبًا عجيبًا وغريبًا من النساء والرجال، والآباء والأمّهات والشباب وأهل المدن والقرى والتجّار، وطلّاب الجامعات والمدارس وروّاد المساجد والحسينيّات. فالجميع كان مشاركًا في هذه القضيّة. كلّ صنف من هؤلاء يصلح لأن يكون موضوعًا، وهذه الموضوعات يمكن أن تدخل إلى مختلف المجالات الفنّيّة في بلدنا... يجب -برأيي- أن نكتب ونتحدّث، ونصف، ونشرح ما جرى في الدفاع المقدّس لخمسين عامًا لاحقة، وأن نستخدم الفنون على اختلاف أنواعها من أجل تبيين هذا الحدث العظيم»[30].
ويقول (دام ظله): «ينبغي أن يكون محتوى التقرير زاخرًا بالتبيين والمعرفة، وبيان الحقائق والنقاط المميّزة والإيجابيّة للدفاع المقدّس، وقيم الدفاع المقدّس»[31].
12. حياة الشهداء (رضوان الله عليهم) وسيرهم وإنجازاتهم
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أن نحاول، عند عرض سير الشهداء وحياتهم، شرح خصوصيّاتهم الحياتيّة، وأسلوب حياتهم، وطريقة عيشهم... فلنتذكّر أن لا ننسى مبادئ الشهداء، وأهدافهم التي تتمثّل في الله والإسلام وإسلام الثورة، والحكومة الإسلاميّة، وحاكميّة الدين»[32].
13. الجماعة المؤمنة المتديّنة الثوريّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «التشدّد والتساهل -بمعنى الإفراط والتفريط- كلاهما سيّئ؛ هذا معلوم، ولكن ما هو التطرّف والتشدّد؟ وما هو التساهل؟ وما هو الخطّ الوسط؟ هذا ليست أمورًا واضحة بيّنة، وتحتاج إلى تبيين... لا تتّهموا التيّار المؤمن المتديّن، والتيّار الثوريّ، وشباب حزب الله بالتشدّد، هؤلاء هم الحاضرون في الساحة بكلّ وجودهم وبكلّ إخلاص»[33].
14. التبعيّة السياسيّة للعدوّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ثمّة جهاد أطلق الله تعالى عليه «الجهاد الكبير»، وهو هذا الجهاد. ولكن ماذا يعني «الجهاد الكبير»؟ يعني عدم إطاعة العدوّ، وعدم إطاعة الكافر، وعدم إطاعة الخصم الذي نواجهه في ساحة النزال؛ وماذا تعني الإطاعة؟ تعني التبعيّة. ولا يجوز الاتّباع، في أيّ المجالات؟ في مختلف الساحات والميادين؛ التبعيّة في مجال السياسة، في مجال الاقتصاد، في مجال الثقافة، في مجال الفنّ. فلا تتّبع العدوّ في شتّى الميادين والمجالات، هذا هو «الجهاد الكبير». إنّ لعدم الاتباع هذا من الأهمّيّة إلى الحدّ الذي يوصي الله سبحانه وتعالى نبيّه به مرارًا وتكرارًا، كما في الآية الأولى من سورة الأحزاب المباركة، والتي تهزّ القلوب: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيما﴾[34]»[35].
ويؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) ضرورة السعي لتبيين الجهاد الكبير، فيقول: «الجهاد الكبير منوط اليوم بالتبيين إلى درجة كبيرة»[36].
15. مواجهة الاستكبار العالميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عليكم أن تكونوا حذرين للغاية. هذا ما ننتظره من جيل الشباب. علينا ألّا نكتفي بقول: الموت للاستكبار أو الموت لأميركا. هذا شعار ضروريّ ولازم، لكنّه لا يعبّر عن مجمل القضيّة. من جملة الأفعال التي قلنا إنّه يجب أن تترافق مع الشعار، العمل على تطبيق هذه الشعارات. عليكم أنتم الشباب أن تجتمعوا معًا، وأن تتحدّثوا وتجدوا السُبل إلى هذا الأمر. هذا ما كنت أعنيه بأنّ على الجامعة والوسط الشبابيّ فيها أن يكون سياسيًّا. عليكم أن تبيّنوا هذا الأمر الذي هو بمثابة راية تُحدّد هذا الشعب وهذه البلاد -أي المواجهة مع الاستكبار العالميّ- وتشرحوه»[37].
16. العلاقات مع أمريكا
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «يجب أن تبيّنوا وتقولوا كلامكم وآرائكم في قضايا البلاد المهمة... وحول العلاقات مع أمريكا هذه أمور غير واضحة بالنسبة إلى الكثيرين. وإذا لم تكن واضحة بالنسبة إليكم أنتم -المجامع الطلّابيّة في الجامعات- فيجب أن توضّحوها لأنفسكم، وإذا كانت واضحة فأوضحوها للطلبة الجامعيّين. لماذا أصرُّ هذا الإصرار كلّه على أنّ العلاقات مع أمريكا يجب أن لاتكون حتّى على مستوى المفاوضات، باستثناء بعض الأمور المحدّدة المعيّنة التي تقتضيها المصلحة؟ لهذا سببه»[38].
القضايا الاقتصاديّة
1. الاقتصاد المقاوم والاقتصاد الهجوميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «على صعيد الشؤون الاقتصاديّة، أثاروا فكرة الاقتصاد الهجوميّ. لا بأس، أنا لم أفكّر في الاقتصاد الهجوميّ. إذا كان ثمّة شرح وتبيين للاقتصاد الهجوميّ، وعلى حد تعبيرهم المكمّل للاقتصاد المقاوم، فما الإشكال في الأمر لنطرح هذه الفكرة أيضًا... يمكنكم عرض فكرة الاقتصاد المقاوم بلغة جامعيّة، وتبيين حدودها»[39].
2. قيمة العمل والعامل
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من الواجبات الكبرى على
المجتمع الإسلاميّ والمسؤولين أن يوضّحوا قيمة العمل للرأي العامّ، فيكون العمل قيمة، لا مجرّد حاجة. بالتأكيد العمل حاجة للمجتمع، وحاجة للفرد نفسه، وهو حاجة للحياة، وأيضًا حاجة روحيّة ونفسيّة، لكنّه ليس مجرّد حاجة، بل هو قيمة عليا في المجتمع. هذا ما يجب أن نحوّله إلى فهم عامّ وإدراك عامّ بين الناس. إذا اتّضح هذا المعنى بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، عندئذٍ سوف ترتقي أهمّيّة العامل ومكانته. ينبغي تعريف العامل في المجتمع على أنّه ذو مكانة عالية. لا فرق بين عامل وآخر، وإلى أيّ قطاع انتمى، وسواء كان في هذه القطاعات التي ذُكرت بالاسم، وأنتم أيّها الأعزّاء ممثّلو تلك القطاعات، أو سائر القطاعات، وأينما كان هناك عمل وحراك وإنتاج»[40].
3. التقدّم والعدالة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «هذا الموضوع الذي يستشرف المستقبل هو شعار العقد الرابع الذي دخلنا فيه: التقدّم والعدالة. بطبيعة الحال، بمجرّد الإعلان والكلام لن يحصل تقدُّم، ولن تحصل عدالة، لكنّ التبيين والتَكرار وترسيخ الهمم والعزائم، تساعد في حصول التقدّم والعدالة»[41].
ويقول: «قضيّة التقدّم موضوع على جانب كبير من الأهمّيّة، يجب أن نطرحها ونناقشها»[42].
