المقدمة
إهداء
إلى روح إمام الأمة وقائد المستضعفين
إلى الَّذي مَنحنا كلَّ شيءٍ حتى وجوده..
وأعطانا كل النّور حتى ضياء عينيه..
وإلى مظلومي العالم الَّذين كان الإمام هديهم..
وكانوا ألمه..
إلى أرواح شهداء الإسلام من أي وفي وفي أي بقعة كانوا..نرفع هذه الوصيّة المدرسة..
3
1
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الوصية
حديث الثقلين:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي… فإنّهما لن يفترِقا حتى يردا عليّ الحوض".الحمد لله وسبحانك اللهم، صلِّ على محمد وآله مظاهر جمالك وجلالك وخزائن أسرار كتابك الذي تجلت فيه الأحدية بجميع أسمائك حتى المُستأثر منها، الذي لا يعلمهُ غيرك. واللعن على ظالميهم أصل الشجرة الخبيثة.
وبعد.. وجدت من المناسب ان اذكر بنبذة قصيرة وقاصرة في باب الثقلين, لا من حيث المقامات الغيبية والمعنوية والعرفانية، فقلم مثلى عاجز عن التجرؤ فى مرتبه يستعصى عرفانها ولايطاق تحملها - ان لم اقل يمتنع - على كل دائرة الوجود, من الملك الى الملكوت الاعلى, ومن هناك الى اللاهوت,وكل ما هو خارج حدود فهمي وفهمك. ولامن حيث ماجرى على البشرية بسبب هجران حقائق المرتبة السامية للثقل الاكبر،والثقل الكبيرالذي هو اكبرمن كل شئ ماعداء الثقل الاكبر الذي هوالاكبرالمطلق...
ولا من حيث ماجرى على هذين الثقلين من اعداءء الله واتباع الطاغوت اللاعبين، فتعداد ذلك ليس ميسورا لمثلي, لقصورالاطلاع والوقت المحدود، بل رايت من المناسب ذكر اشارة عابرة وقصيرة جدلى مامر على هذين الثقلين.
لعل جملة " لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " اشارة الى ان كل ما
5
2
المقدمة
جرى على احد هذين - بعد الوجود المقدس لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم - فقد جرى على الاخر. وهجران كل منها هجران للاخر، الى ان يرد هذان المهجوران على رسول الله الحوض. وهل هذلحوض هو مقام اتصال الكثرة بالوحدة, واضمحلال القطرات في البحر، او انه شيء اخر لاسبيل له الى العقل والعرفان البشري.
حديث الثقلين حجة على البشرية:
ويجب القول ان ظلم الطواغيت الذي جرى على وديعتي الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد جرى على الامة الاسلامية، بل على البشرية،والقلم عاجز عن بيانه.ولا بد من التذكير بهذه الحقيقة, وهي ان حديث الثقلين متواتر بين جميع المسلمين,وقد نقل في كتب السنة - من الصحاح الستَّة إلى الكتب الآخرى - بألفاظ مختلفة وفي موارد متكررة، متواترا عن رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلّم. وهذا الحديث الشريف حجَّة قاطعة على جميع البشر، خصوصا مسلمي المذاهب المختلفة، ويجب على كل المسلمين الذين تمت الحجة عليهم ان يقدموا. الإجابه على ذلك, واذا كان من عذر للجاهلين غير المطلعين, فلا عذر لعلماء المذاهب.
عبّاد الأنا والطواغيت استغلوا القرآن الكريم:
لنر الآن ماذا جرى على كتاب الله, هذه الوديعة الإلهية وأمانة رسول الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم من الأمور المؤسفة التي ينبغي أن يبكى لها دما والتي بدأت بعد شهادة علي عليه السلام.
الأنانيون وأتباع الطاغوت اتَّخذوا من القرآن وسيلة لإقامة الحكومات المضادَّة للقرآن. ورغم أن نداء: "إني تارك فيكم الثقلين" كان في آذانهم, فقد أبعدوا - بالذرائع المختلفة والمؤامرات المعدَّة سلفاً- المفسرين الحقيقيين
6
3
المقدمة
للقرآن والعارفين بالحقائق الذين تلقوا كل القرآن عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وفي الحقيقة فانهم عملوا على تحييد القرآن بالقرآن، الذي هو أكبر دستور للحياة المعنوية والمادية حتى الورود على الحوض، وأبطلوا حكومة العدل الإلهى التي هي إحدى أهداف هذا الكتاب 4 المقدَّس, وأسسوا الانحراف عن دين الله والكتاب والسنَّة الإلهية إلى أن وصل الأمر بهم إلى حد يخجل القلم من إيضاحه.
القرآن دستور للبشرية:
و كلَّما استطال هذا البيان الأعوج ازداد الانحراف والاعوجاج الى حد أن القرآن الكريم - الذي تنزَّل من مقام الأحدية الشامخ إلى الكشف التام المحمدي صلّى الله عليه وآله وسلم لترشيد العالمين ونقطة جمع لكل المسلمين، بل العائلة البشرية ليوصلها إلى حيث يجب أن تصل ويحرر وليدة علم الأسماء هذه من شرّ الشياطين والطواغيت، ويحقق القسط والعدل في العالم ويودع الحكومة بأيدي أولياء الله المعصومين عليهم صلوات الأولين والآخرين ليأمروهم بكل ما فيه صلاح البشرية - هذا القرآن تمَّ تحييده وتغييبه عن الساحة كما لو لم يكن له أي دخل في الهداية.. وبلغ الأمر حداً على أيدي الحكومات الجائرة والمعممين الخبثاء الأسوأ من الطواغيت أصبح القرآن معه وسيلة لإقامة الجور والفساد وتبرير (ظلم) الظالمين والمعاندين للحق تعالى، ومع الأسف انه بواسطة الأعداء المتآمرين والأصدقاء الجهَلة، لم يكن وليس الآن للقرآن الكريم هذا الكتاب الذي يبين المصير أي دور إلاَّ في المقابر ومجالس الموتى...
الكتاب الذي يجب ان يكون وسيلة لجمع المسلمين والبشرية، وكتاب حياتهم أصبح وسيلة تفرقة واختلاف.. أو إنه هجر كلياً...وقد رأينا كيف أنه إذا تلفَّظ أحد بشيء عن الحكومة الإسلامية، وتحدث عن السياسة التي هي المهمة الكبرى للإسلام والرسول الأعظم
7
4
المقدمة
صلّى الله عليه وآله وسلم والقرآن والسنَّة مشحونان بها، فكأنه ارتكب أكبر المعاصي... وكيف أصبحت كلمة شيخ سياسي مرادفة لشيخ بلا دين، والآن أيضا كذلك.
الحكومات المنحرفة وطباعة القرآن:
وأخيراً فإن القوى الشيطانيه الكبرى - عبر الحكومات المنحرفة الخارجة عن تعاليم الاسلام والتي نسبت نفسها إلى الإسلام زوراً - وبهدف محو القرآن وتثبيت الأهداف الشيطانية للقوى المتجبرة عمدت إلى طبع القرآن بخط جميل ونشره على نطاق واسع ليخرجوا القرآن من حياة المسلمين بهذه الحيلة الشيطانية، رأينا جميعاً القرآن الذي طبعه محمد رضا خان بهلوي وانطلى ذلك على البعض وانبرى بعض المعممين الجهلة لمدحه، ونرى الملك فهد يصرف سنوياً مبلغاً كبيراً من ثروات الناس الطائلة في طبع القرآن الكريم والدعاية للوهابية هذا المذهب الخرافي الذي لا أساس لأي شيء منه على الإطلاق، والذي يسوق الناس والشعوب الغافلة نحو القوى الكبرى ويستغل القرآن الكريم لهدم الإسلام والقرآن.
نفخر بائمتنا المعصومين عليهم السلام:
نحن فخورون وشعبنا العزيزالذي ملؤه الالتزام بالإسلام والقرآن فخورون بأننا أتباع مذهب يريد أن ينقذ من المقابر حقائق القرآن, الذي ينادي كل جزء منه بالوحدة بين المسلمين بل بين البشرية باعتباره أعظم وصفة منجية للبشر من جميع القيود التي تكبّل أرجلهم وأيديهم وقلوبهم وعقولهم, وتجرّهم نحو الفناء والعدم والرق والعبودية للطواغيت.
نحن فخورون اننا أتباع مذهب مؤسسة رسول الله بأمرالله وأن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب هذا العبد المتحرر من جيمع القيود مكلَّف بتحرير البشر من جميع الأغلال وأنواع الاسترقاق.
8
5
المقدمة
نحن فخورون أن كتاب نهج البلاغة الذي هو بعد القرآن أعظم دستور للحياة المادية والمعنوية وأسمى كتاب لتحرير البشر، وتعاليمه المعنوية والحكومية أرقى نهج للنجاة، هو من إمامنا المعصوم.
نحن فخورون بان أئمتنا المعصومين بدءاً بعلي بن ابي طالب وإلى منجي البشرية حضرة المهدي صاحب الزمان عليهم آلاف التحية والسلام الذي هو بقدرة الله القادر حيّ وناظر للامور، هم أئمتنا.
نحن فخورون بان الأدعية التي تهب الحياة والتى تسمى بالقرآن الصاعد هي من ائمتنا المعصومين.
نحن نفخر أن منّا مناجاة الأئمة الشعبانية، ودعاء عرفات للحسين بن علي عليهما السلام, والصحيفة السجادية زبور آل محمد، هذا والصحيفة الفاطمية ذلك الكتاب الملهم من قِبَل الله تعالى للزهراء المرضية.
نحن فخورون أن منَّا باقرالعلوم أسمى شخصية في التاريخ, ولم ولن يدرك أحد منزلته غير الله والرسول صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام.
نحن فخورون بان مذهبنا جعفري, وان فقهنا وهو بجرّ لا يتناهى واحد من آثاره, ونحن فخورون بكل الائمة المعصومين عليهم صلوات الله ونحن ملتزمون باتباعهم.
نحن فخورون أن أئمتنا المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم كابدوا السجن والإبعاد في سبيل اعلاء الدين الإسلامي, وفي سبيل تطبيق القرآن الكريم, الذي يعتبر تشكيل الحكومة الاسلامية أحد أبعاده, واستشهدوا في النهاية في طريق إسقاط الحكومات الجائرة وطواغيت زمانهم...
ونحن اليوم فخورون بأننا نريد تطبيق أهداف القرآن والسنَّة، وفئات شعبنا المختلفة منهمكة في هذا الطريق المصيري العظيم تنثر الأرواح والأموال والأعزَّاء في سبيل الله تعالى.
9
6
المقدمة
نفخر بالنساء الزينبيات
نحن فخورون بأن السيدات والنساء، الهرمة والشابة والصغيرة والكبيرة حاضرات فى الميادين الثقافية والاقتصادية والعسكرية وجنباً إلى جنب مع الرجال أو أفضل منهم، يبذلن الجهد من أجل إعلاء كلمة الإسلام - واهداف القرآن الكريم.
القادرات منهن على الحرب يشاركن في التدريب العسكري للدفاع عن الإسلام والدولة الإسلامية الذي هو من الواجبات المهمة..وقد حرَّرن أنفسهن من أنواع الحرمان التي فرضت عليهن بل على الإسلام والمسلمين نتيجة تآمر الأعداء وجهل الاصدقاء بأحكام الإسلام والقرآن، وقد حرَّرن أنفسهن بكل شجاعة والتزام, وأخرجن أنفسهن من أسر الخرافات التي أوجدها الأعداء بواسطة الجهلة وبعض المعممين الذين لايفهمون مصالح المسلمين.
وغيرالقادرات منهنَّ على الحرب منصرفات إلى الخدمة خلف الجبهة بنحو قيم يهز قلب الشعب شوقاً وشغفاً ويزلزل قلوب الأعداء والجهلة الأسوأ من الأعداء غضباً وحنقاً.وقد رأينا مراراً أن نساء جليلات يقتدين بزينب عليها السلام يهتفن أنَّهن فقدن أبناءهن وأنَّهن ضحَّين بكل شيء في سبيل الله تعالى والإسلام العزيز،ويفتخرن بذلك ويعلمن أن ما حصلوا عليه أسمى من جنَّات النعيم, فضلاً عن متاع الدنيل الحقير.
نفخر بعدائنا لأمريكا الارهابية ذاتاً:
وشعبنا, بل الشعوب الاسلامية ومستضعفوا العالم فخورون بأن أعداءهم الذين هم اعداء الله العظيم والقرآن الكريم والإسلام العزيز هم حيوانات مفترسة، لا يتورعون عن ارتكاب أية جناية وخيانة،لتحقيق اهدافهم المشؤومة والجانية، ولا يميزون - في طريق الوصول الى الرئاسة ومطامعهم الدنيئة - بين العدو والصديق, وعلى رأسهم أمريكا هذه
10
7
المقدمة
الإرهابية ذاتاً، وهذه الدولة التي أضرمت النار في جميع أرجاء العالم وحليفتها الصهيونية العالمية التي ترتكب لتحقيق مطامعها جنايات تخجل الاقلام والالسنة عن كتابتها وذكرها... ويحملهم الخيال الابله باسرائيل الكبرى على ارتكاب اية جناية.
والشعوب الاسلامية والمستضعفون فخورون بان أعداءهم حسين الاردني المجرم المحترف الجوال وحسن وحسني مبارك الذين هم مع اسرائيل على معلفٍ واحد ولا يتورعون من أجل خدمة أمريكا وإسرائيل عن أية خيانة لشعوبهم.
ونحن فخورون بأن عدونا صدام العفلقي الذي يعرفه الصديق والعدو بالإجرام ونقض الحقوق الدولية, وحقوق الانسان. والكل يعرفون خيانته للشعب العراقي المظلوم وإمارات الخليح لا تقل عن خيانته للشعب الايراني.
نحن والشعوب المظلومة في العلم فخورون بان وسائل الاعلام وأجهزة الإعلام العالمية وفق ما تمليه عليها القوى الكبرى تتهمنا وكل المظلومين بكل جناية وخيانة.
أي فخر أسمى وأرفع من أن أمريكا رغم كل ادعاءاتها واستعراضاتها الحربية، ورغم كل تلك الدول المستعبدة لها, والسيطرة على الثروات الهائلة للشعوب المظلومة المتخلفة، وامتلاكها لكل وسائل الإعلام أصبحت عاجزة ذليلة أمام الشعب الايراني الغيور، وأمام دولة حضرة بقية الله أرواحنا لمقدمِه الفداء, ولا تعرف بمن تتوسل، وإلى أي شخص تتوجه تسمع جواب الرفض. وليس هذا إلا ببركة الإمدادات الغيبية من الباري تعالى جلت عظمته التي أيقظت الشعوب, وشعب إيران الإسلام خاصة، وأخرجته من ظلمات الظلم الملكي إلى نور الإسلام.
11
8
المقدمة
الى الشعوب المظلومة والشعب الايراني
إني هنا أوصي الشعوب الشريفة المظلومة والشعب الإيراني العزيز، الذين منَّ الله عليهم بهذا الصراط المستقيم الإلهي, صراط عدم الارتباط بالشرق الملحد، ولا بالغرب الظالم الكافرأن يظلوا أوفياء لهذلنهج بكل صلابة واستقامة والتزام وثبات. وأن لا يغفلوا لحظة عن شكر هذه النعمة, ولا يسمحوا للأيادي القذرة لعملاء القوى الكبرى، سواء عملاء الخارج أوعملاء الداخل, الذين هم اسوا من عملاء الخارج أن يحدثوا أي تزلزل في نيتهم الطاهرة وارادتهم الحديدية, وليعلموا أنه كلما ازداد ضجيح وسائل الإعلام العالمي والقوى الشيطانية في الغرب والشرق, فان ذلك دليل قدرتهم الإلهية وسيجزيهم الله تعالى على اعمالهم في هذا العالم, وفي العوالم الآخرى. انه ولي النعم وبيده ملكوت كل شيء، وأطلب بمنتهى الجد والخضوع من الشعوب المسلمة ان يتبعوا الأئمة الأطهار عظماء وأدلاء عالم البشرية ويلتزموا بمعارفهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية والعسكرية بالروح والقلب, وبذل الأرواح والتضحية بالأعزاء.
ومن جملة ذلك الفقه التقليدي, فلا ينحرفوا عنه ذره فهو إيضاح لمدرسة الرسالة والإمامة، وضامن لرشد الشعوب وعظمتها سواء في ذلك الأحكام الأولية أم الأحكام الثانوية فهما مدرسة الفقه الاسلامي, ولا يصغوا إلى الموسوسين الخناسين المعاندين للحق والدين...وليعلموا أن أي خطوة انحراف تشكل مقدمة لسقوط الدين والأحكام الإسلامية وحكومة العدل الإلهي.
ومن جملة ذلك ان لايغفلوا عن صلاة الجمعة والجماعة،التى هي مظهرالبعد السياسي للصلاة, فصلاة الجمعة من أعظم عنايات الحق تعالى على الجمهورية الإسلامية في إيران.
ومن جملة ذلك ان لايغفلوا أبدا عن مراسم عزاء الأئمة الأطهار،
12
9
المقدمة
وخصوصا عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات انبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة، وليعلموا أن كل أوامر الأئمة عليهم السلام في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخية هذه, وإن كل اللعن لظالمي آل البيت والتنديد بهم ليس إلاَّ صرخة الشعوب في وجه الحكام الظالمين عبر التاريخ وإلى الأبد... وتعلمون أن لعن بني أمية لعنة الله عليهم - ورفع الصوت باستنكار ظلمهم - مع انهم انقرضوا وولوا إلى جهنم - هو صرخة ضد الظالمين في العالم, وابقاء لهذه لصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة.
ومن اللازم ان تتضمن اللطميات وأشعار الرثاء واشعار المديح لأئمة الحق عليهم سلام الله التذكير وبطريقة ساحقة بالفجائع ومظالم الظالمين في كل عصر ومصر، وفي هذا العصرعصرمظلومية العالم الاسلامى على يد أمريكا وروسيا وسائر المرتبطين بهم, ومن جملتهم آل سعود,هؤلاء الخونة للحرم الالهي العظيم لعنة الله وملائكته ورسله عليهم فان من اللازم التذكير بذلك,ولعنهم والتنديد بهم بصورة مؤثرة وفاعلة.
