رثاء السيّد مهديّ الأعرجيّ رحمه الله:
يَا لَرُزْءٍ هَدَّ أَرْكَانَ الهُدَى وَبِنَا قَدْ أَشْمَتَ اليَوْمَ العِدَى
يَا لَرُزْءٍ جَلَّ في الكَوْنِ فَجِيعْ كُلُّ قَلْبٍ مِنْهُ قَدْ أَمْسَى وَجِيعْ
أَقْبُرٌ قَدْ هَدَمُوهَا بِالبَقِيعْ مَنْ بِها الأَمْلاكُ تَهْوِي سُجَّدا
يَا لَرُزْءٍ دَكَّ أَطْوَادَ الرَّشَادْ وَلِفُسْطَاطِ التُّقَى دَقَّ عِمَادْ
يَا نُجُومٌ أُنْثُرِي فَوْقَ الوِهَادْ فَضِيَا أَقْمَارِ طَهَ خُمِّدَا
طَيْبَةٌ لَا طَابَ فِيكِ المَطْعَمُ لِقُبُورٍ فِيكِ ظُلْماً تُهْدَمُ
فَوَقَتْ مِنْهُمْ لِطَهَ أَسْهُمُ فَأَصَابَتْ قَلْبَهُ وَالكَبِدَا
وَيْكَ يَا شَوَّالُ أَخْزَيْتَ الشُّهُورْ وَبِفَرْطِ الحُزْنِ أَوْغَرْتَ الصُّدُورْ
بِكَ هُدَّتْ لِبَنِي الهَادِي قُبُورْ وَبِكَ الصَّادِقُ قَدْ ذَاقَ الرَّدَى
خَصْمُهُ أَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ بَاغِياً مُفْتَرِياً كِذْباً عَلَيْهِ
وَهْوَ يُبْدِي العُذْرَ مِنْ خَوْفٍ إِلَيْهِ قَائِلاً ذَلِكَ مِنِّي مَا بَدَا
وَهْوَ شَيْخٌ قَدْ عَرَاهُ الكِبَرُ قَارَبَ السَّبْعِينَ مِنْهُ العُمُرُ
فَغَدَا شَزْراً إِلَيْهِ يَنْظُرُ قَائِلاً دَعْ عَنْكَ هَذَا الحَسَدَا
أَحْرَقَ الدَّارَ عَلَيْهِ الحَطَبْ فَغَدَتْ أَطْفَالُهُ تَشْكُو العَطَبْ
وَإِلَيْهِ دَسَّ سُمّاً في العِنَبْ فَقَضَى لَهْفِي لَهُ مُضْطَهَدَا
وَقْفَةُ الصَّادِقِ فَرْعٌ في الوُقُوفْ كَانَ قِدْماً لِأَسِيرٍ بِالطُّفُوفْ
فِيهِ بِالأَمْصَارِ أَعْدَاهُ تَطُوفْ مُسْتَضَاماً لَيْسَ يُلْفِي مُسْعِدَا 1
1- السيد حسن داخل: من لا يحضره الخطيب ج1 ص 361- 362.
106