4. المشاريع والخطط الاستراتيجيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ثمّة نقطة أخرى حول الوثيقة [وثيقة التحوّل]، هي تبيينها... تصلنا التقارير بأنّ ثمّة الكثير من الأماكن لا علم لها بهذه الوثيقة. منذ سنوات، وأنا أتحدّث عن «وثيقة التحوّل» وأؤكّدها، ثمّ يسمع مدير القسم الفلانيّ بمصطلح «وثيقة التحوّل»، لكنّه لا يعلم ما المقصود منها. هذا غير مقبول. هذا المدير إذا لم يفهم ما معنى «وثيقة التحوّل»، ولم يُعجب بها، لن يجد رغبةً في تطبيقها. يجب توضيح المقصود منها وتبيينه ليس للمديرين فقط، بل حتّى للموظّفين الأساسيّين والمعلّمين. يجب أن يعرف المعلّمون ما «وثيقة التحوّل». يجب أن تنظّموا الوثيقة على نحو تكون معه جذّابة لكلّ مَن يطلّع عليها، ويقرؤها، ويريد أن يفهمها»[43].
ويؤكّد (دام ظله) أيضًا ضرورة شرح المشاريع والطروحات الاستراتيجيّة كلّها؛ فمثلًا حول وثيقة التحوّل المتعلّقة بقطاع التربية والتعليم، يقول: «إنّ الوسائل الإعلاميّة ومؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، يجب أن تساعد في هذه العمليّة، بل يقترح أحيانًا تأسيس قناة خاصّة في الإذاعة والتلفزيون لهذه القضيّة؛ ليمكنها تبيين هذا الموضوع وتفهيمه»[44].
5. الفساد وكيفيّة محاربته
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «فلنحارب الفساد حقًّا... ولنتعامل معه كما ينبغي، ومن ثمّ نبيّن كيف تعاملنا معه للناس. لنفتّش عن الشخص الفاسد أو الجماعة الفاسدة، ولنتعامل معه تعاملًا قانونيًّا قويًّا مرضيًّا، ومن ثمّ لنُطلع الناس على ما قمنا به، ولنقُل لهم إنّ هذا الأمر حدث؛ فهذا هو العمل الصائب والصحيح»[45].
[1] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 03/09/2014م.
[2] كلمته (دام ظله) في لقاء ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة وعدد من مسؤولي النظام، بتاريخ 22/10/2021م.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة وخريجي اختصاص المهدويّة، بتاريخ 08/07/2011م.
[4] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 24/02/2021م.
[5] كلمته (دام ظله) إلى مؤتمر الصلاة الثاني والعشرين، بتاريخ 03/09/2013م.
[6] كلمته (دام ظله) إلى التجمّع السنويّ للصلاة، بتاريخ 21/09/1996م.
[7] كلمته (دام ظله) بمناسبة حلول العام 1374ش، بتاريخ 21/03/1995م.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من التعبويّين بمناسبة أسبوع التعبئة، بتاريخ 25/11/1997م.
[9] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 01/10/1999م.
[10] كلمته (دام ظله) في لقاء المجلس المركزيّ واللجان العلميّة للمؤتمر المقام بمناسبة الذكرى المئويّة للثورة الدستوريّة، بتاريخ 29/04/2006م.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 07/05/2005م.
[12] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من النساء، بتاريخ 20/10/1997م.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء متلفز مع مادحي ذكر أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 05/02/2021م.
[14] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من المعلّمين من أنحاء البلاد، بتاريخ 04/05/2011م.
[15] كلمته (دام ظله) في جلسة أسئلة وأجوبة مع المديرين المسؤولين عن الصحف الطلّابيّة، بتاريخ 24/02/1999م.
[16] كلمته (دام ظله) خلال لقاء وفود طلّابية، بتاريخ 02/07/2016م.
[17] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2022م.
[18] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام، بتاريخ 05/08/2003م.
[19] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس الخبراء، بتاريخ 05/02/1998م.
[20] راجع: كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في المؤتمر العالميّ للأساتذة الجامعيّين في العالم الإسلاميّ، وفي دول الصحوة الإسلاميّة، بتاريخ 11/12/2012م، وكلمته في لقاء متلفز مع ممثّلي الهيئات الطلّابيّة، بتاريخ 11/05/2021م.
[21] كلمته (دام ظله) في خطاب متلفز مع أهالي محافظة أذربيجان الشرقيّة، بتاريخ 19/02/2021م.
[22] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 07/09/2011م.
[23] كلمته (دام ظله) في لقاء المشرفين على إقامة مراسم رحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 02/05/1997م.
[24] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2010م.
[25] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
[26] سورة إبراهيم، الآية 5.
[27] كلمته (دام ظله) في لقاء المسؤولين والمنظِّمين لقوافل «سالكي طريق النور»، يرافقهم عدد من قادة الدفاع المقدّس، بتاريخ 06/03/2017م.
[28] كلمته (دام ظله) في لقاء أهالي محافظة أذربيجان الشرقيّة، بتاريخ 18/02/2016م.
[29] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود طلّابيّة، بتاريخ 02/11/2018م.
[30] كلمته (دام ظله) في لقاء منتجي الفيلم السينمائيّ شيّار 142، بتاريخ 16/06/2014م.
[31] كلمته (دام ظله) في لقاء المشرفين على برنامج «سالكي طريق النور»، بتاريخ 06/03/2017م.
[32] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء اللجنة المشرفة على مؤتمر تكريم شهداء محافظات كهكيلويه وبوير أحمد، وخراسان الشماليّة، بتاريخ 25/09/2016م.
[33] كلمته (دام ظله) في لقاء القيمين على إقامة الانتخابات، بتاريخ 20/01/2016م.
[34] سورة الأحزاب، الآية 1.
[35] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 26/05/2016م.
[36] كلمته (دام ظله) في لقاء جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) لإعداد ضبّاط حرس الثورة الإسلاميّة، بتاريخ 23/05/2016م.
[37] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 29/10/1996م.
[38] كلمته (دام ظله) في لقاء وفود طلّابية، بتاريخ 2/7/2016م.
[39] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الطلّاب، بتاريخ 06/08/2012م.
[40] كلمته (دام ظله) في لقاء العمّال بمناسبة أسبوع العمل والعمّال، بتاريخ 24/04/2019م.
[41] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة وطلّاب محافظة كردستان، بتاريخ 17/05/2009م.
[42] كلمته (دام ظله)في لقاء شباب محافظة خراسان الشماليّة، بتاريخ 13/10/2012م.
[43] كلمته (دام ظله) في اتّصال مُتلفز مع رؤساء ومديري التربية والتعليم، بتاريخ 01/ 09/2020م.
[44] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من المعلّمين والمثقّفين من أنحاء البلاد، بتاريخ 06/05/2015م.
[45] كلمته (دام ظله) لدى لقائه رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 15/07/2018م.
85
الفصل السابع: الجهات المعنيّة بالتبيين ووظائفها
الفصل السابع: الجهات المعنيّة بالتبيين ووظائفها
يؤكّد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) ضرورة أن تتحوّل قضايا التبيين إلى أمر دائم ومستمرّ ومكرّر، حتّى نصل إلى أن تصبح الأمور خطابًا عامًّا، فيقول: «عدد كبير من السادة من أئمّة الجمعة أو الشخصيّات البارزة في المحافظات أو في العاصمة، ولكم منابركم، وتستطيعون التحدّث مع الناس ومخاطبتهم؛ فكرّروا، وقولوا إلى أن تصبح الفكرة خطابًا. والخطاب هو تلك الفكرة الشائعة بين الناس والتي تتحوّل إلى مطلب عام من قبل الشعب. عندما يتحوّل الشيء إلى مطلب عامّ وخطاب عامّ فسيقترب بنحو طبيعيّ من التطبيق العمليّ، وكذا الحال بالنسبة إلى هذه القضيّة أيضًا»[1].
وهذا ما يؤكّده في صناعة الخطاب، ولنعبّر عنه بالخطاب التبيينيّ، يقول: «هذه النجاحات نابعة من صناعة الخطاب؛ لأنّ صناعة الخطاب تؤدّي إلى أن يجري غرسه في أذهان الجميع، وأن يتولّد فيهم دافع ومحفّز، وكأنّه يجري إنشاء جادّة وسيعة وخطّ سريع، يتسبّب في أن يرغب الجميع في السير فيه.