ويجب أن نعلم جميعاً أن ما يوجب الوحدة بين المسلمين هو هذه المراسم السياسية التي تحفظ هوية المسلمين خصوصا شيعة الأئمة الاثني عشرعليهم صلوات الله وسلامه ومن اللازم ان أذكر بأن وصيتي السياسية الإلهية لا تختص بالشعب الايراني العظيم الشأن، بل هى توصية لجميع الشعوب الاسلامية ومظلومي العالم, من اي شعب ودين.
أتضرّع الى الله عزَّ وجل ان لايَكِلَنا وشعبنا لحظة إلى أنفسنا وأن لا يصرف للحظة عناياته الغيبية عن أبناء الإسلام والمجاهدين الأعزاء.
روح الله الموسوي الخميني
13
10
الوصيّة الخالدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الوصية الإلهية السياسية الخالدة:
أهمية الثورة الإسلامية المجيدة التي هي حصيلة جهد ملايين الناس الأجلاَّء وآلاف الشهداء الخالدين والمعاقين الاعزَّاء، هؤلاء الشهداء الأحياء, والتي هي أمل ملايين المسلمين والمستضعفين في العالم تبلغ حداً بحيث لا يحيط بتقييمها قلم أو بيان.
إنني روح الله الموسوي الخميني, لست يائساً من الكرم العظيم لله تعالى رغم كل الخطايا... وزاد طريقي المليء بالخطر، هو ذلك التعلّق بكرم الكريم المطلق.
وبصفتي طالباً حقيراً فإنني كسائر اخوتي في الإيمان لي الأمل بهذة الثورة وبقاء منجزاتها وتحقق المزيد من اهدافها...
كوصية إلى الجيل الحاضر والأجيال العزيزة القادمة أعرض بعض المسائل وإن كانت تكراراً, سائلاً الله الرحمن أن يمنّ عليَّ بخلوص النيَّة في هذه التذكيرات.
الثورة الإسلامية هدية غيبية من اللّه تعالى:
1- نحن نعلم أن هذه الثورة العظيمة - التي قطعت أيدي أكلة العالم والظالمين عن إيران الكبيرة - قد انتصرت بالتأييدات الإلهية الغيبية، ولولا يد الله القادرة,لما أمكن لستة وثلاثين مليوناً بالرغم من الإعلام المضاد للإسلام وعلمائه - خاصة في القرن الأخير- وبالرغم من أساليب التفرقة التي لا تحصى من قبل الكتاب والخطباء فى الصحف ومجالس الخطابة والأندية المضادة للإسلام والمضادة للوطنية بلبوس وطني وبرغم
14
11
الوصيّة الخالدة
كل تلك الأشعار والمهاترات ورغم كل مراكز اللهو والفحشاء والقمار والمسكرات والمخدرات التي أعدت جميعها لجرالجيل الشاب الفعَّال - الذي يجب أن يبذل جهده من أجل رقي وطنه العزيز وتقدمه - إلى الفساد واللامبالاة تجاه ممارسات الشاه الفاسد وأبيه عديم الثقافة, والحكومات والمجالس المصطنعة،التي كانت تفرضها على الشعب سفارات الأقوياء, وأسوأ من ذلك كله وضع الجامعات والثانويات والمراكزالتعليمية التي كانت تودع في أيديها مقدرات البلد، فيوظفون المعلمين والأساتذة المنبهرين بالغرب أو المنبهرين بالشرق, المعارضين مئة بالمئة للإسلام والثقافة الإسلامية، بل الوطنية الصحيحة باسم الوطنية والميول الوطنية, ورغم أنه كان يوجد بينهم رجال ملتزمون ومخلصون إلاَّ أنهم نتيجة كونهم في غاية القلة، ونتيجة الضغوط التي كانت تحيط بهم لم يكن بوسعهم أن يقوموا بأي عمل إيجابي.
على الرغم من ذلك كله, وعشرات المسائل الأخرى, ومنها العمل على انزواء الروحانيين وعزلتهم. والإنحراف الفكري الذي وقع فيه كثير منهم من جراء قوة الإعلام... لم يكن بالإمكان أن يثور هذا الشعب صفاً واحداً ونهجاً واحداً في جميع أنحاء البلاد, ويزيح بنداء "الله اكبر" وتضحياته المحيرة التي ضاهت المعجزات جميع القوى الداخلية والخارجية ويتسلّم مقدرات البلد. بناءً عليه لا ينبغي الشك ابدا في أن الثورة الإسلامة, في إيران تختلف عن جميع الثورات في التكون، وفي كيفية الصراع والمواجهة, وفى دوافع الثورة والنهضة... ولا تردد أبداً في أن هذه تحفة إلهية، وهدية غيبية من الله المنَّان تلطف بها على هذا الشعب المظلوم المنهوب.
الحكومة الإسلامية وسعادة الدارين:
2- الإسلام والحكومة الإسلامية ظاهرة إلهية يؤمّن العمل بها سعادة
15
12
الوصيّة الخالدة
أبنائها في الدنيا والآخرة بأفضل وجه, وباستطاعتها أن تشطب بالقلم الأحمر على كل المظالم واللصوصيات والمفاسد والاعتداءات, وتوصل الإنسان إلى كماله المطلوب,و(الإسلام) مدرسة على خلاف المدارس غير التوحيدية حيت يتدخل في جميع الشؤون الفردية والإجتماعية والمادية والمعنوية والثقافية والسياسية والعسكرية والإقتصادية ويشرف عليها ولم يهمل أية نقطة ولو كانت صغيرة جداً مما له دخل في تربية الإنسان والمجتمع وتقدمه المادي والمعنوي, ونبّه على الموانع والمشكلات التي تعترض طريق التكامل في المجتمع والفرد, وعمل على رفعها...
والآن وقد تأسست الجمهورية الإسلامية بتوفيق الله وتأييده... وباليد المقتدرة للشعب الملتزم, وما تطرحه هذه الحكومة الإسلامية هو الإسلام وأحكامه السامية, فإن على الشعب الإيرانى العظيم الشأن أن يسعى لتحقيق محتوى الإسلام بجميع أبعاده, وحفطه وحراسته, فإن حفظ الإسلام على رأس جميع الواجبات, وفي هذا الطريق سعى جميع الأنبياء العظام - وكانت تضحياتهم التي لا تطاق - من آدم عليه السلام حتى خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم, ولم يصرفهم أي مانع عن هذه الفريضة العظيمة. وهكذا كان أصحابهم الملتزمون بعدهم, وأئمة الإسلام عليهم السلام, فقد بذلوا الجهود الجبارة التي لا تحتمل إلى حد تقديم دمائهم من أجل حفظ الإسلام. واليوم فإن من الواجب على شعب إيران خصوصاً وعلى جميع المسلمين عموماً أن يحفظوا بكل ما أوتوا من قوة هذه الأمانة الإلهية التي أعلنت رسمياً في إيران وحققت في مدة قصيرة نتائج عظيمة, ويبذلوا جهدهم لتحقيق عوامل بقائها ورفع الموانع والمشكلات. والمأمول أن يسطع سنا نورها على جميع الدول الإسلامية وأن تتفاهم جميع الدول والشعوب على هذا الأمرالمهم ويقطعوا وإلى الأبد أيدي القوى الكبرى أكلة العالم وجناة التاريخ, عن
16
13
الوصيّة الخالدة
مصائر المظلومين والمضطهدين.
إنني وأنا أصعّد أنفاس آخر عمري، وعملاً بالواحب أعرض للجيل الحاضر والأجيال القادمة شطراً مما له دخل في حفظ هذه الوديعة الإلهية وبقائها، وشطراً من الموانع والأخطار التي تهددها سائلاً الله رب العالمين التوفيق والتأييد للجميع.
الدافع الإلهي ووحدة الكلمة هما سر النصر:
أ - لا شك في أن سر بقاء الثورة الإسلامية هو نفس سرّ النصر، ويعرف الشعب سرّ النصر، وستقرأ الأجيال الآتية أن ركنيه الأصليين هما الدافع الإلهي والهدف السامي للحكومة الإسلامية، واجتماع الشعب في جميع أنحاء البلاد، مع وحدة الكلمة من أجل ذلك الدافع وذلك الهدف.
إنني أوصي جميع الأجيال الحاضر منها والآتي:.. إذا أردتم ان يستقر الاسلام وحكومة الله, وان تقطع يد المستعمرين والمستغلين الداخليين والخارجيين عن بلدكم, فلا تضيّعوا هذا الدافع الإلهي الذي أوصى الله به في القرآن الكريم.. وفي مقابل هذا الدافع الذي هو سرالنصر وسر بقائه نسيان الهدف والتفرقة والاختلاف.
وليس عبث أن تركّز الأبواق الإعلامية في جميع أنحاء العالم, وامتداداتها المحلية في بذل كل جهدها على الشائعات والأكاذيب التي تزرع الشقاق, وتنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات, ليس عبثاً تواصل أسفار أعداء الجمهورية الإسلامية إلى المنطقة ومع الأسف فإن بينهم من قادة وحكومات بعض الدول الإسلامية الذين لا يفكرون إلاَّ بمنافعهم الشخصيَّة وقد أغمضوا أعينهم وصموا آذانهم واستسلموا لأمريكا، وبعض المتظاهرين بأنهم روحانيون... ملحقون بهم.
الأمر الذي يجب أن ينصب عليه الجهد الآن وفي المستقبل وينبغي أن
17
14
الوصيّة الخالدة
تدرك أهميته من قبل الشعب الإيراني ومسلمي العالم هو إبطال مفعول الإعلام المفرّق الهدَّام.
ووصيتي للمسلمين وخصوصاً الإيرانيين سيما في عصرنا الحاضر أن يتصدّوا لهذه المؤامرات ويقووا انسجامهم ووحدتهم بكل طريق ممكن ليزرعوا اليأس في قلوب الكفَّار والمنافقين.
مؤامرة القرن الكبرى:
ب- من المؤامرات المهمة التي تبدو بوضوح في القرن الأخير،خصوصاً فى العقود المعاصرة, وبالأخص بعد إنتصار الثورة الإسلامية،الدعايات على نطاق واسع بأبعاد مختلفة لزرع اليأس من الإسلام في الشعوب, وخاصة الشعب الايراني المضحي.. تارة يقولون بسذاجة وبصراحة أن أحكام الإسلام التي وضعت قبل ألف وأربعمائة سنة لا تستطيع إدارة الدول فى العصر الحاضر، أو أن الإسلام دين رجعى ويعارض كل أنواع التجدد ومظاهر التمدن, وفي العصر الحاضر لا يمكن فصل الدول عن التمدن العالمي ومظاهره. وأمثال هذه الدعايات البلهاء، وتارة يعمدون بخبث وشيطنة الى الدفاع عن قداسة الاسلام, فيقولون: إن الإسلام وسائر الأديان الإلهية تهتم بالمعنويات وتهذيب النفوس, والتحذير من المراتب الدنيوية، والدعوة إلى ترك الدنيا والاشتغال بالعبادات والأذكار والأدعية التي تقرب الإنسان من الله,والحكومة والسياسة وفن الإدارة مناقض لتلك الغاية وذلك الهدف الكبير والمعنوي... حيث أن هذه جميعاً لبناء الدنيا وذلك مناقض لسيرة جميع الأنبياء العظام.
ومع الأسف، فإن هذه الدعاية بشكلها الثاني قد تركت أثرها في بعض الروحانيين والمتدينين الجاهلين بالإسلام, فكانوا يرون التدخل في الحكومة والسياسة بمثابة المعصية والفسق ولعلَّ البعض الآن كذلك، وهذه فاجعة كبرى كان الإسلام مبتلى بها، بالنسبة للفريق
18
15
الوصيّة الخالدة
الأول يجب أن يقال، أما أنهم جاهلون بالحكومة والقانون والسياسة،أوأنهم يتجاهلون ذلك مغرضين...لأن تطبيق القوانين بمعيار القسط والعدل وعدم فسح المجال للظالمين والحكومات الجائرة، وبسط العدالة الفردية والإجتماعية، ومنع الفساد والفحشاء وأنوا ع الإنحرافات، والحرية بمعيار العقل والعدل, والإستقلال والاكتفاء الذاتى،وقطع الطريق على الاستعمار والإستغلال والإستعباد، وأقامة الحدود والقصاص والتعزيرات طبق ميزان العدل للحيلولة دون افساد المجمتع ودماره, وسياسة المجمتع وهدايته إلى موازين العقل والعدل والإنصاف،ومئات القضايا من هذا. القبيل, وهذه الأمور لا تصبح قديمة بمرور الزمان على طول تاريخ البشر والحياة الإجتماعية.
هذا الإدعاء بمثابة القول:ان القواعد العقلية والرياضية في القرن الحاضر يجب أن تغيّر لتحل محلها قواعد آخرى...
إذا كان من الواجب في مستهل الحياة الدنيا أن تطبق العدالة الإجتماعية منعا للظلم والنهب والقتل, فهل أصبح هذا النهج قديم اليوم لأننا في قرن الذرّة؟ وادعاء أن الإسلام معارض للتجدد على طريقة محمد رضا بهلوى المخلوع, الذي كان يقول: هؤلاء يريدون أن يسافروا في هذا العصر بواسطة الدواب، هذا ليس إلا اتهاما أبله لا غير لانه اذا كان المراد من مظاهر التمدن والتجدد الاختراعات والابتكارات والصناعات المتطورة، التي تؤثر في تقدم البشروتمدنهم …فلا الإسلام,ولا اي دين توحيدي يعارض ذلك ابدا ولن يعارض, بل ان العلم والصناعة محل تاكيد الإسلام والقرآن المجيد.
واذا كان المراد من التجدد والتمدن ذلك المعنى الذي يطرحه بعض المثقفين المحترفين, وهو:الحرية في جميع المنكرات والفحشاء, حتى الشذوذ الجنسي وما شابه,فان جميع الأديان السماوية والعلماء والعقلاء يعارضون ذلك, بالرغم من ان المنبهرين بالغرب أو بالشرق يروجون لذلك
19
16
الوصيّة الخالدة
بناء على تقليدهم الأعمى.
وأما الفريق الثاني, الذين يؤدون دوراً مؤذياً, ويرون فصل الإسلام عن الحكومة والسياسة, فيجب أن يقال لهؤلاء الجهلة: ان نسبة أحكام القرآن الكريم, وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله في الحكومة والسياسة,لا تقاس بها أبداً نسبة الأحكام في سائر الأمور، بل إن كثيراً من أحكام الإسلام العبادية هي عبادية سياسية، والغفلة عنها هي التي جرت هذه المصائب.
لقد أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكومة كسائر حكومات العالم,لكن بدافع بسط العدالة الإجتماعية، والخلفاء المسلمون الأوائل كانت لهم حكومات مترامية الأطراف, وحكومة علي بن أبي طالب عليه السلام كانت أيضاً لذلك الدافع على نطاق اوسع واشمل, وهذا من واضحات التاريخ.وبعد ذلك استمرت الحكومة بإسم الإسلام. والآن فإن أدعياء الحكومة الإسلامية اتباعا للإسلام والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كثيرون.
حكومة الحق من أسمى العبادات:
إنني في هذه الوصية اكتفي بالاشارة.. ولكني آمل أن يتولى الكتّاب وعلماء الاجتماع والمؤرخون إخراج المسلمين من هذا الخطأ. وأما ما قيل وما يقال من أن مهمة الأنبياء عليهم السلام هي المعنويات. والحكومة وفن الإدارة من الدنيا المطرودة، والأنبياء والأولياء والعظماء كانوا يجتنبونها, ونحن يجب أن نكون كذلك فهو خطأ مؤسف ونتائجه جرت الشعوب الإسلامية إلى الدمار، وفتح الطريق للمستعمرين مصَّاصي الدماء...لأن المرفوض هو الحكومات الشيطانية والديكتاتورية والظلم؟ حيث ان ذلك يكون بهدف التسلط.والدوافع المنحرفة. والدنيوية التى حذر منها (الأنبياء) هي جمع الثروة والمال وحب السيطرة والطغيان وفي نهاية
20
17
الوصيّة الخالدة
المطاف الدنيا التي تسبب غفلة الانسان عن الله تعالى، وأما حكومة الحق لنفع المستضعفين, والحيلولة دون الظلم والجور،وإقامة العدالة الإجتماعية كما فعل سليمان بن داود ونبي الإسلام العظيم الشأن صلى الله عليه وآله وأوصياؤه العظام, فإنها من أعظم الواجبات, وإقامتها من أسمى العبادات,كما أن السياسة السليمة التي كانت في هذه الحكومات هي من الأمور اللازمة.
يجب ان يجهض شعب إيران اليقظ والواعي هذه المؤامرات بالرؤية الإسلامية، ولينهض الخطباء الملتزمون لمؤازرة الشعب ليقطعوا أيدي الشياطين المتآمرين.
خطرالشائعات والنقد الهدَّام:
ج - ومن نفس قماش المؤامرات هذه ولعلَّه أكثر إيذاءً الشائعات على نطاق واسع في كافة انحاء البلاد، وفي المحافظات أكثر حول أن الجمهورية الإسلامية أيضاً لم تفعل للناس شيئاً... مساكين هؤلاء الناس رغم ذلك الشوق والشغف والتضحية من أجل التحرر من نظام ظالم طاغوت,إلا أنهم ابتلوا بنظام أسوأ لقد اصبح المستكبرون أكثر استكباراً والمستضعفون أشد استضعافاً، السجون مليئة بالشباب أمل البلد في المستقبل, وأنواع التعذيب اسوأ مما كانت في النظام السابق وأكثر لا إنسانية.. كل يوم يعدمون عدة بإسم الإسلام, ويا ليتهم لم يطلقوا اسم الإسلام على هذه الجمهورية، هذا الزمان اسوأ من زمان رضا خان وابنه, يتخبط الناس في عذاب الغلاء القاتل ومشقته والمسؤولون يقودون هذا النظام نحو نظام شيوعي...اموال الناس تصادر، وقد سلبت من الشعب الحرية فى كل شيء وكثير من الأمور من هذا القبيل التي تنفذ بتخطيط,والدليل على وجود خطة ومؤامرة هو أنه كل عدة أيام تتناقل الألسن أمراً في كل زاوية وجانب, وفي كل محلة ومنطقة، في
21
18
الوصيّة الخالدة
السيارات الصغيرة يتردد هذا الأمر الواحد, وفي الباصات, وفي الإجتماعات المحدودة كذلك. وإذا استهلك شأن يطرح بدلاً منه شأن آخر, ومع الأسف فإن بعض الروحانيين الذبن لا علم لهم بالحيل الشيطانية، وبمجرد إتصال شخص أو شخصين من أدوات المؤامرة بهم يظنون أن الحق هو ذلك وأساس المسألة هو ذلك لا غير... إذ أن كثيراً من الذين يسمعون هذه المسائل ويصدقون بها, لا إطلاع لهم على وضع الدنيا والثورات في العالم, وحوادث مرحلة ما بعد الثورة، ومشاكلها العظيمة التي لا يمكن تجنبها كما أنهم لا اطلاع لهم على التحولات الصحيحة التي هي جميعاً لصالح الإسلام, فيصغون إلى هذه المطالب مغمضين أعينهم جاهلين, ويلتحقون بالمتآمرين غفلةً أو عامدين.
