المقدّمة
1
المقدّمة
فهذا الكتاب هو فكر الشهيد مرتضى مطهّري قدس سره الموجود في الدورة العقائديّة الكاملة، حرّره ولخصه ورتبّه وراقبه وبوَّبه مركز نون.
2
التوحيد
3
التوحيد
الدرس الأول: مبادئ عامـّة في التوحيد
4
التوحيد
يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾1.
5
التوحيد
المقدّمة الأولى: التصوّر الصحيح لمسألة التوحيد:
6
التوحيد
فعلى الأقلّ، لا تقولوا إنّ مسألة التوحيد فطريّة، بل هي معضلة فكريّة عجز الإنسان عن التوصّل إلى حلّ يقينيّ ضروريّ بشأنها.
7
التوحيد
8
التوحيد
ثالثاً: الالتفات إلى مفاهيم ترتبط بالوجود الإلهيّ:
9
التوحيد
بكونه ضروريّاً وما يقابله من المحال، كما يتعاطى الرياضيّ عندما يثبت أنّ مجموع زوايا المثلث يساوي مجموع زاويتين قائمتين، فيعتبر ذلك بعد أن يبرهن عليه ضروريّاً، ويعتبر غيره- بأن يكون مجموع زواياه أكثر أو أقلّ- محالاً. فمسألة كون الشيء محالاً أو ضروريّاً مسألة بديهيّة، مع أنّها تحمل مفهوماً يقع خارج دائرة المحسوسات، كما أقرّ العلم بوجود الزمان، مع أنّ الإنسان لا يمكن أن يدركه بأيّ حاسّة من حواسّه....12
10
التوحيد
ويؤيّد هؤلاء كلامهم ببعض ما ورد من النصوص الدينيّة:
11
التوحيد
فالنتيجة: صحيح أنّ العقول عاجزةٌ عن الوصول إلى كنه الباري عزّ وجلّ، إلا أنّنا نؤمن بأنّها تتمكّن من معرفته ضمن حدود معيّنة، بل ثمّة مقدار واجب من هذه المعرفة.
12
التوحيد
بلا حاجة إلى مصداق حسيٍّ خارجيّ، ويستطيع أن يحكم على هذه المفاهيم، ممّا يؤسّس إلى علم معرفيّ برهانيّ20.
13
التوحيد
والجواب: أنّ الموجود الذي يتّخذ لنفسه مكاناً إلى جوار العالم ليس إلهاً في الواقع، والإله الحقيقيّ لا يحتاج في وجوده إلى مكان خاصّ به، بل هو موجودٌ في الأرض وفي السماء وفي جميع الموجودات على حدّ سواء: ﴿وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ﴾23، ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله﴾24.
14
التوحيد
يحصل عليه فيما بعد، فهذا يعني أنّه واجب الوجود من جميع الجهات، فكل ما فيه واجبٌ وضروريّ.
15
التوحيد
معدوماً في زمانٍ ثمّ يظهر للوجود لاحقاً، بل يكفي أن يكون وجوده مفاضاً عليه من غيره، وأن تكون ذاته قائمةً بغيره- بأن يكون ممكن الوجود، بحيث يكون وجوده بعلّةٍ خارجةٍ عن ذاته. وإذا كان الأمر كذلك، فلا يؤثّر فيه أن يكون مسبوقاً بعدمٍ أو لا.
16
التوحيد
النتيجة:
17
التوحيد
3ـ المقدّمة الثالثة: عندما نبحث عن الله، فلا بدّ أن نبحث عن وجودٍ كليٍّ ومطلقٍ، محيطٍ بالأشياء، فنبحث عنه خارج دائرتي الزمان والمكان، ولذا، فلا يؤثّر في إثبات وجوده كون المكان محدوداً أو لا، ولا كون الزمان متناهياً أو لا.
18
طرق التوحيد طريق الفطرة
19
طرق التوحيد طريق الفطرة
20
طرق التوحيد طريق الفطرة
فهذا الطريق ينطلق من النفس، ليستكشف تلك الجاذبيّة التي تربطه بحقيقة إسمها (الله)، ليثبت من خلال ذلك وجود هذه الحقيقة، من دون أن يكون له علاقةٌ بالعلم التجريبيّ أو بالفكر والاستدلال.
21
طرق التوحيد طريق الفطرة
22
طرق التوحيد طريق الفطرة
23
طرق التوحيد طريق الفطرة
القرآن والفطرة
ويعدّ الإسلام أوّل من أماط اللثام عن حقيقة أنّ الله سبحانه قد خلق الإنسان مفطوراً على الدين: ومن أبرز الآيات وأوضحها قوله تعالى:﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾3.
تنبيه القرآن إلى طريق الفطرة:
نبّه القرآن في آياتٍ متعدّدةٍ إلى طريق الفطرة. ولذلك، فإنّ القرآن يُعدّ أصل هذا الطريق، ويعبّر القرآن عن هذه الحقيقة بأشكالٍ متعدّدةٍ، فيعتمد أحياناً لغةَ الرمز والإشارة، كما في (آية عالم الذرّ) وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾4، فالمقصود من قوله: ﴿مِنْ ظُهُورِهِمْ﴾
________________________________________
2- معاني الأخبارـ الشيخ الصدوق ـ ص: 4.
3- الروم:30.
4- الأعراف:172.
31
24
طرق التوحيد طريق الفطرة
25
طرق التوحيد طريق الفطرة
26
طرق التوحيد طريق الفطرة
27
طرق التوحيد طريق الفطرة
28
طرق التوحيد طريق الفطرة
29
طرق التوحيد طريق الفطرة
30
طرق التوحيد طريق الفطرة
31
طرق التوحيد طريق الفطرة
32
الطريق العلميّ
أهداف الدرس
33
الطريق العلميّ
الطريق العلميّ أو شبه الفلسفيّ:
34
الطريق العلميّ
ومثاله: عندما يرى الإنسان عباراتٍ بليغةً منظّمةً قد كُتبت على ورقة، فإنّه يعتقد بأنّ هذا لا يمكن أن يحدث صدفةً، ويكتشف أنّ وراء ذلك موجداً عاقلاً مدبّراً قد نضّد حروفها ونظّم كلماتها.
35
الطريق العلميّ
إشارة القرآن إلى هذه الأنحاء:
36
الطريق العلميّ
ثانياً: برهان النظم:
37
الطريق العلميّ
2ـ العلّة الصوريّة: وتعني الهيئة والشكل الذي يُطلب أن تكون عليه الكتابة والخط حتى تؤدّي المعنى المقصود من الرسالة (أي الشكل الصحيح الذي يجب أن ترسم الحروف عليه لتكوين الكلمة فالعبارة)، وكلّ جملةٍ لها صورةٌ غير الأخرى، وإذا تغيّر مكان حرفٍ من الرسالة فإنه تتغيّر بالتالي صورتها.
38
الطريق العلميّ
كما أنّه ينكر الاستقلال الذاتيّ للأشياء وظهورها على نحو الصدفة، وبناءً عليه لا يمكن للماديّ أن ينكر وجود منظم لهذا الكون، نعم أقصى ما يمكن أن يدّعيه هو وجود النظم دون أن يسمّي المنظّم، فيما الموحّد يسمّي هذا المنظم وهو الله، فالماديّ يتحدّث عن فاعل مجهول، والموحّد عن فاعل معلوم4.
39
الطريق العلميّ
وفاعلٍ هادفٍ، مدركٍ ومريدٍ ومختارٍ، يقف وراء تلك السلسلة الطبيعيّة من العلل والمعلولات.
40
الطريق العلميّ
دور العلّة الغائيّة في إثبات وجود الله:
41
الطريق العلميّ
كلّ هذه المظاهر بنظمها الدقيق لا يمكن أن تكون إلا على أساس اختيارٍ واعٍ وحكيمٍ لها.
42
الطريق العلميّ
الكاتبة سوى أنّه جلس وأخذ يُحرّك أصابعه بشكلٍ عشوائيّ على الطابعة، لكان الجواب على هذا الادّعاء بحساب الاحتمال على النحو التالي:
43
الطريق العلميّ
الصدفة ومبدأ العليّة الغائيّة:
44
الطريق العلميّ
إلى هنا يتبيّن أنّ هذه الأشياء كانت تسير وفق الهدف والنظام المرسوم والمحدّد لها، فما هو دور الصدفة في هذه الأحداث؟
45
الطريق العلميّ
ففي النتيجة، إنّ ما نراه من أنظمة في عالم الوجود ليس ناشئاً عن الصدفة، فإنّ من يرى العالم على حقيقته خاضعاً لتأثير وتدبير علمٍ كليّ وإرادةٍ كليّةٍ، يراه يسير وفق غايته وهدفه.
46
الطريق العلميّ
1ـ برهان النظم: في مقابل الصدفة، فالنظم يعني الإعتماد على العلّة في وجود الأشياء.
47
الطريق العلميّ
أسئلة الدرس
48
الطريق العلميّ-2-
أهداف الدرس
49
الطريق العلميّ-2-
برهان الهداية:
50
الطريق العلميّ-2-
هذا التقسيم من كلمات الفخر الرازيّ في تفسيره لسورة الأعلى، حيث استند في هذا التمييز إلى القرآن الكريم، إذ القرآن الكريم هو أوّل من ذكر برهان النظم وبرهان الهداية كدليلين مستقلّين، وذلك في مجموعة من آياته:
51
الطريق العلميّ-2-
الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾4، فالآيات هذه تشتمل على فصلين مستقلّين، يبتدئ كلّ منهما بكلمة: ﴿اقْرَأْ﴾، ويشير الفصل الأوّل إلى برهان النظم، والفصل الثاني إلى برهان الهداية5.
52
الطريق العلميّ-2-
الترجمة يعمل وفق ما نُظّمت عليه تركيبته الماديّة، لأنّ المادّة تعمل ضمن دائرة قوانينها وطبيعة الأنظمة التي تحكمها، لذا فهو يُترجم الكلام الذي أعطي له مسبقاً، وهو لا يستطيع ـ وحده ـ أن يستعمل التورية أو التقية فيترجم كلاماً غير الذي أعطي له مثلاً،كما لو كان في الغرفة من لا تريد أن يطّلع على ما تقوله! إنّ هذا غير ممكن ما دام هذا الجهاز لا يتمتع بالشعور والتفكير والإبداع الموجودة في الكائنات الحيّة.
53
الطريق العلميّ-2-
أوّلاً: الهداية في الإنسان:
54
الطريق العلميّ-2-
ـ ستحدث فيه تغيراتٌ هادفةٌ تلقائيّةٌ وغير إراديّةٍ ـ لا تنشأ من الآثار البيئيّة المباشرة، ولا من الإرادة الذاتيّة للحيوان- وتكون هذه التغيرات هادفةً تتناسب ومقتضيات البيئة الجديدة، فيتغيّر شعر جلده ولون بدنه حتّى يتمكّن من مقاومة أشعّة الشمس القويّة، إلى تغيرات أخرى في أعضائه وجوارحه.
وذكر (إبن سينا) مثالاً لذلك، وهو ما لو وُضعت دجاجةٌ في مكانٍ لا يوجد فيه ديكٌ يدافع عنها، ففي هذه الحالة سيظهر تدريجيّاً مخلبٌ خلف قدمها ـ كما هو عند الديك، ثمّ يشتدّ لتستخدمه كحربة في العراك.
إنّ محلّ كلامنا هو مثل هذا التغيّر، الذي لا يكون نتيجةً طبيعيّةً لتأثّر ما، ولا يكون إراديّاً من نفس الحيوان، وبالتالي هو ليس مقتضى طبيعة نظمه وتركيبه، وإنّما هو عملٌ وحركةٌ هادفةٌ بنوعٍ من الشعور غير الإراديّ، ممّا يكشف عن هدايةٍ وتدبيرٍ خفيّ يتدخّل في سير وحركة هذا الحيوان يُضاف إلى طبيعة نظمه وإتقان صنعه.
66
يتحصّل من ذلك أنّ هذه النشاطات المثيرة للدهشة والتي نراها في سلوكيّات الإنسان وغيره من الكائنات الحيّة ـ مثل ترميم خلايا الإنسان وظهور أعضاءٍ جديدةٍ لدى الحيوان ـ شيء غير النظم الموجود في بدن المخلوقات، وهذا يعطي أن في البناء العامّ للموجودات المنظم(النظم) شيئاً يشبه اللغز خفِيت علينا حقيقته، وهو يكشف عن وجود نوعٍ من الهداية الخفيّة تقود الموجودات الحيّة نحو أهدافها.