ومن هنا، فصناعة الخطاب مسألة بالغة الأهمّيّة، علمًا أنّ صناعة الخطاب لا تتحقّق عبر تَكرار كلمة «الاقتصاد المقاوم»، فلا ينبغي تَكرار هذه الكلمة بالمستوى الذي يؤول إلى استهجانها واستقباحها، بل يجب تبيينها من خلال الشرح والتوضيح، وما شابه ذلك»[2].
الجهات المعنيّة بالتبيين
1. الجهات والمؤسّسات الدينيّة
أ. مجلس الشورى الإسلاميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إذا كان لديكم، كنوّاب لمجلس الشورى الإسلاميّ، التأثير اللازم، فإنّ كثيرًا من المشاكل والأمور الضبابيّة ستعالَج... عليكم شرح الحقائق للناس، وأن يدرك الناس في هذا البلد ما الذي يحدث، وما الذي يخطّط له العدوّ. هكذا تكون المنابر الحرّة، المجلس لديه هذه الخاصّيّة، عندما يكون هنالك إبهام أمام الناس، عندما يقوم العدوّ بطرح إشكاليّات، عندما ينشر بذور التردّد في المجتمع، فإنّ وظيفتكم هي أن تنتزعوا بذور التردّد هذه، وأن توضّحوا الحقائق للناس»[3].
ب. علماء الدين
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) حول وظيفة علماء الدين: «إنّ أهمّ وظيفة يجب أن تقوم بها الحوزات العلميّة بشكل جماعيّ، والعلماء الأفاضل بشكل فرديّ، عبارة عن إنتاج الفكر؛ إنتاج الفكر الإسلاميّ، وتبيين المبادئ الإسلاميّة القويمة وتعزيزها، والصمود في مواجهة الشبهات التي يوردها الأعداء حول حاكميّة الإسلام»[4].
ويقول: «في النظام الإسلاميّ، وظيفة العلماء ليست أحكام الصلاة والصوم فقط، بل عليهم توعية الشعب، أن يبيّنوا لهم الحقائق، ويرفعوا مستوى البصيرة لديهم»[5].
وهنا، يشير (دام ظله) إلى أهمّيّة صلاة الجمعة في التبيين، ودورها الرائد في هذا الأمر، فيقول: «يجب علينا الدفاع، وهذا يحتاج إلى مركز عمليّات ومقرّ، كما هي الحال في مقرّات ساحة الحرب. وصلاة الجمعة تعدّ من أهمّ هذه المقرّات، وهي مقرّ الإيمان؛ مقرّ التقوى. فلننظر إلى صلاة الجمعة بهذا المنظار. وأنتم قادة هذه المقرّات، فإن لكلّ مقرٍّ من مقرّات الحرب قائدًا، والقائد لمقرّ إمامة الجمعة هو إمام الجمعة بنفسه. حسنًا، الهدف الأساس لهذا المقرّ هو التبيين، كما كان الهدف الرئيس لأنبياء الله هو التبيين؛ بيان الحقيقة. إنّ صلاة الجمعة كما هو ظاهر من اسمها، مكانٌ للتجمّع ومحلٌّ للاجتماع، وهي تشكّل فرصة كبيرة للتبيين»[6].
ويقول أيضًا: «كان ينتشر قبس من النور إلى أنحاء البلاد انطلاقًا من مركز صلاة الجمعة هذا. كانت الحقائق تُشرح للناس، ويُدرك الناس ما الذي يحدث في هذه البلاد، وما الذي يفعله العدوّ. هكذا تكون المنابر الحُرّة»[7].
2. جهات الدولة ومؤسّساتها وأجهزتها
أ. أعضاء مجلس خبراء القيادة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «مجلس خبراء القيادة مكوّن من شخصيّات كبيرة، وعلماء وشخصيّات بارزة في المحافظات، وبوسع هؤلاء أن يؤثّروا، ويمكنهم أن يسمعوا كلام الناس، ويطرحوه هنا... أو أن يبيّنوا الحقائق والأمور المهمّة للناس من خلال موقعهم الخبرويّ والشخصيّ، سواء في صلوات الجمعة أو في مواطن أخرى... واجبنا الرئيس هو التبيين، يجب أن نبيّن»[8].
ب. المسؤولون في الدولة بمختلف شرائحهم
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عليكم أن تتكلّموا مع الناس، وتخاطبوهم وجهًا لوجه، وتشرحوا لهم القضايا والأمور؛ قولوا لهم إنّ العدوّ يريد أن يستفيد من الثغرة الاقتصاديّة، صارحوهم، وقولوا إنّنا بالتأكيد نواجه مشكلات اقتصاديّة... ونحتاج إلى مساعدتكم، قولوا إنّنا سنقف في وجه هذا الأمر بكلّ قوّتنا»[9].
ويقول: «هذا هو السبب في أنّ الإمام الخمينيّ (قدس سره) كان يقول للمسؤولين مرّات عديدة -وأكّدنا نحن أيضًا مرّات عديدة- إنّ عليهم أن يعلنوا للشعب عمّا يقومون به من أعمال؛ ليعلم الناس قدر المهامّ التي يضطلعون بها»[10].
ج. مسؤولو السلطة القضائيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الحضور بين الناس والتواصل مع المجموعات الفعّالة في المجتمع، الناشطين الأكاديميّين والحوزويّين والاقتصاديين، والناشطين في مجال حقوق المرأة؛ إذ إنّ بعضهم ينشطون في هذا المجال، أو مسألة القوميّات؛ التواصل مع هؤلاء مهمّ للغاية. ومن المهمّ جدًّا أن يكون مسؤولو السلطة القضائيّة، وبخاصّة رئيسها، على علاقة مع المجموعات التي تعمل في هذه المجالات»[11].
د. أعضاء الحكومة والمديرون التنفيذيّون
في هذا الصدد، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عليكم أن تفعّلوا العلاقات العامّة لديكم، في مختلف الاتّجاهات... تعلّموا وسائل البيان وأنواعه؛ إذ إنّ بعض الوسائل لا يحصل منها فائدة، وهذا حتمًا نقص ينبغي جبرانه»[12]، «وطريقة التبيين هي أن تجلسوا وتبينّوا في المجالس العموميّة مع الناس، توضّحوا لهم، يسألوكم وتجيبوهم، وتنقله وسائل الإعلام»[13].
ويتابع الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ المنهج الصحيح والوحيد تجاه الانتقادات هو المنهج التبيينيّ والمنطقيّ؛ إذ إنّ اعتماد المنهج التخاصميّ والهجوم المتبادل لن يثمر أيّ نتيجة»[14]. ويضيف: «هؤلاء الذين ينتقدونكم من قلب محترق، تبيينكم لهم يبرّد قلوبَهم»[15].
هـ. حرس الثورة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «ليست مهمّتكم القتال فقط. الحرس حرس الثورة... واجب التبيين والإيضاح يقع اليوم على عاتق الجميع، بمَن فيهم أنتم. حين أشدد كلّ هذا التشديد على التبيين، فالسبب هو أنّ هذا الجهاد الكبير منوط اليوم بالتبيين إلى درجة كبيرة... حاولوا أن توصلوا أعماق الحقائق والأمور إلى الأذهان»[16].