إنني أوصي أن لا تهبوا لاختلاق الإعتراضات والانتقاد المدمّر والسب, قبل التامّل في الأوضاع الحالية للعالم, ومقايسة الثورة الإسلامية في إيران بسائرالثورات, وقبل معرفة أوضاع الدول والشعوب أثناء الثورة وبعدها وماذا كان يجري عليهم, وقبل الإنتباه إلى مصائب هذة الدولة التي أصيبت بنكبة الطاغوت على يد رضا خان ويد ابنه الأسوا منه محمد رضا والارث الذي تركاه لهذه الدولة بدءً بالتبعيات الخطيرة المدمرة، مرورا باوضاع الوزارات والادارات والاقتصاد والجيش, ومراكز الفساد ومحالّ بيع المسكرات وايجاد الابتذال والانحلال في جميع شؤون الحياة، واوضاع التعليم والتربية، واوضاع الثانويات والجامعات, واوضاع دور السينما ودور البغاء, ووضع الشباب والنساء، ووضع الروحانيين والمتدينين وطلاب الحرية الملتزمين, والنساء العفيفات المظلومات والمساجد في عهد الطاغوت و(قبل) التحقيق في ملفات الذين اعدموا والمحكومين بالسجن وادارة السجون, وطريقة عمل المتصدين, ودراسة احوال اصحاب رؤوس الاموال, واكلةالارض الكبار والمحتكرين والمستغلين,واداره المحاكم العدلية ومحاكم الثورة. ومقارنة ذلك بالوضع السابق للمحاكم والقضاة، والتحقيق في حال نواب مجلس الشورى الإسلامي والوزراء
22
19
الوصيّة الخالدة
والمحافظين, وسائر الموظفين الذين تولوّا عملهم في هذه الفترة, ومقارنة ذلك بما مضى, لاوالتحقيق في طريقة عمل الدولة, وجهاد البناء في القرى المحرومة من كل المواهب حتى ماء الشرب والمستوصف,ومقايسة ذلك مع النظام السابق رغم طول مدته,مع الاخذ بنظر الاعتبار مشكلة الحرب المفروضة ونتائجها من قبيل ملايين المشردين وعوائل الشهداء والمتضررين في الحرب, وملايين المشردين الافغان والعراقيين, ومع الاخذ بنظر الاعتبار الحصار الاقتصادي, والمؤامرات المتوالية من أمريكا وعملائها في الخارج والداخل.
اضيفوا إلى ذلك فقدان العدد الكافي من الملبغين الواعين وقضاة الشرع, ومحاولات زرع الفوضى من قبل اعداء الإسلام والمنحرفين,وحتى الاصداقاء الجهلة وعشرات المسائل الاخرى..
طلبي هو أنه ينبغي معرفة الواقع أولاً وارحموا حال هذا الإسلام الغريب الذي هو اليوم بعد مئات السنين من ظلم الحبابرة وجهل الشعوب طفل حديث عهد بالمشي, ووليد محفوف بأعداء الخارج والداخل وأنتم ايها المختلقون للإشكالات فكروا من الأفضل أن تنصرفوا إلى الاصلاح والمساعدة بدلا من الاحباط ؟, وبدلاً من تأييد المنافقين والظالمين والرأسماليين، والمحتكرين غير المنصفين الجاهلين بالله, انصرفوا إلى نصرة المظلومين والمضطهدين والمحرومين... وبدلاً من الإهتمام بالفئات المشاغبة والقتلة المفسدين ودعمهم غير المباشر، انصرفوا إلى الاهتمام بالمقتولين من الروحانيين المظلومين والخدام الملتزمين المظلومين...
إنني لم أقل أبدا ولا أقول انه يعمل اليوم فى هذه الجمهورية بالإسلام العظيم بكل ابعاده, وأنه لا يوجد أشخاص يخالفون القوانين والضوابط جهلاً أو بسبب عقده ما أو لعدم انضباطهم...إلا إني اقول: إن السلطات التشريعية والفضائية والتنفيذية تبذل جهودا جبارة لأسلمة هذه الدولة، والشعب بعشرات ملايينه يؤيدها ويمدها... وإذا بادرت هذه
23
20
الوصيّة الخالدة
الأقلية المختلقة للإعتراضات إلى المساعدة يصبح تحقق هذه الآمال أسهل وأسرع.
أما إذا - لا سمح الله - لم يَثِبْ هؤلاء إلى رشدهم, فلأن الشعب بملايينه قد استيقظ, وأدرك الأمور، وهو حاضر في الساحة, فان الآمال الإنسانية الإسلامية ستحقق - بإرادة الله - بشكل لافت, ولن يستطيع أصحاب الأفهام المعوجّة المفتعلون للاعتراضات أن يصمدوا في وجه هذا السيل الهادر.
مفخرة للشعب الإيراني المسلم:
أنا أدَّعي بجرأة أن شعب إيران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وأفضل من شعب الكوفة والعراق في عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما.
ذلك الحجاز الذي كان المسلمون أيضا (فيه) في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لا يطيعونه ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لايتوجهوا إلى الجبهة, فوبخهم الله بآيات في سورة التوبة وتوعَّدهم بالعذاب... ولقد، كذبوا عليه صلى الله عليه وآله إلى حد أنه لعنهم على ما روي...
وأهل العراق والكوفة اؤلئك الذين اساؤوا إلى هذا الحد إلى أمير المؤمنين, تمرَّدوا على طاعته. وشكاواه عليه السلام في كتب الأخبار والتواريخ معروفة.
ومسلمو العراق والكوفة اولئك الذين صنعوا مع سيد الشهداء ما صنعوا وأولئك الذين لم يلطخوا أيديهم بدم شهادته, أما إنهم هربوا من المعركة أو قعدوا فكانت جناية التاريخ تلك..
أما اليوم, فإننا نرى أن شعب إيران بدءاً بالقوى المسلَّحة، من الجيش والأمن الداخلي والحرس والتعبئة،إلى القوى الشعبية من العشائر
24
21
الوصيّة الخالدة
والمتطوعين, والقوى التي في الجبهة, والناس المحترمين خلف الجبهة بكل شوق ولهفة أيّة تضحيات يضحون, وأية ملاحم يسطرون.. ونرى ان الناس المحترمين في جميع انحاء البلاد اية معونات قيّمة يقدمون, ونرى عوائل الشهداء ومتضرري الحرب وذويهم يلاقوننا واياكم بوجوه صانعة للملاحم, واقوال وافعال ملؤها الشوق, وتَهَب الاطمئنان. ومبعث كل ذلك عشقهم وحبهم, وايمانهم التام بالله المتعال والإسلام والحياة الخالدة، في حين انهم ليسوا في محضر رسول الله - صلى الله عليه و آله - المبارك, ولا في محضر الامام المعصوم - صلوات الله عليه - ولا بين يديه, ودافعهم هو الايمان والاطمئنان بالغيب, وهذا سر التوفيق والنصر في الابعاد المختلفة.
وينبغي ان يفتخر الإسلام انه ربى مثل هؤلاء الابناء, ونحن كلنا فخورون لاننا فى عصركهذا وعلى اعتاب شعب كهذا...
نصيحه مشفقة للمعارضين:
وأن لي هنا وصية إلى الأشخاص الذين يعارضون الجمهورية الإسلامية بدوافع مختلفة، وإلى الشباب سواء الفتيات أو الفتيان الذين يستغلهم المنافقون والمنحرفون والانتهازيون والنفعيون - ان يفكرو بحرية وحياد فى دعايات اولئك الذين يريدون ان تسقط الجمهورية الإسلامية, وكيفية عملهم وسلوكهم مع الجماهير المحرومة والفئات والدول التي ساندتهم وتساندهم,. والاشخاص الذين التحقوا بهم في الداخل ويدعمونهم, واخلاقهم وسلوكهم فيما بينهم ومع مؤيديهم, وتغيير مواقفهم في المستجدات المختلفة.ابحثوا في ذلك بدقة وبعيدا عن اهواء النفس…
وتاملوا اوضاع اولئك الذين استشهدوا في الجمهورية الإسلامية على يد المنافقين والمنحرفين, وقارنوا بينهم وبين اعدائهم… اشرطة تسجيل
25
22
الوصيّة الخالدة
هؤلاء الشهداء - إلى حد..ما - هي بمتناول ايديكم, واشرطة معارضيهم لعلها بمتناول ايديكم...انظروا اي فريق يناصرالمحرومين والمظلومين في المجتمع.
ايها الاخوة...انتم لاتقرؤون هذة الاوراق قبل وفاتي بل قد تقرؤونها بعدي, انذاك لن اكون عندكم حتى يكون هدفي التلاعب بقلوبكم الشابة لصالحي, وجلب اهتمامكم لكسب الموقع والقدرة.
انني - ولاجل انكم شتان لائقون - احب ان تصرفو شتانكم في سبيل الله والإسلام العزيز والجمهورية الإسلامية, حتى تفوزوا بسعادة الدارين واسال الله الغفور ان يهديكم إلى طريق الانسانية المستقيم ويعفو عن ماضينا وماضيكم برحمته الواسعة... انتم ايضا اطلبوا ذلك من الله في الخلوات انه آلهادي والرحمن.
وصية للشعوب:
ولي وصية إلى شعب إيران الشريف, وسائر الشعوب المبتلاة بالحكومات الفاسدة والاسيرة للقوى الكبرى.
أما وصيتي إلى شعب إيران العزيز،فهي أن تحفظوا وتحرسوا النعمة التي حصلتم عليها بجهادكم العظيم ودم شبانكم الراشدين, إعرفوا قدرها كأعز مالديكم وابذلوا الجهد من أجلها فهي النعمة الآلهية العظيمة, والأمانة الآلهية الكبيرة، ولا تخافوا من المشكلات التي تواجهكم في هذا الصراط المستقيم, فان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم,وكونوا شركاء فى تحمل صعوبات حكومة الجمهورية الإسلامية, واعملوا على تجاوزهذه الصعوبات بالروح والقلب... واعتبروا الحكومة والمجلس منكم وحافظو عليها كما تحافظون على محبوب عزيز...
وأوصي المجلس والحكومة, وكل المعنيين ان:اعرفو قدرهذا الشعب, ولا تقصّروا فى خدمته خصوصا المستضعفين والمحرومين والمضطهدين
26
23
الوصيّة الخالدة
الذين هم نور عيوننا واولياء نعمنا جميعا والجمهوريةالإسلامية انجازهم, وقد تحققت بتضحياتهم, وبقاؤها مرهون لخدماتهم, واعتبرو, انفسكم من الناس, والناس منكم, ارفضوا باستمرار الحكومات الطاغوتية التي لا عقل لها ولا ثقافة، ولا منطق الا البطش... طبعا بالاعمال الانسانية التى تليق بحكومة اسلامية..
واما وصيتى إلى الشعوب الإسلامية،فهي: اجعلو حكومة الجمهورية الإسلامية، وشعب إيران المجاهد قدوة لكم, واذا لم تستجب حكوماتكم الجائرة لارادة الشعوب - التي هي ارادة شعب إيران - فاجبروها بكل قوة على الاستجابة لذلك, فان اساس شقاء المسلمين هو الحكومات المرتبطة بالشرق والغرب... وأوصي مؤكدا لا تستمعوا إلى الابواق الاعلامية لاعداء الإسلام والجمهورية الإسلامية، فان الجميع يعملون على اخراج الإسلام من ساحة الصراع خدمة لمصالح القوى الكبرى.
مؤامرة الفصل بين الحوزة والجامعة:
د - من المخططات الشيطانية للقوى الاستعمارية والإستغلالية الكبرى التي يُعمل على تنفيذها منذ سنوات طويلة، وقد بلغت ذروتها فى إيران منذ عهد رضا خان وتواصل العمل لتحقيقها في عهد محمد رضا باساليب مختلفة: مخطط محاصرة الروحانية،التي عمل لها في زمن رضا خان بالضغوط والتنكيل ومحاربة الزي والسجن والابعاد وهتك الحرمات والاعدام وامثال ذلك... وعمل لها في زمن محمد رضا باشكال اخرى منها: ايجاد العداوة بين الجامعيين والروحانيين, وقد بذلت جهود اعلامية واسعة النطاق في هذاالمجال, وللاسف فقد حققت هذه االمؤامرة نتيجة ملحوظة بسبب غفلة الطرفين عن هذه االمؤامرة الشيطانية للدول المتجبرة, فمن جهة حرصوا على اختيار المعلمين
27
24
الوصيّة الخالدة
والمدراء والاساتذة ورؤساء الجامعات من بين المنبهرين بالغرب او بالشرق والمنحرفين عن الإسلام وسائر الأديان, وحدوا من وجود الملتزمين والمؤمنين, لتتمكن الشريحة الاقوى من استلام الحكم في المستقبل, ورتوا الطفل والفتى والشاب بطريقة تجعلهم يشمئزون من الأديان مطلقا ومن الإسلام بالخصوص ومن اتباع الأديان وخصوصا الروحانيين المبلغين الذين وصفوهم في ذلك الوقت بانهم عملاء للانكليز. ووصفوهم بعد ذلك بانهم متحالفون مع الراسماليين والاقطاعيين ومؤيد ون للرجعية, المعارضون للتمدن...
ومن جهة اخرى زرعوا عبر دعايات السوء الخوف في نفوس الروحانيين المبلغين والمتدينين من الجامعة والجامعيين حتى اصبح هؤلاء يتهمون جميع اولئك باللادين والتحلل, ومعارضه شعائر الإسلام والأديان.
والنتيجة ان يصبح رجال الدوله من المعارضين للاد يان والإسلام والروحانيين والمتدينين, وتصبح جماهير الشعب التي تحت الدين والروحاني معارضة للدولة والحكومة وكل ما يرتبط بها. ويفتح هذا الاحتلاف يبن ا لحكومة والشعب, والجامعي والروحاني, الطريق رحبا امام الناهبين, بحيث تصبح جميع مقدرات البلد في قبضتهم, وجميع ذخائر الشعب تصت في جيوبهم, وقد رايتم ما حل بهذا الشعب المظلوم, وما كان ينتظره...
الحوزة والجامعة هما العقل المدبر للامة:
والان وقد تحقق - بارادة الله تعإلى وجهاد الشعب من الروحاني والجامعي إلى الكاسب والتاجر والعامل والفلاح, وسائر الشرائح - تحطيم قيد الاسر، وتحطيم سد قوة القوى الكبرى، وانقاذ البلد من ايديهم وايدي عملائهم, فان وصيتى إلى هذا الجيل والاجيال القادمة ان لا يغفلوا وليبرم الجامعيون والشباب الراشدون الاعزاء عقد المحبة والتفاهم
28
25
الوصيّة الخالدة
مع الروحانيين وطلاب العلوم الإسلامية ولا يغفلوا عن الخطط والمؤامرات الشيطانية الغادرة وبمجرد ان يروا شخصا او اشخاصا يبذرون النفاق بينهم - بقولهم وفعلهم - فليرشدوهم ولينصحوهم, وان لم يؤثر ذلك, فليعرضوا عنهم ويعزلوهم, ولا يدعوا المؤامرة تمتد وتتجذر، فان مصدر النبع يمكن التحكم فيه بسهولة وخصوصا, اذا وجد بين الاساتذة شخص يريد ايجاد الانحراف.. فليرشدوه, وان لم يستجب فليطردوه من بينهم ومن قاعة التدريس, وهذه التوصية موجهة بنسبة اكبر إلى الروحانيين وطلاب العلوم الدينية.
وتمتاز المؤامرات في الجامعات بعمق خاص, وعلى كل من الشريحتين المحترمتين - اللتين هما عقل المجتمع المفكر - ان يحذروا المؤامرات.
مصيبة التبعية للشرق والغرب:
هـ - من جملة المخططات التي تركت - للاسف - اثرا كبيرا في مختلف البلاد وبلدنا العزيز - وما تزال اثارها قائمةإلى حد بعيد - جعل الدول المنكوبة بالاستعمار تعيش الغربة عن هويتها
لتصبح منبهرة بالغرب والشرق, بحيث انها لا تقيم اي وزن لنفسها وثقافتها وقوتها … وتعتبر انّ قطبي الشرق والغرب هما العنصر المتفوق, وثقافتهما الاسمى... وهما قبلة العالم
والارتباط باحدهما من الفرائض التي لا يمكن اجتنابها.
وقصة هذا الامر المحزن طويلة.. والضربات التي تلقيناها من هؤلاء - وما زلنا - ضربات قاتلة ومدمرة.
والادهى من ذلك ان اولئك حرصوا على ابقاء الدول المظلومة المستعبدة متخلفة في كل شيىء.. ودولا استهلاكية،وخوّفونا من مظاهرتقدمهم, وتقدم قدراتهم الشيطانية إلى حد كبير،بحيث لم نعد نجرا على المبادرة إلى اي ابداع, وسلمنا لهم كل شيء, واودعناهم مصيرنا وبلادنا, واغمضنا عيوننا وسددنا اذاننا, مطيعين للاوامر, وهذا
29
26
الوصيّة الخالدة
الخواء والفراغ العقلي المصطنع اوجب ان لا نعمتد على فكرنا وعلمنا في اي امر، وان نقلد الشرق والغرب تقليدا اعمى, بل كان الكتاب والخطباء الجهلة المنبهرون بالغرب والشرق - وما يزالون - ينتقدون ويسخرون من ثقافتنا وادبنا وصناعتنا واختراعنا - ان كان - ويقللون من شان فكرنا وامكاناتنا المحلية، ويزرعون فيها الياس, ويروجون باعمآلهم واقوآلهم وكتاباتهم العادات والتقاليد الاجنبية,مهما كانت مبتذلة منحطة، وقد عملوا - وما يزالون - على تسويقها بين الشعوب بالمدح والثناء, وعلى سبيل المثال:اذا كان في كتاب ما او مقالة او خطابة عدة مفردات اجنبية، فانهم يقبلونه باعجاب, دون التحقيق في محتواه,ويعتبرون الكاتب اوالخطيب عالما ومثقفا.
