المقدمة الطبعة الأولى

 في يوم عاشوراء, مما بالإمكان تلخيصه وذكر أهم الأحداث فيه.

 مقدّمة المجلس

 والحمدُ للهِ الذي مَنَّ علينا من بينِهِمْ بسفينةِ النجاة، ومِصباحِ الهدى، الإمامِ الحسينِ بْنِ عليّ علي السلام الذي أجمعَ المسلمون على أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالَ فيه:

 من قصيدةٍ للسيّد جعفر الحلّي قدس سره:

 يوم عاشوراء

 ولمّا نظرَ الحسينُ علي السلام إلى جمعِهِمْ كأنَّهُمُ السيلُ المنحَدِرُ، رفَعَ يديهِ بالدعاءِ قائلاً:

 خطبة الحسين علي السلام الأولى

 فإن صدَّقتموني بما أقولُ وهوَ الحَقُّ، فواللهِ ما تعمَّدْتُ كَذِباً منذُ علمْتُ أنَّ اللهَ يمقُتُ عليْهِ أهلَه، وإنْ كذَّبتُمُوني فإنَّ فيكُمْ منْ إنْ سأَلتُموهُ عن ذلكَ أخبرَكُم. سلُوا جابرَ بنَ عبدِ اللهِ الأنصاري، وأبا سعيدٍ الخِدْريّ، وسهلَ بنَ سعدٍ الساعديّ، وزيدَ بنَ أرقَمْ، وأَنَسَ بنَ مالكْ، يُخْبِرُوكُمْ أنّهم سمعُوا هذهِ المقالةَ من رسولِ اللهِ إليَّ ولأخي، أَمَا في هذا حاجزٌ لكُمْ عن سفكِ دمي؟!".

 فقال له الحسينُ علي السلام:

  فناداهُ رجلٌ فقالَ لَه: إنَّ أبا عبدِ اللهِ علي السلام يقولُ لك:

 خطبة الحسين علي السلام الثانية

 الشَيطان، ومُطْفئِي السُّنَن، أهؤلاءِ تَعْضُدُونَ وعنَّا تتخاذَلُونْ؟ أجلْ والله، ألغَدْرُ فيكُمْ قديم، وشَجَتْ إليهِ أصولُكُم وتأزَّرَتْ عليهِ فُروعُكُم، فكُنتُم 

 موقف الحرّ الرياحيّ

 قالَ: فاعتزلْتُ ذلكَ المكانَ الذي كانَ فيهِ، فأخَذَ يدنُو منْ حسينٍ قليلاً قليلاً.

 منْ حسينٍ هذهِ الخِصالَ التي يَعْرِضُ عليهِم، وَوَاللهِ، لو ظنَنْتُ أنَّهُمْ لا يقبَلُونَها منكَ ما رَكِبْتُها منك، وإني قدْ جئتُكَ تائباً ممَّا كانَ منّي 

 بداية الحرب

 "لن أدعَكَ دونَ أن أموتَ معَك".

 الحملة الأولى

 گربت يبن ظاهر منيتي    ما وصّيك بعيالي او بيتي

 فقالَ ابنُ سعدٍ: صدَقْت. الرَّأيُ ما رأيْت، فأرْسَلَ في العسكَرِ يعزُمُ عليههم أنْ لا يبارِزَ رجلٌ منْكُمْ، فلو خرجْتُم وُحْداناً لأَتَوا عليهكُم مُبارزَة.

 صلاة الظهيرة

 "زعمْتَ الصلاةَ منْ آلِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليههِمْ لا تُقْبَلُ، وتُقْبَلُ منكَ يا خَمَّار!".

 فوصَلَ إلى الحسينِ عليه السلام سهمٌ فتقدَّمَ سعيدُ بنُ عبدِ اللهِ الحنَفِيُّ ووقَاه بنفسِهِ ما زالَ ولا تخَطَّى حتَّى سقَطَ إلى الأرضِ وهُوَ يقول:

 الحملة الثانية

 وكانَ هذا الصحابيُّ ممَّنْ سمعَ حديثَ رسولِ اللهِِ صلى الله عليهه وآله وسلم، عن شهادةِ الحسينِ عليه السلام، والحثِّ على نصرتِه، وقد قاتَلَ رضوانُ اللهِ عليههِ قتالَ الأبطالِ حتَّى نالَ الفوزَ بالشهادة.

 أهلَ الكوفة:

 شهادة أهل البيت عليههم السلام 

 قرابتي من رسولِ الله".