3. الجهات والمؤسّسات الإعلاميّة
أ. وسائل الإعلام، الإذاعة والتلفزيون
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «لطالما كانت وسائل الإعلام الوطنيّة تعبّر عن صوت الثورة، ولا تزال كذلك، تعبّر عن صوت الشعب الثوريّ، صوت البلد الثوريّ، صوت النظام الثوريّ. ثمّة حقائق كشفت عنها وسائل الإعلام الوطنيّة، وكان منافسونا...مستعدّين لدفع تكاليف كبيرة كي لا تنشر هذه الحقائق... لديّ اعتقاد قويّ بأنّ ما تقوم به وسائل الإعلام العالميّة من نشر أخبار حول غزّة، فلسطين، اليمن، البحرين، وأماكن أخرى هو بسبب وجود الجمهوريّة الإسلاميّة التي يرتفع صوتها بين الجميع، وتتحدّث عن هذه الأمور. تقومون بنشر حقائق تدفع العدوّ مجبرًا إلى إنفاق المال للحدّ من نشر هذه الحقائق»[17].
ويؤكّد (دام ظله) دور الإعلام في بيان مبادئ الثورة الإسلاميّة، فيقول: «مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون هي جامعة من أجل تدريس المبادئ الإسلاميّة الثورية... ما يُدرس في الجامعة عبارة عن الرسائل، القواعد، المفاهيم، ودروس الإسلام الأصيل، والإسلام الثوريّ، والإسلام الواقعيّ. هذا هو الشيء المثاليّ في مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون»[18].
وفي إشارة منه إلى أهمّيّة الإعلام ودوره في توضيح المواجهة الكبرى للفاسدين والمفسدين، وإظهار كيفيّة تطبيق الأحكام الصادرة عن السلطات القضائيّة، يقول (دام ظله): «يجب أن يكون التصدّي (للفاسدين) مصحوبًا بالتبيين والتوضيح، وهذه إحدى الممارسات المهمّة التي تعود إلى قضيّة التبليغ والإعلام؛ أي إنّكم عندما تحاكمون مفسدًا اقتصاديًّا، وتحكمون عليه بجزاء وعقوبة معيّنة، يجب تبيين هذا الشيء للناس، بحيث يشعر الجميع أنّ هذا العمل صحيح، وكان يجب أن يُنجز على هذا النحو»[19].
ويشير (دام ظله) -أيضًا- إلى دور الصحف، فيقول: «دور الصحف واضح... الصحف التي تسير على الخطّ السليم، ولا تنتهج العناد والحقد... لأنّها تسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى الناس. هذا ما يجب أن تكون عليه الصحف في الجمهوريّة الإسلاميّة»[20].
ب. منظّمة الإعلام الإسلاميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «تُعدّ منظمة الإعلام الإسلاميّ من أهمّ إنجازات الثورة الإسلاميّة التي تشكّلت بقرار واعٍ ومدروس بهدف تبليغ الإسلام المحمّديّ الأصيل في وسط المجتمع الثوريّ... إنّ الرسالة المهمّة لهذه المؤسّسة تكمن في تبيين الفكر والثقافة والمعارف الإسلاميّة، وتقديمها بما يتناسب مع الأدبيّات والأساليب الحديثة، ما يجعل هذه المعارف تسكّن قلب المخاطَبين، وتجعلهم يغترفون من كوثر الحقيقة الدينيّة»[21].
ج. الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعيّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «هذا الأمر هو بمنزلة الواجب على كلّ واحد منكم؛ عليكم أن تنيروا ما حولكم كالمصباح والنور. اليوم، لحسن الحظّ، الميدان مفتوح لنشر الأفكار. هذا الفضاء العامّ، مضافًا إلى المشكلات التي قد يسبّبها، له أيضًا بركات كبيرة. يمكنكم نشر الأفكار الصائبة والصحيحة، والإجابة عن الإشكالات والإبهامات المختَلَقة في هذا الفضاء، بالإفادة من هذا الإمكان، كما يمكنكم الجهاد في هذا المجال بالمعنى الحقيقيّ للكلمة»[22].
4. الجهات والمؤسّسات الثقافيّة
أ. المؤسّسات التعليميّة
ركّز الإمام الخامنئيّ (دام ظله) على دور المؤسّسات التعليميّة في عمليّة جهاد التبيين، وأنّ على عاتق هذه المؤسّسات دورًا كبيرًا ومهمًّا وحساسًّا في جهاد التبيين، وهذا الدور يقع على العاملين فيها، والخرّيجين منها بمختلف شرائحهم، ومستوياتهم، وتخصّصاتهم.
يقول (دام ظله) في كلمة له: «إن كلّ الأشخاص اليوم... في المدرسة والصفّ والجامعة... إذا رأَوا تحريفًا في حقائق الإسلام والثورة وثوابتهما، فإنّ عليهم واجب التبيين»[23].
وعند حديثه عن الخطاب الوطنيّ التبيينيّ، يقول: «ليبحث الجامعيّون في هذه القضايا، وليشرحوها علميًّا، وليقدّموا نماذج علميّة؛ لنستطيع تحويلها إلى خطط وبرامج»[24].
ويشير (دام ظله) إلى دور أساتذة الجامعات في التبيين، فيقول: «يُمكن للجامعة أن تُستخدَم كوسيلة فعّالة للغاية من أجل تحريك الناس، ومنحهم الأمل بالمستقبل، ومن أجل دعم النظام والحكومة، ومن أجل تنوير فكر الناس»[25].
ب. الاتّحادات الطلّابيّة
في معرض حديث سماحته لطلّاب الجامعات، يقول: «... إنّكم طلّابٌ شباب، تحملون أفكارًا جيّدة، والكلمات التي ألقيتموها اليوم، جعلتني أتفاءل بشكل كامل، لا لمضمون الكلمات فحسب -والمضمون بالطبع كان مطلوبًا أيضًا، ولكنّي أقصد شيئًا آخر- بل لأنّي شعرت أنّ الأذهان فعّالة بشكل كامل. وهذا أمر مهمّ بالنسبة إليّ. فأذهان القادة تستخدم أدبيّات جيّدة، وهذا أمر مهمّ للغاية. ومن هنا، فليبادر هذا الذهن الوضّاء إلى البحث عن الاستدلالات المناسبة لهذه القضيّة، وليعمل على ترويجها؛ وهذه هي أحد مواطن التبيين... التوصية الأساس التي نطلبها من الاتّحادات، هي أن يكون لديها حضور؛ وليس المقصود الحضور الجسديّ فقط، بل الحضور الفكريّ، وكذلك الحضور التبيينيّ»[26].
ويقول: «أنتم، أيّها الشباب والطلّاب الأعزّاء، وأنتم بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، ثمرة قلب الشعب، والأمل لمستقبل هذا البلد، أَوْلوا أهمّيّة لقضيّة التبيين»[27].
ج. الفنّ والشخصيّات الفنّيّة والثقافيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الفنّ هو اللغة الأسهل لإيصال أفكار المواضيع كافّة، ولا سيّما المعقّدة منها، كالثورة. من الجيّد أن أشير إلى أنّ أمثالي، ومهما تحدّثوا عن الثورة فهم لن يستطيعوا أن يشرحوا جوانب تلك الحقيقة العظيمة كافّة، إلّا إذا دخلت اللغة الفنّيّة إلى الساحة؛ اللغة الفنية التي تستطيع أن تبيّن وتشرح الحوادث العظيمة، وترسّخها في الأذهان. وعليه، وكما أشرتم، فإنّ ما تقدّمتم به هو صحيح بالكامل. الفنّ يلعب مثل هذا الدور العظيم»[28]. «ثمّة وسائل دعائيّة كثيرة في العالم لم تنل -ومع الأسف- حقائقنا القيّمة والبيّنة منها نصيبًا، ولم نستفد منها في هذا المجال. علينا أن نستفيد من الفنّ والشرح الفنّيّ من أجل تبيين حقائقنا. للفنّ خاصّيّة معيّنة، وهي أنّه يستطيع تبيين الحقائق وإظهارها بمظهر جميل، ولطيف، وجذّاب»[29].
