المقدمة
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد.
نزل القرآن الكريم بلسانٍ عربي مبين1، وذلك انطلاقاً من مبدأ عام ورد في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾2 والمقصود من لسان القوم الألفاظ التي تحمل المفاهيم والثقافة معها، ومهمّتها نقل المفاهيم وإيجاد التواصل المعرفي بين المخاطبين. فعليه يشمل لسان القوم "اللغة" و"المفاهيم" التي تُنقل عبر اللغة3، وهناك تفسيرات ثلاثة4 لـ "لسان القوم"، وهي:
الأول: استعمال لسان القوم يعني الاستعانة بلغتهم، بمعنى أنّ الناس إن كانت لغتهم العبرية، فالرسول يتكلّم معهم باللغة العبرية، وهكذا...
الثاني: استعمال لسان القوم يعني ملاحظة مستواهم الثقافي والفكري، كما ورد عن النبــي صلى الله عليه وآله وسلم: "نحن معاشر الأنبياء لا نكلم الناس إلا بقدر
1 راجع: سورة النحل، الآية 103، سورة الشعراء، الآية 195، سورة يوسف، الآية 2، سورة طه، الآية 113، سورة الزمر، الآية 28، سورة فصّلت، الآية 30 سورة الشورى، الآية 7، سورة الزخرف، الآية 3.
2 سورة إبراهيم، الآية 4.
3 أيازي (محمد علي): زبان قوم در قرآن – نامه مفيد – 9. ص 36.
4 م.س. ص 46.
7
1
المقدمة
عقولهم"1. وعليه، فالألفاظ والكلمات والمعاني يلاحظ فيها المستوى المعرفي والخبرات التي تتّفق مع مستوى الناس. فلغة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي اللغة المسكوبة في قوالب مفاهيمية تتّفق مع المستوى المعرفي لأمّته.
الثالث: يرى أنّ لسان القوم يلاحظ فيه، إضافة إلى لغة الأمّة ومستواهم الفكري والثقافي، الهوية الاجتماعية وخصائص العصر، والرسول مأمور أن يكلّم الناس انطلاقاً من تلك الخصائص ونظراً إلى الهوية الاجتماعية القائمة. وعلى هذا الأساس، فإنّ اللغة لها إطار خارجي وتعكس الهوية الاجتماعية وخصائص العصر.
وعلى ما بيّنا فإنّ لسان القوم هو اللغة الدارجة والتي يتكلّم بها عامّة الناس. ولم تدخل فيها خصوصيات علم معيّن، واصطلاحاته الخاصّة إلا فيما إذا أصبحت من الكلمات المتداولة لدى العموم.
ومن المعلوم أنّ المفسّر أو الذي يسعى إلى فهم القرآن ومعرفة معاني آياته، يحتاج إلى مجموعة من العلوم والمعارف، على رأسها علم اللغة. أما سبب احتياج التفسير إلى "علم اللغة" فهو أنّ القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، ولا سبيل إلى معرفته إلا من خلال القواعد التي تحكم هذه اللغة. يقول الشاطبي: "من أراد تفهّم القرآن، فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى طلب فهمه من غير هذه الجهة"2.
وأما دور علم النحو في العملية التفسيرية ففي غاية الوضوح، حيث إنّ المعنى التركيبي للكلمات لا يتضح إلاّ من خلال معرفة دور كلّ كلمة في الجملة، فمن لا يعرف أن الكلمة في موضع الابتداء أو الخبر، أو الفاعل، أو المفعول، أو الظرف،
1 الكليني، الشيخ محمد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص23، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الاسلامية، مطبعة الحيدري، 1365هـ ش، ط2.
2 الشاطبي أبي اسحاق: الموافقات في أصول الأحكام، ج2، ص 64.
8
2
المقدمة
أو الصفة، أو الحال وما إلى ذلك فليس بمقدوره أن يحدّد مفهوم الجملة بشكل دقيق، ويقع في الجهالة والخبط في تحديد المراد من الآية, ولذا يقول الصابوني: "وإذا لم يفهم الإنسان قواعد اللغة، ولا أصول العربية خبط خبط عشواء، وكان عليل الرأي سقيم الفهم، وكذلك من لم يفهم غرض الشرع وقع في الجهالة والضلالة"1.
ولمساعدة الطلاب والطالبات على فهم القرآن كان هذا الكتاب التطبيقي إعراب السور القرآنية الذي يتضمّن تطبيقات تفصيلية في مجموعة من السورة، مع تمارين مفصّلة على أغلب الموارد، وبيان للقواعد الواردة في الآيات الكريمة.
والحمد لله ربّ العالمين
مركز نون للتأليف والترجمة
1 الصابوني، محمد علي: التبيان في علوم القرآن، ص 176.
9
3
المقدمة
الكفايات العامة1
ينبغي على الطالب بعد دراسة هذا المادة التطبيقية، و حل تمارينها أن:
1- يعرب آيات القرآن بشكل صحيح ومفصّل.
2- يجيب على إشكالات وتأويلات وأوجه نحوية في الاستعمال القرآني ويوجّهها.
3- يحدّد ظهورات معاني آيات القرآن الكريم بناءً على تراكيبها اللغوية.
4- يعلّل نماذج من الاستعمالات اللغوية في القرآن الكريم.
5- يفهم شروط وضوابط تطبيق القواعد النحوية الواردة في السور القرآنية على مواردها.
1 اكتفينا بذكر الكفايات العامّة للكتاب، دون ذكر للأهداف الخاصة بكل درس, لكون مضامين الكتاب تركّز على تطبيقات جزئية متفاوتة ومختلفة كثيراً حتى داخل الدرس الواحد. خاصّة، وأنّنا اعتمدنا في توزيع الدروس على السور القرآنيّة، وليس على الموضوعات، أو القواعد النحوية.
11
4
الدرس الأول: سورة الطارق
الدرس الأول: سورة الطارق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾
13
5
الدرس الأول: سورة الطارق
بيان1:
في السورة إنذار بالمعاد، وتستدلّ عليه بإطلاق القدرة، وتؤكّد القول في ذلك، وفيها إشارة إلى حقيقة اليوم، وتختتم بوعيد الكفار.
والسورة ذات سياق مكّي.
الإعراب:
﴿وَالسَّمَاء﴾: الواو: حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. السماء: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل المحذوف وجوباً (أقسم).
الواو هي أحد أحرف الجرّ التي من معانيها القسم.
وهي تختصّ بالاسم الظاهر، نحو: والله، والقرآن.
بينما تختصّ تاء القسم باسم الجلالة فقط، نحو: تالله.
بينما تدخل الباء على كلّ ما يُراد أن يُقسم به.
والباء أمّ هذا الباب, لذا اختصّت بجواز إظهار فعل القسم معها دون غيرها، نحو: أقسم بالله.
كما إنّها تجرّ دون غيرها الاسم الظاهر والمضمر، نحو: بالله، بالقرآن، به، بك، بي.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص258.
14
6
الدرس الأول: سورة الطارق
﴿وَالطَّارِقِ﴾1: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. الطارق: اسم معطوف على (السماء) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
الواو هنا أحد أحرف العطف. ويُسمّى العطف الذي يتوسّط فيه بين المعطوفين حرف عطف بعطف النسق.
تُستعمل الواو لمطلق الجمع بين المتعاطفين، فلا تدلّ على الترتيب.
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: هو. والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل. والجملة الفعليّة (أدراك) واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ(ما).
﴿مَا﴾: اسم استفهام مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الطَّارِقُ﴾: خبر المبتدأ (ما) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة (ما الطارق) واقعة في محلّ نصب مفعول به ثانٍ لفعل (أدراك).
﴿النَّجْمُ﴾2: خبر لمبتدأ محذوف جوازاً، تقديره (هو)، مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 طرقني فلان: إذا أتاني ليلاً. وأصل الطرق الدقّ. ومنه المطرقة, لأنّها يدقّ بها. والطريق, لأنّ المارّة تدقّه. والطارق: الآتي ليلاً، يحتاج إلى الدقّ للتنبيه.
2 النجم: الكواكب الطالعة في السماء، يُقال لكلّ طالع ناجم، تشبيهاً به. نجم النبت، ونجم السنّ والقرن.
15
7
الدرس الأول: سورة الطارق
يحذف المبتدأ جوازاً متى دلّت على تعيينه قرينة.
كقولك: "المطلب الأوّل", أي "هذا المطلب الأوّل". وكقولك: "مريض"، لمن سألك: "كيف أبوك؟". وكقولك: "من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها", أي "فعمله لنفسه، وإساءته عليها".
وكذا يحذف الخبر جوازاً إذا دلّت على تعيينه قرينة، ويكون ذلك في الغالب:
1- بعد إذا الفجائيّة، نحو: خرجت فإذا العدوّ, أي كامن.
2- في جواب الاستفهام، كقولك (أبوك) جواباً لمن قال: من عندك؟
3- أو في غيرهما، نحو: أبوك ناجح وأخوك, أي وأخوك ناجح.
وجه إعرابيّ آخر: ﴿النَّجْمُ﴾: بدل كلّ من كلّ من الطارق، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. ولكن إن كان المراد من عبارة (النجم الثاقب) الإجابة على الاستفهام السابق، فهو خبر.
البدل: هو كلّ تابع كان عين المتبوع (قدم زيدٌ أخوك)، أو جزءاً منه (طاب أخوك قلبه)، أو بعضاً من مشتملاته (أعجبني أخوك علمه).
ويُلحق ببدل الاشتمال البدل الذي سمّاه النحاة بدل التفصيل، وهو ما فصّل المجمل الذي قبله، نحو: أكرم والديك، أباك وأمّك.
﴿الثَّاقِبُ﴾1: نعت للنجم، مرفوعة وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخره.
1 الثاقب: المضيء النيّر. والثاقب: العالي، الشديد العلوّ.
16
8
الدرس الأول: سورة الطارق
النعت: هو تابع دالّ على صفة من صفات منعوته، ويُقال له: النعت الحقيقي، نحو: هذا ثوبٌ ممزّق. أو دالّ على صفة من صفات متعلّق منعوته، ويُقال له النعت السببي، نحو: هذا ثوب ممزّقة أطرافه.
يشترط في النعت أن يكون مشتقّاً أو مؤوّلاً بمشتق.
في هذا المثال: الثاقب اسم فاعل, أي من المشتقّات.
﴿إِن﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
تعمل (إنْ وما ولا ولات) النافيات عمل ليس، فترفع المبتدأ اسماً لها، وتنصب الخبر خبراً لها. لذلك تسمى الأحرف المشبّهة بليس، حيث تشبه ليس معناً وعملاً.
هذه الأدوات لا تعمل إلا بشروط:
فيشترط في عمل إن وما أن يتقدّم اسمهما على الخبر، وألا ينتقض نفيهما بإلا.
ويشترط في عمل لا فوق الشرطين المتقدّمين أن يكون معمولاها نكرتين.
ويشترط في عمل لات أن يكون اسمها وخبرها اسمي زمان وأن يحذف أحدهما.
﴿كُلُّ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿نَفْسٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لَّمَّا﴾: أداة تفيد الحصر، في معنى إلا الاستثنائيّة.
﴿عَلَيْهَا﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم، تقديره: كائن.
﴿حَافِظٌ﴾1: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 فيصبح المعنى: ما كلّ نفسٍ إلا عليها حافظٌ من الملائكة.
17
9
الدرس الأول: سورة الطارق
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في أربعة مواضع:
1ـ إذا كان الخبر من الألفاظ التي لها حقّ الصدارة.
2ـ إذا كان الخبر ظرفاً أو جارّاً ومجروراً، والمبتدأ نكرة غير مخصّصة.
3ـ إذا عاد على بعض الخبر ضمير في المبتدأ.
4ـ إذا كان الخبر مقصوراً على المبتدأ.
والجملة الاسميّة (عليها حافظ) واقعة في محلّ خبر المبتدأ (كلّ).
وجملة (إنْ كلّ نفسٍ لمّا عليها حافظ) جواب القسم, لا محلّ لها من الإعراب.
وجه إعرابيّ أخر: قُرأت (لَمَا) بالتخفيف، فتكون (إنْ)، مخفّفة من (إنّ) المشبهة بالفعل، وليست نافية، وتصبح الـ (ما) في (لَمَا) زائدة، فيكون المعنى: إنْ كلّ نفسٍ لعليها حافظ.
﴿فَلْيَنظُرِ﴾: الفاء: استئنافيّة. اللام: لام الأمر، حرف مبني على السكون. ينظر: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره، وقد حُرِّك بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين.
إنّ الأحرف التي تجزم فعلاً مضارعاً واحداً هي:
لم، لمّا: يقلبان الفعل المضارع ماضياً.
لام الأمر، لا الناهية: تُخلصان زمان المضارع إلى الاستقبال.
﴿الْإِنسَانُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مِمَّ﴾: من: حرف جرّ، مبني على السكون. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ينظر).
18
10
الدرس الأول: سورة الطارق
﴿خُلِقَ﴾: فعل ماضٍ للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو. والجملة الفعلية (خُلِق) واقعة في محلّ نصب مفعول به للفعل (ينظر).
يُبنى الفعل الماضي للمجهول بكسر ما قبل الآخر، وضمّ كلّ متحرّك قبله، نحو: خُلِق، تُعُلِّم، اُسْتُعْمِل.
ويُبنى الفعل المضارع للمجهول، بفتح ما قبل الآخر، وضمّ ياء المضارعة مطلقاً، نحو: يُشْرَبُ، يُتَعَلَّم، يُسْتَعْمَل.
﴿خُلِقَ﴾: فعل ماضٍ للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو.
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿مَّاء﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ ومجرور، متعلّقان بالفعل (خُلِق).
﴿دَافِقٍ﴾1: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
﴿يَخْرُجُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على أخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
والجملة الفعليّة (يخرج) واقعة في محلّ جرّ صفة لـ (ماءٍ).
فائدة: الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال.
1 الدفق: صبّ الماء الكثير باعتمادٍ قويّ، ومثله الدفع. فالماء الذي يكون منه الولد يكون دافقاً، وهو القاطر المصبّ، وهي النطفة التي يخلق الله منها الولد. وقيل: ماء دافق معناه مدفوق، ومثله سرّ كاتم، وعيشة راضية.
19
11
الدرس الأول: سورة الطارق
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون
﴿بَيْنِ﴾: اسم مجرور بمن، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. وهما متعلّقان بالفعل (يخرج)، وهو مضاف.
﴿الصُّلْبِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالتَّرَائِبِ﴾2: الواو: حرف عطف. الترائب: اسم معطوف على (الصلب)، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّهُ﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح. والهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
إنّ، من الأحرف المشبّهة بالفعل، وهي: (إنّ، أنّ، كأنّ، لكنّ، ليت، لعلّ)، تدخل على المبتدأ والخبر، فتنصب المبتدأ ويسمّى اسمها، وترفع الخبر، ويسمّى خبرها.
وقد سُمّيت هكذا, لأنّها مبنيّة الأواخر على الفتح، كالماضي، مع بنائها على ثلاثة أحرف فصاعداً، ولوجود معنى الفعل في كلّ منها.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿رَجْعِهِ﴾: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بخبر إنّ (قادر)، وهو مضاف. الهاء: ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جر بالإضافة.
﴿لَقَادِرٌ﴾: اللام: لام المزحلقة. قادر: خبر إنّ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 الصلب: فقار الظهر. يُقال: من صلب فلان, أي من ذريّته. والجمع: أصلُب، وأصلاب.
2 الترائب: نواحي الصدر، ومفردها تريبة.
20
12
الدرس الأول: سورة الطارق
فائدة: هي لام الابتداء، تأتي للتأكيد، لكنّها تزحلقت من المبتدأ إلى الخبر، بعد دخول (إنّ) عليهما, وذلك منعاً لابتداء الكلام بمؤكّدين.
﴿يَوْمَ﴾: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق بـِ (رجعه).
ظرف الزمان نوعان:
نوع يلازم الظرفيّة، ولا يخرج عنها، مثل: لدى، فهو غير متصرّف.
ونوع لا يلزم الظرفيّة، نحو: يوم، ميل، فهو متصرّف.
﴿تُبْلَى﴾1: فعل مضارع للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدرة على الألف للتعذّر.
﴿السَّرَائِرُ﴾2: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وجملة (تبلى السرائر) واقعة في محلّ جرّ بالإضافة (إضافة يوم إليها).
﴿فَمَا﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح، أو استئنافيّة. ما: حرف نفي مبني على السكون.
الفاء العاطفة تفيد ثلاثة أمور:
1- التشريك في الحكم. 2- الترتيب. 3- التعقيب.
ويتفرّع من ذلك مجيئها سببيّة، وذلك غالب في عطف الجمل، نحو: سها فسجد.
﴿لَهُ﴾: جار ومجرور، متعلّقان بالخبر المحذوف.
﴿مِن﴾: حرف جرّ زائد.
1 تبلى: من البلاء, أي الاختبار والتعرّف. والمعنى: يوم يختبر ما أخفاه الإنسان وأسرّه من العقائد، وآثار الأعمال، خيرها وشرّها، فيميّز بينها.
2 السرائر: جمع سريرة. والسريرة ما أسرّه الإنسان وأخفاه في نفسه.
21
13
الدرس الأول: سورة الطارق
حرف الجرّ الزائد هو الحرف الذي لا معنى له ولا متعلّق له، ويدخل لتقوية المعنى أو تأكيده. فيجرّ الاسم الواقع بعده لفظاً، ولكن يبقى إعرابه محلّاً بحسب موقعه في الجملة.
من هنا زائدة، ولها شرطان:
1- أن يكون المجرور بها نكرة.
2- أن يسبقها نفي أو شبهه (نهي، استفهام)
﴿قُوَّةٍ﴾: اسم مجرور لفظاً، مرفوع محلّاً على أنّه مبتدأ.
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف. لا: زائدة، مؤكّدة للنفي.
﴿نَاصِرٍ﴾: اسم معطوف على (قوّة)، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالسَّمَاء﴾: الواو حرف عطف، مبني على السكون. ما: حرف نفي، يعمل عمل ليس (ما الحجازيّة).
﴿ذَاتِ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محل رفع اسم ما.
هذه من الأمثلة على النعت المؤوّل بمشتقّ، وتُسمّى (ذو الصاحبيّة), أي والسماء صاحبة الرجع.
﴿الرَّجْعِ﴾1: الباء: حرف جرّ زائد. الهزل: اسم مجرور لفظاً، منصوب محلّاً على أنّه خبر ليس.
﴿وَالْأَرْضِ﴾: الواو: حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. السماء: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل المحذوف وجوباً (أقسم).
﴿ذَاتِ﴾: نعت مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الصَّدْعِ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
1 المراد بكون السماء ذات رجع، ما يظهر للحسّ من سيرها بطلوع الكواكب بعد غروبها، وغروبها بعد طلوعها، وقيل: رجعها إمطارها.
2 المراد بكون الأرض ذات صدع، تصدّعها وانشقاقها بالنبات.
22
14
الدرس الأول: سورة الطارق
﴿إِنَّهُ﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب. والهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿لَقَوْلٌ﴾: اللام: لام المزحلقة. قول: خبر إنّ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿فَصْلٌ﴾1: نعت مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
وهذه مثال أيضاً على ما يؤوّل بمشتقّ، وهو المصدر الثلاثي غير الميمي السادّ مسدّ المشتقّ، فالمراد هنا القول الفاصل.
وجملة (إنّه لقولٌ فصل) واقعة في جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. الأرض: اسم معطوف على السماء، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿هُوَ﴾: نعت مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿بِالْهَزْلِ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
والجملة الاسميّة معطوفة على (إنّه لقولٌ فصل)، لا محلّ لها من الإعراب.
وجه إعرابي آخر: ﴿وَمَا﴾: حرف نفي مهمل (تميميّة). هو: مبتدأ. الهزل: خبر المبتدأ.
﴿إِنَّهُمْ﴾: إنّ: حرف نصب وتوكيد. الهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم إنّ. والميم للجمع.
1 الفصل: إبانة أحد الشيئين من الآخر حتى يكون بينهما فرجة. والتعبير بالفصل - والمراد الفاصل – للمبالغة، كزيد عدل.
2 الهزل خلاف الجدّ.
23
15
الدرس الأول: سورة الطارق
﴿يَكِيدُونَ﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون, لأنّه من الأفعال الخمسة. والواو: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملية الفعليّة (يكيدون) واقعة في محلّ رفع خبر إنّ.
الأفعال الخمسة، هي الأفعال التي اتّصلت بها ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، نحو:
يضربان، تضربان، يضربون، تضربون، تضربين.
علامة الإعراب: ثبوت النون في الرفع، وحذفها في حالتي النصب والجزم.
﴿كَيْدًا﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَكِيدُ﴾2: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. أكيد: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً، تقديره: أنا.
﴿كَيْدًا﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره..
المفعول المطلق هو مصدر يُذكر بعد فعل من لفظه, لتأكيده، أو لبيان نوعه، أوعدده، نحو: ضرب ضرباً، اصبر صبراً جميلاً، دقّت الساعة دقّتين.
﴿فَمَهِّلِ﴾: الفاء استئنافيّة. مهّل: فعل أمر، مبني على السكون، وقد حرّك بالكسر منعاً للاتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿الْكَافِرِينَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء, لأنّه جمع مذكّر سالم.
1 هم يكيدون كيداً, أي الكفار يحتالون بكفرهم وإنكارهم المعاد احتيالا، يريدون به إطفاء نور الله وإبطال دعوتك.
2 وأكيد عليهم بعين أعمالهم، بالاستدراج والإملاء، والإضلال بالطبع على قلوبهم، وجعل الغشاوة على سمعهم وأبصارهم كيداً أسوقهم به إلى عذاب يوم القيامة.
24
16
الدرس الأول: سورة الطارق
جمع المذكّر السالم: هو اسم دلّ على أكثر من اثنين، مع سلامة لفظ مفرده، وزيادة في آخره، ويكون للعلم العاقل الخالي من التاء والتركيب، ولصفة المذكّر العاقل، الخالية من التاء، وليست من باب أفعل فعلاء، ولا من باب فعلان فَعلَى، ولا ممّا يستوي فيه المذكّر والمؤنّث.
يزاد في آخره واو ونون مفتوحة، في حالة الرفع. وياء ونون مفتوحة، في حالتي النصب والجرّ.
﴿أَمْهِلْهُمْ﴾: أمهل: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر، فيه وجوباً، تقديره: أنت. والهاء: ضمير متّصل، مبني على الضم، واقع في محل نصب مفعول به. والميم للجمع.
﴿رُوَيْدًا﴾1: نائب المفعول المطلق (إمهالاً)، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ينوب عن المفعول المطلق:
مرادفه, أي ما كان بمعناه، نحو: قمت وقوفاً.
صفته: سار القطار سريعاً.
ما يدلّ على نوعه، نحو: رجع الجيش القهقرى.
ما دلّ على عدده، نحو: حلف الرجل ثلاثاً.
ما دلّ على آلته، نحو ضرب الحوذيّ الحصان سوطاً.
كلّ وبعض المضافتين إلى المصدر، نحو: مال بعض الميل.
اسم الإشارة، نحو: أكرمت الضيف ذلك الإكرام.
ضميره: جاملتك مجاملةً لا أجاملها أحداً.
1 رويداً: قليلاً.
25
17
الدرس الأول: سورة الطارق
التمارين
1- بيّن ما حذف فيه المبتدأ والخبر، معلّلاً ذلك:
﴿أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
2- اذكر الموجب لتقديم الخبر على المبتدأ:
﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾
----------------------------------------------------------------
3- أيّ شيء ناب عن المفعول المطلق في الآيات الآتية:
﴿وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
26
18
الدرس الأول: سورة الطارق
4- عيّن الناسخ، مميّزاً الاسم عن الخبر:
﴿إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾
----------------------------------------------------------------
5- استخرج الفاعل ونائبه من الآيات الآتية:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
27
19
الدرس الثاني: سورة الأعلى
الدرس الثاني: سورة الأعلى
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى * سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾
29
20
الدرس الثاني: سورة الأعلى
بيان1:
أمر بتوحيده تعالى، على ما يليق بساحته المقدّسة وتنزيه ذاته المتعالية، من أن يذكر مع اسمه اسم غيره، أو يسند إلى غيره ما يجب أن يسند إليه، كالخلق والتدبير والرزق. ووعد له صلى الله عليه وآله وسلم بتأييده بالعلم والحفظ، وتمكينه من الطريقة التي هي أسهل وأيسر للتبليغ، وأنسب للدعوة.
وسياق الآيات في صدر السورة سياق مكّي، وأمّا ذيلها، أعني قوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾ إلخ، فقد ورد من طرق أئمّة أهل البيت عليهم السلام، وكذا من طريق أهل السنّة، أنّ المراد به زكاة الفطرة وصلاة العيد، ومن المعلوم أنّ الصوم وما يتبعه من زكاة الفطرة وصلاة العيد إنّما شرّعت بالمدينة بعد الهجرة, فتكون آيات الذيل نازلة بالمدينة. فالسورة صدرها مكّي وذيلها مدنيّ.
الإعراب:
﴿سَبِّحِ﴾: فعل أمر، مبني على السكون، وقد حرّك بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص263.
31
21
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿اسْمَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿رَبِّكَ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. الكاف: ضمير متّصل، مبنيى على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْأَعْلَى﴾1: صفة لـ (ربّ) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.
هذا من أمثلة النعت المشتقّ, فهو على وزن أفعل التفضيل.
وجه إعرابي آخر: صفة لـ (اسم) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ نعت لربّ.
هذا من موارد النعت المؤوّل بمشتقّ، واسم الموصول المصدّر بأل, الذي خلق، أي الخالق.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر، فيه جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (خلق) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَسَوَّى﴾2: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. سوّى: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (فسوّى) معطوفة على صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
1 الأعلى: نظير الأكبر، ومعناه: العالي بسلطانه وقدرته، وكلّ من دونه في سلطانه لا يقتضي ذلك المكان.