ثمّ إنّ هناك مظاهر أخرى يمكن ملاحظتها في كلّ من الإنسان والحيوان، والتي لا يمكن تفسيرها سوى بالاعتقاد بتلك الهداية الخفيّة، كالغريزة في الحيوان والإلهامات لدى الإنسان، وبيانها:
55
الطريق العلميّ-2-
الغريزة عند الحيوان:
56
الطريق العلميّ-2-
الإلهامات الأخلاقيّة، والإلهامات الإشراقيّة، الرؤى والأحلام
57
الطريق العلميّ-2-
ج ـ النفس اللوّامة: هناك نوعٌ من المحاسبة الذاتيّة تقوم به نفس الإنسان، حيث تلومه على ما يرتكبه من سيئات الأعمال وتحاكمه بعد أن يختلي بنفسه، ممّا يجعل الجاني يدرك أنّه يرتكب الجرائم. ولذلك تكشف كثيرٌ من التجارب أنّ الجناة يصابون في عاقبة أمرهم بأمراضٍ نفسيّةٍ وعصبيّةٍ وأزماتٍ روحيّةٍ، كما ينقل عن (بسر بن أرطأة) الذي كان أحد جلاوزة معاوية حيث كانت عاقبته أن ابتلي بالجنون، وكذلك ينقل عن الطيّار الذي ألقى القنبلة الذريّة على مدينة (هيروشيما).
58
الطريق العلميّ-2-
لحوادث الماضي ولا نتيجة حتميّةً لها، بل هو ثمرة إستعداد ذهن الإنسان لتلقّي نوعٍ من الإلهام والإيحاء، فهو الذي يتحدّث عنه (إينشتاين) بقوله: (...إنّ النظريّات المهمّة والكبرى في العالم هي التي تنقدح ـ على نحو الإلهام ـ فجأةً وفي حالةٍ معيّنةٍ في أذهان العلماء)12.
59
الطريق العلميّ-2-
المكتومة في داخل الإنسان، فتكون أحلامه عبارةً عن تجلياتٍ دقيقةٍ لتلك الأمور المكتومة، كسارق الأكفان الذي رأى في منامه أنّه يقشّر البيض المسلوق فيأكل بياضه ويطرح صفاره.
60
الطريق العلميّ-2-
واحدةٍ من هاتين الخليّتين على طرفي النقيض، وبلغ التمايز بينهما درجةً جعلت كلّاً منهما عاجزةً عن مواصلة الحياة لو وضعت في غير بدنها.
61
الطريق العلميّ-2-
إنّ نيوتن نفسه صرّح بتأثير الإرادة الإلهيّة في قانون الجاذبيّة، فقال:(إنّ القانون الذي اكتشفته لا يكفي وحده لإيجاد هذا النظم ولا بدّ من وجود قوّةٍ مؤثّرةٍ إضافة لذلك).
62
الطريق العلميّ-2-
ـ تظهر الهداية في الحيوانات عندما نتأمّل مبدأ التكيّف مع البيئة، حيث تظهر للحيوان لا شعوريّاً بعض الأعضاء التي تساعده ليعيش في بيئةٍ جديدةٍ. كما تظهر الهداية في الغريزة التي نجدها في هذا الحيوان.
63
التوحيد ونظريـّة التطوّر
أهداف الدرس
64
التوحيد ونظريـّة التطوّر
تمهيد:
65
التوحيد ونظريـّة التطوّر
من الصحّة، إمّا للعجز عن الإحاطة بجميع العلوم التي يؤرّخون لها، وإمّا لوجود تحريفات في هذا التاريخ ناتجة عن سوء نيّة.
66
التوحيد ونظريـّة التطوّر
وفي الواقع فإنّ العامّة من الناس هم الذين كانوا يؤمنون بهذه النظريّة، أمّا العلماء فلم يؤيّدوها، بل كانوا يرونها نظريّةً عاميّةً وليست فلسفيّةً، فبعضهم عارضها وبعضهم سكت عنها.
67
التوحيد ونظريـّة التطوّر
وقد تبنّى هذه النظريّة بعض الفلاسفة، إنطلاقاً من الأصول الفلسفيّة، كأرسطو وإبن سينا.
68
التوحيد ونظريـّة التطوّر
ويضمر بصورةٍ تدريجيّة.
69
التوحيد ونظريـّة التطوّر
عامل الوراثة:
70
التوحيد ونظريـّة التطوّر
(التنازع لأجل البقاء) وبقاء الأصلح:
71
التوحيد ونظريـّة التطوّر
اعتبرها بعض الماديّين إنتصاراً لعقيدتهم في عدم وجود الله، فيما انبرى بعض الإلهيّين إلى مكافحة هذه النظريّة بهدف الدفاع عن عقيدة التوحيد والإيمان بالله، وإعتقد آخرون بأن التوحيد يستلزم الاعتقاد بنظريّة ثبات الأنواع ـ نظريّة الخلق.
72
التوحيد ونظريـّة التطوّر
نفس النظريّة، وهو نتيجة أبحاثٍ معاصرةٍ أثبتت بطلان هذه النظريّة، وبعضها توحيديّ ينطلق من فرض التسليم بهذه النظريّة فيبيّن أنّها لا تؤثّر ـ لا هي ولا غيرها ـ على عقيدة التوحيد، وبالتالي لا يستلزم الإيمان بالتوحيد الاعتقاد بنظريّة أخرى.
73
التوحيد ونظريـّة التطوّر
الأنواع، هو مسألة إنتقال الصفات بالوراثة، ولولا هذا الأصل لما تمّ أيٌّ من كلامهما، وقد إكتشف العلماء في ما بعد عدم صحة الإنتقال الوراثيّ للصفات المكتسبة وللتغييرات السطحيّة التابعة لتغيّر البيئة.
74
التوحيد ونظريـّة التطوّر
الموجودات الحيّة، والتي لا يمكن أن تكون قد جاءت على نحو الصدفة.
75
التوحيد ونظريـّة التطوّر
أمرٌ طبيعيّ قد جرت سنّة الخلق عليه 10، فالله هو الذي خلق ونظّم عالمنا على أساس الأسباب والمسبّبات.
76
التوحيد ونظريـّة التطوّر
كيف تظهر أعضاء جديدة تتناسب مع الحاجات الطارئة ـ كظهور القرون للعراك في بعض الذكور من الحيوانات التي تتعرّض للإعتداء ـ وبدقّةٍ متناهية؟
77
التوحيد ونظريـّة التطوّر
فلو لم تكن العين موجودةً بهذا الشكل من التكامل في مراحل تطوّرها الأولى فإنّ الإنسان لم يكن ليستفيد منها، وبالتالي لما كانت محلّاً للتطوّر والتكامل لا وفق قوانين لامارك، إذ وفق قوانينه سيؤدّي عدم الإستفادة منها إلى الإستغناء عنها وفقدانها، ولا وفق قوانين داروين، حيث لا مكان لانتخاب الأفضل ما دامت العين حينها غير قابلةٍ للاستفادة منها حتّى تتطوّر.
78
التوحيد ونظريـّة التطوّر
ـ أمّا الجواب على الإشكال:
79
البراهين الفلسفية والعقليـّة
أهداف الدرس
80
البراهين الفلسفية والعقليـّة
تمهيد:
81
البراهين الفلسفية والعقليـّة
بحوث سابقة- ولكن ما يُلاحظ عليها محدوديّة المعرفة التوحيديّة التي تقدّمها:
82
البراهين الفلسفية والعقليـّة
تُثبت أنّه:﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾2، أي الاعتقاد بخلوّ ذاته من جميع أَشكال الجهل.
83
البراهين الفلسفية والعقليـّة
الثانية: إنّ سبيل عامّة الناس في معرفة الله هو سلوك هذه الطرق، فإنّ المهمّ بالنسبة للعوام هو الحصول على أصل الإيمان بالله، لذلك يكفيهم أن يستدلّوا بوجود ما يشاهدونه من آثار القدرة والعلم والتدبير الإلهيّ، دون أن يتقدّموا خطوة إضافيّة إلى الأمام. ويختص بهذه الخطوة من كان لديه معرفةٌ أسمى بالله عزّ وجلّ.
84
البراهين الفلسفية والعقليـّة
ونعرض هذا البرهان ضمن مقدّمات:
85
البراهين الفلسفية والعقليـّة
بنفسها إلى محرّك، وإنّما تغيير الحركة(كزيادة سرعتها أو تغيير اتجاهها) هو الذي يحتاج إلى محرّك.
86
البراهين الفلسفية والعقليـّة
الفلسفيّة في هذا البرهان أوضح من السابق.
87
البراهين الفلسفية والعقليـّة
تنبيه:
88
البراهين الفلسفية والعقليـّة
والمعلولات إلى ما لا نهاية، فيكون نظام الوجود مكوّناً من سلسلةٍ غير متناهيةٍ من ممكنات الوجود.
89
البراهين الفلسفية والعقليـّة
يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾10.
90
البراهين الفلسفية والعقليـّة
النتيجة: فلا بدّ أن تكون هذه الذات- الأكمل تصوّراً- موجودةً، وإلا لما كانت أكمل (يلزم خلف فرض كونها الأكمل).
91
البراهين الفلسفية والعقليـّة
الجواب على طريقة الاستدلال:
92
البراهين الفلسفية والعقليـّة
أصالة الوجود:
93
البراهين الفلسفية والعقليـّة
غيرها، لأنّ من لوازم المعلوليّة التأخّر والنقص والعدم، وليس ذلك من لوازم الوجود.
94
البراهين الفلسفية والعقليـّة
ثابتاً، وإلا لزم أن يكون له محرّك آخر وهكذا، وما يكون ثابتاً فهو وراء عالم الطبيعة.
95
البراهين الفلسفية والعقليـّة
أسئلة الدرس
96
توحيد الذات
أهداف الدرس
97
توحيد الذات
تمهيد:
98
توحيد الذات
فالإنسان الذي يسلك هذا الطريق يدرك صفاتٍ من قبيل العلم والإدراك والإرادة بشكل عامّ لله تعالى ليُثبت من خلالها وجوده، دون أن يتقدّم في هذا الطريق خطوةً إضافيّةً في بيان حقيقة هذه الصفات، فلا يبيّن معارف ومفاهيم أساسيّة في مجال التوحيد، كحقيقة علمه تعالى أو قدرته، وأنّه: ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾2، و﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾3، و﴿بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾4...- كما تقدّم5.
99
توحيد الذات
إثبات ذلك من خلال عدّة براهين:
100
توحيد الذات
ب- التعدّد والتكثّر لا يتصوّران في الوجود المطلق وغير المتناهي:
101
توحيد الذات
البرهان الثاني: برهان التمانع:
102
توحيد الذات
يقوم هذا البرهان على أساس ثلاث مقدّمات:
103
توحيد الذات
المقدّمة الأولى. ولكن، بحكم المقدّمة الثانية، فإنّ إيجاد كلّ واحدٍ من الواجبين يستلزم حصول وجودين، فيما الذي عيّناه هو وجودٌ واحدٌ، وبعبارةٍ أخرى إنّ انتساب هذا المعلول الواحد إلى كلا الواجبين يعني تعدّد وجوده. وأمّا أن ينتسب إلى أحد الواجبين بعينه، فهذا يكون ترجيحاً بلا مرجّح، وقد ثبت بطلانه، كما بينّا في المقدّمة الثالثة.
104
توحيد الذات
المنافي لوجوب الوجود، فيكون ممكناً وهو خلاف الغرض.
105
توحيد الذات
نصّ النبيّ لإثبات وحدانيّة الله، وإنّما أساس هذا البرهان يعتمد على النبوّة بوصفها ظاهرةً من ظواهر العالم، حيث تشكّل بنفسها برهاناً على وحدانيّته تعالى، كما ذكر أميرُ المؤمنين عليه السلام في خطابه لولده الحسن عليه السلام، يقول: (يا بنيّ إنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، (...)، ولكنّه إلهٌ واحدٌ كما وصف نفسه لا يضادّه في ملكه أحد). وخلاصة الاستدلال: أنّ الوحي وإرسال الأنبياء لهداية البشر لازم لوجود الله، فلو كان هناك إلهٌ آخر لكانت له رسل.
