مقدّمة
مقدّمة
الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد(صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين، وبعد...
يتناول هذا الكتاب شخصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ بوصفه أنموذجاً إنسانياً كاملاً تقتدي به الإنسانية، مبيّناً أبعاده القيمية القدوائية الشاملة التي يحتاجها الإنسان في تحقيق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، من خلال استعراض الأحاديث الصادرة عنه (صلى الله عليه وآله)، وتصنيفها موضوعياً وفق معيار البعد المقصدي للقيمة وربطه بالمقصد الحقيقي؛ وهو تحقيق الغاية المثلى التي رام أنبياء الله تعالى ورسله(عليهم السلام) أن يرشدوا الناس إليها؛ وهي إيصال البشرية إلى كمالها.
إن من طرق التعرّف على شخصيّة هذا النبي العظيم الرجوع إلى ما روي عنه لمعرفة الابعاد الإنسانية في الشخصيّة المحمّديّة ولذا يتوخّى هذا الكتاب تحقيق الأهداف الآتية:
فهم الرسالة الإسلامية فهماً شاملاً يغطّي جوانب الحياة كلّها، من خلال الوقوف عند أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله)؛ بوصفه المصداق الأتمّ والأكمل لتجسيداتها الواقعية في حياة الإنسانية.
14
1
مقدّمة
التأكيد على خصوصيّة شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) القدوائية في هداية البشرية وإيصالها نحو كمالها المطلوب.
المساهمة في بناء الشخصية الإسلامية الواعية والبصيرة برسولها (صلى الله عليه وآله)، والعمل على تمثّل منهجه وعمله في ميادين الحياة كافّة.
إدراك نقاط القوّة والكمال في الرؤية الكمالية الإنسانية التي طرحها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهداية البشرية؛ استناداً إلى الوحي الإلهي.
تنشيط العمل البحثي في العلوم الإنسانية وتوجيهه نحو اعتماد شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) معياراً في دراسة الأبعاد الوجودية للإنسان.
مساعدة الباحثين في شتّى مجالات العلوم والمعارف على الرجوع إلى أقوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه المجالات والاستفادة منها.
التربية على التمسّك برسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ بوصفه أنموذجاً إنسانياً واقعياً يجسّد قمة الكمال البشري، وما يمكن أن يصل إليه النوع الإنساني من كمال.
التربية على خاصّيّة التمسّك برسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ بوصفه مرجعاً أساساً يحتكم إليه المسلمون عند اختلافهم وتنازعهم.
تقديم شخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) بواقعها القدوائي الكامل للآخر غير المسلم؛ بما يسهم في إزالة الافتراءات التي يحملونها ضدّه (صلى الله عليه وآله) وضدّ رسالة الإسلام، وحثّهم على التفكّر الجادّ والبحث الرصين في عالمية الرسالة الإسلامية وشمولها.
15
2
مقدّمة
وقد تم تصنيف هذا الكتاب ضمن العناوين التالية:
القيم العلميّة والعقليّة
القيم العقديّة
القيم الأخلاقيّة
القيم التربويّة
القيم الاجتماعيّة
القيم الاقتصاديّة والماليّة
ونظراً لوجود بعض الصفات الأخلاقية المنافية لبعض القيم تم إدراج عنوان (مساوئ الأخلاق) بعد استعراض القيم الأخلاقية في باب مستقل، وعنوان (المساوئ الإجتماعية) بعد باب (القيم الاجتماعيّة).
16
3
القيم العلميّة
العقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّتِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ، والْفَهْمَ رُوحَهُ، والزُّهْدَ رَأْسَهُ، والْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ، والحِكْمَةَ لِسَانَهُ، والرَّأْفَةَ هَمَّهُ، والرَّحْمَةَ قَلْبَهُ، ثُمَّ حَشَاهُ وقَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ: بِالْيَقِينِ والْإِيمَانِ والصِّدْقِ والسَّكِينَةِ والْإِخْلَاصِ والرِّفْقِ والْعَطِيَّةِ والْقُنُوعِ والتَّسْلِيمِ والشُّكْرِ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وجَلَّ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ ولَا نِدٌّ ولَا شَبِيهٌ ولَا كُفْوٌ ولَا عَدِيلٌ ولَا مِثْلٌ، الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وتَعَالَى: وعِزَّتِي وجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ، ولَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ، ولَا أَرْفَعَ مِنْكَ، ولَا أَشْرَفَ مِنْكَ، ولَا أَعَزَّ مِنْكَ، بِكَ أُؤَاخِذُ، وبِكَ أُعْطِي، وبِكَ أُوَحَّدُ، وبِكَ أُعْبَدُ، وبِكَ أُدْعَى، وبِكَ أُرْتَجَى، وبِكَ أُبْتَغَى، وبِكَ أُخَافُ، وبِكَ أُحْذَرُ، وبِكَ الثَّوَابُ، وبِكَ الْعِقَابُ، فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً، فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ. فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ: إِلَهِي أَسْأَلُكَ
20
4
القيم العلميّة
أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ»[1].
أهمّيّة العقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ، ولَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ فَلَا تُبَاهُوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا كَيْفَ عَقْلُهُ»[3]
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ، فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ، وإِفْطَارُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ الْجَاهِلِ، وإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ، ولَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ولَا نَبِيّاً حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ويَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ أُمَّتِهِ، ومَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلَ مِنِ اجْتِهَادِ جَمِيعِ الْمُجْتَهِدِين، ومَا أَدَّى الْعَاقِلُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ مِنْهُو ولَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ، إِنَّ الْعُقَلَاءَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلبَٰبِ﴾[4]»[5].
[1] الخصال، ص427، ح4؛ معاني الأخبار، ص312، ح1؛ الأمالي (الطوسي)، ص541، ح1164؛ في كنز العمال، ج3، ص383(قطعة منه).
[2] تحف العقول، ص54؛ بحار الأنوار، ج77، ص160، ح143؛ مستدرك الوسائل، ج11، ص209، ح12763. مكارم الاخلاق، ابن ابي الدنيا، ص44.
[3] الكافي، ج1، ص26، ح28.
[4] سورة الرعد، الآية 19؛ سورة الزمر، الآية 9.
[5] المحاسن، ج1، ص308، ح609؛ الكافي، ج1، ص12، ح11؛ شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج18، ص186.
21
5
القيم العلميّة
وأَثْنَى قَوْمٌ بِحَضْرَتِهِ عَلَى رَجُلٍ حَتَّى ذَكَرُوا جَمِيعَ خِصَالِ الْخَيْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله):
«كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرُكَ عَنْهُ بِاجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وأَصْنَافِ الْخَيْرِ تَسْأَلُنَا[1] عَنْ عَقْلِهِ. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وإِنَّمَا يَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَداً فِي الدَّرَجَاتِ ويَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَعْقَلُ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ، ومَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ أَغْلَبَ خِصَالِ الْخَيْرِ فِيهِ كَانَ حَقُّهُ فِي أَغْلَبِ خِصَالِ الشَّرِّ فِيهِ، وكُلُّ شَيْءٍ إِذَا كَثُرَ رَخُصَ إِلَّا الْعَقْلَ إِذَا كَثُرَ غَلَا، والْعَقْلُ الصَّحِيحُ مَا حُصِّلَتْ بِهِ الْجَنَّةُ، والْعَاقِلُ يَأْلَفُ الْعَاقِلَ والْجَاهِلُ يَأْلَفُ الْجَاهِلَ»[3]
علامات العقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«وإِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْعَقْلِ التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ والْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ والتَّزَوُّدَ لِسُكْنَى الْقُبُورِ والتَّأَهُّبَ لِيَوْمِ النُّشُورِ»[4].
وروي أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله): قِيلَ لَهُ: مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ:
«الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وإنَّ الْعُمَّالَ بِطَاعَةِ اللَّهِ هُمُ الْعُقَلَاءُ»[5].
[1] في بعض النسخ [تسأله].
[2] تحف العقول، ص54؛ مجمع البيان، ج10، ص487؛ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، علي بن أبي بكر الهيثمي، ص255.
[3] إرشاد القلوب، ج1، ص198.
[4] أعلام الدين، ص333؛ إرشاد القلوب، ج1، ص45.
[5] روضة الواعظين، ص4؛ مشكاة الأنوار، ص438، ح1469.
22
6
القيم العلميّة
خصال العاقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لِلْعَاقِلِ خِصَالٌ يُعْرَفُ بِهَا يَحْلُمُ عَمَّنْ ظَلَمَه،ُ ويَتَوَاضَعُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، ويُسَارِعُ إِلَى بِرِّ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، إِنْ رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لَا يُفَارِقُهُ الْخَوْفُ، ولَا يَغْتَرُّ بِلَعَلَّ وسَوْفَ، يُدَبِّرُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَإِنْ تَكَلَّمَ غَنِمَ، وإِنْ سَكَتَ سَلِمَ، وإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ فَسَكَّنَهَا»[1].
دور العقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْعَقْلُ نُورٌ فِي الْقَلْبِ يُفَرَّقُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ والْبَاطِلِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةً وعُدَّةً وآلَةُ الْمُؤْمِنِ وعُدَّتُهُ الْعَقْل، ولِكُلِّ شَيْءٍ مَطِيَّةٌ ومَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ ودِعَامَةُ الدِّينِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ وغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ ورَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وعِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ سَفَرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَأونَ إِلَيْهِ وفُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْل»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص246.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص198؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج20، ص40.
[3] كنز الفوائد، ج1، ص55؛ بحار الأنوار، ج1، ص95، ح34 (قطعة منه)؛ ص160، ح39؛ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، علي بن أبي بكر الهيثمي (قريب منه).
23
7
القيم العلميّة
الجهل عدوّ العقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ولَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْل»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«صديقُ كلّ امرئٍ عقلُه، وعدوُّه جهلُه»[2].
[1] الكافي، ج1، ص25، ح25؛ كنز العمال، ج16، ص17.
[2] المحاسن، ج1، ص309، ح610؛ عيون أخبار الرضا، ج1، ص234، ح15؛ ج2، ص27، ح1؛ علل الشرائع، ص101، ح2؛ بحار الأنوار، ج1، ص87، ح11؛ مستدرك الوسائل، ج1، ص83، ح37؛ ج11، ص207، ح1275؛ مسند الإمام الرضا (عليه السلام)، ج1، ص3، ح1.
24
8
القيم العلميّة
العلم
فضل العلم ومكانته
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ، ومُدَارَسَتَهُ تَسْبِيحٌ، والْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ، وتَعْلِيمَهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وبَذْلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ والْحَرَامِ، وسَالِكٌ بِطَالِبِهِ سُبُلَ الْجَنَّةِ، ومُونِسٌ فِي الْوَحْدَةِ، وصَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ، ودَلِيلٌ عَلَى السَّرَّاءِ، وسِلَاحٌ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وزَيْنُ الْأَخِلَّاءِ[1]، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً يَجْعَلُهُمْ فِي الْخَيْرِ أَئِمَّةً يُقْتَدَى بِهِمْ تُرْمَقُ أَعْمَالُهُمْ[2] وتُقْتَبَسُ آثَارُهُمْ وتَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خَلَّتِهِمْ[3]؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ونُورُ الْأَبْصَارِ مِنَ الْعَمَى وقُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنَ الضَّعْفِ ويُنْزِلُ اللَّهُ حَامِلَهُ مَنَازِلَ الْأَحِبَّاءِ ويَمْنَحُهُ مُجَالَسَةَ الْأَبْرَارِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ- بِالْعِلْمِ يُطَاعُ اللَّهُ ويُعْبَدُ وبِالْعِلْمِ يُعْرَفُ اللَّهُ ويُوَحَّدُ
[1] الاخلاء جمع خليل؛ أي زينة لهم.
[2] ترمق أعمالهم يعنى تنظر إليها وتكتسب منها فيجعلون الناس أعمالهم على طريقتهم يقال: رمقه رمقاً: أطال وأدام النظر إليه.
[3] زيد هنا في بعض نسخ الحديث [يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم].
25
9
القيم العلميّة
وبِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ ويُعْرَفُ الْحَلَالُ والْحَرَامُ والْعِلْمُ إِمَامُ الْعَقْلِ[1]- والْعَقْلُ يُلْهِمُهُ اللَّهُ السُّعَدَاءَ ويَحْرِمُهُ الْأَشْقِيَاء»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فِي مَظَانِّهِ، واقْتَبِسُوهُ مِنْ أَهْلِهِ، فَإِنّ تَعَلُّمَهُ لِلَّهِ حَسَنَةٌ، وطَلَبَهُ عِبَادَةٌ، والْمُذَاكَرَةَ فِيهِ تَسْبِيحٌ، والْعَمَلَ بِهِ جِهَادٌ، وتَعْلِيمَهُ مِنْ لَا يَعْلَمُهُ صَدَقَةٌ، وبَذَلَهُ لِأَهْلِهِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ (تَعَالَى)، لِأَنَّهُ مَعَالِمُ الْحَلَالِ والْحَرَامِ، ومَنَارُ سُبُلِ الْجَنَّةِ، والمؤنسُ فِي الْوَحْشَةِ، والصَّاحِبُ فِي الْغُرْبَةِ والْوَحْدَةِ، والْمُحْدِّثُ فِي الْخَلْوَةِ، والدَّلِيلُ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، والسِّلَاحُ عَلَى الْأَعْدَاءِ، والزَّيْنُ عِنْدَ الأخلّاء.
يَرْفَعُ اللَّهُ بِهِ أَقْوَاماً فَيَجْعَلُهُمُ فِي الْخَيْرِ قَادَةً، تُقتبس آثَارُهمْ، ويُهْتَدَى بفعالهم، ويُنْتَهَى إِلَى آرَائِهِمْ، تَرْغَبُ الْمَلَائِكَةُ فِي خلّتهم، وبِأَجْنِحَتِهَا تمسّهم، وفِي صَلَاتِهَا تُبَارِكُ عَلَيْهِمْ، يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وهَوَامُّهُ، وسِبَاعُ الْبَرِّ وأنعامُه.
إِنّ الْعِلْمَ حَيَاةُ الْقُلُوبِ مِنْ الْجَهْلِ، وضِيَاءُ الْأَبْصَارِ مِنْ الظُّلْمَةِ، وقُوَّةُ الْأَبْدَانِ مِنْ الضَّعْفِ، يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ مَنَازِلَ الْأَخْيَارِ، ومَجَالِسَ الْأَبْرَارِ، والدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ، الذِّكْرُ فِيهِ يَعْدِلُ بِالصِّيَامِ، ومدارسته بِالْقِيَامِ، بِهِ يُطَاعُ الرَّبُّ ويُعْبَدُ، وبِهِ تُوصَلُ الْأَرْحَامُ، ويُعْرَفُ الْحَلَالُ مِنَ الْحَرَامِ، الْعِلْمُ إِمَامُ الْعَمَلِ والْعَمَلُ تَابَعُهُ، يلهم بِهِ السُّعَدَاءُ ويُحرمْهُ الْأَشْقِيَاءُ، فَطُوبَى لِمَنْ لَمْ يَحْرِمْهُ اللَّهُ مِنْهُ حَظَّهُ»[3].
[1] «إمام العقل» بكسر الهمزة أي قائده.
[2] الأمالي، (الصدوق)، ص 714؛ وفي نسخة الخصال بدل (ويوحد) ويؤخذ، الخصال، ص 523.
[3] الأمالي (المفيد)، ص487، ح1069؛ كنز العمال، ج10، ص167(قريب منه)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبد العظيم المنذري، ج1، ص95 (قريب منه).
26
10
القيم العلميّة
الحثّ على طلب العلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اغْدُ عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً وإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ لَاهِياً مُتَلَذِّذاً، وفِي حَدِيثٍ آخَرَ: وإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الثَّلَاثَةِ مُتَلَذِّذاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ[2] طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ[3] وإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ وفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً ولَا دِرْهَماً ولَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعَالِمُ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ وإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ وهَوَامُ[5] الْأَرْضِ وسِبَاعُ الْبرِّ وأَنْعَامُهُ فَاطْلُبُوا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَيْنَكُمْ وبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»[6].
[1] المحاسن، ج1، ص355، ح753؛ كنز العمال، ج10، ص143، (قريب منه)، سنن الدرامي، ج1، ص 79 (قريب منه).
[2] الباء للتعدية اي أسلكه اللّه في طريق موصل الى الجنة.
[3] رضا به: مفعول لأجله ويحتمل أن يكون حالاً بتأويل: اي راضين غير مكرهين.
[4] الكافي، ج1، ص34، ح1.
[5] الهوام جمع الهامة وهي كل ذات سم يقتل، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب.
[6] الأمالي (المفيد)، ص29، ح1؛ الأمالي (الطوسي): 521 ح 1148.
27
11
القيم العلميّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلَّهِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ بِهِ فِي نَفْسِهِ ذُلًّا وفِي النَّاسِ تَوَاضُعاً ولِلَّهِ خَوْفاً وفِي الدِّينِ اجْتِهَاداً وذَلِكَ الَّذِي يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَتَعَلَّمْهُ ومَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلدُّنْيَا والْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ والْحُظْوَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ بَاباً إِلَّا ازْدَادَ فِي نَفْسِهِ عَظَمَةً وعَلَى النَّاسِ اسْتِطَالَةً وبِاللَّهِ اغْتِرَاراً ومِنَ الدِّينِ جَفَاءً فَذَلِكَ الَّذِي لَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ فَلْيَكُفَّ ولْيُمْسِكْ عَنِ الْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ والنَّدَامَةِ والْخِزْيِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[1].
فضل العالم والمتعلّم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ مُعَلِّمَ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ دَوَابُّ الْأَرْضِ وحِيتَانُ الْبَحْرِ وكُلُّ ذِي رُوحٍ فِي الْهَوَاءِ وجَمِيعُ أَهْلِ السَّمَاءِ والْأَرْضِ وإِنَّ الْعَالِمَ والْمُتَعَلِّمَ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ يَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَفَرَسَيْ رِهَانٍ يَزْدَحِمَان»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الشَّمْسِ عَلَى الْكَوَاكِبِ وفَضْلَ الْعَابِدِ عَلَى غَيْرِ الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى الْكَوَاكِبِ»[3].
[1] روضة الواعظين، ص11؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص3؛ كنز العمال، ج10، ص261، (قريب منه).
[2] بصائر الدرجات، ص23، ح1؛ المصنف، عبد الرزاق الصنعاني، ج11، ص469(قطعة منه).
[3] بصائر الدرجات، ص28، ح8.
28
12
القيم العلميّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«المُؤمِنُ إذا ماتَ وَتَرَكَ وَرَقَةً واحِدَةً عَلَيها عِلمٌ، تَكونُ تِلكَ الوَرَقَةُ يَومَ القِيامَةِ سِتراً فيما بَينَهُ وَبَيَنَ النَّارِ، وَأعطاهُ اللَّهُ تبارَكَ وَتعالى بِكُلِّ حَرفٍ مَكتوبٍ عَلَيها مَدينَةً أوسَعَ مِنَ الدُّنيا سَبعَ مَرَّات[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وُزِنَ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، فَيُرَجَّحُ مِدَادُ الْعُلَمَاءِ عَلَى دِمَاءِ الشُّهَدَاء»[2].
آداب طلب العلم والتعليم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَطْلُبُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ ولَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ ولَا لِتُرَاءُوا بِهِ فِي الْمَجَالِسِ ولَا لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ لِلتَّرَؤُسِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ فِي النَّارِ وكَانَ عِلْمُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولَكِنْ تَعَلَّمُوهُ وعَلِّمُوهُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ونِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ ونِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ ونِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ»[4].
[1] الأمالي (المفيد)، ص91، ح64.
[2] الأمالي (المفيد)، ص521، ح1149.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص215؛ كنز العمال، ج10، ص196(قريب منه)ـ ارشاد القلوب، ج 1، ص 16.
[4] قرب الإسناد، ص68، ح217؛ الكافي، ج1، ص48، ح3؛ دعائم الإسلام، ج1، ص82.
29
13
القيم العلميّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعِلْمُ خَزَائِنُ ومَفَاتِيحُهُ السُّؤَالُ فَاسْأَلُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ فِيهِ أَرْبَعَةٌ السَّائِلُ والْمُعَلِّمُ والْمُسْتَمِعُ والْمُجِيبُ لَه»[1].
أصناف العلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمُ الْأَدْيَانِ وعِلْمُ الْأَبْدَان»[2].
ورُوي أنّه دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله) الْمَسْجِدَ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ فَقَالَ:
مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: عَلَّامَةٌ. فَقَالَ: وَمَا الْعَلَّامَةُ؟ فَقَالُوا لَهُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ ووَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ(صلى الله عليه وآله): «ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ولَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): «إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ؛ آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، وَمَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ»[3].
أصناف العلماء
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عُلَمَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلَانِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَطَلَبَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ وَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَذَلِكَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي الْبُحُورِ وَدَوَابُّ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالطَّيْرُ فِي
[1] عيون أخبار الرضا، ج2، ص32، ح23.
[2] كنز الفوائد، ج2، ص107؛ كشف الخفاء، العجلوني، ج2، ص68.
[3] الكافي، ج1، ص32، ح1؛ الأمالي (الصدوق)، ص340، ح403؛ معاني الأخبار، ص141، ح1؛ كنز العمال، ج10، ص280 (قريب منه).
30
14
القيم العلميّة
جَوِّ السَّمَاءِ وَيَقْدَمُ عَلَى اللَّهِ سَيِّداً شَرِيفاً، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَذَلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ وَيُنَادِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فِي دَارِ الدُّنْيَا فَبَخِلَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَاب»[1].
العمل بالعلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَعَلَّمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَنْفَعَكُمُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهِ فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّعَايَةُ والسُّفَهَاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوَايَة»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً فِي الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ولَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُه»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَثَلُ مَنْ يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِغَيْرِهِ وَيُحْرِقُ نَفْسَه»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِح»[5].
[1] روضة الواعظين، ص11.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص64.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص220.
[4] إرشاد القلوب، ج1، ص15؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص214.
[5] المحاسن، ج1، ص314، ح621؛ الكافي، ج1، ص44، ح3؛ شعب الايمان، البيهقي، ج2، ص293، جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، ج1، ص27.
31
15
القيم العلميّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعَامِلُ عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يَزِيدُهُ سُرْعَةُ السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً عَنِ الطَّرِيق»[1].
الإفتاء بغير علم
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، ولَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يبق عالمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا»[2].
الحكمة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا أَهْدَى مُسْلِمٌ هَدِيَّةً لِأَخِيهِ أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ حِكْمَةٍ يَزِيدُهُ اللَّهُ بِهَا هُدًى ويَرُدُّهُ بِهَا عَنْ رَدًى»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«نِعْمَة الْعَطِيَّةِ [وَ] نِعْمَةُ الْهَدِيَّةِ كَلِمَةُ حِكْمَةٍ تَسْمَعُهَا فَتَنْطَوِي عَلَيْهَا ثُمَّ تَحْمِلُهَا إِلَى أَخٍ مُسْلِمٍ لَكَ تُعْلِمُهَا إِيَّاهُ تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ وقَالَ (صلى الله عليه وآله) نِعْمَ الْعَطِيَّةُ ونِعْمَ الْهَدِيَّةُ كَلِمَةُ حِكْمَةٍ تَسْمَعُهَا»[4].