وفي معرض حديثه (دام ظله) عن مرحلة الدفاع المقدّس، يشير (دام ظله) إلى أهمّيّة السينما في بيان هذه التضحيات، فيقول: «أرى أنّ مخزون مجريات الدفاع المقدّس لم يُستثمَر في العمل السينمائيّ... لقد كان التجمّع الفاعل، الذي انخرط في الدفاع المقدّس، نسيجًا محبوكًا، وتركيبًا عجيبًا وغريبًا من النساء والرجال، والآباء والأمّهات والشباب، وأهل المدن والقرى، والتجّار وطلّاب الجامعات والمدارس، وروّاد المساجد والحسينيّات. فالجميع كان مشاركًا في هذه القضيّة. كلّ صنف من هؤلاء يصلح لأن يكون موضوعًا، وهذه الموضوعات يمكن أن تدخل إلى مختلف المجالات الفنّيّة في بلدنا، وتتفاعل مع السينما في بلدنا... يجب -برأيي- أن نكتب ونتحدّث، ونصف، ونشرح ما جرى في الدفاع المقدّس لخمسين عامًا لاحقة، وأن نستخدم الفنون على اختلاف أنواعها من أجل تبيين هذا الحدث العظيم»[30].
في إشارة منه إلى تكليف هذه الفئات، يقول (دام ظله): «ما هو تكليف الشخصيّات الفنّيّة والشخصيّات الثقافيّة من رجال ونساء؛ أي الإنسان الفنّان، والإنسان المثقّف، في هذه الساحة؟ أعتقد أنّ المسؤوليّة جسيمة وكبيرة، والوظيفة الأهمّ هي التبيلغ والتبيين»[31].
وفي إشارة منه إلى ما يجب على الفنّانين تبيينه، هو الثورة الإسلاميّة العظيمة، فيقول: «وقد استطاعت حركة عظيمة أن تنهض في مواجهة هذه الظاهرة المشؤومة، واستطاعت عبر تقديم التضحيات، وبذل الغالي والنفيس في مواجهة العدوّ الغادر، أن تصل إلى مكان ما... يجب عليكم، وفي اختصاصاتكم الفنّيّة كافّة؛ من موسيقى، وصناعة أفلام، ومسرح، ورسم، أن تتطرّقوا إلى هذه المقولة»[32].
وفي حديثه عن الفنون التمثيليّة (دام ظله)، يقول: «لمَ لا نستطيع نحن أن نستفيد بشكل مثاليّ من وسيلة التبيين البليغة هذه -السينما- لإظهار أفضل حقائق العالم التي هي عبارة عن الدين»[33].
د. التأليف والكتابة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «على المحدّثين والكُتّاب أن يبيّنوا للناس مختلف المسائل؛ فتكليف هداية الناس هو تكليف إلهيّ»[34].
هـ. الشعراء والمدّاحون
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في معرض حديثه مع الشعراء عن معرفة الساحة والحوادث المشوبة بالفتن: «ينبغي فهم الحقيقة، ثمّ يجب تبليغ هذه الحقيقة... في عالم الثقافة، ينبغي حلّ العقد واكتشاف الحقيقة، وحلّ العقد الذهنيّة. وهذا ما يحتاج إلى تبيين؛ أي عمل الأنبياء»[35].
ويقول للمدّاحين حول كيفيّة مواجهة العدوّ ومخطّطاته: «أنتم، أيّها المدّاحون لأهل البيت (عليهم السلام)، هذه المخاطبة المباشرة وجهًا لوجه، واستخدام أدوات الفنّ لنقل المفاهيم للمخاطَبين بنحو كبير، هما من الوسائل الفريدة التي نمتلكها... وهذه المنابر من الوسائل الفريدة»[36].
5. الشخصيّات والأفراد
أ. النخب والخواصّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «التبيين من الأعمال المهمّة للنخبة والخواصّ. ليوضّحوا الحقائق من دون عصبيّات، ومن دون أن تسيطر الانتماءات الفئويّة على قلب القائل»[37].
ويقول (دام ظله): «إحدى مهامّ النخب والخواصّ هي التبيين، وتوضيح الحقائق بلا تعصّب... وظيفة النخب والخواصّ ليس رفع البصيرة لديهم فقط، بل إيجادها لدى الآخرين أيضًا... بعض النخب لا يملكون البصيرة ولا يلتفتون... لا يكفي أن نعرف الإمام الحسين (عليه السلام) فقط يوم عاشوراء؛ إذ إنّ جزءًا من جهاد الإمام (عليه السلام) كان التبيين، توضيح القضايا، توجيه الخطاب للعلماء والنخب. وأيضًا كان (عليه السلام) في ميدان كربلاء من أهل التبيين، حيث كان يجول خطيبًا فيهم»[38].
ب. المرأة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «أنتنّ السيّدات النخبة والفتيات النخبة، والشابّات النخبة، من أهمّ مسؤوليّاتكن، اليوم، رسم دور المرأة من وجهة نظر الإسلام، وإبرازه، وإيضاحه. التربية الإنسانيّة التي تقوم بها المرأة هي أكبر خدمة للمجتمعات الإنسانيّة والإسلاميّة»[39].
ج. الشباب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الواجب الذي يقع على كاهل الشباب في هذا الإطار -اليوم- جسيم جدًّا. لستم وحدكم مَن يجب أن يعرف الحقيقة ويشخّصها، إنّما ينبغي لكم أن تبثّوا البصيرة في البيئة المحيطة بكم، وتوضّحوا الأمور للآخرين»[40].
ويقول أيضًا عن الشاب: «يجب أن يخلقوا الأمل، وينبغي أن يتواصوا بالصمود، وأن يتواصوا بالنشاط، وأن يتواصوا بالبعد عن الشعور بالتعب»[41].
د. المحافل القرآنيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عليكم أن تستثمروا هذه المحافل والاجتماعات القرآنيّة... قوموا بإرشاد شعوبكم وتوعيتها على أساس التعاليم القرآنيّة، والجهاد القرآنيّ، والتبيين الذي ينشده القرآن: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾»[42].
هـ. الوسط العُمّاليّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «والوسط العُمّاليّ... إذا رأَوا تحريفًا في حقائق الإسلام والثورة وثوابتهما، فإنّ عليهم واجب التبيين»[43].
و. التعبويّون
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «تستطيع التعبئة أن تُفهم الآخرين أنّ المواقف السياسيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة... هي أكثر المواقف منطقيّةً التي يمكن للإنسان المنصف والعاقل أن يتّخذها»[44].
وظائف المبيّنين وواجباتهم
1. التواصل مع جيل الشباب
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «كثيرًا ما أشدّد على ضرورة أن يكون فضلاؤنا الشباب وعلماؤنا على تواصل مع الجيل الشابّ»[45].
2. التقانة العامّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الإتقان في النقل، الإتقان في البيان، والإتقان في التوثيق هو ما نريده كتغذية فكريّة للناس. الإتقان شرط أساسيّ، ويجب إعمال الفكر للوصول إليه»[46].
3. معرفة الحاجات والهموم والمشاكل
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «الأهمّ هو إدارك حاجات المجتمع الإنسانيّ. يحدث في بعض الأحيان أن يكون هنالك حاجة تبليغيّة في المجتمع، ولا يلتفت إليها أحد من الناس»[47].
4. الإجابة عن الأسئلة
وبخصوص حاجات الشباب، يقول: «رُدُّوا على أسئلتهم، استكشفوا تساؤلاتهم، انظروا إلى ما يتحدّثون به عندما يُجالسون عالم الدين. هم لا يتوقّعون منكم الكلام، بل ينتظرون منكم التبيين»[48].
[1] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 20/09/2017م.
[2] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الهيئة الحكوميّة، بتاريخ 24/08/2016م.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء نواب المجلس، بتاريخ 28/5/2005م، ولقاء نوّاب الندوة الرابعة في مجلس الشورى الإسلاميّ، بتاريخ 10/06/1992م.