106
توحيد الذات
خلاصة الدرس
107
توحيد الذات
أسئلة الدرس
108
الصفات
أهداف الدرس
109
الصفات
تمهيد:
110
الصفات
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾2، بينما الصفات التي يُدركها العقل البشريّ صفاتٌ سلكت طريقها إليه بواسطة مشاهدتها في المخلوقات. وإذا نسبنا هكذا صفاتٍ إلى الله عزّ وجلّ نكون قد أثبتنا صفةً مشتركةً بينه وبين خلقه، لذا لا بدّ أن نقتفي سبيل (التنزيه) حتّى لا نقع في (التشبيه).
111
الصفات
للفرق بين صفات الله وصفات المخلوق، فعلم زيد حادث وعلم الله قديم، وعلم زيد مقيّد فيما علم الله مطلق...
112
الصفات
والجواب:
113
الصفات
أساس أنّ العقل غيرُ قادرٍ على اكتشاف صفات الحقّ تعالى، ولذا فليس لنا سوى إتّباع الشريعة في ذلك، فنصفه تعالى بما وصفته به الشريعة دون ما سوى ذلك.
114
الصفات
بعين الإعتبار، فجاءت أفكارهم مخالفةً للمقاييس العقليّة والعلميّة، ومخالفةً للقرآن أيضاً.
115
الصفات
كما ثبت وفق البرهان الوجوديّ- فلا بدّ أن تصدق على ذاته تعالى جميع شؤون الوجود وكمالاته بحدّها المطلق واللامتناهي.
116
الصفات
الصفات المقيّدة المحدودة؟
117
الصفات
الصفات، وذلك لتمايز الصفات التي ننسبها للذات الإلهيّة عن الصفات التي نعرفها في المخلوق، وإلا لزم إنكار نفس وجوده ووحدانيّته. وأمّا الروايات الواردة في النهي عن وصفه تعالى، فقد وردت في جماعةٍ خاضت في المسألة دون أن يكون لديها الكفاءة العلميّة، ولم تعتمد على توجيه القرآن وأئمّة الدين في إستنباط الصفات.
118
العدل، اتجاهاته وآثاره
اتجاهاته وآثاره
119
العدل، اتجاهاته وآثاره
أهداف الدرس
120
العدل، اتجاهاته وآثاره
تمهيد:
121
العدل، اتجاهاته وآثاره
إذاً فالله عزّ وجل مالك الملك على الإطلاق، وأيّ تصرّف منه في الكون إنّما هو تصرّف في ملكه، ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾1 ﴿وإليهِ يرجِعُ الأمرُ كلُّهُ﴾2، لذا لا يمكن أن نعثرَ على مصداقٍ للظلم في حقّه تعالى، ومن هنا يقال إنّ الله ليس بعادلٍ ولا ظالمٍ، لأنّه لا يمكن إفتراض غيره مالكاً لحقٍّ ما، حتى تكون رعايته عدلاً وعدمها ظلماً.
122
العدل، اتجاهاته وآثاره
لورود ذلك في الكتاب والسنّة، ولا يرون حاجةً للبحث في معنى العدل والدليل عليه، ولا يعتبرون أنفسهم ملزمين بالإجابة7 عن الشبهات الواردة على العدل الإلهي.
123
العدل، اتجاهاته وآثاره
للحسن والقبح وغيرهما من المفاهيم في ساحة القدس الإلهية، حيث إنّ هذه المعايير كلّها معاييرٌ إنسانيةٌ، وتبنّي ذلك بحقّ الله تعالى يعتبر نوعاً من تعيين الوظيفة له عزّ وجل، بل يثبت الحكماء له سبحانه صفةَ العدل من جهةٍ أعمق يأتي الحديث عنها في المعنى الرابع من معاني العدل.
124
العدل، اتجاهاته وآثاره
أ ـ ثبوت الحقوق والأولويات: فمن يقوم بعملٍ أو إختراعٍ ما فهو أولى به من غيره.
125
العدل، اتجاهاته وآثاره
والدليل على ثبوت صفة العدل بهذا المعنى لله عزّ وجل، هو أنّ الذات الإلهية خيرٌ وكمالٌ مطلق تعطي ولا تمسك، لكنّها تعطي كلّ موجودٍ بحسب قابليته.
126
العدل، اتجاهاته وآثاره
خلاصة الدرس
127
العدل، اتجاهاته وآثاره
أسئلة الدرس
128
الاختلاف والترجيح
129
الاختلاف والترجيح
تمهيد:
130
الاختلاف والترجيح
لقد قسَّم الإنسانُ منذ القدم الكونَ إلى قطبين أساسيّين، الخير والشر، ثمّ جعل من نفسه المقياس والمحور للتشخيص1، فاعتبر أنّ النور والمطر والشمس والأرض مصاديق للخير، وأنّ القحط والسيول والزلازل والأمراض في قائمة الشر، ثمّ بدأ بالتساؤل عن مبدأ الخير ومبدأ الشر، هل هو واحدٌ؟ أو أنّ لهما مبدأين مختلفين؟
131
الاختلاف والترجيح
الجواب العام على جميع الشبهات:
132
الاختلاف والترجيح
دليلاً على عدم أهليّته وموجباً لفقدان الثقة به، لما لدينا من صورةٍ مسبقةٍ عنه، بل نقول إنّ هناك سرّاً ومصلحةً ما في عمله نحن لا ندركها.
133
الاختلاف والترجيح
بين الاختلاف والترجيح:
134
الاختلاف والترجيح
وتوضيح ضمن مقدمات ترتبط بتحليل النظام الكوني، والإرادة الإلهية في بداية خلقة الكون، وبالنظام الذي اقتضته هذه الإرادة، وهل تعرّض القرآن الكريم لهذا النظام أم لا.
135
الاختلاف والترجيح
ولذا ينسب القرآن الكريم تدبير الكون تارةً إلى الله، قال تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْض﴾6، وأخرى إلى الملائكة، قال تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾7.
136
الاختلاف والترجيح
ما ترتبط به، لا إذا ما نظر إليها منفردةً ومستقلةً.
137
الاختلاف والترجيح
نظام الكون في القرآن:
138
الاختلاف والترجيح
تغيير في الكون يبدو للوهلة الأولى أنه خرق أو إستثناء من القانون, بينما هو في الواقع خاضع لتغيير في الشروط والظروف. وأي تغيير في الشروط يؤدي إلى زوال القانون ويحل مكانه قانون آخر. فالقانون يتغير بحكم القانون لا أنه ينسخ القانون الأول, وبهذا يفترق عن القانون الوضعي الذي يضعه الإنسان, فهو قد يخترق وفيه إستثناءات دائما.
139
الاختلاف والترجيح
قدر الله عزّ وجل13. والمستفاد من الرواية أنّ الإنسان إذا عرّض نفسه للخطر وتضرر من ذلك فهذا قانون الله وقضاؤه، وإذا فرّ من الخطر ونجا، فذلك أيضاً من قانون الله وتقديره، ﴿... وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾14.
140
الاختلاف والترجيح
خلاصة الدرس
141
الاختلاف والترجيح
أسئلة الدرس
142
شبهة الشرور
أهداف الدرس
143
شبهة الشرور
تمهيد:
144
شبهة الشرور
القول بوجود مبدأين للوجود، أحدهما تصدر منه الموجودات الخيّرة، والآخر تصدر منه الشرور.وهؤلاء عندما عجزوا عن حلّ مشكلة الشرور حاولوا تبرئة الله من الشرّ فقالوا بوجود شريك له، وألقوا على هذا الشريك مسؤولية كلّ شرّ موجودٍ في هذا العالم.
145
شبهة الشرور
الشرور ترجع بذاتها إلى كونها عدماً ونقصاً، فالعمى- مثلاً- ليس أمراً وجوديّاً بل هو عدم البصر، والفقر عبارة عن عدم تملّك المال لا أنّ الفقر شيء موجود، والجهل كذلك هو عدم العلم، ولذا فالإنسان عندما يتعلّم يكسب أشياء لا أنه يخسر شيئاً كان موجوداً لديه إسمه الجهل.
146
شبهة الشرور
والوجود والعدم هما كالشمس والظلّ، فعندما نضع شيئاً في الشمس فالقسم الذي يبقى مظلماً ومحروماً من الشمس يقال له الظلّ، فما هو الظلّ؟ إنّ الظلّ هو الظلمة وهو عدم النور، وعندما نقول إنّ النور قد شعّ من الشمس فإنه لا يصحّ أن نسأل: ومن أين تشعّ الظلمة وما هو مبدؤها؟ وهذا ما يقصده الحكماء من قولهم: (إنّ الشرور ليست مجعولةً بالذات وإنما هي مجعولةٌ بالعرَض).
147
شبهة الشرور
وهذه أشياءٌ إعتباريّة لأنّ وجودها بهذه الصفة جاء تابعاً لوجودها الحقيقي، فالله منح الوجود لهذه الأشياء بذاتها ولزم منها هذه الصفات، وهذه الصفات لم تخلق إبتداءً. إنّ هذه الصفات نشأت من مقايسة الإنسان المخلوقات مع بعضها البعض وإلا لو نظر الإنسان إلى هذه الأشياء مجرّدة عن غيرها فلن يأتي إلى ذهنه السؤال عن المفاضلة بينها وبين غيرها.
148
شبهة الشرور
لماذا كانت الحيّة شراً للإنسان؟ نعم يصح أن نسأل لماذا خلق الله الحيّة؟ وهذا ما يأتي الجواب عليه في بحث فوائد الشرور.
149
شبهة الشرور
بالجمال لما كان أحدٌ منهم جميلاً، ولو كانوا جميعاً قبيحين لم يكن هناك قبيحٌ واحدٌ. إنّ إحساس الإنسان بالجمال وإدراكه له لا يوجدان إلا ضمن شروطٍ وهي أن يكون في مقابل الجمال قبح. إن كثيراً من الأشياء لا يدركها الإنسان إلا بمقايستها إلى الأشياء الأخرى، ولذا كلما ازدادت معرفة الإنسان إزدادت ملاحظاته وإستنتاجاته حول هذا الكون وإزداد إيمانه بخالق الكون.
150
شبهة الشرور
الله المشمشةَ مشمشةً بل أوجدها) أي إنّ الله خلق المشمش وغيره من الفواكه والثمار وهي من البداية هكذا، لا أنه أوجدها ثم أعطاها هذه الصفة.
151
شبهة الشرور
تتكامل وتتقدّم عبر الشدائد والمشاكل، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾6 بمعنى أننا خلقناه وسط الآلام والشدائد، ولذا كان الإستغراق في الدلال والنعمة والبُعد عن الشدائد موجباً للضعف وعدم القدرة على التقدم. وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام التعبير عن هذه الحقيقة بقوله: (ألا وإنّ الشجرة البريّة أصلب عوداً والروائع الخضراء أرقّ جلوداً والنباتات البدويّة أقوى وقوداً وأبطأ خموداً)7.
152
شبهة الشرور
إنّ للبلاء آثاراً تربويةً مهمةً، فهو ينمي النفس على الرضى بالقضاء ويصقل النفس ويجعلها أكثر قوةً وطاقةً.
153
شبهة الشرور
مثلاً أن للشرور فوائدَ متعددةً وخيراتٍ جمّة منها:
154
شبهة الموت والفناء
أهداف الدرس
155
شبهة الموت والفناء
هناك مجموعة من الشبهات التي تطرح حول العدل الإلهي ينبغي الإجابة عنها:
156
شبهة الموت والفناء
المتكلّمون هذه الرغبة الموجودة في الإنسان هي الدليل على بقاء الإنسان بعد الموت.
157
شبهة الموت والفناء
مختلفٌ. ولكن هذا التشبيه يوضّح لنا الصورةَ وأنّ ظروف الطفل داخلَ الرحم تختلف إختلافاً واضحاً عمّا سيعيشه خارج الرحم، فهو يتغذى من الحبل السري ولا يتنفس من رئتيه إلا بعد أن يخرج من الرحم، مع أنّ جهازه الهضمي والرئتين تتكون داخل الرحم ولكنه لا يتمكن من استخدامها. إنّ جميع أعضاء البدن التي تتكوّن في الرحم لم تُجعل ليستفيد منها الطفل داخل الرحم وإنما جُعلت لتتم الإستفادة منها خارج الرحم. وعالم الدنيا أيضاً كذلك، فهو كالرحم حيث يتمّ فيه صنع وإعداد الأجهزة الروحية للإنسان كي يستفيد منها في عالم آخر هو عالم ما بعد الموت.