واذا لاحظنا من المهد إلى اللحد, فكلما نراه اذ كان قد سمى بمفردة غربية او شرقية، فهو مرغوب, ويحظى بالاهتمام, ويعتبر من مظاهر التمدن - اما اذا سمي باسم محلي مما نسمى نحن - فهو مرفوض وقديم ومتخلف.
اطفالنا اذا كانت اسماؤهم غربية فهم فخورون... واذا كانت محلية فهم خجلون ومتخلفون... الشوارع, الازقة، المحلات, الشركات, الصيدليات, المكتبات العامة، الاقمشة وسائر الامتعة... كلما ينتج في الداخل, فلا بد من اختيار اسم اجنبي له ليقبل الناس عليه ويرضوا به.
التفرنج من الراس إلى القدم,وفي كل شيء من الجلوس والقيام, وجميع مظاهر العلاقات الإجتماعية، وجميع شؤون الحياة سبب للافتخار والاعتزاز والتمدن الرقي.
وفي مقابل ذلك, فان الاداب والتقاليد المحلية رجعيه وتخلف.عند الابتلاء بمرض - ولو كان جزئيا يمكن علاجه في الداخل - يجب الذهاب إلى الخارج, واشعار دكاترتنا واطبائنا العلماء بالياس. الذهاب إلى انكلترا وفرنسا - وأمريكا وموسكو افتخار قيِّم, والذهاب إلى الحج وسائر الاماكن
30
27
الوصيّة الخالدة
المباركة رجعية وتخلف.
عدم احترام ما يرتبط بالدين والمعنويات من علائم التجدد والتمدن, وفى المقابل فان الالتزام بهذه الأمور علامة التخلف والرجعية.
لا اقول: اننا نمتلك كل شيء, فمن الواضح انهم حرمونا - طول التاريخ غير البعيد كثيرا وخصوصا في القرون الاخيرة - من كل تقدم, ورجال الحكم الخونة خصوصا اسرة بهلوي, ومراكز الدعاية ضد منجزاتنا والاحساس بالضعف او عقدة النقص,كل ذلك حرمنا من اية فعالية في سبيل التقدم.
استيراد البضائع من جميع الانواع, وآلهاء النساء والرجال, خصوصا طبقه الشباب بانواع البضائع المستوردة، من قبيل ادوات التجميل والزينة والكماليات والالعاب الصبيانية، وجر الاسر إلى التنافس في الروح الاستهلاكية التي تبذل الجهود الكبيرة لتنميتها.. - ولهذا بالذات قصص محزنة - وآلهاء الشباب وجرهم إلى الفساد - وهم القوة الفاعلة - عبر توفير مراكزالفحشاء ودور البغاء, وعشرات من هذه المصائب المدروسة بهدف ابقاء الدول متخلفة.
الاعتماد على الخبرات المحلية:
انني أوصي الشعب العزيز، ومن منطلق الحرقة والخدمة: انكم تخلصتم الان - إلى حدلافت جدا - من كثير من هذه المصائد, وقد هب الجيل الحاضر المحروم إلى الفعالية والابداع, وراينا كثيرا من المعامل والوسائل المتطورة كالطائرات وغيرها, التي لم يكن يظن ان المتخصصين الإيرانيين يمكنهم تشغيلها والتعامل معها... وكنا من قبل نمد ايدينا إلى الشرق والغرب لياتي خبراؤهم لتشغيلها, راينا كيف ان الحصار الاقتصادي,والحرب المفروضة جعلت شبابنا يصنعون القطع التي دعت الحاجة اليها وبكلفة اقل, وكيف تمت عبر شبابنا تلبية هذه الحاجة، واثبتوا اننا اذا اردنا فاننا قادرون. فيجب ان تراقبوا بوعي
31
28
الوصيّة الخالدة
ويقظة، كي لا يجركم الساسة المتلاعبون المرتبطون بالغرب والشرق - بوساوسهم الشيطانية - نحو هؤلاء الناهبين الدوليين, وانهضوا بارادة مصممة، وفعالية ومثابره, لرفع انواع التبعية.
واعلموا ان العنصرالاري والعربي, لايقل عن العنصر الاوروبي والامريكي والروسي, واذا وجد (العنصر الاري والعربي ) هويته الذاتية وابعد الياس عنه, ولم يكن له مطمع بغير نفسه... فانه قادر على المدى البعيد على كل فعل, وصناعة كل شيء...وما وصل اليه الناس المشابهون لهؤلاء, فانتم ستصلون اليه بشرط الاتكال على الله,والاعتماد على النفس, وقطع التبعية للاخرين, وتحمل الصعوبات من اجل الوصول إلى الحياة الشريفة والخروج من سلطة الاجانب.
ويجب على الحكومات والمسؤولين - ان في الجيل الحاضر او في الاجيال القادمه - ان يقدروا متخصصيهم ويشجعوهم على العمل بالمساعدة المادية والمعنوية، وان يحولوا دون استيراد البضائع الاستهلاكية المدمرة ويتكيفوا بالموجود عندهم إلى ان يصنعوا كل شيء.
واطلب من الشباب, البنات والبنين, ان لا يجعلوا الإستقلال والحرية والقيم الانسانية - ولو مع تحمل المشقة والالم - فداء للكماليات والاختلاط وانواع التحلل والحضور في مراكزالفحشاء التي تقدم لكم من قبل الغرب وعملائه,الذين لا وطن لهم, فان هؤلاء- كما اثبتت التجربة - لا يفكرون بغيرافسادكم واغفالكم عن مصير بلدكم,وابتلاع ذخائركم وجركم إلى قيد الاستعمار وعار التبعية، وجعل شعبكم وبلدكم مستهلكين. انهم يريدون بهذه الاساليب وامثآلها،ابقاءكم متخلفين - وعلى حد تعبيرهم - نصف متوحشين.
32
29
الوصيّة الخالدة
مؤامرة افساد الجامعات وحرف الشباب:
و- من مؤامراتهم الكبيرة - كما تقدمت الاشارة، وذكرت مرارا - السيطرة على مراكز التعليم والتربية، خصوصا الجامعات, حيث ان مقدرات الدول بايدي نتاجها.
و يختلف اسلوبهم مع الروحانيين ومدارس العلوم الإسلامية عن اسلوبهم في الجامعات والثانويات.
خطتهم ( في الحوزات ) ازاحه الروحانين عن الطريق, وعزلهم اما بالقمع والعنف والاهانة، كما جرى في زمان رضا خان, وكانت له نتيجة عكسية, واما بالدعايات والتهم, والخطط الشيطانية لفصل الطبقة المتعلمة او المتنورة - كما هو المصطلح - وقد جرى ذلك ايضا في زمان رضا خان, مقارنا للضغط والقمع, واستمر في زمان محمد رضا ولكن بدون عنف, انما بطريقة مؤذية.
واما في الجامعة، فخطتهم حرف الشباب عن ثقافتهم وادبهم والقيم الذاتية، وجرهم نحو الشرق او الغرب, واختيار رجال الحكم من بينهم,وتحكيمهم بمصائر الدول, لينفذوا عبرهم كل ما يريدون...ويجر هؤلاء البلد إلى نكبة الغارة عليه, والانبهار بالغرب, ولايكون بمستطاع شريحة الروحانيين - بسبب الانزواء والكراهية والضغط - ان يحولوا دون ذلك.
وهذا افضل طريق لابقاء الدول التي تحت سيطرتهم متخلفة تواجه الغارة عليها لانه يجعل كل شيء يصت في جيوب القوى الكبرى دون عناء ولا كلفة.. ودون اية ضجّة فى المحافل الوطنية.
ان من اللازم على الجميع الان - وحيث يجري اصلاح الجامعات والمعاهد التعليمية وتطهيرها - ان نساعد المتصدين لذلك, ونحول - وإلى الابد - دون انحراف الجامعات, ونعمل - وبسرعة - على رفع كل انحراف نراه,ولا بد ان يتحقق هذلامرالمهم, في المرحلة الأولى باليد
33
30
الوصيّة الخالدة
المقتدرة لشباب الجامعات والمعاهد التعليمية، فان نجاة الجامعة من الانحراف نجاة للبلد وا الشعب.
انني أوصي - جميع الفتيان والشتان اولا والاباء والامهات واصدقاءهم ثانيا, وبعد ذلك رجال الدولة والمثقفين المتحرقين على البلد - ان تبذلوا الجهد من كل قلبكم وروحكم في هذا الامرالمهم الذي يحفظ بلدكم من الاذى، وسلّموا امانة حفظ الجامعات إلى الجيل القادم
وأوصي جميع الاجيال المتعاقبة ان احفظوا الجامعات من الانحراف والانبهار بالغرب والشرق وصونوها نجاة لانفسكم وبلدكم العزيز والإسلام الصانع للانسان, وبعملكم الانساني الإسلامى هذا تقطعون يد القوى الكبرى عن البلد, وتيؤسونهم. حفطكم الله واعانكم.
انتخبوا نوابا ملتزمين:
ز- من مهمات الأمور التزام نواب مجلس الشورى الإسلامى..نحن راينا ايّة اضرارمحزنة جدا لحقت بالإسلام ودولة ا يران من مجلس الشورى غير الصالح والمنحرف منذ ما بعد (المشروطه ) إلى عصر االنظام البهلوي المجرم.واسوا من كل زمان واخطر، في ذلك النظام المفروض الفاسد، واية مصائب وخسارات متلفة حلّت بالبلد والشعب من هؤلاء الجناة التافهين العبيد.
في الخمسين سنة الاخيرة ادى وجود اكثرية مصطنعة منحرفة في مقابل اقلية مظلومة إلى ان تنفّذ انكلترا وروسيا واخيرأمريكا كل ما ارادوا تنفيذه على يد هؤلاء المنحرفين الغافلين عن الله وجرّ البلد إلى الدمار والفناء.
منذ ما بعد المشروطة, لم يعمل ابدا تقريبا بمواد الدستورالمهمة, تم ذلك قبل رضاخان عبرالمنبهرين بالغرب, وحفنة من الخوانين واكلة الارض [ الاقطاعيين ] وفي زمن االنظام البهلوي عبر ذلك النظام السفّاك والمرتبطين به والمستعبدين له.
34
31
الوصيّة الخالدة
والان وقد اصبح مصيرالبلد فى ايدى الناس بعناية الله وهمة الشعب العظيم الشان, وقد انتخب النواب والممثلون من قبل الشعب, دون تدخل الدولة وخوّانين المحافظات, والمامول ان يحول التزامهم بالإسلام ومصالح البلد دون اى انحراف..
فان وصيتي إلى الشعب - حاضرا ومستقبلا - ان يقوموا في كل دورة انتخابية.. وانطلاقا من ارادتهم الصلبة والتزامهم باحكام الإسلام ومصالح البلد, باختيار ممثلين ملتزمين بالإسلام والجمهوربة الإسلامية - هؤلاء غالبا بين متوسطي المجتمع والمحرومين - وغير منحرفين عن الصراط المستقيم نحو الغرب او الشرق,لا يميلون إلى المدارس الفكرية الانحرافية، اشخاصا متعلمين مطلعين على قضايا العصر ومجالات السياسة الإسلامية.
إلى العلماء: لاتعزلوا انفسكم عن المجتمع:
وأوصي جماعه العلماء المحترمين, خصوصا المراجع العظام ان لا يعزلوا انفسهم عن قضايا المجتمع,لا سيما مثل انتخاب رئيس الجمهورية وممثلى الشعب, وان لا يكونوا غير مبالين.
كلكم رايتم - وسيسمع الجيل الاتي - ان يد اصحاب الالاعيب السياسية من اتباع الشرق والغرب قدعزلوا الروحانيين الذين وضعوا اساس المشروطة بالمشقات والالام, وان الروحانيين ايضا انطلت عليهم الاعيب هؤلاء الساسة المتلاعبين, فظنوا ان التدخل في امورالبلد والمسلمين لايليق بمقامهم, فتركوا الساحة للمنبهرين بالغرب,والحقوا بالمشروطة والدستور والبلد والإسلام
ما يحتاج جبرانه إلى زمن طويل.
الان وقد ارتفعت الموانع بحمد الله تعإلى، وتوفرت اجواء حرّة لتدخل جميع الشرائح الإجتماعية, فلم يبق اي عذر. ومن الذنوب الكبيرة التى لا تغتفرالتساهل في امر المسلمين.
على كل شخص بمقداراستطاعته, وبمستوى تاثيره ان يكون في خدمة الإسلام والوطن, وان
35
32
الوصيّة الخالدة
يحول بجد دون نفوذ عملاء القطبين المستعمرين, والمنبهرين بالغرب او الشرق, والمنحرفين عن منهج الإسلام العظيم.
وليعلموا ان اعداء الإسلام والدول الإسلامية - وهم القوى الكبرى الناهبون الدوليون - يتغلغلون تدريجيا وبمهارة في بلدنا والبلاد الإسلامية الاخرى, ويوقعون الدول طعمة للاستعمار بيد ابناء شعوب هذه الدول انفسهم...
كونوا مراقبين بيقظة, وعندما تشعرون باول خطوة تغلغل هبوا للمواجهة ولاتمهلوهم,وآلهكم معينكم وحا فظكم.
إلى النواب وشورى صيانة الدستور:
واطلب من ممثلى مجلس الشورى الإسلامى فى هذا االعصر والعصور الاتية ان اذا تمكنت - لا سمح الله - عناصر منحرفة من فرض تمثيلها على الناس بالدسائس والالاعيب السياسية، فليرفض المجلس اعتمادهم, ولا يدعوا اي عنصر مخرب عميل يدخل المجلس.
وأوصي الاقليات الدينية الرسمية ان يعتبروا من الدورات الانتخابية في عهد االنظام البهلوي, ويختاروا ممثليهم من بين الاشخاص الملتزمين بدينهم وبالجمهورية الإسلامية، وغير المرتبطين بالقوى الاكلة للعالم, وغير الميالين إلى المدارس الالحادية والانحرافية والالتقاطية.
واطلب من جميع النواب ان يكون سلوككم مع بعضكم بمنتهى حسن النية والاخوة, وليسعَ الجميع إلى ان لا تكون القوانين - لا سمح الله - منحرفة عن الإسلام, وكونوا جميعا اوفياء للإسلام واحكامه السماوية، لتنالوا سعادة الدنيا والاخرة.
واطلب من شورى صيانة الدستور المحترمين وأوصيهم - انْ في هذا الجيل اوالاجيال القادمة - ان يقوموا بكل دقة وقوة بواجباتهم الإسلامية والوطنية، وان لا يقعوا تحت, تاثير اي قوة، وان يحولوا دون القوانين المخالفة للشرع المطهر والدستور، دون ايّة اعتبارات, وان ينتبهوا إلى
36
33
الوصيّة الخالدة
ملاحظة ضرورات البلد التي يجب ان تحقق تارة عبر...الأحكام الثانوية وتارة عبر ولاية الفقيه.
المشاركة في الانتحابات تكليف الهي:
ووصيتي إلى ابناء الشعب الشريف ان يكونوا حاضرين في جميع الانتخابات، سواء انتخاب رئيس الجمهورية او ممثلي مجلس الشورى الإسلامي او انتخاب الخبراء لتعيين شورى القيادة، وان يكون منتخبوهم وفق الضوابط التي تجب مراعاتها. مثلا لينتبهوا انه اذا حصل تسامح في انتخاب الخبراء لتعيين شورى القيادة او القائد، ولم يتم انتخاب الخبراء وفق الموازين الشرعية، فمن المحتمل جدا ان تلحق بالإسلام والبلد خسائر لا تعوض … وعندها يكون الجميع مسؤولين امام الله تعإلى. على هذا الاساس، فان عدم تدخل الشعب - من المراجع والعلماء الكبار إلى التجار والكسبة والفلاح والعامل والموظف، حيث انهم جميعا مسؤولون عن مصير البلد والإسلام، سواء في هذا الجيل ام الاجيال القادمة - ان عدم تدخلهم وتسامحهم خصوصا في بعض الظروف قد يكون ذنبا من اكبر الكبائر.
اذن يجب علاج الواقعة قبل وقوعها و الا فلن يكون بوسع احد ان يفعل شيئا وهذه حقيقة لمستموها ولمسناها بعد المشروطة، ولا يوجد ايّ علاج انجح وافضل من ان يقوم الشعب - في جميع انحاء البلد، وفق الضوابط الإسلامية والدستور - بالاعمال المنوطة به، وان يتشاورمع الطبقة المتعلمة الملتزمة، والمثقفة المطلعة على مجاري الأمور، وغير المرتبطة بالدول القوية المستغلة، والمشهورة بالتقوى والالتزام بالإسلام والجمهورية الإسلامية، ويتشاورمع العلماء الروحانيين المتقين الملتزمين بالجمهوريه الإسلامية.
37
34
الوصيّة الخالدة
ولينتبه الجميع إلى ان يكون رئيس الجمهورية وممثلو المجلس من طبقة لمست حرمان وظلامة مستضعفي المجتمع ومحروميه، وتعمل على تحقيق رفاهيتهم، لا من الراسماليين واكلة الارض، والمتربعين في صدرالمجالس المرفهين الغارقين فى ملذاتهم وشهواتهم الذين لا يستطيعون فهم مرارة الحرمان ومعاناة الجائعين والحفاة.