[4] كلمته (دام ظله) في درس فقه الخارج، بتاريخ 09/09/2001م.
[5] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة يلتقون بعد اجتماعهم الدوريّ الخامس عشر، بتاريخ 08/03/2014م.
[6] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة في مختلف أنحاء البلاد، بتاريخ 04/01/2016م.
[7] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الندوة الرابعة في مجلس الشورى الإسلاميّ، بتاريخ 10/06/1992م.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 10/03/2016م.
[9] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 15/07/2018م.
[10] كلمته (دام ظله) في لقاء زوّار المرقد الرضويّ المطهَّر، بتاريخ 21/03/1999م.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس ومسؤولي السلطة القضائيّة، بتاريخ 27/06/2021م.
[12] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء هيئة الحكومة والمديرين التنفيذيّين، بتاريخ 31/08/2007م.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 28/08/2011م.
[14] المصدر نفسه.
[15] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء هيئة الحكومة والمديرين التنفيذيّين، بتاريخ 31/08/2007م.
[16] كلمته (دام ظله) في لقاء جامعة الإمام الحسين(عليه السلام) لحرس الثورة الإسلاميّة، بتاريخ 23/05/2016م.
[17] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس ومديري ومسؤولي مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، بتاريخ 12/10/2015م.
[18] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي مؤسّسة الإذاعة والتلفزيون، بتاريخ 27/07/1990م.
[19] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس ومسؤولي السلطة القضائيّة، بتاريخ 27/06/2018م.
[20] كلمته (دام ظله) في لقاء مديري ومسؤولي الصحف في البلاد، بتاريخ 03/05/1996م.
[21] كلمته (دام ظله) في حكم تعيين رئيس مؤسّسة الداعية الإسلاميّة، بتاريخ 18/08/2018م.
[22] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
[23] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2001م.
[24] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 05/03/2014م.
[25] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء المجلس المركزيّ لشورى التجمّعات الإسلاميّة لمدرّسي الجامعات، بتاريخ 08/09/1990م.
[26] كلمته (دام ظله) في لقاء طلّاب الجامعات وأعضاء الاتّحادات الطلّابيّة في جامعات البلاد، بتاريخ 04/07/2016م.
[27] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 27/09/2021م.
[28] كلمته (دام ظله) في جلسة سؤال وجواتب في اليوم الثاني من أيّام عشرة الفجر، بتاريخ 02/02/1999م.
[29] كلمته (دام ظله) في لقاء القيّمين على إحياء مراسم الذكرى السنويّة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 09/05/2018م.
[30] كلمته (دام ظله) في لقاء منتجي الفيلم السينمائيّ شيّار 142، بتاريخ 16/06/2014م.
[31] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الشعراء، بتاريخ 04/09/2009م.
[32] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من أصحاب الثقافة والفنّ، بتاريخ 21/07/2001م.
[33] كلمته (دام ظله) في لقاء الفنّانين والسينمائيّين، بتاريخ 23/01/1995م.
[34] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من التعبويّين بمناسبة أسبوع التعبئة، بتاريخ 25/11/1997م.
[35] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من الشعراء، بتاريخ 04/09/2009م.
[36] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي ذكر أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 21/04/2014م.
[37] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مكتب القائد وحرس وليّ الأمر، بتاريخ 25/07/2009م.
[38] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مكتب القيادة وفريق الحماية، بتاريخ 27/07/2009م.
[39] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في المؤتمر العالميّ للنساء والصحوة الإسلاميّة، بتاريخ 11/07/2012م.
[40] كلمته (دام ظله) في لقاء طلّاب وشباب محافظة قمّ، بتاريخ 26/10/2010م.
[41] كلمته (دام ظله) في خطاب متلفز بمناسبة عيد المبعث، بتاريخ 11/03/2021م.
[42] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في الدورة 33 للمسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، بتاريخ 18/05/2016م.
[43] كلمته (دام ظله) في الذكرى الثانية عشرة لرحيل الإمام الخمينيّ (قدس سره)، بتاريخ 04/06/2001م.
[44] كلمته (دام ظله) في لقاء قادة تعبويّين، بتاريخ 24/11/2015م.
[45] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
[46] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 07/05/2005م.
[47] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
[48] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من علماء الدين، بتاريخ 23/12/1997م.
107
الفصل الثامن:جهاد التبيين -آثاره ونتائجه
الفصل الثامن: جهاد التبيين -آثاره ونتائجه
تبرز أهمّيّة فريضة جهاد التبيين، من خلال الآثار المهمّة التي تضفيها على المجتمع الإسلاميّ بحيثيّاته كلّها. في المقابل، إنّ تعطيل هذه الفريضة سيكون له تبعات خطيرة ومؤذية.
سنذكر في هذا المبحث عددًا من تلك الآثار، والتي تعرّض لها الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في بعض خطاباته:
الآثار الفكريّة والتربويّة
1. إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ جهاد أهل البيت لم يكن عسكريًّا إلّا ضمن الاستثناءات، فالأصل هو جهاد التبيين. والدعوة إلى إحياء أمرهم تكون عبر إكمال الطريق في هذه الفريضة، يقول (دام ظله): «لم يكن جهاد الأئمّة عسكريًّا، باستثناء بعضهم: أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى والإمام الحسين قاتلوا بالسيف فقط، وبقيّة الأئمّة الذين لم يقاتلوا بالسيف، ماذا كان جهادهم؟ جهاد التبيين. إنّني أكرّر دائمًا: التبيين أو جهاد التبيين؛ بيّنوا ونوّروا. في رأيي يُستفاد هذه النقطة المهمّة للغاية من قول: «أَحيوا أَمرَنا»[1]»[2].
2. تبديل الجهل إلى العلم
يعتقد الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ السبب الرئيس في ضلال الناس وابتعادهم عن الحقّ هو سيطرة الجهل عليهم؛ فالابتعاد عن حقائق الأمور يجعلها تلتبس عليهم، فكيف مع وجود عدوّ يعمد إلى زرع الشك والشبهات كلّما سنحت له فرصة؟ والعلاج لا يكون إلّا بالتبيين الدائم، يقول (دام ظله): «إنّ الأمر الذي غالبًا ما يوجب ضلال الناس هو جهلهم بالحقيقة، هذا هو الأساس. وثمّة بالطبع مَن ينكر الحقيقة بعد معرفتها، إلّا أنّ أساس الانحرافات ناجم عن الجهل بالحقيقة. ولقد جاء أنبياء الله لبيان الحقيقة وتوضيحها وإظهارها وإتمام الحجّة على الناس. هذه هي قضيّة التبيين»[3].
ويتابع سماحته: «اليوم، وبسبب أنّنا لم نؤدِّ هذه الفريضة -فريضة التبيين- بشكل صحيح، وقع بعضهم في ضلالة، وراحوا يعملون ضدّ الإسلام، زاعمين أنّ عملهم هذا يصبّ في خدمة الإسلام»[4].
وفي بيانه لدور السيّدة زينب (عليها السلام) في تبيين حركة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهدافه بعد شهادته بتبديل الجهل إلى علم، والضلال إلى هداية، يقول: «لو لم تكن هذه الأربعون يومًا، ولولا وجود الحركة العظيمة لزينب الكبرى والسيّدة أم كلثوم والإمام السجّاد، لربّما كانت عبارة: «ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»[5] لم تتحقّق»[6].
3. جعل المعارف عمليّة في المجتمع الإسلاميّ
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «إنّ العناوين والمفاهيم المعرفيّة للإسلام يجب أن يكون لها بُعد عمليّ وترجمة عمليّة، ويجب أن يصير العمل بها ممكنًا ورائجًا، وهو ما لا يحدث من تَلقاء نفسه، ويتطلّب سعيًا... ويجب أن نأخذ المفاهيم الإسلاميّة إلى مرحلة العمل والتطبيق العمليّ»[7].