158
شبهة الموت والفناء
159
شبهة الموت والفناء
الشبهة الثانية، الجزاء الأخروي:
160
شبهة الموت والفناء
دخل الطعام عبر فمه، فإنه سوف يموت كما أنّه لو لم يتنفس برئتيه متى خرج إلى الدنيا سوف يموت أيضاً!
161
شبهة الموت والفناء
ج- البذر والحصاد:
162
شبهة الموت والفناء
التأثير والتأثر، التعاون والتضاد وغير ذلك مما هو موجود في هذه الدنيا، لا وجود له في ذلك العالم، وإلا ففي الجنة توجد حياة إجتماعية، فالصالحون مجتمعون تسودهم الألفة والمحبة ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾11، والفاسقون تفرقهم الأحقاد والضغائن ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾12.
163
شبهة الموت والفناء
الأمر الثالث: أنواع الجزاء:
164
شبهة الموت والفناء
ذلك العالم مجال لتكرّر الذنب حتى يكون الغرض من العقوبة الحيلولة دون تكرّر الذنب، كما أنّه لا مجال للتشفّي في حقّ الله تعالى لا سيما في العقوبات التي ترجع إلى الحقوق الإلهيّة التي لا ترتبط بحقوق الناس.
165
شبهة الموت والفناء
إرتباط الاتّحاد والعينيّة، أي إنّ الجزاء الأخرويّ هو عبارة عن تجسّم الأعمال التي قام بها الإنسان في هذه الدنيا، وإلى هذا يشير القرآن في العديد من الآيات، منها قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾16، وقال تعالى: ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾17، وفي آية أخرى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾18، وكذلك قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾19.
166
شبهة الموت والفناء
ج- إنّ الدنيا هي دار إمتحان وإختبار إلى عالم أوسع وأرحب.
167
الشفاعة
أهداف الدرس
168
الشفاعة
تمهيد:
169
الشفاعة
ونحن في هذا البحث سوف نتناول مسألة الشفاعة بشكل موضوعي، متعرّضين لما يُقبل ولما يُنكر منها، ثم نختم بالإعتراضات الموجَّهة إليها، مجيبين بما يقتضيه المنطق الصحيح، وما يكون شافياً للقارئ الكريم.
170
الشفاعة
الثلاثة، وأنه كان يطبَّق حتى على أقارب الحكّام، وذلك بمراجعة بسيطة لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام.
171
الشفاعة
القسم الثاني: الشفاعة المقبولة:
172
الشفاعة
كما ويحدث هذا الأمر أيضاً في الجهة الأخرى، أي في حالة الضلال والإضلال، كما يقول تعالى في شأن فرعون: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾9، هكذا يظهر فرعون بصورة شفيع وواسطة لقومه الذين اتبعوه خطوةً خطوة ليدخلهم إلى جهنم.
173
الشفاعة
غلبة الرحمة في نظام الكون:
174
الشفاعة
أصل السلامة:
175
الشفاعة
علاقة المغفرة بالشفاعة:
176
الشفاعة
النتيجة:
177
الشفاعة
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً﴾14.
178
الشفاعة
والجواب: إنّ هذه النتيجة لا يصحّ إستنباطها وفهمها من الاعتقاد بالشفاعة، فهي لا تدفع الإنسان نحو التجرّي، لأنّ بعض شروطها بقي طيّ الكتمان، فلا يعلم الإنسان المذنب هل حقق شروط الشفاعة أم لا؟
179
الشفاعة
القابلة، ورحمة الله جزء العلّة الفاعلة)، وبتعبير آخر: إنّ الإنسان مرهون بعمله، لكن ليس العمل علة تامة لدخول الجنة، وإنما العمل جزء العلة التي تؤثر في دخول الجنة، فهو بحاجة أيضاً إلى الرحمة الإلهية فهي العلة المؤثرة والأساس، ومن مظاهر رحمة الله وممّا يصدر عنها الشفاعة التي تحدّثنا عنها.
180
الشفاعة
لأنه لا قابلية له لنيل الشفاعة الإلهية، فيما تنال آخرين لأنهم حققوا شروطها، ولا سيما الشرط الأساس وهو الإيمان بالله سبحانه وتعالى. فالشفاعة تسير ضمن القوانين الإلهية ومعها، بل هي من قوانين الرحمة الإلهية العامة والشاملة، ولكن لها شروطها وضوابطها، فمن يحقق الشروط ينالها ومن لا يحققها يحرم منها لقصور فيه لا لضعف في القانون أو لإستثناء في القانون.
181
الشفاعة
يوم القيامة، كما أن الضلال الذي يتحقق من أهل الباطل يتجسّم يوم القيامة.
182
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
183
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
أهداف الدرس
184
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
تمهيد
185
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
الحاجة إلى الرسالة
186
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
وإدارة الحياة الإنسانيّة، سواءً كانت من قِبَل الله أو من قِبَل الناس، ولكن بشرط أن تكون أصولها من عند الله.
187
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
الأمر.ومن ثَمّ يبقى الإنسان بحاجةٍ إلى مَنْ يهديه إلى مصالحه الإجتماعيّة فيما لو تركها سعياً وراء منافعه الفرديّة الضيّقة. وهذا لا يعني أن الأنبياء عليهم السلام قد بعثوا من أجل تعطيل العقل الإنسانيّ ودفعه إلى الركود، ولم يكونوا بديلاً للعقل، بل على العكس تماماً، فقد بُعثوا لتحريك العقول وتحريرها.
188
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
ما دام الله حكيماً فلا يصدر منه فعلٌ إلاّ طبق المصلحة، فما هو حسن يجب عليه فعله، بمقتضى حكمته، وإلاّ أضرّ ذلك بحكمته، وما هو قبيحٌ ينبغي له أن لا يفعله، وإلاّ كان ذلك طعناً في حكمته.
189
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
190
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
الحيوانات لا يمكن أن يكون لها منشأ غير الإلهام الإلهيّ.
191
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
جميع الثائرين وأصحاب الحركات كانوا أساساً على هذه السيرة.
192
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
6- تختلف تعاليم الأنبياء عن تعاليم الآخرين (الفلاسفة والعلماء) في النهج.
193
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
كانوا مؤمنين بما يقولونه.
194
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
مع الإشارة إلى أنَّ هؤلاء الأنبياء عليهم السلام لمّا كانوا يؤمنون بعمق تديّنهم، وقد ثبت أنّهم منزّهون عن الكذب والحيلة، فيكون كلّ ما قالوه صدقاً، ومنه أنَّ هذه التعاليم ليست من عند أنفسهم، ولا من تداعيات عقولهم، بل إنّهم أخذوها من إله مفترض.
195
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
شبهات وحلول
196
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
لماذا لا يمكن أن نفترض الإنسان موجوداً في مرتبة موجودٍ آخر، ولماذا لم يَصِر الإنسان فرساً والفرس إنساناً، ولماذا لم يصبح أبو جهل نبيّاً والنبيّ أبا جهلٍ؟
197
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
لماذا نلحظ كثرة الأنبياء في أرض معيّنة؟
198
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾13، وهذا يعني وجود النبوّات في كلّ الأمم والأقوام. وهذا المنطقُ هو المرجع والأصل لنا مع فقد الدليل التاريخيّ على الإثبات والنفي.
199
النبوة ضرورتها ومناهج الإثبات
أساسيّاً في بحث إثبات النبوّة14، الذي هو استدلال بالإنّ على النبوّة، بحيث لو أهملنا الآثار والدلائل التي ذكرها الأنبياء عليهم السلام فلن نستطيع إثبات النبوّة.
200
الوحي
أهداف الدرس
1- معرفة الوحي لغة واصطلاحاً.
2- القدرة على شرح النظرية العامية حول الوحي.
3- فهم النظرية التنويرية حول الوحي.
4- القدرة على شرح نظرية حكماء المسلمين حول الوحي.
5- القدرة على شرح رأي الفلاسفة وعلماء النفس حول نظرية حكماء المسلمين.
6- تعدُّد استعمالات القرآن لكلمة الوحي بالإستناد إلى الآيات القرآنية.
229
201
الوحي
تمهيد:
202
الوحي
لكن مع ذلك يمكن البحث عن الوحي ويمكن نفي بعض الأمور من خلال حكم العقل أو من خلال القرائن، أو من خلال الآيات القرآنية وما ذكره لنا الأنبياء عليهم السلام أنفسهم.
203
الوحي
فلا بدّ من موجود آخر يتمكّن من قطع هذه المسافة الشاسعة، يهبط إلى الأرض ويتحدّث إلى النبيّ، ويكون حلقة الوصل بينه وبين الله.
204
الوحي
205
الوحي
ولكنّ هذه النظريّة لا تتناسب مع ما ورد من إستعمال القرآن للوحي في مختلف الموجودات، ولذا فهي عاجزة عن تفسير ذلك، كما أنّها تُعبّر عن تفسير بعيد عن الوقائع التي طرحها الأنبياء بالنسبة لخصائص الوحي المُلقى إليهم، كوجود حالة التعليم والأخذ من مصدر خارج ذواتهم، وشعورهم بمصدر الوحي العلويّ، وإدراكهم للواسطة فيه...
206
الوحي
الروحيّة، وتوجد الأولى في العالم الماديّ الطبيعي، والأخرى في عالم ما وراء الطبيعة.
207
الوحي
بعالمنا، وهذا ما نسمّيه بالوحي. غاية الأمر أنّ هذا الشعور والإستعداد الباطنيّ يتفاوت بين الأفراد تفاوتاً كبيراً، فهو نور في أقوى مراتبه عند الأنبياء، يؤهّلهم للإرتباط الحقيقيّ الواقعيّ مع عالم الغيب فيطرقون مختلف أبوابه، فيما يضعف في بقيّة أنواع البشر ليكون شعاعاً خافتاً وومضة طفيفة من عين ذلك النور.
208
الوحي
ثالثاً: ارتقاء النفس
209
الوحي
ذلك العالم ترفده بالعلوم والحقائق المرتبطة بعالمنا.
210
الوحي
صورة إنسان ضمن نقطة محدّدة، لذا كان النبيّ تارة يرى جبرائيل على صورته الحقيقيّة الواقعيّة، حيث كان يراه بباطنه وقد ملأ الأفق أمامه، وأخرى يراه متمثّلاً بصورة إنسان.
211
الوحي
ما ينقله شخصٌ معيّن هو من وحي النبوّة، إذا ما ادّعى ذلك.
212
الوحي
أن يكون نبيّاً ولا رسولاً، لقب "المحدَّث"12.
213
الوحي
كما ورد هذا المعنى تارة بالنسبة للأرض: ﴿يومئذ تُحدّث أخبارها بأنّ ربّك أوحى لها﴾15، وأخرى بالنسبة للسماء: ﴿وأوحى في كلّ سماء أمرها﴾16.
214
الوحي
خلاصة الدرس
215
الوحي
وهذه النظريّة بعيدة كلّ البعد عن الحقائق والمعطيات التي أتى بها الأنبياء عليهم السلام، وذكرها القرآن الكريم.
216
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
أهداف الدرس
217
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
تمهيد
218
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
تعريف المعجزة
يُعرِّف بعضٌ المعجزة بصيغةٍ يجعلُها أمراً غير ممكنٍ1، ولكنَّ هذا تعريفٌ خاطِئٌ.
والحق أن لفظ المعجزة لم يرِدْ في القرآن، وإنّما هو مصطلح إستخدمه المتكلّمون، وأرادوا به ما ذكره القرآن بكلمة "آية"، وهي العلامة التي تكون دليلاً على صدق دعوى النبيّ.
فالنبيّ يدّعي علاقةً وإتّصالاً بالعالم الآخر- عالم الغيب- والمعجزةُ هي الدليل على صدقه في دعواه تلك. وقد عبّروا عن الآية بالمعجزة لأنّ من لوازم كون الشيء آيةً أن يعجز بقيّة الناس عن الإتيان بمثله. وقد تحدّى الأنبياء عليهم السلام أممهم أن يأتوا بمثل ما يأتون به فلم يستطيعوا ذلك، فتكون المعجزة أو الآية قد أبرزت عجزهم عن الإتيان بمثلها.