ويجب ان نعلم ان كثيرا من المشكلات يمكن اجتنابها كما يمكن التخلص من كثير من المشكلات اذا كان رئيس الجمهورية وممثلوالمجلس اكفاء وملتزمين بالإسلام ومتحرقين لاجل بلدهم وشعبهم ويجب ملاحظة هذا الامر في انتخاب الخبراء لتعيين شورى القيادة او القائد مع امتياز خاص وهو ان الخبراء اذا تم تعيينههم ودخولهم مجلس الخبراء بانتخاب الشعب، واستنادا إلى منتهى الدقة او استشارة المراجع العظام في كل عصر،والعلماء الكبارفي جميع انحاء البلد، والمتدينين والعلماء الملتزمين، وبواسطة تعيين اكثرالشخصيات كفاءة والتزاما للقيادة او شورى القيادة يكون بالامكان منع وقوع كثير من المشكلات، او ترفع بكفاءة.
وبملاحطة المادة التاسعة بعد المئة والمادة العاشرة بعد المئة من الدستور،سيتضح واجب الشعب الخطير في تعيين الخبراء، وواجب الخبراء والنواب في تعيين القائد اوشورى القيادة. واقل تساهل في الاختيار يلحق الضرر بالإسلام والبلد والجهورية الإسلامية، بحيث ان احتمال هذا الضرر الذي هو في غاية الاهمية يترتب عليه تكليف آلهي للجميع.
إلى القائد ومجلس القيادة
ووصيتي إلى القائد ومجلس القيادة في هذا العصر - الذي هو عصر هجمة القوى الكبرى وعملائها في داخل البلد وخارجه ضد الجمهورية
38
35
الوصيّة الخالدة
الإسلامية، وفي الحقيقة ضد الإسلام تحت ستارآلهحمة على الجمهورية الإسلامية - وفي العصور القادمة هي ان يحعلوا انفسهم وقفا على خدمة الإسلام والجمهورية الإسلامية والمحرومين والمستضعفين، ولا يظنوا القيادة فى نفسها هدية ومقام سام، بل هي واجب ثقيل وخطير، اذ ان الزلة فيه اذا كانت - لاسمح الله - اتباعا لهوى النفس تستتبع العارالابدى في هذه الدنيا، ونار غضب الله القهار في العالم الاخر.
اسال الله المنان آلهادي بتضرع وابتهال ان يستقبلنا واياكم،وقد اجتزنا هذا الامتحان الخطير بوجوه مبيضة وان ينجينا. وهذا الخطر اقل بعض الشيء بالنسبة لرؤساء الجمهورية في الحال وفي المستقبل، وكذلك الحكومات والمعنيين بحسب الدرجات في المسؤوليات، فيجب ان ينتبهوا إلى ان الله تعإلى حاضر وناظر، ويعتبروا انفسهم في محضره المبارك. هداهم الله إلى سواء السبيل.
العدالة فى القضاء الإسلامي
ح - ومن مهمات الأمور مسالة القضاء، حيث انها على صلة بارواح الناس واموآلهم واعراضهم. وصيتي إلى القائد وشورى القيادة ان يهتموا في مجال تعيين اعلى موقع قضائي - والذي هو من صلاحياتهم - باختيار اشخاص ملتزمين من ذوي التجارب اصحاب النظر في الأمور الشرعية والإسلامية وفي السياسة، واطلب من مجلس القضاء الاعلى الذي وصل في النظام السابق إلى وضع مؤسف ومحزن، وان يزيحوا عن كرسي القضاء - آلهام جدا - الاشخاص الذين يتلاعبون بارواح الناس واموآلهم، والشيء الوحيد الذي لا وجود له في قاموسهم هو االعدالة الإسلامية، وان يطوروا - بالمثابرة والجد - دوائر العدلية، وينصبوا القضاة الذين تتوفر فيهم الشروط،والذين تعدهم بجد - ان شاء الله - الحوزات العلمية خصوصا الحوزة العلمية المباركة في قم، بدلا من
39
36
الوصيّة الخالدة
القضاة الذين لا تتوفر فيهم الشروط الإسلامية المنصوص عليها وان شاء الله تعإلى يتم بسرعة أقامة القضاء الإسلامى في جميع انحاء البلد.
وأوصي القضاة المحترمين في االعصرالحاضر، والاعصار القادمه ان يتصدوا لهذا الامر الخطير، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاحاديث الواردة عن المعصومين - صلوات الله عليهم - حول اهميه القضاء والخطر العظيم الذي يرافق القضاء، وحول القضاء بغير حق، والا يدعواهذا المقام يقع في يد من ليسوا اهلا له 00 فلا يستنكف من هم مؤهلون لذلك عن التصدي له ولا يفسحوا المجال لغير المؤهلين.
وليعلموا فضل واجر وثواب هذا المقام كبيرايضا كما ان خطره كبير، ويعلمون ان التصدي للقضاء ممن هو اهل لذلك واجب كفائي.
إلى الحوزات العلمية: احذروا الاختراق
ط - وصيتي إلى الحوزات العلمية المقدسة، هو ما عرضته مرار انه في هذا الزمان الذي عقد فيه اعداء الإسلام واعداء الجمهورية الإسلامية العزم على اسقاط، الإسلام، وهم يعتمدون كل طريق ممكن لتحقيق هذا آلهدف الشيطاني... واحد الطرق آلهامة لهدفهم - المشؤوم والخطر على الإسلام والحوزات الإسلامية - زرع افراد منحرفين فاسدين في الحوزات العلمية. والخطر الكبير - على المدى القريب - لذلك تشويه سمعة الحوزات العلمية بالاعمال المنافية والاخلاق والطرق الانحرافية...والخطر العظيم لذلك - على المدى البعيد - وصول فرد او عدة افراد مرائين إلى المواقع العليا، ليوجهوا ضربة مهلكة إلى الحوزات العلمية الإسلامية والإسلام العزيز والبلد في الوقت المناسب، وذلك من خلال اطلاعهم على العلوم الإسلامية واندساسهم بين الجماهير وشرائح الناس الطيبي القلوب وكسب ودهم.
ونعلم ان للقوى الكبرى الناهبة احتياطيا من الافراد في المجتمعات بصورمختلفة،من الوطنيين والمثقفين المصطنعين، والروحانيين
40
37
الوصيّة الخالدة
المزيفين، والذين هم اذا امكنتهم الفرصه اشد خطرا من الجميع، واكثر ضررا، واحيانا يعيش احدهم بين الناس ثلاثين او اربعين سنة متظاهرا بالإسلام والقداسة والقومية، وعبادة الوطن، والحيل الاخرى بصبر واناة، لينفذوا مهمتهم في الوقت المناسب وقد راى شعبنا العزيز فىهذه المدة القصيرة بعد انتصار الثورة نماذج من قبيل: مجاهدي الشعب وفدائيي الشعب والشيوعيين، والعناوين الاخرى.
واللازم ان يحبط الجميع بيقظة هذا النوع من..المؤامرات. والاكثر لزوما هو قيام المدرسين المحترمين والافاضل العريقي السوابق - بموافقة المراجع في كل عصر - بتنظيم الحوزات العلمية وتصفيتها.ولعل مقولة " نظمنا في عدم النظم " من الايحاءات المشؤومة لهؤلاء المخططين والمتامرين.
تنظيم الحوزات العلمية:
على كل حال، وصيتي هي القيام لتنظيم الحوزات في كل العصور، خصوصا في االعصرالحاضر - الذي توالت فيه المخططات والمؤامرات بسرعة واشتدت - وليصرف المدرسون والافاضل الاجلاء الوقت في ذلك، وليصونوا في هذه المرحلة - وبالبرامح الدقيقة والسليمة الحوزات وخصوصا الحوزة العلمية في قم، وسائر الحوزات الكبرى والمهمة.
ومن اللازم ان لا يسمح العلماء والمدرسون المحترمون بانحراف الدراسة في مجال الفقاهة والحوزات الفقهية والاصولية عن طريقة المشايخ العظام التي هي الطريق الوحيد لحفظ الفقه الإسلامي، وليعملوا على زيادة نسبة التد ققات والابحاث و النظريات والابتكارات والتحقيقات كل يوم، وليحرصوا على حفظ الفقه التقليدي الذي هو ارث السلف الصالح والانحراف عنه اضعاف لاركان التحقيق والتدقيق..
ولتضف التحقيقات إلى التحقيقات.. وطبعا ستعد برامج فى مواد العلوم الاخرى، بحيث تتناسب مع احتياجات البلد والإسلام، ويجب تربية
41
38
الوصيّة الخالدة
رجال في تلك المواد. واسمى المحاور التى ينبغي ان ينصبّ عليها التعليم والتعلم، وافضلها هي: العلوم المعنوية الإسلامة، من قبيل علم الاخلاق وتهذيب النفس والسير والسلوك إلى الله. رزقنا الله واياكم ذلك، فانه الجهاد الاكبر.
اهمية السلطة التنفيذية وخطرها:
ي - من الأمور التي يلزم اصلاحها وتصفيتها ومراقبتها: السلطة التنفيذية. احيانا قد تصدر عن المجلس قوانين راقية ومفيدة للوضع الفعلي للمجتمع، وتمضيها شورى صيانة الدستور،ويبلغها الوزير المختص الا انها عندما تقع في ايد غير صالحة يمسخونها او يعملون بخلافها او يتعمدون الروتين والالتواءات الادارية التي اعتادوا عليها لاثارة الاضطراب بين الناس تدريجيا وليتسببوا بايجاد كارثة.
وصيتي للوزراء المسوؤلين في االعصر الحاضر والعصور الاخرى انه بالاضافة إلى ان لميزانية التي ترتزقون منها انتم وموظفو الوزارات هى مال الشعب ويجب ان تكونوا جميعا خداما للشعب وخصوصا المستضعفين منهم.
وايجاد المشقة للناس والعمل بخلاف الواجب حرام واحيانا - لا سمح الله - يوجب الغضب الآلهي.
كلكم بحاجة إلى دعم الشعب..فبدعم الشعب - خصوصا الطبقات المحرومة - تحقق النصر،وقطعت يد الظلم الملكى عن البلد وذخائره، واذا حرمتم ذات يوم من دعمهم فانتم - ايضا - تعزلون، ويحتل الظلمة مواقعكم بدلا منكم، كما كان الامر في النظام الملكي.
بناء على هذه الحقيقة الملموسة يجب ان تهتموا بارضاء الشعب وتتجنبوا السلوك غير الإسلامي والانسانى.
ومن هذا المنطلق، فاني أوصي وزراء الداخلية طول التاريخ في المستقبل ان يدققوا في اختيار المحافظين فيختاروا اشخاصا اكفاء متدينين ملتزمين، عقلاء متالفين مع الناس
42
39
الوصيّة الخالدة
ليسود آلهدوء في البلد إلى ابعد حد ممكن ويجب العلم انه وان كان من واجب جميع الوزراء في الوزارات اسلمة محال مسؤوليتهم، وتنظيم اموره،الا ان لبعضهم خصوصية مميزة مثل: وزارة الخارجية المسؤولة عن السفارات خارج البلد .
تطهير السفارات من المظاهر الطاغوتية:
لقد أوصيت منذ بداية الانتصار وزراء الخارجية بوصايا حول المظاهر الطاغوتية في السفارات وتحويلها،إلى سفارات متناسبة مع الجمهورية الإسلامية، لكن بعضهم، اما انهم لم يريدوا او لم يستطيعوا ان يقوموا بعمل ايجابي، والان حيث تمضي ثلاث سنوات على النصر، ورغم ان وزير الخارجية الفعلي اقدم على ذلك، فالمامول ان يتحقق هذاالامرالمهم بالمتابعة وبذل الوقت.
ووصيتي إلى وزراء الخارجية في هذا الزمان، والازمنة التالية ان مسؤوليتكم كبيرة جدا ان في اصلاح وتحويل الوزارة والسفارات، وان في السياسة الخارجية لحفظ الإستقلال ومصالح البلد والعلاقات الحسنة مع الدول التي لا تنوي التدخل في اموربلدنا. واجتنبوا بكل صلابة كل امر فيه شائبة التبعية في بعض الأمور - بالرغم من انه يمكن ان يكون لها ظاهر خادع او منفعة وفائدة في الحاضر - الا انها في النتيجة تجر اساس البلد إلى الدمار. واسعوا في تحسين العلاقاتمع الدول الإسلامية، وايقاظ رجال الحكم، وادعوا إلى الوحدة والاتحاد، فان الله معكم.
ووصيتى إلى شعوب العالم الإسلامى: ان لا تنتطروا ان يساعدكم احد من الخارج للوصول إلى آلهدف الذى هو: الإسلام وتطبيق احكامه. بل عليكم النهوض بانفسكم لتحقييق هذاالامر الضرورى الذى يهبكم الحرية والإستقلال.
43
40
الوصيّة الخالدة
التحرر ومهمة العلماء:
وليدعوا العلماء الاعلام، والخطباء المحترمون فى الدول الإسلامية الحكومات ليحرروا انفسهم من التبعية للقوى الكبرى الاجنبية ويتفاهموا مع شعوبهم، وعندها سيحتضنون النصر. وليدعوا
الشعوب ايضا إلى الوحدة واجتناب العنصرية المخالفة لتعاليم الإسلام، ومد يد الاخوة إلى اخوانهم في الايمان في اي بلد كانوا ومن اي عنصر، فقد اعتبرهم الإسلام العظيم اخوة. واذا تحققت هذه الاخوة يوما ما بهمة الد ول والشعوب وتاييد الله العلي، فسترون ان المسلمين يشكلون اكبر قوة في العالم.
على امل يوم تتحقق فيه - بارادة الله سبحانه - هذه الاخوة والمساواة.
المؤامرات الاعلامية وواجب وزارة الارشاد:
ووصيتي إلى وزارة الارشاد في كل العصور، خصوصا العصرالحاضر - حيث ان له خصوصية مميزة - هي ان تسعى لنشر الحق في مقابل الباطل، واظهار الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية.
نحن الان فى هذا الزمان لاننا قطعنا يد القوى الكبرى عن بلدنا نتعرض لهجوم اعلامى من قبل جميع وسائل الاعلام المرتبطة بهذه القوى.
اية اكاذيب وتهم لا يلصقها المتحدثون والكتاب المرتبطون بالقوى الكبرى بهذه الجمهورية الإسلامية الناشئة ؟ مع الاسف ان اكثر دول المنطقة - الذين يجب بحكم الإسلام ان يمد وا لنا يد الاخوة - هبّوا لعدائنا وعداء الإسلام، وهجموا علينا من كل صوب، خدمة لاكلة العالم، واعلامنا ضعيف جدا وعاجز، وتعلمون ان العالم اليوم يدار بواسطة الاعلام، وبكل اسف فان الكتاب المثقفين - كما يقال - الذين يميلون إلى احد القطبين، بدلا من ان يكون همهم استقلال بلدهم
44
41
الوصيّة الخالدة
وشعبهم وحريتهما، لم تدعهم الانانيات حب اقتناص الفرص والمحورية ليفكروا لحظة وياخذوا بنظر الاعتبار مصالح بلدهم وشعبهم ويقارنوا بين الحرية والإستقلال في هذه الجمهورية، وبينهما في النظام الظالم السابق، ويقارنوا يبن حياتهم العزيزة القيمة المقترنة ببعض ما خسروه وهو الرفاهية والترف، وبين ما كانوا يحصلون عليه في نظام الظلم الملكي مقترنا بالتبعية والإستعباد والثناء والمديح لجراثيم الفساد ومعادن الظلم والفحشاء. ويكفوا عن التهم وما لا يليق بحق هذه الجمهورية الفتية، ويستخدموا السنتهم واقلامهم إلى جانب الشعب والدولة في صف واحد ضد الطواغيت والظلمة المحترفين.
ومسالة التبليغ ليست فقط مسؤولية وزارة الارشاد، بل هي واجب جميع العلماء والخطباء والكتاب والفنانين.. يجب ان تسعى وزارة الخارحية لتكون للسفارات نشراتها التبليغية، لتوضح للعالمين وجه الإسلام النوراني، حيث انه اذا تجلّى - من تحت قناع المعارضين للإسلام والاصدقاء ذوي الافهام المعوجّة - هذا الوجه بذلك الجمال الجميل الذي دعى اليه القرآن والسنة في جميع الابعاد، فسيعمّ الإسلام العالم وتخفق رايته المجيدة في كل مكان.
ما اشدها وما افجعها من مصيبة ان تكون لدىالمسلمين بضاعة لا نظير لها من صدرالعالم إلى نهايته، ومع ذلك لم يستطيعوا ان يعرضوا هذه الجوهرة الثمينة التي يبحث عنها كل انسان بفطرته الحرة، بل هم ايضا غافلون عنها وجاهلون بها واحيانا فاروّن منها.
مراكز التعليم والتربية غير الإسلامية واثرها آلهدام:
ك - من الأمور المهمة جدا والمصيرية: مسالة مراكز التعليم والتربية من دور الحضانة حتى الجامعات، ولاهميتها الاستثنائية اكرر ذكرها وباختصار.
45
42
الوصيّة الخالدة
يجب ان يعلم الشعب الذي واجه الغارة عليه ان القسم الاكبر من سبب الضربة المهلكةالتي وجهت إلى إيران والإسلام في نصف القرن الاخير يعود إلى الجامعات.
لو ان الجامعات ومراكز التربية والتعليم الاخرى كانت تسير وفق برامج اسلامية ووطنية، تهدف إلى تحقيق مصالح البلد في تعليم الاطفال والفتيان والشباب، وتهذيبهم وتربيتهم لما وقع ابدا وطننا في حلقوم بريطانيا وبعدها أمريكا وروسيا ولما امكن ابدا فرض الاتفاقيات المدمرة على شعبنا المحروم الذي شنّت الغارة عليه، ولما فتحت الطريق امام دخول المستشارين الاجانب إلى إيران، ولما صبّت ابدا ذخائر إيران والذهب الاسود لهذا الشعب المضطهد في جيوب القوى الشيطانية، ولما امكن ابدا ان تنهب اسرة بهلوي وعملاؤها اموال الشعب، ليبنوا بها في الداخل والخارج المنتزهات والقصور على اجساد المظلومين، ويملاوا بنوك الخارح من كد ايدي المظلومين، ويصرفوه في مجونهم وابتذآلهم مع من لف لفهم.