4. تجاوز العقبات التربويّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «فالتبيين هو الأسلوب الإسلاميّ، وهذا الأمر هو ما دفع الثورة الإسلاميّة لتخطّي الأرضيّات التاريخيّة، وتجاوز العوائق التربويّة الخاطئة -بالتأكيد، لم نتجاوز بعض الأمور، حيث لها دوافع أخرى - كالأسلوب الاستهلاكيّ هذا، والإسراف الذي تحدّثوا عنه والذي هو -مع الأسف- إرثٌ ورثناه من العهد البائد، ولا نزال نحتفظ به»[8].
5. سدّ الطريق على المحرِّفين
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «علينا تكرار الحقائق التي قلناها بخصوص الإمام الخمينيّ والثورة الإسلاميّة. يجب أن نقولها مرّة أخرى، ونكرّرها، ونعيدها، لنسدّ طريق التحريف على المحرِّفين»[9].
الآثار الاجتماعيّة
1. استخراج الطاقات الكامنة
يزخر المجتمع الإسلاميّ بالطاقات العلميّة والثقافيّة والفكريّة، إلّا أنّ كثيرًا من تلك الطاقات يبقى كامنًا ولا يجد فرصة للظهور والإفادة. يمثّل التبيين فرصة للنقاش والتباحث حول قضايا الشأن العامّ، ما يسهم في استخراج تلك الطاقات، وتطوير الأخرى الموجودة. ويستدلّ الإمام الخامنئيّ (دام ظله) على هذه الفائدة من التبيين بكلام الإمام عليّ (عليه السلام): «فَبَعَثَ فيهِم رُسُلَهُ، وواتَرَ إلَيهِم أنبِياءَهُ؛ لِيَستَأدوهُم ميثاقَ فِطرَتِهِ، ويُذَكِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِهِ، ويَحتَجُّوا عَلَيهِم بِالتبليغِ، ويُثيروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ،
ويُروهُم آياتِ المَقدِرَةِ»[10]؛ «ذلك أنّ التبيين والبيان هو الواجب الأهمّ الملقى على عاتق الأنبياء. وأعداء الأنبياء يستغلّون حالات الجهل وكتمان الحقائق، ويتستّرون خلف ستار النفاق، والأنبياء يشقّون ستار الجهل والنفاق؛ «وَيُثيرُوا لَهُم دَفائِنَ العُقول». لقد جاء الأنبياء ليدفعوا الناس إلى التعقّل والتفكّر والتدبّر...»[11].
2. تحقيق التقدُّم والعدالة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «بالتصريحات والإعلانات لا يحصل التطوّر، ولا تتحقّق العدالة، أمّا التبيين والتَكرار، وترسيخ الهمم والعزائم، فإنّها تساعد في حصول التقدّم والعدالة»[12].
3. كسب ثقة الناس
يلفت الإمام الخامنئيّ (دام ظله) النظر إلى أنّ تبيين حقائق الأمور للنّاس، ولو بالكشف عن نقاط ضعف في أعمالنا أو قراراتنا، سيعود علينا بثقة الناس بنا، فيقول سماحته: «إنّ مثل هذا الأمر يؤدّي الى زيادة ثقة المواطنين بالحكومة. عليكم التصريح ببيان نقاط الضعف مع طرح الخطوات الناجحة ونقاط القوّة، وكونوا على ثقة بأنّ الشعب لا يؤاخذ مَن كرّس جهده لإنجاز عمل ما، وإن لم ينجح فيه»[13].
4. القضاء على الفتن
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى أنّ التنوير يؤدّي إلى إطفاء نار الفتن، فيقول: «يجب إطفاء نار الفتن بالتنوير. حيثما يكونالتنوير، ستُكَفّ أيدي مثيري الفتن. وأينما كان هناك حديث بلا هدف، وأينما كان هناك عمل وتهجّم وتوجيه تُهَمٍ بلا هدف، فسيُسَرّ مثيرو الفتن لذلك؛ لأنّ الفوضى ستعمّ السّاحات»[14].
الآثار السياسيّة
1. إحباط مؤامرات العدوّ
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ العدوّ يستغلّ الجهالة لدى عامّة الشعب، وخواصّهم أيضًا، ليصل إلى أهدافه ومآربه. وإحباط ذلك يكون عبر التبيين والتوضيح وكشف الحقائق. ومن أساليب العدوّ المتّبعة في هذا المجال:
أ. أن يخفي وجهه في الميدان، فلا يعد باستطاعة الناس التمييز بين العدوّ والصديق. هنا، التبيين يكشف خفاء العدوّ ويفضحه: «أعداء الأمّة ينزعجون من الأجواء الواضحة والشفّافة، فلا يسمحون بها، هم يريدون أجواء ضبابيّة حتّى يصلوا إلى مآربهم. ففي هذه الأجواء يمكن للعدوّ أن يخفي وجهه الحقيقيّ، فينزل الميدان، ويوجّه ضربته»[15].
ب. أن يعمد العدوّ إلى تضخيم نقاط الضعف لدى الفئة المؤمنة: «إنّهم يكتمون الحقائق. إن كان هناك نقطة ضعف، وهي موجودة بالطبع -إذ لا يوجد بلد ولا نظام بلا نقطة ضعف- يضخّمون هذه النقظة البسيطة مئات المرّات ويُظهرونها. وهذا عمل عجيب يحدث اليوم. ولهذا، إنّ جهاد التبيين فريضة حتميّة وفوريّة، وكلّ من يستطيع عليه ذلك»[16].
ج. إخفاء العدوّ للنقاط الإيجابيّة والمشرقة لدى الأمّة والعاملين: «ثمّة الآلاف من الملاحم تحدث في البلاد. كم هي الأعمال العظيمة التي تمّ إنجازها في البلاد خلال هذه السنوات، خلال هذه العقود الأربعة! كم هي الأعمال الملحميّة التي تمّ إنجازها! حسنًا، يجب بيان هذه الأمور، فالعدوّ يعمل على كتمانها، ولا يسمح بنشرها»[17].
أمام هذا الواقع، وتنوّع مؤامرات العدوّ، المطلوب هو أداء فريضة التبيين، يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عندما لا نبيّن الحقائق... فإنّ تأثير ذلك لن يكون له حدّ، بل سيشمل الجميع»[18]؛ «ثمّة حقائق كثيرة ينبغي تبيينها في مواجهة هذه الحركة المضلِّلة التي تتدفّق من مئة اتّجاه نحو الشعب الإيرانيّ، وتؤثّر في الرأي العامّ. أحد الأهداف الكبيرة لأعداء إيران والإسلام والثورة الإسلاميّة، إبقاء أفكار الناس ملتبسة وخاصّة الشباب، لكنّ حركة التبيين تحبط مؤامرة العدوّ وحركته»[19].
وقد ذكر الإمام الخامنئيّ (دام ظله) الكثير من النصوص حول هذا الأمر، يمكن مراجعتها في خطاباته.
2. تخفيف حركة الاعتراض الداخليّة
يرى الإمام الخامنئيّ (دام ظله) أنّ السبب في بعض الاعتراضات الداخليّة هو عدم اطّلاع الناس على دوافع بعض القرارات وخلفيّاتها، وليس ثمّة غرض آخر لهم من الاعتراض، والحلّ هو في التبيين لهم، يقول (دام ظله): «في كثير من الأحيان، يعترض بعضهم من خارج إحدى المؤسّسات مثلًا على أدائها، لا لغاية سيّئة، بل اعتراضهم يكون بسبب عدم الاطّلاع، فباطن هذا القرار أو دليله غير معلوم لهم، ولأنّهم لا يعلمونه اعترضوا عليه؛ جيّد، فلتبيّنوا لهم إذًا، فثمّة أمور لا بدّ من أن تُقال وتُبيَّن»[20]. ويتابع سماحته: «إنّ المنهج الصحيح والوحيد تجاه الانتقادات هو المنهج التبيينيّ والمنطقيّ؛ إذ إنّ اعتماد المنهج التخاصميّ والهجوم المتبادل لن يثمر أيّ نتيجة»[21]، ويضيف: «وهؤلاء الذين ينتقدونكم من قلب محترق، تبيينكم لهم يبرّد قلوبهم»[22].