إبداعات الماهرين
إنّ مَنْ يبلغ مرتبةً لا يبلغها غيرُه في أيّ مجالٍ من المجالات الأدبيّة، أو الصناعيّة، أو العلميّة، ويأتي بما لا يأتي به غيره، وأمثلةُ ذلك كثيرةٌ، لا يعدّ عمله هذا معجزةً من وجهة نظر المتكلِّمين وبالمعنى المصطلح عندهم، وإن كانت تشمله الكلمة بالمعنى اللغوي. ومن هنا كان لا بد للأمر المعجز من تضمّن بُعد غيبي واعتباره أمراً غير بشري، وخارجاً عن قدرة البشر، وهذا ما يقصده المتكلمون من المعجزة.
________________________________________
1- هذا هو السائد عادةً في كتب المادّيّين، فقد استخدم بعضُهم المعجزة بمعنى يُرادِف الصدفة، التي تعني وقوع حادثةٍ في العالم من دون محدِثٍ، ومن دون عِلّةٍ، بالأساس. وهذا أمرٌ محالٌ، ويرفضه الإلهيون؛ لأنَّ إذعانهم له يمثّل نقضاً لأحد الطُرُق التي استخدموها منذ القديم في الاستدلال على وجود الله، كما أنَّه لا يصلح لأن يكون آيةً لإثبات نبوّة أيِّ نبي؛ إذ ما علاقة حادثة وُجدت بذاتها بأنَّ هذا نبيّ أو لا؟
250
219
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
فمن شروط كون الشيء معجزةً أن يكون عملاً غير بشرِيٍّ. فالمعجِز هو خارجٌ عن سنخ العمل البشريّ، وفوق حدود القدرة الإنسانيّة، وهذا ما نراه واضحاً في معجزات الأنبياء عليهم السلام السابقين على نبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وسلم. وسنتعرَّض لمعجزته صلى الله عليه وآله وسلم بشكلٍ مستقِلٍّ. فمن طبيعة الماء أن يسيل، فإيقاف الماء كالجدار حتّى يمرّ موسى ومَنْ معه ليس عملاً بشريّاً من الدرجة الأولى، بل هو عمل خارجٌ عن قدرة وطاقة البشر، وهكذا سائر المعجزات.
220
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
والمصادر التاريخية، وقع الكلام في تفسير هذه الظاهرة وبيانها، وقد ذكر في هذا المجال أربعُ نظريّاتٍ3:
221
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
وتذكر بصراحة أنّ السنن الإلهيّة لا تتغيّر، وهي آياتٌ كثيرةٌ7، والمعجزة بمعنى خرق العادة هي تبديل للسنّة الإلهِيّة، وهذا لا يكون أبداً بنصّ القرآن.
222
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
وأورَدَ بعضهم8 على الدليل الثاني لأصحاب هذه النظريّة أنَّ السنن في القرآن تختصّ بالمسائل التي ترتبط بتكليف العباد، فسنّة الله في إنزال العقوبة بالمسيء وإثابة المحسِن لن تتغيَّر أبداً، ويؤكِّد هذا الأمر السياق القرآنِيّ للآيات التي تحدَّثت عن عدم تغيّر السنن الإلهِيّة. وبعبارةٍ موجَزةٍ: قانون الثواب والعقاب هو الذي لا يتغيّر بحَسَب منطق القرآن، وأمّا قانون الخلقة ونظام التكوين فلا دليل في القرآن على أنّه لا يتغيَّر.
223
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
تغيير القانون متى شاء، وكيف شاء.
224
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
وتعالى يقوم فجأةً بتغيير تلك السنّة وذلك القانون، ويخرجه عن نطاقه المألوف، ليرينا علامةً على أنّ مدّعي النبوّة مبعوثٌ من عنده.
225
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
إشكالٌ وجوابٌ:
226
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
بل هي غطاءٌ فوق العلّة الواقعيّة- فقد ذكروا أنّه ليست هناك معجزةٌ خارجةٌ عن نطاق القانون الطبيعِيّ الواقعيّ، لا القانون الذي يعرفه البشر، فالقانون الذي يعرفه الإنسان قد يكون هو نفسُه قانون الطبيعة، وقد لا يكون.
227
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
وهم يختلفون مع أصحاب نظريّة الأشاعرة، فإنّ أولئك لا يؤمنون بوجود سرٍّ للمعجزة أساساً.
228
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة
المعجزة، فما يقوم به النبيّ ليس فعله، بل هو فعل الله، الذي بيده تغيير قانون العالم متى شاء، وكيف شاء.
229
المعجزة الخاصّة
أهداف الدرس
230
المعجزة الخاصّة
إعجاز القرآن الكريم
231
المعجزة الخاصّة
ميزة القرآن
232
المعجزة الخاصّة
الجمال قد يكون في الكذب، بحيث ترى الشعراء يتفنّنون في تضمين أشعارهم بعض الصور الفاقعة الكذب، وذلك كنوعٍ من إضفاء مسحة من الجمال على قصائدهم، وقد قيل في الشعر: أعذبه أكذبه.
233
المعجزة الخاصّة
وبعبارةٍ أخرى: لقد كان القرآن الكريم الوسيلة الوحيدة التي اتَّخذها النبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم لجذب الناس إلى دعوته، ومواجهة المناوئين، وقد أقرّ بجاذبيّته وتأثيره أعداء الرسالة آنذاك، إلاّ أنَّهم عزوه إلى السحر، وإلى أنَّ فيه طلسماً هو الذي يضفي عليه قوّة الجذب.
234
المعجزة الخاصّة
آنذاك، وكانت تُعتَبَر من الموارِد المتشابِهات.
235
المعجزة الخاصّة
ويمتاز القرآن الكريم عن غيره من النصوص النثريّة بقابليّته للنغم، فمع أنَّه ليس شعراً، إذ لا وزن فيه، ولا قافية، ولا يعتمد الخيال والتشبيهات الشعرِيّة، نراه يقبل اللحن والنغم، وتأثيره معهما أكبر من تأثيره من دونهما، ومن هنا كانت الوصيّة منهم (بتلاوة القرآن بالصوت الحَسَن)6، وفي بعض الأخبار: "تغنَّوْا بالقرآن" وبطبيعة الحال ليس المراد التغنّي المحرّم وهو المثير للشهوة بحيث يخرج العقل عن طبيعته بل المحرّك للأحاسيس الفطرية والمشاعر التي تفتح قلب الإنسان على الله تعالى.
236
المعجزة الخاصّة
مَنْشُور وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾8.
237
المعجزة الخاصّة
وهنا نذكر مقدّمة، وهي:
238
المعجزة الخاصّة
مناشئ الخطأ الذهني
239
المعجزة الخاصّة
تذكيره إيّاه بأنَّه فُطِر على حبّ العَجَلة، فيقول: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾14، وفي آيةٍ أخرى: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾15.
ويُؤكِّد له في أكثر من آيةٍ أنَّ ما أوتِيَه من العلم ليس إلاّ القليل، الذي لا يخوِّله معرفة الحقّ بشكلٍ سريعٍ، فيقول: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾16، ويقول: ﴿...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾17.
وهذا هو عين ما ذهب إليه "ديكارت".
4- هوى النفس: ومن سُبُل الخطأ في الفكر، بحَسَب القرآن أيضاً، هوى النفس، حيث قال تعالى: ﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ﴾18.
وهذا هو بعينه ما يُعبِّر عنه "بيكون" بالصنم الشخصيّ.
5- إتباع الكبراء: بحَسَب القرآن أيضاً اتّباع الكُبَراء، أصحاب المدارس والمذاهب، فقد بيَّن تعالى أنَّ اتِّباع الكُبَراء والسادات هو من المُهلكات، فقال: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ﴾19.
وهذا هو ما عبَّر عنه "بيكون" بالأصنام الشكلِيَّة.
أفَلا يُعَدُّ هذا كلّه إعجازاً منطقِيّاً للقرآن، وهو يصدر من رجلٍ أُمِّيٍّ؟!
________________________________________
14- الأنبياء / 37.
15- الإسراء / 11.
16- الإسراء / 85.
17- الروم / 6 ـ 7.
18- النجم / 23.
19- الأحزاب / 66 ـ 67.
272
240
المعجزة الخاصّة
خلاصة الدرس
241
المعجزة الخاصّة
القضاء، هوى النفس، واتّباع الكُبَراء.
242
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
العصمة
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
مبادئ عامّة في الإمامة
الإمامة في القرآن
الإمامة في السنـّة
275
243
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
أهداف الدرس
244
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
أهميّة مسألة الإمامة
245
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
الإمامة لغة
246
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
شؤون ووظائف النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:
247
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
وإذا شوهد في تاريخ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعض أنواع التدخل الغيبّي، ولكن ذلك لا يشكّل قاعدةً عامةً وإنما هو استثناء.
248
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
الثانية: المرجعيّة الدينيّة:
249
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
ثلاثة أقوال، فبعضٌ يعتقد بأن الإمامة هي بمعنى القيادة والرئاسة العامة فقط أي المرتبة الأولى، وبعضٌ آخر يعتقد بأنها مرجعية دينية أيضاً أي بالمرتبة الثانية للإمامة، ولكنّ أكثر الشيعة يعتقدون بأنّها ولاية كاملة، أي المرتبة الثالثة التي تشمل كلّ مراتب الإمامة.
250
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
وبعبارة أخرى إننا لن نعود بحاجةٍ إلى النصب الإلهي، بل يكفينا النصب النبوي أو من قِبَل الولي. إذ، يكفي أن يبلّغ الوحيُ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة تعيين خليفةٍ من بعده كي يقوم النبيّ بهذه المهمّة، دون أن ينصّ الوحي على شخصٍ معيّن.
251
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
الطرح الصحيح لمسألة الإمامة
252
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
للناس، لأنه متوقف على حلول أوانه، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بلّغها لعلي عليه السلام ليقوم ببيانها للناس متى دعت الحاجة إلى ذلك؟
253
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
قبل أوانها. ومن المسلّم أن هناك مسائل كبيرة وصغيرة سوف تستجد وتطرأ على الأمة بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهل الإسلام ناقص لم يبيّنها أم أنه ترك بيانها للإمام من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
254
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
البيت عليهم السلام ما يكفي لحلّ جميع ما يستجدّ من مسائل، سواء عبر اللجوء إلى السنّة مباشرةً أم من خلال الأئمة عليهم السلام، والله عز وجل لم ينزل ديناً ناقصاً إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّ النبيّ بلّغه كامل، ولكن الصيغة الكاملة من الأحكام لم يبلّغها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعامة الناس، وإنما خصّ بها الإمام علياً عليه السلام والأئمة من بعده وأمرهم ببيانها للناس. ويتفرّع على هذا الاعتقاد:
255
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عبر ما تلقّاه منه صلى الله عليه وآله وسلم.
256
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
خلاصة الدرس
257
الإمامة مبادئ عامّة في الإمامة
أنّ بيان المرجعية الدينية بعد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هي للأئمة المعصومين الذين عينوا من قبل النبيّ، في مقابل مدرسة الخلفاء التي ترى إنقطاع البيان الواقعي للأحكام بوفاة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
258
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
أهداف الدرس
259
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
أ- الإمامة عند العقل
260
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
1- إنّ الإسلام دينٌ يشمل جميع شؤون الحياة البشرية، وهذا أمرٌ يشهد به واقع هذا الدين، فما من واقعة إلا ولله فيها حكم.
261
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
جنبةٌ قدسيةٌ ليكونوا خلفاء من بعده. والدليل على ذلك هو نفس الضرورة التي دعت إلى إرسال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، بينما ترك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم- باعتقاد مدرسة الخلفاء- الأمةَ هملاً ومضى.
262
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
غاية الأمر أن طريق تعيين النبيّ للناس يكون عبر المعجزة والآيات الإلهية، وأما طريق تعيين الإمام فهو يتمّ من خلال النبيّ، أي بالنصّ من قبله على ذلك.
263
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
يقوم فيه الإمام ببيان أحكام الدين، توصل إلى أنّ أحداً لم يدّعِ لغير الإمام علي عليه السلام هذا الأمر.
264
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
الأزمنة فيقول: (ثمّ ثبت ذلك في كلّ دهرٍ وزمانٍ...).
265
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
على مثل شرب الخمر أو لعب القمار لما نرى فيهما من مساوئ، أو لما نشاهده من آثارٍ سلبيّة وإجتماعية تترتب على ذلك. وهذا الأمر قد يحصل حتى لغير المسلم، وكلّما إزداد إيمان الشخص بمخاطرِ الذنوب ازدادت عصمتُه عن مقاربتها.
266
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
التفسير الخاطئ للعصمة:
267
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
الأحكام ولكنه ربّما يكون قد أخطأ. فلعلّ الله أوحى له بالحكم بشكل ما وهو بيّنه لنا بشكلٍ آخر، كما قد يحصل الخطأ بالنسبة لنا نحن حين يطلب منّا شخصٌ إيصال رسالة ما، فنبلّغها بطريقةٍ أخرى.
268
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
للأنبياء عليهم السلام لأن من يبعثه الله هادياً للناس لا يجوز عليه الخطأ والمعصية، وإلا لم يتبعه الناس لأنه يخطئ، وبذلك ينتفي الغرض من بعثته. إن هذا الكلام بنفسه يأتي في مسألة الإمامة، لأنها حيث كانت هي الاستمرار للنبوة في مجال بيان الدين وكان على الناس اتباع الإمام وأخذ معالم الدين منه، كان لا بد أن يكون معصوماً من الخطأ.
269
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾9.
270
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
والجواب:
271
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
خلاصة الدرس
272
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة
فالمعصوم يشعر حقيقة بآثار الذنوب فلا يقدم عليها.
273
الإمامة في القرآن
أهداف الدرس
274
الإمامة في القرآن
أ- الإمامة العامة في القرآن:
275
الإمامة في القرآن
الأنبياء عليهم السلام لم يصلوا إلى رتبة ومقام الإمامة، فقد ورد في القرآن الكريم: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾1.
276
الإمامة في القرآن
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾5، وهكذا اجتاز إبراهيم عليه السلام الإمتحان الإلهي، فلم يكن المراد ذبح ابنه بقدر ما كان المراد معرفة درجة التسليم التي وصل إليها إبراهيم عليه السلام.
277
الإمامة في القرآن
هي من عهود الله. ولذا ترى مدرسة أهل البيت عليهم السلام أنّ الإمامة ترتبط بالله ولا شأن للناس بها. وهذا العهد لا يناله شخصٌ إلا بعد أن يمرّ بمراحل من الطاعة والتسليم والانقياد لله بنحوٍ يصبح هو الإنسان الكامل. ومن هنا نجد الآية تخبر عن عدم وصول الظالم إلى مقام الإمامة. ولكن يقع الكلام في تحديد الظالم.
278
الإمامة في القرآن
الإمامة، ولذا تدلّ الآية على أن الإمامة لا تكون من نصيب من كان مشركاً في بعض حياته.
279
الإمامة في القرآن
وتتفق المدرستان على أن الآية إنما نزلت في هذه الحادثة. وأما تعبير الآية بصيغة الجمع بقولها (يؤتون) مع أن المراد شخصٌ واحدٌ فليس غريباً، لأن استعمال الجمع مكان المفرد للتعظيم هو أمرٌ متعارف في اللغة العربية.
280
الإمامة في القرآن
وقد يقال في مسألة التفات أمير المؤمنين عليه السلام إلى الفقير حال الصلاة، إنه لم يلتفت عن الله إلى غيره، وإنما التفت من الله إلى الله، فإن توجهه إلى الله بلغ من الكمال درجة أضحى يرى فيها العالم بأسره7.
281
الإمامة في القرآن
إن نزول الآية في وصف أهل بيت النبوّة عليهم السلام، وفي سياق اجتماع حدث بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والزهراء وفاطمة والحسنين عليهم السلام، هو من الأمور المتفق عليها بين المدرستين في أهم كتبهم المعتبرة. ولا تقتصر مصادر الأحاديث التي تدل على ذلك على كتاب أو كتابين بل هي كثيرة حتى في روايات مدرسة الخلفاء.
282
الإمامة في القرآن
4- آية البلاغ:
283
الإمامة في القرآن
تمتاز بخصوصيّة خاصّة. فهي مع أنّها تشتمل على دلائل وقرائن تؤكّد المطلوب، إلا أنّها وردت في سياقٍ مختلفٍ، وأدرجت ضمن سياق آيات تتحدث عن أفكار أخرى وقضايا مختلفة، مما قد يعرّض الفكرة المرتبطة بأهل البيت عليهم السلام إلى الإغفال. ومن هنا يطرح السؤال: لماذا اعتمد القرآن هذا الأسلوب؟ فلا بدّ من وجود سرٍّ وراء ذلك.
284
الإمامة في القرآن
ثانيهما: صون القرآن من التحريف:
285
الإمامة في القرآن
ضمن سياقات أخرى، وتكون هذه الآيات واضحةً لمن ليس لديه أغراض خاصة، وكان طالباً للحقيقة. إن القرآن الكريم لم يرد أن يعبّر عن ذلك بصراحة لئلا يتمرّد أولئك على القرآن مباشرة.
286
الإمامة في القرآن
وإنما اعتمد القرآن هذا الأسلوب مع ما لمسألة الإمامة من أهميّة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخشى من عدم تقبّل بعض المسلمين وإرجاف المنافقين بهذا الأمر، ويشهد لهذا الواقع التاريخي الذي كان سائداً في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
287
الإمامة في السنـّة
أهداف الدرس
288
الإمامة في السنـّة
تمهيد:
289
الإمامة في السنـّة
بالدعوة العامة، فطلب من الإمام علي عليه السلام والذي كان يعيش في كنفه أن يعدّ طعاماً، ثمّ دعا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إليه بني هاشم وبني عبد المطلب، وبعد أن اجتمعوا وأكلوا، أراد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحديث فقال أبو لهب: لشدّ ما سحركم صاحبكم، فتفرقوا ولم يحدثهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بما أراد. وهكذا أعاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الدعوة في اليوم التالي والمدعوون أربعون رجلاً، فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله- تعالى- أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ أحجم القوم جميعاً غير علي، فأعاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قوله، فأحجموا ثانيةً إلا علي، فأخذ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي وقال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم2.
290
الإمامة في السنـّة
الثالث: حديث المنزلة:
291
الإمامة في السنـّة
الرابع: حديث الغدير:
292
الإمامة في السنـّة
تكرّرت كلمة (اليوم) مرتين في آية واحدة، وهذا يعني أنّ كلّ واحدٍ من القسمين يرتبط بفكرة مستقلّة. إنّ كلمة (يوم) قد دخلت عليها (ال) وهي تعني تارةً ذلك اليوم (إشارة إلى يوم آخر)، وأخرى هذا اليوم، وتعرف ب- (ال) العهدية. ولكي يكون المراد منها ذلك اليوم لا بد وأن تكون مسبوقة بذكر يومٍ معين، والآية هنا لم تسبق بذكر يوم معين فلا يكون المعنى الأول مقصوداً.
293
الإمامة في السنـّة
أن يكون قد احتضن واقعة إستثنائية عظيمة ترتبط بكلّ من يدين بالإسلام ديناً. فما هو هذا اليوم؟
294
الإمامة في السنـّة
الأول: لقد كان لمكة المكرمة دورها التاريخي ومكانتها المهمّة لدى العرب في الجاهلية. وهذه المكانة ارتبطت بالكعبة الشريفة لا سيما بعد حادثة أصحاب الفيل، ولذا وُلد الشعور عند الناس بأن أحداً لن يتمكّن من السيطرة على مكة. وقد استحكم الغرور بقريش حتى احتلت بذلك مكانتها لدى القبائل العربية، ثم كان أن تمكّن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من فتح مكّة دون إراقة دم. وهذا أمر مهمّ جداً قد اقترن بفتح مكة، لئلا تقول قريش- فيما لو أصيب أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بسوء- لقد أصابهم ما أصاب أصحاب الفيل.
295
الإمامة في السنـّة
المؤمنين عليه السلام، وذلك في السنة التاسعة للهجرة.
296
الإمامة في السنـّة
أمّا الشاهد التاريخي:
297
الإمامة في السنـّة
المحكمة13، التي تتحدث عن أمرٍ وهو أنّ الله سنّ سنّةً في خلقه وهي أنّ أيّ قومٍ غيّروا ما بأنفسهم، ممّا استوجب نزول النعمة عليهم، فإنّ نعمة الله سوف تزول عنهم إذا غيّروا بأنفسهم بحيث استوجبوا إزالة النعمة عنهم. فإذاً، الخشية من الله هي عبر الخشية من النفس الإنسانية، فالله عز وجل يريد أن يقول للمسلمين: إنني أنعمت عليكم بهذه النعمة، ولكن إن حصل منكم أيّ تغيير أو تبديل، فعليكم أن تخافوا من أن أرفع هذه النعمة عنكم، فالخطر الآن من أنفسكم.
298
الإمامة في السنـّة
يُقدِم الإمام عليه السلام على قبول البيعة عندما طُلب منه ذلك بعد مقتل عثمان؟ ألم يكن الأولى الإقدام على التصدّي؟
299
الإمامة في السنـّة
خلاصة الدرس
300
الإمامة في السنـّة
أسئلة الدرس
301
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
المبادئ العامـّة للمعاد
عالــم البرزخ
هدفيـّة الخلق في القرآن
الروح في النصوص الدينية
العلم والروح
341
302
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
303
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
تمهيد:
304
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
وقد بذل العلماء جهوداً لإدراك المعاد، وسلكوا في ذلك مناهج شتّى، ولكنّها لم تخلُ من إنحياز إلى ما يناسب قواعدهم وأفكارهم المسبقة، كما فَعَلَ كثيرٌ من المحدّثين والفقهاء، والفلاسفة والحكماء، وأكثر العلماء المتأخرين، فكلّ فريق منهم نظر إلى المعاد من زاوية تخصّه، وتمّم المسألة بما يناسب مبانيه، ثمّ إختار الآيات التي تنسجم مع ما ذهب إليه، وعمد إلى تأويل الآيات التي لا توافق مسلكه.
305
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
و(منتهى). وقد استخدِمت هذه التعبيرات كلّها بمعنى العود والرجوع إلى الله، كما في قوله تعالى: ﴿...قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ﴾4، وقوله:﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾5 وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى﴾6.
306
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
بنا، يدفع الإنسان إلى الإيمان بحقيقة المعاد. فالمتأمّل في مراحل خلق الإنسان وتكوّنه، من مبدأِ انعقاده نطفةً إلى صيرورته طفلاً فإنساناً كاملاً، ثمّ موته، هذا المتأمل يصل إلى حقيقة أنّ هذا السير التدريجيّ لا بدّ أن يستمرّ إلى المعاد، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ...﴾9،وقال أيضاً: ﴿ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون، ثمّ إنّكم يوم القيامة تُبعثون﴾10.
307
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
الاعتقاد بوجود حياة أخرى غير الحياة الدنيا، وأنّها خالدة، وأنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحياتين، من قبيل ارتباط المقدّمة بالنتيجة والزرع بالحصاد.
308
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
والآخرة، وقد عُبّر عنها في الحديث النبويّ الشريف: (الدنيا مزرعة الآخرة)17، بل كلّ أحاديث المعاد صدرت في إطار هذه الجنبة.
309
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
فقد توقّف القدماء أمام مجموعة من تفاصيل المعاد، التي لم تكن مقبولة علميّاً لديهم، بحيث ألجأهم ذلك إلى ضرب من التأويل والتوجيه، كمسألة تحوّل الأرض إلى دخان، حيث كانوا يفترضون أنّ نظام الأفلاك كان على هذه الصورة منذ القدم وسيدوم عليها إلى الأبد، وكذا الكلام بالنسبة إلى كلّ ما يشير إليه القرآن من انقلاب كونيّ في أنظمة الوجود حيث يطال التغيّر الشمس والنجوم والبحار...
310
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
الأرض والشمس والنجوم... هي عبارة عن إنقلاب أو يقظة أو حياة كليّة.
311
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
هذا كلّه يندرج تحت النظريّة العلميّة القائمة على أساس أنّ أيّة قطعة من جسم الإنسان تستطيع أن تعيد إنتاج الإنسان الأوّل عينه بشكله وصفاته وخواطره ذاتها لو وضعت في محيط مناسب ونمت، تماماً كما تفعل النطفة والبذرة والجذر وغيرها... وهذا الشخص سيكون وارثاً للشخص الذي سبقه واستمراراً له.
312
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
هذا الذئب، لبقيت هذه الذرّة محفوظة في أي صورة كانت في أعماق البحر أو أعالي الجبال، فإنّها ستكون وارثة لجميع خصوصيّات الشخصيّة ومكتسباتها والذاكرة من بين ذلك، ثم في القيامة تحلّ حالة التمايز والإنفصال، وتبدأ في ذلك اليوم تلك الذرة المحفوظة بالنموّ لتنتج الإنسان بكامل شخصيّته. نعم قد يكون البدن الذي يعود فيه هو بدن جديد فحسب23.
313
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
خلاصة الدرس
314
المعاد المبادئ العامـّة للمعاد
أسئلة الدرس
1- ما هو المنهج الصحيح في إدراك المعاد؟
2- كيف استدل القرآن على المعاد؟
3- ما هي الجنبة التربوية في المعاد؟
4- هل يجب على المسلم الاعتقاد بتفاصيل المعاد؟
5- ما هو رأي العلم الحديث في المعاد؟
356
315
عالــم البرزخ
316
عالــم البرزخ
تمهيد:
317
عالــم البرزخ
أمّا القرآن الكريم فينظر إلى هذه الأمور بشكل أعمق، ويراها على حقيقتها، فالموت في المنطق القرآنيّ ليس تلفاً وفساداً وصرفَ انهدام، بل هو انتقال إلى مكانٍ جديد يبقى فيه الإنسان حيّاً إلى يوم القيامة، حيث إنبعاث البشر من القبور أحياءً وحيث الحشر. وسنتعرّض إلى تفصيل ذلك في ما يلي.
318
عالــم البرزخ
فيستخدم مشتقات مادّة (وفى)، ومعناها: (إستيفاء الشيء وقبضه بتمامه)4 بإجماع أهل اللغة، فالمعنى أنّ الله يأخذ الأنفس بتمامها وكمالها عندما يحين أجلها.
319
عالــم البرزخ
وهذه الآية واضحة في الدلالة على الحياة بعد الموت، بل لا تدانيها بصراحتها آية أخرى.
320
عالــم البرزخ
ولكن نقول: صحيح أنّ تلك الحالة من الرزق والفرح والإستبشار خاصّة بالشهداء، إلا أنّه من غير المحتمل في المقابل أن تكون الأصناف الأخرى من البشر- غير الشهداء- يلفّها سكون وفناء مطلق، بل لا بدّ أنّهم يعيشون حياة تتناسب مع ما يليق بما عملوه في هذه الدنيا، كما استحقّ الشهداء هذا النوع من الحياة.
321
عالــم البرزخ
فِيمَا تَرَكْتُ﴾11، وهذا يدلّ على أنّ الإنسان يبقى حيّاً بعد موته، فيكون له شعور وإدراك، بل يكون له أمانٍ وطلبات...
322
عالــم البرزخ
حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ﴾15.
323
عالــم البرزخ
وتأتي هذه الآيات عقب الآيات التي تحدّثت عن وصول الروح إلى الحلقوم، والتعبير عند التصنيف فيها ب-(أمّا)، التي تدلّ على الإتصال في اللغة، يشير إلى أنّ هذا التصنيف يصار إليه مباشرة بعد الموت بلا أيّ تأخير ولا حالة منتظرة ساكنة، أي قبل يوم القيامة.
324
عالــم البرزخ
الله: ﴿أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾19، وهذا الذكر ينطلق على أساس الإيمان والمعرفة التامّة، فلا يكون إلا من كائن حيّ مدرك وعارف.
325
عالــم البرزخ
اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيل﴾22. في الآية إشارة ودلالة على الموت والحياة مرّتين، ولو لم يكن هناك برزخ لقالوا: (ربّنا أمتّنا مرّة واحدة، وأحييتنا مرّة واحدة). فالآية تدلّ على وجود عالمين قبل يوم القيامة: عالم الدنيا والطبيعة، وعالم البرزخ، فالإنسان يكون حيّاً ثمّ يغادر هذه الدنيا، فيحيا في البرزخ، وعندما يحين موعد القيامة يغادر البرزخ ليحيا في عالم ثالث جديد23.
326
عالــم البرزخ
رميماً)، كما في الآية: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾26، ليجيبهم بأنّ الذي خلقها أوّل مرّة هو الذي يجمع ذرّاتها، وهو أهون عليه، وإنّما الإشكال هنا ناشئ عن اعتقادهم فناء شخصيّة الإنسان وذاته وانعدامها بالموت، لا الجسد فقط. وعليه كيف يمكن لهذه الشخصيّة المعدومة أن تعود؟! ولذا جاء الجواب بأنّهم مخطئون في فهم الموت على أنّه انعدام، بل هو انتقال ووفادة يتولاها ملك الموت. فصحيح أنّ جسد الإنسان يفنى ويتلاشى ويهترئ، لكن هذا الجسد لا يعبّر عن الشخصيّة الحقيقيّة للإنسان، إذ شخصيّته محفوظة في روحه التي قبضها ملك الموت. وهكذا يظهر تمام الإنسجام بين السؤال والجواب.
327
عالــم البرزخ
خلاصة الدرس
328
عالــم البرزخ
7- يخاطب الله النفس المطمئنة بعد موتها، كما يُبيّن بعض الآيات. وهذا الخطاب من الله وهذا الإطمئنان للنفس لا يمكن أن يكون إلا من كائن له شعور وإدراك.
329
هدفيـّة الخلق في القرآن
أهداف الدرس
330
هدفيـّة الخلق في القرآن
طرق استدلال القرآن على المعاد
331
هدفيـّة الخلق في القرآن
332
هدفيـّة الخلق في القرآن
ثانياً: العبث إنّما يصدر عن العاجز أو عمن كانت قدرته ناقصة.
333
هدفيـّة الخلق في القرآن
334
هدفيـّة الخلق في القرآن
النتيجة: فلو لم يكن يوم القيامة لذهبت الصالحات والسيّئات هدراً، حيث يُهدر حق الصالحين ولا يبلغ المسيئون الجزاء، وحينها يكون خلق الإنسان- الذي تنطوي أبعاده على استعداد فعل الصالح أو السيّئ- عبثاً، ومن هنا لا بد لرفع هذه العبثية من يوم للحساب.
335
هدفيـّة الخلق في القرآن
2- النظرية الأخرى: معنى هدفيّة الخلق:
336
هدفيـّة الخلق في القرآن
في هذا الكون، فيكفي لهدفيّة خلق ما في الكون جميعاً أن تكون قد وُجدت لأجل بقاء الإنسان وديمومته، فهي بمنزلة المهد لهذا الموجود الذي ينبغي أن يتصل بالأبديّة.
337
هدفيـّة الخلق في القرآن
التكامل هدف الإنسان
338
هدفيـّة الخلق في القرآن
تمنحه العواطف السامية الرفيعة للتوجه إلى الله، واستعداد للإتصال بالحق سبحانه، وبالتالي للوصول إلى هدفه وغايته، الكمال.
339
هدفيـّة الخلق في القرآن
نعم، إن مثل النباتات والجمادات التي جهّزت باستعدادات تتناسب مع هذه الدنيا ليس أكثر، فإنّ مصيرها ينتهي في هذه الدنيا دون أن يكون ذلك عبثاً وباطلاً.
340
هدفيـّة الخلق في القرآن
خلاصة الدرس
341
هدفيـّة الخلق في القرآن
ويبتنى على أنّ القاعدة الأساس في العبثيّة هي في أن يبني العاقل مقدّمات لغاية ما، ثمّ ينقض هذه المقدّمات قبل أن تصل إلى غايتها.
342
الروح
أهداف الدرس
343
الروح
تمهيد
344
الروح
وكذلك يصرّح القرآن: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ﴾3، والمراد ب-(مَا عِنْدَكُمْ) هو ما نراه في عالم الطبيعة المتغيّر، حيث يتعرّض للبلى دوماً، وأمّا (مَا عِنْدَ الله) وكلّ ما له جنبة إلهيّة فلا ينفد ولا يفنى بل هو باقٍ.
345
الروح
3- ملك الموت: فيصفه عليه السلام، ويشير إلى كيفية وفاة الجنين في بطن أمّه، فيقول: (بل، كيف يتوفّى"ملكُ الموت" الجنينَ في بطن أمّه؟! أيلجُ عليه من بعض جوارحها؟! أم الروح أجابته بإذن ربّها!)6.
346
الروح
آية ثالثة ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾10....
347
الروح
3- الروح توأم الوحي:
348
الروح
حيث ترسل لتأييد المؤمنين كما كانت مؤيّدة للملائكة، وإمّا أنّها بمعنى الحالة المعنوية والإلهام والقوة التي ألقيت في قلوب المؤمنين، وهذا ليس ببعيد.
349
الروح
ويسألونك عن الروح (حقيقة الروح)
350
الروح
هنا ليس عن الروح بمعنىً خاصّ، بل عندما رأوا القرآن يذكر لفظة الروح كثيراً لم تتّضح لديهم، فسألوا عنها.
351
الروح
ثانياً: ما معنى كون الروح أمراً إلهيّاً؟.
352
الروح
الإنسان ووجهاه الأمري والخلقي
353
الروح
- معنى كون الروح من أمر الله مسألتان:
354
العلم والروح
أهداف الدرس
355
العلم والروح
تمهيد:
356
العلم والروح
الكونيّة، لا سيّما التحوّلات والتغيّرات في الكائنات الحيّة، خاصّة الإنسان، كما لا يمكن تقديم تعليل للإختلافات والتنوّعات التي تحصل في مواد هذا الكون وفقاً للعنصرين المذكورين، بل لا بدّ من وجود عنصر ثالث3 يعلّل ذلك التحوّل والتغيّر وتلك الإختلافات والتنوّعات، التي نراها ونشاهدها عياناً وبالحواسّ الماديّة.
357
العلم والروح
الأمر في التنويم المغناطيسيّ إذ يخضع الإنسان لتأثيره بحيث يهيمن على جميع قواه. وهذه النقطة تمثّل ذروة تسلّط الروح على البدن، وهي تعكس ذروة تسلّط الإرادة الموجودة في البعد الثالث، وتُبرز هيمنتَها على المادّة والطاقة.
358
العلم والروح
القانون الأوّل: قانون التداعي والكهولة (الآنتروبي) القائل بأنّ كلّ مادّة في هذا العالم تتجه منذ اللحظة الأولى نحو الهرم والضعف، حتى تضمحل وتتلاشى، كما هو الحال في الآلات الصناعيّة، فإنّها تكون في أول يوم من إنتاجها أقوى وأشدّ وأكثر سلامة من أيّ وقت آخر، ثمّ تراها تضعف وتتداعى وتبلى كلّما مرَّ عليها الزمن.
359
العلم والروح
فشيئاً، ويسير بذلك نحو الموت، وهذا ما يعبّر عنه الإمام عليّ عليه السلام بأنّ الإنسان يتحرّك نحو الموت منذ اليوم الأول لولادته6.
360
العلم والروح
سواء أكان هناك تكامل آخر على مستوى النوع أم لا7، حيث إنّ التكامل في أيّ شكل من أشكاله يحتاج إلى ذلك البعد الثالث، حيث لا يمكن لجهاز الطاقة والمادة ولا لقانون الآنتروبي تفسير هذا التكامل.
361
العلم والروح
أمّا أن تكون معلولة للصدفة فذلك غير ممكن، إذ الصدفة قائمة على مبدأ ظهور الأشياء من خلال التغييرات التدريجيّة، بناءً على أنّ تكرار الحوادث ملايين المرات يُظهر بالصدفة شيئاً نافعاً يبقى ويتحوّل إلى إرث للجيل الذي يليه8، وهذا- التغيير التدريجيّ- لا يمكن أن يصحّ في الكائنات الحيّة التي تتمتّع بخصوصيّات عجيبة، ولدقتها وتعقيدها وتزامن حاجة كلّ جزء منها إلى أجزائه الأخرى في آن واحد لا بدّ أنّها وُجِدت دفعة واحدة، كالجهاز البصريّ، لا يمكن أن يكون وجودها تدريجياً بحيث يبقى النافع من الأجزاء تدريجيّاً، ولا بدّ أن توجد دفعة واحدة.