 فرجَعَ إلى موقِفِ النِّزالِ وقاتلَ أعظمَ القِتالِ، فاعترضَهُ مُرَّةُ بْنُ منقِذٍ فطَعَنهُ فصُرِعَ، واحتواهُ القومُ فأثخَنُوهُ طَعْنَا، فنادى بأعلى صوتِه:

 يبويه گول منهو الضرب راسك     ينور العين من خمّد انفاسك

 مقاتل آل عقيل عليههم السلام 

 هؤلاءِ الذينَ تَراهُم قدِ احتَوَشُوهْ، فقالَ: واللهِ، لأشُدَّنَّ علَيْه. فما ولَّى حتَّى ضرَبَ رأسَهُ بالسيفِ، فوقَعَ الغلامُ لوجهِهِ، فصاح:

 الحسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليههم السلام.

 مقاتل إخوة العباس عليه السلام 

 فقالَ الحسينُ عليه السلام:

 ثُمَّ ملأَ القِرْبةَ وحمَلَها على كتِفِهِ اليُمنى، وركِبَ جوادَهُ، وتوجَّهَ نحوَ الخِيامِ مُسْرِعاً ليوصِلَ الماءَ إلى عَطاشى أهلِ البَيْتِ عليههم السلام، فأخذُوا عليههِ الطريقَ، وتكاثَرُوا عليههِ وأحاطُوا بهِ من كلِّ جانب.

 شدّةِ اهتمامِ العباسِ عليه السلام بالقِربةِ صاحَ بالقومِ: ويلَكُم، أُرْشُقُوا القِربةَ بالنَّبْلِ، فَوَاللهِ، إنْ شرِبَ الحسينُ من هذا الماءِ أفناكُم عنْ آخرِكُم.

 ثُمَّ انحنى عليههِ واعتنَقَهُ، وجَعَل يُقبِّلُ مَوْضِعَ السُيوفِ من وجهِهِ ونَحْرِهِ وصَدْرِه. وقد ترَكَ الحسينُ عليه السلام أخاهُ العبَّاسَ في مَكانِهِ، وقامَ عنْهُ بعدَ أنْ فاضَتْ نفسُهُ الزكيَّةُ، ولمْ يحمِلْهُ إلى الفُسطاطِ الذي كانَ يَحْمِلُ القَتْلى من أهلِ بيتِهِ وأصحابِهِ إليه. 

 شَهادةُ الإِمام الحُسين عليه السلام:

 الوَداعُ الأَول:

 خَاليةً مِن نَسلِ آلِ مُحمَّدٍ صلى الله عليهه وآله وسلم.

 مصرعُ عبدِ اللهِ الرَّضيع:

 مُرَمّلاً بِدَمِه. وَيُقال: وَضَعَه مَعَ القَتلى مِن أَهلِ بَيتِه.

 الوداع الثاني:

 وقَدْ اشتدَّ بهِ العطَشُ، وكلَّمَا حمَلَ بفرسِهِ على الفراتِ حملوا عليههِ حتى أجلّوه عنه.

 الوداعُ الثالثُ:

 بَعدي عَبداً مِنْ عبادَ اللهِ، فتهابُوا قتلَهُ، بلْ يهونُ عليهكُم ذلكَ عندَ قتلِكُم إيَّايَ، ثمَّ ينتقِمُ لي منكُم مِنْ حيثُ لا تَشعُرونَ".

 فوضَعَ يدَهُ تحتَ الجرحِ، فلمَّا امتلأَتْ دَماً رمَى بهِ نحوَ السماءِ وقالَ: "هوَّنَ مَا نَزَلَ بي أنَّهُ بعينِِ اللهِ". فلَمْ تسقطْ من ذلكَ الدمِ قطرةٌ إلى الأرضِِ.

 بالرجلِ؟! وقدْ أثخنَتْهُ السهامُ والرماحُ، احملُوا عليههِ، اقتلوهُ، ثكلتْكُم أمُّهاتُكُم.

 حَسَنُ البلاءِ، قريبٌ إذا دُعِيتَ، مُحيطٌ بما خَلَقْتَ، قابِلُ التوبةِ لمن تابَ إليك، قادرٌ على ما أردتَ، تُدرِكُ ما طَلَبتَ، شكورٌ إذا شُكِرتَ، ذكورٌ إذا ذُكِرتَ، أدعوكَ مُحتَاجاً وأرغبُ إليك فَقيراً، وأفزَعُ إليك خائِفاً، وأبكي مَكروباً، وأستعينُ بك ضعيفاً، وأتوكّل عليهك كافياً. اللهُمَّ احكُمْ بَينَنَا وبينَ قومِنَا، فإنَّهم غرُّونَا وخَذَلُونَا، وغدَرُوا بِنَا وقتلونا، ونحنُ عِترةُ نبيِّكَ، ووُلدِ حبيبِكَ محمّدٍ الذي اصطفيتَه بالرسالةِ، وائتمنتَهُ على الوحيِ، فاجعَل لنَا من أمرِنا فرَجاً ومخرجاً يا أَرحم الراحمينَ". 

 فرسُ الحسينِ عليه السلام:

 عنْها ودموعُهُ تسيلُ على وجهِهِ ولحيتِهِ.

 الفاجعةُ الكبرى: