الثانية: أنّ للأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين مقام الشفاعة - في يوم الحشر والنشر - للمذنبين من المؤمنين، وهذا المقام مقام تكريم لهم، وإعظام لشأنهم، وإظهار لشرفهم، وإجلال لمكانهم من قبل الله عزّ وجلّ.
والنصوص في أصل الشفاعة متواترة بين المسلمين عموماً وخصوصاً:
فمنها: ما رواه الفريقان عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: "ادّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي1".
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليخرجنّ قوم من النّار بشفاعتي، يسمّون الجهنّميّين"2.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثمّ العلماء، ثمّ الشّهداء"3.
1 التبيان في تفسير القرآن, ج1, ص213, تفسير سورة البقرة، الآية: 48, بحار الأنوار, ج8, ص62، مسند أحمد, ج2, ص602، وفيه: "أؤخّر دعوتي, شفاعة لأمّتي إلى يوم القيامة", سنن ابن ماجة, ج2, ص1441، الحديث 4310 وفيه: "إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمّتي", المستدرك على الصحيحين, ج1, ص69، وفيه: "الشفاعة لأهل الكبائر من أمّتي"، والمصدر نفسه ج2, ص382، وفيه:"إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه.
2 سنن ابن ماجة, ج2, ص1443، الحديث4315, سنن أبي داود, ج4, ص236، الحديث 4740، مع اختلاف يسير, والجامع الصغير, ج2, ص448، الحديث 7552، مع اختلاف يسير.
3 المصدر السابق، الحديث 4313, الجامع الصغير, ج1, ص434، الحديث 2834، مع اختلاف يسير، والمصدر نفسه ج2, ص761، الحديث 10011 وقال عنه في الحاشية: إنّه حديث حسن, روضة الواعظين, ص11، مع اختلاف يسير.
151