2 سوّى: من التسوية, أي جعل أجزاء الشيء متساوية، بحيث يوضع كل جزء في موضعه الذي يليق بالكلّ، وبالموضع الذي يوضع فيه. وقيل: أي المساواة بين البشر والمخلوقات في الإحكام والإتقان.
32
22
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾: الواو: حرف عطف. الذي: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ، معطوف على الذي السابقة. (انظر إعراب الآية السابقة).
﴿وَالَّذِي﴾: مثل إعراب الذي السابقة.
﴿أَخْرَجَ﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (خلق) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْمَرْعَى﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿فَجَعَلَهُ﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. جعله: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل. والجملة الفعليّة (فجعله) معطوفة على صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿غُثَاء﴾1: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَحْوَى﴾2: صفة (غثاءً) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿سَنُقْرِؤُكَ﴾: السين: حرف تنفيس واستقبال. نقرئك: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجواباً، تقديره: نحن. والكاف: ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
1 وأصله الأخلاط من أجناس شتّى. والعرب تسمّي القوم إذا اجتمعوا من قبائل شتّى أخلاطاً وغثاءً.
2 الأسود، والحوة: السواد.ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات.
33
23
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على السكون. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿تَنسَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر، مبني على السكون.
﴿مَا﴾: اسم موصول مبنيى على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به (لفعل: تنسى).
هذا من موارد الاستثناء المفرّغ. وهو ما حذف فيه المستثنى منه، والكلام قبل (إلا) في الاستثناء المفرّغ ناقص، لا يتمّ معناه إلا بما بعدها.
ويتوقّف الإعراب فيه على حسب ما يقتضيه العامل الذي قبل (إلا)، كما لو كانت غير موجودة، نحو:
- ما قام إلا زيد.
- ما رأيت إلا زيداً.
- ما مررت إلا بزيدٍ.
﴿شَاء﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة (شاء الله) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿إِنَّهُ﴾: حرف توكيد ونصب. الهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محل نصب اسم إنّ.
﴿يَعْلَمُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يعلم)، واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ).
34
24
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿الْجَهْرَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. ما: اسم موصول، مبنيى على السكون، واقع في محل نصب معطوف على (الجهر).
﴿يَخْفَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يخفى) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَنُيَسِّرُكَ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. نيسّرك: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن. والكاف: ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿لِلْيُسْرَى﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الكسر. اليسرى: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل (نيسّر).
﴿فَذَكِّرْ﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. ذكّر: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿إِن﴾: إن: حرف شرط.
إنْ: من أدوات الشرط التي تجزم فعلين مضارعين، يسمّى الفعل الأوّل فعل الشرط، والثاني جواب الشرط أو فعل الجزاء.
وإن كانا ماضيين، يكونا واقعين في محلّ جزم.
وأدوات الشرط كلّها أسماء، ماعد (إن) و(إذما).
35
25
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿نَّفَعَتِ﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، واقع في محلّ جزم فعل الشرط. والتاء للتأنيث.
﴿الذِّكْرَى﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. وجواب الشرط محذوف، دلّ عليه الفعل السابق (فذكّر)، والتقدير: إن نفعت الذكرى، فذكّر.
﴿سَيَذَّكَّرُ﴾: السين حرف استقبال. يذّكّر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿يَخْشَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر، فيه جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يخشى) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَيَتَجَنَّبُهَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. يتجنّبها: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والهاء: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿الْأَشْقَى﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبنيى على السكون، واقع في محل رفع نعت لـ (الأشقى).
وجه إعرابي آخر: بدل من الأشقى.
﴿يَصْلَى﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يصلى) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
1 يصلى: من صَلَى اللحم, أي شواه، وصلى النار, أي قاس حرّها، وصليت الرجلَ النار, أي ألقيته فيها لأحراقه. يصلى النار الكبرى, أي يلزم النار، ويبقى فيها.
36
26
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿النَّارَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الْكُبْرَى﴾: نعت منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
ثمّ العاطفة تفيد:
1- التشريك. 2- الترتيب. 3- التراخي.
﴿لَا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَمُوتُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء: ضمير متّصل، مبني عل السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجر، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يموت).
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَحْيَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿قَدْ﴾: قد: حرف تحقيق، مبني عل السكون.
قد: حرف يدخل على الفعل الماضي والفعل المضارع المثبتين والمتصرّفين. فإذا دخل على الفعل الماضي، أفاد تحقيقاً وتأكيداً, وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التقليل أو الشكّ.
- قد هطل المطر. - قد يهطل المطر.
37
27
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿أَفْلَحَ﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿تَزَكَّى﴾: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (تزكّى) صلة الموصول, لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَذَكَرَ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. ذكر: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿اسْمَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿رَبِّهِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. الهاء: ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَصَلَّى﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. صلّى: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿بَلْ﴾: بل: حرف إضراب، مبني على السكون.
بل: تفيد العطف وردّ السامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب، وتكون لقصر القلب، إذا وقعت بعد النفي، كأن يكون المخاطب معتقداً بأنّ عَمْراً جاء دون زيد، فتقلب له اعتقاده قائلاً: ما جاءني عمرو بل زيد. وتكون لإثبات الحكم لما بعدها وصرفه عمّا قبلها، وتصييره كالمسكوت عنه، إذا جاءت بعد الإثبات، نحو: جاءني زيد بل عمرو.
﴿تُؤْثِرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون, لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
38
28
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿الْحَيَاةَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الدُّنْيَا﴾: نعت منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿وَالْآخِرَةُ﴾: الواو: حاليّة. الآخرة: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿خَيْرٌ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَبْقَى﴾: الواو: حرف عطف. أبقى: معطوف على (الآخرة) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿هَذَا﴾: ها: حرف تنبيه، مبني على السكون. ذا: اسم إشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
تأتي (ها) تنبيهيّة، فتدخل عل اسم الإشارة لغير البعيد، نحو: هذا, وعلى (أي) و(أيّة) في النداء، نحو: أيّها الرجل، وأيّتها المرأة, وعلى الفعل الماضي المقترن بـ (قد)، نحو: ها قد أقبل الربيع.
وهي حرف، لا محلّ له من الإعراب.
﴿لَفِي﴾: اللام المزحلقة، حرف مبني على الفتح. في: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الصُّحُفِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (إنّ).
﴿الْأُولَى﴾: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.
39
29
الدرس الثاني: سورة الأعلى
﴿صُحُفِ﴾: بدل من (الصحف) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿إِبْرَاهِيمَ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الفتحة عِوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة.
الأصل في الاسم المعرب بالحركات الصرف، أي دخول التنوين عليه، وظهور جميع الحركات في آخره.
وإنّما يخرج عن ذلك الأصل، فيمنع من الصرف، أي التنوين، ويجرّ بالفتحة عِوضاً عن الكسرة إذا وُجد فيه علّتان من علل تسع، أو واحدة تقوم مقامهما.
ممنوع من الصرف لعلّتين:
العلميّة، أي اسم علم.
العجمة، أي أن تكون الكلمة على الأوضاع الأعجميّة، نحو: إبراهيم، يعقوب، إسحاق.
وجميع أسماء الأنبياء أعجميّة، إلا أربعة: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وصالح، وشعيب، وهود عليهم السلام.
﴿وَمُوسَى﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. موسى: اسم معطوف على (إبراهيم) مجرور، وعلامة جرّه الفتحة - عِوضاً عن الكسرة - المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة.
40
30
الدرس الثاني: سورة الأعلى
التمارين
1- عيّن البدل والمبدل منه، مميّزاً بين أنواع البدل:
﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا﴾
----------------------------------------------------------------
41
31
الدرس الثاني: سورة الأعلى
2- أعرب الكلمات التي وُضِع تحتها خطّ:
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ﴾
----------------------------------------------------------------
42
32
الدرس الثالث: سورة الغاشية
الدرس الثالث: سورة الغاشية
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.
43
33
الدرس الثالث: سورة الغاشية
بيان1:
سورة إنذار وتبشير. تصف الغاشية، وهي يوم القيامة الذي يحيط بالناس، تصفه بحال الناس فيه، من حيث انقسامهم فريقين: السعداء والأشقياء، واستقرارهم فيما أعدّ لهم من الجنّة والنار، وتنتهي إلى أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يذكّر الناس بفنون من التدبير الربوبيّ في العالم، الدالّة على ربوبيّته تعالى لهم، ورجوعهم إليه لحساب أعمالهم.
والسورة مكّيّة بشهادة سياق آياتها.
الإعراب:
﴿هَلْ﴾: حرف استفهام، مبني على السكون.
﴿أَتَاكَ﴾: أتى: فعل ماضٍ، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والكاف: ضمير متّصل، مبني على الفتحة، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿حَدِيثُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص273.
45
34
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿الْغَاشِيَةِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وُجُوهٌ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق باسم الفاعل (خاشعة)، وهو مضاف. إذٍ: ظرف زمان، مبني عل السكون المقدّر، منع من ظهوره التنوين، واقع في محلّ جرّ بالإضافة. والتنوين تنوين عوض عن جملة محذوفة، والتقدير: يوم إذْ تغشى الوجوه الغاشية.
التنوين: هو نون زائدة تختصّ بالأسماء، وتقع في آخرها، تُنطق ولا تُكتب، وهو أنواع، ويُسمى هذا النوع بتنوين العِوض، وهو ما يلحق (إذٍ) عِوضاً عن جملة محذوفة بعدها، نحو: زرتني قبل سنتين وكنتُ حينئذٍ أعمل في الجامعة، أي حينئذ زرتني
﴿خَاشِعَةٌ﴾2: خبر أوّل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿عَامِلَةٌ﴾: خبر ثانٍ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿نَّاصِبَةٌ﴾3: خبر ثالث مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿تَصْلَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة الفعليّة (تصلى) واقعة في محلّ رفع خبر رابع لـِ (وجوه).
1 يوم القيامة، سمّيت بذلك لأنّها تغشى الناس، وتحيط بهم, أو لأنّها تغشى الناس بأهوالها بغتة, أو لأنّها تغشى وجوه الكفار بالعذاب .
2 مذلّلة بالغمّ، والعذاب يغشاها. والخشوع إنّما هو لأرباب الوجوه، وإنّما نسب إلى الوجوه, لأنّ الخشوع والمذلّة يظهران فيها .
3 النصب: التعب.
46
35
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿نَارًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿حَامِيَةً﴾: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿تُسْقَى﴾: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. ونائب الفاعل ضمير مستتر، فيه جوازاً، تقديره: هي. والجملة الفعليّة (تُسقى) واقعة في محلّ رفع خبر خامس لـ (وجوه).
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ.
﴿عَيْنٍ﴾: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تُسقى).
﴿آنِيَةٍ﴾1: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
﴿لَّيْسَ﴾: من أخوات (كان)، فعل ماضٍ ناقص، مبني على الفتح.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على السكون. هم: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، وهما متعلّقان بمحذوف خبر (ليس) المقدّم.
﴿طَعَامٌ﴾: اسم (ليس) مؤخّر، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وجملة (ليس لهم طعام) واقعة في محلّ رفع خبر سادس لـِ (وجوه).
﴿إِلَّا﴾: حرف استثناء.
﴿مِن﴾: حرف جرّ.
1 حارّة، بالغة في حرارتها.
47
36
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿ضَرِيعٍ﴾1: اسم مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. والجارّ والمجرور متعلّقان بالمستثنى من إلّا المحذوف، والتقدير: ليس لهم طعام إلا طعاماً من ضريع.
﴿لَا﴾: حرف نفي.
﴿يُسْمِنُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (لا يسمن) واقعة في محلّ جرّ صفة لــِ (ضريع).
﴿وَلَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. لا: حرف نفي.
﴿يُغْنِي﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة (لا يغني)، جملة فعليّة معطوفة على جملة (لا يسمن).
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿جُوعٍ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (يغني).
﴿وُجُوهٌ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق باسم الفاعل (ناعمة)، وهو مضاف. إذٍ: ظرف زمان، مبني عل السكون المقدّر، منع من ظهوره التنوين، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 نبت تأكله الإبل، يضرّ ولا ينفع. وإنّما سميّ ضريعاً, لأنه يشتبه عليها أمره, فتظنّه كغيره من النبت. والأصل من المضارعة والمشابهة. وقيل: هو نوع من الشوك، يقال له: الشبرق، وأهل الحجاز يسمّونه الضريع إذا يبس. وهو أخبث طعام وأبشعه، لا ترعاه دابّة، ولعلّ تسمية ما في النار به لمجرّد المشابهة شكلاً وخاصّة.
48
37
الدرس الثالث: سورة الغاشية
والتنوين تنوين عوض عن جملة محذوفة.
﴿نَّاعِمَةٌ﴾1: خبر أوّل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿لِسَعْيِهَا﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر، و(سَعْي) اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (راضية).
وجه إعرابي آخر: اللام زائدة للتقوية. سَعْي: اسم مجرور لفظاً، منصوب محلاً على أنّه مفعول به لاسم الفاعل، أي راضيةٌ سَعْيَها، و(سعى) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
اللام: تكون زائدة لتقوية عامل ضعّف عن العمل لسببين:
1- وقوع العامل متأخّراً عن معموله، نحو: للرؤيا تعبرون.
2- العامل فرع في العمل، أي يعمل عمل الفعل كاسم الفاعل، فيحتاج إلى تقوية، نحو: مصدّقاً لما بين يديه.
وفي هذا المورد، العامل اسم فاعل، كما إنّه مؤخّر عن معموله.
اسم الفاعل: اسم مصوغ لما وقع منه الفعل أو قام به.
وهو يعمل عمل فعله، فإن كان لازماً رفع الفاعل، وإن كان متعدّياً رفع الفاعل ونصب المفعول به.
وهو يعمل بحالتين:
1- أن يكون محلّى بالألف واللام.
2- أن يدلّ على الحال أو الاستقبال، ويعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف.
وفي هذا المرود، اعتمد اسم الفاعل على المبتدأ.
1 كناية عن البهجة والسرور.
49
38
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿رَاضِيَةٌ﴾: خبر ثان لـ (وجوه)، مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿جَنَّةٍ﴾: اسم مجرور بـ (في) وعلامة جرّه الكسرة، الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر ثالث لـ (وجوه).
﴿عَالِيَةٍ﴾: صفة أولى لـ (جنة) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لَّا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿تَسْمَعُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة واقعة في محلّ جرّ صفة ثانية لـ (جنّة).
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرورّ متعلّقان بـ (تسمع).
﴿لَاغِيَةً﴾1: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فِيهَا﴾: في حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿عَيْنٌ﴾: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ جرّ صفة ثالثة لـ (جنّة).
﴿جَارِيَةٌ﴾: صفة لـ (عين) مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
1 كلمة ساقطة، لا فائدة فيها.
50
39
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿فِيهَا﴾: في حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿سُرُرٌ﴾1: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ جرّ صفة رابعة لـ (جنّة).
﴿مَّرْفُوعَةٌ﴾: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
مرفوع: اسم مفعول.
وهو اسم مصوغ من الفعل المبني للمجهول، للدلالة على ما وقع عليه الفعل.
يصاغ اسم المفعول من الثلاثي على وزن مفعول، نحو: رُفِع (مرفوع).
ومن غير الثلاثي بقلب ياء المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل الآخر، نحو: سيطر، يسيطر، مُسيطَر.
﴿وَأَكْوَابٌ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. أكواب: اسم معطوف على (سُرُر) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مَّوْضُوعَةٌ﴾: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة، الظاهرة على آخرها.
﴿وَنَمَارِقُ﴾2: انظر إعراب (وأكواب).
﴿مَصْفُوفَةٌ﴾: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
﴿وَزَرَابِيُّ﴾3: انظر إعراب (وأكواب).
1 جمع سرير. في ارتفاعها جلالة القاعد عليها.
2 جمع نمرقة، وهي الوسادة، وكونها مصفوفة, وضعها في المجلس بحيث يتّصل بعضها ببعض على هيئة المجالس الفاخرة في الدنيا.
3 جمع زريبة، وهي البساط الفاخر. وبثّها: بسطها للقعود عليها.
51
40
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿مَبْثُوثَةٌ﴾: صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
﴿أَفَلَا﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. والفاء حرف عطف، مبني على الفتح. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَنظُرُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿إِلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْإِبِلِ﴾1: اسم مجرور بـ (إلى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل في (ينظرون).
﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
﴿خُلِقَتْ﴾: خُلِقَ: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب مفعول به للفعل (ينظرون). والتاء للتأنيث.
﴿وَإِلَى﴾: الواو: حرف عطف، مبني على السكون. إلى: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿السَّمَاء﴾: اسم مجرور بـ (إلى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ينظرون).
﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب حال.
﴿رُفِعَتْ﴾: رُفِعَ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والتاء للتأنيث.
1 تخصيص الإبل بالذكر من جهة أنّ السورة مكّيّة، وأوّل من تتلى عليهم الأعراب, واتّخاذ الآبال من أركان عيشتهم.
52
41
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾: انظر إعراب الآية الكريمة الثامنة عشرة.
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾: انظر إعراب الآية الكريمة الثامنة عشرة.
﴿فَذَكِّرْ﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. ذكّر: فعل أمر، مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿إِنَّمَا﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح، كُفّ عن العمل. ما: زائدة، كافّة، كفّت (إنّ) عن عملها، حرف مبني على السكون.
تقديم المبتدأ على الخبر وجوباً:
هذا من موارد تقديم المبتدأ على الخبر وجوباً، فالمورد يشتمل على (إنّما)، وهي طريقة للقصر، الذي هو تخصيص صفة بموصوف، أو موصوف بصفة.
وهنا قد خُصّص الموصوف (أنت) بصفة التذكير (مذكّر).
كما يجب تقديم المبتدأ:
1- إذا كان المبتدأ ممّا له الصدارة، مثل (ما) التعجبيّة، نحو: ما أحسن الصدق. أو مقروناً بما له الصدارة، نحو: لَلموت في رضا الله خير من الحياة، فاللام لام الابتداء.
2- إذا استوى المبتدأ والخبر في التعريف والتنكير، دون قرينة تبيّن المراد، نحو: أخوك سندي.
3- إذا كان الخبر جملة طلبية، نحو: الدرهم أنفقه. أو كان فعلاً رافعاً لضمير المبتدأ، نحو: الحاكم أنصف في حكمه.
﴿أَنتَ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿مُذَكِّرٌ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿لَّسْتَ﴾: ليس فعل ماض ناقص جامد، مبني على السكون. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع اسم (ليس).
53
42
الدرس الثالث: سورة الغاشية
ليس: من أخوات كان، تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع الأوّل اسماً لها، وتنصب الثاني خبراً لها.
صندوق: الفعل الجامد: هو الفعل الذي لا يتصرّف، أي يستعمل بصورة واحدة فقط، وهو قسمان:
1- منه ما يلازم صيغة الماضي، نحو: عسى وليس.
2- ومنه ما يلازم صيغة الأمر، نحو: هب وتعالَ.
وبعضها لا يتصرّف تصرّفاً تامّاً، وهو قليل، نحو: ما برح، ما انفكّ، أوشك، كاد، فإنّه لا يشتقّ منها غير المضارع.
﴿عَلَيْهِم﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (مسيطر).
كيف يُصاغ اسم الفاعل؟
يُصاغ اسم الفاعل من الثلاثي على وزن فاعل، نحو: ضرب (ضارب).
وممّا فوق الثلاثي، بقلب ياء المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر، نحو: سيطر ـ يُسيطر ـ مُسيطِر.
﴿بِمُصَيْطِرٍ﴾1: الباء حرف جرّ زائد، مبني على الفتح. مسيطر: اسم مجرور لفظاً، منصوب محلّاً على أنّه خبر ليس.
زيادة الباء في خبر ليس:
يدخل حرف الجرّ (الباء) زائداً على خبر ليس، مع أنّ المعنى يستقيم بدونه، فتجرّه لفظاً، مع بقائه منصوباً محلّاً، وليس له أثر في المعنى إلا تقوي الحكم المستفاد من الجمل، وتوكيده.
1 متسلّط.
54
43
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿إِلَّا﴾: حرف استثناء، مبني على السكون.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب:
أ- على الاستثناء المنقطع، أي لست بمسؤول عليهم، ولكن من تولّى وكفر منهم، فيعذّبه الله.
الاستثناء المنقطع: وهو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه، نحو: جاء القوم إلا مواشيهم.
ب- على الاستثناء المتّصل: أي لست عليهم بمتسلّط، إلا على من تولّى منهم عن التذكرة، وأقام على الكفر فسيسلّطك الله عليه، ويأمرك بالجهاد فتقاتله فتقتله1.
الاستثناء المتّصل: وهو ما كان فيه المستثنى من جنس المستثنى منه، نحو: جاء القوم إلا زيد.
وجه إعرابي آخر:
﴿مَن﴾: اسم موصول، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ﴾: الفاء واقعة في خبر الاسم الموصول، لما فيه من معنى الشرط، والجملة الفعليّة (يعذّب) واقعة في محلّ رفع خبر (مَنْ). والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب على الاستثناء.
﴿تَوَلَّى﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
1 هذا رأي العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان، حيث اعتبره أرجح وأقرب.
55
44
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿وَكَفَرَ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على السكون. كفر: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فَيُعَذِّبُهُ﴾: الفاء استئنافيّة. يعذّب: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: فهو يعذّبه الله.
﴿الْعَذَابَ﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الْأَكْبَرَ﴾: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿إِلَيْنَا﴾: إلى: حرف جرّ، مبني على السكون. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم لـ (إنّ).
﴿إِيَابَهُمْ﴾1: إياب: اسم (إنّ) مؤخّر، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 الإياب: الرجوع.
56
45
الدرس الثالث: سورة الغاشية
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿عَلَيْنَا﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم لـ (إنّ).
﴿حِسَابَهُمْ﴾: حساب: اسم (إنّ) مؤخّر، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
57
46
الدرس الثالث: سورة الغاشية
التمارين
1- بيّن سبب دخول اللام على الأمثلة الآتية، موضّحاً عملها:
﴿لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾
----------------------------------------------------------------
2- عيّن اسم الفاعل مع معموله في الأمثلة الآتية:
﴿وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
58
47
الدرس الثالث: سورة الغاشية
3- ميّز المستثنى من المستثنى منه، واذكر من أيّ قسم هو:
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
4- اذكر الموجب لتقديم المبتدأ على الخبر:
﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ﴾
----------------------------------------------------------------
59
48
الدرس الرابع: سورة الفجر
الدرس الرابع: سورة الفجر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ * فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
61
49
الدرس الرابع: سورة الفجر
بيان1:
في السورة ذمّ التعلّق بالدنيا، المتعقّب للطغيان والكفران، وإيعاد أهله بأشدّ عذاب الله في الدنيا والآخرة. فتبيّن أنّ الإنسان، لقصور نظره وسوء فكره، يرى أنّ ما آتاه الله من نعمه من كرامته على الله، وأن ما يتلبّس به من الفقر والعدم من هوانه، فيطغى ويفسد في الأرض إذا وَجَد، ويكفر إذا فَقَد. وقد اشتبه عليه الأمر، فما يصيبه من القدرة والثروة، ومن الفقر وضيق المعاش، امتحان وابتلاء إلهيّ، ليظهر به ماذا يقدّم من دنياه لأخراه.
فليس الأمر على ما يتوهّمه الإنسان ويقوله، بل الأمر - كما سيتذكّره إذا وقع الحساب وحضر العذاب - أنّ ما أصابه من فقرٍ أو غنىً أو قوةٍ أو ضعفٍ كان امتحاناً إلهيّاً، وكان يمكنه أن يقدّم من يومه لغده، فلم يفعل، وآثر العقاب على الثواب، فليس ينال الحياة السعيدة في الآخرة إلا النفس المطمئنة إلى ربّها، المسلّمة لأمره، التي لا تتزلزل بعواصف الابتلاءات، ولا يطغيه الوجدان، ولا يكفره الفقدان.
والسورة مكّيّة بشهادة سياق آياتها.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص278.
63
50
الدرس الرابع: سورة الفجر
الإعراب:
﴿وَالْفَجْرِ﴾1: الواو حرف جرّ وقسم. الفجر: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. وجواب القسم محذوف.
﴿وَلَيَالٍ﴾2: الواو حرف عطف مبني على الفتح. ليال: اسم معطوف على (الفجر) مجرور، وعلامة جرّه الفتحة المقدّرة على الياء المحذوفة، عوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف، على وزن فعال، صيغة منتهى الجموع، وقد لحقه تنوين العِوض عن الياء المحذوفة.
الاسم المنقوص: هو كلّ اسم معرب، آخره ياءٌ لازمة، مكسورٌ ما قبلها، نحو: القاضي، الوادي.
إذا نوِّن الاسم المنقوص، حُذِفت ياؤه لفظاً وخطّاً في الرفع والجرّ، وبقيت في النصب.
صيغ منتهى الجموع: ونعني بها كلّ ما أتى بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أحرف وسطها ساكن، نحو: دراهم، دنانير.
ولصيغ منتهى الجموع تسعة عشر وزناً.
والممنوع من الصرف منها هو: مفاعِل ومفاعيل، والأوزان المماثلة لهما، نحو: فعالِل وفعاليل، أفاعِل وأفاعيل، فواعِل وفواعيل...
﴿عَشْرٍ﴾: نعت مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخرها.
1 المراد به مطلق الفجر، ولا يبعد أيضاً أن يُراد به فجر يوم النحر، وهو عاشر ذي الحجّة.
2 لعلّ المراد بها الليالي العشر من أوّل ذي الحجّة إلى عاشرها، والتنكير للتفخيم. وهناك أقوال أخرى كثيرة.
64
51
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿وَالشَّفْعِ﴾1: الواو حرف عطف مبني على الفتح. الشفع: اسم معطوف على (الفجر) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْوَتْرِ﴾: مثل إعراب (والشفع).
﴿وَاللَّيْلِ﴾: مثل إعراب (والشفع).
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، مبني على السكون، وهو متعلّق بالعامل المحذوف (أقسم)، وهو مضاف.