لو ان اعضاء المجلس والحكومة والسلطة القضائية وسائر المؤسسات كانوا من خريجي جامعات اسلامية ووطنية، لما كان شعبنا اليوم يعاني كل المشاكل المدمرة. ولوان الشخصيات التي كانت تتولى المراكز فى السلطات الثلاث،كانت من الشخصيات النظيفة، ذات الميول الإسلامية والوطنية الصحيحة - لا من تلك التي تقوم باستعراضاتها الان في مقابل الإسلام - لكان يومنا، فعلا غير يومنا ووطننا غير وطننا ولكان محرومونا تحرروا من قيد الحرمان، ولكان قضي من قبل - وإلى الابد - على نظام الظلم الملكى ومراكز الفحشاء والادمان ودور البغاء،التى كان يكفى كل منها للقضاء على الجيل الشاب الفعّال والقيم... ولما وصل هذا الارث - المهلك والمدمر للانسان - إلى الشعب... ولو ان الجامعات كانت اسلامية،انساية،وطنية، لامكنها ان تقدم
للمجتمع مئات والاف الاساتذة … لكن كم هو محزن ومؤسف ان
46
43
الوصيّة الخالدة
الجامعات والثانويات كانت تدار، واعزاؤنا كانوا يتربّون بايدي اشخاص كانوا جميعا - الا اقلية مظلومة محرومة - من المنبهرين بالغرب والشرق على اساس برامج ومخططات امليت عليهم ممن كانت لهم في الجامعات كراسي (التدريس )، مما اضطر شبابنا الاعزاء والمظلومين ان يتربّوا في احضان هذه الذئاب المرتبطة بالقوى الكبرى.. وكانوا يجلسون على كرسي تشريع القوانين والحكم والقضاء، ويحكمون طبقا لاوامر اولئك، اي النظام البهلوي الظالم.
الان - بحمد الله تعإلى - خرجت الجامعة من قبضة الجناة، وعلى الشعب وحكومة الجمهورية الإسلامية في كل العصور ان لا يدعا العناصر الفاسدة من اتباع المدارس الفكرية االمنحرفة او ذات الميول إلى الغرب والشرق تتسلل إلى دور المعلمين والجامعات وسائر مراكز التعليم والتربية، وان يحولوا دون ذلك من اول خطوة حتى لا يتفاقم الامر ويفلت الزمام من اليد.
ووصيتي إلى الشباب الاعزاء في دور المعلمين والثانويات والجامعات ان يقفوا بشجاعة في وجه الانحرافات لصيانة الإستقلال والحرية لهم ولبلدهم ولشعبهم.
الاهتمام بالقوى المسلحة:
ل - للقوات المسلحة من الجيش والحرس والدرك والشرطة إلى اللجان الثورية والتعبئة والعشائر خصوصية خاصة،هؤلاء الذين هم الاذرع القوية والمقتدرة للجمهورية الإسلامية، وحماة الحدود والطرق والمدن والقرى، وفى النهاية حماة الامن الذين يهبون آلهدوء للشعب. يجب ان يحفطوا بعناية خاصه من الشعب. والحكومة والمجلس، ومن اللازم ان ينتبهوا ان ما هو هدف للاستغلال من قبل القوى الكبرى والسياسات التخريبية اكثر من اي شيء واية فئة هو القوى المسلحة..
القوى المسلحة هي التي تقع بواسطتها - عبر الالاعيب السياسية - الانقلابات وتغيير الحكومات والانظمة، ويشتري النفعيون المكرة بعض
47
44
الوصيّة الخالدة
قادتها فيسيطرون - عبر مؤامرة القادة المخدوعين - على الدول، ويخضعون الشعوب المظلومة لسلطتهم، ويسلبون الدول الحرية والإستقلال ولو تصدى للامور قادة منزهون، لما اتيحت ابدا لاعداء الدول امكانية التامر او احتلال دولة.. او ان ذلك اذا اتفق وقوعه، فيتم اجهاضه بواسطة القادة الملتزمين، وسيصاب بالاخفاق.
وفي إيران تحققت معجزةاالعصر هذه على يد الشعب، وكان للقوات المسلحة الملتزمة والقادة الطاهرين المحبين للوطن سهم وافر واليوم حيث نواجه الحرب الملعونة والمفروضة - من صدام التكريتي بامر أمريكا ومساعدتها، وسائر القوى - وبعد حوالي سنتين من آلهزيمة السياسية والعسكرية لجيش
البعث المعتدي، والمؤيد من الاقوياء وعملائهم، فان القوى المسلحة، من الجيش وقوى الامن الداخلي والحرس والقوات الشعبية، وبالدعم الذي لا يعرف الكلل من الشعب في الجبهات وخلفها قد صنعت هذا الفخر الكبير واعزت إيران. وكذلك فان الفتن والمؤامرات الداخلية، التي اوجدتها الدمى المرتبطة بالغرب والشرق للاطاحة بالجمهورية الإسلامية، قد احبطتها السواعد المقتدرة لشباب اللجان وحرس التعبئة والشرطة، وبمساعدة الشعب الغيور وهؤلاء الشباب المضحين الاعزاء الذبن يسهرون الليالي لتنام العوائل بهدوء.. كان الله ناصرهم ومعينهم..
إلى القوات المسلحة: اجتنبوا التحزّب
اذن وصيتي الاخوية - في خطوات اخر عمري هذه - إلى القوات المسلحة بشكل عام هي: ايها الاعزاء الذين يعمر قلوبكم عشق الإسلام، وبعشق لقاء الله تواصلون التضحية في الجبهات، وتزاولون اعمالكم القيمة في جميع انحاء البلاد.. كونوا متيقطين حذرين،فان خلف الستار اصحاب الالاعيب السياسية، والساسة المحترفين المنبهرين بالغرب والشرق، والايدي المشبوهة للجناه.
48
45
الوصيّة الخالدة
حدّ اسنة سلاح خيانتهم وجنايتهم موجه من كل صوب اليكم.. اكثرمن كل فئة. ايها الاعزاء الذين نصرتم الثورة واحييتم الإسلام بتضحياتكم، يريد اولئك استغلالكم، والاطاحة بالجمهورية الإسلامية، وفصلكم عن الإسلام والشعب باسم الإسلام والخدمة للشعب والوطن. ليلقوا بكم في حضن احد القطبين اكلي العالم، ويلغوا كل جهودكم وتضحياتكم بالحيل السياسية والمظاهر المدعية للإسلام والوطنية.
وصيتى الاكيدة للقوات المسلحة هى: كما ان من ضوابط العسكر عدم الدخول في الاحزاب والتجمعات والتكتلات... فليلتزموا بذلك ولا تدخل القوات المسلحة مطلقا - من الجيش وقوى الامن الداخلي والحرس والتعبئة وغيرهم - في اي حزب وتجمع، وليبعدوا انفسهم عن " الاعيب السياسية...عندها يمكنهم ان يحفظوا قوتهم العسكرية ويبقوا بمناى عن الخلافات الداخلية للاحزاب.
وعلى القادة منع الافراد الذين هم تحت امرتهم من الدخول في الاحزاب،واذ ان الثورة من جميع افراد الشعب وحفطها واجب الجميع، فان الواجب الشرعي والوطني للحكومه والشعب وشورى الدفاع ومجلس الشورى الإسلامي ان:اذا ارادت القوات المسلحة - سواء القادة والمسؤولون فى المواقع العليا، ام المواقع التى تليها - القيام بعمل مخالف لمصالح الإسلام والبلد،او الدخول في الاحزاب - الامرالذي يؤدي دون شك - إلى جرهم إلى الدمار، او ان يشتركوا في الالاعيب السياسية، عليهم ان يمنعوهم من ذلك منذ الخطوةالأولى.
وعلى القائد وشورى القيادة ان يحولوا دون هذا الامر بكل حزم ليبقى البلد امنا من الضرر.
واننى اوصى القوات المسلحة مشفقا فى اخر هذه الحياه الارضية: ان تستقيموا في وفائكم للإسلام، كما انتم اليوم اوفياء، فهو المنهج الوحيد للاستقلال والتحرر، والله المتعال يدعوا الجميع بنور هدايته إلى مقام
49
46
الوصيّة الخالدة
الانسانية السامي (استقيموا) فذلك ينجيكم وينجي بلدكم وشعبكم من عار التبعيات والارتباطات بالقوى التي لا تريدكم الا عبيدا لها وابقاء بلدكم متخلفا وسوقا استهلاكية يرزح تحت تقبل الظلم وحمله المهين..
وفضلوا الحياة الشريفة - ولو مع المشكلات - على حياه العبودية للاجانب المذلة - ولو مع الرفاه الحيواني -.
واعلموا انكم ما دمتم تمدون الايدي إلى الاخرين في احتياجات الصناعة المتطورة، وتقضون العمر بالاستجداء فلن تتفتح فيكم طاقة الابتكار والتقدم في الاختراعات.
قد رايتم جيدا وعيانا احتلال هذه المدة القصيرة بعد الحصار الاقتصادي كيف ان اولئك الذين كانوا يرون انفسهم عاجزين عن كل شئ، او كانوا يائسن من تشغيل المعامل، حركوا افكارهم وامنوا كثيرا من احتياجات الجيش والمعامل، وقد كانت هذه الحرب والحصار الاقتصادى واخراح المستشارين الاجانب تحفه آلهية كنا غافلين عنها.
والان ايضا في اذا قاطعت الحكومة والجيش بضائع اكلة العالم، وكثفوا جهدهم وسعيهم فى مجال الابداع فالمامول ان يحقق البلد اكتفاءه الذاتي ويتخلص من الاستجداء من العدو.
وايضا يجب هنا ان اضيف ان حاجتنا بعد كل هذا التخلف المصطنع إلى الصناعات الكبرى في الدول الاجنبية حقيقة لا تقبل الانكار، وهذا اليس بمعنى اننا يجب ان نرتبط في مجال العلوم المتطورة باحد القطبين...
بل يجب ان تسعى الحكومة والجيش لارسال الطلاب، الجامعيين الملتزمين إلى الدول التي تملك الصناعات، الكبيرة المتطورة، والتي ليست استعمارية ولا استغلالية، ويمتنعوا عن ارسآلهم إلى أمريكا وروسيا والدول الاخرى، لتي تسير في ركاب هذين القطبين،الا اذا جاء يوم - ان شاء الله - تعترف فيه هاتان القوتان بخطئهما وتلتحقان بمسير الانسانية وحبّ الانسان واحترام حقوق الاخرين،او ان يفرض عليها ذلك مستضعفوا العالم والشعوب اليقظة والمسلمون الملتزمون. على امل يوم كهذا.
50
47
الوصيّة الخالدة
خطر وسائل الاعلام في العصر الحاضر:
م - الاذاعة والتلفزيرن والمطبوعات ودور السينما والمسرح من الوسائل المؤثرة في تدمير الشعوب وتخديرها خصوصا الجيل الشاب في هذه المئة سنة الاخيرة، لا سيما النصف الثاني منها اية خطط كبيرة نفذتها هذه الوسائل، سواء في الدعاية المضادة للإسلام، والمضادة للروحانية المخلصة، والدعاية للمستعمرين الغربيين والشرقيين.
وكم استفادوا منها لترويج سوق السلع، خصوصا الكمالية والتزيينية من كل نوع،والتقليد في البناء وتزيينه وكمالياته، والتقليد في انواع المشروبات والملبوسات وازيائها بحيث اصبح الفخر الكبير في التفرنج في جميع شؤون الحياة من السلوك والقول واللباس وآلهندام،خصوصا عند النساء المرفهات او انصاف المرفهات، وفي اداب المعاشرة وطريقة التحدث واستعمال الالفاظ الغربية فى الحديث والكتابة، بحيث ان فهم ذلك يصبح غير ممكن لاكثر الناس وصعبا على نظائرهم.
افلام التلفزيون من منتجات الغرب والشرق،التي تحرف طبقة الشباب، رجالا ونساء،عن مسير الحياة العادي وعن العمل والصناعة والانتاح والعلم، وتنقلهم إلى الغفلة عن ذاتهم وشخصيتهم،اوإلى التشاؤم واساءة الظن بكل شيء وببلدهم، وحتى بالثقافة والادب والماثر القيمة جدا التى نقل كثير منها بواسطة اليد الخائنة للنفعيين،إلى مكتبات الغرب والشرق ومتاحفهما.
المجلات بمقالاتها وصورها الفاضحة والمؤسفة، والجرائد بمسابقاتها المعادية للثقافة المحلية والمعادية للإسلام، كانت توجه الناس - وخصوصا طبقة الشباب المؤثرة - نحو الغرب او الشرق. اضيفوا إلى ذلك الدعاية على نطاق واسع لترويج مراكز الفساد والبغاء ومراكز القمار واليانصيب، ومحلات بيع البضائع الكمالية ووسائل الزينة والالعاب والمشروبات
51
48
الوصيّة الخالدة
الكحولية، خصوصا ما كان يستورد من الغرب.
في مقابل تصدير النفط والغاز والذخائر الاخرى، كانت تستورد الدمى والالعاب وآلهدايا الكمالية ومئات الأمور الاخرى، مما لا اطلاع لامثالي عليه - ولو انه لا سمح الله - استمر عمر النظام البهلوي المستعبد والمدمر، لما كان يمر زمن يذكر حتى نرى شبابنا الراشدين ابناء الإسلام والوطن - هؤلاء الذين هم محط انظار الشعب - قد انفصلوا عن الشعب وحضن الإسلام، او انهم يدمّرون شبابهم في مراكز الفساد نتيجة انواع الدسائس والخطط الشيطانية من قبل النظام الفاسد ووسائل الاعلام والمنبهرين بالغرب والشرق،او كنا نرى الشباب تحولوا إلى خدم للقوى الكبرى - اكلة العالم - ليجروا البلد إلى الدمار...وقد منّ الله تعإلى علينا وعليهم وانجانا جميعنا من شر المفسدين والناهبين.
وصيتي الان إلى مجلس الشورى الإسلامي في الحاضر والمستقبل،ورئيس الجمهورية ورؤساء الجمهورية فيما بعد، وإلى شورى صيانة الدستور، ومجلس القضاء الاعلى والحكومة في كل زمان: ان لا يدعوا هذه الاجهزة الخبرية والمطبوعات والمجلات تنحرف عن الإسلام ومصالح البلد.
ويجب ان نعلم كلنا ان العقل والإسلام يدين الحرية بشكلها الغربي التي هي سبب لدمار الشباب والشابات والفتيات والفتيان، وان الاعلانات والمقالات والخطب والكتب والمجلات المنافية للإسلام والعفة العامة ومصالح البلد حرام. ويجب علينا جميعا وعلى جميع المسلمين منعها.
ويجب منع الحريات المخربة واذا لم يمنع بشكل قاطع ما هو حرام شرعا ومخالف لمصلحة الشعب والبلد الإسلامي والمخالف لحيثية الجمهورية الإسلامية، فالجميع مسؤولون
واذا واجه ابناء الشعب وشباب حزب الله بعض هذه الأمور فليرجعوا إلى اجهزتهم المختصة. واذا قصّر هؤلاء، فانهم هم مكلفون بالمنع. كان الله في عون الجميع.
52
49
الوصيّة الخالدة
نصيحة للاحزاب والفئات المعادية:
ن - نصيحتى ووصيتي للاحزاب والفئات والاشخاص الذين يقومون بنشاط معاد للشعب والجمهورية الإسلامية والإسلام، ولقادتهم في الخارح والداخل في الدرجة لاولى، هي ان التجربة الطويلة في اى طريق سلكتموه وكل مؤامرة اقدمتم عليها، واية دولة وموقع توسلتم به يجب ان تكون قد علمتكم - يا من تعتبرون انفسكم عالمين عقلا - انه لا يمكن حرف مسار شعب مضح
بالاغتيال والتفجير والقنبلة، واختلاق الاكاذيب التي لا اساس لها وغير المدروسة، ولا يمكن ابدا اسقاط حكومة ودولة بهذه الاساليب غير الانسانية وغيرالمنطقية، خصوصا الشعب الذي هو مثل شعب إيران، الذي يبذل الارواح ويضحي بدءً باطفآله الصغار إلى النساء العجائز والرجال آلهرمين في سبيل آلهدف والجمهورية الإسلامية والقرا ن والدين.
انتم تعلمون - واذا لم تكونوا تعلمون فان تفكيركم سطحي جدا - ان الشعب ليس معكم والجيش عدو لكم،ولو فرضتم انهم كانوامعكم،فان حركاتكم الطائشة والجنايات التي وقعت بتحريك منكم، قد فصلتهم عنكم، ولم تستطيعوا ان تفعلوا شيئا غير الاستعداء.
اني أوصيكم في اخر عمري وصية مريد للخير: اولا انكم تصديتم لحرب ومعاندة هذا الشعب المضطهد، الذي ابتلي بالطاغوت، والذي انقذ نفسه - بعد الفين وخمسمئة سنة بالتضحية بافضل ابنائه وشبابه - من نير ظلم جناة، كالنظام البهلوى واكلة العالم الشرقيين والغربيين. كيف يمكن لوجدان انسان مهما كان ملوثا يرضى بالتعامل مع وطنه وشعبه هكذا، ولا يرحم كبيرا ولا صغير لمجرد احتمال الوصول إلى موقع ما ؟
اني انصحكم ان تكفوا عن هذه الاعمال العبثية وغير العاقلة، وان لا تنطلي عليكم خدعة اكلة العالم، وحيث كنتم - اذا لم تكونوا
53
50
الوصيّة الخالدة
ارتكبتم جريمة - فعودوا إلى وطنكم واحضان الإسلام، وتوبوا فالله ارحم الراحمين والجمهورية الإسلامية وشعبكم - ان شاء الله - يصفحان عنكم، واذا كنتم قد ارتكبتم جناية فحكم الله قد حدد تكليفكم، فارجعوا كذلك من منتصف الطريق وتوبوا واذا كنتم تملكون الشهامة فقدموا انفسكم للمجازاة وانقذوا انفسكم بذلك من العذاب الآلهي الاليم. والا فحيث كنتم لاتهدرواعمركم اكثرمما فعلتم، وانصرفوا إلى عمل اخر فان الصلاح في ذلك.