3. مؤازرة القيادة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «من القضايا المهمّة الأخرى: الحفاظ على دعم الجماهير ومساندتهم. يجب عدم الانقطاع عن الناس. الناس لديهم توقّعاتهم ومطالبهم واحتياجاتهم. والقوّة الحقيقيّة بيد الجماهير والشعوب، حيث يجتمع الناس ويتآلفون، ويكونون قلبًا وتوجّهًا واحدًا خلف المسؤولين وقادة البلد، هناك لن تستطيع أميركا ولا الأكبر منها أن ترتكب أيّ حماقة. يجب الحفاظ على الشعب وحضوره ودعمه، وهذا ما تستطيعونه أنتم، ما يستطيعه المثقّفون والكتّاب والشعراء وعلماء الدين. والأكثر تأثيرًا علماء الدين، الذين يتحمّلون واجبات جسيمة. ينبغي أن يبيّنوا للناس، ويشرحوا لهم، ويوضّحوا ما الذي يريدون، وفي أيّ مراحل هذا الطريق يسيرون، وما هي الموانع والعقبات، ومن هو العدوّ، ويجب أن يحافظوا على وعي الجماهير وبصيرتهم، وعندها لن تنزل أيّ نازلة، ولن يصيب المسيرة أيّ أذى وضرر»[23].
ثمّ إنّ مجرّد الانقياد للقائد لا يكفي، إن لم يكن عن بصيرة وفَهم. فهذا الانقياد السطحيّ لا يستقرّ، بل يزول عند أدنى شبهة. وفي ذلك، يشير الإمام علي (عليه السلام) بقوله: «... مُنْقَادًا لِحَمَلَةِ الْعِلْمِ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ، يَنْقَدِحُ الشكُّ فِي قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَة...»[24] ؛ إذ يتناول الأمير (عليه السلام) أنموذجًا من المنقادين لحملة العلم، ولكن من دون بصيرة، فيكون في معرض السقوط عند أدنى شبهة. وهنا دور التبيين الذي يرفع مستوى الفَهم والعلم والمعرفة، فيرتفع مستوى بصيرة الفرد، وينقاد عن وعي لا تزلزله الرياح العواصف.
4. نجاح الجمهوريّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «التبيين هو الأسلوب الإسلاميّ، وهذا الأمر هو ما دفع الثورة الإسلاميّة لتخطّي الأرضيّات التاريخيّة»[25].
5. القضاء على المشاكل في البلاد
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «تنشط الأيادي الأجنبيّة لفرض المشكلات والآلام والصعاب على المسلمين، وتشديد هذه المصائب عليهم؛ في حين لو وجدت مجموعة من المفكّرين والعلماء، وأهل الثقافة والأدب، تتعامل مع الشعوب المسلمة وأفكارها، وخصّصت وقتًا، وأبرزت شجاعة، واستخدمت فنّ التبيين بالنحو الصحيح، فإنّ إرادة الشعوب وقواهما ستزيل هذه المشكلات والصعاب»[26].
آثار ترك جهاد التبيين
أشار الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى بعض الآثار المترتّبة على ترك جهاد التبيين، وهي:
1. شموليّة الضرر للجميع
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عندما لا نبلّغ، أو عندما لا نُظهر الحقائق، وعندما لا نبيّن المعارف الإسلاميّة بالنحو الصحيح، ولا نبيّن التوحيد بذاته، ولا نتحدّث عن الحكومة الإلهيّة، وعن ضرورة عبوديّة الإنسان لله، وعن ضرورة تسليم الإنسان في مواجهة أحكام الله، فإنّ التأثير الناتج عن عدم الدفاع، وعدم التبيين، وعدم التبرير الصحيح، لا يكون محدودًا بحدود معيّنة، بل يشمل الجميع»[27].
2. الضلال
يشير الإمام الخامنئيّ (دام ظله) إلى أنّ ترك جهاد التبيين يؤدّي إلى الضلال، والعمل ضدّ الإسلام والمسلمين، فيقول: «لأنّنا لم ننهض اليوم بهذه الفريضة -فريضة التبيين- بصورة صحيحة؛ ابتُلي بعضهم بالضلال، وراحوا يعملون ضدّ الإسلام، وهم يظنّون أنّهم يعملون في سبيله»[28].
3. نسيان القضيّة الفلسطينيّة
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): «عندما ينشغل المسلمون بالحرب في ما بينهم، سوف تُنسى القضيّة الفلسطينيّة، وهم يعملون على إيداع هذه القضيّة في مدارج النسيان»[29].
[1] الطوسيّ، الشيخ محمّد بن الحسن، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، إيران - قمّ، 1414هـ، ط1، ص60.
[2] كلمته (دام ظله) في لقاء عدد من مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام)، بتاريخ 2022/01/25م.
[3] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة في مختلف أنحاء البلاد، بتاريخ 04/01/2016م.
[4] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في الدورة 33 للمسابقات الدوليّة للقرآن الكريم، بتاريخ 18/05/2016م.
[5] الشيخ الطوسيّ، تهذيب الأحكام، مصدر سابق، ج6، ص113.
[6] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 2021/09/27م.
[7] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 24/02/2021م.
[8] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة وطلّاب جامعات شيراز، بتاريخ 04/05/2008م.
[9] كلمته (دام ظله) خلال مراسم الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، بتاريخ 04/06/2017م.
[10] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، المصدر السابق، ص43، الخطبة الأولى.
[11] كلمته (دام ظله) في لقاء مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلاميّة وجمعٍ من عوائل الشهداء بمناسبة المبعث النبويّ الشريف، بتاريخ 06/05/2016م.
[12] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة كردستان وطلّابها، بتاريخ 17/05/2009م.
[13] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 28/08/2011م.
[14] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 28/7/1999م.
[15] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء مجلس تنسيق الدعاية الإسلاميّة، بتاريخ 19/01/2010م.
[16] كلمته (دام ظله) في لقاء قادة ومنتسبي القوّات الجوّيّة، بتاريخ 08/02/2022م.
[17] المصدر نفسه.
[18] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة، بتاريخ 16/09/1991م.
[19] كلمته (دام ظله) في لقاء ممثّلي الهيئات الطالبيّة الجامعيّة، بتاريخ 2021/09/27م.
[20] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس ومسؤولي السلطة القضائيّة، بتاريخ 18/06/2021م.
[21] كلمته (دام ظله) في لقاء رئيس الجمهوريّة وأعضاء الحكومة، بتاريخ 28/08/2011م.
[22] كلمته (دام ظله) في لقاء أعضاء هيئة الحكومة والمديرين التنفيذيّين، بتاريخ 31/08/2007م.
[23] كلمته (دام ظله) في لقاء المشاركين في المؤتمر العالميّ لأساتذة جامعات العالم الإسلاميّ والصحوة الإسلاميّة، بتاريخ 11/12/2012م.
[24] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقمّ المشرَّفة - إيران، 1405هـ، ج1، ص291.
[25] كلمته (دام ظله) في لقاء أساتذة وطلّاب جامعات شيراز، بتاريخ 04/05/2008م.
[26] كلمته (دام ظله) في لقاء جمعٍ من الشخصيّات الثقافيّة وعلماء الدين في العالم الإسلاميّ، بتاريخ 10/12/1997م.
[27] كلمته (دام ظله) في لقاء أئمّة الجمعة من أنحاء البلاد، بتاريخ 15/09/1991م.
[28] كلمته (دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 28/07/1999م.
[29] المصدر نفسه.