﴿يَسْرِ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة للثقل على الياء المحذوفة (يَسْرِي). والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يسرِ) واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿هَلْ﴾: حرف استفهام، مبني على السكون، للتقرير والتأكيد.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿ذَلِكَ﴾: (ذا) اسم إشارة، مبني على السكون، واقع في محل جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب.
﴿قَسَمٌ﴾: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿لِّذِي﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. ذي: اسم مجرور باللام، وعلامة
1 الشفع والوتر: هما الزوج والمفرد، وقد ذُكِر في تفسيرهما أكثر من ثلاثين وجهاً، أنسبها – كما في تفسير الميزان –: الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة، على أن يُراد من الفجر فجر ذي الحجّة، والليالي العشر الليالي الأوائل منه.
2 "والليل إذا يسر", أي يمضي. وظاهره أنّ اللام للجنس, فالمراد به مطلق آخر الليل، وقيل: المراد به ليلة المزدلفة، وهي ليلة النحر التي يسري فيها الحاجّ من عرفات إلى المزدلفة، فيجتمع فيها على طاعة الله، ثم يغدو منها إلى منى.
65
52
الدرس الرابع: سورة الفجر
جرّه الياء، لأنّه من الأسماء الخمسة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ (قسم)، وهو مضاف.
الأسماء الخمسة هي: أبٌ، أخٌ، حمٌ، فو، ذو.
هذه الأسماء تُرفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء، نحو: جاءني أبوه، رأيت أباه، مررت بأبيه.
ولها ثلاثة شروط:
1- أن تكون مفردة، فلو كانت مثنّاة أُعرِبت بالألف في الرفع، وبالياء في النصب والجرّ.
2- أن تكون مكبّرة، فلو صُغِّرت، أُعرِبت بالحركات، نحو: أُبَيُّك، أُبَيَّك، أُبَيِّك.
3- أن تكون مضافة، فول كانت مفردة أُعرِبت بالحركات أيضاً، نحو: أبٌ، أباً، أبٍ. وكذا الأمر إذا أُضيفت إلى ياء المتكلّم، فتُعرب بالحركات المقدّرة على ما قبل الياء، لاشتغال المحلّ بالكسرة المناسبة للياء.
﴿حِجْرٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة: حرف استفهام، مبني على الفتح.لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿تَرَ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
1 حِجر: عقل. والمعنى أنّ في ذلك الذي قدّمناه قسماً كافياً لمن له عقل يفقه به القول، ويميّز الحقّ من الباطل، وإذا أقسم الله سبحانه بأمر - ولا يقسم إلا بما له شرف ومنزلة - كان من القول الحقّ المؤكَّد الذي لا ريب في صدقه.
66
53
الدرس الرابع: سورة الفجر
تر: من أفعال القلوب، وهي الأفعال التي تدخل على المبتدأ والخبر بعد استيفاء فاعلها فتنصبهما مفعولين لها، نحو: وجدت العلم نافعاً.
وهي قسمان: قسم يفيد الرجحان: ظنّ، خال، حسِب، زعم، جعل، عدّ، حجان، هبْ.
وقسم يفيد اليقين، نحو: رأى، علم، وجد، ألفى، درى، تعلّم.
كلّ أفعال القلوب تتصرّف تصرّفاً تامّاً، أي إنّه يُشتقّ منها مضارع وأمر واسم فاعل واسم مفعول ومصدر، وكلّ ما يشتقّ منها يعمل عمل ماضيها، ما عدا (هبْ وتعلّم)، فإنّهما لا يستعملان إلا بصيغة الأمر.
﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام، مبني على الفتح، في محل نصب حال.
﴿فَعَلَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿رَبُّكَ﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة (كيف فعل ربّك) واقعة في محلّ نصب، سَدّتْ مَسَدّ مفعولي (تَرَ) الذي عُلّق عن العمل بالاستفهام، والكاف: ضمير متّصل، مبني على الفتح، في محل جرّ بالإضافة.
إنّ ما تصرّف من أفعال القلوب، إذا فصل بينه وبين الجملة بما له صدر الكلام يعلّق عن العمل، أي يبطل عمله لفظاً لا محلاً لمانع، نحو: ظننت ما كلامك صادق، فـ (ما) في المثال نافية، و(كلامك صادق) مبتدأ وخبر في محلّ نصب بـ (ظنّ).
والمعلّقات هي: ما، إن ولا النافيات، ولام الابتداء، ولام القسم، ولو الشرطية، وكم الخبرية، والاستفهام، ولعلّ.
﴿بِعَادٍ﴾1: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. عاد: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (فعل).
1 هم عاد الأولى، قوم هود. تكرّرت قصتهم في القرآن الكريم، وأخبر عنهم أنّهم كانوا بعد قوم نوح قاطنين بالأحقاف، وكانوا ذوي بسطة في الخلق، أولي قوّة وبطش شديد، وكان لهم تقدّم ورقيّ في المدنية والحضارة، لهم بلاد عامرة وأراض خصبة ذات جنّات ونخيل وزروع ومقام كريم...
67
54
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿إِرَمَ﴾1: عطف بيان لـ (عاد) مجرور، وعلامة جرّه الفتحة عوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
عطف البيان: هو تابع من التوابع الأربعة (النعت، التوكيد، البدل، العطف)، جامد، يشبه الصفة في إيضاح متبوعه، نحو: جاء صاحبك زيد، فـ(زيد) عطف بيان على (صاحبك)
ممنوع من الصرف لعلّتين:
العلميّة، أي اسم العلم.
التأنيث: وهو على ثلاثة أقسام:
1- مؤنّث بالألف، نحو: حُبلى وصحراء.
2- مؤنّث بالتاء، نحو: طلحة وحمزة.
3- مؤنّث بالمعنى، نحو زينب وسعاد.
وفي هذا المورد هو اسم علم مؤنّث.
﴿ذَاتِ﴾: نعت لـ (إرمَ) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الْعِمَادِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الَّتِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، في محلّ جرّ نعت لـ (إرمَ).
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يُخْلَقْ﴾: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره.
﴿مِثْلُهَا﴾: مثل: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على
1 إرم: كانت مدينة لعاد، معمورة، عديمة النظير، ذات قصور عالية وعمد ممدّدة. وقيل المراد بإرم قوم عاد، وهو في الأصل اسم أبيهم.
68
55
الدرس الرابع: سورة الفجر
آخره. والجملة الفعليّة (لم يخلق مثلها) صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْبِلَادِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (يُخلَق).
﴿وَثَمُودَ﴾1: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. ثمود: اسم معطوف على (عاد) مجرور، وعلامة جرّه الفتحة عوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ نعت لـ (ثمود).
﴿جَابُوا﴾2: فعل ماض مبني على الضمّة الظاهرة على آخره، لاتّصاله بواو الجماعة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة الفعليّة (جابوا) صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب.
﴿الصَّخْرَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿بِالْوَادِ﴾: الباء حرف جرّ مبني على الكسر. الواد: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للثقل (الوادي)، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من (الصخر).
﴿وَفِرْعَوْنَ﴾: الواو حرف عطف مبني على الفتح. فرعون: اسم معطوف على (عاد) مجرور، وعلامة جرّه الفتحة عوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
1 ثمود: أمّة قديمة من العرب، سكنوا أرض اليمن، بعث الله لهم النبي صالح عليه السلام.
2 الجوب القطع, أي قطعوا صخر الجبال بنحتها بيوتاً.
69
56
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿ذِي﴾: نعت لـ (فرعون) مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّها من الأسماء الستّة، وهي مضاف.
﴿الْأَوْتَادِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ نعت.
وجه إعرابيّ آخر: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، تقديره:هم (هم الذين طغوا).
وجه إعرابيّ آخر: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب لفعل الذمّ المحذوف (أذمّ الذين طغوا).
﴿طَغَوْا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّة المقدّرة على الألف المحذوفة للتعذّر. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة الفعليّة (طغوا) صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْبِلَادِ﴾ اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (طغوا).
﴿فَأَكْثَرُوا﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. أكثروا: فعل ماض، مبني على الضمّة الظاهرة على آخره لاتّصاله بواو الجماعة. وواو الجماعة فاعل. والجملة لا محل لها من الإعراب، معطوفة على صلة الموصول.
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ. ها: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محل جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أكثروا).
1 سُمّي فرعون بذي الأوتاد, لأنّه على ما في الروايات كان إذا أراد أن يعذّب رجلاً، بسطه على الأرض، ووتد يديه ورجليه بأربعة أوتاد في الأرض.
70
57
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿الْفَسَادَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَصَبَّ﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. صَبَّ: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: على: حرف جرّ. هم: ضمير متّصل،مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (صَبَّ).
﴿رَبُّكَ﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة لا محلّ لها من الإعراب، معطوفة على جملة (أكثروا). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿سَوْطَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿عَذَابٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿رَبَّكَ﴾: ربّ: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَبِالْمِرْصَادِ﴾: اللام: اللام المزحلقة. الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. المرصاد: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (إنّ).
﴿فَأَمَّا﴾: الفاء استئنافيّة تفريعيّة. أمّا: حرف تفصيل وشرط، مبني على السكون.
1 وصبّ سوط العذاب، كناية عن التعذيب المتتابع المتواتر الشديد، وتنكير عذاب للتفخيم.
71
58
الدرس الرابع: سورة الفجر
أمّا: هي حرف تفصيل، يقوم مقام أداة الشرط وفعله، ومعناها: (مهما يكن من شيء)، وتلزم الفاء جوابها.
﴿الْإِنسَانُ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: إذا: مفعول فيه، ظرف زمان، تضمّن معنى الشرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بجوابه المحذوف الذي يدل عليه جواب (أما)، وهو قوله تعالى: (فيقول ربي). و(إذا) مضاف.
إذا: هي ظرف للزمان المستقبل، ولا يليها إلا الفعل، ظاهراً أو مقدّراً، ولا تُستعمل إلا عند التحقّق من وقوع الشرط.
﴿مَا﴾: زائدة.
﴿ابْتَلَاهُ﴾1: ابتلى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. الهاء: ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿رَبُّهُ﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وجملة (ابتلاه ربّه) واقعة في محلّ جرّ بالإضافة. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَأَكْرَمَهُ﴾: الفاء: حرف عطف. أكرم: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة في محل جرّ معطوفة على جملة (ابتلاه ربه). والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
1 امتحنه واختبره.
72
59
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿وَنَعَّمَهُ﴾: الواو: حرف عطف، و (نَعّمَ) فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة في محل جرّ معطوفة على (أكرمه). والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿فَيَقُولُ﴾: الفاء واقعة في جواب (أمّا) حرف مبني على الفتح. يقول: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو (أي الإنسان). والجملة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الإنسان).
﴿رَبِّي﴾: ربّ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء، لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، وهو مضاف. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿أَكْرَمَنِ﴾: أكرم: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. وجملة (أكرم) جملة فعليّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّ)، وجملة (ربّي أكرمن) جملة اسميّة، مقولة القول، واقعة في محلّ نصب مفعول به. والنون للوقاية حرف مبني على الكسر. والياء ياء المتكلّم، محذوفة (أكرمني)، ضمير متّصل، مبني على السكون، واقعة في محل نصب مفعول به.
نون الوقاية: هي نون تدخل على الفعل لزوماً، إذا لحقته ياء المتكلّم. وسمّيت بذلك، لأنّها تقي الفعل حركة الكسر المختصّة بالاسم، نحو: أكرمَني، يكرمُني، أكرمْني.
73
60
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ1 رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾: مثل إعراب الآية الكريمة السابقة، وجملة (أما...) معطوفة بالواو على السابقة.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿بَل﴾: حرف إضراب، مبني على السكون.
﴿لَّا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿تُكْرِمُون﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل.
﴿الْيَتِيمَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَلَا﴾: الواو حرف عطف. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿تَحَاضُّونَ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿طَعَامِ﴾: اسم مجرور بـ (على)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تحاضّون). وهو مضاف.
﴿الْمِسْكِينِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَتَأْكُلُونَ﴾: الواو عاطفة. تأكلون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل.
1 ضيّق عليه رزقه.
2 وهو تحريض بعضهم بعضاً للتصدّق على المساكين المعدمين.
74
61
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿التُّرَاثَ﴾1: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَكْلًا﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
جاء المفعول المطلق في هذا المورد تبياناً لنوع مفعوله.
﴿لَّمًّا﴾2: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَتُحِبُّونَ﴾: الواو حرف عطف مبني على الفتح. تحبّون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل.
﴿الْمَالَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿حُبًّا﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿جَمًّا﴾3: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿إِذَا﴾: ظرف لما يُستقبَل من الزمان، مجرّد من معنى الشرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بجوابه (يتذكّر) في الآية الكريمة الثالثة والعشرين.
﴿دُكَّتِ﴾4: دُكّ: فعل ماض للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والتاء للتأنيث.
الْأَرْضُ﴾: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وجملة (دُكّت الأرض) جملة فعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
1 التراث: الميراث، وقيل: أموال اليتامى.
2 اللمّ: أكل الانسان نصيب نفسه وغيره، وأكله ما يجده من دون أن يميّز الطيّب من الخبيث.
3 كثيراً، شديداً.
4 الدكّ هو الدقّ الشديد، والمراد بالظرف حضور يوم القيامة.
75
62
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿دَكًّا﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿دَكًّا﴾: توكيد لفظي منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
التوكيد: هو كلّ تابع ذُكِر تقريراً لأمر متبوعه، وهو نوعان: لفظي، ومعنوي.
التوكيد اللفظي هو تكرار اللفظ الأوّل بعينه.
التوكيد المعنوي قسمان:
توكيد نسبة، والفاظه: نفس، عين.
توكيد شمول، وألفاظه: كِلا، كِلتا، كلّ، أجمع، جميع، عامّة.
﴿وَجَاء﴾: الواو حرف عطف. جاء: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿رَبُّكَ﴾1: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة في محلّ جرّ، معطوفة على (دُكّت الأرض). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَالْمَلَكُ﴾: الواو حرف عطف. الملك: اسم معطوف على (ربّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿صَفًّا﴾: حال من (الملك) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الحال هو وصف، نكرة، منصوبة، مشتقّة، واقعة بعد تمام الكلام، تُبيّن هيئة صاحبها عند صدور الفعل، نحو: عاد القائد ظافراً.
﴿صَفًّا﴾: توكيد لفظي منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَجِيءَ﴾: الواو حرف عطف. جيء: فعل ماض للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
1 أي وجاء أمر ربّك وحسابه وقضاؤه.
76
63
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، متعلّق بـ (جيء)، وهو مضاف. إذ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العوض.
﴿بِجَهَنَّمَ﴾: الباء حرف جرّ. جهنّم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الفتحة عوضاً عن الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف نائب فاعل.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، متعلّق بـ (يتذكّر)، وهو مضاف، إذ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العوض.
﴿يَتَذَكَّرُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿الْإِنسَانُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَنَّى﴾: الواو حاليّة. أنّى: اسم استفهام مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول فيه ظرف مكان. وهو متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.
﴿لَهُ﴾: اللام حرف جرّ مبني على الفتح. الهاء: ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محل جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (الذكرى).
﴿الذِّكْرَى﴾: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. وجملة (أنّى له الذكرى) جملة اسميّة، واقعة في محلّ نصب حال من (الإنسان).
﴿يَقُولُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿يَالَيْتَنِي﴾: يا: حرف تنبيه، مبني على السكون.
وجه إعرابي آخر: يا: حرف نداء.
77
64
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿يَالَيْتَنِي﴾: (ليت) من أخوات (إنّ)، حرف مشبّه بالفعل (أو حرف تمنّ ونصب)، مبني على الفتح. والنون للوقاية. والياء: ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محل نصب اسم (ليت).
﴿قَدَّمْتُ﴾: فعل ماض، مبني على السكون الظاهرة على آخره، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير مّتصل، مبني على السكون، واقع في محل رفع فاعل. وجملة (قدّمت) جملة فعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ليت). وجملة (ليتني قدّمت) مقولة القول، واقعة في محلّ نصب مفعول به، إن كانت (يا) للتنبيه.
أو: لا محلّ لها من الإعراب، جواب النداء، إن كانت (يا) للنداء، والمنادى محذوف، وجملة أسلوب النداء واقعة في محلّ نصب مفعول به لفعل القول.
﴿لِحَيَاتِي﴾: اللام حرف جرّ مبني على الكسر. حياة: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَيَوْمَئِذٍ﴾: الفاء استئنافية. يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق بالفعل (يعذّب)، وهو مضاف. إذ: مضاف إليه.
﴿لَّا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يُعَذِّبُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿عَذَابَهُ﴾: عذاب: نائب مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
78
65
الدرس الرابع: سورة الفجر
ينوب عن المفعول المطلق ما شاركه في مادّته، كاسم المصدر، نحو: اغتسلت غُسلاً. فالمصدر هو تغسيل، أمّا غسل فهو اسم مصدر.
وفي هذا المورد، المصدر هو التعذيب.
﴿أَحَدٌ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾: مثل الإعراب السابق.
﴿يَا أَيَّتُهَا﴾: يا: حرف نداء. أيّ: منادى مبني على الضم، في محلّ نصب. والهاء للتنبيه.
إذا أُريد نداء المقرون بـ (أل) أُتي قبله بـ (أي) ملحقةً بـ (ها) التنبيه، نحو: يا أيّها الطالب.
أي تبقى بلفظ الإفراد مع الجميع، إلا مع المؤنّث، فإنّه يغلب فيه التأنيث، فتقول: أيّتها الأم.
أي: نكرة مقصودة بالنداء، تُبنى على الضمّ، وتكون في محلّ نصب بفعل النداء المحذوف وجوباً.
أمّا تابعها فيُرفع على كونه عطف بيان إذا كان جامداً (يا أيّها الرجل)، ونعتاً إذا كان مشتقّاً (يا أيّها العالم).
﴿النَّفْسُ﴾: عطف بيان مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿الْمُطْمَئِنَّةُ﴾1: صفة لـ (النفس) مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿ارْجِعِي﴾: فعل أمر، مبني على حذف النون، لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿إِلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿رَبِّكِ﴾: ربّ: اسم مجرور بـ (إلى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ارجعي). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 المطمئنّة بالإيمان، المؤمنة، الموقِنة، المصدّقة بالثواب والبعث. والطمأنينة حقيقة الإيمان.
79
66
الدرس الرابع: سورة الفجر
﴿رَاضِيَةً﴾: حال من فاعل (ارجعي) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
حال مشتقّة، لأنّها اسم فاعل.
﴿مَّرْضِيَّةً﴾: حال من فاعل (ارجعي) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
حال مشتقّة، لأنّها اسم مفعول.
﴿فَادْخُلِي﴾: الفاء حرف عطف. ادخلي: فعل أمر، مبني على حذف النون، لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿عِبَادِي﴾: عباد: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ادخلي)، وهو مضاف. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَادْخُلِي﴾: الواو حرف عطف. ادخلي: فعل أمر، مبني على حذف النون، لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿جَنَّتِي﴾: جنّة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، وهو مضاف. والياء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
80
67
الدرس الرابع: سورة الفجر
التمارين
1- ميّز الحال في الآيات الآتية:
﴿ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
2- ميّز المؤكِّد من المؤكَّد، واذكر نوع التوكيد:
﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾
----------------------------------------------------------------
81
68
الدرس الرابع: سورة الفجر
3- أعرب الكلمات التي وُضِع تحتها خطّ:
﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾
----------------------------------------------------------------
82
69
الدرس الخامس: سورة البلد
الدرس الخامس: سورة البلد
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا * أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ﴾
83
70
الدرس الخامس: سورة البلد
بيان1:
تذكّر السورة أنّ خلقة الإنسان مبنيّة على التعب والمشقّة، فلا تجد شأناً من شؤون الحياة إلا مقروناً بمرارة الكدّ والتعب، من حين يلِج في جثمانه الروح إلى أن يموت، فلا راحة له عارية من التعب والمشقّة، ولا سعادة له خالصة من الشقاء والمشأمة، إلا في الدار الآخرة، عند الله.
فليتحمّل ثقل التكاليف الإلهيّة بالصبر على الطاعة وعن المعصية، وليجدَّ في نشر الرحمة على المبتلين بنوائب الدهر، كاليُتْم والفقر والمرض وأضرابها، حتّى يكون من أصحاب الميمنة، وإلا فآخرته كأولاه، وهو من أصحاب المشأمة، عليهم نار مؤصدة.
وسياق آيات السورة، يشبه السياق المكّي، فيؤيّد به كون السورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿لَا﴾: حرف زائد، مبني على السكون، أي إنّ المقصود هو الإيجاب، لا النفي.
وجه إعرابي آخر: حرف نفي، ويكون المراد تأكيد القسم بالبلد وإثباته.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص289.
85
71
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿أُقْسِمُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنا.
﴿بِهَذَا﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. هذا: الهاء للتنبيه، ذا: اسم اشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل (أقسم).
﴿الْبَلَدِ﴾1: بدل مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَنتَ﴾: الواو اعتراضيّة، أو حاليّة، حرف مبني على الفتح. أنت: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿حِلٌّ﴾2: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وجملة (أنت حلّ) جملة اسميّة اعتراضيّة بين (البلد) و(والد)، لا محلّ لها من الإعراب، أو في محل نصب حال.
﴿بِهَذَا﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. هذا: الهاء للتنبيه، ذا: اسم اشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجار والمجرور متعلّقان بـ (حلّ).
﴿الْبَلَدِ﴾: بدل مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَوَالِدٍ﴾3: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. والد: اسم معطوف على(البلد) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
1 مكّة المكرّمة.
2 الحلّ مصدر كالحلول، بمعنى الإقامة والاستقرار في مكان. والمصدر بمعنى الفاعل.
3 ينطبق على إبراهيم وولده إسماعيل L، وهما السببان الأصليّان لبناء بلدة مكّة، والبانيان للبيت الحرام.
86
72
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. ما: اسم موصول مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ معطوف على (والد).
﴿وَلَدَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. وجملة (ولد) جملة فعليّة، لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول.
﴿لَقَدْ﴾: اللام للتأكيد، واقعة في جواب القسم، حرف مبني على الفتح. قد: حرف تحقيق، مبني على السكون.
﴿خَلَقْنَا﴾: فعل ماض مبني على السكون الظاهرة على آخره، لاتّصاله بـ نا الفاعلين. النا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿الْإِنسَانَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿كَبَدٍ﴾1: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من (الإنسان)، أي مكابداً.
﴿أَيَحْسَبُ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. يحسب: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿أَن﴾: مخفّفة من الثقيلة، حرف مبني على السكون، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنّه.
1 أي في كدّ وتعب في مختلف شؤون حياته.
87
73
الدرس الخامس: سورة البلد
تخفيف أنّ:
قد تخفّف (أنّ) في النطق، فلا تُهمل، بل يبقى عملها، غير إنّ اسمها لا بدّ أن يكون ضميراً محذوفاً، مفسّراً بالجملة التي تأتي بعده، وهو ضمير الشأن، أمّا خبرها فيكون الجملة المفسِّرة للضمير.
﴿لَّن﴾: حرف نفي ونصب واستقبال، مبني على السكون.
ينصب الفعل المضارع متى تقدّمه أحد الحروف الناصبة، وهي: أن، لن، إذن، كي.
(لن): حرف نصب، يفيد النفي والاستقبال، ولا يقتضي التأبيد، ولا التأكيد.
﴿يَقْدِرَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ (لن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿عَلَيْهِ﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (يقدر).
﴿أَحَدٌ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة (لن يقدر) واقعة في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر، واقع في محل نصب سَدّ مَسَدّ مفعولي (يَحْسَبُ).
﴿يَقُول﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿أَهْلَكْتُ﴾: فعل ماض مبني على السكون الظاهرة على آخره، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة (أهلكت) مقولة القول، واقعة في محلّ نصب مفعول به.
88
74
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿مَالًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لُّبَدًا﴾1: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿نَجْعَل﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن.
﴿لَّهُ﴾: اللام حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (نجعل).
﴿عَيْنَيْنِ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه مثنّى.
المثنّى: هو اسم دلّ على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة على مفرده.
يُشترط فيما يُثنّى أن يكون مفرداً، مُعرباً، غير مركّب، له مماثل في لفظه ومعناه.
يُرفع المثنّى بالألف، وينصب ويجرّ بالياء.
﴿وَلِسَانًا﴾: الواو حرف عطف، مبني على السكون. لساناً: اسم معطوف على (عينين) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَشَفَتَيْنِ﴾: الواو حرف عطف، مبني على السكون. شفتين: اسم معطوف على (عينين) منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه مثنى.
1 مالاً كثيرا.
89
75
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿وَهَدَيْنَاهُ﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. هديناه: فعل ماض مبني على السكون الظاهرة على آخره، لاتّصاله بـ نا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محل نصب مفعول به أوّل.
﴿النَّجْدَيْنِ﴾1: مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه مثنى.
وجه إعرابي آخر: منصوب على نزع الخافض. والتقدير: إنّا هديناه إلى النجدين.
﴿فَلَا﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿اقْتَحَمَ﴾2: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿الْعَقَبَةَ﴾3: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَمَا﴾: الواو اعتراضية، حرف مبني على الفتح. ما: اسم استفهام مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ما). والجملة من المبتدأ والخبر جملة اعتراضيّة، لا محلّ لها من الإعراب. والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل لـ (أدرى).
1 طريق الخير وطريق الشرّ. وسُمّيا النجدين لما في سلوك كلّ منهما من الجهد والكدح.
2 الاقتحام: الدخول بسرعة وضغط وشدّة.
3 الطريق الصعب الوعر، الذي فيه صعود من الجبل.
90
76
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿مَا﴾: اسم استفهام مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الْعَقَبَةُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة (ما القعبة) واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان لـِ (أدرى).
﴿فَكُّ﴾1: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والمبتدأ محذوف تقديره: هو، أي اقتحام العقبة فكّ رقبة، أو هي، أي العقبة فكّ رقبة.
﴿رَقَبَةٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَوْ﴾: أو: حرف عطف، مبني على السكون.
أو: أحد أحرف العطف، وهي تفيد:
1- الإباحة، نحو: خذ مالي ديناراً أو درهماً.
2- التخيير، نحو: تزوّج هنداً أو أختها.
والفرق بينهما، أنّه في الإباحة يجوز الجمع، بينما في التخيير لا يجوز الجمع.
3- الشكّ، نحو: جاء زيدٌ أو عمرو (إذا لم تعلم الجائي منهما).
4- التشكيك، نحو: جاء زيد أو عمرو (إذا كنت تعلم الجائي منهما، لكنّك أبهمت على المخاطب).
5- التقسيم، نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف.
﴿إِطْعَامٌ﴾: اسم معطوف على (فكّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
وجه إعرابي آخر: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو، أي اقتحام العقبة إطعام.
1 فكّ رقبة, أي عتقها وتحريرها.
91
77
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿يَوْمٍ﴾: اسم مجرور بـ(في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالمصدر (إطعام).
﴿ذِي﴾: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الياء، لأنّها من الأسماء الستّة، وهي مضاف.
﴿مَسْغَبَةٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿يَتِيمًا﴾: مفعول به للمصدر (إطعام)، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿ذَا﴾: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الألف، لأنّها من الأسماء الستّة، وهي مضاف.
﴿مَقْرَبَةٍ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف، مبني على السكون.
﴿مِسْكِينًا﴾: اسم معطوف على (يتيماً)، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿ذَا﴾: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الألف، لأنّها من الأسماء الستّة، وهي مضاف.
﴿مَتْرَبَةٍ﴾3: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
1 المسغبة المجاعة.
2 المقربة القرابة بالنسب.
3 المتربة من التراب، ومعناها الالتصاق بالتراب من شدّة الفقر.
92
78
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿كَانَ﴾: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿مِنَ﴾: حرف جرّ مبني على السكون، وقد حُرِّك بالفتح منعاً لالتقاء الساكنين.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بــ (من)، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (كان).
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماض مبني على الضمّ، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَتَوَاصَوْا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. تواصوا: فعل ماض مبني على الضمّة المقدّرة على الألف المحذوفة للتعذّر. وواو الجماعة فاعل. والجملة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الأعراب.
﴿بِالصَّبْرِ﴾: الباء: حرف جرّ مبني على الكسر. الصبر: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تواصوا).
﴿وَتَوَاصَوْا﴾: مثل إعراب (تواصوا) السابق.
﴿بِالْمَرْحَمَةِ﴾: مثل إعراب (بالصبر).
﴿أُوْلَئِكَ﴾: أولاءِ: اسم إشارة مبني على الكسر، واقع في محلّ رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب، مبني على الفتح.
﴿أَصْحَابُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
93
79
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿الْمَيْمَنَةِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالَّذِينَ﴾: الواو حرف عطف مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماض مبني على الضمّة، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿بِآيَاتِنَا﴾: الباء: حرف جرّ مبني على الكسر. آيات: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (كفروا. والنا: ضمير متّصل مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿هُمْ﴾: ضمير فصل، أو عماد، مبني على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
ضمير الفصل: أو ضمير العماد هو ضمير رفع منفصل، يُؤتى به بين المبتدأ والخبر المعرفتين لتمييز الخبر من التابع، نحو: أخوك هو العالم.
فإنّ (العالم) لولا الضمير لأمكن أن يظنّه السامع صفةً لـ (أخوك)، فينتظر الخبر.
﴿أَصْحَابُ﴾: خبر المبتدأ (الذين) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
وجه إعرابي آخر لــِ (هم أصحاب):
﴿هُم﴾: ضمير منفصل مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
1 بمعنى اليمن مقابل الشؤم. والإشارة بـ (أولئك) إلى ما يدلّ عليه السياق السابق, أي الذين اقتحموا العقبة، وكانوا من الذين آمنوا، وتواصوا بالصبر والمرحمة، أصحاب اليمن لا يرون ممّا قدّموه من الإيمان وعملهم الصالح إلّا أمراً مباركاً جميلاً مرضيّا.
94
80
الدرس الخامس: سورة البلد
﴿أَصْحَابُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
والجملة الاسميّة (هم أصحاب) واقعة في محلّ رفع خبر (الذين).
﴿الْمَشْأَمَةِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿نَارٌ﴾: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخرة. والجملة الاسميّة (عليهم نار) واقعة في محلّ رفع خبر ثان لـ (الذين).
﴿مُّؤْصَدَةٌ﴾2: صفة لـ (نار) مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
1 خلاف الميمنة.
2 مطبقة.
95
81
الدرس الخامس: سورة البلد
التمارين
1- ميّز الفعل المضارع المرفوع من المنصوب، مبيّناً سبب النصب:
﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾
----------------------------------------------------------------
2- حدّد معنى (أو) في الآيتين الآتيتين:
﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾
----------------------------------------------------------------
96
82
الدرس الخامس: سورة البلد
3- دلّ على ضمير الفصل:
﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾
----------------------------------------------------------------
97
83
الدرس السادس: سورة الشمس
الدرس السادس: سورة الشمس
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾
99
84
الدرس السادس: سورة الشمس
بيان1:
تذكّر السورة أنّ فلاح الإنسان - وهو يعرف التقوى والفجور بتعريف إلهيّ وإلهام باطني - أن يزكّي نفسه وينمّيها إنماء صالحاً، بتحليتها بالتقوى وتطهيرها من الفجور، والخيبة والحرمان من السعادة لمن يدسّيها، ويستشهد لذلك بما جرى على ثمود من عذاب الاستئصال لمّا كذّبوا رسولهم صالحاً، وعقروا الناقة، وفي ذلك تعريض لأهل مكّة.
والسورة مكّيّة بشهادة من سياقها.
الإعراب:
﴿وَالشَّمْسِ﴾: الواو: حرف جرّ وقسم مبني على الفتح. الشمس: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم.
﴿وَضُحَاهَا﴾2: الواو: حرف عطف مبني على الفتح. ضُحَى: اسم عطوف على (الشمس) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص296.
2 الضحى: انبساط الشمس، وامتداد النهار.
101
85
الدرس السادس: سورة الشمس
﴿وَالْقَمَرِ﴾: الواو: حرف عطف مبني على الفتح. القمر: اسم معطوف على (الشمس) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه ظرف زمان، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر (أقسم)، وهو مضاف.
﴿تَلَاهَا﴾1: تلا: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾2: مثل إعراب (والقمر إذا تلاها).
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا﴾: مثل إعراب (والقمر إذا).
﴿يَغْشَاهَا﴾3: يغشى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَالسَّمَاء﴾: مثل إعراب (والقمر).
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. ما: اسم موصول مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ معطوف على (السماء)، وهو في تقدير اسم الموصول (مَنْ).
1 المراد بتلوّه لها: إمّا كسبه النور منها, وإمّا طلوعه بعد غروبها.
2 التجلية: الإظهار والإبراز. وضمير التأنيث للأرض, والمعنى: وأقسم بالنهار إذا أظهر الأرض للأبصار.
3 يغطّي الأرض. والتعبير عن غشيان الليل الأرض بالمضارع بخلاف تجلية النار لها، حيث قيل: "والنهار إذا جلّاها والليل إذا يغشاها" للدلالة على الحال، ليكون فيه إيماء إلى غشيان الفجور الأرض في الزمن الحاضر، الذي هو أوائل ظهور الدعوة الإسلاميّة.
102
86
الدرس السادس: سورة الشمس
وجه إعرابي آخر: حرف مصدري، مبني على السكون، وهو الفعل بعده واقع في محلّ جرّ مصدر مؤوّل، معطوف على (السماء).
المصدر: هو ما دلّ على حدث مجرّد من الزمان، وهو
أصل جميع المشتقّات.
قد يكون المصدر مؤوّلاً بالصريح، وذلك إذا سبق الفعل بإحدى حروف المصدر، وهي: ما، إن، لو، أن، لكي.
تختصّ (أن) بالدخول على الجملة الاسميّة.
أعجبني ما صنعت أو أنْ تصنع، أي صنعك.
بلغني أنْ زيداً قائمٌ، أي قيامه.
جئت لكي أتعلّم، أي للتعلّم.
وددت لو تبرأ من علّتك، أي برءك.
﴿بَنَاهَا﴾: بنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدّر على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول (بناءً على كون ما موصوليّة)، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾1: مثل إعراب (والسماء وما بناها).
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾2: مثل إعراب (والسماء وما بناها).
﴿فَأَلْهَمَهَا﴾3: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. ألهم: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل.
1 بسطها.
2 رتّب خلقتها، ونظّم أعضاءها، وعدّل بين قواها.
3 الإلقاء في الروع.
103
87
الدرس السادس: سورة الشمس
﴿فُجُورَهَا﴾1: فجور: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَتَقْوَاهَا﴾2: الواو: حرف عطف مبني على الفتح. تقوى: اسم معطوف على (فجور) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق مبني على السكون.
﴿أَفْلَحَ﴾3: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَن﴾: اسم موصول مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. وجملة (قد أفلح) جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿زَكَّاهَا﴾4: زكّى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَقَدْ﴾: الواو: حرف عطف مبني على الفتح. قد: حرف تحقيق مبني على السكون.
1 الفجور - على ما ذكره الراغب – شقّ ستر الديانة، فالنهي الإلهي عن فعلٍ أو عن تركٍ، حجاب مضروب دونه حائل بين الإنسان وبينه، واقتراف المنهي عنه شقّ للستر وخرق للحجاب.
2 التقوى - على ما ذكره الراغب - جعل النفس في وقاية مما يخاف، والمراد بها، بقرينة المقابلة في الآية بينها وبين الفجور، التجنّب عن الفجور، والتحرّز عن المنافي. وقد فسِّرت في الرواية بأنّها الورع عن محارم الله.
3 الفلاح هو الظفر بالمطلوب، وإدراك البُغْيَة.
4 الزكاة نموّ النبات نموّاً صالحاً، ذا بركة. والتزكية إنماؤه كذلك.
104
88
الدرس السادس: سورة الشمس
﴿خَابَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَن﴾: اسم موصول مبني على السكون، واق في محلّ رفع فاعل.
﴿دَسَّاهَا﴾2: دسّى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿كَذَّبَتْ﴾: كذّب: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والتاء للتأنيث.
﴿ثَمُودُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿بِطَغْوَاهَا﴾3: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. طَغْوَى: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (كذّب)، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿إِذِ﴾: ظرف لما مضى من الزمان، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بالفعل (كذّب)، أو بـ (طَغْوَى)، وهو مضاف.
1 الخيبة خلاف الفلاح.
2 إدخال الشيء في الشيء بضرب من الإخفاء، والمراد بها، بقرينة مقابلة التزكية، الإنماء على غير ما يقتضيه طبعها، وركّبت عليه نفسها.
3 الطغوى مصدر كالطغيان.
105
89
الدرس السادس: سورة الشمس
حيث وإذ وإذا ظروف مبنيّة، لا تضاف إلا إلى الجمل، فتكون الجملة بعدها في محلّ جرّ بالإضافة.
إذ هو ظرف مبنيّ للزمان الماضي، وهو لا يضاف إلّا إلى الجمل، سواء أكانت اسميّة أم فعليّة، شريطة أن تكون الجملة الفعليّة مصدّرة بما يدلّ على المضي.
﴿انبَعَثَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَشْقَاهَا﴾1: أشقى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة. و(أشقى) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَقَالَ﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. قال: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (قال).
﴿رَسُولُ﴾2: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. وهو مضاف.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرورـ وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
1 المراد بأشقى ثمود هو الذي عقر الناقة، واسمه على ما في الروايات قدار بن سالف. وقد كان انبعاثه ببعث القوم، كمّا تدلّ عليه الآيات التالية، بما فيها من ضمائر الجمع.
2 النبي صالح عليه السلام.
106
90
الدرس السادس: سورة الشمس
﴿نَاقَةَ﴾: مفعول به لفعل التحذير المحذوف (احذروا)، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهو مضاف.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَسُقْيَاهَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. سُقْيَا: اسم معطوف على (ناقة) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. كذّبوا: فعل ماض، مبني على الضم لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والها ضمير متّصل، مبني على الضم، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿فَعَقَرُوهَا﴾1: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. عقروا: فعل ماض، مبني على الضم لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿فَدَمْدَمَ﴾2: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. دمدم: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (دمدم).
1 العقر إصابة أصل الشيء، ويطلق على نحر البعير والقتل.
2 الدمدمة على الشيء الاطباق عليه، يُقال: دمدم عليه القبر, أي أطبقه عليه, والمراد شمولهم بعذاب يقطع دابرهم، ويمحو أثرهم بسبب ذنبهم .
107
91
الدرس السادس: سورة الشمس
﴿رَبُّهُم﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿بِذَنبِهِمْ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. ذنب: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (دمدم)، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَسَوَّاهَا﴾1: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. سوّى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَلَا﴾: الواو حاليّة. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَخَافُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة (يخاف) واقعة في محلّ نصب حال من فاعل (سوّى).
﴿عُقْبَاهَا﴾2: عُقبى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 الظاهر أنّ الضمير لثمود, باعتبار أنّهم قبيلة, أي فسوّاها بالأرض، أو هو تسوية الأرض بمعنى تسطيحها، وإعفاء ما فيها من ارتفاع وانخفاض.
2 لا يخاف ربّهم عاقبة الدمدمة عليهم، وتسويتهم، كما يخاف الملوك والأقوياء عاقبة عقاب أعدائهم وتبعته, لأنّ عواقب الأمور هي ما يريده، وعلى وفق ما يأذن فيه.
108
92
الدرس السادس: سورة الشمس
التمارين
1- ميّز بين المصدر الصريح والمصدر المؤوّل:
﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
2- أعرب ما وُضِع تحته خطّ:
﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾
----------------------------------------------------------------
109
93
الدرس السابع: سورة الليل
الدرس السابع: سورة الليل
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾
111
94
الدرس السابع: سورة الليل
بيان1:
غرض السورة الإنذار. وتسلك إليه بالإشارة إلى اختلاف مساعي الناس، وأنّ منهم من أنفق واتّقى وصدّق بالحسنى، فسيمكّنه الله من حياة خالدة سعيدة، ومنهم من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى، فسيسلك الله به إلى شقاء العاقبة. وفي السورة اهتمام وعناية خاصّة بأمر الإنفاق المالي.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة بحسب سياقها.
الإعراب:
﴿وَاللَّيْلِ﴾: الواو: حرف جرّ وقسم مبني على الفتح. الليل: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه ظرف زمان، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر (أقسم). وهو مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص302.
113
95
الدرس السابع: سورة الليل
﴿يَغْشَى﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَالنَّهَارِ﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. النهار: اسم معطوف على (الليل)، مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: مثل إعراب (إذا) السابقة.
﴿تَجَلَّى﴾2: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. ما: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ معطوف على (الليل)، وهو في تقدير اسم الموصول (مَنْ).
وجه إعرابي آخر: حرف مصدري مبني على السكون، وهو والفعل (خلق) مصدر مؤوّل، واقع في محلّ جرّ، أي وخَلْقِه الذكرَ والأنثى، وهو معطوف على (الليل).
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الذَّكَرَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْأُنثَى﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. الأنثى: اسم معطوف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
1 يغشى: أظلم، وأغشى الناس بالظلام.
2 تجلّى: ظهر بعد أن كان خفيّاً.
114
96
الدرس السابع: سورة الليل
﴿سَعْيَكُمْ﴾1: سَعْي: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَشَتَّى﴾2: اللام المزحلقة، حرف مبني على الفتح. شتّى: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والجملة من (إنّ) واسمها وخبرها هي جواب القسم.
﴿فَأَمَّا﴾: الفاء استئنافيّة. أمّا: حرف تفصيل وشرط، مبني على السكون.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محل رفع مبتدأ.
﴿أَعْطَى﴾3: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَاتَّقَى﴾4: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. اتّقى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَصَدَّقَ﴾5: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. صدّق: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة معطوفة على صلة الموصول.
1 السعي هو المشي السريع, والمراد به العمل من حيث يهتّم به.
2 جمع شتيت، بمعنى المتفرّق، كمرضى جمع مريض.
3 المراد بالإعطاء إنفاق المال لوجه الله, بقرينة مقابلته للبخل الظاهر في الإمساك عن إنفاق المال، وقوله: "وما يغني عنه ماله إذا تردّى".
4 مفسّر للإعطاء, أي الإعطاء على سبيل التقوى الدينيّة.
5 التصديق بالبعث، والإيمان به, ولازمه التصديق بوحدانيّته تعالى في الربوبيّة والألوهيّة.
115
97
الدرس السابع: سورة الليل
﴿بِالْحُسْنَى﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. الحسنى: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (صدّق).
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ﴾: الفاء: فاء الجزاء. السين: حرف استقبال، مبني على الفتح. نيسّر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (من). والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
فاء الجزاء: هي في الأصل فاء العطف، وقد أتت رابطة لجواب الشرط لدلالتها على السببيّة.
ويجب اقتران الجواب بها إذا لم يصلح أن يكون شرطاً (بمعنى أنّك لا تستطيع وضعه مكان فعل الشرط)، وذلك بأن كان جملة اسميّة، أو فعليّة فعلها طلبي أو جامد أو مسبوق بلن أو قد
أو ما أو السين أو سوف.
وقد اقترن الجواب في هذا المورد بالسين، فوجب دخول الفاء عليه.
﴿لِلْيُسْرَى﴾1: اللام: حرف جرّ مبني على الكسر. اليسرى: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (نيسّر).
﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾2: الواو عاطفة. والباقي كإعراب (أمّا من أعطى واتّقى).
1 المراد من تيسيره اليسرى توفيقه في الأعمال الصالحة، وتسهيلها عليه، من غير تعسير, أو جعله مستعدّا للحياة السعيدة عند ربّه، ودخول الجنّة بسبب الأعمال الصالحة التي يأتي بها، والوجه الثاني أقرب وأوضح انطباقاً على ما هو المعهود من مواعد القرآن.
2 البخل مقابل الاعطاء، والاستغناء طالب الغنى والثروة بالإمساك والجمع.
116
98
الدرس السابع: سورة الليل
﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾1: انظر إعراب (وصدّق بالحسنى).
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾2: انظر إعراب (فسنيسّره للحسنى).
﴿وَمَا﴾: الواو عاطفة، أو استئنافية، حرف مبني على الفتح. ما: حرف نفي، مبني على السكون.
وجه إعرابي آخر: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول مطلق، أي إغناءً. أو واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿يُغْنِي﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء للثقل.
﴿عَنْهُ﴾: عن: حرف جر، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يغني).
﴿مَالُهُ﴾: مال: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بالفعل (يغني)، وهو مضاف.
﴿تَرَدَّى﴾3: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّر على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو، والجملة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
1 المراد بالتكذيب بالحسنى الكفر بالعِدة الحسنى وثواب الله الذي بلّغه الأنبياء والرسل، ورجع إلى إنكار البعث.
2 المراد بتيسيره للعسرى خذلانه بعدم توفيقه للأعمال الصالحة, بتثقيلها عليه وعدم شرح صدره للإيمان، أو إعداده للعذاب.
3 التردّي هو السقوط من مكان عال، ويطلق على الهلاك, فالمراد سقوطه في حفرة القبر أو في جهنّم أو هلاكه.
117
99
الدرس السابع: سورة الليل
﴿عَلَيْنَا﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم لـ (إن).
﴿لَلْهُدَى﴾1: اللام للتأكيد، حرف مبني على الفتح. الهدى: اسم (إنّ) مؤخّر، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿وَإِنَّ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿لَنَا﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم لـ (إن).
﴿لَلْآخِرَةَ﴾2: اللام للتأكيد. الآخرة: اسم (إنّ) مؤخّر، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْأُولَى﴾3: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. الأولى: اسم معطوف على (الآخرة)، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿فَأَنذَرْتُكُمْ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. أنذر: فعل ماض، مبني على السكون لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ رفع فاعل. والكاف ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل.
1 يفيد أنّ هدى الناس ممّا قضى سبحانه به، وأوجبه على نفسه بمقتضى الحكمة, وذلك أنّه سبحانه خلقهم ليعبدوه.
2 عالم العود.
3 عالم البِدء.
118
100
الدرس السابع: سورة الليل
﴿نَارًا﴾: مفعول به ثانٍ منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿تَلَظَّى﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر (الأصل: تتلظّى، وقد حُذِفت التاء للتخفيف). والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة واقعة في محلّ نصب صفة لـ (ناراً).
﴿لَا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَصْلَاهَا﴾2: يصلى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿إِلَّا﴾: حرف يدل على الحصر، مبني على السكون.
الاستثناء هنا مفرّغ، حيث المستثنى منه محذوف، فالكلام قبل إلا غير تام، وعليه يعرب الاسم الواقع بعدها كما لو كانت غير موجودة.
﴿الْأَشْقَى﴾3: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب صفة ثانية لـ (ناراً).
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محل رفع صفة لـ (الأشقى).
﴿كَذَّبَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
1 تتوهّج وتتلتهب، والمراد جهنّم.
2 يفيد معنى الخلود، وهو ممّا قضى الله به في حقّ الكافر.
3 هو مطلق الكافر الذي يكفر بالتكذيب والتولّي, فإنّه أشقى من سائر من شقي في دنياه.
119
101
الدرس السابع: سورة الليل
﴿وَتَوَلَّى﴾1: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. تولّى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة معطوفة على صلة الموصول.
﴿وَسَيُجَنَّبُهَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. السين: حرف استقبال، مبني على الفتح. يُجنّب: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿الْأَتْقَى﴾2: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع صفة لـ (الأتقى).
﴿يُؤْتِي﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب.
﴿مَالَهُ﴾: مال: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿يَتَزَكَّى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو، والجملة:
- لا محل لها من الإعراب، بدل من جملة (يؤتي) الواقعة صلة الموصول.
- في محل نصب حال من فاعل (يؤتي).
1 أعرض عن الإيمان.
2 هو الذي يتّقي خسران الآخرة، فيتزكّى بالإعطاء، والإنفاق لوجه الله.
120
102
الدرس السابع: سورة الليل
﴿وَمَا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. ما: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿لِأَحَدٍ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الكسر. أحد: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿عِندَهُ﴾: عند: مفعول فيه، ظرف مكان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق بالفعل (تُجزَى)، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مِن﴾: من: حرف جر زائد، مبني على السكون.
تجيء (من) زائدة قبل نكرة، بشرط أن تكون النكرة مبتدأً أو فاعلاً أو مفعولاً به، وأن يتقدّمها نفي أو نهي أو استفهام بـ (هل).
وفي هذا المورد جاء الاسم الواقع بعدها نكرة، وهو في محلّ رفع مبتدأ، كما سُبقت بحر نفي (ما).
﴿نعْمَةٍ﴾: اسم مجرور لفظاً، مرفوع محلّاً على أنّه مبتدأ.
﴿تُجْزَى﴾: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محل رفع صفة لـ (نعمة).
﴿إِلَّا﴾: حرف استثناء، مبني على السكون.
﴿ابْتِغَاء﴾: مستثنى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
121
103
الدرس السابع: سورة الليل
هنا الاستثناء منقطع، وإلا أداة استثناء بمعنى (لكن)، والمستثنى منه هو (نعمة)، والمستثنى (ابتغاء)، وهو منقطع، لأنّ الابتغاء ليس من جنس النعمة.
وقد يُقال بأنّ (ابتغاء وجهه) من النعم لنا عند الله، ولكن ينبغي عندها رفع (ابتغاء) على البدليّة من (نعمة).
وجه إعرابي آخر: مفعول لأجله، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
المفعول لأجله هو مصدر يُذكر بعد الفعل لإيضاح سببه.
﴿وَجْهِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿رَبِّهِ﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْأَعْلَى﴾: صفة لـ (ربّ) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿وَلَسَوْفَ﴾: الواو استئنافيّة. اللام: واقعة في جواب قسم مقدّر، حرف مبني على الفتح، أي وتالله لسوف يرضى. أو اللام لام الابتداء. سوف: حرف استقبال، مبني على الفتح.
122
104
الدرس السابع: سورة الليل
﴿يَرْضَى﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة:
- لا محلّ لها من الإعراب جواب قسم مقدّر.
- واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ محذوف، إذا كانت اللام لام الابتداء، أي ولَهُوَ سوف يرضى.
1 بما يُؤتى من الأجر الجزيل والثواب الحسن الجميل.
123
105
الدرس السابع: سورة الليل
التمارين
1- دلّ على الجواب الذي دخلته فاء الجزاء وجوباً، واذكر السبب:
﴿فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
----------------------------------------------------------------
2- أعرب الكلمات التي وُضِع تحتها خطّ:
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
----------------------------------------------------------------
124
106
الدرس الثامن: سورة الضحى
الدرس الثامن: سورة الضحى
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾
125
107
الدرس الثامن: سورة الضحى
بيان1:
قيل: انقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيّاماً، حتى قالوا: إنّ ربّه ودّعه، فنزلت السورة، فطيّب الله بها نفسه.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة.
الإعراب:
﴿وَالضُّحَى﴾: الواو: حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. الضحى: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم.
﴿وَاللَّيْل﴾: الواو حرف عطف، مبني على الضمّ. الليل: اسم معطوف على (الضحى) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المحذوف، وهو مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص310.
127
108
الدرس الثامن: سورة الضحى
﴿سَجَى﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مَا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿وَدَّعَكَ﴾: ودّع: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿رَبُّكَ﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة. والجملة جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿قَلَى﴾2: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره هو. والجملة لا محل لها من الإعراب، معطوفة على جواب القسم. والمفعول به محذوف، أي ما قلالك.
﴿وَلَلْآخِرَةُ﴾: الواو: استئنافيّة، أو حرف عطف، مبني على الفتح. اللام: لام الابتداء، حرف مبني على الفتح. الآخرة: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿خَيْرٌ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿لَّكَ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ(خير).
1 السجو: غشيان الظلمة.
2 القِلى: البغض، أو شدّته.
128
109
الدرس الثامن: سورة الضحى
﴿مِنَ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون، وقد حُرِّك بالفتح منعاً لالتقاء الساكنين.
﴿الْأُولَى﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ(خير).
﴿وَلَسَوْفَ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. اللام: لام الابتداء، حرف مبني على الفتح. سوف: حرف استقبال، مبني على الفتح.
لام الابتداء: لا تدخل إلا على الجملة المكوّنة من المبتدأ والخبر، لذا تعيّن تقدير مبتدأ: ولأنت سوف يعطيك.
﴿يُعْطِيكَ﴾: يعطي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء للثقل. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿رَبُّكَ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: ولأنتَ سوف يعطيك.
﴿فَتَرْضَى﴾: الفاء حرف عطف، مبني على الفتح. ترضى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَجِدْكَ﴾: يجد: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل.
129
110
الدرس الثامن: سورة الضحى
﴿يَتِيمًا﴾: مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجه إعرابي آخر: حال للكاف في (يجدك)، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
وجد من أفعال القلوب، التي تنصب مفعولين، وعليه لا يمكن إعراب (يتيماً) حال، لكن إذا كانت (وجد) بمعنى المصادفة، فلا تكون من أفعال القلوب.
مرّ معنا أنّ الحال يجب أن تكون مشتقّة، أو مؤوّلة بمشتقّ، وفي هذا المرود كلمة (يتيم) صفة مشبّهة، أي إنّها من المشتّقات.
﴿فَآوَى﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. آوى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿وَوَجَدَكَ﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. وجد: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل.
﴿ضَالًّا﴾1: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ويمكن إعرابها حالاً كما تقدّم في المثال السابق (يتيماً.
﴿فَهَدَى﴾: الفاء: حرف عطف، مبني على الفتح. هدى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
1 المراد بالضلال عدم الهداية، والمراد بكونه صلى الله عليه وآله وسلم ضالّاً حاله في نفسه، مع قطع النظر عن هدايته تعالى, فلا هدى له صلى الله عليه وآله وسلم ولا لأحد من الخلق إلّا بالله سبحانه، فقد كانت نفسه في نفسها ضالّة، وإن كانت الهداية الإلهيّة ملازمة لها منذ وُجدت.
130
111
الدرس الثامن: سورة الضحى
﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا 1 فَأَغْنَى﴾2: انظر إعراب الآية الكريمة السابقة.
﴿فَأَمَّا﴾: الفاء تفريعيّة. أمّا: حرف تفصيل وشرط.
﴿الْيَتِيمَ﴾: مفعول به مقدّم، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
يقدّم المفعول به على عامله وجوباً في ثلاثة مواضع:
1- متى كان له صدر الكلام، نحو: من رأيت؟.
2- متى وقع فعله بعد فاء الجزاء في جواب (أمّ) وليس للفعل مفعولٌ آخر مقدّم، كما في هذا المورد.
إذا كان ضميراً منفصلاً، نحو: إيّاك نعبد.
﴿فَلَا﴾: الفاء واقعة في جواب (أمّا)، حرف مبني على الفتح. لا: ناهية، حرف مبني على السكون.
﴿تَقْهَرْ﴾3: فعل مضارع مجزوم بـ (لا)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ﴾4: انظر إعراب الآية السابقة.
﴿وَأَمَّا﴾: الواو: حرف عطف، مبني على الفتح. أمّا: حرف تفصيل، مبني على السكون.
﴿بِنِعْمَةِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. نعمة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (حدّث)، وهو مضاف.
1 العائل: الفقير، الذي لا مال له.
2 أغناه الله بعدما تزّوج بخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، فوهبت له مالها، وكان لها مال كثير، وقيل: المراد بالإغناء استجابة دعوته.
3 القهر: الغلبة والتذليل.
4 النهر: الزجر، والردّ بغلظة.
131
112
الدرس الثامن: سورة الضحى
﴿رَبِّكَ﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَحَدِّثْ﴾1: الفاء واقعة في جواب (أمّا). حدّث: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
1 التحديث بالنعمة ذكرها قولاً، وإظهارها فعلاً، وذلك شكرها.
132
113
الدرس الثامن: سورة الضحى
التمارين
1- بيّن موارد تقدّم المفعول به على عامله وجوباً، بعد تحديدهما:
﴿وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾
----------------------------------------------------------------
133
114
الدرس التاسع: سورة الشرح
الدرس التاسع: سورة الشرح
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾
135
115
الدرس التاسع: سورة الشرح
بيان1:
أمر بالنصب في الله والرغبة إليه، توصّل إليه بتقدمة الامتنان.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة، وسياق آياتها أوفق للمدنيّة.
وفي بعض الروايات، عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ويُروى ذلك أيضاً عن طاوس وعمر بن عبد العزيز، قال الرازي في التفسير الكبير، بعد نقله عنهما: والذي دعاهما إلى ذلك، هو أنّ قوله تعال: "ألم نشرح لك" كالعطف على قوله: "ألم يجدك يتيما"، وليس كذلك، لأنّ الأوّل كان نزوله حال اغتمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من إيذاء الكفار، فكانت حال محنة وضيق صدر، والثاني يقتضي أن يكون حال النزول منشرح الصدر طيّب القلب، فأنّى يجتمعان؟!
الإعراب:
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص313.
137
116
الدرس التاسع: سورة الشرح
﴿نَشْرَحْ﴾1: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن.
﴿لَكَ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والكاف ضمير متّصل، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (نشرح).
﴿صَدْرَكَ﴾: صدر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَوَضَعْنَا﴾2: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. وضعنا: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿عَنكَ﴾: عن: حرف جرّ، مبني على السكون. والكاف ضمير متّصل، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (وضع).
﴿وِزْرَكَ﴾3: وزر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب صفة لـ (وزر).
1 المراد بشرح صدره صلى الله عليه وآله وسلم في الآية جعله بحيث يَسَع ما يُلقى إليه من الحقائق، ولا يضيق بما ينزل عليه من المعارف، وما يصيبه من أذى الناس في تبليغها.
2 المراد بوضع وزره إنفاذ دعوته، وإمضاء مجاهدته في الله، بتوفيق الأسباب, فإنّ الرسالة والدعوة وما يتفرّع على ذلك هي الثقل الذي حمله إثر شرح صدره.
3 الوِزر: الحمل الثقيل.
138
117
الدرس التاسع: سورة الشرح
﴿أَنقَضَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب.
﴿ظَهْرَكَ﴾: ظهر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَرَفَعْنَا﴾: الواو حرف عطف، مبني على الفتح. رفعنا: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿لَكَ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والكاف ضمير متّصل، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (رفعنا).
﴿ذِكْرَكَ﴾2: ذِكْر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَإِنَّ﴾: الفاء استئنافيّة. إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿مَعَ﴾: مفعول فيه، ظرف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لـ (إنّ)، وهو مضاف.
1 إنقاض الظهر كسره، بحيث يُسمع له صوت، كما يُسمع من السرير ونحوه عند استقرار شيء ثقيل عليه, والمراد به ظهور ثقل الوِزر عليه ظهوراً بالغا.
2 رفع الذكر إعلاؤه عن مستوى ذكر غيره من الناس. وقد فعل سبحانه به ذلك، ومِنْ رَفْع ذكره أن قرن الله اسمه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه, فاسمه قرين اسم ربّه في الشهادتين اللتين هما أساس دين الله، وعلى كلّ مسلم أن يذكره مع ربّه كلّ يوم في الصلوات الخمس المفروضة، ومن اللطف وقوع الرفع بعد الوضع في الآيتين.
139
118
الدرس التاسع: سورة الشرح
﴿الْعُسْرِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿يُسْرًا﴾: اسم (إنّ) مؤخّر منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾: انظر إعراب الآية الكريمة السابقة.
فائدة: هذه الجملة جملة مؤكّدة لمضون الجملة السابقة.
وقيل: (الْعُسْرِ) في الموضعين واحد، لأنّ الألف واللام توجب تكرير الأوّل. وأمّا (يُسْرَا) في الموضعين فاثنان، لأنّ النكرة إذا أريد تكريرها جيء بضميرها، أو بالألف واللام، ومن هنا قيل: "لن يغلب عسر يسرين".
﴿فَإِذَا﴾: الفاء استئنافيّة. إذا: اسم شرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول فيه ظرف زمان، متعلّق بجوابه (فانصب)، وهو مضاف.
﴿فَرَغْتَ﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَانصَبْ﴾1: الفاء فاء الجزاء، واقعة في جواب (إذا). انصب: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
الفاء فاء الجزاء، وهذا من الموارد التي يجب فيها دخول الفاء على الجواب، لأنّ جواب الشرط فعل طلبيّ (أمر).
1 النصب: التعب.
140
119
الدرس التاسع: سورة الشرح
﴿وَإِلَى﴾: الواو: حرف عطف، مبني على السكون. إلى: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿رَبِّكَ﴾: ربّ: اسم مجرور بـ (إلى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور بـ (ارغب). والكاف ضمير متّصل، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَارْغَبْ﴾1: الفاء للربط، حرف مبني على الفتح. ارغب: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
1 المعنى: إذا كان العسر يأتي بعده اليسر، والأمر فيه إلى الله لا غيرـ فإذا فرغت ممّا فرض عليك، فأتعب نفسك في الله ـ بعبادته ودعائه، وارغب فيه ليمنّ عليك بما لهذا التعب من الراحة، ولهذا العسر من اليسر.
141
120
الدرس العاشر: سورة التين
الدرس العاشر: سورة التين
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾
143
121
الدرس العاشر: سورة التين
بيان1:
تَذْكُر السورة البعث والجزاء، وتسلك إليه من طريق خلق الإنسان في أحسن تقويم، ثمّ اختلافهم بالبقاء على الفطرة الأولى، وخروجهم منها بالانحطاط إلى أسفل سافلين، ووجوب التمييز بين الطائفتين جزاءً، باقتضاء الحكمة.
والسورة مكّيّة، وتحتمل المدنيّة، ويؤيّد نزولها بمكّة قوله: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾، وليس بصريح فيه، لاحتمال نزولها بعد الهجرة، وهو صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة.
الإعراب:
﴿وَالتِّينِ﴾: الواو حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. التين: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره أقسمُ.
﴿وَالزَّيْتُونِ﴾2: الواو عاطفة. الزيتون: اسم معطوف على (التين) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَطُورِ﴾3: مثل إعراب (والزيتون)، وهو مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص319.
2 المراد بالتين والزيتون الفاكهتان المعروفتان. أقسم الله بهما، لما فيهما من الفوائد الجمّة والخواصّ النافعة.
3 الجبل الذي كلّم الله تعالى فيه موسى بن عمران عليه السلام، ويُسمّى أيضاً طور سيناء.
145
122
الدرس العاشر: سورة التين
﴿سِينِينَ﴾: مضاف إليه، مجرور وعلامة جرّه الياء، لأنّه من الملحقات بجمع المذكّر السالم.
يُلحق بجمع المذكّر السالم في إعرابه ألفاظٌ، منها: أُولو، عشرون وأخواتها، بنون، أهلون، أرَضون، سِنون، عالَمون.
﴿وَهَذَا﴾: الواو عاطفة. ها: حرف تنبيه، مبني على السكون. ذا: اسم إشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ معطوف على (التين).
﴿الْبَلَدِ﴾1: بدل مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الْأَمِينِ﴾: صفة لـ (البلد) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لَقَدْ﴾: اللام واقعة في جواب القسم، حرف مبني على الفتح. قد: حرف تحقيق، مبني على السكون.
﴿خَلَقْنَا﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْإِنسَانَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿أَحْسَنِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (خلقنا)، وهو مضاف.
1 مكّة المكرّمة.
146
123
الدرس العاشر: سورة التين
﴿تَقْوِيمٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
﴿رَدَدْنَاهُ﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب، معطوفة على جواب القسم. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿أَسْفَلَ﴾: حال منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره، وصاحبه الهاء في (رددناه)، وهو مضاف.
﴿سَافِلِينَ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّه جمع مذكر سالم.
﴿إِلَّا﴾: حرف استثناء، مبني على السكون.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مستثنى.
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّ، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَعَمِلُوا﴾: الواو عاطفة. عملوا: فعل ماض، مبني على الضمّ، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة لا محلّ لها من الإعراب، معطوفة على صلة الموصول.
1 التقويم جعل الشئ ذا قوام، وقوام الشيء ما يقوم به ويثبت. فالإنسان، والمراد به الجنس، ذو أحسن قوام بحسب الخلقة.
2 المراد بأسفل سافلين مقام منحطّ، هو أسفل مَنْ سفِل مِنْ أهل الشقوة والخسران, والمعنى: ثمّ رددنا الإنسان إلى أسفل مَنْ سفِل مِنْ أهل العذاب.
147
124
الدرس العاشر: سورة التين
﴿الصَّالِحَاتِ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة عِوضاً عن الفتحة، لأنه جمع مؤنّث سالم.
القاعدة العامّة في جمع المؤنّث السالم أن تزيد على المفرد ألفاً وتاءً ممدودة، بدون تغيير فيه، نحو: مريم (مريمات).
ويطّرد في مواضع:
1- أعلام الإناث، نحو: هند، وردة.
2- ما خُتم بعلامة التأنيث، نحو: جميلة، حمّى، صحراء.
3- مصغّر ما لا يُعقل، نحو: دُريْهِم.
4- صفة ما لا يُعقل، نحو: معدود.
5- كلّ خماسي لم يُسمع له جمع تكسير، نحو: تعريف، إحسان.
6- ما صدِّر بـ (ابن، ذي) من أسماء ما لا يُعقل، نحو: ابن آوى (بنات آوى)، ذو القِعدة (ذوات القِعدة).
﴿فَلَهُمْ﴾: الفاء استئنافيّة. اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جر بحرف الجر، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر متقدّم.
﴿أَجْرٌ﴾: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ويقع نكرةً إذا:
1- دلّت على عموم (كما إذا سُبقت بنفي، أو استفهام).
2- دلّت على خصوص (كما إذا أُضيفت إلى نكرة، أو وُصِفت).
3- تقدّمها خبرها، وهو شبه جملة.
في هذا المورد خُصِصت النكرة بالوصف.
148
125
الدرس العاشر: سورة التين
﴿غَيْرُ﴾: غير صفة مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
غير لها معنيان:
1- الاستثناء، والمستثنى بها يُضاف إليها، ويجري عليها إعراب الاسم الواقع بعد إلا في جميع أحكامه.
2- تكون صفة للنكرة، لما فيها من معنى اسم الفاعل، نحو جاءني رجل غيرُك، أي مغايرك.
وهذا المورد مثال على المعنى الثاني.
﴿مَمْنُونٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَمَا﴾: الفاء استئنافيّة. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يُكَذِّبُكَ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ما). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿بَعْدُ﴾: بعد ظرف زمان مبني على الضمّ، لانقطاعه عن الإضافة لفظاً لا معنى، في محل نصب متعلّق بالفعل (يكذّب).
قبل وبعد، هما ظرفان، والأصل أنّهما منصوبان، ولكن قد يُبنيان على الضمّ إذا قُطعا عن الإضافة، بمعنى أن يُحذف المضاف إليه في اللفظ، ولكن يبقى مقدّراً في المعنى، أي بعد هذه العِبر والعِظات والدلائل.
1 غير مقطوع.
149
126
الدرس العاشر: سورة التين
﴿بِالدِّينِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. الدين: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (يكذّب).
﴿أَلَيْسَ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. ليس: فعل ماض جامد، يدلّ على النفي، مبني على الفتح.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، اسم (ليس) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿بِأَحْكَمِ﴾: الباء: حرف جر زائد، مبني على الكسر. أحكم: اسم مجرور لفظاً، منصوب محلّاً على أنّه خبر ليس، وهو مضاف.
﴿الْحَاكِمِينَ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
1 هو كونه فوق كلّ حاكم في إتقان الحكم، وحقيقته، ونفوذه من غير اضطّراب ووهن وبطلان.
150
127
الدرس العاشر: سورة التين
التمارين
1- اذكر السبب الذي لأجله جاز الابتداء بالنكرة:
﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ﴾
----------------------------------------------------------------
2- أعرب ما وُضِع تحته خطّ:
﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
151
128
الدرس العاشر: سورة التين
﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا﴾
----------------------------------------------------------------
152
129
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾
153
130
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
بيان1:
أمر للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بتلقّي القرآن بالوحي منه تعالى، وهي أوّل سورة نزلت من القرآن، وسياق آياتها لا يأبى نزولها دفعة واحدة، وهي مكّيّة قطعاً.
الإعراب:
﴿اقْرَأْ﴾2: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿بِاسْمِ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. اسم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل (اقرأ)، وهو مضاف.
﴿رَبِّكَ﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ صفة لـ (ربّك).
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص322.
2 المراد به الأمر بتلقّي ما يوحيه إليه ملك الوحي من القرآن، فالجملة أمرٌ بقراءة الكتاب، وهي من الكتاب كقول القائل في مفتتح كتابه لمن أرسله إليه: اقرأ كتابي هذا، واعمل به، فقوله هذا أمرٌ بقراءة الكتاب، وهو من الكتاب.
155
131
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتح الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مؤكّد للفعل الأوّل من قبيل تأكيد الصلة وحدها، أو بدل منه، أو تفسير له عن طريق ذكر المفعول به (الإنسان). والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿الْإِنسَانَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿عَلَق﴾1: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (خلق).
﴿اقْرَأْ﴾: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿وَرَبُّكَ﴾: الواو حاليّة، حرف مبني على الفتح. ربّك: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْأَكْرَمُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب حال.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (ربّك).
1 العلق: الدم المنجمد، والمراد به ما تستحيل إليه النطفة في الرحم. وهذا إشارة إلى التدبير الإلهي الوارد على الإنسان من حين كان علقة إلى أن يصير إنساناً تامّاً كاملا.
156
132
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
وجه إعرابي آخر: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع صفة للخبر (الأكرم).
﴿عَلَّمَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿بِالْقَلَمِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. القلم: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (علّم).
﴿عَلَّمَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿الْإِنسَانَ﴾: مفعول به أوّل، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مَا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به ثانٍ.
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَعْلَمْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿الْإِنسَانَ﴾: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لَيَطْغَى﴾: اللام المزحلقة، حرف مبني على الفتح. يطغى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ).
﴿أَن﴾: حرف مصدري ونصب، مبني على السكون.
157
133
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿رَّآهُ﴾: رأى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل، واقع في محل جرّ بحرف جرّ مقدّر ( لرؤياه)، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يطغى). والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل.
﴿اسْتَغْنَى﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان للفعل (رأى).
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على السكون.
﴿إِلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿رَبِّكَ﴾: ربّ: اسم مجرور بـ (إلى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم لـ (إنّ)، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الرُّجْعَى﴾: اسم (إنّ) مؤخّر منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿أَرَأَيْتَ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. رأيت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل للفعل في (رأيتَ)، وهو بمعنى (أخبِرْني) الذي يتعدّى إلى مفعولين، والمفعول الثاني محذوف (يستدلّ عليه من الآية القادمة: ألم يعلم أنّ الله يرى).
1 أي إنّ الإنسان يغفل عن ربّه، ويكفر به إذا رأى نفسه مستغنياً، وغير ذي حاجة منه إليه تعالى.
158
134
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿يَنْهَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب.
﴿عَبْدًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، مبني على السكون، واقع في محل نصب متعلّق بالفعل (ينهى)، وهو مضاف.
﴿صَلَّى﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿أَرَأَيْتَ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. رأيت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿إِن﴾: حرف شرط، مبني على السكون.
﴿كَانَ﴾: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح، في محلّ جزم فعل الشرط. واسم (كان) ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْهُدَى﴾: اسم مجرور بـ (على)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (كان).
وجواب الشرط محذوف.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف، مبني على السكون.
﴿أَمَرَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو معطوف على (كان). والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
159
135
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿بِالتَّقْوَى﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. التقوى: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أمر).
﴿أَرَأَيْتَ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. رأيت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل. والمفعول الأوّل محذوف، دلّ عليه (الذي ينهى)، والمفعول الثاني آية (ألم يعلم) الآتية.
﴿إِن﴾: حرف شرط، مبني على السكون.
﴿كَذَّبَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو في محلّ جزم فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿وَتَوَلَّى﴾: الواو عاطفة. تولّى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَعْلَمْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان لـ (رأيت).
﴿بِأَنَّ﴾: الباء: حرف جرّ زائد، مبني على الكسر. أنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿اللَّهَ﴾: لفظ الجلالة، اسم (أنّ) منصوب، وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره.
160
136
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿يَرَى﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (أنّ). والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها واقع في محلّ نصب مفعول به للفعل (يعلم).
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿لَئِن﴾: اللام موطّئة للقسم، حرف مبني على الفتح. إن: حرف شرط، مبني على السكون.
إنّ اللام المقترنة بـ (إن) الشرطيّة، يُقال لها: اللام الموطّئة للقسم، لأنّها توطِّئ الجواب للقسم، أي تمهّد.
﴿لَّمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَنتَهِ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة، وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿لَنَسْفَعًا﴾1: اللام واقعة في جواب القسم. نسفع: فعل مضارع مبني على الفتح، لاتّصاله بنون التوكيد الخفيفة، التي قُلبت ألفاً (لنسفَعَنْ). والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن. والجملة جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
1 السفع: الجذب الشديد.
161
137
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
بناء الفعل المضارع:
الفعل المضارع هو فعل معرَب بالأصل، أي يتغيّر آخره بسبب العوامل الداخلة عليه، ولكنّه يُبنى في حالتين:
1- يُبنى على الفتح إذا لحقته نونا التوكيد الخفيفة أو الثقيلة، نحو: يضرِبَنْ ـ يضرِبَنَّ.
2- يُبنى على السكون إذا لحقته نون النسوة، نحو: يضرِبْنَ.
تدخل نون التوكيد على الفعل المضارع وجوباً، إذا كان جواباً لقسمٍ غيرَ مفصول من اللام، مُستَقْبَلاً، مُثْبتاً، نحو: وحقّك لأخدمنّ الوطن.
﴿بِالنَّاصِيَةِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. الناصية: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (نسفع).
﴿بنَاصِيَةٍ﴾1: بدل من (الناصية)، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿كَاذِبَةٍ﴾: صفة لـ (ناصية) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره، لذلك جاز إبدال النكرة (ناصية) من المعرفة (الناصية).
يشترط في البدل أن يتبع المبدل منه في التعريف والتنكير، ولمّا كانت الناصية الأولى معرّفة بأل، لم يجز أن تكون (ناصية) بدلاً منها. ولكن عندما وُصِفت خُصِّصت، فجاز ذلك.
1 شعر مقدّم الرأس.
162
138
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
﴿خَاطِئَةٍ﴾: صفة ثانية لـ (ناصية)، مجرورة وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَه﴾: الفاء استئنافيّة. اللام لام الأمر. يَدْعُ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿سَنَدْعُ﴾1: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الزَّبَانِيَةَ﴾: السين حرف استقبال، مبني على الفتح. ندعُ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة للثقل على الواو المحذوفة ( ندعو). والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: نحن.
﴿الزَّبَانِيَةَ﴾2: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿لَا﴾: حرف نهي، مبني على السكون.
﴿تُطِعْهُ﴾: تُطِعْ: فعل مضارع مجزوم بـ (لا)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿وَاسْجُدْ﴾: الواو عاطفة. اسجد: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿وَاقْتَرِبْ﴾: الواو عاطفة. اقترب: فعل أمر، مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
1 النادي: المجلس، والمراد أهل المجلس.
2 الزبانية: الملائكة الموكلون بجهنّم.
163
139
الدرس الحادي عشر: سورة العلق
التمارين
1- استخرج الأفعال المضارعة، مبيّناً ما إن كانت معربة أم مبنيّة، واذكر علامة الإعراب أو البناء:
﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾
----------------------------------------------------------------
2- أعرب الكلمات التي وُضِع تحتها خطّ:
﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾
----------------------------------------------------------------
164
140
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾
165
141
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
بيان1:
تَذْكُر السورة إنزال القرآن في ليلة القدر، وتعظّم الليلة بتفضيلها على ألف شهر، وتنزّل الملائكة والروح فيها. والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة.
الإعراب:
﴿إِنَّا﴾: إنّ: حرف تأكيد ونصب، مبني على الفتح، على النون المحذوفة، منعاً لتوالي الأمثال، أي ثلاث نونات. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿أَنزَلْنَاهُ﴾2: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ). والهاء
ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص330.
2 وظاهر (الإنزال) جملة الكتاب العزيز، لا بعض آياته. ويؤيّده التعبير بالإنزال، الظاهر في اعتبار الدفعة، دون التنزيل، الظاهر في التدريج.
167
142
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
﴿لَيْلَةِ﴾: اسم مجرور بـ(في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من الهاء، أو بالفعل في (أنزلناه)، وهو مضاف.
﴿الْقَدْرِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَمَا﴾: الواو استئنافيّة. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ما). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل لـ (أدرى).
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿لَيْلَةُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان لـ (أدرى)، و(ليلة) مضاف.
﴿الْقَدْرِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لَيْلَةُ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الْقَدْرِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿خَيْرٌ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مِّنْ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
1 المراد بالقدر التقدير, فهي ليلة التقدير، يقدّر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل، من حياةٍ وموتٍ ورزقٍ وسعادةٍ وشقاء.
168
143
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
﴿أَلْفِ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (خير)، و(ألف) مضاف.
﴿شَهْرٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿تَنَزَّلُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، (الأصل: تتنزّل).
﴿الْمَلَائِكَةُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَالرُّوحُ﴾1: الواو عاطفة. الروح: اسم معطوف على (الملائكة)، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (تنزّل)، أو متعلّقان بمحذوف حال من (الروح).
وجه إعرابي آخر: والروح: الواو حاليّة. الروح: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿فِيهَا﴾: جارّ ومجرور، متعلّقان بمحذوف خبر. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب حال من (الملائكة).
﴿بِإِذْنِ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. إذن: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (تنزّل)، أو متعلّقان بمحذوف حال من (الملائكة)، و(إذن) مضاف.
1 الروح: قيل جبرائيل عليه السلام. وقيل: مخلوق أعظم من الملائكة. وقيل: الروح الذي من الأمر ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ .
169
144
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
﴿رَبِّهِم﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿مِّن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿كُلِّ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (إذن)، و(كلّ) مضاف.
﴿أَمْرٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿سَلَامٌ﴾1: خبر مقدّم مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿هِيَ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
﴿حَتَّى﴾: حتى: حرف جرّ، مبني على السكون.
الأصل في معنى حتّى انتهاء الغاية المكانيّة أو الزمانيّة.
لا يكون مجرورها إلا اسماً ظاهراً آخراً، أو متّصلاً بالآخر، غير داخل في حكم ما قبلها، نحو: صمت ما بقي من شهر رمضان حتى يوم الفطر. فيوم الفطر غير داخل في الصوم.
﴿مَطْلَعِ﴾: اسم مجرور بـ (حتى)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (سلام)، وهو مضاف.
﴿الْفَجْرِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
1 إشارة إلى العناية الإلهية بشمول الرحمة لعباده المقبلين إليه، وسدّ باب نقمة جديدة تختصّ بالليلة، ويلزمه بالطبع وهن كيد الشياطين.
170
145
الدرس الثاني عشر: سورة القدر
التمارين
1- أعرب الكلمات التي وُضِع تحتها خطّ:
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي﴾
----------------------------------------------------------------
171
146
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾
173
147
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
بيان1:
تسجّل السورة رسالة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لعامّة أهل الكتاب والمشركين، وبعبارة أخرى للمليّين وغيرهم، وهم عامّة البشر، فتفيد عموم الرسالة، وأنّها ممّا كانت تقتضيه السنّة الإلهيّة - سنة الهداية - التي تشير إليها أمثال قوله تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾2، وقوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾3، وتحتجّ على عموم دعوته صلى الله عليه وآله وسلم بأنّها لا تتضمّن إلّا ما يصلح المجتمع الإنسانيّ من الاعتقاد والعمل.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة، وإن كان سياقها بالمدنيّة أشبه.
الإعراب:
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَكُنِ﴾: فعل مضارع ناقص، مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون، وقد حُرّك بالكسر، منعاً لالتقاء الساكنين.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص330.
2 سورة الإنسان، الآية 3.
3 سورة فاطر، الآية 24.
175
148
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محل رفع اسم (يكن).
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّ لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿أَهْلِ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل (كفروا)، و(أهل) مضاف.
﴿الْكِتَابِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾: الواو عاطفة. المشركين: اسم معطوف على (أهل)، مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿مُنفَكِّينَ﴾1: خبر (يكن) منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿حَتَّى﴾: حتى: حرف جرّ، مبني على السكون.
حتّى: من أدوات التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدها وجوباً.
ويُشترط في الفعل المضارع أن يكون مستقبلاً بالنسبة إلى ما قبلها، سواء أكان مستقبلاً بالنسبة إلى زمن التكلّم أو لا.
في هذا المورد الفعل المضارع المنصوب دال على الاستقبال، رغم أنّ زمن التكلّم حاصلٌ بعد مجيء البيّنة.
و(حتّى) تارة تكون بمعنى (كي)، أي إذا كان ما قبلها علّة لما بعدها.
وتارةً تكون بمعنى (إلى)، وذلك إذا كان ما بعدها غايةً لما قبلها.
1 من الانفكاك، وهو الانفصال عن شدّة اتّصال، والمراد به - على ما يستفاد من قوله: ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَة﴾ُ - انفكاكهم عما تقتضي سنّة الهداية والبيان.
176
149
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿تَأْتِيَهُمُ﴾: تأتي: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد (حتى)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل واقع في محلّ جرّ بـ (حتى)، أي حتى إتيان البيّنة، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (منفكّين). والهاء ضمير متّصل مبني، على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿الْبَيِّنَةُ﴾1: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿رَسُولٌ﴾: بدل من (البيّنة) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
وجه إعرابي آخر: رسول: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هي.
﴿مِّنَ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون، وقد حُرّك بالفتح منعاً لالتقاء الساكنين.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ (رسول).
﴿يَتْلُو﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الواو للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع صفة ثانية لـ (رسول).
وجه إعرابي آخر للجملة: واقعة في محلّ نصب حال من (رسول)، لأنّ (رسول) نكرة تخصّصت بالصفة (من الله).
﴿صُحُفًا﴾2: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مُّطَهَّرَةً﴾3: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
1 البيّنة: هي الحجّة الظاهرة، هي النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.
2 الصحف جمع صحيفة، وهي ما يُكتب فيها، والمراد بها أجزاء القرآن النازلة.
3 المراد تقدّسها من قذارة الباطل، بمسّ الشياطين.
177
150
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿كُتُبٌ﴾1: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب صفة ثانية لـ (صحفاً).
وجه إعرابي آخر للجملة: واقعة في محلّ نصب حال من (صحفاً)، لأنّ (صحفاً) نكرة تخصّصت بالصفة (مطهّرة).
﴿قَيِّمَةٌ﴾: صفة لـ (كتب) مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف. ما: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿تَفَرَّقَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿أُوتُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّة المقدّرة للثقل على الياء المحذوفة، وهو مبني للمجهول. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع نائب فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْكِتَابَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿إِلَّا﴾: حرف حصر، مبني على السكون.
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿بَعْدِ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تفرّق)، و(بعد) مضاف.
﴿مَا﴾: حرف مصدري، مبني على السكون.
1 المراد بالكتب التي في الصحف الأحكام والقضايا الإلهيّة المتعلّقة بالاعتقاد والعمل.
178
151
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿جَاءتْهُمُ﴾: جاء: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء للتأنيث. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل (جاء) واقع في محلّ جرّ بالإضافة، أي إلا من بعد مجيء...
﴿الْبَيِّنَةُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَمَا﴾: الواو حرف عطف. ما: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿أُمِرُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّة، لاتّصاله بواو الجماعة، وهو مبني للمجهول، وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع نائب فاعل.
﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.
﴿لِيَعْبُدُوا﴾: اللام: حرف تعليل وجرّ، مبني على الكسر. يعبدوا: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد اللام، وعلامة نصبه حذف النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل واقع في محلّ جرّ باللام، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أمِرُوا).
اللام: هنا من الأدوات التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازاً. وتظهر (أنْ) وجوباً إذا وقعت بينها وبين لا النافية، نحو: جئتك لئلّا تضرب زيداً.
﴿اللَّهَ﴾: لفظ الجلالة، مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿مُخْلِصِينَ﴾: حال من فاعل (يعبدوا) منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
179
152
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿لَهُ﴾: اللام: حرف جرّ مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (مخلصين).
﴿الدِّينَ﴾: مفعول به لاسم الفاعل (مخلصين)، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مرّ أنّ لعمل اسم الفاعل شروط، منها أن يعتمد على نفي.
وهذا المورد مثال على هذا الشرط، حيث اعتمد اسم الفاعل (مخلصين) على النفي الوارد قبله (وما أُمِروا إلا...).
﴿حُنَفَاء﴾1: حال ثانية منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَيُقِيمُوا﴾: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه حذف النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. وهو معطوف على (يعبدوا).
﴿الصَّلَاةَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَيُؤْتُوا﴾: مثل إعراب (ويقيموا).
﴿الزَّكَاةَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَذَلِكَ﴾: الواو استئنافية. ذا: اسم إشارة مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ. واللام للبعد. والكاف كاف الخطاب.
1 جمع حنيف من الحنف، وهو الميل عن جانبي الإفراط والتفريط إلى حاقّ وسط الاعتدال، وقد سمّى الله تعالى الإسلام ديناً حنيفاً, لأنّه يأمر في جميع الأمور بلزوم الاعتدال والتحرّز عن الإفراط والتفريط.
180
153
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿دِينُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الْقَيِّمَةِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب اسم إنّ.
﴿كَفَرُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّة، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مِنْ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿أَهْلِ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل (كفروا)، و(أهل) مضاف.
﴿الْكِتَابِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾: الواو حرف عطف. المشركين: اسم معطوف على (أهل) مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿نَارِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (إنّ)، و(نار) مضاف.
﴿جَهَنَّمَ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة، لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، أو للعلمية والعُجْمَة.
1 دين الكتب القيّمة.
181
154
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
جهنّم: اسم علم، اسم من أسماء النار.
ولكن اختلفوا، فمنهم من ذهب إلى القول بأنّها كلمة عربيّة الأصل، وتعني: القعر البعيد.
ومنهم من قال بأنّها أعجميّة الأصل، من كلمة (جهنّام).
وعلى كلا الأمرين، هي ممنوعة من الصرف، لكونها اسم علم أولاً، ولكونها لفظاً أعجميّاً، أو مؤنّثاً معنويّاً ثانياً.
﴿خَالِدِينَ﴾: حال منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ. والهاء ضمير متّصل مبني على السكون، في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (خالدين).
﴿أُوْلَئِكَ﴾: أولاء: اسم إشارة، مبني على الكسر، واقع في محلّ رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب.
﴿هُمْ﴾: ضمير فصل، مبني على السكون، لا محلّ له من الإعراب.
﴿شَرُّ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
وجه إعرابي آخر: هم: ضمير منفصل، واقع في محلّ رفع مبتدأ ثان. شرّ: خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسميّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ الأول.
﴿الْبَرِيَّةِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب اسم إنّ.
﴿آمَنُوا﴾: فعل ماض، مبني على الضمّة، لاتّصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل، والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
182
155
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿وَعَمِلُوا﴾: الواو عاطفة. عملوا: فعل ماض مبني على الضم، وواو الجماعة فاعل، والجملة لا محلّ لها من الإعراب، معطوفة على صلة الموصول.
﴿الصَّالِحَاتِ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة عِوضاً عن الفتحة، لأنّه جمع مؤنث سالم.
﴿أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ راجع إعراب: ﴿أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾
﴿جَزَاؤُهُمْ﴾: جزاء: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿عِندَ﴾: مفعول فيه، ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلّق بمحذوف حال من الضمير (هم) في (جزاؤهم)، و(عند) مضاف.
﴿رَبِّهِمْ﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿جَنَّاتُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آ خره، وهو مضاف.
﴿عَدْنٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿تَجْرِي﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على للثقل.
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿تَحْتِهَا﴾: (تحت) اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تجري)، أو بمحذوف حال من فاعل (تجري)، و(تحتها) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في
1 العدن الاستقرار والثبات، فجنّات عدن، جنّات خلود ودوام.
183
156
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْأَنْهَارُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة (تجري الأنهار) واقعة في محلّ نصب حال من (جنّات).
﴿خَالِدِينَ﴾: حال من (هم) في (ربّهم) منصوب، وعلامة نصبه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿فِيهَا﴾: في: حرف جرّ. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (خالدين).
﴿أَبَدًا﴾: ظرف لاستغراق الزمان المستقبل، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلّق باسم الفاعل (خالدين) أيضاً.
﴿رَّضِيَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿عَنْهُمْ﴾: عن: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (رضي).
﴿وَرَضُوا﴾: الواو عاطفة. رضوا: فعل ماض، مبني على الضمّة المقدّرة للثقل على الياء المحذوفة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿عَنْهُ﴾: عن: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (رضوا).
1 مصداقه الثواب الذي أعطاهم إيّاه, جزاءً لإيمانهم وعلمهم الصالح.
184
157
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
﴿ذَلِكَ﴾: ذا: اسم إشارة مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب.
﴿لِمَنْ﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. مَنْ: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر.
﴿خَشِيَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿رَبَّهُ﴾: ربّ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالأضافة.
1 العلم بالله يستتبع الخشية منه، والخشية منه تستتبع الإيمان به، بمعنى الالتزام القلبي بربوبيّته وألوهيّته، ثمّ العمل الصالح .
185
158
الدرس الثالث عشر: سورة البيَنة
التمارين
1- استخرج الأفعال المضارعة المنصوبة، مبيّناً سبب النصب وعلامة إعرابها:
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾
----------------------------------------------------------------
186
159
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾
187
160
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
بيان1:
ذِكْر للقيامة وصدور الناس للجزاء، وإشارة إلى بعض أشراطها، وهي زلزلة الأرض وتحديثها أخبارها.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة.
الإعراب:
﴿إِذَا﴾: ظرف لما يُستقبَل من الزمان، تضمن معنى الشرط، مبني على السكون، في محلّ نصب متعلّق بجوابه (تحدّث) في الآية الكريمة الرابعة.
﴿زُلْزِلَتِ﴾: زلزل: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مبني للمجهول. والتاء للتأنيث.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص342.
189
161
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
حكم تأنيث الفاعل للفعل:
يجب تأنيث الفعل:
1- إذا كان الفاعل مؤنّثاً حقيقيّاً، غير منفصل عن الفعل، نحو: سافرت فاطمة.
2- إذا كان الفاعل ضميراً عائداً على مؤنّث مجازي، نحو: الحرب انتهت.
يجوز تأنيث الفعل:
1- إذا كان الفاعل مؤنّثاً حقيقيّاً، مفصولاً عن فعله، نحو: سافرت أو سافر اليوم فاطمة.
2- إذا كان الفاعل اسماً ظاهراً مجازيّاً، نحو: انتهت أو انتهى الحرب.
3- إذا كان الفاعل جمع تكسير، للمذكّر أو المؤنّث، نحو: جاءت أو جاء الغلمان، بكت أو بكى الثواكل.
﴿الْأَرْض﴾: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿زِلْزَالَهَا﴾: زلزال: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَأَخْرَجَتِ﴾: الواو حرف عطف. أخرج: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والتاء للتأنيث.
﴿الْأَرْضُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة، والجملة في محلّ جرّ، معطوفة على جملة (زلزلت الأرض).
﴿أَثْقَالَهَا﴾1: أثقال: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على
1 المراد بأثقالها التي تخرجها، الموتى على ما قيل، أو الكنوز والمعادن التي في بطنها، أو الجميع.
190
162
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَقَالَ﴾: الواو حرف عطف. قال: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿الْإِنسَانُ﴾1: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿لَهَا﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر. والجملة الاسميّة مقولة القول، واقعة في محلّ نصب مفعول به.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلّق بالفعل (تحدّث)، وهو مضاف. إذٍ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العِوض عن جملة محذوفة، والتقدير: يومَ إذ زُلزلت الأرضُ.
﴿تُحَدِّثُ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة جواب الشرط، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿أَخْبَارَهَا﴾: أخبار: مفعول به ثان، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الفتح، واقع في محل جرّ بالإضافة. والمفعول الأول محذوف، تقدير: تحدّثُ الناس أخبارها.
﴿بِأَنَّ﴾: الباء: حرف جرّ. أنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
1 المراد بالإنسان الكافر، غير المؤمن، وقيل غير ذلك.
2 تشهد على أعمال بني آدم، كما تشهد بها أعضاؤهم، وكتّاب الأعمال من الملائكة، وشهداء الأعمال من البشر، وغيرهم.
191
163
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
﴿رَبَّكَ﴾: ربّ: اسم (أنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿أَوْحَى﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (أنّ)، والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها واقع في محل جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تحدّث).
﴿لَهَا﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّق بالفعل (أوحى).
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلق بـ (يصدر)، وهو مضاف. إذ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العِوض عن جملة محذوفة.
﴿يَصْدُرُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿النَّاسُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿أَشْتَاتًا﴾2: حال من (الناس) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
﴿لِّيُرَوْا﴾: اللام حرف تعليل وجرّ مبني على الكسر. يروا) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة بعد اللام، وعلامة نصبه حذف النون. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع نائب فاعل. والمصدر المؤوّل من
1 يُؤْذن لها يوم القيامة بالوحي أنْ تحدّث أخبارها، وتشهد بما تحمّلت من الأعمال، خيرها وشرّها.
2 أي متفرّقين، حيث ينصرفون عن الموقف إلى منازلهم في الجنّة والنار.
192
164
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
(أن) والفعل بعدها واقع في محلّ جرّ باللام، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يصدر).
﴿أَعْمَالَهُمْ﴾: أعمال: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و(أعمال) مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَمَن﴾: الفاء عاطفة. مَنْ: اسم شرط، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
من: من أسماء الشرط التي تجزم فعلين مضارعين، الأوّل فعل الشرط، والثاني جواب الشرط، أو فعل الجزاء.
وهي من الأدوات التي تدلّ على ذات، وهي: من، ما، مهما، أي المضافة إلى اسم ذات.
وتكون في محلّ رفع على أنّها مبتدأ، إن كان فعل الشرط لازماً، أو ناقصاً، أو كان متعدّياً واقعاً على أجنبيّ منها، وتكون في محلّ نصب مفعول به، إذا كان متعدّياً واقعاً على معناها.
﴿يَعْمَلْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (مَن)، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره، وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿مِثْقَالَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿ذَرَّةٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿خَيْرًا﴾: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
193
165
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
التمييز: هو نكرة جامدة، تزيل إبهام ما قبلها، نحو: عندي رطل زيتاً، واشتهر التاجر أمانةً.
فـ (زيتاً) أوضح جنس الرطل.
و(أمانة) أوضحت نوع الاشتهار وسببه.
والأوّل يُسمّى تمييز مفرد، لأنّه بيّن إبهام الاسم المفرد المذكور.
والثاني يُسمّى تمييز نسبة، لأنّه بيّن الإبهام الحاصل عن نسبة الاشتهار إلى التاجر.
وجه إعرابي آخر: بدل من (مثقال)، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿يَرَهُ﴾1: يرَ: فعل مضارع مجزوم بـ (مَن)، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة، وهو جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به. والجملة من الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ (مَنْ).
﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾: انظر إعراب الآية السابقة.
1 إراءتهم جزاء أعمالهم بالحلول فيه، أو مشاهدتهم نفس أعمالهم بناءً على تجسّم الأعمال.
194
166
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
التمارين
1- حدّد محلّ أداة الشرط من الإعراب في الآيات الآتية:
﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ﴾
----------------------------------------------------------------
2- بيّن حكم تأنيث الفاعل للفعل، جائزٌ أم واجبٌ، واذكر السبب:
﴿ إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
195
167
الدرس الرابع عشر: سورة الزلزلة
3- حدّد التمييز في الآيات الآتية، مبيّناً نوعه:
﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾
----------------------------------------------------------------
196
168
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾
197
169
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
بيان1:
تَذْكر السورة كفران الإنسان لنعم ربّه، وحبّه الشديد للخير، عن علم منه به، وهو حجّة عليه، وسيحاسب على ذلك.
والسورة مدنيّة بشهادة ما في صدرها من الأقسام، بمثل قوله تعالى: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾... الظاهر في خيل الغزاة المجاهدين، وإنّما شرّع الجهاد بعد الهجرة، ويؤيّد ذلك ما ورد من طرق الشّيعة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّ السورة نزلت في عليّ عليه السلام وسريّته، في غزوة ذات السلاسل.
الإعراب:
﴿وَالْعَادِيَاتِ﴾2: الواو: حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. العاديات: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل قسم محذوف، تقديره أقسمُ.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص345.
2 العاديات من العدو، وهو الجري بسرعة. قيل: المراد بها إبل الحاج، في ارتفاعها بركبانها من الجمع إلى منى يوم النحر، وقيل: إبل الغزاة، وما في الآيات التالية من الصفات لا يلائم كون الإبل هو المراد بالعاديات.
199
170
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
﴿ضَبْحًا﴾1: مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، أي تضبح ضبحاً.
وجه إعرابي آخر: حال منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها. وهو مصدر، والتأويل: والعاديات ضابحة.
من شروط الحال أن يكون مشتقّاً، والمصدر جامد، فيؤوّل بمشتق.
ضبحاً: مصدر.
ضابحة: اسم فاعل.
﴿فَالْمُورِيَاتِ﴾2: الفاء عاطفة. الموريات: اسم معطوف على (العاديات)، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿قَدْحًا﴾3: مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، أي تقدح قدحاً.
وجه إعرابي آخر: حال منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها. وهو مصدر، والتأويل: فالموريات قادحة.
من شروط الحال أن يكون مشتقّاً، والمصدر جامد، فيؤوّل بمشتق.
قدحاً: مصدر.
قادحة: اسم فاعل.
1 الضبح: صوت أنفاس الخيل عند عدوها، وهو المعهود المعروف من الخيل.
2 الإيراء: إخراج النار.
3 القدح: الضرب والصكّ المعروف، يُقال: قدح فأورى، إذا أخرج النار بالقدح، والمراد بها الخيل، تُخْرج النار بحوافرها إذا عدت على الحجارة والأرض المحصبة.
200
171
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾1: انظر إعراب (فالموريات).
﴿صُبْحًا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق باسم الفاعل (المغيرات).
﴿فَأَثَرْنَ﴾2: الفاء عاطفة. أثرن: فعل ماض، مبني على السكون، وهو معطوف على (العاديات)، أو على (المغيرات) من قبيل عطف الفعل على اسم الفاعل. والنون نون النسوة، ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل (أثرن).
يصحّ استعمال العطف بين الفعل والاسم، بشرط أن يكون الاسم ممّا يقدّر بالفعل، كما في هذا المثال: العاديات: اسم فاعل، فيه معنى الفعل، أي التي تعدو.
﴿بِهِ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. والهاء ضمير متّصل، (والضمير عائد على الصبح، أو على مكان الغارة، حيث الأعداء)، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ،
والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أثرن).
﴿نَقْعًا﴾3: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَوَسَطْنَ﴾: انظر إعراب (فأثرن).
﴿بِهِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (وسطن).
﴿جَمْعًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
1 الإغارة والغارة: الهجوم على العدوّ بغتة بالخيل، وهي صفة أصحاب الخيل، ونسبتها إلى الخيل مجاز.
2 أثرن من الإثارة, بمعنى تهييج الغبار ونحوه.
3 النقع: الغبار، والمعنى: فهيجْن بالعدو والإغارة غبارا.
201
172
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
﴿الْإِنسَانَ﴾: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لِرَبِّهِ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الكسر. ربّ: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (كنود). والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿لَكَنُودٌ﴾1: اللام المزحلقة. كنود: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة من (إنّ) واسمها وخبرها جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَإِنَّهُ﴾: الواو عاطفة. إنّ: حرف توكيد ونصب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿ذَلِكَ﴾: ذا: اسم إشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّق بـ (شهيد). واللام للبعد، والكاف حرف خطاب.
﴿لَشَهِيدٌ﴾2: اللام مزحلقة. شهيد: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة من (إنّ) واسمها وخبرها معطوفة على جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَإِنَّهُ﴾: الواو عاطفة. إنّ: حرف توكيد ونصب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
1 الكنود: الكفور. وهو إخبار عمّا في طبع الانسان من اتّباع الهوى، والانكباب على عرض الدنيا، والانقطاع به عن شكر ربّه على ما أنعم عليه. والمُراد التعريض بالقوم المُغار عليهم.
2 المراد بكونه شهيداً على كفران نفسه بكفران نفسه علمه المذموم، وتحمّله له, فالمعنى: وإنّ الإنسان على كفرانه بربّه شاهد متحمّل.
202
173
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
﴿لِحُبِّ﴾1: اللام: حرف جرّ، مبني على الكسر. حبّ: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (شديد)، و(حُبّ) مضاف.
﴿ذَلِكَ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الْخَيْرِ﴾3: اللام المزحلقة. شديد: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والجملة معطوفة عل جواب القسم، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿أَفَلَا﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. الفاء استئنافيّة. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَعْلَمُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو (عائد على الإنسان)4. ومفعول (يعلم) محذوف، والتقدير: أفلا يعلمُ الله حالهم.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، تضمّن معنى الشرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بجوابه المحذوف الذي يمكن الاستدلال عليه من قوله تعالى (إنّ ربهم...)، والتقدير: إذا بُعثر ما في القبور جوزوا وحوسبوا. و(إذا) مضاف.
وجه إعرابي آخر: مفعول فيه، ظرف زمان، مجرّد من معنى الشرط مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بـ (يعلم). وهو مضاف.
1 اللام تعليليّة, إي إنّ الإنسان بسبب حبّ المال بخيل حريص.
2 الخير: المال.
3 بخيل حريص.
4 جاء في تفسير الميزان: والمعنى - والله أعلم -: أفلا يعلم الإنسان أنّ لكنوده وكفرانه بربّه تبعة ستلحقه، ويُجازى بها، إذا أُخرج ما في القبور من الأبدان، وحُصّل ومُيّز ما في سرائر النفوس من الإيمان والكفر والطاعة والمعصية، إنّ ربّهم بهم يومئذ لخبير, يجازيهم بما فيها. وقيل: إنّ الضمير المستتر عائد على الله, لأنّ الإنسان لا يُراد منه العلم والاعتبار في ذلك الوقت، إنّما يعلم ويعتبر في الدنيا.
203
174
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
﴿بُعْثِرَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مبني للمجهول.
﴿مَا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع نائب فاعل. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْقُبُورِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بصلة الموصول المحذوف، تقديره: (استقرّ).
﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾2: انظر إعراب الآية السابقة. وهذه الجملة معطوفة على (بُعثر ما في القبور).
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿رَبَّهُم﴾: ربّ: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿بِهِمْ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (خبير).
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو متعلّق بـ (خبير)، وهو مضاف. إذ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العِوض عن جملة محذوفة.
﴿لَّخَبِيرٌ﴾: اللام المزحلقة. خبير: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 البعث والنشر.
2 تمييز ما في باطن النفوس من صفة الإيمان والكفر، ورسم الحسنة والسيّئة.
204
175
الدرس الخامس عشر: سورة العاديات
التمارين
1- استخرج المعطوف والمعطوف عليه، مبيّنا الإشكال في العطف، وكيف صحّ ذلك:
﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾
----------------------------------------------------------------
205
176
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ * فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾
207
177
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
بيان1:
إنذار وتبشير بالقيامة، يغلب فيه جانب الإنذار، والسورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿الْقَارِعَةُ﴾2: مبتدأ أوّل، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ ثان.
﴿الْقَارِعَةُ﴾: خبر المبتدأ الثاني، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة من المبتدأ الثاني وخبره واقعة في محلّ رفع خبر للمبتدأ الأوّل.
﴿وَمَا﴾: الواو عاطفة. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أوّل لـ (أدرى).
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص348.
2 القارعة من القرع، وهو الضرب باعتماد شديد، وهي من أسماء القيامة في القرآن. قيل: سمّيت بها, لأنّها تقرع القلوب بالفزع، وتقرع أعداء الله بالعذاب.
209
178
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الْقَارِعَةُ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان لـ (أدرى).
﴿يَوْمَ﴾: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلّق بفعل محذوف يُستدلّ عليه من (القارعة)، أي تقرع قلوبهم من أهوال يوم القيامة. وهو مضاف.
﴿يَكُونُ﴾: فعل مضارع ناقص، مرفوع وعلامة رفعه الضمّة.
﴿النَّاسُ﴾: اسم (يكون) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿كَالْفَرَاشِ﴾1: الكاف: حرف تشبيه وجرّ، مبني على الفتح. الفراش: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (يكون). والجملة واقعة في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجه إعرابي آخر: يكون: فعل ماض تامّ (بمعنى: يوجدون ويحشرون). الناس: فاعل (يكون). كالفراش: جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من الفاعل، (يحشرون حال كونهم كالفراش).
﴿الْمَبْثُوثِ﴾2: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
1 الفراش - على ما نُقِل عن الفراء - الجراد الذي ينفرش، ويركب بعضه بعضاً، وهو غوغاء الجراد. قيل: شبّه الناس عند البعث بالفراش, لأنّ الفراش إذا ثار لم يتّجه إلى جهة واحدة كسائر الطير, وكذلك الناس، إذا خرجوا من قبورهم أحاط بهم الفزع، فتوجّهوا جهات شتّى، أو توجّهوا إلى منازلهم المختلفة، سعادة وشقاء.
2 المبثوث من البثّ، وهو التفريق.
210
179
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ 1 الْمَنفُوشِ﴾2: انظر إعراب الآية السابقة، وهذه الآية معطوفة عليها.
﴿فَأَمَّا﴾: الفاء استئنافيّة تفريعيّة. أمّا: حرف تفصيل وشرط، مبني على السكون.
﴿مَن﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ أوّل.
﴿ثَقُلَتْ﴾: ثقل: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والتاء للتأنيث.
﴿مَوَازِينُهُ﴾3: موازين: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة صلة الموصل، لا محلّ لها من الإعراب. و(موازين) مضاف. والهاء ضمير متّصل، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَهُوَ﴾: الفاء فاء الجزاء واقعة في جواب (أمّا). هو: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ ثان.
دخلت فاء الجزاء على جواب الشرط وجوباً، لأنّه جملة اسميّة.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿عِيشَةٍ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ الثاني. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ الأول.
1 الصوف ذو ألوانٍ مختلفة.
2 المنفوش من النفش، وهو نشر الصوف بندف ونحوه.
3 إشارة إلى وزن الأعمال، وأنّ الأعمال منها ما هو ثقيل في الميزان، وهو ما له قدر ومنزلة عند الله، وهو الإيمان وأنواع الطاعات, ومنها ما ليس كذلك، وهو الكفر وأنواع المعاصي. ويختلف القسمان أثراً، فيستتبع الثقيل السعادة، ويستتبع الخفيف الشقاء.
211
180
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
﴿رَّاضِيَةٍ﴾: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾: انظر إعراب الآية السابقة، وهذه الآية معطوفة عليها.
﴿فَأُمُّهُ﴾1: الفاء فاء الجزاء، واقعة في جواب (أمّا). أمّ: مبتدأ ثان مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿هَاوِيَةٌ﴾2: خبر المبتدأ الثاني، مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ الأول.
﴿وَمَا﴾: الواو استئنافيّة. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ما). والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح، واقع في محلّ مفعول به أوّل.
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿هِيَهْ﴾: هي: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع خبر. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان للفعل (أدرى). والهاء في (هيه) هاء السكت.
1 عدّ الهاوية امّاً للداخل فيها, لكونها مأواه ومرجعه الذي يرجع إليه، كما يرجع الولد إلى أمّه.
2 المراد بهاوية جهنّم، وتسميتها بهاوية, لهويّ من القي فيها, أي سقوطه إلى أسفل سافلين.
212
181
الدرس السادس عشر: سورة القارعة
هاء السكت: تتّصل بالاسم المندوب (واحسرتاه)، والأمر المبني على حذف آخره (فِه). وهي حرف مبني على السكون، لا محلّ له من الإعراب، ويؤتى بها لتبيين حركة ما قبلها.
﴿نَارٌ﴾: خبر لمبتدأ محذوف (هي نار) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
هذا من الموارد التي يحذف فيها المبتدأ جوازاً، حيث دلّت على تعيينه قرينة.
﴿حَامِيَةٌ﴾: صفة مرفوع، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
213
182
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم﴾
215
183
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
بيان1:
توبيخ شديد للناس على تلهيهم بالتكاثر في الأموال والأولاد والأعضاء، وغفلتهم عمّا وراءه من تَبِعَة الخسران والعذاب، وتهديد بأنّهم سوف يعلمون ويرون ذلك، ويسألون عن هذه النعم التي أوتوها ليشكروا، فتلهَّوا بها، وبدّلوا نعمة الله كفرا.
والسورة، بما لها من السياق، تحتمل المكّيّة والمدنيّة.
الإعراب:
﴿أَلْهَاكُمُ﴾2: ألهى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿التَّكَاثُرُ﴾3: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿حَتَّى﴾: حتى: حرف غاية وجرّ، مبني على السكون.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص350.
2 اللهو: ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه.
3 التباري في كثرة المال والعزّ. والمعنى على ما يعطيه السياق: شغلكم التكاثر في متاع الدنيا وزينتها، والتسابق في تكثير العدّة عمّا يهمّكم، وهو ذكر الله، حتّى لقيتم الموت، فعمّتكم الغفلة مدى حياتكم.
217
184
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
قيل: إنّ حتى يجوز أن تكون عاطفة في هذا المورد.
حتى العاطفة، تكون للغاية والتدريج، والغاية آخر الشيء، والتدريج أن ينقضي ما قبلها شيئاً فشيئاً، حتى بلوغ الغاية.
واشترط في معطوفها أن يكون ظاهراً لا مضمراً (فلا تقول قام القوم حتى أنا)، ومفرداً لا جملة، وأن يكون جزءاً من المعطوف عليه، جزءاً تحقيقيّاً كقولك: أكلت السمكةَ حتى رأسها، أو جزءاً تقديريّاً كقول الشاعر:
ألقى الصحيفةَ كي يخفّف رحلَه والزادَ حتى نعلَه ألقاها
فالنعل معطوفة على الصحيفة والزاد، وهي جزء من الأشياء التي تثقله أثناء المسير.
﴿زُرْتُمُ﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل من (أن) المضمرة بعد حتى والفعل واقع في محلّ جر بحرف الجرّ (حتى)، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ألهى).
﴿الْمَقَابِرَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿سَوْفَ﴾: حرف استقبال، مبني على الفتح.
﴿تَعْلَمُونَ﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾: انظر إعراب الآية السابقة.
1 سوف تعلمون تبعة تلهّيكم هذا، وتعرفونها إذا انقطعتم عن الحياة الدنيا.
218
185
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
﴿كَلَّا﴾: حرف ردع وزجر، مبني على السكون.
﴿لَوْ﴾: لو: حرف شرط غير جازم، مبني على السكون.
لو، ولولا، ولوما، ولمّا، وإذا، وأمّا، جميعها أدوات شرط غير جازمة.
معنى لو: حرف امتناع لامتناع، أي امتناع الجواب أو الجزاء، لامتناع الشرط.
والمعنى في الآية: امتنع عدم اللهو والانشغال بالتكاثر لامتناع العلم اليقيني.
﴿تَعْلَمُون﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. وجواب (لو) محذوف، والتقدير: لو تعلمون... لما ألهاكم التكاثر.
﴿عِلْمَ﴾: مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿الْيَقِينِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لَتَرَوُنَّ﴾2: اللام واقعة في جواب قسم مقدّر. تروُنّ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة منعاً لتوالي الأمثال، أي ثلاث نونات (النون علامة الإعراب، ونون التوكيد الثقيلة). وواو الجماعة المحذوفة، منعاً لالتقاء الساكنين، فاعل. والنون للتوكيد. والجملة من الفعليّة جواب القسم المقدّر، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْجَحِيمَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
1 لو تعلمون الأمر علم اليقين، لشغلكم ما تعلمون عن التباهي والتفاخر بالكثرة.
2 المراد رؤيتها قبل يوم القيامة رؤية البصيرة، وهي رؤية القلب التي هي من آثار اليقين.
219
186
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
﴿لَتَرَوُنَّهَا﴾1: مثل الإعراب السابق. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿عَيْنَ﴾: نائب مفعول مطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
مرّ أنّه ينوب عن المفعول المطلق المؤكّد مرادفه.
وهنا، (عين) مرادف الرؤية.
﴿الْيَقِينِ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف، مبني على الفتح.
﴿لَتُسْأَلُنَّ﴾: اللام واقعة في جواب قسم مقدّر. تُسألُنّ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة منعاً لتوالي الأمثال، وهو مبني للمجهول. وواو الجماعة المحذوفة منعاً لالتقاء الساكنين (الواو ونون التوكيد) نائب فاعل. والنون للتوكيد.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾: يوم: مفعول فيه، ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متعلّق بالفعل (لتسألُنّ)، وهو مضاف. إذٍ: مضاف إليه، وقد لحقه تنوين العِوض.
﴿عَنِ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون، وقد حُرّك بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين.
﴿النَّعِيم﴾3: اسم مجرور بـ (عن)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (لتُسألُنّ).
1 مشاهدتها يوم القيامة.
2 المراد بعين اليقين نفسه، والمعنى: لترونّها محض اليقين، وهذه بمشاهدتها يوم القيامة.
3 قضى سبحانه قضاء لا يردّ ولا يبدّل، أن يرجع الإنسان إليه, فيسأله عن عمله، فيحاسبه ويجزيه، وعمله هو استعماله للنعم الإلهيّة, فالسؤال عن عمل العبد سؤال عن النعيم كيف استعمله، أشكر النعمة أم كفر بها.
220
187
الدرس السابع عشر: سورة التكاثر
التمارين
1- بيّن ما في الآيات الآتية من أدوات شرط جازمة وغير جازمة، وعيّن جملة الشرط، وجملة الجواب:
﴿وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّار﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا﴾
----------------------------------------------------------------
221
188
الدرس الثامن عشر: سورة العصر
الدرس الثامن عشر: سورة العصر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾
223
189
الدرس الثامن عشر: سورة العصر
بيان1:
تلخّص السورة جميع المعارف القرآنيّة، وتجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان، وهي تحتمل المكّيّة والمدنيّة، لكنّها أشبه بالمكّيّة.
الإعراب:
﴿وَالْعَصْرِ﴾2: الواو: حرف جرّ وقسم، مبني على الفتح. العصر: اسم مجرور بالواو، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿الْإِنسَانَ﴾3: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿لَفِي﴾: اللام المزحلقة. في: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿خُسْرٍ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص355.
2 الأنسب لما تتضمّنه الآيتان التاليتان من شمول الخسران للعالم الانساني إلا لمن اتّبع الحقّ وصبر عليه، وهم المؤمنون الصالحون عملا، أن يكون المراد بالعصر عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو عصر طلوع الإسلام على المجتمع البشري وظهور الحقّ على الباطل.
3 جنس الإنسان.
225
190
الدرس الثامن عشر: سورة العصر
والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (إنّ). والجملة من (إنّ) واسمها وخبرها جواب القسم، لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
﴿إِلَّا﴾: حرف استثناء، مبني على السكون.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مستثنى بـ (إلا).
﴿آمَنُوا﴾1: فعل ماض، مبني على الضمّة الظاهرة على آخره، لاتّصاله بواو الجماعة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَعَمِلُوا﴾: الواو عاطفة. عملوا: فعل ماض، مبني على الضمّة الظاهرة على آخره، لاتّصاله بواو الجماعة. وواو الجماعة فاعل. والجملة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الصَّالِحَاتِ﴾2 مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة عِوضاً عن الفتحة، لأنّه جمع مؤنّث سالم.
﴿وتَوَاصَوْا﴾: الواو عاطفة. تواصوا: فعل ماض مبني على الضمّة المقدّرة للتعذّر على الألف المحذوفة. وواو الجماعة فاعل. والجملة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿بِالْحَقِّ﴾3: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. الحقّ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تواصوا).
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾4: انظر الإعراب السابق.
1 المراد بالإيمان الإيمان بالله، ومن الإيمان بالله الإيمان بجميع رسله، والإيمان باليوم الآخر, فقد نصّ تعالى فيمن لم يؤمن ببعض رسله أو باليوم الآخر أنّه غير مؤمن بالله.
2 التلبّس بجميع الأعمال الصالحة.
3 التواصي بالحقّ، هو أن يوصى بعضهم بعضاً بالحقّ, أي باتّباعه والدوام عليه, فليس دين الحقّ إلا اتّباع الحقّ اعتقاداً وعملا.
4 التواصي بالصبر من التواصي بالحقّ، وذكره بعده من ذكر الخاصّ بعد العام اهتماماً بأمره.
226
191
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ﴾
227
192
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
بيان1:
وعيد شديد للمغرمين بجمع المال، المستعلين به على الناس، المستكبرين عليهم، فيزرون بهم، ويعيبونهم بما ليس بعيب، والسورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿وَيْلٌ﴾2: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
مرّ أنّ الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ويقع نكرة في حالات معيّنة.
هنا وقعت نكرة دون أن يكون هناك مسوّغ لها ممّا تقدّم.
قيل: سُوِّغ الابتداء بالنكرة ما تضمّنه من معنى الدعاء عليهم بالهلكة.
وقيل: إنّ ويلٌ معرفة، فهو اسم لوادٍ في جهنّم.
﴿لِّكُلِّ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الكسر. كلّ: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر، و(كلّ) مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص358.
2 الويل: الهلاك.
229
193
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
﴿هُمَزَةٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿لُّمَزَةٍ﴾2: صفة لـ (همزة)، مجرورة وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
وجه إعرابي آخر: لمزة: بدل من (كلّ).
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بدل من (كلّ).
وجه إعرابي آخر: واقع في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: أعني الذي...
واقع في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو الذي...
﴿جَمَعَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَالًا﴾3: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿وَعَدَّدَهُ﴾4: الواو عاطفة. عدّد: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
1 الهمزة: كثير الطعن على غيره بغير حقّ، العائب له بما ليس بعيب.
2 اللمز بمعنى الهمز أيضاً، وقيل: بينهما فرق, فإنّ الهمزة الذي يعيبك بظهر الغيب، واللمزة الذي يعيبك في وجهك.
3 تنكير مالاً للتحقير, فإنّ المال، وإنْ كثر ما كثر، لا يغني عن صاحبه شيئاً، غير أنّ له منه ما يصرفه في حوائج نفسه الطبيعيّة، من أكلة تشبعه، وشربة ماء ترويه، ونحو ذلك.
4 من العدّ، بمعنى الإحصاء, أي إنّه لحبّه المال وشغفه بجمعه، يجمع المال ويعدّه عدّاً بعد عدّ التذاذاً بتكثّره. وقيل: المعنى جعله عدّة وذخراً لنوائب الدهر.
230
194
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
﴿يَحْسَبُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب حال من فاعل (عدّد).
﴿أَنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿مَالَهُ﴾: مال: اسم (أنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿أَخْلَدَهُ﴾: أخلد: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (أنّ). والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها واقع في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي الفعل (يحسب).
﴿كَلَّا﴾1: حرف ردع وزجر، وهو مبني على السكون.
﴿لَيُنبَذَنَّ﴾2: اللام واقعة في جواب قسم مقدّر. يُنبذ: فعل مضارع مبني على الفتح، لاتّصاله بنون التوكيد، وهو مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة جواب القسم المقدّر، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْحُطَمَةِ﴾3: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يُنبذ).
1 ردع عن حسبانه الخلود بالمال.
2 النبذ: القذف والطرح.
3 الحطمة مبالغة، من الحطم وهو الكسر، وجاء بمعنى الأكل، وهي من أسماء جهنّم، على ما يفسرها قوله الآتي: ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾.
231
195
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
﴿وَمَا﴾: الواو استئنافيّة. ما: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَدْرَاكَ﴾: أدرى: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (ما). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أول لـ (أدرى).
﴿مَا﴾: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الْحُطَمَةُ﴾1: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ نصب مفعول به ثان لـ (أدرى).
﴿نَارُ﴾: خبر لمبتدأ محذوف (هي نار) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الْمُوقَدَةُ﴾: صفة أولى للنار مرفوعة، وعلامة رفعها الضمّة الظاهرة على آخرها.
﴿الَّتِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع صفة ثانية للنار.
وجه إعرابي آخر: واقع في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: أعني التي...
واقع في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي التي...
1 ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ﴾: تفخيم وتهويل.
232
196
الدرس التاسع عشر: سورة الهمزة
﴿تَطَّلِعُ﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْأَفْئِدَةِ﴾2: اسم مجرور بـ (على)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (تطّلع).
﴿إِنَّهَا﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿عَلَيْهِم﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (مؤصدة).
﴿مُّؤْصَدَةٌ﴾3: خبر (إن) مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿عَمَدٍ﴾4: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من الهاء في (عليهم)، أي موثقين في عمد، ويجوز أن يكونا متعلّقين بمحذوف نعت لـ (مؤصدة).
﴿مُّمَدَّدَةٍ﴾: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
1 الاطّلاع: الإشراف والظهور.
2 جمع فؤاد، وهو القلب. وكأنّ المراد من اطّلاعها على الأفئدة أنّها تحرق باطن الإنسان كما تحرق ظاهره، بخلاف النار الدنيويّة التي تحرق الظاهر فقط.
3 أي مطبقة، لا مخرج لهم منها ولا منجا.
4 قيل: هي أوتاد الإطباق، التي تطبق على أهل النار، وقيل: عمد ممدّدة يوثقون فيها مثل المقاطر، وهي خشب أو جذوع كِبار، فيها خروق توضع فيها أرجل المحبوسين من اللصوص وغيرهم، وقيل غير ذلك.
233
197
الدرس العشرون: سورة الفيل
الدرس العشرون: سورة الفيل
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ﴾
235
198
الدرس العشرون: سورة الفيل
بيان1:
فيها إشارة إلى قصّة أصحاب الفيل، إذ قصدوا مكّة لتخريب الكعبة المعظّمة، فأهلكهم الله بإرسال طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل، فجعلهم كعصف مأكول. وهي من آيات الله الجليّة التي لا سترة عليها، وقد أرّخوا بها، وذكرها الجاهليّون في أشعارهم، والسورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿تَرَ﴾2: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره أنت.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص361.
2 راجع قاعدة "أفعال القلوب" ص 67.
237
199
الدرس العشرون: سورة الفيل
﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب حال.
﴿فَعَلَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿رَبُّك﴾: ربّ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب، سدّت مسدّ مفعولي (ترَ) الذي عُلق عن العمل بالاستفهام بـ (كيف)1.
﴿بِأَصْحَابِ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. أصحاب: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (فعل)، و(أصحاب) مضاف.
﴿الْفِيلِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَلَمْ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَجْعَلْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿كَيْدَهُمْ﴾2: كيد: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
1 راجع قاعدة "التعليق عن العمل" ص 67.
2 المراد بكيدهم سوء قصدهم بمكّة، وإرادتهم تخريب البيت الحرام.
238
200
الدرس العشرون: سورة الفيل
﴿تَضْلِيلٍ﴾1: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يجعل).
﴿وَأَرْسَلَ﴾: الواو عاطفة. أرسل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿عَلَيْهِمْ﴾: على: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (أرسل).
﴿طَيْرًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَبَابِيلَ﴾2: صفة أولى لـ (طيراً) منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
﴿تَرْمِيهِم﴾: ترمي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الياء للثقل. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هي. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب صفة ثانية لـ (طيراً). والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿بِحِجَارَةٍ﴾: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. حجارة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (ترمي).
﴿مِّن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
1 جعل سعيهم ضالّاً، لا يهتدي إلى الغاية المقصودة منه, فقد ساروا لتخريب الكعبة، وانتهى بهم إلى هلاك أنفسهم.
2 جماعات في تفرقة، زمرة زمرة.
239
201
الدرس العشرون: سورة الفيل
﴿سِجِّيلٍ﴾1: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جره الكسرّة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ (حجارة).
﴿فَجَعَلَهُمْ﴾: الفاء عاطفة. جعل: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿كَعَصْفٍ﴾2: الكاف حرف جرّ، مبني على الفتح. عصف: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (جعل).
وجه إعرابي آخر: الكاف: اسم بمعنى مثل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به، وهو مضاف.
الأصل في معنى الكاف التشبيه، نحو: زيد كالأسد.
وتأتي زائدة للتوكيد، نحو: ليس كمثله شيء، أي ليس مثله شيء.
وتستعمل اسماً بمعنى "مثل"، فتقع بعد كلّ عامل، وتكون في موضع الرفع أو النصب أو الجرّ، على حسب موقعه في الجملة. نحو:
- لو كان في قلبي كقدرِ قُلامة
- حبّاً لغيرك ما أتتك رسائلي
عصف: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿مَّأْكُولٍ﴾3: صفة مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
1 السجّيل على ما في المجمع بمعنى السجين، وهو النار، وقال الراغب: السجين حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرّب.
2 العصف: ورق الزرع.
3 العصف المأكول: ورق الزرع الذي أُكِل حبّه، أو قشر الحبّ الذي أُكِل لبّه، والمراد أنّهم عادوا بعد وقوع السجّيل عليهم أجساداً بلا أرواح، أو أنّ الحجر بحرارته أحرق أجوافهم.
240
202
الدرس العشرون: سورة الفيل
التمارين
1- عيّن أفعال القلوب ومفاعيلها في الآيات الكريمة الآتية:
﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا﴾
----------------------------------------------------------------
﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾
----------------------------------------------------------------
241
203
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾
243
204
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
بيان1:
تتضمّن السورة امتناناً على قريش بإيلافهم الرحلتين، وتعقّبه بدعوتهم إلى التوحيد وعبادة ربّ البيت، والسورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿لِإِيلَافِ﴾2: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. إيلاف: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلّقان:
1- بالفعل في (فليعبدوا)، أي ليعبدوا الله من أجل إلفهم...
2- بفعل مضمر، تقديره: أعجبوا لإيلاف...
3- بالفعل (فجعلهم) من سورة الفيل السابقة، لأنّهما كالسورة الواحدة. والتقدير: فجعلهم كعصف مأكول لتأتلف قريش رحلتها...
و(إيلاف) مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص364.
2 الألفة: اجتماع مع التئام.
245
205
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
﴿قُرَيْشٍ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِيلَافِهِمْ﴾: إيلاف: بدل من (إيلاف) الأولى، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الكسر، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿رِحْلَةَ﴾2: مفعول به للمصدر (إيلاف) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
يعمل المصدر عمل فعله، سواءٌ أكان محلّى بأل، أم مضافاً، أم مجرّداً من أل والإضافة.
يُشترط في عمل المصدر:
1- أن يصلح تقديره بأن والفعل، أو ما والفعل، نحو: يسرُّني شكرك المنعمَ.
المصدر هو (شكرك): ما شكرت، أو ما تشكر، أو أن تشكر.
والمنعم: مفعول به للمصدر (شكرك).
أو أن يكون نائباً عن فعله، نحو: تركاً الإهمالَ، أي اترك الإهمال.
﴿الشِّتَاء﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَالصَّيْفِ﴾: الواو عاطفة. الصيف: اسم معطوف على (الشتاء) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَلْيَعْبُدُوا﴾: الفاء فاء الجزاء، واقعة في جواب شرط مقدّر، أي إن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لهذه النعمة الخاصّة المذكورة. واللام لام الأمر، حرف
1 عشيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم ولد النضر بن كنانة، المسمّى قُريشاً.
2 خروج قريش من مكّة للتجارة, وذلك أنّ الحرم وادٍ جديب، لا زرع فيه ولا ضرع, فكانت قريش تعيش فيه بالتجارة، وكانت لهم في كلّ سنة رحلتان للتجارة: رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة بالصيف إلى الشام، وكانوا يعيشون بذلك، وكان الناس يحترمونهم لمكان البيت الحرام, فلا يتعرّضون لهم بقطع طريقهم أو الإغارة على بلدهم الآمن.
246
206
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
مبني على الكسر، وقد سُكّنت لسبقها بالفاء. يعبدوا: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل. والجملة في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.
﴿رَبَّ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
﴿هَذَا﴾: الهاء للتنبيه. ذا: اسم إشارة، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿الْبَيْتِ﴾: بدل مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
مرّ أنّ البدل هو تابع من التوابع...
والبدل لا يتبع المبدل منه إلا في الإعراب، وأمّا في غير ذلك، فيختلفان.
ومن موارد الاختلاف، أنّ البدل قد يكون اسماً ظاهراً، والمبدل منه مضمراً، كما في هذا المورد.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب بدل من (ربّ).
وجه إعرابي آخر: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب نعت لـ (ربّ).
﴿أَطْعَمَهُم﴾: أطعم: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به.
247
207
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
﴿مِّن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿جُوعٍ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أطعم).
يمكن أن يكونا متعلّقينً بمحذوف حال من الهاء في (أطعمهم).
﴿وَآمَنَهُم﴾: الواو عاطفة. آمن: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والهاء ضمير متّصل مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿مِّنْ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿خَوْفٍ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّق بالفعل (آمن).
ويمكن أن يكونا متعلّقين بمحذوف حال من الهاء في (آمنهم).
248
208
الدرس الواحد والعشرون: سورة قريش
التمارين
1- استخرج المصدر من الآيات الآتية، مبيّناً معموله وموقعه الإعرابي إن كان عاملاً:
﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ﴾
----------------------------------------------------------------
249
209
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾
251
210
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
بيان1:
وعيد لمن كان من المنتحلين بالدين، متخلّقاً بأخلاق المنافقين، كالسهو عن الصلاة، والرياء في الأعمال، ومنع الماعون، ممّا لا يلائم التصديق بالجزاء.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة، وقيل: نصفها مكّي، ونصفها مدني.
الإعراب:
﴿أَرَأَيْتَ﴾: الهمزة حرف استفهام، مبني على الفتح. رأيتَ: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، في محلّ نصب مفعول به.
يجوز أن تكون الرؤية قلبيّة، فيتعدى الفعل لمفعولين، أحدهما: اسم الموصول، والثاني محذوف، ويكون المعنى: هل عرفت الذي يكذّب بالدين من هو.
﴿يُكَذِّبُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص367.
253
211
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
﴿بِالدِّينِ﴾1: الباء حرف جرّ، مبني على الكسر. الدين: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يكذّب).
﴿فَذَلِكَ﴾: الفاء فاء الجزاء، واقعة في جواب شرط مقدّر، أي إنْ طلبت علمه فذلك... ذا: اسم إشارة مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد. والكاف حرف خطاب.
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع خبر، والجملة الاسميّة واقعة في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر.
وجه إعرابي آخر: (فذلك الذي) الفاء عاطفة تفيد السببية، والجملة من المبتدأ (ذا) والخبر (الذي) لا محلّ من الإعراب معطوفة على الجملة الابتدائية.
الأصل في معنى الفاء الترتيب والتعقيب.
ويتفرّع من ذلك مجيئها سببيّة، وذلك غالب في عطف الجمل، نحو: سجد فسها، زنى فرُجِم.
﴿يَدُعُّ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازا،ً تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْيَتِيمَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
1 المراد بالدين الجزاء، يوم الجزاء, فالمكذّب بالدين منكر المعاد. وقيل: المراد به الدين بمعنى الملّة.
2 الدعّ: الردّ بعنف وجفاء.
254
212
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
﴿وَلَا﴾: الواو عاطفة. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿يَحُض﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازا،ً تقديره: هو. والجملة الفعليّة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿عَلَى﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿طَعَامِ﴾: اسم مجرور بـ (على)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يحضّ)، و(طعام) مضاف.
﴿الْمِسْكِينِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فَوَيْلٌ﴾: الفاء استئنافية. ويل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو بمعنى (هلاك).
﴿لِّلْمُصَلِّينَ﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. المصلين: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الياء، لأنّه جمع مذكّر سالم، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ صفة لـ (المصلين).
﴿هُمْ﴾: ضمير منفصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿عَن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿صَلَاتِهِمْ﴾: صلاة: اسم مجرور بـ (عن)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (ساهون). و(صلاة) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 الحضّ:الترغيب.
255
213
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
﴿سَاهُونَ﴾1: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو، لأنّه جمع مذكّر سالم. والجملة الاسميّة صلة الموصل، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ صفة ثانية لـ (المصلين).
وجه إعرابي آخر: اسم موصول، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بدل من (الذين) الأولى.
﴿هُمْ﴾: ضمير منفصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿يُرَاؤُونَ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم). والجملة الاسميّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿وَيَمْنَعُونَ﴾: الواو عاطفة. يمنعون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة معطوفة على صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿الْمَاعُونَ﴾3: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
1 غافلون لا يهتمّون بها، ولا يبالون أن تفوتهم بالكليّة، أو بعض الأوقات، أو تتأخّر عن وقت فضيلتها، وهكذا.
2 يأتون بالعبادات لمرآة الناس, فهم يعملون للناس، لا لله تعالى.
3 كلّ ما يعين الغير في رفع حاجة من حوائج الحياة، كالقرض تقرضه، والمعروف تصنعه، ومتاع البيت تعيره.
256
214
الدرس الثاني والعشرون: سورة الماعون
التمارين
1- بيّن معنى الفاء في الآيات الآتية:
﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ﴾
----------------------------------------------------------------
﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾
----------------------------------------------------------------
257
215
الدرس الثالث والعشرون: سورة الكوثر
الدرس الثالث والعشرون: سورة الكوثر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾
259
216
الدرس الثالث والعشرون: سورة الكوثر
بيان1:
امتنان على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بإعطائه الكوثر، وتطييب لنفسه الشريفة بأنّ شانئه هو الأبتر. وهي أقصر سورة في القرآن. وقد اختلفت الروايات في كون السورة مكّيّة أو مدنيّة، والظاهر أنّها مكّيّة، وذكر بعضهم أنّها نزلت مرّتين جمعاً بين الروايات.
الإعراب:
﴿إِنَّا﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح على النون المحذوفة منعاً لتوالي الأمثال، أي ثلاث نونات. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بنا الفاعلين. والنا ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ). والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ نصب مفعول به أول.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص370.
261
217
الدرس الثالث والعشرون: سورة الكوثر
﴿الْكَوْثَرَ﴾1: مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿فَصَلِّ﴾: الفاء عاطفة. صَلِّ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب معطوفة على الجملة الابتدائية، وهي جملة (إن) واسمها وخبرها.
﴿لِرَبِّكَ﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. ربّ: اسم مجرور باللام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (صلّ)، و(ربّ) مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محل جرّ بالإضافة.
﴿وَانْحَرْ﴾2: الواو عاطفة. انحر فعل أمر، مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره أنت، والجملة معطوفة على ما قبلها.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح.
﴿شَانِئَكَ﴾3: شانئ: اسم (إنّ) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿الْأَبْتَرُ﴾4: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الاسميّة واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ).
1 الكوثر على وزن فوعل، وهو الشيء الذي من شأنه الكثرة، والكوثر الخير الكثير.
2 رفع اليدين في تكبير الصلاة إلى النحر، وقيل في معنى (انحر): نحر الأضحيّة تقرّباً لله تعالى.
3 الشانئ هو المبغض.
4 المنقطع نسله.
262
218
الدرس الثالث والعشرون: سورة الكوثر
وجه إعرابي آخر:
هو: ضمير فصل، مبني على الفتح، لا محلّ له من الإعراب.
هو: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ توكيد اسم (إنّ).
أُشكِل على هذا الوجه بأنّ الظاهر لا يؤكّد بالمضمر.
﴿الْأَبْتَرُ﴾: خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
263
219
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾
265
220
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
بيان1:
فيها أمره صلى الله عليه وآله وسلمأن يظهر للكفار براءته من دينهم، ويخبرهم بامتناعهم من دينه، فلا دينه يتعدّاه إليهم، ولا دينهم يتعدّاهم إليه، فلا يعبد ما يعبدون أبداً، ولا يعبدون ما يعبد أبداً، فلييأسوا من أيّ نوع من المداهنة والمساهلة.
واختلفوا في كون السورة مكّيّة أو مدنيّة، والظاهر من سياقها أنّها مكّيّة.
الإعراب:
﴿قُلْ﴾: فعل أمر، مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿يَاأَيُّهَا﴾: يا: حرف نداء. أيّ: منادى مبني على الضمّ في محلّ نصب. والهاء للتنبيه.
﴿الْكَافِرُونَ﴾2: صفة لـ (أيّ)، مرفوعة وعلامة رفعها الواو، لأنّها جمع مذكر سالم.
﴿لَا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص373.
2 يظهر أنّهم قوم معهودون، لا كلّ كافر.
267
221
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
﴿أَعْبُدُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنا. وجملة (يا أيّها الكافرون، لا أعبد) واقعة في محلّ نصب مقول القول.
﴿مَا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محل نصب مفعول به.
وجه إعرابي آخر: ما: حرف مصدري، مبني على السكون. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل (تعبدون) واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿تَعْبُدُونَ﴾1: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والعائد محذوف (ما تعبدونه).
﴿وَلَا﴾2: الواو عاطفة. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿أَنتُمْ﴾: ضمير منفصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿عَابِدُونَ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو، لأنّه جمع مذكّر سالم.
﴿مَا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل الفاعل (عابدون).
هنا عمِل اسم الفاعل مستنداً على النفي الواقع قبله.
وجه إعرابي آخر: ما: حرف مصدري، مبني على السكون. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل (أعبد) واقع في محلّ نصب مفعول به.
1 أي الأصنام.
2 نفي استقبالي لدخولهم في دين التوحيد.
268
222
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
﴿أَعْبُدُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنا. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب، والعائد محذوف (ما أعبده).
﴿وَلَا﴾: الواو عاطفة. لا: حرف نفي، مبني على السكون.
﴿أَنَا﴾: ضمير منفصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿عَابِدٌ﴾: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿مَّا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل (عابد).
﴿عَبَدتُّمْ﴾: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب، والعائد محذوف.
﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾: انظر إعراب الآية الكريمة الثالثة.
﴿لَكُمْ﴾: اللام حرف جرّ، مبني على الكسر. والكاف ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدم.
﴿دِينُكُمْ﴾: دين: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. والكاف ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَلِيَ﴾: الواو عاطفة. واللام حرف جرّ، مبني على الكسر. والياء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
269
223
الدرس الرابع والعشرون: سورة الكافرون
﴿دِينِ﴾1: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، وهو مضاف. والياء المحذوفة، أي ديني، ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
1 تأكيد لما تقدّم من نفي الاشتراك.
270
224
الدرس الخامس والعشرون: سورة النصر
الدرس الخامس والعشرون: سورة النصر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾
271
225
الدرس الخامس والعشرون: سورة النصر
بيان1:
وعد له صلى الله عليه وآله وسلم بالنصر والفتح، وأنّه سيرى الناس يدخلون في الإسلام فوجاً بعد فوج، وأمره بالتسبيح حينئذٍ والتحميد والاستغفار. والسورة مدنيّة، نزلت بعد صلح الحديبية، وقبل فتح مكّة.
الإعراب:
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، تضمّن معنى الشرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بجوابه (فسبّح)، وهو مضاف.
﴿جَاء﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿نَصْرُ﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة، و(نصر) مضاف.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص376.
273
226
الدرس الخامس والعشرون: سورة النصر
﴿وَالْفَتْحُ﴾1: الواو عاطفة. الفتح: اسم معطوف على (نصر)، مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿وَرَأَيْتَ﴾: الواو عاطفة. رأيت: فعل ماض، مبني على السكون، لاتّصاله بتاء الضمير. والتاء ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع فاعل. والجملة واقعة في محلّ جرّ معطوفة على جملة (جاء نصر).
﴿النَّاسَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿يَدْخُلُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، لأنّه من الأفعال الخمسة. وواو الجماعة فاعل. والجملة واقعة في محلّ نصب حال من (الناس)، إن كان المراد من فعلت (رأيت) الرؤية البصريّة، أمّا إن كان المراد من (رأيت) الرؤية القلبيّة، بمعنى (علمت)، فيكون (الناس) مفعولاً أوّلاً، وجملة (يدخلون) في محلّ نصب مفعول به ثان.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿دِينِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل في (يدخلون)، و(دين) مضاف.
﴿اللَّهِ﴾: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿أَفْوَاجًا﴾2: حال من الواو في (يدخلون)، منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
1 فتح مكّة.
2 الفوج: الجماعة المارّة المسرعة.
274
227
الدرس الخامس والعشرون: سورة النصر
﴿فَسَبِّحْ﴾: الفاء فاء الجزاء، واقعة في جواب (إذا). سبّح: فعل أمر، مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت، والجملة جواب الشرط، لا محلّ لها من الإعراب.
دخلت الفاء وجوباً على الجواب في هذا المورد، لكون الجواب فعلاً طلبيّاً.
﴿بِحَمْدِ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. حمد: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل (سبّح)، و(حمد) مضاف.
﴿رَبِّكَ﴾: ربّ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف والكاف ضمير متّصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾: الواو عاطفة. استغفر: فعل أمر مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت. والجملة الفعليّة على جواب الشرط. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب مفعول به.
﴿إِنَّهُ﴾: إنّ: حرف توكيد ونصب، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ نصب اسم (إنّ).
﴿كَانَ﴾: فعل ماض ناقص، مبني على الفتح. واسم (كان) ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿تَوَّابًا﴾: خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والجملة من (كان) واسمها وخبرها واقعة في محلّ رفع خبر (إنّ).
275
228
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾
277
229
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
بيان1:
وعيد شديد لأبي لهب بهلاك نفسه وعمله، وبنار جهنّم ولامرأته. والسورة مكّيّة.
الإعراب:
﴿تَبَّتْ﴾2: تبّ: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والتاء للتأنيث، حرف مبني على السكون.
﴿يَدَا﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف، لأنّه مثنّى، حُذفت نونه للإضافة، وهو مضاف.
﴿أَبِي﴾3: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الياء، لأنّه من الأسماء الستّة، وهو مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص384.
2 التبّ والتباب هو الخسران والهلاك، وقيل: دوام الخسران، وقيل: الخيبة، وقيل: الخلوّ من كلّ خير... وهو دعاء عليه بهلاك نفسه وبطلان ما كان يأتيه من الأعمال لإطفاء نور النبوّة، أو قضاء منه تعالى بذلك.
3 هو أبو لهب بن عبد المطلب، عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. كان شديد المعاداة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، مصرّاً في تكذيبه، مبالغاً في إيذائه بما يستطيعه من قول وفعل، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: تبّا لك, لمّا دعاهم إلى الإسلام لأوّل مرّة, فنزلت السورة، وردّ الله التباب عليه.
279
230
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
﴿لَهَبٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَتَبَّ﴾: الواو عاطفة. تبّ: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿مَا﴾: حرف نفي، مبني على السكون.
وجه إعرابي آخر: اسم استفهام، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به لـ (أغنى)، والتقدير: أيَّ شيء أغنى عنه ماله.
﴿أَغْنَى﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر.
﴿عَنْهُ﴾: عن: حرف جرّ، مبني على السكون. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أغنى)، أو بمحذوف حال من فاعل (أغنى).
﴿مَالُهُ﴾: مال: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَمَا﴾: الواو عاطفة. ما: حرف نفي، مبني على السكون.
أوجه إعرابيّة أخرى:
ما: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب مفعول به لفعل (كسب)، والتقدير: أيَّ شيء كسب. وجملة (كَسَبَ) صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب، والعائد محذوف، أي ما كسبه.
ما: حرف مصدري، مبني على السكون. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل بعدها واقع في محلّ رفع معطوف على الفاعل (مال).
﴿كَسَبَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
280
231
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
﴿سَيَصْلَى﴾: السين حرف استقبال، مبني على الفتح. يصلى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف للتعذّر. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿نَارًا﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿ذَاتَ﴾: صفة منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها، وهي مضاف.
﴿لَهَبٍ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿وَامْرَأَتُهُ﴾: الواو عاطفة. امرأة: اسم معطوف على فاعل (يصلى) مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، أي سيصلى أبو لهب وامرأته، و(امرأة) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿حَمَّالَةَ﴾: مفعول به لفعل الذمّ المحذوف، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
وجه إعرابي آخر: بناءً على قراءة النصب (حمّالةَ)، تكون حالاً، أي تصلى النار مقولاً لها ذلك.
وجه إعرابي آخر: قُرِأت حمّالةُ (بالضمّ)، وعليه هناك وجهان:
امرأة فاعل، وحمّالة نعت لها.
امرأة مبتدأ، وحمّالة خبر لها.
﴿الْحَطَبِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
1 حمّالة الحطب: كانت تحمل أغصان الشوك وغيرها، وتطرحها بالليل في طريق رسول الله، يؤذيه بذلك.
281
232
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
﴿جِيدِهَا﴾: جيد: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم، و(جيد) مضاف. والهاء ضمير متّصل، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿حَبْلٌ﴾: مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. أو في محل نصب حال من (حمالة الحطب).
﴿مِّن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿مَّسَدٍ﴾1: اسم مجرور بـ (من) وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة لـ (حبل).
1 حبل مفتول، من الليف.
282
233
الدرس السادس والعشرون: سورة المسد
التمارين
1- علّل الابتداء بالنكرة في قوله تعالى: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾:
----------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------
2- هل تأنيث الفاعل للفعل في قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ واجب أم جائز؟ علّل ذلك:
----------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------
3- عدّد الأسماء الخمسة، مبيّناً علامة إعرابها في حالات الرفع والنصب والجرّ:
----------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------
283
234
الدرس السابع والعشرون: سورة الإخلاص
الدرس السابع والعشرون: سورة الإخلاص
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾
285
235
الدرس السابع والعشرون: سورة الإخلاص
بيان1:
السورة تصفه تعالى بأحديّة الذات، ورجوع ما سواه إليه في جميع حوائجه الوجوديّة، من دون أن يشاركه شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وهو التوحيد القرآنيّ الذي يختصّ به القرآن الكريم، ويبني عليه جميع المعارف الإسلاميّة.
وقد تكاثرت الأخبار في فضل السورة، حتى ورد من طرق الفريقين أنّها تعدل ثلث القرآن.
والسورة تحتمل المكّيّة والمدنيّة، والظاهر من بعض ما ورد في سبب نزولها أنّها مكيّة.
الإعراب:
﴿قُلْ﴾: فعل أمر، مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿هُوَ﴾: ضمير الشأن، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ أول.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، مبتدأ ثان مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص387.
287
236
الدرس السابع والعشرون: سورة الإخلاص
﴿أَحَدٌ﴾1: خبر المبتدأ الثاني، مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والجملة من المبتدأ الثاني وخبره واقعلة في محلّ رفع خبر المبتدأ الأول. والجملة من المبتدأ الأول وخبره واقعة في محلّ نصب مقول القول.
وجه إعرابي آخر:
﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، خبر المبتدأ. والجملة من المبتدأ والخبر في واقعة محلّ نصب مقول القول.
﴿أَحَدٌ﴾: بدل، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أحد.
وجه إعرابي آخر:
﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل، مبني على الفتح، واقع في محلّ رفع مبتدأ.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، بدل مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة.
﴿أَحَدٌ﴾: خبر المبتدأ. والجملة واقعة في محلّ نصب مقول القول.
﴿اللَّهُ﴾: لفظ الجلالة، مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿الصَّمَدُ﴾2: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
1 أحد: وصف مأخوذ من الوحدة، كالواحد، غير أنّ الأحد إنّما يطلق على ما لا يقبل الكثرة، لا خارجاً ولا ذهناً, ولذلك لا يقبل العدّ ولا يدخل في العدد، بخلاف الواحد, فإنّ كلّ واحد له ثانٍ وثالث، إمّا خارجاً وإمّا ذهناً، بتوهّم أو بفرض العقل، فيصير بانضمامه كثيراً, وأمّا الأحد فكلّ ما فرض له ثانٍ كان هو هو لم يزد عليه شيء.
2 الصمد: القصد، أو القصد مع الاعتماد، يُقال: صمده يصمده صمداً، من باب نصر, أي قصده أو قصده معتمدا عليه. وقد فسّروا الصمد - وهو صفة - بمعانٍ متعدّدة، مرجع أكثرها إلى أنّه السيد المصمود إليه, أي المقصود في الحوائج.
288
237
الدرس السابع والعشرون: سورة الإخلاص
﴿يَلِدْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿وَلَمْ﴾: الواو عاطفة. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يُولَدْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون، وهو مبني للمجهول. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو.
﴿وَلَمْ﴾: الواو عاطفة. لم: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون.
﴿يَكُن﴾: فعل مضارع ناقص مجزوم بـ (لم)، وعلامة جزمه السكون.
﴿لَّهُ﴾: اللام: حرف جرّ، مبني على الفتح. والهاء ضمير متّصل، مبني على الضمّ، واقع في محلّ جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من (كفوّاً).
﴿كُفُوًا﴾1: خبر (يكن) مقدّم منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجه إعرابي آخر:
﴿لَّهُ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
﴿كُفُوًا﴾: حال من (أحد)، منصوب، أي لم يكن أحدٌ كفواً، فلمّا قدّم النكرة نصبها على الحال.
﴿أَحَدٌ﴾: اسم (يكن) مؤخّر مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
1 كفواً: المثيل والنظير, والمعنى أنّه ليس لله مثيل أو نظير في ذاته أو فعله.
289
238
الدرس الثامن والعشرون: سورة الفلق
الدرس الثامن والعشرون: سورة الفلق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
291
239
الدرس الثامن والعشرون: سورة الفلق
بيان1:
أمر للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يعوذ بالله تعالى من كلّ شرّ، ومن بعضه خاصّة. والسورة مدنيّة على ما يظهر ممّا ورد في سبب نزولها.
الإعراب:
﴿قُلْ﴾: فعل أمر مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿أَعُوذُ﴾2: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنا. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب مقول القول.
﴿بِرَبِّ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. ربّ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (أعوذ)، و(ربّ) مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص392.
2 العوذ هو الاعتصام والتحرّز من الشرّ، بالالتجاء إلى من يدفعه.
293
240
الدرس الثامن والعشرون: سورة الفلق
﴿الْفَلَقِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿شَرِّ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أعوذ)، و(شرّ) مضاف.
﴿مَا﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ بالإضافة.
وجه إعرابي آخر:
﴿مَا﴾: حرف مصدري، مبني على السكون. والمصدر المؤوّل منها ومن الفعل بعدها واقع في محلّ جرّ بالإضافة، والتقدير: من شرّ خلقه.
﴿خَلَقَ﴾: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب. والعائد محذوف، أي من شرّ ما خلقه.
﴿وَمِن﴾: الواو عاطفة. من: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿شَرِّ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (أعوذ)، و(شرّ) مضاف.
﴿غَاسِقٍ﴾2: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِذَا﴾: مفعول فيه، ظرف زمان، مجرّد من معنى الشرط، مبني على السكون، واقع في محلّ نصب متعلّق بـ (شرّ)، وهو مضاف.
1 الشقّ والفرق. والغالب إطلاقه على الصبح, لأنّه المشقوق من الظلام.
2 الغسق: أوّل ظلمة الليل، وقد غسق الليل، يغسق إذا أظلم، والغاسق: الليل إذا غاب الشفق.
294
241
الدرس الثامن والعشرون: سورة الفلق
﴿وَقَبَ﴾1: فعل ماض، مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾2: انظر إعراب (ومن شرّ غاسق).
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿الْعُقَدِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (النفّاثات).
﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾: انظر إعراب الآية الكريمة الثالثة.
1 دخل.
2 النساء الساحرات اللاتي يسحرن بالعقد على المسحور، وينفثن في العقد.
295
242
الدرس التاسع والعشرون: سورة الناس
الدرس التاسع والعشرون: سورة الناس
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ﴾
297
243
الدرس التاسع والعشرون: سورة الناس
بيان1:
أمر للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أن يعوذ من شرّ الوسواس الخنّاس. والسورة مدنيّة كسابقتها، على ما يستفاد ممّا ورد في سبب نزولها، بل المستفاد من الروايات أنّ السورتين نزلتا معاً.
الإعراب:
﴿قُلْ﴾: فعل أمر مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنت.
﴿أَعُوذُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً، تقديره: أنا. والجملة الفعليّة واقعة في محلّ نصب مقول القول.
﴿بِرَبِّ﴾: الباء: حرف جرّ، مبني على الكسر. ربّ: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ (أعوذ)، و(ربّ) مضاف.
1 الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ج20، ص395.
299
244
الدرس التاسع والعشرون: سورة الناس
﴿النَّاسِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿مَلِكِ﴾: بدل من (ربّ) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
وجه إعرابي آخر:
﴿مَلِكِ﴾: عطف بيان، مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿مَلِكِ﴾: صفة لـ (ربّ)، مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخرها.
﴿النَّاسِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾: انظر إعراب الآية الكريمة الثانية.
﴿مِن﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿شَرِّ﴾: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (أعوذ)، و(شرّ) مضاف.
﴿الْوَسْوَاسِ﴾1: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الْخَنَّاسِ﴾2: صفة لـ (الوسواس) مجرورة، وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة على آخره.
مرّ أن النعت يجب أن يكون مشتقّاً أو مؤوّلاً بمشتقّ.
وهنا النعت مشتقّ، لأنّه من صيغ المبالغة (فعّال).
﴿الَّذِي﴾: اسم موصول، مبني على السكون، واقع في محلّ جرّ صفة ثانية لـ (الوسواس).
1 حديث النفس بما هو كالصوت الخفيّ.
2 صيغة مبالغة من الخنوس بمعنى الاختفاء بعد الظهور، قيل: سمّي الشيطان خنّاساً, لأنّه يوسوس للإنسان، فإذا ذكر الله تعالى رجع وتأخّر، ثمّ إذا غفل عاد إلى وسوسته.
300
245
الدرس التاسع والعشرون: سورة الناس
وجه إعرابي آخر:
﴿الَّذِي﴾: واقع في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو. أو في محلّ نصب لفعل محذوف، تقديره: أذمّ أو أعني.
﴿يُوَسْوِسُ﴾: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً، تقديره: هو. والجملة الفعليّة صلة الموصول، لا محلّ لها من الإعراب.
﴿فِي﴾: حرف جرّ، مبني على السكون.
﴿صُدُورِ﴾: اسم مجرور بـ (في)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل (يوسوس)، و(صدور) مضاف.
﴿النَّاسِ﴾: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿مِنَ﴾: حرف جرّ، مبني على السكون، وقد حُرّك بالفتح، منعاً لالتقاء الساكنين.
﴿الْجِنَّةِ﴾1: اسم مجرور بـ (من)، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف حال من فاعل (يوسوس).
﴿وَالنَّاسِ﴾: الواو عاطفة. الناس: اسم معطوف على (الجنّة) مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
1 الجنّة: شياطين الجنّ.
301
246