نصيحة لمؤيدي تلك الاحزاب
وبعد هذا أوصي مؤيديهم في الداخل والخارح انه باي دافع تهدرون شبابكم من اجل اولئك الذين ثبت لكم الان انهم يخدمون الاقوياء اكلة العالم، ويلتزمون بخططهم، وقد وقعوا في شباكهم من حيث لا يعلمون؟ ولمصلحة من تجفون امتكم ؟ انتم العوبة بيد اولئك واذا كنتم في إيران فانكم تشاهدون عيانا ان الجماهير المليونية وفية للجمهورية الإسلامية ومضحية من اجلها، وان الحكومة الحالية تخدم الشعب والمحتاجين بكل اخلاص وتفان وان اولئك المدعين للشعبية والجهاد، والفداء للشعب، كيف انصرفوا للعداء مع الشعب، وكيف يتلاعبون بكم انتم الابناء والبنات الطيبين في سبيل اهدافهم، واهداف احد قطبي القوة من اكلي العالم، فيماهم في الخارح في حضن احد هذين القطبين الجانيين مشغولون بالمجون،او في الداخل يعيشون حياة مترفة في منازل فخمة، كقصور الجناة التعساء، ويواصلون جناياتهم ويقذفون بكم في لهوات الموت.
نصيحتي المشفقة لكم ايها الفتيان والشبان في الداخل والخارج هي: ان ارجعوا عن الطريق الخطا واتحد وا مع محرومي المجتمع الذين يخدمون الجمهورية الإسلامية بكل وجودهم، واعملوا من اجل إيران مستقلة
54
51
الوصيّة الخالدة
وحره لينجو البلد والشعب من شر المخالفين، وواصلوا معا جميعا الحياة الشريفة.
لى متى، وحتى متى تنتطرون الاوامر من اشخاص لا يفكرون الا بمصالحهم الشخصية، وهم في احضان القوى الكبرى وحمايتها، يعاندون شعبهم ويقدمونكم فداء لاهدافهم المشؤومة وحبهم للسيطرة.
انتم رايتم في هذه السنوات من انتصار الثورة ان ادعاءات اولئك مخالفة لسلوكهم وعملهم، وهي وحسب لخداع الشباب اصفياء القلب. وتعلمون انه لا قوة لكم مقابل السيل آلهادر للشعب وليس لاعمالكم اية نتيجة غير ضرركم واضاعة عمركم.
اننى اديت تكليفي - وهوآلهداية - والامل ان تسمعوا هذه النصيحة التي تصلكم بعد موتي وليس فيها. اية شائبة حب سيطرة، فتنقذوا انفسكم من العذاب الآلهي.
هداكم الله المنّان، واوضح لكم الصراط المستقيم.
إلى الاحزاب والفئات اليسارية:
وصيتي إلى اليساريين كالشيوعيين،وفدائيي الشعب، وسائر التجمعات المتمايلة إلى اليسار هي انكم بايّ دافع ارضيتم انفسكم واقبلتم - دون دراسة صحيحة حول العقائد وعقيدة الإسلام عند اشخاص يمتلكون الاطلاع الصحيح على العقائد وخصوصا الإسلام - على عقيدة هي اليوم في الدنيا فاشلة، وماذا جرى حتى افرحتم قلوبكم بعدة مصطلحات محتواها عند اهل التحقيق هباء واي دافع يحرككم ؟ فاذا بكم تريدون جر بلدكم إلى حضن روسيا او الصين، واعلنتم الحرب على شعبكم باسم حب الجماهير،او بادرتم إلى المؤامرات ضد بلدكم لصالح الاجنبي.
انتم لاحظوا منذ بداية وجود الشيوعة، كيف ان المدعين لها هم اكثر حكومات الدنيا ديكتاتورية وحب سيطرة وانانية. كم هي
55
52
الوصيّة الخالدة
الشعوب التي سحقت تحت ايدي وارجل روسيا المدعية لتاييد الجماهير، وزالت من الوجود؟ ما زال الشعب الروسي - المسلمون وغير المسلمين - يتخبطون الان تحت دكتاتورية الحزب الشيوعي محرومين من اي مظهر تحرر، ويعانون كبتا يفوق كل انواع كبت الدكتاتوريات في العالم.
ستالين الذي كان احد وجوه الحزب المشرقة - كما يقال - راينا دخوله وخروجه وتشريفات ذلك وترفه.
الان حيث تقدمون - انتم المحدوعون - ارواحكم في سبيل عشق ذلك النظام، فان الناس المظلومين في روسيا وسائرالدول التي تدورفي فلكها مثل افغانستان يحتضرون من مظالمهم.
ثم انكم انتم المدعين لنصرة الشعب اية جنايات ضد هذا الشعب المحروم - وفي اي مكان استطعتم - قد ارتكبتم ؟ وماذا فعلتم باهالي " امل " الشرفاء الذين اعتبرتموهم - خطا - المؤيدين الاشداء لكم، وارسلتم جماعة بالخداع إلى حرب الناس والحكومة وقتلتموهم.اية جنايات لم ترتكبوا ؟ وانتم يا انصار الشعب المحروم تريد ون تسليم شعب إيران المظلوم والمحروم إلى الديكتاتورية الروسية؟ وانتم تنفذون مثل هذه الخيانة تحت غطاء فدائيي الشعب وانصار المحرومين. غاية ما في الامر ان حزب تودة ورفاقه يتامرون تحت ستار تاييد الجمهورية الإسلامية، والمجموعات الاخرى عبر الاسلحة والاغيال والتفجير.
انني أوصيكم ايتها الاحزاب والمجموعات، سواء اؤلئك المعروفون باليسارية - وان كانت بعض الشواهد والقرائن تدل ان هؤلاء شيوعيون امريكيون - او اولئك الذين يرتزقون من الغرب،ومنه آلهامهم..اواؤلئك الذين حملوا السلاح باسم الحكم الذاتي ونصرة الاكراد والبلوش، ودمروا الناس المحرومين في كردستان والاماكن الاخرى، ويمنعون حكومة الجمهورية الإسلامية من تقديم الخدمات الثقافية والصحية والاقتصادية والعمرانية في تلك المحافظات، مثل
56
53
الوصيّة الخالدة
الحزب الديمقراطي والكوملة، أوصيهم ان يلتحقوا بالشعب، وقد جربوا حتى الان انهم لم يصنعوا شيئا ولايستطيعون فعل شيء غير التسبب بتعاسة اهالي تلك المناطق.اذن مصلحتهم ومصلحة شعبهم ومناطقهم ان يؤازروا الحكومة، وان يقلعوا عن التمرد وخدمة الاجانب وخيانة، الوطن، وينصرفوا إلى بناء البلد، وليعلموا ان الإسلام افضل لهم من قطب الغرب وقطب الشرق الديكتاتور، وهو يحقق الامال الانسانية للشعب بشكل افضل.
إلى الحركات المسلمة الخاطئة:
وصيتي إلى المجموعات المسلمه التي تبدي - عن خطا - ميلا للغرب واحيانا للشرق والذين كانوا حينا يؤيدون المنافقين الذين اتضحت خيانتهم الان وحينا يلعنون - خطا - المخالفين لاصحاب النوايا السيئة على الإسلام ويطعنون فيهم..
وصيتي لهم هي:ان لا يصروا على خطئهم،اعترفوا بخطئكم بشهامة اسلامية، وضموا صوتكم إلى صوت الحكومة والمجلس والشعب المظلوم، من اجل رضى الله،وضموا مساركم إلى مسارهم، وانقذوا مستضعفي التاريخ هؤلاء من شرالمستكبرين، وتذكروا كلام المرحوم المدرس ذلك الروحاني الملتزم الطاهر السيرة والنقي الفكر، الذى قال في المجلس التعيس انذاك:
الان وقد تقرر القضاء علينا فلماذا يتم ذلك بايدينا؟
انا ايضا اقول لكم:
ايها الاخوة المؤمنون، وبمناسبة ذكر ذلك الشهيد في سبيل الله: اذا تم محونا من صفحة الوجود بيد أمريكا وروسيا الجانية، ولاقينا ربنا مضرجين بدم الشهادة الاحمر بشرف،فان ذلك افضل من ان نعيثس مترفين مرفهين تحت ظل علم الجيش الاحمرالشرقي، والاسود الغربي. وقد كانت هذه سيرة الأنبياء العظماء وائمة المسلمين وروّاد الدين المبين وطريقتهم. ويجب علينا اتباعها ويجب ان نقنع انفسنا انه اذا اراد شعب
57
54
الوصيّة الخالدة
ان يحيى بدون تبعيات فان باستطاعته ذلك، ولا يستطيع الاقوياء في العالم ان يفرضوا على شعب ما يخالف عقيدته. يجب الاعتبار بافغانستان، مع ان الدولة الغاصبة والاحزاب اليسارية كانت وماتزال مع روسيا فلم يستطيعوا حتى الان ان يقمعوا جماهيرالناس. بالاضافة إلى ذلك فان شعوب العالم المحرومة قد استيقظت، ولن يمر وقت طويل حتى تتحول هذه اليقظة إلى قيام ونهضة وثورة لينقذوا انفسهم من سلطة الظالمين المستكبرين.
وانتم ايها المسلمون المتمسكون بالقيم الإسلامية ترون ان الانفصال والانقطاع عن الشرق والغرب يظهر بركاته، وقد انطلقت العقول المفكرة المحلية، وهي تعمل باتجاة الاكتفاء الذاتي وما كان يصوره الخبراء الخونة الغربيون والشرقيون لشعبنا محالا بدا يتحقق اليوم بشكل ملحوظ بيد الشعب وفكره، وان شاء الله تعإلى يتحقق على المدى البعيد.
وانها لمئة حسرة على ان هذه الثورة تحققت متاخرة.. ولم تتحقق على الاقل في بداية السلطنة المتجبرة القذرة لمحمد رضا.. ولو ان ذلك حصل لكانت إيران التي شنت الغارة عليها غير إيران هذه.
إلى الكتاب والخطباء من مثيري الانتقادات
ووصيتي إلى الكتاب والخطباء والمثقفين، ومختلقي الاشكالات، واصحاب العقد هي: بدلا من ان تصرفو وقتكم في معارضة مسار الجمهورية الإسلامية وتسخير كل طاقتكم في اثارة التشاؤم والاماني السيئة، والاقوال القبيحة ضد المجلس والحكومة، وسائر المتصدين للخدمة.. فتسوقون بذلك بلدكم باتجاه القوى الكبرى. اعمدوا إلى الخلوة بربكم ليلة واحدة.. واذا كنتم لا تؤمنون بالله فلتكن خلواتكم مع وجدانكم، وابحثوا في دافعكم الباطني، فكثيرا ما يغفل الناس - انفسهم - عن دوافعهم، انظروا باي معيار واي انصاف
58
55
الوصيّة الخالدة
تتنكرون لدم هؤلاء الشباب الذين تشظّوا في الجبهات، وفي المدن، وتبا درون إلى اعلان حرب الاعصاب، وزرع ا لشقاق، وتوسيع دائرة االمؤامرة وتفتحون الطريق للمستكبرين والظالمين..كل ذلك ضد هذا الشعب الذي يريد الخروج من تحت وطاة الظالمين والناهبين الخارجيين والداخليين، وقد حصل علىالإستقلال والحرية ببذل ارواحه وارواح ابنائه الاعزاء وبالتضحية، ويريد حفظ ذلك.
اليس من الافضل ان ترشدوا الحكومة والمجلس والشعب بفكركم واقلامكم وبيانكم لحفظ وطنكم؟ الا ينبغي ان تساعدوا هذا الشعب المظلوم المحروم وتثبتوا بمساعدتكم الحكومة الإسلامية ؟ هل تعتبرون هذا المجلس ورئيس الجمهورية والحكومة والقوة القضائية اسوا مما كان فى االنظام السابق ؟
هل نسيتم المظالم التي فرضها ذلك النظام اللعين على هذا الشعب المظلوم الاعزل ؟ الا تعلمون ان البلد الإسلامى كان فى ذلك الزمان قاعدة عسكرية لأمريكا وكانوا يتعاملون معه كمستعمرة لهم؟ ومن المجلس إلى الحكومة والقوات المسلحة كل ذلك كان في قبضتهم، وماذا كان يصنع مستشاروهم وصناعيوهم ومتخصصوهم بهذا الشعب وثرواته ؟ هل محيت من خواطركم اشاعة الفحشاء في جميع انجاء البلاد، ومراكزالفساد من دورالبغاء والقمار والحانات ومحلات بيع الخمور ودور السينما والمراكز الاخرىالتي كان كل منها عاملا كبيرا في تدميراالجيل ا لشاب ؟.
هل نسيتم وسائل اعلام ذلك النظام ومجلاته المليئة بالفساد وجرائده ؟
والان حيث لا اثر لاسواق الفساد تلك يحملكم على الصراخ ان عدة محاكم او عدة شبان، لعل اكثرهم متسللون من المجموعات المنحرفة، يرتكبون بعض الاعمال الانحرافية لتشويه اسم الجمهورية الإسلامية،
59
56
الوصيّة الخالدة
وان عدة مفسدين في الارض يقتلون، لانهم اعلنوا الحرب ضد الإسلام والجمهورية الإسلامية. وتتحدون مع الذين يدينون الإسلام بصراحة واعلنوا الحرب المسلحة ضده او الحرب بالقلم واللسان، المؤسفة اكثر من الحرب المسلحة وتمدون اليهم يد الاخوة، وتعتبرونهم قرة العيون، في حين ان الله اعتبرهم مهدوري الدم.
وتقفون متفرجين إلى جانب الماكرين الذين تسببوا بفاجعة 14 اسفند، واساءوا إلى الشباب الابرياء بالضرب والشتم،(هل هذا) عمل اسلامي واخلاقيّ ؟ بينما عمل الحكومة والقوة القضائية في مجازاة المعاندين والمنحرفين والملحدين يثيرصراخكم.. ونداء كم بالمظلومية ؟
اني اسف عليكم ايها الاخوة الذين اعرف - إلى حد ما - سوابقكم واحب بعضكم، لست اسفا على اولئك الذين كانوا اشرارا في لباس الاخيار، وذئابا في لباس ا لرعاة، ولاعبين سخروا بالجميع وتلاعبوا بهم، وكانوا بصدد تدمير البلد والشعب، وخدمة احد القطبين الناهبين.
اولئك الذين قتلوا - بيدهم القذرة - الشباب والرجال الاجلاء،والعلماء المربين للمجتمع، ولم يرحموا الاطفال المسلمين المظلومين، قد فضحوا انفسهم بين الناس واستحقوا الخذلان من الله القهار، وليس لهم خط رجعة، فان شيطان النفس الامارة يحكمهم.
لكن انتم ايها الاخوة المؤمنون، لماذا لا تساعدون الحكومة والمجلس ؟ وهم يعملون لخدمة المحروين والمظلومين والاخوة المسحوقين والمحرومين من كل مواهب الحياة، ولماذا تشكون ؟
هل قارنتم بين مقدار خدمة الحكومة ومؤسسات الجمهورية - رغم هذه المشاكل والصعوبات التي هي نتيجة طبيعية لاي ثورة، وللحرب المفروضة مع كل خسا ئرها، وملايين المشردين الخارجيين والداخليين، والعراقيل المصطنعة التي لا تحد في هذه المدة القصيرة - وبين الاعمال العمرانية للنظام السابق ؟
هل تعلمون ان الاعمال العمرانية انذاك كانت خاصة بالمدن ؟ بل المناطق المرفهة منها.
60
57
الوصيّة الخالدة
والفقراء والناس المحرومون اما انهم لم يكونوا يستفيدون من تلك الأمور فائدة تذكر، او لا يستفيدون شيئا والحكومة الحالية والمؤسسات الإسلامية تخدم بكل وجودها هذه الطائفة المحرومة.. كونوا انتم ايها المؤمنون مددا للدولة، حتى يتم انجاز الاعمال بسرعة اكثر، ولكي تذهبوا إلى محضر الله - الذي ستذهبون اليه اردتم ام لم تريدوا - بوسام الخدمة لعباده. (هذا المقدار المقتطع انا اقطتعته).
الإسلام يرفض الراسمالية والاشتراكية:
س - احد الأمور التي يلزم التوصية والتذكير بها هي: ان الإسلام لا يوافق، لا الراسمالية المطلقة الظالمة، والتي تتولى حرمان الجماهير المضطهدة والمظلومة، بل انه يدينها بشكل جدّي فى الكتاب والسنة، ويعتبرها مخالفة للعدالة الإجتماعية بالرغم من ان بعض اصحاب الفهم الاعوج الذين لا اطلاع لهم على نظام الحكومة الإسلامية، ولا على المسائل السياسية الحاكمة فى الإسلام، كانوا وما يزالون يوحون من خلال كتاباتهم واقوآلهم: ان الإسلام يؤيد الراسمالية والملكية بلا حدود.
وبهذه الكيفية التي استنتجوها من الإسلام بفهمهم المعوج طمسوا وجه الإسلام النوراني، وفتحوا الطريق للمغرضين اعداء الإسلام ليهاجموا الإسلام ويعتبروه نظام كنظام الراسمالية الغربية، مثل نظام أمريكا وبريطانيا والناهبين الاخرين الغربيين، معتمدين في معارضة الإسلام على اقوال هؤلاء الجهلة وافعآلهم - مغرضين في اعتمادهم هذا اوعن بلاهة - ودون رجوع إلى العارفين بالإسلام الواقعي، ولا هو - الإسلام - نظام مثل النظام الشيوعي والماركسي اللينيني، الذي يعارض الملكية الفردية، ويقول بالاشتراك، مع الاختلاف الكبير الذي كان في الادوار القديمة، وإلى الان حتى الاشتراك في المراة والشذوذ الجنسي، والذي استتبع ديكتاتورية واستبدادا مدمرين، بل الإسلام نظام معتدل يعترف
61
58
الوصيّة الخالدة
بالملكية ويحترمها بنحو محدود في نشوء الملكية والاستهلاك،بحيث اذا طبق ذلك على حقيقته تتحرك عجلة الاقتصاد - وبالشكل السليم - وتتحقق العدالة الإجتماعية التي هي من لوازم النظام السليم.
هنا - ايضا - مجموعة اخرى بافهام معوجّة، وعدم اطلاع على الإسلام واقتصاده السليم، تقف في مقابل المجموعة الأولى وتقدّم الإسلام احيانا على انه موافق للمناهح الانحرافية لماركس وامثآله، متمسكين ببعض الايات، او بعض العبارات من نهج البلاغة. دون الالتفات إلى سائر الايات وسائر فقرات نهج البلاغة. ويركبون رؤوسهم بفهمهم القاصر، يروجون للمذهب الاشتراكي، ويدافعون عن الكفر والديكتاتورية والقمع الذي اعرض عن القيم الانسانية، وجعل حزب اقلية يعامل الناس كالحيوانات. وصيتي إلى المجلس وشورى صيانة الدستور والحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس القضاء الاعلى ان يكونوا خاضعين في مقابل احكام الله تعإلى. ولا تقعوا تحت تاثيرالدعايات الجوفاء للقطب الراسمالي الظالم الناهب، والقطب الملحد الاشتراكي والشيوعي، واحترموا الملكية ورؤوس ا لاموا ل ا لمشروعة بالحدود الإسلامية، وطمئنوا الشعب لتنطلق حركة رؤوس الاموال والفعاليات البنّاءة، وتصل الدولة والبلد إلى الاكتفاء الذاتي والصناعة الثقيلة والخفيفة.
إلى اصحاب الاموال المشروعة:
وأوصي الاثرياء والراسماليين الشرعيين ان يوظفوا اموآلهم المشروعة في النشاطات المثمرة في المزارع و القرى والمصانع، فتلك عبادة قيمة. وأوصي الجميع بالسعى من اجل رفاه الطبقات المحرومة، فان خير دنياكم واخراكم في الاهتمام بشان محرومي المجتمع، الذين عانوا وشقوا طيلة تاريخ الظلم الملكي وسيطرة الخوانيين وما اجمل ان تتطوع الطبقات المتمكنة لتهيئة السكن والرفاه لساكني الاكواخ والاقبية. وليطمئنوا ان خير الدنيا والاخرة في ذلك.
وليس من الانصاف في شيء ان يكون شخص بلا ماوى، فيما يمتلك
62
59
الوصيّة الخالدة
الاخر عدة عمارات.
إلى اولئك المتلبسين بزي العلماء:
ع - وصيتي إلى تلك الطائفة من الروحانيين، والمتظاهرين بالروحانية، الذين يعارضون - بدوافع مختلفة - الجمهورية الإسلامية ومؤسساتها ويجعلون وقتهم وقفا على اسقاطها، ويتعاونون مع المعارضين المتامرين، واصحاب اللعب السياسية، واحيانا - كما ينقل - يقدمون لهم مبالغ طائلة تسلمّوها لهذا آلهدف من الراسماليين الغافلين عن الله.
وصيتي لهؤلاء هي:انكم لم تحصلوا على ايه نتيجة من هذه الاعمال المغلوطة حتى الان. ولا اظن انكم تحصلون الافضل - اذا كنتم فعلتم ذلك لاجل الدنيا والله لن يدعكم تحققون هدفكم المشؤوم - ان تبادروا إلى الاعتذار إلى الله ما دام باب التوبه مفتوحا وتضموا صوتكم إلى صوت الشعب الفقيرالمظلوم، وتدافعواعن الجمهورية الإسلامية التي هي حصيلة تضحيات الشعب، فان خير الدنيا والاخرة في ذلك. بالرغم من اني لا اظن ان توفقوا للتوبة، واما اولئك الذين يعارضون بشدة اصل الجمهورية الإسلامية وحكومتها وينشطون - قربة إلى الله - في اسقاطها وبحسب تصورهم فان هذه الجمهورية اسوا من نظام السلطنة او مثله.. تحملهم على ذلك بعض الاشتباهات او بعض الاخطاء العمدية وغير العمدية الصادرة من اشخاص مختلفين او مجموعات مختلفة - وهى مخالفة لاحكام الإسلام، فليفكر هؤلاء في الخلوات بنية صادقة، وليقارنوا بانصاف مع الحكومة والنظام السابق، وليلتفتوا ايضا إلى ان آلهرج والمرج والاخطاء والانتهازية،امور لا يمكن اجتنابها في ثورات العالم. وانتم اذا انتبهتم ولاحظتم مشاكل هذه الجمهورية من قبيل: المؤامرات والد عايات الكاذبة وآلهجوم المسلح من خارح الحدود وداخلها والتغلغل الذي لا يمكن اجتنابه للمجموعات الفاسدة ولمعارضي الإسلام في
63
60
الوصيّة الخالدة
جميع المؤسسات الحكومية بهدف اثارة سخط الناس على الإسلام والحكومة الإسلامية، وكون اكثر المتصدين او كثير منهم حديثى عهد بهذه الاعمال، ونشر الشائعات الكاذبة من الذين حرموا من منافع ضخمة غيرمشروعة اوقلّ نفعهم،النقص الملحوظ في قضاة الشرع، والمشكلات الاقتصادية القاصمة للظهر، والاشكالات العظيمة في تطهير وتهذيب المتصدين - الذين هم عدة ملايين - ونقص الناس الصالحين الخبراء والمختصين، وعشرات المشاكل الاخرى التي لا يمكن للانسان ما لم يدخل المعترك ان يطلع عليها.
ومن جهة اخرى الاشخاص المغرضون الراسماليون الكبار من مؤيدي السلطنة، الذين يضغطون على الفقراء ومحرومي المجتمع باكل الربا والنفعية، واخراح العملة الصعبة، والغلاء الفاحش، والتهريب والاحتكار - إلى حد آلهلاك - ويجرون المجتمع إلى الفساد. ياتون اليكم ايها السادة بالشكوى والخداع واحيانا - من اجل الاقناع، واظهار انفسهم بمظهر المسلم الصافي - يعطونكم مبلغا بعنوان السهم ( الحقوق الشرعية) ويذرفون دموع التماسيح، ويغضبونكم، ويدفعون بكم إلى المعارضة. مع ان كثيرا من اولئك باستثماراتهم غير المشروعة يمتصون دماء الناس، ويهدمون اقتصاد البلد، انني انصحكم نصيحة اخوية متواضعة: ان لا يقع السادة المحترمون تحت تاثير هذا النوع من الشائعات المصطنعة، وان يقوّوا هذه الجمهورية قربة إلى لله وحفطا للإسلام، ويجب ان يعلموا انه اذا هزمت هذه الجمهورية الإسلامية، فلن ياتي بدلا منها نظام اسلامي يرضى عنه بقية الله - روحي فداه - او مطيع لامركم ايها السادة بل يتولى الحكم نظام يرضى عنه احد قطبي القوة، ويياس محروموا العالم الذين اقبلوا على الإسلام والحكومة الإسلامة ويحبطون.. وسينزوي الإسلام وإلى الابد.. او تندمون انتم. ايها السادة اذا كنتم تتوقعون ان تبذل كل الأمور طبق الإسلام واحكام الله فى ليلة واحدة، فذلك اشتباه، ولم
64
61
الوصيّة الخالدة
تقع طيلة التاريخ البشري معجزة كهذه ولن تقع.
وفي، ذلك اليوم الذي يظهر فيه المصلح العام - ان شاء الله تعإلى - لا تظنوا ان معجزة تقع ويتم اصلاح العالم في يوم واحد.. بل يتم عزل الظالمين والقضاء عليهم بالجهود والتضحيات، واذا كان رايكم مثل بعض العوام المنحرفين، هو انه من اجل ظهور ذلك العظيم يجب العمل على تحقق الكفر والظلم حتى يملا الظلم العالم وتتحقق علامات الظهور، فانّا لله وانّا اليه راجعون.
إلى مستضعفي العالم:
ف - وصيتي إلى جميع مسلمي العالم ومستضعفيه هي: يجب الا تجلسوا بانتطار ان ياتي حكام بلدكم، ومن يعنيهم الامر او القوى الاجنبية ويجلبوا الإستقلال والحرية هدية لكم.
نحن وانتم شاهدنا - علىالاقل في هذه المئة سنة الاخيرة - التي دخلت فيها اقدام القوى العالمية الكبرى بالتدريج إلى جميع البلاد الإسلامية وسائر البلاد الصغيرة.. شاهدنا وشاهدتم،او حدثتنا به التواريخ الصحيحة ان ايا من الدول الحاكمه في هذه البلاد، لم تكن - وليست - تفكر بحرية شعوبها واستقلآلها. ورفاهيتها،بل ان اكثر يتها الساحقة إما انها هي تمارس على شعوبها الظلم والكبت، وكل ما فعلته، فهو لمصالحها الشخصية او الفئوية وإما انها تسعى لرفاهية الشريحة المرفهة والمترفة، فيما بقيت الطبقات المظلومة من ساكني الاكواخ والاقبية محرومة من كل مواهب الحياة، حتى مثل الماء والخبز، وما يسدّ الرمق، وقد سخرت الحكومات اولئك البائسين لخدمة الطبقة المرفهة والماجنة، او انها كانت ادوات للقوى الكبرى التي استعملتها لتحقيق المزيد من تبعية الدول والشعوب، فحولوا هذه الدول - بالحيل المختلفة - إلى سوق للشرق والغرب، وتامين مصالحهما وابقاء الشعوب متخلفة
65
62
الوصيّة الخالدة
استهلاكية. وهم الان يسيرون وفق هذه الخطة، وانتم يا مستضعفي العالم، وايتها الدول الإسلامية ومسلمو العالم، انهضوا وخذوا حقكم بقبضاتكم واسنانكم، ولا تخافوا الضجيج الاعلامي للقوى الكبرى وعملائها العبيد، واطردوا من بلادكم الحكام الجناة الذين يسلمون حصيلة اتعابكم إلى اعدائكم واعداء الإسلام العزيز ولتاخذ الطبقات المخلصة الملتزمة بزمام الأمور. واتحدوا جميعا تحت راية الإسلام المجيدة، وهبوا للدفاع - في مقابل اعداء الإسلام - عن محرومي العالم وامضوا قدما نحو دولة اسلامية واحده بجمهوريات حرة ومستقلة، فانكم بتحقيق ذلك تضعون حدا لجميع المستكبرين في العالم، وتحققون امامة المستضعفين ووراثتهم للارض.. على امل ذلك اليوم الذي وعد به الله تعإلى.
واخيرا عودة إلى الشعب الإيراني الشريف:
ص- مرة اخرى في نهاية هذه الوصيه أوصي شعب إيران الشريف:ان حجم تحمل المشقات والالام والتضحيات، وبذل الارواح والحرمان في العالم يتناسب مع حجم عظمة آلهدف وسموه وعلو مرتبته وما نهضتم من اجله - ايها الشعب الشريف والمجاهد، وانتم ماضون فيه، وبذلتم من اجله الروح والمال وتبذلون - هو اسمى واعلى واثمن هدف وغاية عرض - او يعرض - منذ صدر العالم في الازل، وبعد هذا العالم إلى الابد. وهو مبدا الالوهية بمعناه الواسع، وعقيدة التوحيد بابعادها السامية، التي هي اساس الخلق، وغايته في رحيب الوجود، وفي درجات ومراتب الغيب وا لشهود قد تجلّى ذلك في المدرسة المحمدية (صلى الله عليه - وآله وسلم ) بتمام المعنى والدرجات والابعاد. وكانت جهود جميع الأنبياء العظام - عليهم سلام الله - والأولياء المعظمين - سلام الله عليهم - تهدف إلى تحقق ذلك. والاهتداء إلى الكمال المطلق، والجلال والجمال غير المتناهيين ليس ميسور الا به.. انه هوالذي شرف الترابيين (الارضيين )على الملكوتيين وما هو
66
63
الوصيّة الخالدة
اسمى.. وما يحصل للترابيين بالسير فيه لا يحصل لاي موجود في جميع ارجاء الخلق في السر والعلن.
انتم ايها الشعب المجاهد تسيرون تحت راية خفاقة فى جميع انحاء العالم المادي والمعنوي - ادركتم ذلك ام لم تدركوا انتم تسيرون في طريق هو الطريق الوحيد لجميع الأنبياء - عليهم سلام الله - والطريق الوحيد إلى السعادة المطلقة، بهذا الهدف يسعى جميع الأولياء لاحتضان الشهادة فى هذا الطريق، ويعتبرون الموت الاحمر احلى من العسل.. وقد تجرع شبابكم جرعة منه في الجبهات فولهوا.. وقد تجلّى في الامهات والاخوات والاباء والاخوان ونحن يجب - بحق - ان نقول:يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، هنيئا لهم ذلك النسيم المبهج للقلب، وتلك النفحة المثيرة للحماسة.
ويجب ان نعلم إلى طرفا من هذه التجليات قد ظهر في المزارع المحرِقَة، وفي المصانع المجهِدَه والمعامل الصغيرة، وفي مراكز الصناعة والاختراع والابداع، ولدى اكثرية الشعب في الاسواق والمزارع والقرى، وكل الاشخاص المتصدّين لهذه الأمور الذين يؤدون خدمة من اجل الإسلام والجمهورية الإسلامية، وتقدم البلد واكتفائه وما دامت روح التعاون والالتزام - هذه - قائمة في المجتمع، فان بلدنا العزيز مصون - ان شاء الله تعإلى - من اذى الدهر.
وبحمد الله تعإلى، فان الحوزات العلميه والجامعات وشباب مراكز العلم والتربية الاعزاء لهم نصيبهم من هذه النفحة الآلهيه الغيبية، وهذه المراكز مئة في المئة بين ايديهم وايدي المفسدين والمنحرفين - والامل بالله - لا تصل اليها.
ووصيتي للجميع هي: ان امضوا قدما - بذكرالله المتعال - نحو معرفة النفس، والاكتفاء الذاتي،والإستقلال بكل ابعاده، ولا شك ان يد الله معكم، اذا كنتم في خدمته وواصلوا العمل على تطور البلد ورقيه بروح التعاون - وانني ازاء ما اراه في الشعب العزيز من اليقظة والوعي
67
64
الوصيّة الخالدة
والالتزم والتضحية، وروح المقاومة والصلابة في سبيل الحق، ولي الامل ان تنقل هذه المعاني الانسانية بفضل الله المتعال إلى الاجيال القادمة وان تزداد نسلا بعد نسل.
68
65
الوصيّة الخالدة
كلمة وداع
بفؤاد هادىِء وقلب مطمئن وروح هانئة، وضمير امل بفضل الله، استاذن الاخوات والاخوة، واسافر نحو المقر الابدي، وانني في حاجة مبرمة إلى دعائكم بالخير واسال الله الرحمن الرحيم ان يقبل عذري في نقص الخدمة، وقصوري وتقصيري، وامل من ابناء الشعب ان يتقبلوا عذري في النقائص والقصور والتقصيرات وان يمضوا قدما بقوة وتصميم ارادة، وليعلموا انه بذهاب خادم سوف لن يحصل خلل في سدّ الشعب الحديدي، فان خدّام اسمى وافضل يخدمون الان.
والله حافظ هذا الشعب ومظلومي العالم..
والسلام عليكم وعلى عبادالله الصالحين ورحمة الله وبركا ته
26بهمن/1361/1 جمادي الأولى/1402
روح اللّه الموسوي الخميني
باسمه تعالى
هذه الوصية يقرؤها على الناس بعد موتي احمد الخميني. وفي حال العذر، يتقبل هذه المشقة رئيس الجمهورية المحترم، او رئيس مجلس الشورى الإسلامي المحترم، او رئيس مجلس القضاء الاعلى المحترم، وفي حال العذر، يقبل هذه المشقة احد فقهاء صيانة الدستور المحترمين.
روح اللّه الموسوي الخميني
69
66
الوصيّة الخالدة
باسمه تعالى
في ذيل هذه الوصية المكونّة من 29 صفحة ومقدمة، اذكر بعدة امور:
1 - الان وانا حاضرنسبت اليّ بعض المسائل غير الواقعية، ومن الممكن ان يزداد حجمها بعدي، لهذا اقول: ان ما نسب اليّ - او ينسب - لا يصدّق الا اذا كان بصوتي او خطي وامضائي وبتاييد الخبراء (يثبت ذلك )، او كنت قلت شيئا في تلفزيون الجمهورية الإسلامية.
2 - ادعى اشخاص في حال حياتي انهم كانوا يكتبون بياناتي، اني اكذب هذا الامر بشدة. حتى الان لم يعد اي بيان احد غيري.
3 - بناء على ما ذكر، فان البعض ادعوّ انّ ذهابي إلى باريس، كان بواسطتهم، هذا كذب.
انا بعد ارجاعي من الكويت، وبالتشاور مع احمد، اخترت باريس، لان المنع من دخول الدول الإسلامية كان محتملا وكان اولئك تحت نفوذ الشاه. ولكن هذا الاحتمال بالنسبة إلى باريس لم يكن موجودا.
4 - طوال مدة النهضة والثورة ونتيجة نفاق بعض الاشخاص وتظاهرهم بالإسلام ذكرتهم ومدحتهم، وبعدها فهمت انني كنت غافلا عن زيفهم.. تلك المدائح كانت في وقت كانوا يتظاهرون فيه بالالتزام بالجمهورية الإسلامية، والوفا لها. ولاينبغي ان يساء استغلال تلك المسائل، والميزان في كل شخص حآله الفعلي.
روح الله الموسوي الخميني.
70
67
الفهرس
العدالة في القضاء الإسلامي
|
40
|
إلى الحوزات العلمية: احذروا الاختراق
|
41
|
تنظيم الحوزات العلمية
|
42
|
أهمية السلطة التنفيذية وخطرها
|
43
|
تطهير السفارات من المظاهر الطاغوتية
|
44
|
التحرّر ومهمة العلماء
|
45
|
المؤامرات الإعلامية وواجب وزارة الإرشاد
|
45
|
مراكز التعليم والتربية غير الإسلامية وأثرها الهدَّام
|
46
|
الاهتمام بالقوى المسلحة
|
48
|
إلى القوات المسلحة: اجتنبوا التحزّب
|
49
|
خطر وسائل الإعلام في العصر الحاضر
|
52
|
نصيحة للأحزاب والفئات المعادية
|
54
|
نصيحة لمؤيدي تلك الأحزاب
|
55
|
إلى الأحزاب والفئات اليسارية
|
56
|
إلى الحركات المسلمة الخاطئة
|
58
|
إلى الكتَّاب والخطباء من مثيري الانتقادات
|
59
|
الاسلام يرفض الرأسمالية بلا حدود
|
62
|
إلى أولئك المتلبسين بزي العلماء
|
64
|
إلى مستضعفي العالم
|
66
|
وأخيراً عودة إلى الشعب الإيراني الشريف
|
67
|
كلمة وداع
|
70
|
بسمه تعالى
|
70
|
الفهرس
|
72
|
ملاحظة: إن أرقام الصفحات الموجودة في النص مطابقة للكتاب الورقي.
72
69