دين الله، وذُبّوا عن حرم رسول الله"1.
ثمَّ إنّه عليه السلام صاح بأهله ونسائه، فخرجن... وصحن:
"يا معشر المسلمين، ويا عصبة المؤمنين، ألله الله، حاموا عن دين الله، ذبّوا عن حرم رسول الله وعن إمامكم وابن بنت نبيّكم، فقد امتحنكم الله بنا..."2.
فلو لم يكن ذلك الجهاد والاستشهاد لما بقي للدين من أساس، وما بقي الدين محفوظاً وما علا صوت الأذان والتكبير مدى القرون إلّا ببركة تلك التضحيات وذلك الفداء، وكما قال الشاعر عن لسان حال الإمام الحسين عليه السلام:
إن كان دينُ محمّد لم يستقم إلّا بقتلي، يا سيوف خذيني3
ويؤكّد أبو الفضل العبّاس عليه السلام أيضاً حقيقة أصل "الدفاع عن الدين" في شعره الذي أنشده بعدما قُطعت يمينه المباركة حيث يقول4:
والله إن قطعتموا يميني إنّي أُحامي أبداً عن ديني5
فهنالك إذن أهميّة خاصّة وقيمة سامية لمعرفة ما هي الظروف التي يُصبح فيها دين الله عرضة للخطر وللاضمحلال أو للزوال، حيث يجب القيام للدفاع عن الدين ونصرة الحقّ، ومن هنا كان اعتقادنا بأنّ الإمام الحسين عليه السلام وبقية شهداء الطّف (قدّس الله سرّهم) "أنصار دين الله"، ونسلّم عليهم في متون زياراتهم قائلين:
"السلام عليكم أيّها الذابّون عن توحيد الله"6.
"السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله... وأنصار الإسلام... "7.
"السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيّه..."8.
1- نفس المصدر، ص 445.
2- نفس المصدر، ص 445 – 446.
3- كما قال الشاعر:
لولا صوارمُهم ووقعُ نبالهم لم تسمع الآذانُ صوتَ مُكبّر
عن كتاب: عنصر الشجاعة، فارسي، ج1، ص 18.
4- هذا البيت المشهور قائله الشاعر محسن أبو الحَبّ الكبير المتوفّى سنة 1305 ه- ق.
5- بحار الأنوار، ج45، ص40.
6- مفاتيح الجنان، ص448، زيارة الحسين عليه السلام والشهداء في عيد الفطر والأضحى.
7- نفس المصدر، ص440، زيارة الإمام الحسين عليه السلام .
8- نفس المصدر، ص453.
300