362
العلم والروح
فالإنسان- مثلاً- عندما يعيش في بيئة تحتاج إلى نسبة أكبر من الكريات البيضاء، فسرعان ما ترى طبيعته تتبدّل لتوجد تعادلاً وتوازناً، ليعيش مع متطلبات البيئة الجديدة وضروراتها، وهذه الأمور قد عدّت الآن من الثوابت تقريباً. والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
363
العلم والروح
2- الدماغ آلة ارتباط: بعد رفض العلم الحديث للنظرية السابقة، قامت النظرية الثانية على اعتبار الدماغ آلة ارتباط بالظرف الواقعيّ للمعلومات. والظرف الواقعيّ هو تلك الحالة التي نحسّ أنّها في داخلنا حضوريّاً، وهي حالة روحيّة مجرّدة غير ماديّة، فلا حدود لها، وبالتالي فإنّها تقبل المعلومات إلى ما لا نهاية، ولا معنى لامتلاء الدماغ بالمعلومات.
364
العلم والروح
6- برهان لا محدودية أماني الإنسان
365
العلم والروح
بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾15، وفي آية أخرى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾16، وكذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيه﴾17.
366
العلم والروح
خلاصة الدرس
367
العلم والروح
بحيث تتغيّر أجهزتها الداخليّة وفقاً لاحتياجاتها، وليس مسبّب هذا التغيّر العوامل الخارجيّة، وإلا لوجدنا ذلك في الجمادات أيضاً، فلا شكّ أنّ سببه قوة داخل الكائن الحيّ، هي قوة الحياة والروح.
368
الفهرس
المقدّمة |
5 |
التوحيد |
|
مبادئ عامّة في التوحيد |
9 |
كيفيّة العرض السليم لمسألة التوحيد |
13 |
قدرة العقل على تصوّر الله |
16 |
كيفيّة تصوّر الله |
18 |
المكان ومحدوديّته |
19 |
تناهي الزمان |
20 |
نظريّة الفلاسفة |
20 |
القرآن والخالقيّة |
21 |
معنى كون العالم مخلوقاً ومعلولاً |
21 |
إفتقار الكون إلى الله |
22 |
طرق التوحيد طريق الفطرة |
25 |
طرق إثبات وجود الله |
27 |
بيان عامّ للطرق |
27 |
417
369
الفهرس
طريق الفطرة |
29 |
أجهزة الإنسان |
29 |
تقرير طريق الفطرة |
30 |
القرآن والفطرة |
31 |
تنبيه القرآن إلى طريق الفطرة |
31 |
الأحاديث والفطرة |
32 |
موقف علماء النفس والفلاسفة |
33 |
الطريق الفطريّ |
35 |
المسلك العرفانيّ |
35 |
تنمية التوجّه الفطريّ |
36 |
إشكال وردّ |
36 |
الطريق العلميّ |
41 |
الطريق العلميّ أو شبه الفلسفيّ |
43 |
أنحاء المعرفة العلميّة |
43 |
إشارة القرآن إلى هذه الأنحاء |
45 |
معنى النظم |
46 |
أنواع العلل |
46 |
اعتقاد الإلهيّين والماديّين بالعلّة الفاعليّة |
47 |
معنى النظم في استدلال الإلهيّين |
49 |
دور العلّة الغائيّة في إثبات وجود الله |
50 |
دور العلم في هذا الدليل |
50 |
حساب الإحتمالات |
51 |
الصدفة ومبدأ العليّة الغائيّة |
53 |
الصدفة أمر نسبيّ |
53 |
تعابير القرآن في إشارته إلى برهان النظم |
55 |
418
370
الفهرس
الطريق العلميّ-2- |
59 |
برهان الهداية |
61 |
تمييز القرآن بين برهان الهداية وبرهان النظم |
61 |
بين برهان الهداية وبرهان النظم |
63 |
الهداية بلغة المنهج الفلسفيّ |
64 |
نتيجة ما تقدّم |
64 |
الغريزة عند الحيوان |
67 |
الإلهامات عند الإنسان |
67 |
الإلهامات الأخلاقيّة، والإلهامات الإشراقيّة، الرؤى والأحلام |
68 |
التوحيد ونظريـّة التطوّر |
75 |
تاريخ المسألة |
77 |
عرض النظريّات |
78 |
تأثير البيئة وحاجات الكائن الحيّ |
80 |
التغييرات الإيجابيّة والسلبيّة |
81 |
التغييرات تنصبّ في صالح الكائن |
81 |
عامل الوراثة |
82 |
خطوات داروين |
82 |
(التنازع لأجل البقاء) وبقاء الأصلح |
83 |
عامل الوراثة |
83 |
الإشكاليّة المطروحة في نظريّة التطوّر |
83 |
الردود على نظرية التطوّر |
84 |
أسئلة مثارة حول نظريّة التطوّر |
85 |
عامل الوراثة |
85 |
نظريّة الطفرة |
86 |
419
371
الفهرس
البراهين الفلسفية والعقليـّة |
93 |
إشكال على البراهين الفلسفيّة |
95 |
بيان البراهين الفلسفيّة |
98 |
ملاحظات حول برهان المحرّك الأوّل |
100 |
تقسيمات الوجود |
101 |
تقرير البرهان |
102 |
البرهان الوجوديّ عند الأوروبيين |
104 |
عرض آنسلم للبرهان الوجوديّ |
104 |
عرض ديكارت للبرهان الوجوديّ |
105 |
الجواب على طريقة الاستدلال |
106 |
البرهان الوجوديّ عند صدر المتألّهين |
106 |
أصالة الوجود |
107 |
بيان برهان صدر المتألهين |
107 |
توحيد الذات |
111 |
البرهان الأوّل: المطلق والصرف لا يتثنّى ولا يتكرّر |
115 |
البرهان الثاني: برهان التمانع |
117 |
البرهان الثالث: برهان الفرجة التمايز |
119 |
بيان هذا البرهان |
121 |
الصفات |
125 |
1ـ قدرة العقل البشريّ على معرفة صفات الله |
127 |
2ـ كيفيّة التعرّف إلى صفات الله |
132 |
3ـ الإطلاق في صفات الله |
133 |
420
372
الفهرس
العدل |
|
العدل، اتجاهاته وآثاره |
139 |
العدل الإلهيّ |
141 |
العدل في القرآن |
142 |
العدل واتجاهاته المتعددة |
142 |
معاني العدل |
144 |
العدل من أصول الدين |
146 |
بين العدل والحكمة |
146 |
الاختلاف والترجيح |
149 |
شبهة الاختلاف والترجيح |
151 |
حلّ الشبهات المطروحة حول العدل الإلهيّ |
152 |
الجواب العام على جميع الشبهات |
153 |
تحليل البرهان |
154 |
الجواب على شبهة الترجيحات |
154 |
بين الاختلاف والترجيح |
155 |
تحليل النظام الكونيّ |
155 |
نظام الكون في القرآن |
159 |
نتيجة المقدمات |
159 |
شبهة الشرور |
165 |
لماذا الشرور في العَالم؟ |
167 |
فما هي حقيقة الشرور وهل تتنافى مع العدل الإلهيّ؟ |
168 |
الشرور أمور عدميّة لا وجوديّة |
168 |
فوائد الشرور |
172 |
البلاء وآثاره |
175 |
421
373
الفهرس
البلاء والنعمة نسبيّان |
176 |
شبهة الموت والفناء |
179 |
الأمر الأوّل: إختلاف عالم الدنيا عن الآخرة |
185 |
الأمر الثاني: الإرتباط بين عالم الدنيا وعالم الآخرة |
188 |
الأمر الثالث: أنواع الجزاء |
189 |
الشفاعة |
193 |
أقسام الشفاعة |
196 |
غلبة الرحمة في نظام الكون |
200 |
أصل التطهير |
200 |
أصل السلامة |
201 |
أصل شموليّة الرحمة |
201 |
علاقة المغفرة بالشفاعة |
202 |
من هو الشفيع والوسيلة؟ |
203 |
إعتراضات على الشفاعة |
204 |
422
374
الفهرس
النبوة |
|
ضرورتها ومناهج الإثبات |
211 |
الحاجة إلى الرسالة |
214 |
العقل والأنبياء |
215 |
المناهج في إثبات النبوّة |
216 |
مقوّمات النظريّة ونقدها |
219 |
شبهات وحلول |
224 |
المرتبة الوجوديّة للموجودات |
224 |
مثال العدد |
224 |
الله يصطفي رسلاً |
225 |
لماذا نلحظ كثرة الأنبياء في أرض معيّنة؟ |
226 |
هل حُرِم بعض الأقوام من وجود نبِيٍّ بينهم؟ |
226 |
الوحي |
229 |
ما هو الوحي؟ |
232 |
الوحي، النزول، الملك |
235 |
النظريّة ومعطيات القرآن والأنبياء |
240 |
إثبات دعوى وحي النبوّة |
240 |
استعمالات القرآن |
241 |
الوحي لغير الإنسان |
242 |
المعجزة والنظريـّات التعليليـّة |
247 |
تعريف المعجزة |
250 |
إبداعات الماهرين |
250 |
الإيمان بالمعجزة ضرورة |
251 |
نظريّات حول المعجزة |
251 |
423
375
الفهرس
القانون الظاهريّ والقانون الواقعيّ |
257 |
هيمنة قانون لا نقض قانون |
258 |
المعجزة الخاصّة |
261 |
إعجاز القرآن الكريم |
261 |
ميزة القرآن |
263 |
بعض جهات إعجاز القرآن |
264 |
- القرآن والتعبير الشعرِيّ |
264 |
- القرآن والتشبيهات |
264 |
- صيغة البيان القرآنيّ |
265 |
- قابليّة القرآن للنغم |
267 |
مناشئ الخطأ الذهني |
267 |
424
376
الفهرس
الإمامة |
|
مبادئ عامّة في الإمامة |
277 |
أهميّة مسألة الإمامة |
279 |
الإمامة لغة |
280 |
الإختلاف في مفهوم الإمامة |
280 |
شؤون ووظائف النبيّ الأكرم |
281 |
مراتب الإمامة |
282 |
الطرح البسيط لمسألة الإمامة |
284 |
الطرح الصحيح لمسألة الإمامة |
286 |
الحاجة إلى المرجعيّة الدينيّة |
286 |
القول بالعصمة لدى مدرسة أهل البيت عليهم السلام |
289 |
علم الإمام ليس بالوحي |
289 |
الدليل العقليّ على الإمامة والعصمة |
293 |
الدليل العقليّ على الإمامة |
295 |
بيان برهان اللطف |
297 |
ضرورة النص على الإمام |
297 |
الدليل على الإمامة في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام |
299 |
حقيقة العصمة |
300 |
التفسير الخاطئ للعصمة |
302 |
العصمة عن الخطأ |
302 |
العصمة ضرورية في الهداية |
303 |
كيف ينسب القرآن المعصية للأنبياء عليهم السلام؟ |
304 |
كيف نفسر بعض أفعال المعصومين؟ |
305 |
الإمامة في القرآن |
309 |
425
377
الفهرس
الإمامة والنبوّة |
311 |
الإمامة مقامٌ بعد النبوّة |
313 |
الإمامة عهد الله |
313 |
من هو الظالم؟ |
314 |
كيف يلتفت عليّ عليه السلام في صلاته؟ |
316 |
القرآن وعدم التصريح |
319 |
الإمامة في السنـّة |
325 |
آية الإكمال وحديث الغدير |
330 |
يوم إكمال الدين وإتمام النعمة |
331 |
خلاصة ونتيجة |
336 |
عليّ عليه السلام والإقدام على التصدّي |
336 |
426
378
الفهرس
المعاد |
|
المبادئ العامـّة للمعاد |
343 |
مناهج إدراك المعاد |
345 |
المعـاد في القرآن |
346 |
أدلّة القـرآن على المعاد |
347 |
حقيقة المعاد |
348 |
القيامة في القرآن |
349 |
الجنبة التربويّة للمعاد |
350 |
المعاد والعلم الحديث |
351 |
رفع إستبعادات القيامة (الحياة مرّة أخرى) علميّاً |
357 |
عالــم البرزخ |
359 |
نظرة القرآن ونظرة الطبّ |
360 |
القرآن والحياة بعد الموت |
373 |
هدفيـّة الخلق في القرآن |
375 |
طرق استدلال القرآن على المعاد |
376 |
عدم عبثيّة خلق البشر |
377 |
عدم عبثيّة خلق السماوات والأرض الكون |
381 |
القاعدة الأساسيّة للعبث |
382 |
التكامل هدف الإنسان |
382 |
استعدادات الإنسان |
383 |
الإنسان في مرحلة الجنينيّة |
384 |
الاستدلال من المعاد على النبوّة |
384 |
الروح |
387 |
إثبات الروح في نهج البلاغة |
390 |
427