[1] روضة الواعظين، ص10.
[2] الأمالي (المفيد)، ص20، ح1؛ دعائم الإسلام، ج1، ص96؛ تحف العقول، ص37؛ صحيح ابن حبان، ج10، ض432.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص212؛ شعب الايمان، البيهقي، ج2، ص280.
[4] الدعوات، ص276، ح793؛ جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر، ج1، ص22.
32
16
القيم العَقَدِيَّة
توحيد الله تعالى
صفات الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوَحُّدِهِ ودَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وجَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وعَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وأَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وهُوَ فِي مَكَانِهِ، وقَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وبُرْهَانِهِ، مَجِيداً لَمْ يَزَلْ مَحْمُوداً لَا يَزَالُ، بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ ودَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ وجَبَّارَ الْأَرَضِينَ والسَّمَاوَاتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ والرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ أَنْشَأَهُ، يَلْحَظُ كُلَّ عَيْنٍ والْعُيُونُ لَا تَرَاهُ، كَرِيمٌ حَلِيمٌ ذُو أَنَاةٍ، قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ ومَنَّ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِهِ، لَا يُعَجِّلُ بِانْتِقَامِهِ ولَا يُبَادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذَابِهِ، قَدْ فَهِمَ السَّرَائِر وعَلِمَ الضَّمَائِرَ ولَمْ تَخْفَ عَلَيْهِ الْمَكْنُونَاتُ ولَا اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيَّاتُ، لَهُ الْإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْءٍ والْغَلَبَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ والْقُوَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ والْقُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، ولَيْسَ مِثْلَهُ شَيْءٌ وهُوَ مُنْشِئُ الشَّيْءِ حِينَ لَا شَيْءَ، دَائِمٌ قَائِمٌ بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ،
36
17
القيم العَقَدِيَّة
لَا يَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعَايَنَةٍ ولَا يَجِدُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ مِنْ سِرٍّ وعَلَانِيَةٍ إِلَّا بِمَا دَلَّ عَزَّ وجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ، وأَشْهَدُ أَنَّهُ اللَّهُ الَّذِي مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ والَّذِي يُغَشِّي الْأَبَدَ نُورُهُ والَّذِي يُنْفِذُ أَمْرَهُ بِلَا مُشَاوَرَةِ مُشِيرٍ- ولَا مَعَهُ شَرِيكٌ فِي تَقْدِيرٍ ولَا تَفَاوُتٌ فِي تَدْبِيرٍ، صَوَّرَ مَا أَبْدَعَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ وخَلَقَ مَا خَلَقَ بِلَا مَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ ولَا تَكَلُّفٍ ولَا احْتِيَالٍ، أَنْشَأَهَا فَكَانَتْ وبَرَأَهَا فَبَانَتْ فَهُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةِ الْحَسَنُ الصَّنِيعَةِ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ والْأَكْرَمُ الَّذِي تَرْجِعُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ، وأَشْهَدُ أَنَّهُ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ وخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِهَيْبَتِهِ، مَلِكُ الْأَمْلَاكِ ومُفْلِكُ الْأَفْلَاكِ ومُسَخِّرُ الشَّمْسِ والْقَمَرِ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً، قَاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ومُهْلِكُ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُ ضِدٌّ ولَا نِدٌّ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، إِلَهٌ وَاحِدٌ ورَبٌّ مَاجِدٌ يَشَاءُ فَيُمْضِي ويُرِيدُ فَيَقْضِي ويَعْلَمُ فَيُحْصِي ويُمِيتُ ويُحْيِي ويُفْقِرُ ويُغْنِي ويُضْحِكُ ويُبْكِي ويَمْنَعُ ويُعْطِي، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ* لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، مُجِيبُ الدُّعَاءِ ومُجْزِلُ الْعَطَاءِ مُحْصِي الْأَنْفَاسِ ورَبُّ الْجِنَّةِ والنَّاسِ، لَا يُشْكِلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ ولَا يُضْجِرُهُ صُرَاخُ الْمُسْتَصْرِخِينَ ولَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ الْعَاصِمُ لِلصَّالِحِينَ والْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحِينَ ومَوْلَى الْعَالَمِينَ الَّذِي اسْتَحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ أَنْ يَشْكُرَهُ ويَحْمَدَه...»[1].
[1] الاحتجاج، ج1، ص133، ح32؛ روضة الواعظين، ص89؛ اليقين، ص343، ح127.
37
18
القيم العَقَدِيَّة
تنزيه الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَى مَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ، ولَا عَدَّلَهُ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ زَعَمَ أنّ اللَّه يَأمرُ بالسوءِ والفَحْشَاءِ؛ فَقَد كَذَب على اللَّه. ومَنْ زَعَمَ أنّ الخيرَ والشّرَ بغيْرِ مَشِيئةِ اللَّه؛ فَقَد أَخَرَجَ اللَّه مِنْ سُلطَانِهِ. ومَنْ زَعَمَ أنَّ المعَاصي بِغَيْرِ قُوّةِ اللَّه، فَقَدْ كَذَب عَلَى اللَّه، ومَنْ كَذَب عَلَى اللَّه؛ أدْخَلَهُ اللَّه النَارَ»[2].
تعظيم أسماء الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضِيعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ ويُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَرْفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ، ومَنْ رَفَعَ كِتَاباً مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى اسْمَهُ فِي عِلِّيِّينَ وخَفَّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وإِنْ كَانَا كَافِرَيْن»[3].
[1] دعائم الإسلام، ج1، ص96؛ تحف العقول، ص37؛ الأمالي (المفيد)، ص20، ح1؛ كنز الفوائد، ج2، ص108.
[2] الكافي، ج1، ص158، ح6؛ التوحيد، ص359، ح2؛ الجامع الصغير، جلال الدين السيوطي، ج1، ص 514 (قريب منه).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص78؛ المعجم الصغير، ج1، ص144(قريب منه).
38
19
القيم العَقَدِيَّة
عفو الله تعالى وكرمه
روي أنّه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) :
«ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، وسَوْفَ أُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ؛ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلَاءٍ فِي الدُّنْيَافَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، واللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثنِّي عَلَيْهِمْ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، ومَا عَفَا عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي عَفْوِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوَاباً فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، ومَنْ أَوْعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَاباً فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَار»[2].
[1] الدعوات، ص167، ح465.
[2] المحاسن، ج1، ص382، ح845؛ التوحيد، ص406، ح3؛ تحف العقول، ص48؛ كنز العمال، ج4، ص255.
39
20
القيم العَقَدِيَّة
العلاقة مع الله سبحانه وتعالى
الحثّ على الارتباط بالله تعالى
وروي عن الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادق، عن أَبِيهِ (عليهما السلام)، أنّه قَالَ:
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ: أُهْدِيَ إلى رسول اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) بِجُلٍّ مِنْ شَعْرُ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا غُلَامُ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، وَاحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامك، تعرَّف إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجلَّ، فَقَدْ مَضَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ جَهَدَ النَّاسُ أن ينفعوك بِأَمْرٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ لَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ جَهَدُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِأَمْرِهِمْ لَمْ يَكْتُبْهُ الله عليك لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ بِالصَّبْرِ مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تستطع فاصبر، فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الْفَرَجَ مَعَ الْكُرَبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً»[1].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص412؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص203(قريب منه).
40
21
القيم العَقَدِيَّة
وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أربعٌ مَنْ كُنَّ فِيِهِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ: مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُهُ شهادةَ أنْ لا إِلهَ إلا اللَّه ، ومَنْ إذا أَنَعَمَ اللَّهُ عَليْهِ النِّعَمَةَ قَالَ: الحَمْدُ للَّهِ، ومَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قال: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، ومَنْ إِذَا أَصَابْتَهُ مُصِيبَةٌ قال: إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُون»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا يَسْتَوْحِشُ مَنْ كَانَ اللَّهُ أَنِيسَهُ، ولَا يَذِلُّ مَنْ كَانَ اللَّهُ أَعَزَّهُ، ولَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَانَ بِاللَّهِ غِنَاؤُهُ، فَمَنِ اسْتَأْنَسَ بِاللَّهِ آنَسَهُ اللَّهُ بِغَيْرِ أَنِيسٍ، ومَنِ اعْتَزَّ بِاللَّهِ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِغَيْرِ عَدَدٍ ولَا عَشِيرَةٍ، ومَنْ يَسْتَغْنِي بِاللَّهِ أَغْنَاهُ اللَّهُ بِغَيْرِ دُنْيَاه »[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«وقَالَ (صلى الله عليه وآله): تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ بِقَلْبِهِ جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْعِبَادِ مُنْقَادَةً إِلَيْهِ بِالْوُدِّ والرَّحْمَةِ، وكَانَ إِلَيْه بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَع»[3].
أقرب الناس إلى الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ طَالَ جُوعُهُ وعَطَشُهُ وحُزْنُهُ فِي الدُّنْيَا، فَهُمُ الْأَتْقِيَاءُ الْأَنْقِيَاءُ الْأَحْفِيَاءُ الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا وإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ وتَحِفُّ بِهِمْ
[1] تفسير العيّاشي، ج1، ص69، ح127؛ دعائم الإسلام، ج1، ص223؛ الأمالي (المفيد)، ص76، ح1.
[2] مشكاة الأنوار، ص222، ح618.
[3] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص16، ح34؛ الدرّة الباهرة، ص17.
41
22
القيم العَقَدِيَّة
مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ، تَنَعَّمَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وتَنَعَّمُوا بِذِكْرِ اللَّهِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ وافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ والرُّكَبَ، وَسعُوا النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ عَلَيْهِمْ لِفَقْدِهِمْ، ويَسْخَطُ اللَّهُ عَلَى بَلَدٍ لَيْسَ فِيهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، لَمْ يَتَكَالَبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَالُبَ الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُعْثاً غُبْراً يَرَاهُمُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ أَنَّ بِهِمْ دَاءً أَوْ قَدْ خُولِطُوا أَوْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ ومَا ذَهَبَتْ بَلْ نَظَرُوا إِلَى أَهْوَالِ الْآخِرَةِ فَزَالَ حُبُّ الدُّنْيَا عَنْ قُلُوبِهِمْ، عَقَلُوا حَيْثُ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاس»[1].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص100، الديلمي، إرشاد القلوب، ج1، ص135.
42
23
القيم العَقَدِيَّة
سعة الرحمة الإلهيّة وموجباتها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَى دَاوُدَ (عليه السلام): يَا دَاوُدُ كَمَا لَا تَضِيقُ الشَّمْسُ عَلَى مَنْ جَلَسَ فِيهَا كَذَلِكَ لَا تَضِيقُ رَحْمَتِي عَلَى مَنْ دَخَلَ فِيهَا وكَمَا لَا تَضُرُّ الطِّيَرَةُ مَنْ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْهَا كَذَلِكَ لَا يَنْجُو مِنَ الْفِتْنَةِ الْمُتَطَيِّرُونَ وكَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَوَاضِعُونَ كَذَلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَكَبِّرُونَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً، مِنْهَا تَعَطُّفُ الْوَالِدَةِ عَلَى وَلَدِهَا، والْبَهَائِمِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، والطَّيْرِ كَذَلِكَ، وأَخَّرَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ مِائَة»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَ اللَّهَ تَعَالَى أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ الْوَالِدَةِ الْمُشْفِقَةِ بِوَلَدِهَا»[3].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص382، ح487.
[2] روضة الواعظين، ص502.
[3] روضة الواعظين، ص503.
43
24
القيم العَقَدِيَّة
التوكّل على الله تعالى
معنى التوكّل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه سأل جَبرئيلَ(عليه السلام) عنِ التَّوكُّلِ علَى اللّهِ، فقال:
«الْعِلْمُ بِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَضُرُّ ولَا يَنْفَعُ ولَا يُعْطِي ولَا يَمْنَعُ، واسْتِعْمَالُ الْيَأْسِ مِنَ الْخَلْقِ، فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ لِأَحَدٍ سِوَى اللَّهِ ولَمْ يَرْجُ ولَمْ يَخَفْ سِوَى اللَّهِ ولَمْ يَطْمَعْ فِي أَحَدٍ سِوَى اللَّهِ فَهَذَا هُوَ التَّوَكُّل»[1].
آثار التوكّل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطَاناً»[2].
[1] معاني الأخبار، ص260، ح1.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص22؛ رياض الصالحين، النووي، ص101؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص428.
44
25
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، ومَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، ومَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ مِمَّا فِي يَدَيْه»[1].
التوكّل على غير الله
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وجَلَّ): مَا مِنْ مَخْلُوقٍ يَعْتَصِمُ دُونِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ وأَسْبَابَ الْأَرْضِ مِنْ دُونِهِ، فَإِنْ سَأَلَنِي لَمْ أُعْطِهِ، وإِنْ دَعَانِي لَمْ أُجِبْهُ.. »[2].
[1] روضة الواعظين، ص426؛ مشكاة الأنوار، ص52، ح48؛ كنز العمال، ج3، ص101(قطعة منه).
[2] الأمالي (الطوسي)، ص585، ح1210.
45
26
القيم العَقَدِيَّة
خشية الله تعالى
الحثّ على خشية الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... وأَعْلَى النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ أَخْوَفُهُمْ مِنْه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... طُوبى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- عَنْ خَوْفِ النَّاس... »[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«جِمَاعُ الْخَيْرِ خَشْيَةُ اللَّه»[3].
[1] أعلام الدين، ص337، ح15.
[2] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص122.
46
27
القيم العَقَدِيَّة
حقيقة الخشية وموجباتها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: في وصيّته إلى الإمام علي (عليه السلام):
«... الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ [عزّ ذكره] كَأَنَّكَ تَرَاه... »[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اخْشَ اللَّهَ فِي النَّاسِ ولَا تَخْشَ النَّاسَ فِي اللَّه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كَانَ بِاللَّهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنَ اللَّهِ أَخْوَف»[3].
علامات الخشية من الله تعالى
قال النبي (صلى الله عليه وآله):
«إنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَذْهَبُوا خَشْيَةَ اللَّهِ مِنْ قُلوبِهِمْ، فَحَضَرَتْ أَبْدانُهَمْ وَغابَتْ قُلوبُهُمْ، وإِنَّ اللَّه لا يَقْبَلُ مِنْ عَبْدٍ لا يُحضِرُ مِنْ قَلْبِهِ مَا يُحْضِرُ مِنْ بَدَنِهِ»[4].
آثار الخشية من الله تعالى
عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله):
«إِذَا اقْشَعَرَّ جَسَدُ الْعَبْدِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُ كَمَا تتحاتت [تَتَحَاتُ] عَنِ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ وَرَقُهَا» [5].
[1] الزهد، ص21، ح47، المحاسن، ج1، ص81، ح48.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص113.
[3] بحار الأنوار، ج70، ص393، ح64.
[4] تاريخ اليعقوبي، ج1، ص430.
[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص32؛ مجمع البيان، ج8، ص773.
47
28
القيم العَقَدِيَّة
البكاء من خشية الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِين»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طُوبَى لِشَخْصٍ نَظَرَ إِلَيْهِ اللَّهُ يَبْكِي عَلَى ذَنْبٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ الذَّنْبِ غَيْرُه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا عَبْدٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ، فَإِنْ فَاضَتْ عَلَى خَدِّهِ لَمْ يَرْهَقْ قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ، ومَا مِنْ عَمَلٍ إِلَّا ولَهُ وَزْنٌ وثَوَابٌ إِلَّا الدَّمْعَةُ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ بُحُوراً مِنَ النَّار»[3].
[1] الدعوات، ص120، ح281؛ مسند الشاميين، الطبراني، ج2، ص351.
[2] الأمالي (المفيد)، ص67، ح2؛ كنز العمال، ج3، ص148(قريب منه).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص87.
48
29
القيم العَقَدِيَّة
حسن الظنّ بالله تعالى
الحثّ على حسن الظنّ بالله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَظُنُّ بِاللَّهِ خَيْراً، إِلَّا كَانَ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ، وذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿وَذَٰلِكُم ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَىٰكُم فَأَصبَحتُم مِّنَ ٱلخَٰسِرِينَ﴾[1]»[2].
آثار حسن الظنّ بالله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ»[3].
[1] سورة فصّلت، الآية 23.
[2] تفسير القمّي، ج2، ص236.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص379، ح814؛ كنز العمال، ج3، ص137.
49
30
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«والذي لا إلهَ إلّا هُو، لا يَحسُنُ ظَنُّ عبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ؛ إلّا كانَ اللّهُ عندَ ظَنِّ عَبدِهِ المؤمِنِ؛ لأنَّ اللّهَ كَريمٌ بيَدِهِ الخَيراتُ، يَستَحيِي أن يكونَ عَبدُهُ المؤمِنُ قد أحسَنَ بهِ الظَّنَّ، ثُمّ يُخلِفُ ظَنَّهُ ورَجاهُ، فَأحسِنُوا باللّهِ الظَّنَّ وارغَبُوا إلَيهِ»[1].
آثار سوء الظنّ بالله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَبعَثُ اللّه المُقَنِّطينَ يَومَ القِيامَةِ مُغلَّبَةً وُجوهُهُم - يَعني غَلَبةَ السَّوادِ علَى البَياضِ -، فيقالُ لَهُم: هؤلاءِ المُقَنِّطُونَ مِن رَحمَةِ اللّه تَعالى»[2].
[1] الكافي، ج2، ص72، ح2.
[2] النوادر، ص131.
50
31
القيم العَقَدِيَّة
ذِكْر الله تعالى
فضل ذِكْر الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ يَكُونَ نُطْقِي ذِكْراً وصَمْتِي فِكْراً ونَظَرِي عِبْرَة»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا نَادَى بِهِمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ قُومُوا فَقَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ وغُفِرَ لَكُمْ جَمِيعاً، ومَا قَعَدَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَعَدَ مَعَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِكَة»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كُلُّ أَحَدٍ يَمُوتُ عَطْشَانَ، إِلَّا ذَاكِرَ اللَّه»[3].
[1] مشكاة الأنوار، ص116، ح272؛ مسند الشهاب، محمد بن سلامة القضاعي، ج2، ص189.
[2] روضة الواعظين، ص391.
[3] الدعوات، ص237، ح660.
51
32
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ الْمَلَكَ يَنْزِلُ بِصَحِيفَةٍ أَوَّلَ النَّهَارِ وأَوَّلَ اللَّيْلِ فَيَكْتُبُ فِيهَا عَمَلَ ابْنِ آدَمَ فَأَمْلُوا فِي أَوَّلِهَا خَيْراً وفِي آخِرِهَا خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَغْفِرُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ويَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يَنْدَمُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا»[2].
آثار ذِكْر الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ وإِيَّاكُمْ وذِكْرَ النَّاسِ فَإِنَّهُ دَاء»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أَحَبَّهُ اللَّهُ، ومَنْ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»[4].
[1] الأمالي (المفيد)، ص675، ح913؛ ثواب الأعمال، ص201؛ تفسير العيّاشي، ج1، ص67، ح119.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص52. الترغيب والترهيبب من الحديث الشريف، عبد العظيم المنذري، ج2، ص 401 (قريب منه).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص8؛ 117 (مرسلاً)؛ إرشاد القلوب، ج1، ص117.
[4] الكافي، ج2، ص499، ح3.
52
33
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«عَلَى كُلِّ قَلْبٍ جَاثِمٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ خَنِسَ الشَّيْطَانُ وذَابَ، وإِذَا تَرَكَ الذِّكْرَ الْتَقَمَهُ الشَّيْطَانُ فَجَذَبَهُ وأَغْوَاهُ واسْتَزَلَّهُ وأَطْغَاهُ»[1].
آداب ذكر الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا فِي مَجْلِسٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ولَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ حَسْرَةً ووَبَالًا عَلَيْهِمْ»[2].
أفضل الأذكار
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنَ الذِّكْرِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) كَلِمَةٌ عَظِيمَةٌ كَرِيمَةٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وجَل...»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا ولَهُ شَيْءٌ يَعْدِلُهُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فَإِنَّهُ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَا يَعْدِلُهَا شَيْء...»[5].
[1] عدّة الدّاعي، ص239.
[2] الكافي، ج2، ص497، ح5؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج4، ص 112(قريب منه)، كنز العمال، ج9، ص148(قريب منه).
[3] الدعوات، ص20، ح17.
[4] التوحيد، ص23، ح18؛ كنز العمال، ج1، ص62.
[5] ثواب الأعمال، ص21، ح6.
53
34
القيم العَقَدِيَّة
تسبيح الله تعالى وحمده
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُول هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّ مَنْ قَالَهَا يُذْهِبُ اللَّهُ عَنْهُ الْوَحْشَةَ، وهِيَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ والرُّوحِ خَالِقِ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ ذِي الْعِزَّةِ والْجَبَرُوت»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ومَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ورَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، ومَنْ زَادَ زَادَهُ اللَّهُ، ومَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»[2].
[1] مكارم الأخلاق، ص367.
[2] معاني الأخبار، ص411، ح98؛ كنز العمال، ج16، ص109(قريب منه).
54
35
القيم العَقَدِيَّة
طاعة الله عزّ وجلّ
الحياء من الله
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومَنْ يَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَكْتُبْ أَجَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ولْيَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا وزِينَتِهَا ويَحْفَظِ الرَّأْسَ ومَا حَوَى والْبَطْنَ ومَا طَوَى ولَا يَنْسَى الْمَقَابِرَ والْبِلَى»[1].
الطاعة أساس الارتباط بالله تعالى
روي أنّه خطب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يوماً، فقال في خطبته:
«إنَّ اللَّه لَيْس بَيْنَه وبَيْن أَحَدٍ قَرَابةٌ يُعطِيِهِ بِهَا خَيْراً، ولا حَقٌ يَصرِفُ بِهِ عَنْه سوءاً إلّا بِطَاعَتِهِ، واتِّبَاعِ مَرْضَاتِهِ، واجْتَنَابِ سَخَطِهِ. إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى إِرَادَتِهِ، وَلوْ كَرِهَ الخَلْقُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، ومَالم يشأ
[1] الزهد، ص45، ح122؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج7، ص226(قريب منه).
55
36
القيم العَقَدِيَّة
لم يكن. ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلبِرِّ وَٱلتَّقوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثمِ وَٱلعُدوَٰنِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ وإِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وصِيَامُهُ وتِلَاوَتُهُ ومَنْ عَصَى اللَّهَ فَقَدْ نَسِيَ اللَّهَ وإِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وصِيَامُهُ وتِلَاوَتُهُ لِلْقُرْآنِ»[2].
حفظ حرمات الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ لِلَّهِ حُرُمَاتٍ ثلاث [ثَلَاثاً] مَنْ حَفِظَهُنَّ حَفِظَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَ دِينِهِ ودُنْيَاهُ ومَنْ لَمْ يَحْفَظْهُنَّ لَمْ يَحْفَظِ اللَّهُ لَهُ شَيْئاً حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ وحُرْمَتِي وحُرْمَةَ عِتْرَتِي»[3].
[1] تاريخ اليعقوبي، ج1، ص414.
[2] معاني الأخبار، ص399، ح56؛ الاختصاص، ص248؛ شعب الايمان، البيهقي، ج1، 452(قريب منه).
[3] الخصال، ص146، ح173؛ روضة الواعظين، ص271؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص73(قريب منه).
56
37
القيم العَقَدِيَّة
الإسلام
لا حرج في الدين
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مِمَّا أَعْطَى اللَّهُ أُمَّتِي، وفَضَّلَهُمْ بِهِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ، أَعْطَاهُمْ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَمْ يُعْطَهَا إِلَّا نَبِيٌّ: وذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى كَانَ إِذَا بَعَثَ نَبِيّاً قَالَ لَهُ: اجْتَهِدْ فِي دِينِكَ ولَا حَرَجَ عَلَيْكَ، وإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى أَعْطَى ذَلِكَ أُمَّتِي حَيْثُ يَقُولُ وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ يَقُولُ: مِنْ ضِيق»[1].
حسن الإسلام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وصَحَّ يَقِينُ إِيمَانِهِ لَمْ يَأْخُذْهُ اللَّهُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ومَنْ سَخُفَ إِسْلَامُهُ ولَمْ يَصِحَّ يَقِينُ إِيمَانِهِ أَخَذَهُ اللَّهُ بِالْأَوَّلِ والْآخَرِ»[2].
[1] قرب الأسناد، ص84، ح277.
[2] المحاسن، ج1، ص389، ح868؛ الكافي، ج2، ص461، ح1-2.
57
38
القيم العَقَدِيَّة
صحبة الإسلام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ اللَّهَ اخْتَارَ الْإِسْلَامَ دِيناً، فَأَحْسِنُوا صُحْبَتَهُ بِالسَّخَاءِ وحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِهِمَا»[1].
أركان الإسلام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ عَلَى الصَّبْرِ والْيَقِينِ والْجِهَادِ والْعَدْلِ»[2].
أسهم الإسلام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ الْإِسْلَامُ عَشَرَةُ أَسْهُمٍ وقَدْ خَابَ مَنْ لَا سَهْمَ لَهُ فِيهَا، أَوَّلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وهِيَ الْكَلِمَةُ، والثَّانِيَةُ الصَّلَاةُ وهِيَ الطُّهْرُ، والثَّالِثَةُ الزَّكَاةُ وهِيَ الْفِطْرَةُ، والرَّابِعَةُ الصَّوْمُ وهِيَ الْجُنَّةُ، والْخَامِسَةُ الْحَجُّ وهِيَ الشَّرِيعَةُ، والسَّادِسَةُ الْجِهَادُ وهُوَ الْعِزُّ، والسَّابِعَةُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وهُوَ الْوَفَاءُ، والثَّامِنَةُ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وهِيَ الْحُجَّةُ، والتَّاسِعَةُ الْجَمَاعَةُ وهِيَ الْأُلْفَةُ، والْعَاشِرَةُ الطَّاعَةُ وهِيَ الْعِصْمَة»[3].
[1] مشكاة الأنوار، ص391، ح1283.
[2] بحار الأنوار، ج94، ص63، ح52 (ضمن الحديث).
[3] علل الشرائع، ص259، ح5؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج8، ص39(قريب منه).
58
39
القيم العَقَدِيَّة
الإسلام يجبُّ ما قبله
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ومَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلَامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ والآخِرِ»[1].
[1] الكافي، ج2، ص461؛ صحيح ابن حبان، ج2، ص122.
59
40
القيم العَقَدِيَّة
المسلم
المسلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُسْلِمِ [المسلم] مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويَدِه...»[1].
خصال المسلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«قالَ اللّهُ عزّ وجلّ: إذا أرَدتُ أن أجمَعَ لِلمُسلِمِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَة جَعَلتُ لَهُ قَلباً خاشِعاً، ولِساناً ذاكِراً، وجَسَداً عَلَى البَلاءِ صابِراً، وزَوجَةً مُؤمِنَةً تَسُرُّهُ إذا نَظَرَ إلَيها، وتَحفَظُهُ إذا غابَ عَنها في نَفسِها ومالِهِ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص235، ح19؛ المحاسن، ج1، ص444، ح1030؛ السنن الكبرى، النسائي، ج5، ص214.
[2] الكليني، ج5، ص327، ح2؛ المصنف، ابن ابي شيبة الكوفي، ج8، ص250(قريب منه).
60
41
القيم العَقَدِيَّة
معاملة المسلم بالحسنى
ما رواه سلمان الفارسي، قال: «دخلتُ على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وهو متكئ على وسادة، فألقاها إليّ، ثمّ قال:
«يَا سَلْمَانُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَيُلْقِي لَهُ الْوِسَادَةَ إِكْرَاماً لَهُ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلْطِفُهُ بِهَا وفَرَّجَ عَنْهُ كُرْبَتَهُ لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ اللَّهِ الْمَمْدُودِ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أن يَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثَةِ أيّامٍ، وَالسّابِقُ يَسبِقُ إلَى الجَنَّةِ»[3].
قبح معاملة المسلم بالسوء
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ قَدْ تَابَ مِنْهُ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَه»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«حَسْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُخِيفَ أَخَاهُ الْمُسْلِم»[5].
[1] مكارم الأخلاق، ص18؛ بحار الأنوار، ج16، ص235.
[2] الكافي، ج2، ص206، ح5.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص391، ح860؛ كنز العمال، ج9، ص48.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص113؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص625(قريب منه).
[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص39.
61
42
القيم العَقَدِيَّة
حقوق المسلم على أخيه المسلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ ثَلَاثُونَ حَقّاً لَا بَرَاءَةَ لَهُ إِلَّا الْأَدَاءُ أَوِ الْعَفْوُ، يَغْفِرُ زَلَّتَهُ، ويَرْحَمُ عَبْرَتَهُ، ويَسْتُرُ عَوْرَتَه،ُ ويُقِيلُ عَثْرَتَهُ، ويَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ، ويَرُدُّ غِيبَتَهُ، ويُدِيمُ نَصِيحَتَهُ، ويَحْفَظُ خُلَّتَهُ، ويَرْعَى ذِمَّتَهُ، ويَعُودُ مَرْضَتَهُ، ويَشْهَدُ مَيْتَتَهُ، ويُجِيبُ دَعْوَتَهُ، ويَقْبَلُ هَدِيَّتَهُ، ويُكَافِئُ صِلَتَهُ، ويَشْكُرُ نِعْمَتَهُ، ويُحْسِنُ نُصْرَتَهُ، ويَحْفَظُ حَلِيلَتَهُ، ويَقْضِي حَاجَتَهُ، ويَشْفَعُ مَسْأَلَتَهُ، ويُسَمِّتُ عَطْسَتَهُ، ويُرْشِدُ ضَالَّتَهُ، ويَرُدُّ سَلَامَهُ، ويُطَيِّبُ كَلَامَهُ، ويُبِرُّ إِنْعَامَهُ، ويُصَدِّقُ إِقْسَامَهُ، ويُوَالِي وَلِيَّهُ، ويُعَادِي عَدُوَّهُ، ويَنْصُرُهُ ظَالِماً ومَظْلُوماً؛ فَأَمَّا نُصْرَتُهُ ظَالِماً فَيَرُدُّهُ عَنْ ظُلْمِهِ، وأَمَّا نُصْرَتُهُ مَظْلُوماً فَيُعِينُهُ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ ولَا يُسْلِمُهُ ولَا يَخْذُلُهُ، ويُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، ويَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ يُعْلِمَ إِخْوَانَهُ وحَقٌّ عَلَى إِخْوَانِهِ إِذَا قَدِمَ أَنْ يَأْتُوهُ»[2].
[1] كنز الفوائد، ج1، ص306؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج3، ص517(قريب منه).
[2] الكافي، ج2، ص174، ح16.
63
43
القيم العَقَدِيَّة
الإيمان
معنى الإيمان
روي عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: سألت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): عن الإيمان؟ فقال (صلى الله عليه وآله):
«الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ»[1].
وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِمَقُولٍ [مَقْبُولٌ] وعِرْفَانٌ بِالْعُقُولِ واتِّبَاعُ الرَّسُول»[2].
مواطن الإيمان
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْإِيمَانُ فِي عَشَرَةٍ: الْمَعْرِفَةِ والطَّاعَةِ والْعِلْمِ والْعَمَلِ والْوَرَعِ والِاجْتِهَادِ والصَّبْرِ والْيَقِينِ والرِّضَى والتَّسْلِيمِ فَأَيَّهَا فَقَدَ صَاحِبُهُ بَطَلَ نِظَامُه»[3].
[1] عيون أخبار الرضا، ج1، ص204، ح1؛ ص205؛ المعجم الاوسط.ج6، ص226.
[2] بحار الأنوار، ج69، ص67، ح20.
[3] كنز الفوائد، ج2، ص11.
64
44
القيم العَقَدِيَّة
الإيمان والمعرفة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَفْضَلُكُمْ إِيمَاناً، أَفْضَلُكُمْ مَعْرِفَة»[1].
[1] بحار الأنوار، ج3، ص14، ح37؛ كتاب الايمان، محمد بن يحيى العدني، ص133.
65
45
القيم العَقَدِيَّة
المؤمن
مكانة المؤمن ومنزلته
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا عَلِيُّ أَنِينُ الْمُؤْمِنِ تَسْبِيحٌ وصِيَاحُهُ تَهْلِيلٌ ونَوْمُهُ عَلَى الْفِرَاشِ عِبَادَةٌ وتَقَلُّبُهُ مِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبٍ جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ عُوفِيَ مَشَى فِي النَّاسِ ومَا عَلَيْهِ مِنْ ذَنْب»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ فِي الْأَرْضِ فَمَا رَأَوْهُ حَسَناً فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ ومَا رَأَوْهُ قَبِيحاً فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ قَبِيح»[2].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص364، ح5762.
[2] روضة الواعظين، ص304.
66
46
القيم العَقَدِيَّة
علامات المؤمن الخمس
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَمْسٌ لَا يَجْتَمِعْنَ إِلَّا فِي مُؤْمِنٍ حَقّاً يُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ والْفِقْهُ فِي الْإِسْلَامِ والْوَرَعُ فِي الدِّينِ والْمَوَدَّةُ فِي النَّاسِ وحُسْنُ السَّمْتِ فِي الْوَجْه»[1].
خصال المؤمن وصفاته
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنِ ائْتَمَنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وأَمْوَالِهِ...»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«عَجَباً لِلْمُؤْمِنِ إِنَ اللَّهَ لَا يَقْضِي قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهُ فَإِنِ ابْتُلِيَ صَبَرَ وإِنْ أُعْطِيَ شَكَرَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ...»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«المؤمن كيّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ»[5]
[1] كنز الفوائد، ج2، ص10.
[2] الكافي، ج2، ص235، ح19؛ المحاسن، ج1، ص444، ح1030.
[3] المؤمن، ص27، ح46؛ الأمالي (الصدوق)، ص640، ح865.
[4] التوحيد، ص407، ح1؛ السنن الكبرى، النسائي، ج5، ص389.
[5] البحار، ج64، ص307؛ الدعوات، ص39، ح94؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص662.
67
47
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رَحِمَ اللَّهُ مُؤْمِناً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ، إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ عَنْ قِيلٍ وقَالٍ وإِضَاعَةِ الْمَالِ وكَثْرَةِ السُّؤَالِ، فَرَحِمَ اللَّهُ مُؤْمِناً كَسَبَ طَيِّباً وأَنْفَقَ قَصْداً وقَدَّمَ خَيْراً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا يَكْمُلُ الْمُؤْمِنُ إِيمَانُهُ حَتَّى يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وثَلَاثِ خِصَالٍ: فِعْلٍ وعَمَلٍ ونِيَّةٍ وبَاطِنٍ وظَاهِرٍ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ (عليه السلام): يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَكُونُ الْمِائَةُ وثَلَاثُ خِصَالٍ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ جَوَّالَ الْفِكْرِ جَوْهَرِيَّ الذِّكْرِ، كَثِيراً عِلْمُهُ عَظِيماً حِلْمُهُ، جَمِيلَ الْمُنَازَعَةِ كَرِيمَ الْمُرَاجَعَةِ، أَوْسَعَ النَّاسِ صَدْراً وأَذَلَّهُمْ نَفْساً، ضِحْكُهُ تَبَسُّماً واجْتِمَاعُهُ تَعَلُّماً، مُذَكِّرَ الْغَافِلِ مُعَلِّمَ الْجَاهِلِ، لَا يُؤْذِي مَنْ يُؤْذِيهِ ولَا يَخُوضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، ولَا يَشْمَتُ بِمُصِيبَةٍ ولَا يَذْكُرُ أَحَداً بِغِيبَةٍ، بَرِيئاً مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَاقِفاً عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، كَثِيرَ الْعَطَاءِ قَلِيلَ الْأَذَى عَوْناً لِلْغَرِيبِ وأَباً لِلْيَتِيمِ، بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وخَوْفُهُ فِي قَلْبِهِ، مُسْتَبْشِراً بِفَقْرِهِ، أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ وأَصْلَدَ مِنَ الصَّلْدِ، لَا يَكْشِفُ سِرّاً ولَا يَهْتِكُ سِتْراً، لَطِيفَ الْجِهَاتِ حُلْوَ الْمُشَاهَدَةِ، كَثِيرَ الْعِبَادَةِ حَسَنَ الْوَقَارِ، لَيِّنَ الْجَانِبِ طَوِيلَ الصَّمْتِ، حَلِيماً إِذَا جُهِلَ عَلَيْهِ، صَبُوراً عَلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، يُجِلُّ الْكَبِيرَ ويَرْحَمُ الصَّغِيرَ، أَمِيناً عَلَى الْأَمَانَاتِ بَعِيداً مِنَ الْخِيَانَاتِ، إِلْفُهُ التُّقَى وخُلُقُهُ الْحَيَاءُ، كَثِيرَ الْحَذَرِ قَلِيلَ الزَّلَلِ، حَرَكَاتُهُ أَدَبٌ وكَلَامُهُ عَجَبٌ، مُقِيلَ الْعَثْرَةِ ولَا يَتَّبِعُ الْعَوْرَةَ، وَقُوراً صَبُوراً رَضِيّاً شَكُوراً، قَلِيلَ الْكَلَامِ صَدُوقَ اللِّسَانِ، بَرّاً مَصُوناً حَلِيماً رَفِيقاً عَفِيفاً شَرِيفاً، لَا لَعَّانٌ ولَا نَمَّامٌ ولَا كَذَّابٌ ولَا مُغْتَابٌ ولَا سَبَّابٌ ولَا حَسُودٌ ولَا بَخِيلٌ،
[1] دعائم الإسلام، ج2، ص66، ح184.
68
48
القيم العَقَدِيَّة
هَشَّاشاً بَشَّاشاً لَا حَسَّاسٌ ولَا جَسَّاسٌ، يَطْلُبُ مِنَ الْأُمُورِ أَعْلَاهَا ومِنَ الْأَخْلَاقِ أَسْنَاهَا، مَشْمُولًا لِحِفْظِ اللَّهِ مُؤَيَّداً بِتَوْفِيقِ اللَّهِ، ذَا قُوَّةٍ فِي لِينٍ وعَزْمُهُ فِي يَقِينٍ، لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ ولَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ، صَبُورٌ فِي الشَّدَائِدِ لَا يَجُورُ ولَا يَعْتَدِي ولَا يَأْتِي بِمَا يَشْتَهِي، الْفَقْرُ شِعَارُهُ والصَّبْرُ ثاره، قَلِيلَ الْمَؤُونَةِ كَثِيرَ الْمَعُونَةِ، كَثِيرَ الصِّيَامِ طَوِيلَ الْقِيَامِ قَلِيلَ الْمَنَامِ، قَلْبُهُ تَقِيٌّ وعَمَلُهُ زَكِيٌّ، إِذَا قَدَرَ عَفَا وإِذَا وَعَدَ وَفَى، يَصُومُ رَغْباً ويُصَلِّي رَهْباً، ويُحْسِنُ فِي عَمَلِهِ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، غَضَّ [الطَّرْفِ] المطوف سَخِيَّ الْكَفِّ لَا يَرُد سَائِلًا ولَا يَبْخَلُ بِنَائِلٍ، مُتَوَاصِلًا إِلَى الْإِخْوَانِ مُتَرَادِفاً لِلْإِحْسَانِ، يَزِنُ كَلَامَهُ ويُخْرِسُ لِسَانَهُ لَا يَغْرَقُ فِي بُغْضِهِ ولَا يَهْلِكُ فِي مَحَبَّتِهِ لَا يَقْبَلُ الْبَاطِلَ مِنْ صَدِيقِهِ ولَا يَرُدُّ الْحَقَّ مِنْ عَدُوِّهِ، لَا يَتَعَلَّمُ إِلَّا لِيَعْلَمَ ولَا يَعْلَمُ إِلَّا لِيَعْمَلَ، قَلِيلًا حِقْدُهُ كَثِيراً شُكْرُهُ، يَطْلُبُ النَّهَارَ مَعِيشَتَهُ ويَبْكِي اللَّيْلَ عَلَى خَطِيئَتِهِ، إِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الدُّنْيَا كَانَ أَكْيَسَهُمْ، وإِنْ سَلَكَ مَعَ أَهْلِ الْآخِرَةِ كَانَ أَوْرَعَهُمْ، لَا يَرْضَى فِي كَسْبِهِ بِشُبْهَةٍ ولَا يَعْمَلُ فِي دِينِهِ بِرُخْصَةٍ، لَطِيفٌ [يَعْطِفُ] عَلَى أَخِيهِ بِزَلَّتِهِ ويَرْعَى مَا مَضَى مِنْ قَدِيمِ صُحْبَتِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«الْعِلْمُ خَدِينُ الْمُؤْمِنِ والْحِلْمُ وَزِيرُهُ والْعَقْلُ دَلِيلُهُ والصَّبُْ أَمِيرُ جُنُودِهِ والرِّفْقُ وَالِدُهُ والْبُِّر أَخُوهُ والنَّسَبُ آدَمُ والْحَسَبُ التَّقْوَى والْمُرُوءَةُ إِصْلَحُ الْمَال»[2].
[1] التمحيص، ص74، ح171.
[2] تحف العقول، ص46.
69
49
القيم العَقَدِيَّة
الخصال التي لا تكون في المؤمن
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَلَّتَانِ [خصلتان] لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ وسُوءُ الظَّنِّ بِالرِّزْق»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ الْبُخْلُ وسُوءُ الْخُلُق»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِ خَصْلَةٍ ولَا يُطْبَعُ عَلَى الْكَذِبِ ولَا عَلَى الْخِيَانَةِ»[3].
المؤمن العاقل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا يُعْبَد اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ولَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ عَاقِلًا حَتَّى تَجْتَمِعَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ مِنَ الْعِلْمِ: الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ والشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ، يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ ويَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ، ولَا يَسْأَمُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ طُولَ عُمُرِهِ، ولَا يَتَبَرَّمُ بِطَلَبِ الْحَوَائِجِ قِبَالَه،ُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ، والْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى، نَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ، والْعَاشِرَةُ ومَا الْعَاشِرَةُ لَا يَرَى أَحَداً إِلَّا قَالَ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وأَتْقَى...»[4].
[1] أعلام الدين، ص294؛ نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص29، ح87.
[2] البحار ج، 72، ص172؛ كنز العمال، ج3، ص447.
[3] تحف العقول، ص55.
[4] الخصال، ص433، ح17؛ علل الشرائع، ص115، ح11.
70
50
القيم العَقَدِيَّة
شرف المؤمن وعزّه
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ»[1].
الفرق بين المؤمن والمنافق
روي أنّه سُئِلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله):
عَنِ الْمُؤْمِنِ والْمُنَافِقِ فَقَالَ: «إِنَ الْمُؤْمِنَ هِمَّتُهُ فِي الصَّلَاةِ والصِّيَامِ والْعِبَادَةِ والْمُنَافِقَ هِمَّتُهُ فِي الطَّعَامِ والشَّرَابِ كَالْبَهِيمَة»[2].
حرمة المؤمن
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... والْمُؤْمِنُ حَرَامٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَظْلِمَهُ أَوْ يَخْذُلَهُ أَوْ يَغْتَابَهُ أَوْ يَدْفَعَهُ دَفْعَةً»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه نظر إلى الكعبة، فقال:
«مَرْحَباً بِالْبَيْتِ مَا أَعْظَمَكَ وأَعْظَمَ حُرْمَتَكَ عَلَى اللَّهِ؟! ووَاللَّهِ لَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكَ لِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنْكَ وَاحِدَةً ومِنَ الْمُؤْمِنِ ثَلَاثَةً مَالَهُ ودَمَهُ وأَنْ يُظَنَّ بِهِ ظَنَّ السَّوْء»[4].
[1] الكافي، ج2، ص147؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج4، ص306 (قريب منه).
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص99.
[3] الكافي، ج2، ص235، ح19؛ المحاسن، ج1، ص444، ح1030.
[4] روضة الواعظين، ص293؛ كشف الخفاء، العجلوني، ج2، ص292، المعجم الاوسط، الطبراني، ج6، ص36(قطعة منه).
71
51
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمُؤْمِنُ حَرَامٌ كُلُّهُ عِرْضُهُ ومَالُهُ ودَمُهُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً- أَوْ حَقَّرَهُ لِفَقْرِهِ وقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ- شَهَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَفْضَحُهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ مُؤْمِنٍ غَصْباً بِغَيْرِ حَقِّهِ لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ مُعْرِضاً عَنْهُ مَاقِتاً لِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا مِنَ الْبِرِّ والْخَيْرِ لَا يُثْبِتُهَا فِي حَسَنَاتِهِ حَتَّى يَتُوبَ ويَرُدَّ الْمَالَ الَّذِي أَخَذَهُ إِلَى صَاحِبِهِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَوْ أَنَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وأَهْلَ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ جَمِيعاً فِي النَّار»[4].
وروي عنه(صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«سَبَّاب [سابّ] الْمُؤْمِنِ كَالْمُشْفِ عَلَ الْهَلَكَةِ»[5].
[1] المؤمن، ص72، ح199؛ تحف العقول، ص57.
[2] عيون أخبار الرضا، ج2، ص36، ح58.
[3] ثواب الأعمال، ص320، ح9.
[4] روضة الواعظين، ص461؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص426(قريب منه).
[5] الكافي، ج2، ص359، ح1.
72
52
القيم العَقَدِيَّة
معاملة المؤمن
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْباً أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً أَوْ تَكْسُوهُ ثَوْباً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَكْرَمَ مُؤْمِناً فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«نَظَرُ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حُبّاً لَهُ عِبَادَةٌ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ:
«يَا أَبَا ذَرٍّ، إِيَّاكَ والْهِجْرَانَ لِأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ لَا يُتَقَبَّلُ مَعَ الْهِجْرَانِ»[4].
[1] النوادر، ص109، ح91.
[2] المؤمن، ص54، ح138.
[3] النوادر، ص110، ح95.
[4] الأمالي (الطوسي)، ص538، ح1162.
73
53
القيم العَقَدِيَّة
سنّة البلاء
بلاء الأنبياء (عليهم السلام) والمؤمنين
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنَّ فِي الْجَنَّةِ مَنَازِلَ لَا يَنَالُهَا الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ لَيْسَ لَهَا عِلَاقَةٌ مِنْ فَوْقِهَا ولَا عِمَادٌ مِنْ تَحْتِهَا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُهَا؟ فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): هُمْ أَهْلُ الْبَلَاءِ والْهُمُومِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى تَعُدَّ الْبَلَاءَ نِعْمَةً والرَّخَاءَ مِحْنَةً لِأَنَّ بَلَاءَ الدُّنْيَا نِعْمَةٌ فِي الْآخِرَةِ ورَخَاءَ الدُّنْيَا مِحْنَةٌ فِي الْآخِرَة»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«قالَ اللّه عزّ وجلّ:... مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْفَاقَةِ والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَأَبْلُوهُمْ بِالْفَاقَةِ
[1] أعلام الدين، ص277؛ عدّة الداعي، ص293؛ بحار الأنوار، ج81، ص194، ح50 (ذيل الحديث).
[2] بحار الأنوار، ج67، ص237، ح 54 (ضمن الحديث).
74
54
القيم العَقَدِيَّة
والْمَسْكَنَةِ والسُّقْمِ فَيَصْلُحُ عَلَيْهِمْ أَمْرُ دِينِهِمْ وأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ أَمْرُ دِينِ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِين...»[1].
موجبات البلاء
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلَاءُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومَا هِيَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَتِ الْمَغَانِمُ دُوَلًا والْأَمَانَةُ مَغْنَماً والزَّكَاةُ مَغْرَماً وأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وعَقَّ أُمَّهُ وبَرَّ صَدِيقَهُ وجَفَا أَبَاهُ وكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وأَكْرَمَهُ الْقَوْمُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ ولَبِسُوا الْحَرِيرَ واتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ وضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ ولَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيُرْتَقَبْ عِنْدَ ذَلِكَ الرِّيحُ الْحَمْرَاءُ أَوِ الْخَسْفُ أَوِ الْمَسْخُ[2]»[3].
تنوّع البلاء
روي أنّه طفئ مصباح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة، فقال:
«إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُصِيبَةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ كُلُّ شَيْءٍ يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ فَهُوَ لَهُ مُصِيبَةٌ ولَهُ أَجْرُ الْمُصِيبَة»[4].
[1] الكافي، ج2، ص60، ح4.
[2] تمسّك به بعض؛ بأنّ الخسف والمسخ قد يكونان في هذه الأمّة؛ كما كانا في الأمم الماضية، وزعم أنّ مسخها؛ إنّما يكون بالقلوب، لا بالصور.
[3] الخصال، ص500، ح1-2؛ الأمالي (الطوسي)، ص515، ح1128؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص150(قريب منه).
[4] روضة الواعظين، ج2، ص423؛ تخريج الاحاديث والاثار، الزيلعي، ج1، ص96.
75
55
القيم العَقَدِيَّة
وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا أَصَابَ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ[1] ولَا وَصَبٍ ولَا حُزْنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ»[2].
درجات الابتلاء
روي عن الإمام أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنّه قال: سُئِلَ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من أشدّ بلاءاً في الدنيا؟ فقال (صلى الله عليه وآله):
«النَّبِيُّونَ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِ وحُسْنِ عَمَلِهِ فَمَنْ صَحَّ إِيمَانُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، ومَنْ سَخُفَ إِيمَانُهُ وضَعُفَ عَمَلُهُ قَلَّ بَلَاؤُه»[3].
جزاء البلاء
روي أنّه لمّا نزلت هذه الآية: ﴿مَن يَعمَل سُوءٗا يُجزَ بِهِ﴾[4] قال بعض أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): ما أشدَّها من آية، فقال لهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله):
«أما تُبتَلْون في أُمورِكم وأنفسِكم وذرَارِيكم؟» قالوا: بلى، قال: «هذا مِمّا يَكتبُ اللهُ لكُم به الحسناتِ، ويَمْحو به السيّئاتِ»[5].
[1] نَصِبَ نَصَباً: أعيا وتَعِب، وجدّ واجتهد؛ الوَصَبْ: الوجع والمرض، والتَعَب والفتور في البدن. (المعجم الوسيط، ص924، 1036).
[2] بحار الأنوار، ج77، ص144، ح29؛ صحيح ابن حبان، ج7، ص166(قريب منه)، شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص157(قريب منه).
[3] الكافي، ج2، ص252، ح2؛ تحف العقول، ص39؛ السنن الكبرى، النسائي، ج4، ص352(قريب منه).
[4] سورة النساء، الآية 123.
[5] تفسير العيّاشي، ج1، ص277، ح278.
76
56
القيم العَقَدِيَّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الْمَنْزِلَةُ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنَ الْبَلَاءِ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ ولَمْ يَبْلُغْ تِلْكَ الدَّرَجَةَ فَيُشَدَّدُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ فَيَبْلُغُهَا[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ وهُوَ يُحِبُّهُ لِيَسْتَمِعَ تَضَرُّعَه»[2].
سنّة الإمهال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا رأيتَ اللهَ تعالى يُعطي على المعاصي؛ فإنّ ذلك استدراجٌ منه، ثمّ تلا هذه الآية: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَٰبَ كُلِّ شَيءٍ﴾[3]»[4].
[1] دعائم الإسلام، ج1، ص220.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص237.
[3] سورة الأنعام، الآية 44.
[4] مجمع البيان، ج4، ص467.
77
57
القيم الأخلاقيّة
الحسنات والسيّئات
تصنيف الحسنات والسيّئات
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ والشَّيْطَانُ والْحَقُّ والْبَاطِلُ والْهُدَى والضَّلَالَةُ والرُّشْدُ والْغَيُّ والْعَاجِلَةُ والْآجِلَةُ والْعَاقِبَةُ والْحَسَنَاتُ والسَّيِّئَاتُ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَاتٍ فَلِلَّهِ، ومَا كَانَ مِنْ سَيِّئَاتٍ فَلِلشَّيْطَانِ لَعَنَهُ اللَّهُ»[1].
الحثّ على فعل الحسنات
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ:
«يَا أَبَا ذَرٍّ، هُمَّ بِالْحَسَنَةِ، وإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا، لِكَيْلَا تُكْتَبَ مِنَ الْغَافِلِينَ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص16، ح2.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص536، ح1162.
80
58
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في مَوعِظَتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ:
«يَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَكْثِرْ مِنَ الصَّالِحَاتِ والْبِرِّ فَإِنَ الْمُحْسِنَ والْمُسِيءَ يَنْدَمَانِ، يَقُولُ الْمُحْسِنُ: يَا لَيْتَنِي ازْدَدْتُ مِنَ الْحَسَنَاتِ، ويَقُولُ الْمُسِيءُ: قَصَّرْتُ، وتَصْدِيقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَلَا أُقسِمُ بِٱلنَّفسِ ٱللَّوَّامَةِ﴾»[1].
[1] مكارم الأخلاق، ص454.
81
59
القيم الأخلاقيّة
النفس
معرفة النفس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَعْرَفُكُمْ بِنَفْسِهِ أَعْرَفُكُمْ بِرَبِّه»[1].
الحثّ على تهذيب النفس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الشَّدِيدَ لَيْسَ مَنْ غَلَبَ النَّاسَ ولَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَه»[2].
[1] روضة الواعظين، ج1، ص20.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص10.
82
60
القيم الأخلاقيّة
النهي عن اتّباع هوى النفس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كُفَّ أَذَاكَ عَنْ نَفْسِكَ ولَا تُتَابِعْ هَوَاهَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِذْ تُخَاصِمُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِلَّا أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ ويَسْتُر»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا ابْنَ آدَمَ لَسْتَ بِبَالِغٍ أَمَلَكَ ولَا بِدَافِعٍ أَجَلَكَ ولَا بِمَدْفُوعٍ عَنْ رِزْقِكَ فَبِمَاذَا تَشْقَى نَفْسُكَ يَا شَقِيُّ يَا شَقِيُّ يَا شَقِي»[2].
الحثّ على محاسبة النفس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وزِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا وتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِناً حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِيكِ شَرِيكَهُ والسَّيِّدِ عَبْدَهُ»[4].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص96.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص113.
[3] بحار الأنوار، ج67، ص73، ح26؛ كنز العمال، ج16، ص159(قريب منه).
[4] بحار الأنوار، ج70، ص72، ح22؛ كنز العمال، ج3، ص699(قريب منه).
83
61
القيم الأخلاقيّة
القلب
أصناف القلوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ: فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ ولَيْسَ فِيهِ قُرْآنٌ، وقَلْبٌ فِيهِ قُرْآنٌ وإِيمَانٌ، وقَلْبٌ فِيهِ قُرْآنٌ ولَيْسَ فِيهِ إِيمَانٌ، وقَلْبٌ لَا قُرْآنٌ فِيهِ ولَا إِيمَانٌ، فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ إِيمَانٌ ولَيْسَ فِيهِ قُرْآنٌ كَالثَّمَرَةِ طَيِّبٌ طَعْمُهَا لَيْسَ لَهَا رِيحٌ، وأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ قُرْآنٌ ولَيْسَ فِيهِ إِيمَانٌ كَالْأُشْنَةِ[1]، طَيِّبٌ رِيحُهَا خَبِيثٌ طَعْمُهَا، وأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ قُرْآنٌ وإِيمَانٌ كَجِرَابِ الْمِسْكِ إِنْ فُتِحَ فُتِحَ طَيِّباً وإِنْ وَعَى وَعَى طَيِّباً، وأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي لَا قُرْآنٌ فِيهِ ولَا إِيمَانٌ كَالْحَنْظَلَةِ خَبِيثٌ رِيحُهَا خَبِيثٌ طَعْمُهَا»[2].
[1] الأشنة: شيء يلتفّ على شجر البلوط والصنوبر؛ كأنّه مقشور من عرق؛ وهو عطر أبيض (تاج العروس، ج18، ص21).
[2] بحار الأنوار، ج70، ص60، ح40؛ في كنز العمال، ج1، ص244 (القلوب أربعة قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس وقلب مصفح فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره واما القلب الأغلف فقلب الكافر واما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر واما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق ومثل الايمان فيه كمثل البقله يمدها الماء الطيب ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه).
84
62
القيم الأخلاقيّة
سلامة القلب
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةٌ إِذَا هِيَ سَلِمَتْ وصَحَّتْ سَلِمَ بِهَا سَائِرُ الْجَسَدِ فَإِذَا سَقُمَتْ سَقُمَ بِهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وفَسَدَ وهِيَ الْقَلْبُ»[1].
ميل القلب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا»[2].
مفسدات القلب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَرْبَعٌ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ: الْخَلْوَةُ بِالنِّسَاءِ، والِاسْتِمَاعُ مِنْهُنَّ، والْأَخْذُ بِرَأْيِهِنَّ، ومُجَالَسَةُ الْمَوْتَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومَا مُجَالَسَةُ الْمَوْتَى؟ قَالَ: مُجَالَسَةُ كُلِّ ضَالٍّ عَنِ الْإِيمَانِ وجَائِرٍ فِي الْأَحْكَام»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَمْسَةٌ يُفْسِدُونَ الْقَلْبَ، قِيلَ: ومَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَرَادُفُ الذَّنْبِ عَلَى الذَّنْبِ، ومُجَاوَرَةُ الْأَحْمَقِ، وكَثْرَةُ مُنَاقَشَةِ النِّسَاءِ، وطُولُ مُلَازَمَةِ الْمَنْزِلِ عَلَى سَبِيلِ الِانْفِرَادِ والْوَحْدَةِ، والْجُلُوسُ مَعَ الْمَوْتَى»[4]
[1] الخصال، ص31، ح109. المصنف، الصنعاني، ج11، ص221(قريب منه).
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص381، ح5826؛ شعب الايمان، البيهقي، ج1، ص381.
[3] الأمالي (المفيد)، ص315، ح6.
[4] معدن الجوهر، ص48.
85
63
القيم الأخلاقيّة
علاج صدأ القلوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ لَهَا عَنِ اللَّذَّاتِ، ومَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ، قِيلَ: فَمَا جِلَاؤُهَا؟ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ وتِلَاوَةُ الْقُرْآن»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ لِلْقُلُوبِ صَدَءاً كَصَدَأ النُّحَاسِ فَاجْلُوهَا بِالاسْتِغْفَارِ وتِلَاوَةِ الْقُرْآن»[2].
[1] الدعوات، ص237، ح663؛ كنز العمال، ج2، ص241(المقطع الاخير قريب منه ).
[2] أعلام الدين، ص293؛ بحار الأنوار، ج77، ص174، ح8.
86
64
القيم الأخلاقيّة
مكارم الأخلاق
الحثّ على مكارم الأخلاق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، فَإِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وجَلَّ) بَعَثَنِي بِهَا، وإِنَّ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَنْ يَعْفُوَ الرَّجُلُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، ويُعْطِيَ مَنْ حَرَمَهُ، ويَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ، وأَنْ يَعُودَ مَنْ لَا يَعُودُهُ»[1].
روي عن الإمامُ الصّادقُ أنّه قال:
«قَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِرَجُلٍ أَتَاهُ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ يُدْخِلُكَ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَنِلْ مِمَّا أَنَالَكَ اللَّه، قَالَ: فَإِنْ كُنْتُ أَحْوَجَ مِمَّنْ أُنِيلُهُ؟ قَالَ: فَانْصُرِ الْمَظْلُومَ، قَالَ: وإِنْ كُنْتُ أَضْعَفَ مِمَّنْ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: فَاصْنَعْ لِلْأَخْرَقِ يَعْنِي أَشِرْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَإِنْ كُنْتُ أَخْرَقَ مِمَّنْ أَصْنَعُ لَهُ؟ قَالَ: فَأَصْمِتْ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، أَمَا يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ فِيكَ خَصْلَةٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ تَجُرُّكَ إِلَى الْجَنَّةِ؟!»[2].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص477، ح1042.
[2] الكافي، ج2، ص113، ح5.
87
65
القيم الأخلاقيّة
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ أَسَاءَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ أَخَذَ بِالْأَوَّلِ والْآخِرِ»[1].
فضل حسن الخلق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْأَخْلَاقُ مَنَائِحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، فَإِذَا أَحَبَّ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً حَسَناً، وإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً مَنَحَهُ خُلُقاً سَيِّئاً»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَوْ كَانَ حُسْنُ الْخُلُقِ خَلْقاً يُرَى مَا كَانَ شَيْءٌ أَحْسَنَ خَلْقاً مِنْهُ، ولَوْ كَانَ سُوءُ الْخُلُقِ خَلْقاً يُرَى مَا كَانَ شَيْءٌ أَسْوَءَ خَلْقاً مِنْهُ، وإِنَّ اللَّهَ لَيُبَلِّغُ الْعَبْدَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِم»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَفْضَلُكُمْ إِيمَاناً أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَحْسَنُ النَّاسِ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ وأَنَا أَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِي»[5].
[1] الأمالي (المفيد)، ص111، ح89؛ كفاية الأثر، ص189 (بتفاوت)؛ روضة الواعظين، ص475؛ بحار الأنوار، ج71، ص363، ح1؛ ج77، ص115، ح4.
[2] الاختصاص، ص225؛ بحار الأنوار، ج71، ص394، ح64؛ كنز العمال، ج3، ص15.
[3] الزهد، ص26، ح59؛ بحار الأنوار، ج71، ص394، ح65؛ الاستذكار، ابن عبد البر، ج8، ص279 (الفقرة الاخيرة).
[4] تحف العقول، ص45؛ بحار الأنوار، ج77، ص150، ح69.
[5] عيون أخبار الرضا، ج2، ص41، ح109.
88
66
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه(صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«مَا اصْطَحَبَ قَوْمٌ فِي وَجْهٍ لِلَّهِ فِيهِ رِضًى إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمْ أَجْراً أَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، وإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ اجْتِهَاداً مِنْهُ»[1].
الحثّ على معاملة الناس بحُسن الخُلُق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَوْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَقْوَمُ مِنْ قِدْحٍ لَكَانَ لَهُ مِنَ النَّاسِ غَامِزٌ، واعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُم»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خِيَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقاً وأَخَفُّكُمْ مَؤُونَةً وأَخْفَضُكُمْ لِأَهْلِه»[3].
آثار حُسن الخُلُق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّاراً ولَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَه»[5].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص250.
[2] بحار الأنوار، ج74، ص173.
[3] مكارم الأخلاق، ص21؛ كنز العمال، ج3، ص6(المقطع الاول).
[4] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص40، ح98؛ روضة الواعظين، ص378؛ التواضع والخمول، ابن ابي الدنيا، ص222، مسند الشاميين، الطبراني، ج2، ص103.
[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص228؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج6، ص232(قريب منه).
89
67
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رَأَيْتُ رَجُلًا فِي الْمَنَامِ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ بَيْنَهُ وبَيْنَ رَحْمَةِ اللَّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ فِي رَحْمَةِ اللَّه»[1].
آثار سوء الخلق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةٌ إِلَّا سُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ صَاحِبَهُ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْ ذَنْبٍ دَخَلَ فِي ذَنْب»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... الْخُلُقُ السَّيِّئُ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ»[3].
التأنّي في الأمور
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجاً ومَخْرَجاً والتُّؤَدَةُ فِي الْإِنْفَاقِ مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ»[4].
[1] روضة الواعظين، ص377؛ بحار الأنوار، ج71، ص393، ح62 (ذيل الحديث).
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص355، ح5762.
[3] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص40، ح96.
[4] التؤدة التأنّي والرزانه، ضد التسرّع. مجمع البحرين 1: 279؛ الادب المفرد، البخاري، ص190(قريب منه).
90
68
القيم الأخلاقيّة
إظهار النعمة
روي عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
أَبْصَرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) رَجُلًا شَعِثاً شَعْرُ رَأْسِهِ وَسِخَةً ثِيَابُهُ سَيِّئَةً حَالُهُ فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): «مِنَ الدِّينِ الْمُتْعَةُ وإِظْهَارُ النِّعْمَةِ»[1].
الحزم والجزم أو التصميم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الظَّفَرُ بِالْحَزْمِ والْجَزْمِ»[2].
اغتنام الفرص
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْفُرَصُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَرْكُ الْفُرَصِ غُصَصٌ»[4].
[1] الكافي 6: 439 ح 5، وسائل الشيعة 5: 6 ح 5742 أورد كلام النبي (صلى الله عليه وآله) فقط.
[2] عوالي اللئالي، ج1، ص292، ح164.
[3] عوالي اللئالي، ج1، ص291، ح160؛ بحار الأنوار، ج77، ص167، ح2 (ضمن الحديث).
[4] عوالي اللئالي، ج1، ص291، ح159؛ بحار الأنوار، ج77، ص166 (مقطع منه).
91
69
القيم الأخلاقيّة
الإخلاص
أهمّيّة الإخلاص
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً إِلَّا جَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ.»[1].
علامة الإخلاص
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً ومَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِخْلَاصِ حَتَّى لَا يُحِبَّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ اللَّه»[2].
النيّة والعمل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ثَوَابُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ النِّيَّاتِ»[3].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص74، ح321.
[2] روضة الواعظين، ص414؛ عدّة الداعي، ص251؛ بحار الأنوار، ج72، ص304.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص122.
92
70
القيم الأخلاقيّة
وروي عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
«نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ أَبْلَغُ مِنْ عَمَلِهِ، وكَذَلِكَ الْفَاجِرُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وأَعْمَالِكُمْ وإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ونِيَّاتِكُم»[2].
سريرة المرء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أسرّ سريرةً، ردّاه اللهُ رداءَها؛ إنْ خيراً؛ فخيرٌ، وإنْ شرّاً؛ فشرٌّ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يا عليّ! ما من عبدٍ إلّا وله جوّانيّ، وبرّانيّ - يعني سريرة وعلانية -، فمن أصلحَ جوّانيه؛ أصلحَ اللهُ عزّ وجلّ برّانيه، ومن أفسدَ جوّانيه؛ أفسدَ اللهُ برّانيه. وما من أحدٍ إلّا وله صيتٌ في أهلِ السماءِ، وصيتٌ في أهلِ الأرضِ، فإذا حسُنَ صيتُه في أهلِ السماءِ؛ وُضِعَ ذلك له في أهلِ الأرضِ، وإذا ساءَ صيتُه في أهلِ السماءِ؛ وُضِعَ ذلك له في الأرضِ». فسألَه عن صيتِه ما هو؟ قال: «ذِكْرُه»[4].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص454، ح1013؛ كنز العمال، ج3، ص424.
[2] جامع الأخبار ص 100، في الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص280 (إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
[3] الكافي، ج2، ص294، ح6؛ مجمع البيان، ج10، ص599؛ كشف الخفاء، العجلوني، ج2، ص226.
[4] الأمالي (المفيد)، ص457، ح1022؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص57.
93
71
القيم الأخلاقيّة
التقوى
فضل التقوى
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْيَا والْآخِرَةُ ورَبِحَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، قِيلَ: ومَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّقْوَى، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ثُمَّ تَلَا: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجٗا ٢ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ﴾[1]-[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْقَدُوا، وإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى»[3].
[1] سورة الطلاق، الآيتان 2-3.
[2] بحار الأنوار، ج67، ص285، ح8.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص182؛ التواضع والخمول، ابن ابي الدنيا، ص31(قريب منه).
94
72
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... أَلَا وإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ مَا صَحِبَهُ التَّقْوَى ...»[1].
الحثّ على التقوى
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ أَقُولُ اتَّقُوا اللَّهَ اتَّقُوا الْحُدُودَ اتَّقُوا النَّارَ، فَإِذَا مِتُّ تَرَكْتُكُمْ وأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ تَزَوَّدَ فَقَدْ أَفْلَح»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَاشَ قَوِيّاً وسَارَ فِي بِلَادِ عَدُوِّهِ آمِناً»[3].
حقّ التقوى
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾[4]:
«حَقَّ تُقاتِهِ أَنْ يُطَاعَ ولَا يُعْصَى ويُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى ويُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ»[5].
[1] أعلام الدين، ص337، ح15؛ بحار الأنوار، ج77، ص181، ح10.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص225؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص186(قريب منه).
[3] الدعوات، ص292، ح38؛ بحار الأنوار، ج70، ص283، ح5؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2ص551(قريب منه).
[4] سورة آل عمران، الآية 102.
[5] روضة الواعظين، ص430؛ المعجم الكبير، الطبراني، ج9، ص92.
95
73
القيم الأخلاقيّة
الحثّ على النظر في الأعمال ومراجعتها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، ومَنْ كَانَ غَدُهُ شَرّاً فَهُوَ مَلْعُونٌ، ومَنْ لَمْ يَتَفَقَّدِ النُّقْصَانَ فِي عَمَلِهِ كَانَ النُّقْصَانُ فِي عَقْلِهِ، ومَنْ كَانَ نُقْصَانٌ فِي عَمَلِهِ وعَقْلِهِ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ حَيَاتِه»[1].
الاستقامة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وارْتَحِضُوا[2] واسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ، فَإِنَّ الِاسْتِقَامَةَ دَرَجَةٌ بِهَا كَمَالُ الْأُمُورِ ونِظَامُهَا وبِوُجُودِهَا حُصُولُ الْخَيْرَاتِ وتَمَامُهَا، ومَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِيماً فِي حَالَتِهِ ضَلَّ سَعْيُهُ وخَابَ جَهْدُهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: واسْتَقِيمُوا إِلَى رَبِّكُمْ، وقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا﴾[3]، وقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَا تَتَّخِذُواْ أَيمَٰنَكُم دَخَلَا بَينَكُم فَتَزِلَّ قَدَمُ بَعدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوءَ﴾[4] واعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِيماً فِي صِفَتِهِ لَمْ يَرْتَقِ مِنْ حَالِهِ إِلَى غَيْرِهَا ولَمْ يَتَبَيَّنْ سُلُوكُهُ عَلَى صِحَّتِه»[5]
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص87؛ بحار الأنوار، ج71، ص220، ح28؛ كشف الخفاء، العجلوني، ج2ص233(قريب منه).
[2] رحض الثوب: غسله؛ «القاموس المحيط، ج2، ص331، مادّة رحض.
[3] سورة النحل، الآية 92.
[4] سورة النحل، الآية 94.
[5] أعلام الدين، ص324.
96
74
القيم الأخلاقيّة
الصدق
أهمّيّة الصدق وفضله
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَنْظُرُوا إِلَى كَثْرَةِ صَلَاتِهِمْ وصَوْمِهِمْ وكَثْرَةِ الْحَجِ والْمَعْرُوفِ وطَنْطَنَتِهِمْ بِاللَّيْلِ ولَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ الْحَدِيثِ وأَدَاءِ الْأَمَانَةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ صِدِّيقاً، ولَا يَزَالُ يَكْذِبُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ كَذَّاباً، والصِّدْقُ عِمَادُ الدِّينِ ونَجَاةُ الْمُسْلِمِينَ وهُو تَالِي دَرَجَاتِ النُّبُوَّةِ ورَأْسُ أَمْرِ الْفُتُوَّةِ ومُوجِبُ مُرَافَقَةِ النَّبِيِّين»[2].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص51، ح197.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص131، 178 (مقطع منه).
97
75
القيم الأخلاقيّة
الصدّيقون
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ: حَبِيبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ يَاسِينَ الَّذِي يَقُولُ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وهُمْ مُهْتَدُونَ وحِزْقِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وهُوَ أَفْضَلُهُمْ»[1].
مواطن يقبح الصدق فيها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ثَلَاثٌ يَقْبُحُ فِيهِمُ الصِّدْقُ: النَّمِيمَةُ وإِخْبَارُكَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ بِمَا يَكْرَهُهُ وتَكْذِيبُكَ الرَّجُلَ عَنِ الْخَبَرِ»[2].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص563، ح760؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص115، كنز العمال، ج11، ص601.
[2] الخصال، ص87، ح20.
98
76
القيم العَقَدِيَّة
حسن الظنّ
الحثّ على حسن الظنّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اطْلُبْ لِأَخِيكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً» [1].
النهي عن سوء الظنّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ والظَّنَ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِب»[2].
فروع سوء الظنّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الْجُبْنَ والْبُخْلَ والْحِرْصَ غَرِيزَةٌ وَاحِدَةٌ يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ»[3].
[1] بحار الأنوار، ج75، ص197، ح15.
[2] قرب الإسناد، ص29، ح94.
[3] علل الشرائع، ج2، ص559، ح1.
99
77
القيم الأخلاقيّة
الخشوع
علامة الخاشع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)أنّه قال:
«... وَأَمَّا عَلامَةُ الخَاشِعِ فَأَرْبَعَةٌ: مُراقَبَةُ اللهِ في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ، وَرُكوبُ الجَميلِ، وَالتَّفَكُّرُ لِيَوْمِ القِيامَةِ، وَالمُناجاةُ لِلَّهِ»[1].
الخشوع في الصلاة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«بُنِيَتِ الصَّلاةُ عَلى أَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ مِنْها إِسْباغُ الوُضوءِ، وَسَهْمٌ مِنْها الرُّكوعُ، وَسَهْمٌ مِنْها السُّجودُ، وَسَهْمٌ مِنْها الخُشوعُ»، فَقيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وَما الخُشوعُ؟ قالَ صلى الله عليه وآله: «التَّواضُعُ في الصَّلاةِ، وَأَنْ يُقْبِلَ العَبْدُ بِقَلْبِهِ كُلِّهِ عَلى رَبِّهِ...»[2].
[1] تحف العقول، ص20.
[2] بحار الأنوار، ج81، ص264.
100
78
القيم الأخلاقيّة
النهي عن خشوع النفاق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ وتَخَشُّعَ النِّفَاقِ وهُوَ أَنْ يُرَى الْجَسَدُ خَاشِعاً والْقَلْبُ لَيْسَ بِخَاشِعٍ!»[1].
[1] تحف العقول، ص60؛ بحار الأنوار، ج77، ص166، ح188.
101
79
القيم الأخلاقيّة
الصبر
أهمّيّة الصبر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَوْ كَانَ الصَّبْرُ رَجُلًا لَكَانَ كَرِيماً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الصَّبْرُ خَيْرُ مَرْكَبٍ مَا رَزَقَ اللَّهُ عَبْداً خَيْراً لَهُ ولَا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»[2].
أنواع الصبر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ والْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ ومَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بِحُسْنِ الْعَزَاءِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ صَبْرَةٍ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى عُلُوِّ الْعَرْشِ،
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص40؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص434(قريب منه).
[2] بحار الأنوار، ج82، ص139.
102
80
القيم الأخلاقيّة
ومَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُوم الْأَرْضِ إِلَى عُلُوِّ الْعَرْشِ، ومَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الْأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ»[1].
علامات الصابر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَلَامَةُ الصَّابِرِ فِي ثَلَاثٍ: أَوَّلُهَا: أَنْ لَا يَكْسَلَ والثَّانِيَةُ: أَنْ لَا يَضْجَرَ والثَّالِثَةُ: أَنْ لَا يَشْكُوَ مِنْ رَبِّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَسِلَ فَقَدْ ضَيَّعَ الْحَقَّ، وإِذَا ضَجِرَ لَمْ يُؤَدِّ الشُّكْرَ، وإِذَا شَكَا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ فَقَدْ عَصَاه»[2].
آثار الصبر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّكُمْ لَا تَنَالُونَ مَا تُحِبُّونَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ ولَا تَبْلُغُونَ مَا تَأْمُلُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ»[3].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص127؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص123(الجملتان الاولتان).
[2] علل الشرائع، ج2، ص498، ح1؛ بحار الأنوار، ج71، ص86، ح35.
[3] كنز الفوائد، ج1، ص217؛ أعلام الدين، ص149.
103
81
القيم الأخلاقيّة
القناعة
فضل القناعة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ والْقَنَاعَةُ مَالٌ لَا تَنْفَدُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تَوَكَّلَ وقَنِعَ ورَضِيَ كُفِيَ الطَّلَبَ»[2].
القناعة في الرزق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا أَبَا ذَرٍّ، اسْتَغْنِ بِغَنَاءِ اللَّهِ يُغْنِكَ اللَّهُ. فَقُلْتُ: ومَا هُوَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: غَدَاءُ يَوْمٍ وعَشَاءُ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ أَغْنَى النَّاسِ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص230؛ خصائص الأئمة، ص125.
[2] النوادر، ص125، ح144؛ بحار الأنوار، ج71، ص154، ح66.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص536، ح1162.
104
82
القيم الأخلاقيّة
كيفيّة القناعة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ولَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّه»[1].
موعظة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«... واعْلَمُوا أنَّها أيّامٌ مَعْدَودَةٌ، والأَرْزاقُ مَقْسُومَةٌ، والآجالُ مَعْلوَمةٌ، والآخِرَةُ أبدٌ لا أَمَدَ لهُ، وأَجَلٌ مُنتَهي لهُ، ونَعِيمٌ لا زَوَالَ لُهُ. فاعرِفُوا ما تٌريدُونَ وما يُرَادُ بِكُم. واتْركُوا مِنْ الدُّنْيَا مَا يَشَغلُكُم عَنِ الآخِرَةِ. واحْذَرُوا حَسْرةَ المُفْرِطِينَ وَنَدَامَةَ المُغَترَّيِنَ. واستَدْرِكُوا فِيمَا بَقَيَ مَا فَاتَ. وتَأهَّبُوا لِلرَحِيلِ مِنْ دَارِ البَوَارِ إِلى دَارِ القَرَارِ. واحَذَرُوا الموْتَ أَنْ يُفَاجِئَكُم عَلَى غَرَّة، ويُعَجّلَكُم عَنْ التأَهْبِ والاستعْدَادِ، وإنَّ اللَّهَ تَعَالَى قال: ﴿فَلَا يَستَطِيعُونَ تَوصِيَةٗ وَلَا إِلَىٰ أَهلِهِم يَرجِعُونَ﴾[2]. فُربَّ ذِي عَقْلٍ أَشْغَلَهُ هَوَاهُ عَمَّا خُلَقَ لَهُ حَتَّى صَارَ كَمَنْ لا عَقَلَ لَهُ. ولا تَعذُرُوا أَنْفُسَكُم في خِطَّتِهَا. ولا تُجَادِلُوا بالبْاطِلِ فِيمَا يُوافِقُ هَوَاكُم. واجَعْلوا هَمَّكُم نَصْرَ الحَقِّ مِنْ جِهَتِكُم أوْ مِنْ جِهَةِ مَنْ يَجادِلكُم، فإنّ اللَّه تَعالَى يقول: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ أَنصَارَ ٱللَّهِ﴾[3]، فلا تَكُونوا أَنْصَاراً لَهِواكُم والشيطان...»[4].
[1] روضة الواعظين، ص454؛ مشكاة الأنوارن ص161، ح411.
[2] سورة يس، الآية 50.
[3] سورة الصف، الآية 14.
[4] إرشاد القلوب، ج1، ص74.
105
83
القيم الأخلاقيّة
الإكرام
الذين ينبغي إكرامهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَكْرِمُوا كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ عِظَمِ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامُ ثَلَاثَةٍ ذِي الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ، والْإِمَامِ الْعَادِلِ، وحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ ولَا الْجَافِي عَنْه»[2].
قَبُول الإكرام وعدم ردّه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مِنْ تَكْرِمَةِ الرَّجُلِ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَقْبَلَ تُحْفَتَهُ ويُتْحِفَهُ بِمَا عِنْدَهُ ولَا يَتَكَلَّفَ لَهُ ُ شَيْئاً»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اقْبَلُوا الْكَرَامَةَ وأَفْضَلُ الْكَرَامَةِ الطِّيبُ أَخَفُّهُ حَمْلًا وأَطْيَبُهُ رِيحاً»[4].
[1] الغارات، ج2، ص825.
[2] النوادر، ص98.
[3] النوادر، ص107، ح87.
[4] تحف العقول، ص60.
106
84
القيم الأخلاقيّة
العفّة
فضل العفّة وأهمّيّتها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَعَفِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وأَهْلِ النَّارِ كُلُ مُتَكَبِّرٍ جَوَّاظٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَيِيَ الْحَلِيمَ الْغَنِيَّ الْمُتَعَفِّفَ أَلَا وإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَةَ الْبَذِيَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ»[2].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص182.
[2] الزهد، ص10، ح20؛ في كنز العمال، ج3، ص11(ما شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فان الله تعالى يبغض الفاحش البذي).
107
85
القيم الأخلاقيّة
شُعَب العفاف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَمَّا الْعَفَافُ فَيَتَشَعَّبُ مِنْهُ الرِّضَى والِاسْتِكَانَةُ والْحَظُّ والرَّاحَةُ والتَّفَقُّدُ والْخُشُوعُ والتَّذَكُّرُ والتَّفَكُّرُ والْجُودُ والسَّخَاءُ، فَهَذَا مَا يَتَشَعَّبُ لِلْعَاقِلِ بِعَفَافِهِ رِضىً بِاللَّهِ وبِقَسْمِه»[1].
مواطن العفاف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَحَبُّ الْعَفَافِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى عَفَافُ الْبَطْنِ والْفَرْجِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا زَيَّنَ اللَّهُ رَجُلًا بِزِينَةٍ خَيْر مِنْ عَفَافِ بَطْنِهِ»[3].
[1] تحف العقول، ص17.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص30.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص229.
108
86
القيم الأخلاقيّة
الزهد
معنى الزهد
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الزُّهْدُ لَيْسَ بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ ولَكِنْ أَنْ يَكُونَ بِمَا فِي يَدَيِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدَيْه»[1].
الزهد في الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قَصْرُ الْأَمَلِ وشُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ والْوَرَعُ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال:
«مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا، هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ»[3].
[1] أعلام الدين، ص293؛ بحار الأنوار، ج77، ص174، ح8.
[2] تحف العقول، ص58، 220؛ بحار الأنوار، ج77، ص163، ح176.
[3] كنز الفوائد، ج2، ص162.
109
87
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال:
«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، واعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ، ومِنْ شَبَابِكَ لِهَرَمِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِوَفَاتِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال:
«مَا لِي ولِلدُّنْيَا! إِنَّمَا مَثَلِي ومَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَرُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ، فَقَام تَحْتَ ظِلِّهَا سَاعَةً ثُمَّ رَاح، ومَنْ رَأىَ الدُّنيَا بهذِهِ العَيْن لمْ يَرْكَنْ إلَيْهَا، ولَمْ يُبَالِ كيْفَ انقَضَتْ أيّامُهُ فِي ضَرّ وضِيقٍ أو فِي سَعَةٍ ورَفَاهيّة، بل لا يَبنِي لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ»[2].
صفات الزاهدين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا تَبْكِي قُلُوبُهُمْ وإِنْ ضَحِكُوا، ويَشْتَدُّ حُزْنُهُمْ وإِنْ فَرِحُوا، ويَكْثُرُ مَقْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ وإِنِ اغْتُبِطُوا بِمَا رُزِقُوا»[3].
[1] أعلام الدين، ص339؛ الأمالي (الطوسي)، ص381، ح819.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص147؛ كشف الغمّة، ج2، ص122.
[3] إرشاد القلوب، ج1، ص34.
110
88
القيم الأخلاقيّة
آثار الزهد
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... ِ طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وزَهِدَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِيرَتِي، ورَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِي، واتَّبَعَ الْأَخْيَارَ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ بَعْدِي، وجَانَبَ أَهْلَ الْخُيَلَاءِ والتَّفَاخُرِ والرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا الْمُبْتَدِعِينَ خِلَافَ سُنَّتِي الْعَامِلِينَ بِغَيْرِ سِيرَتِي....»[1].
وروي أنّه قال لرجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله):
«يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئاً إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ وأَحَبَّنِيَ النَّاسُ مِنَ الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ ارْغَبْ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ يُحِبَّكَ اللَّهُ وازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ مَاتَ ولَمْ يَتْرُكْ دِرْهَماً ولَا دِينَاراً لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ أَغْنَى مِنْه»[3].
ما رواه أبو سعيد الخدري، قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لرجل يعظه: «ارْغَبْ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ يُحِبَّكَ اللَّهُ، وازْهَدْ بمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ، إِنَّ الزَّاهِدَ فِي الدُّنْيَا يَرْتَجِي ويُرِيحُ قَلْبَهُ وبَدَنَهُ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ، والرَّاغِبَ فِيهَا يُتْعِبُ قَلْبَهُ وبَدَنَهُ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ، لَيَجِيئَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
[1] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[2] الخصال، ص61، ح84؛ تهذيب الأحكام، ج6، ص433، ح223؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص344(قريب منه).
[3] الدعوات، ص123، ح301؛ بحار الأنوار، ج71، ص267، ح17.
111
89
القيم الأخلاقيّة
لَهُمْ حَسَنَاتٌ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَمُصَلُّونَ كَانُوا؟ قَالَ نَعَمْ كَانُوا يُصَلُّونَ ويَصُومُونَ ويَأْخُذُونَ وَهْناً مِنَ اللَّيْلِ؛ لَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا لَاحَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ»[1].
لا رهبانيّة في الإسلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ فِي أُمَّتِي رَهْبَانِيَّةٌ» [2].
[1] أعلام الدين، ص343؛ مكارم الأخلاق، ص140؛ بحار الأنوار، ج77، ص188 (بتفاوت يسير).
[2] الخصال، ص137، ح154؛ معاني الأخبار، ص173، ح1.
112
90
القيم العَقَدِيَّة
غضّ البصر
مقدار النظرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَلَيْسَ لَكَ إِلَّا أَوَّلُ نَظْرَةٍ»[1].
النظر المحرّم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ مَلَأَ عَيْنَهُ مِنْ حَرَامٍ مَلَأَ اللَّهُ عَيْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّارِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ ويَرْجِعَ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا»[3].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص70، ح285؛ شعب الايمان، البيهقي، ج4، ص364 (قريب منه).
[2] الأمالي (الصدوق)، ص515، ح707.
[3] ثواب الأعمال، ص338، ح1.
113
91
القيم الأخلاقيّة
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«اسْتَقْبَلَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ امْرَأَةً بِالْمَدِينَةِ -وكَانَ النِّسَاءُ يَتَقَنَّعْنَ خَلْفَ آذَانِهِنَّ- فَنَظَرَ إِلَيْهَا وهِيَ مُقْبِلَةٌ، فَلَمَّا جَازَتْ نَظَرَ إِلَيْهَا ودَخَلَ فِي زُقَاقٍ قَدْ سَمَّاهُ بِبَنِي فُلَانٍ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ خَلْفَهَا واعْتَرَضَ وَجْهَهُ عَظْمٌ فِي الْحَائِطِ أَوْ زُجَاجَةٌ فَشَقَّ وَجْهَهُ، فَلَمَّا مَضَتِ الْمَرْأَةُ نَظَرَ فَإِذَا الدِّمَاءُ تَسِيلُ عَلَى صَدْرِهِ وثَوْبِهِ، فَقَالَ: واللَّهِ لآَتِيَنَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) ولَأُخْبِرَنَّهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَالَ لَهُ: مَا هَذَا فَأَخْبَرَهُ فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) بِهَذِهِ الْآيَةِ ﴿قُل لِّلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَٰرِهِم وَيَحفَظُواْ فُرُوجَهُم ذَٰلِكَ أَزكَىٰ لَهُم إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُ بِمَا يَصنَعُونَ﴾[1]»[2].
وسائل منع النظر المحرّم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا النَّظْرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ»[3]
النظر عبادة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«النَّظَرُ إِلَى الْعَالِمِ عِبَادَةٌ، والنَّظَرُ إِلَى الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ عِبَادَةٌ، والنَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ بِرَأْفَةٍ ورَحْمَةٍ عِبَادَةٌ، والنَّظَرُ إِلَى أَخٍ تَوَدُّهُ فِي اللَّهِ (عَزَّ وجَلَّ) عِبَادَةٌ»[4].
[1] سورة النور، الآية 30.
[2] الكافي، ج5، ص521، ح5.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص19، ح4975.
[4] الأمالي (الطوسي)، ص454، ح1015.
114
92
القيم الأخلاقيّة
الشُّكْر
النِّعْم الظاهرة والباطنة
ما رواه ابنُِ عبّاسٍ، قال: سَألتُ النَّبيَّ (صلى الله عليه وآله) عن قَولهِ تعالى: ﴿ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗ﴾؛ فقالَ:
«يابنَ عبّاسٍ، أمّا ما ظَهَرَ؛ فالإسلامُ، وما سَوَّى اللّه مِن خَلقِكَ، وما أفاضَ علَيكَ مِن الرِّزقِ. وأمّا ما بَطَنَ؛ فسَتَرَ مَساوئَ عَمَلِكَ ولَم يَفضَحْكَ بهِ. يا ابنَ عبّاسٍ، إنّ اللّه تعالى يَقولُ: ثلاثَةٌ جَعَلتُهُنَّ لِلمُؤمنِ ولَم تَكُن لَهُ: صَلاةُ المُؤمِنينَ علَيهِ مِن بَعدِ انقِطاعِ عَمَلِهِ، وجَعَلتُ لَهُ ثُلثَ مالِهِ اُكَفِّرُ بهِ عنهُ خَطاياهُ، والثّالِثُ: سَتَرتُ مَساوِئَ عمَلِهِ ولَم أفضَحْهُ بشَيءٍ مِنهُ ولَو أبدَيتُها علَيهِ لَنبَذَهُ أهلُهُ فمَن سِواهُم...»[1].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الصِّحَّةُ والْفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ»[2].
[1] مجمع البيان، ج8، ص501.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص381، ح5829.
115
93
القيم الأخلاقيّة
فضل النعم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَقولُ اللّه تباركَ وتعالى: يَا ابْنَ آدَمَ؛ مَا تُنْصِفُنِي أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وتَتَمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي، خَيْرِي إِلَيْكَ مُنْزَلٌ وشَرُّكَ إِلَيَّ صَاعِدٌ!»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ لَمْ يَرَ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَ عَلَيْهِ نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ فَقَدْ قَصُرَ عَمَلُهُ ودَنَا عَذَابُهُ»[2].
تمام النعمة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى وعِنْدَهُ ثَلَاثٌ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فِي الدُّنْيَا مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى مُعَافًى فِي بَدَنِهِ آمِناً فِي سَرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَإِنْ كَانَتْ عِنْدَهُ الرَّابِعَةُ فَقَدْ تَمَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ وهُوَ الْإِسْلَامُ»[3].
فضل الشُكر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«الْإِيمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ فِي الصَّبْرِ ونِصْفٌ فِي الشُّكْرِ»[4].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص28، ح18.
[2] الكافي، ج2، ص316، ح5.
[3] الكافي، ج 8 ص 148
[4] تحف العقول، ص48؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص123.
116
94
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله):
«مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ بَابَ شُكْرٍ فَخَزَنَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ»[1].
شُكْر النعمة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْدُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَحْسِنُوا مُجَاوَرَةَ النِّعَمِ بِشُكْرِهَا والْقِيَامِ بِحُقُوقِهَا ولَا تُنَفِّرُوهَا فَإِنَّهَا قَلَّ مَا نَفَرَتْ عَنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إِلَيْهِمْ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ والْمُعَافَى الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَى الصَّابِرِ والْمُعْطَى الشَّاكِرُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ»[4].
[1] الكافي، ج2، ص94، ح2.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص223.
[3] كنز الفوائد، ج2، ص162؛ أعلام الدين، ص152؛ بحار الأنوار، ج77، ص173.
[4] الكافي، ج2، ص94، ح1؛ قرب الإسناد، ص74، ح237؛ روضة الواعظين، ص743؛ مشكاة الأنوار، ص65، ح92.
117
95
القيم الأخلاقيّة
الاستغفار
فضل الاستغفار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَيْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيْرُ الدُّعَاءِ الِاسْتِغْفَارُ ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ»»[2].
آثار الاستغفار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِدَائِكُمْ مِنْ دَوَائِكُمْ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: دَاؤُكُمُ الذُّنُوبُ ودَوَاؤُكُمُ الِاسْتِغْفَارُ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص504، ح1؛ عدّة الداعي، ص303؛ بحار الأنوار، ج93، ص84، ح32؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص618.
[2] المحاسن، ج1، ص30، ح16.
[3] بحار الأنوار، ج93، ص282، ح23 (ذيل الحديث).
118
96
القيم الأخلاقيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ ودَوَاءُ الذُّنُوبِ الِاسْتِغْفَارُ؛ فإنّها الممحاة»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فَإِنَّهُ يَجْلِبُ الرِّزْق»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طُوبَى لِمَنْ وُجِدَ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ كُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّه»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... لَا كَبِيرَةَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ ولَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ...»[4].
[1] جامع أحاديث الشيعة، ج 14 ص 332؛ ثواب الأعمال، ص197، ح1.
[2] كنز الفوائد، ج2، ص197؛ أعلام الدين، ص161.
[3] ثواب الأعمال، ص198، ح5؛ مكارم الأخلاق، ص330.
[4] التوحيد، ص407، ح6؛ كنز الفوائد، ج1، ص55؛ أعلام الدين، ص169؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص751.
119
97
القيم الأخلاقيّة
التوبة
فضل التوبة ومنزلتها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَ مِنْ شَابٍّ تَائِبٍ، ومَا فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْ شَيْخٍ زَان»[1].
وروي أنّه قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَذْنَبْتُ، فَقَالَ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، فَقَالَ: إِنِّي أَتُوبُ ثُمَ أَعُودُ، فَقَالَ: كُلَّمَا أَذْنَبْتَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ، فَقَالَ: إِذَنْ تَكْثُرَ ذُنُوبِي، فَقَالَ:
«عَفْوُ اللَّهِ أَكْثَرُ فَلَا تَزَالُ تَتُوبُ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَدْحُورَ، وقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْهُ لِنَفْسِهِ، وقَدْ قَالَ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلمُتَطَهِّرِينَ﴾»[2].
[1] مشكاة الأنوار، ص294؛ بحار الأنوار، ج77، ص174.
[2] سورة البقرة، الآية 222؛ وسائل الشيعة، ج16، ص81، ح21037 (بتفاوت يسير).الاستيعاب، ابن عبد البر، ج1، ص271(قريب منه).
120
98
القيم الأخلاقيّة
كيفيّة التوبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«النَّدَمُ تَوْبَةٌ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ بَكَى عَلَى ذَنْبِهِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ حَرَّمَ اللَّهُ دِيبَاجَةَ وَجْهِهِ عَلَى النَّارِ»[2].
وروي عن الإمامُ الصّادقُ (عليه السلام) أنّه قال:
«أَتَى يَهُودِيٌ النَّبِيَ (صلى الله عليه وآله) فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ يُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُ أَمْ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّبِيُّ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ وأَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ والْعَصَا وفَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وأَظَلَّهُ بِالْغَمَامِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلْعَبْدِ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ ولَكِنِّي أَقُولُ: إِنَّ آدَمَ (عليه السلام) لَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ كَانَتْ تَوْبَتُهُ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا غَفَرْتَ لِي فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَه»[3].
علامات التوبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَتَدْرُونَ مَنِ التَّائِبُ؟ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، قَالَ: إِذَا تَابَ الْعَبْدُ ولَمْ يُرْضِ الْخُصَمَاءَ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يَزِدْ فِي الْعِبَادَةِ فَلَيْسَ
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص380، ح5811؛ المواعظ، ص84، ح50؛ تحف العقول، ص55؛ المعجم الكبير، الطبراني، ج22، ص41.
[2] روضة الواعظين، ص452؛ مكارم الأخلاق، ص333.
[3] الأمالي (الصدوق)، ص287، ح320.
121
99
القيم الأخلاقيّة
بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُغَيِّرْ لِبَاسَهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُغَيِّرْ رُفَقَاءَهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُغَيِّرْ مَجْلِسَهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُغَيِّرْ فِرَاشَهُ ووِسَادَتَهُ فَلَيْسَ بِتَائِب، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُغَيِّرْ خُلُقَهُ ونِيَّتَهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يَفْتَحْ قَلْبَهُ ولَمْ يُوَسِّعْ كَفَّهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُقَصِّرْ أَمَلَهُ ولَمْ يَحْفَظْ لِسَانَهُ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، ومَنْ تَابَ ولَمْ يُقَدِّمْ فَضْلَ قُوتِهِ مِنْ بَدَنِهِ فَلَيْسَ بِتَائِبٍ، وإِذَا اسْتَقَامَ عَلَى هَذِهِ الْخِصَالِ فَذَاكَ التَّائِبُ»[1].
ترك الخطيئة أهون من طَلَب التوبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ فَاغْتَنِمْ غَفْلَةَ الْمَنِيَّةِ»[2].
[1] بحار الأنوار، ج6، ص35، ح52.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص223.
122
100
مساوئ الأخلاق
حُبّ الدنيا
صفة الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ واللَّهُ مُسْتَعْمِلُكُمْ فِيهَا فَانْظُرُوا كَيْفَ تَعْمَلُون»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا مُكَاثِراً مُفَاخِراً لَقِيَ اللَّهَ وهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ومَنْ طَلَبَهَا اسْتِعْفَافاً عَنِ الْمَسْأَلَةِ وصِيَانَةً لِنَفْسِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ووَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ ومَنْزِلُ بُلْغَةٍ وعَنَاءٍ قَدْ نَزَعَتْ عَنْهَا نُفُوسُ السُّعَدَاءِ وانْتَزَعَتْ بِالْكُرْهِ مِنْ أَيْدِي الْأَشْقِيَاءِ، فَأَسْعَدُ النَّاسِ بِهَا أَرْغَبُهُمْ عَنْهَا، وأَشْقَاهُمْ بِهَا أَرْغَبُهُمْ فِيهَا، فَهِيَ الْغَاشَّةُ لِمَنِ اسْتَنْصَحَهَا والْمُغْوِيَةُ لِمَنْ أَطَاعَهَا والْخَاتِرَةُ لِمَنِ انْقَادَ إِلَيْهَا...»[3].
[1] كنز الفوائد، ج1، ص351؛ صحيح ابن حبان، ج8، ص16(قريب منه).
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص153.
[3] أعلام الدين، ص342؛ بحار الأنوار، ج77، ص187، ح10.
126
101
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ، ولَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ، ويَطْلُبُ شَهَوَاتِهَا مَنْ لَا فَهْمَ لَهُ، وعَلَيْهَا يُعَادِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وعَلَيْهَا يَحْسُدُ مَنْ لَا فِقْهَ لَهُ، ولَهَا يَسْعَى مَنْ لَا يَقِينَ لَهُ، مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ كَثُرَ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ غَمُّه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَسُبُّوا الدُّنْيَا فَنِعْمَتْ مَطِيَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَعَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرُ، وبِهَا يَنْجُو مِنَ الشَّرِّ، إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَعَنَ اللَّهُ الدُّنْيَا، قَالَتِ الدُّنْيَا: لَعَنَ اللَّهُ أَعْصَانَا لِرَبِّه»[2].
آثار حبّ الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ...»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَصْبَحَ والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ؛ وأَلْزَمَ قَلْبَهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ: هَمّاً لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ أَبَداً، وشُغُلًا لَا يَنْفَرِجُ مِنْهُ أَبَداً، وفَقْراً لَا يَبْلُغُ غِنَاهُ أَبَداً، وأَمَلًا لَا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ أَبَدا»[4].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص 73، 130؛ كنز العمال، ج3، ص727(الجملتان الاولتان).
[2] أعلام الدين، ص335؛ إرشاد القلوب، ج1، ص176.
[3] التحصين، ص27؛ عوالي اللئالي، ج1، ص27.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص130.
127
102
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ طَالَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ شَقَاؤُهُ وغَمُّهُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ وسُرَّ بِهَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ»[2].
أهل الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا لِي أَرَى حُبَّ الدُّنْيَا قَدْ غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ كُتِبَ، وكَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ وَجَبَ، وحَتَّى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا ويَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ، سَبِيلُهُمْ سَبِيلُ قَوْم سَفرٍ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْهِمْ رَاجِعُونَ، بُيُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ ويَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ [أَ] مَا يَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ، لَقَدْ جَهِلُوا ونَسُوا كُلَّ وَاعِظٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وآمَنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ. ولَمْ يَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وبَوَائِقَ حَادِثَة...»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُنَاسٌ يَأْتُونَ الْمَسَاجِدَ فَيَقْعُدُونَ فِيهَا حَلَقاً، ذِكْرُهُمُ الدُّنْيَا وحُبُّ الدُّنْيَا، فَلَا تُجَالِسُوهُمْ فَلَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَة»[4].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص 73، 130؛ مشكاة الأنوار، ص467، ح1560.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص179.
[3] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[4] إرشاد القلوب، ج1، ص186؛ مستدرك الوسائل، ج12، ص315، ح14183.
128
103
مساوئ الأخلاق
الحزن على الدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّهِ- تَقَطَّعَتْ نَفَسُهُ عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَاتٍ، ومَنْ رَمَى بِنَظَرِهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِهِ- كَثُرَ هَمُّهُ ولَمْ يُشْفَ غَيْظُهُ، ومَنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةً- لَا [إِلَّا] فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ- فَقَدْ قَصُرَ عَمَلُهُ ودَنَا عَذَابُهُ- ومَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً- أَصْبَحَ عَلَى اللَّهِ سَاخِطاً- ومَنْ شَكَا مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإِنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ»[1]. الدنيا والآخرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الْآخِرَةِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَيُّهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ واسْعَوْا فِي مَرْضَاتِهِ، وأَيْقِنُوا مِنَ الدُّنْيَا بِالْفَنَاءِ ومِنَ الْآخِرَةِ بِالْبَقَاءِ، واعْمَلُوا لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَكَأَنَّكُمْ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ وبِالْآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ مَنْ فِي الدُّنْيَا ضَيْفٌ ومَا فِي أَيْدِيهِمْ عَارِيَّةٌ، وإِنَّ الضَّيْفَ مُرْتَحِلٌ والْعَارِيَّةَ مَرْدُودَةٌ، أَلَا وإِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ والْفَاجِرُ، والْآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلَكٌ عَادِلٌ قَادِرٌ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ ومَهَّدَ لِرَمْسِهِ مَا دَامَ رَسَنُهُ مُرْخِياً وحَبْلُهُ عَلَى غَارِبِهِ مُلْقِياً قَبْلَ أَنْ يَنْفَدَ أَجَلُهُ ويَنْقَطِعَ عَمَلُه»[3].
[1] تفسير القمّي، ج1، ص383؛ بحار الأنوار، ج73، ص89، ح58.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص183.
[3] أعلام الدين، ص344، ح36.
129
104
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْقَنَاعَةَ فِي قَلْبِهِ وجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ ولَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ، ومَنْ أَصْبَحَ وأَمْسَى والدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ولَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِّمَ لَهُ»[1].
[1] ثواب الأعمال، ص202.
130
105
مساوئ الأخلاق
الهوى وطول الأمل
أهمّيّة الأمل الممدوح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْأَمَلُ رَحْمَةٌ لِأُمَّتِي ولَوْلَا الْأَمَلُ مَا رَضَعَتْ وَالِدَةٌ وَلَدَهَا ولَا غَرَسَ غَارِسٌ شَجَراً»[1].
ذمّ الأمل بالدنيا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كَانَ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ غَداً فَإِنَّهُ يَأْمُلُ أَنْ يَعِيشَ أَبَداً»[2].
[1] أعلام الدين، ص295؛ بحار الأنوار، ج77، ص175، ح8 (ضمن الحديث).
[2] كنز الفوائد، ج1، ص62؛ أعلام الدين، ص174؛ بحار الأنوار، ج73، ص167، ح31.
131
106
مساوئ الأخلاق
كيفيّة التخلّص مِنْ طول الأمل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ يُفَارِقُ الْأَحْبَابَ ويَسْكُنُ التُّرَابَ ويُوَاجِهُ بِالْحِسَابِ كَانَ حَرِيّاً بِقَطْعِ الْأَمَلِ وحُسْنِ الْعَمَل»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَوْ نَظَرْتُمْ إِلَى الْأَجَلِ ومَسِيرِهِ لَأَبْغَضْتُمُ الْأَمَلَ وغُرُورَهُ، إِنَّ لِكُلِّ سَاعٍ غَايَةً، وغَايَةُ كُلِّ سَاعٍ الْمَوْتُ، لَوْ تَعْلَمُ الْبَهَائِمُ مِنَ الْمَوْتِ مَا تَعْلَمُونَ مَا أَكَلْتُمْ سَمِيناً»[2].
ذمّ اتّباع الهوى
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ وعِزَّتِي وجَلَالِي... لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَاهُ عَلَى هَوَايَ إِلَّا شَتَّتُّ عَلَيْهِ أَمْرَهُ ولَبَّسْتُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وشَغَلْتُ قَلْبَهُ بِهَا ولَمْ أُؤْتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا قَدَّرْتُ لَه»[3].
مدح مَنْ غلب هواه
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلّ:َ وعِزَّتِي وجَلَالِي... لَا يُؤْثِرُ عَبْدٌ هَوَايَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا اسْتَحْفَظْتُهُ مَلَائِكَتِي وكَفَّلْتُ السَّمَاوَاتِ والْأَرَضِينَ رِزْقَهُ وكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ وأَتَتْهُ الدُّنْيَا وهِيَ رَاغِمَةٌ»[4].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص48؛ بحار الأنوار، ج73، ص167، ح31 (عن الإمام عليّ (عليه السلام)).
[2] الدعوات، ص236؛ كنز العمال، ج3، ص493(الجملتان الاولتان).
[3] الكافي، ج2، ص335، ح2.
[4] الكافي، ج2، ص335، ح2.
132
107
مساوئ الأخلاق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَشْجَعُ النَّاسِ مَنْ غَلَبَ هَوَاه»[1].
آثار اتّباع الهوى وطول الأمل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيَ الْهَوَى وطُولُ الْأَمَلِ، أَمَّا الْهَوَى فَإِنَّهُ يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ»[2].
[1] معاني الأخبار، ص195، ح1.
[2] الخصال، ص51، ح62.
133
108
مساوئ الأخلاق
الشهوة
اتّباع الشهوة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي النَّارَ الْأَجْوَفَانِ الْبَطْنُ والْفَرْجُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْناً طَوِيلًا»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«حَرَامٌ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ عُزِّيَ بِالشَّهَوَاتِ أَنْ يَجُولَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَات»[3].
[1] الكافي، ج2، ص79، ح5.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص533، ح1162.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص122.
134
109
مساوئ الأخلاق
مغالبة الشهوة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعُودٍ لَمْ يَرَهُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ غَلَبَ عِلْمُهُ هَوَاهُ فَهُوَ عِلْمٌ نَافِعٌ، ومَنْ جَعَلَ شَهْوَتَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَرَّ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّه»[2].
[1] تحف العقول، ص49.
[2] بحار الأنوار، ج70، ص71، ح21.
135
110
مساوئ الأخلاق
الذنوب وكبائرها
قبح ارتكاب المعاصي والذنوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«احْذَرْ سُكْرَ الْخَطِيئَةِ فَإِنَّ لِلْخَطِيئَةِ سُكْراً كَسُكْرِ الشَّرَابِ بَلْ هِيَ أَشَدُّ سُكْراً مِنْهُ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿صُمُّ بُكمٌ عُميٞ فَهُم لَا يَرجِعُونَ﴾[1]»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أُعْطِيَ [لَهُ] خَمْساً لَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ فِي تَرْكِ عَمَلِ الْآخِرَةِ، زَوْجَةٌ [صَالِحَةٌ] تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ دُنْيَاهُ وآخِرَتِهِ، وبَنُونَ أَبْرَارٌ، ومَعِيشَةٌ فِي بَلَدِهِ، وحُسْنُ خُلُقٍ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وحُبُّ أَهْلِ بَيْتِي»[3].
[1] سورة البقرة، الآية 18.
[2] مكارم الأخلاق، ص453.
[3] الدعوات، ص40، ح97؛ مستدرك الوسائل، ج14، ص171، ح16412؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص613 (قريب منه).
136
111
مساوئ الأخلاق
التستر عند المعصية
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْمُسْتَتِرُ بِالْحَسَنَةِ يَعْدِلُ سَبْعِينَ حِجَّةً، والْمُذِيعُ بِالسَّيِّئَةِ مَخْذُولٌ، والْمُسْتَتِرُ بِهَا مَغْفُورٌ لَه»[1].
أثر انتشار المعاصي
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا كَثُرَ الزِّنَا بَعْدِي كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ، وإِذَا طُفِّفَ الْمِكْيَالُ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ والنَّقْصِ، وإِذَا مَنَعُوا الزَّكَاةَ مَنَعَتِ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا مِنَ الزَّرْعِ والثِّمَارِ والْمَعَادِنِ، وإِذَا جَارُوا فِي الْحُكْمِ تَعَاوَنُوا عَلَى الظُّلْمِ والْعُدْوَانِ، وإِذَا نَقَضُوا الْعُهُودَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، وإِذَا قَطَعُوا الْأَرْحَامَ جُعِلَتِ الْأَمْوَالُ فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ، وإِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ولَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ولَمْ يَتَّبِعُوا الْأَخْيَارَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَشْرَارَهُمْ فَيَدْعُو عِنْدَ ذَلِكَ خِيَارُهُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ»[2].
محقّرات الذنوب
روي عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: ائْتُوا بِحَطَبٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ، قَالَ:
[1] الكافي، ج2، ص428، ح2.
[2] تحف العقول، ص51؛ بحار الأنوار، ج77، ص157، ح129.
137
112
مساوئ الأخلاق
فَلْيَأْتِ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ فَجَاءُوا بِهِ حَتَّى رَمَوْا بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ، ثُمَّ قَال: إِيَّاكُمْ والْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَالِباً، أَلَا وإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وآثارَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ»[1].
مكفّرات الذنوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعليّ (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ مَا مِنْ دَارٍ فِيهَا فَرحَةٌ إِلَّا تَبِعَهَا تَرحَةٌ، ومَا مِنْ هَمٍّ إِلَّا ولَهُ فَرَجٌ إِلَّا هَمُّ أَهْلِ النَّارِ فَإِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً فَأَتْبِعْهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُهَا سَرِيعاً، وعَلَيْكَ بِصَنَائِعِ الْخَيْرِ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مَصَارِعَ السَّوْءِ»[2].
عدد الكبائر ونوعها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قِيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ ومَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ والسِّحْرُ وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ وأَكْلُ الرِّبَا وأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ والتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وقَذْفُ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص288، ح3.
[2] تفسير القمّي، ج1، ص365.
[3] الخصال، ص364، ح57؛ بحار الأنوار، ج79، ص113، ح15؛ السنن الكبرى، النسائي، ج6، ص481.
138
113
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ظُلْمُ الْأَجِيرِ أَجْرَهُ مِنَ الْكَبَائِرِ»[1].
من عظائم الذنوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَنْ يَعْمَلَ ابْنُ آدَمَ عَمَلًا أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى مِنْ رَجُلٍ قَتَلَ نَبِيّاً أَوْ إِمَاماً أَوْ هَدَمَ الْكَعْبَةَ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ قِبْلَةً لِعِبَادِهِ أَوْ أَفْرَغَ مَاءَهُ فِي امْرَأَةٍ حَرَاماً»[2].
الإصرار على الذنوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا كَبِيرَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ ولَا صَغِيرَ مَعَ الْإِصْرَارِ»[3].
آثار الذنوب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ ونَزَعَ واسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ مِنْهُ، وإِنْ زَادَ زَادَتْ فَذَلِكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ﴿كَلَّا بَل رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكسِبُونَ﴾[4]»[5].
[1] بحار الأنوار، ج 103، ص170، ح27.
[2] الخصال، ص120، ح109؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص559، ح4921؛ روضة الواعظين، ص461.
[3] الأمالي (الصدوق)، ص518، ح707.
[4] سورة المطففين، الآية 14.
[5] روضة الواعظين، ص414؛ مشكاة الأنوار، ص256؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ص440.
139
114
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَمْسٌ إِنْ أَدْرَكْتُمُوهُنَّ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتّى يُعْلِنُوهَا، إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ والْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا؛ ولَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ والْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وجَوْرِ السُّلْطَانِ؛ ولَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، ولَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا؛ ولَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، وأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ؛ ولَمْ يَحْكُمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ»[1].
[1] الكافي، ج2، ص373، ح1؛ ثواب الأعمال، ص299، ح2؛ الدعوات، ص80، ح197؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص62.
140
115
مساوئ الأخلاق
الرياء
مفاسد الرياء
ما رواه شدّاد بن أوس، قال:
دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَرَأَيْتُ فِي وَجْهِهِ مَا سَاءَنِي، فَقُلْتُ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ فَقَالَ: «أَخَافُ عَلَى أُمَّتِيَ الشِّرْكَ، فَقُلْتُ: أَيُشْرِكُونَ مِنْ بَعْدِكَ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَعْبُدُونَ شَمْساً ولَا قَمَراً ولَا وَثَناً ولَا حَجَراً ولَكِنَّهُمْ يُرَاءُونَ بِأَعْمَالِهِمْ والرِّيَاءُ هُوَ الشِّرْكُ كَلَّا ﴿فَمَن كَانَ يَرجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾[1]»[2].
وروي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
«سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ اللَّهِ ﴿فَمَن كَان يَرجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ...﴾[3] مَنْ صَلَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ زَكَّى مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ صَامَ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ، ومَنْ حَجَّ
[1] سورة الكهف، الآية 110.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص233.
[3] سورة الكهف، الآية 110.
141
116
مساوئ الأخلاق
مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ومَنْ عَمِلَ عَمَلًا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مُرَاءَاةَ النَّاسِ فَهُوَ مُشْرِكٌ ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ مُرَاءَاةٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجاً بِهِ، فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ، إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهَا»[2].
عقوبة الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
«وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَجْتَلِبُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنْ لِينِ أَلْسِنَتِهِمْ، كَلَامُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرُونَ فَوَ عِزَّتِي وجَلَالِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تَذَرُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِالدُّنْيَا فَيُمَيَّزُ مِنْهَا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ ومَا كَانَ لِغَيْرِهِ رُمِيَ بِهِ فِي النَّار»[4].
[1] تفسير القمّي، ج2، ص21؛ بحار الأنوار، ج84، ص348.
[2] الكافي، ج2، ص295، ح7.
[3] أعلام الدين، ص295.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص5.
142
117
مساوئ الأخلاق
علامة الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
«أَمَّا عَلَامَةُ الْمُرَائِي فَأَرْبَعَةٌ: يَحْرِصُ فِي الْعَمَلِ لِلَّهِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، ويَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، ويَحْرِصُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ عَلَى الْمَحْمَدَةِ، ويُحْسِنُ سَمْتَهُ بِجُهْدِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا زَادَ خُشُوعُ الْجَسَدِ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ فَهُوَ عِنْدَنَا نِفَاقٌ»[2].
علاج الرياء
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
«يَا أَبَا ذَرٍّ اتَّقِ اللَّهَ ولَا تُرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ فَيُكْرِمُوكَ وقَلْبُكَ فَاجِرٌ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَ مِنْ نَفْسِكَ الْخُشُوعَ والتَّوَاضُعَ لِلْآدَمِيِّينَ وأَنْتَ فِيمَا بَيْنَكَ وبَيْنَ رَبِّكَ مُصِرٌّ عَلَى الْمَعَاصِي والذُّنُوبِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَعلَمُ خَائِنَةَ ٱلأَعيُنِ وَمَا تُخفِي ٱلصُّدُورُ﴾»[4].
[1] تحف العقول، ص22.
[2] الكافي، ج2، ص396، ح6.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص525، ح1162.
[4] مكارم الأخلاق، ص466.
143
118
مساوئ الأخلاق
علاج وسوسة الشيطان بالرياء
وروي عن الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) أنّه قال:
«قُلْنَا: يَا رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الرَّجُلُ مِنَّا يَصُومُ ويُصَلِّي فَيَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ إِنَّكَ مُرَاءٍ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): فَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئاً وأَنَا أَعْلَمُ، وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ»[1].
[1] النوادر، ص238.
144
119
مساوئ الأخلاق
العُجُب
العُجُب بالعمل
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال في صِفَةِ العاقِلِ:
«يَستَكثِرُ قَليلَ الخَيرِ مِن غَيرِهِ، ويَستَقِلُّ كَثيرَ الخَيرِ مِن نَفسِهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا تَستَكثِروا الخَيرَ؛ وإنْ كَثُرَ في أعيُنِكُم»[2].
آثار العُجُب
روي عن رسول الله (عليه السلام) أنّه قال:
«أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ، يَا دَاوُدُ: بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ وأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ، قَالَ: كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ: يَا دَاوُدُ بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ بِأَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وأَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ- وأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَنْ لَا
[1] الخصال، ص433، ح17.
[2] الأمالي (المفيد)، ص518، ح707.
145
120
مساوئ الأخلاق
يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ يَتَعَجَّبُ بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا هَلَكَ، وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ نَاقَشَتْهُ [نَافَسَتْهُ] الْحَسَنَاتُ إِلَّا هَلَكَ»[1].
ذمُّ تزكية النفس
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«أَتَى يَهُودِيٌّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ يُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ مَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُ أَمْ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّبِيُّ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ وأَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ والْعَصَا وفَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وأَظَلَّهُ بِالْغَمَامِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلْعَبْدِ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ ولَكِنِّي أَقُولُ: إِنَّ آدَمَ (عليه السلام) لَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ كَانَتْ تَوْبَتُهُ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا غَفَرْتَ لِي فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ»[2].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ قَالَ: إِنِّي مِنْ أَخْيَرِ النَّاسِ فَهُوَ مِنْ شَرِّ النَّاسِ، ومَنْ قَالَ: إِنِّي فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ»[3].
[1] عدّة الداعي، ص222.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص287، ح320.
[3] النوادر، ص107، ح86؛ مشكاة الأنوار، ص579، ح1928.
146
121
مساوئ الأخلاق
لطف الله عزّ وجلّ بالمؤمِن في تجنيبه العُجُب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«قالَ اللّه تَعالى: أَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ بِهِ أَمْرُ عِبَادِي وإِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يَجْتَهِدُ فِي عِبَادَتِهِ- فَيَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ ولَذِيذِ وِسَادِهِ فَيَجْتَهِدُ ويُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي عِبَادَتِي فَأَضْرِبُهُ بِالنُّعَاسِ اللَّيْلَةَ واللَّيْلَتَيْنِ نَظَراً مِنِّي لَهُ وإِبْقَاءً عَلَيْهِ، فَيَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَقُومُ مَاقِتاً لِنَفْسِهِ وزَارِياً عَلَيْهَا، ولَوْ أُخَلِّي بَيْنَهُ وبَيْنَ مَا يُرِيدُ مِنْ عِبَادَتِي لَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعُجْبُ بِأَعْمَالِهِ فَيَأْتِيهِ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ ورِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ- حَتَّى يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِينَ وجَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدَّ التَّقْصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ مِنِّي عِنْدَ ذَلِكَ وهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ!»[1].
[1] عدّة الداعي، ص222.
147
122
مساوئ الأخلاق
الغُرور
خطورة الغرور
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ، ولَا نِعَمُ النَّاسِ عَنْ نِعَمِكَ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، ولَا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وأَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِك»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا ابْنَ مَسْعُودٍ: لَا تَغْتَرَّنَّ بِاللَّهِ، ولَا تَغْتَرَّنَّ بِصَلَاحِكَ وعِلْمِكَ وعَمَلِكَ وبِرِّكَ وعِبَادَتِك»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«لا تَغْتَّرُوا بِاللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَوْ أَغْفَلَ شَيْئاً لَأغفَلَ الذَّرَّةَ والْخَرْدَلَةَ والبْعَوُضة»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص77.
[2] مكارم الأخلاق، ص452.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، مجموعة ورّام، ج 2، ص 21.
148
123
مساوئ الأخلاق
الكَذِب
مناشىء الكذب وموارده
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَكْذِبُ الْكَاذِبُ إِلَّا مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْكَذِبُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النِّفَاق»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنَّ الكَذِبَ لا يَصْلُحُ فِي جِدٍّ وَلَا هَزَلٍ»[3].
آثار الكذب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَرْيَا الرِّيَاءِ الْكَذِب»[4].
[1] الاختصاص، ص232؛ كنز العمال، ج3، ص625(قريب منه).
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص113؛ كنز العمال، ج3، ص621.
[3] مجمع البيان، ج7، ص86؛ المعجم الكبير، الطبراني، ج9، ص96.
[4] الدعوات، ص118، ح274.
149
124
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثاً هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ وأَنْتَ بِهِ كَاذِب»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كَثْرَةُ الْكَذِبِ تَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمُؤْمِنُ إِذَا كَذَبَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ لَعَنَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وخَرَجَ مِنْ قَلْبِهِ نَتْنٌ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرْشَ فَيَلْعَنُهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وكَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِتِلْكَ الْكَذِبَةِ سَبْعِينَ زَنْيَةً أَهْوَنُهَا كَمَنْ يَزْنِي مَعَ أُمِّهِ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص114؛ الادب المفرد، البخاري، ص90.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص344، ح412.
[3] بحار الأنوار، ج72، ص263، ح48.
150
125
مساوئ الأخلاق
الفضول
سوء الفضول وآثاره
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تُهَيِّجُوا وَهَجَ النَّارِ عَلَى وُجُوهِكُمْ بِالْخَوْضِ فِيمَا لَا يَعْنِيكُمْ»[1].
أهمّيّة ترك الفضول
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَعْظَمُ النَّاسِ قَدْراً مَنْ تَرَكَ مَا لَا يَعْنِيهِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص116.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص73، ح41.
[3] الأمالي (المفيد)، ص34، ح9.
151
126
مساوئ الأخلاق
الغفلة
أنواع الغفلة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، والْغَفْلَةُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، والْغَفْلَةُ عَنْ نَفْسِهِ فِي دِينِهِ حَتَّى يَمُوت»[1].
مُوجِباتُ الغَفلةِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ بَدَا جَفَا ومَنْ تَبِعَ الصَّيْدَ غَفَلَ ومَنْ لَزِمَ السُّلْطَانَ افْتَتَنَ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«قَلِيلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا وفِي غَفْلَةٍ ونَقْصٍ، أَلَا تَرَى إِذَا نَمَى لَهُ مَالٌ بِالزِّيَادَةِ فَيُسَرُّ بِذَلِكَ، وهَذَا اللَّيْلُ والنَّهَارُ يَجْرِيَانِ بِطَيِّ عُمُرِهِ فَلَا يَهُمُّهُ ذَلِكَ ولَا يَحْزُنُهُ، ومَا يُغْنِي عَنْهُ مَالٌ يَزِيدُ وعُمُرٌ يَنْقُصُ...»[3].
[1] جامع الأخبار، ص360، ح1002.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص170؛ المعجم الاوسط، ج1، ص176(قريب منه)
[3] إرشاد القلوب، ج1، ص87.
152
127
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَغْفَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ بِتَغَيُّرِ الدُّنْيَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ»[1].
عاقبة الغفلة
روي عن الإمام عليّ (عليه السلام) في ذِكْرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله):
«قالَ اللّه تَعالى:... يَا أَحْمَدُ اجْعَلْ هَمَّكَ هَمّاً وَاحِداً فَاجْعَلْ لِسَانَكَ وَاحِداً، واجْعَلْ بَدَنَكَ حَيّاً، لَا تَغْفُلْ أَبَداً، مَنْ غَفَلَ عَنِّي لَا أُبَالِي بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ»[2].
الغافِلُ غَيرُ مَغفولٍ عَنهُ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَجَبٌ لِغَافِلٍ ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ، وعَجَبٌ لِطَالِبِ الدُّنْيَا والْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وعَجَبٌ لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وهُوَ لَا يَدْرِي أَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْ سَخِطَ لَهُ!»[3].
الحسنة ترفع الغفلة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذرّ:
«يَا أَبَا ذَرٍّ هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وإِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِكَيْلَا تُكْتَبَ مِنَ الْغَافِلِينَ»[4].
[1] الأمالي (المفيد)، ص72، ح41.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص199.
[3] الأمالي (المفيد)، ص75، ح9.
[4] مكارم الأخلاق، ص469.
153
128
مساوئ الأخلاق
الحِرْص
أسباب الحرص
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اعْلَمْ يَا عَلِيُّ أَنَّ الْجُبْنَ والْبُخْلَ والْحِرْصَ غَرِيزَةٌ وَاحِدَةٌ يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ»[1].
آثار الحرص
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَسْبِقُ بَطِيءٌ بِحَظِّهِ، ولَا يُدْرِكُ حَرِيصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْحَرِيصُ مَحْرُومٌ وهُوَ مَعَ حِرْمَانِهِ مَذْمُومٌ فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وكَيْفَ لَا يَكُونُ مَحْرُوماً وقَدْ فَرَّ مِنْ وَثَاقِ اللَّهِ وخَالَفَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ حَيْثُ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَكُم ثُمَّ رَزَقَكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيكُم﴾»[3].
[1] علل الشرائع، ج2، ص559، ح1.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص527، ح1162.
[3] بحار الأنوار، ج73، ص165، ح26.
154
129
مساوئ الأخلاق
الطَمَع
ذمّ الطمع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ إِلَى طَبْعٍ»[1].
آثار الطمع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ واسْتِشْعَارَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ يَشُوبُ الْقَلْبَ شِدَّةَ الْحِرْصِ ويَخْتِمُ عَلَى الْقُلُوبِ بِطَبَائِعِ حُبِّ الدُّنْيَا، وهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ سَيِّئَةٍ ورَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وسَبَبُ إِحْبَاطِ كُلِّ حَسَنَةٍ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال: للأنصارِ:
«إِنَّكُمْ لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الْقُنُوعِ وتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ الصَّفَاةَ الزُّلَالَ الَّذِي لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ أَقْدَامُ الْعُلَمَاءِ الطَّمَعُ»[4].
[1] النوادر، ص145.
[2] أعلام الدين، ص340، ح24.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص49.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص49.
155
130
مساوئ الأخلاق
الغِنَاء
مفاسد الغناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْغِنَاءُ رُقْيَةُ الزِّنَا»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَرْبَعٌ يُفْسِدْنَ الْقَلْبَ ويُنْبِتْنَ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الشَّجَرَ، اسْتِمَاعُ اللَّهْوِ والْبَذَاءُ وإِتْيَانُ بَابِ السُّلْطَانِ وطَلَبُ الصَّيْدِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى بَعَثَنِي رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ-وَلِأَمْحَقَ الْمَعَازِفَ والْمَزَامِيرَ وأُمُورَ الْجَاهِلِيَّة»[3].
[1] بحار الأنوار، ج16، ص297، ح26.
[2] الخصال، ص227، ح63.
[3] الأمالي (الصدوق)، ص502، ح688.
156
131
مساوئ الأخلاق
عقاب المغنّي
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا رَفَعَ أَحَدٌ صَوْتَهُ بِالْغِنَاءِ إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ شَيْطَانَيْنِ عَلَى مَنْكِبَيْهِ يَضْرِبَانِ بِأَعْقَابِهِمَا عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى يُمْسِكَ»[1].
مفاسد الاستماع إلى الغناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ خَمْرٌ أَوْ دَفٌّ أَوْ طُنْبُورٌ أَوْ نَرْدٌ ولَا يُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ ويَرْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْبَرَكَة»[2].
[1] بحار الأنوار، ج79، ص247، ح26.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص17.
157
132
مساوئ الأخلاق
المراء والجدل
ذمّ المراء وآثار تركه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وإِنْ كَانَ مُحِقّاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ثَلَاثٌ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ بَابٍ شَاءَ: مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ وخَشِيَ اللَّهَ فِي الْمَغِيبِ والْمَحْضَرِ وتَرَكَ الْمِرَاءَ وإِنْ كَانَ مُحِقّاً»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وهُوَ مُحِقٌّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ، ومَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وهُوَ مُبْطِلٌ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ»[3].
[1] معاني الأخبار، ص196، ح1.
[2] الكافي، ج2، ص300، ح2.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص108.
158
133
مساوئ الأخلاق
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ»[1].
ذمّ بعض حالات الجدال
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا أَحْبَبْتَ رَجُلًا فَلَا تُمَازِحْهُ ولَا تُمَارِهِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا نُهِيتُ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مَا نُهِيتُ عَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَعَنَ اللَّهُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ شُحّاً يَعْنِي الْجِدَالَ لِيُدْحِضُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ»[4].
[1] تفسير العياشي، ج1، ص18، ح3.
[2] الكافي، ج2، ص664، ح9.
[3] بحار الأنوار، ج77، ص147، ح50؛ في كنز العمال، ج3، ص645(أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر ملاحاة الرجال ) والملاحاة هي المخاصمة والمماراة.
[4] التوحيد، ص461، ح33.
159
134
القيم التربويّة
الناس
خير الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ أَفْضَلَ النَّاسِ؛ مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ، وزَهِدَ عَنْ غِنْيَةٍ، وأَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ، وحَلُمَ عَنْ قُدْرَةٍ، أَلَا وإِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَبْدٌ أَخَذَ مِنَ الدُّنْيَا الْكَفَافَ وصَاحَبَ فِيهَا الْعَفَافَ وتَزَوَّدَ لِلرَّحِيلِ وتَأَهَّبَ لِلْمَسِيرِ، أَلَا وإِنَّ أَعْقَلَ النَّاسِ عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ فَأَطَاعَهُ وعَرَفَ عَدُوَّهُ فَعَصَاهُ وعَرَفَ دَارَ إِقَامَتِهِ فَأَصْلَحَهَا وعَرَفَ سُرْعَةَ رَحِيلِهِ فَتَزَوَّدَ لَهَا»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في خُطبَةٍ لَهُ يَومَ فَتحِ مَكَّةَ:
«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مِنْ آدَمَ وآدَمُ مِنْ طِينٍ، أَلَا وإِنَّ خَيْرَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وأَكْرَمَكُمْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَتْقَاكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لَهُ»[2].
[1] أعلام الدين، ص337، ح15؛ بحار الأنوار، ج77، ص181، ح10 (ضمن الحديث).
[2] الزهد، ص56، ح150.
162
135
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَ رَبِّكُمْ وَاحِدٌ وإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ولَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ولَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ولَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ ٱللَّهِ أَتقَىٰكُم﴾[1]»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ وحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ ووَعَدَهُمْ فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ فَهُوَ مِمَّنْ كَمُلَتْ مُرُوءَتُهُ وظَهَرَتْ عَدَالَتُهُ ووَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ وحَرُمَتْ غَيْبَتُهُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... َ أَمَّا عَلَامَةُ الْبَارِّ فَعَشَرَةٌ: يُحِبُّ فِي اللَّهِ ويُبْغِضُ فِي اللَّهِ ويُصَاحِبُ فِي اللَّهِ ويُفَارِقُ فِي اللَّهِ ويَغْضَبُ فِي اللَّهِ ويَرْضَى فِي اللَّهِ ويَعْمَلُ لِلَّهِ ويَطْلُبُ إِلَيْهِ ويَخْشَعُ لِلَّهِ خَائِفاً مَخُوفاً طَاهِراً مُخْلِصاً مُسْتَحْيِياً مُرَاقِباً ويُحْسِنُ فِي اللَّهِ»[4].
وروي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال:
«مَرَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِقَوْمٍ يَرْفَعُونَ حَجَراً، فَقَالَ: مَا هَذَ؟ قَالُوا: نَعْرِفُ بِذَاكَ أَشَدَّنَا وأَقْوَانَا، فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّكُمْ وأَقْوَاكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَشَدُّكُمْ وأَقْوَاكُمْ الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي إِثْمٍ ولَا بَاطِلٍ وإِذَا سَخِطَ لَمْ يُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ»[5].
[1] سورة الحجرات، الآية 13.
[2] معدن الجواهر، ص21.
[3] الخصال، ص208، ح28.
[4] تحف العقول، ص21.
[5] معاني الأخبار، ص366.
163
136
القيم التربويّة
شَرُّ الناسِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وصيته للإمام علي (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ وشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ شَرِّهِم»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ (تَعَالَى) يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِمٌ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَا الْوَجْهَيْنِ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وأَبْغَضَهُ النَّاس، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الَّذِي لَا يُقِيلُ عَثْرَةً ولَا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً ولَا يَغْفِرُ ذَنْباً، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ ولَا يُرْجَى خَيْرُه»[5].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص353.
[2] الكافي، ج2، ص327، ح2.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص527، ح1162.
[4] الخصال، ص38، ح17.
[5] الأمالي (الصدوق)، ص381، ح486.
164
137
القيم التربويّة
دور الإنسان وتأثيره
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ يَشْفَعْ بِشَفَاعَةٍ حَسَنَةٍ أَوْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِيكٌ ومَنْ أَمَرَ بِسُوءٍ أَوْ دَلَّ عَلَيْهِ أَوْ أَشَارَ بِهِ فَهُوَ شَرِيك»[1].
[1] النوادر، ص143، ح196.
165
138
القيم التربويّة
الرجل
خير الرجال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ رِجَالِكُمْ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَال: إِنَّ مِنْ خَيْرِ رِجَالِكُمُ التَّقِيَّ النَّقِيَّ السَّمْحَ الْكَفَّيْنِ النَّقِيَّ الطَّرَفَيْنِ الْبَرَّ بِوَالِدَيْهِ ولَا يُلْجِئُ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ»[1].
شرّ الرجال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِ رِجَالِكُمْ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ مِنْ شِرَارِ رِجَالِكُمُ الْبَهَّاتَ الْجَرِيءَ الْفَحَّاشَ الْآكِلَ وَحْدَهُ والْمَانِعَ رِفْدَهُ والضَّارِبَ عَبْدَهُ والْمُلْجِئَ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص57، ح7.
[2] الكافي، ج2، ص292، ح13.
166
139
القيم التربويّة
المرأة
مكانة المرأة في الإسلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«المرأةُ الصالحةُ خيرٌ من ألفِ رجلٍ غيرِ صالحٍ، وأيُّما امرأة خدمتْ زوجَها سبعةَ أيّامٍ، غلّق اللهُ عنها سبعةَ أبوابِ النارِ، وفتحَ لها ثمانيةَ أبوابِ الجنّةِ، تدخلُ من أينما شاءت»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كُلَّما ازدادَ العَبدُ إيماناً؛ ازدادَ حُبّاً للنِّساءِ»[2].
آداب معاملة المرأة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وأَنَا خَيْرُكُمْ لِنِسَائِي»[3].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص175؛ عوالي اللئالي، ج1، ص270، ح81.
[2] النوادر، ص114، ح109.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص443، ح4538.
167
140
القيم التربويّة
النهي عن ضرب المرأة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ ضَرَبَ امْرَأَةً بِغَيْرِ حَقٍّ فَأَنَا خَصْمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تَضْرِبُوا نِسَاءَكُمْ فَمَنْ ضَرَبَهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ورَسُولَه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَيَضْرِبُ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ يَظَلُّ مُعَانِقَهَا؟!»[2].
واجبات المرأة وآدابها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّ امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا، فَهِيَ تُلْعَنُ حَتّى تَرْجِعَ إِلى بَيْتِهَا مَتى مَا رَجَعَت»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَيْسَ لِلنِّسَاءِ مِنْ سَرَوَاتِ الطَّرِيقِ شَيْءٌ ولَكِنَّهَا تَمْشِي فِي جَانِبِ الْحَائِطِ والطَّرِيقِ»[4].
[1] إرشاد القلوبن ج1، ص175؛ في كنز العمال، ج16، ص371 (خيركم خيركم لنسائه ولبناته).
[2] الكافي، ج5، ص509، ح1.
[3] الكافي، ج5، ص518، ح2؛ ثواب الأعمال، ص306؛ مكارم الأخلاق، ص40.
[4] الكافي، ج5، ص518، ح1؛ مكارم الأخلاق، ص272.
168
141
القيم التربويّة
شرّ النساء
وعنه (صلى الله عليه وآله):
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ نِسَائِكُمْ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنَا، قَالَ: مِنْ شَرِّ نِسَائِكُمُ الذَّلِيلَةُ فِي أَهْلِهَا الْعَزِيزَةُ مَعَ بَعْلِهَا الْعَقِيمُ الْحَقُودُ الَّتِي لَا تَتَوَرَّعُ عَنْ قَبِيحٍ الْمُتَبَرِّجَةُ إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا الْحَصَانُ مَعَهُ إِذَا حَضَرَ الَّتِي لَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ ولَا تُطِيعُ أَمْرَهُ فَإِذَا خَلَا بِهَا تَمَنَّعَتْ تَمَنُّعَ الصَّعْبَةِ عِنْدَ رُكُوبِهَا ولَا تَقْبَلُ لَهُ عُذْراً ولَا تَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً»[1].
[1] من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 3 ص 391
169
142
القيم التربويّة
الشباب
اغتنام فرصة الشباب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصِيَّتِهِ لِلإِمامِ عَلِيٍّ (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ: بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ، شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وصِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تَعَلَّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْوَشْمِ فِي الْحَجَرِ، ومَنْ تَعَلَّمَ وهُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاء»[2].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص357، ح5762.
[2] النوادر، ص132، ح169.
170
143
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفِيمَا أَنْفَقَهُ، وعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»[1].
خطورة مرحلة الشباب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُون»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ عَلَيْكُمْ بِالْبَاهِ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهُ فَعَلَيْكُمْ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ وِجَاؤُهُ»[3].
الاهتمام بالعبادة في مرحلة الشباب
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ فِي شَيْبَتِهِ لَقَّاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ عِنْدَ شَيْبَتِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَٱستَوَىٰ ءَاتَينَٰهُ حُكمٗا وَعِلمٗا﴾ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجزِي ٱلمُحسِنِينَ﴾[4]»[5].
[1] الخصال، ص253، ح125.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص377، ح5774.
[3] الكافي، ج4، ص180، ح2؛ (الباه هو الجماع)
[4] سورة يوسف، الآية 22.
[5] أعلام الدين، ص296.
171
144
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا مِنْ شَابٍّ يَدَعُ لِلَّهِ الدُّنْيَا ولَهْوَهَا، وأَهْرَمَ شَبَابَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَيْنِ وسَبْعِينَ صِدِّيقاً»[1].
الإبكار في الزواج في مرحلة الشباب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنْ شَابٍّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ إِلَّا عَجَّ شَيْطَانُهُ يَا وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ عَصَمَ مِنِّي ثُلُثَيْ دِينِهِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ الْعَبْدُ فِي الثُّلُثِ الْبَاقِي»[2].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص535، ح1162.
[2] النوادر، ص113.
172
145
القيم التربويّة
الأبناء والأولاد
فضل الأبناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَكْثِرُوا الْوَلَدَ أُكَاثِرْ بِكُمُ الْأُمَمَ غَداً»[1].
فضل البنات
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَيْرُ أَوْلَادِكُمُ الْبَنَاتُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«نِعْمَ الْوَلَدُ الْبَنَاتُ الْمُخَدَّرَاتُ، مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَاحِدَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ، ومَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ اثْنَتَانِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّةَ، ومَنْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثٌ أَوْ مِثْلُهُنَّ مِنَ الْأَخَوَاتِ وُضِعَ عَنْهُ الْجِهَادُ والصَّدَقَة»[3].
[1] الكافي، ج6، ص2، ح3.
[2] مكارم الأخلاق، ص219؛ بحار الأنوار، ج104، ص91، ح6.
[3] روضة الواعظين، ص369؛ مكارم الأخلاق، ص230؛ بحار الأنوار، ج104، ص91، ح5.
173
146
القيم التربويّة
الولد الصالح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْوَلَدُ الصَّالِحُ رَيْحَانَةٌ مِنَ اللَّهِ قَسَمَهَا بَيْنَ عِبَادِهِ، وإِنَّ رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا الْحَسَنُ والْحُسَيْنُ...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ سَعَادَةِ الرَّجُلِ الْوَلَدُ الصَّالِحُ»[2].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً:
«أنّه ذَكَرَ الْعَقِيقَةَ والْمَوْلُودَ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ فَاذْبَحْ عَنْهُ كَبْشاً وقَطِّعْهُ أَعْضَاءً واطْبُخْهُ فَأَهْدِ مِنْهُ وتَصَدَّقْ وكُلْ واحْلِقْ رَأْسَ الْمَوْلُودِ وتَصَدَّقْ بِوَزْنِهِ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طَهِّرُوا أَوْلَادَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وأَطْهَرُ وأَسْرَعُ لِنَبَاتِ اللَّحْمِ، وإِنَّ الْأَرْضَ تَنْجَسُ مِنْ بَوْلِ الْأَغْلَفِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً»[4].
أهمية الرضاع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ لِلصَّبِيِ لَبَنٌ خَيْرٌ مِنْ لَبَنِ أُمِّه»[5].
[1] الكافي، ج6، ص2، ح1؛ بحار الأنوار، ج43، ص306، ح68؛ ج104، ص98، ح68.
[2] الكافي، ج6، ص3، ح6.
[3] دعائم الإسلام، ج2، ص187، ح680.
[4] الكافي، ج6، ص35، ح2؛ قرب الإسناد، ص122، ح429 (بتفاوت)؛ الخصال، ص538، ح6؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص512، ح734،
[5] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص38، ح69.
174
147
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا الْحَمْقَاءَ فَإِنَّ اللَّبَنَ يُنْشِئُهُ عَلَيْهِ»[1].
حقوق الأبناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مِنْ حَقِّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ ثَلَاثَةٌ يُحَسِّنُ اسْمَهُ ويُعَلِّمُهُ الْكِتَابَةَ ويُزَوِّجُهُ إِذَا بَلَغ»[2].
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«...حَقُّ الْوَلَدِ عَلى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَراً أَنْ يَسْتَفْرِهَ (أي يكرم) أُمَّهُ، ويَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ، ويُعَلِّمَهُ كِتَابَ اللَّهِ، ويُطَهِّرَهُ، ويُعَلِّمَهُ السِّبَاحَةَ؛ وإِذَا كَانَتْ أُنْثى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا، ويَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا، ويُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ، ولَا يُعَلِّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ، ولَا يُنْزِلَهَا الْغُرَفَ، ويُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلى بَيْتِ زَوْجِهَا...»[3].
معاملة الأبناء
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ [فِي السِّرِّ]؛ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ واللُّطْفِ»[4].
[1] النوادر، ص116، ح118؛ بحار الأنوار، ج103، ص324، ح21.
[2] روضة الواعظين، ص369؛ مكارم الأخلاق، ص231.
[3] الكافي، ج6، ص48، ح6؛ تهذيب الأحكام، ج8، ص186، ح383.
[4] مكارم الأخلاق، ص231؛ في صحيح ابن حبان، ج11، ص503(اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف).
175
148
القيم التربويّة
التوسعة على العيال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الْمُؤْمِنَ يَأْخُذُ بِأَدَبِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ إِذَا وَسَّعَ عَلَيْهِ اتَّسَعَ وإِذَا أَمْسَكَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى تُحْفَةً فَحَمَلَهَا إِلَى عِيَالِهِ كَانَ كَحَامِلِ صَدَقَةٍ إِلَى قَوْمٍ مَحَاوِيجَ، ولْيَبْدَأْ بِالْإِنَاثِ قَبْلَ الذُّكُورِ، فَإِنَّ مَنْ فَرَّحَ ابْنَةً فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ مُؤْمِنَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ومَنْ أَقَرَّ بِعَيْنِ ابْنٍ فَكَأَنَّمَا بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، ومَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ»[2].
تربية الأبناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ يُغْفَرْ لَكُم»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَأَنْ يُؤَدِّبَ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنِصْفِ صَاعٍ كُلَّ يَوْم»[4].
[1] الكافي، ج4، ص12، ح12؛ تحف العقول، ص52.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص672، ح904؛ ثواب الأعمال، ص238.
[3] مكارم الأخلاق، ص234؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص211(قريب منه).
[4] مكارم الأخلاق، ص234؛ بحار الأنوار، ج104، ص95، ح43.
176
149
القيم التربويّة
عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْوَلَدُ سَيِّدٌ سَبْعَ سِنِينَ وعَبْدٌ سَبْعَ سِنِينَ ووَزِيرٌ سَبْعَ سِنِينَ فَإِنْ رَضِيتَ أَخْلَاقَهُ لِإِحْدَى وعِشْرِينَ وإِلَّا فَاضْرِبْ عَلَى جَنْبِهِ فَقَدْ أَعْذَرْتَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كَانَ عِنْدَهُ صَبِيٌّ فَلْيَتَصَابَ لَه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ، إذا كَانُوا أَبْنَاءَ سَبْعَ سِنِينَ، وفَرِّقُوا بَينَهم في المضَاجِعْ إذا كانُوا أبْنَاءَ عَشْرِ سِنِينَ»[3]
تسمية الأبناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَحَلَ أَحَدُكُمْ وَلَدَهُ الِاسْمُ الْحَسَنُ فَلْيُحْسِنْ أَحَدُكُمُ اسْمَ وَلَدِهِ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ، فَإِذَا سَمَّيْتُمُوهُمْ فَلَا تَضْرِبُوهُمْ ولَا تَشْتِمُوهُمْ، ومَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثُ ذُكُورٍ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ أَحْمَدَ أَوْ مُحَمَّداً فَقَدْ جَفَانِي»[5].
[1] مكارم الأخلاق، ص234؛ بحار الأنوار، ج104، ص95، ح42.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص483، ح4707.
[3] النوادر، ص274، ح538؛ في المصنف، ابن ابي شيبة الكوفي، ج1، ص382(مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع).
[4] الكافي، ج6، ص18، ح3؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص503، ح701؛ النوادر، ص96، ح44.
[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص32.
177
150
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا سَمَّيْتُمُ الْوَلَدَ مُحَمَّداً فَأَكْرِمُوهُ- وأَوْسِعُوا لَهُ فِي الْمَجَالِسِ ولَا تُقَبِّحُوا لَهُ وَجْهاً، مَا مِنْ قَوْمٍ كَانَتْ لَهُمْ مَشُورَةٌ، فَحَضَرَ مَعَهُمْ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ أَوْ أَحْمَدُ- فَأَدْخَلُوهُ فِي مَشُورَتِهِمْ إِلَّا خِيرَ لَهُمْ، مَا مِنْ مَائِدَةٍ وُضِعَتْ- فَقَعَدَ عَلَيْهَا مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدٌ- إِلَّا قُدِّسَ ذَلِكَ الْمَنْزِلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْن»[1].
ضرب الأبناء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَدِّبْ صِغَارَ أَهْلِ بَيْتِكَ بِلِسَانِكَ عَلَى الصَّلَاةِ والطَّهُورِ فَإِذَا بَلَغُوا عَشْرَ سِنِينَ فَاضْرِبْ ولَا تُجَاوِزْ ثَلَاثاً»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَضْرِبَنَّ أَدَباً فَوْقَ ثَلَاثٍ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ فَهُوَ قِصَاصٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَضْرِبُوا أَطْفَالَكُمْ عَلَى بُكَائِهِمْ فَإِنَّ بُكَاءَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ وأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الدُّعَاءُ لِوَالِدَيْهِ»[4].
[1] مجمع البيان، ج2، ص407؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص32، ح29، ح3.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص155.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص155.
[4] علل الشرائع، ص81، ح1؛ التوحيد، ص331، ح10؛ بحار الأنوار، ج60، ص381، ح10.
178
151
القيم التربويّة
الأدب والتأديب
حسن الأدب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الْمُؤْمِنَ يَأْخُذُ بِأَدَبِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ إِذَا وَسَّعَ عَلَيْهِ اتَّسَعَ وإِذَا أَمْسَكَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ»[1].
سوءِ الأَدَبِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكَ ومَا يَسُوءُ الْأَدَبُ»[2].
مواطن الأدب
ما رواه عليّ بن أسباط عن بعض أصحابنا:
«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنِ الْأَدَبِ عِنْدَ الْغَضَب»[3].
[1] الكافي، ج4، ص12، ح12.
[2] إرشاد القلوب، ج1، ص12.
[3] الكافي، ج7، ص260، ح3.
179
152
القيم التربويّة
حسن التأديب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَنَا أَدِيبُ اللَّهِ وعَلِيٌّ أَدِيبِي أَمَرَنِي رَبِّي بِالسَّخَاءِ والْبِرِّ ونَهَانِي عَنِ الْبُخْلِ والْجَفَاءِ، ومَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ الْبُخْلِ وسُوءِ الْخُلُقِ وإِنَّهُ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي»[2].
[1] مكارم الأخلاق، ص17.
[2] مجمع البيان، ج10، ص500.
180
153
القيم التربويّة
حسن التأديب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَنَا أَدِيبُ اللَّهِ وعَلِيٌّ أَدِيبِي أَمَرَنِي رَبِّي بِالسَّخَاءِ والْبِرِّ ونَهَانِي عَنِ الْبُخْلِ والْجَفَاءِ، ومَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنَ الْبُخْلِ وسُوءِ الْخُلُقِ وإِنَّهُ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي»[2].
[1] مكارم الأخلاق، ص17.
[2] مجمع البيان، ج10، ص500.
180
154
القيم التربويّة
الصمْت
فضل الصمت
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذَرٍّ وهو يَعِظُهُ:
«أَرْبَعٌ لَا يُصِيبُهُنَ إِلَّا مُؤْمِنٌ: الصَّمْتُ وهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَة...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعَافِيَةُ فِي عَشَرَةِ أَشْيَاءَ تِسْعَةٌ فِي الصَّمْتِ إِلَّا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ والْعَاشِرَةُ فِي تَرْكِ مُجَالَسَةِ السُّفَهَاء»[2].
آثار الصمت
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَلَيْكَ بِطُولِ الصَّمْتِ فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيَاطِينِ وعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ فَلْيَلْزَمِ الصَّمْت»[4].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص536، ح1162.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص112.
[3] الخصال، ص526، ح13.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص105.
181
155
القيم التربويّة
الضَّحِكْ
حدود الضَّحِكْ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذَرٍّ وهُو يَعِظُهُ:
«وَاعْلَمْ أَنَّ فِيكُمْ خَلَّتَيْنِ: الضَّحِكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، ...»[1].
وروي عن الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) أنّه قال:
«كَانَ ضَحِكُ النَّبِيُ (صلى الله عليه وآله) التَّبَسُّم...»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لَمّا سُئِلَ عَن أَفضَل النَّاسِ:
«مَنْ قَلَّ طَعْمُهُ وضَحِكُهُ ورَضِيَ بِمَا يَسْتُرُ عَوْرَتَه»[3].
آثار كثرة الضحِكْ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكَ وكَثْرَةَ الضَّحِكِ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْب»[4].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص533، ح1162.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص522، ح1156.
[3] تنبيه الخواطر، ج1، ص100.
[4] معاني الأخبار، ص335، ح1.
182
156
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كَثْرَةُ الضَّحِكِ يَمْحُو الْإِيمَان»[1].
موجبات عدم الضَّحِكْ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في معرض حديثه عمّا هو موجود في صُحُفِ موسى (عليه السلام):
«عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ لِمَ يَفْرَحُ ولِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ لِمَ يَضْحَك؟!»[2].
وروي عنه (عليه السلام) -أيضاً أنّه قال في ذِكْر حديث معراج النبيّ (صلى الله عليه وآله): قال رسول الله:
«قال اللّه تَعالى: يَا أَحْمَد...، عَجِبْتُ مِنْ عَبْدٍ لَا يَدْرِي أَنِّي رَاضٍ عَنْهُ أَوْ سَاخِطٌ عَلَيْهِ وهُوَ يَضْحَك!»[3].
إضحاك الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذَرٍّ وهُو يَعِظُهُ:
«إِنَ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي الْمَجْلِسِ لِيُضْحِكَهُمْ بِهَا فَيَهْوِي فِي جَهَنَّمَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والْأَرْضِ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لأبي ذَرٍّ وهُو يَعِظُهُ:
«وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ!»[5].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص270، ح4.
[2] معاني الأخبار، ص334، ح1.
[3] إرشاد القلوب، ج1، ص199.
[4] الأمالي (الطوسي)، ص536، ح1162.
[5] الأمالي (الطوسي)، ص537، ح1162.
183
157
القيم التربويّة
المزاح
حدود المزاح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْمُؤْمِنُ دَعِبٌ لَعِبٌ والْمُنَافِقُ قَطِبٌ غَضِبٌ»[1].
آثار المزاح المذموم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كَثْرَةُ الْمِزَاحِ يَذْهَبُ بِمَاءِ الْوَجْه»[2].
اللّهو واللّعب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كُلُّ لَهْوِ الْمُؤْمِنِ بَاطِلٌ إِلَّا فِي ثَلَاث: فِي تَأْدِيبِهِ الْفَرَسَ ورَمْيِهِ عَنْ قَوْسِهِ ومُلَاعَبَتِهِ امْرَأَتَهُ فَإِنَّهُنَّ حَقٌّ»[3].
[1] تحف العقول، ص49.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص344، ح412.
[3] الكافي، ج5، ص50، ح13.
184
158
القيم التربويّة
الغَيْرة
فضل الغَيْرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ الْغَيْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْغَيْرَةُ مِنَ الْإِيمَانِ والْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ»[2].
مواطن الغيْرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كُتِبَ الْجِهَادُ عَلَى رِجَالِ أُمَّتِي، والْغَيْرَةُ عَلَى نِسَائِهَا، فَمَنْ صَبَرَتْ مِنْهُنَّ واحْتَسَبَتْ أَعْطَاهَا اللَّهُ أَجْرَ شَهِيد»[3].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص444، ح4541.
[2] النوادر، ص179.
[3] دعائم الإسلام، ج2، ص217، ح806؛ النوادر، ص182، ح33.
185
159
القيم التربويّة
الجمال
أهمّيّة الجمال وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ويُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَى عَبْدِهِ»[1].
الحثّ على التجمّل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا خَرَجَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ إِلَى أَخِيهِ أَنْ يَتَهَيَّأَ لَهُ وأَنْ يَتَجَمَّل»[2].
آفّة الجمال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وصيّته للإمام علي (عليه السلام):
«آفَّةُ الْجَمَالِ الْخُيَلَاءُ»[3].
[1] الكافي، ج6، ص438.
[2] مكارم الأخلاق، ص97.
[3] المحاسن، ج1، ص17، ح47.
186
160
القيم التربويّة
النظافة
الحثّ على مراعاة النظافة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لَمّا أبصَرَ رجُلاً شَعثاً شَعرُ رأسِهِ، وَسخَةً ثِيابُهُ، سَيّئةً حالُهُ:
«مِنَ الدِّينِ الْمُتْعَةُ وإِظْهَارُ النِّعْمَةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«بِئْسَ الْعَبْدُ الْقَاذُورَةُ»[2].
الاغتسال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصيته لعليٍّ (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ سَبْعَةِ أَيَّامٍ الْغُسْلُ فَاغْتَسِلْ فِي كُلِ جُمُعَةٍ ولَوْ أَنَّكَ تَشْتَرِي الْمَاءَ بِقُوتِ يَوْمِكَ وتَطْوِيهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ التَّطَوُّعِ أَعْظَمَ مِنْه»[3].
[1] الكافي، ج6، ص439، ح5.
[2] الكافي، ج6، ص439، ح6.
[3] جمال الأسبوع، ص228.
187
161
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ يَمْنَعُ الدَّاءَ الْأَعْظَمَ ويُدِرُّ الرِّزْقَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ اتَّخَذَ شَعْراً فَلْيُحْسِنْ وِلَايَتَهُ أَوْ لِيَجُزَّهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لِيَأْخُذْ أَحَدُكُمْ مِنْ شَارِبِهِ، والشَّعْرَ الَّذِي فِي أَنْفِهِ، ولْيَتَعَاهَدْ نَفْسَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ فِي جَمَالِه»[3].
الحثّ على نظافة الثياب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنِ اتَّخَذَ ثَوْباً فَلْيُنَظِّفْهُ»[4].
نظافة البيوت
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ولَا تُؤْوُوا التُّرَابَ خَلْفَ الْبَابِ فَإِنَّهُ مَأْوَى الشَّيَاطِين»[5].
[1] الكافي، ج6، ص490، ح1.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج1، ص129، ح326.
[3] قرب الإسناد، ص67، ح215.
[4] الكافي، ج6، ص411، ح3.
[5] علل الشرائع، ج2، ص583، ح23.
188
162
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«بَيْتُ الشَّيَاطِينِ مِنْ بُيُوتِكُمْ بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تُبَيِّتُوا الْقُمَامَةَ فِي بُيُوتِكُمْ وأَخْرِجُوهَا نَهَاراً فَإِنَّهَا مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ»[2].
[1] الكافي، ج6، ص532، ح11.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص5، ح4968.
189
163
القيم التربويّة
اللباس
خصائص اللباس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذرّ:
«يَا أَبَا ذَرٍّ، الْبَسِ الْخَشِنَ مِنَ اللِّبَاسِ، والصَّفِيقَ مِنَ الثِّيَابِ، لِئَلَّا يَجِدَ الْفَخْرُ فِيكَ مَسْلَكاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْبَسُوا الْبَيَاضَ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وأَطْهَرُ وكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ»[2].
محذورات اللباس ومكروهاته
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَلْبَسُوا لِبَاسَ أَعْدَائِي ولَا تَطْعَمُوا مَطَاعِمَ أَعْدَائِي ولَا تَسْلُكُوا مَسَالِكَ أَعْدَائِي فَتَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي»[3].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص539، ح1162.
[2] الكافي، ج6، ص445، 2.
[3] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص25، ح51.
190
164
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ والْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَال»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ لَبِسَ ثِيَابَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ لِبَاسَ الذُّلِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...»[2].
[1] علل الشرائع، ج2، ص602، ح63؛ المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص201.
[2] بحار الأنوار، ج 76، ص 314.
190
165
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ والْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَال»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ لَبِسَ ثِيَابَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ لِبَاسَ الذُّلِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...»[2].
[1] علل الشرائع، ج2، ص602، ح63؛ المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص201.
[2] بحار الأنوار، ج 76، ص 314.
191
166
القيم التربويّة
النوم
آثار كثرة النوم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صَوْمِ النَّهَارِ، وبِقَيْلُولَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وإِنَّ صَاحِبَ النَّوْمِ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُفْلِساً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ وكَثْرَةَ النَّوْمِ فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ يَدَعُ صَاحِبَهُ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[2].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص236؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص150(الجملتان الاولتان).
[2] الاختصاص، ص218؛ بحار الأنوار، ج76، ص180، ح11.
192
167
القيم التربويّة
السهر الممدوح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا سَهَرَ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: مُتَهَجِّدٍ بِالْقُرْآنِ أَوْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَوْ عَرُوسٍ تُهْدَى إِلَى زَوْجِهَا»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا سَهَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ مُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ»[2].
آداب النوم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ نَامَ عَلَى الْوُضُوءِ إِنْ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فِي لَيْلِهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ شَهِيدٌ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ قَرَأَ ﴿قُل هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ خَمْسِينَ سَنَةً»[4].
[1] الخصال، ص112، ح88.
[2] الخصال، ص78، ح125.
[3] الدعوات، ص214، ح577.
[4] الأمالي (الصدوق)، ص64، ح37.
193
168
القيم التربويّة
العزّة
أسباب العز
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عَفَا مِنْ مَظْلمَةٍ أَبْدَلَهُ اللَّهُ بِهَا عِزّاً فِي الدُّنْيَا والْآخِرَة»[2].
مساوئ الرضى بالذلّ
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَقَرَّ بِالذُّلِّ طَائِعاً فَلَيْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»[3].
[1] كنز الفوائد، ج1، ص351.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص182، ح306.
[3] تحف العقول، ص58.
194
169
القيم التربويّة
أذلّ الناس
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاس»[1].
[1] معاني الأخبار، ص196، ح1.
195
170
القيم التربويّة
الطيرة والتشاؤم
النهي عن الطيرة والتشاؤم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ولَا طِيَرَةَ .. ولَا شُؤْم»[1].
مواضع الطيرة والتشاؤم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شُؤْمٌ فَفِي اللِّسَان»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لمّا سُئِلَ عنِ الشُّؤْمِ:
«سُوءُ الْخُلُق»[3].
[1] الكافي، ج8، ص196، ح234؛ التمهيد، ابن عبد البر، ج9، ص279.
[2] الكافي، ج2، ص116، ح17.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص89.
196
171
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الرِّفْقُ يُمْنٌ والْخُرْقُ شُؤْمٌ»[1].
الوقاية من التطيّر والتشاؤم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كَفَّارَةُ الطِّيَرَةِ التَّوَكُّلُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ وإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تَقْضِ وإِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص119، ح4؛ المعجم الاوسط، الطبراني، ج4، ص242.
[2] الكافي، ج8، ص198، ح236.
[3] تحف العقول، ص50. الفايق في غريب الحديث، الزمخشري، ج2، ص312(قريب منه).
197
172
القيم التربويّة
معاملة الناس
مجاملة الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«جَامِلُوا الْأَشْرَارَ بِأَخْلَاقِكُمْ تَسْلَمُوا مِنْ غَوَائِلِهِمْ، وبَايِنُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ كَيْلَا تَكُونُوا مِنْهُمْ»[1].
توقير الكبير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«فَوَقِّرِ الْكَبِيرَ تَكُنْ مَعَ رُفَقَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[2].
[1] أعلام الدين، ص294؛ بحار الأنوار، ج74، ص199، ح37 (ذيل الحديث)؛ ج77، ص175، ح8 (ضمن الحديث).
[2] بحار الأنوار، ج75، ص137.
200
173
القيم التربويّة
صُنْعُ المعروف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... إِنَّ صَنِيعَ الْمَعْرُوفِ لَيَدْفَعُ مَيْتَةَ السّوْء...»[1].
اصطناع الخير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ واصْطِنَاعُ الْخَيْرِ إِلَى كُلِّ بَرٍّ وفَاجِرٍ»[2].
العفو عن الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مُرُوءَتُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الْعَفْوُ عَمَّنْ ظَلَمَنَا وإِعْطَاءُ مَنْ حَرَمَنَا»[3].
التجاوز عن الخطأ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَجَاوَزُوا عَنْ ذُنُوبِ النَّاسِ يَدْفَعِ اللَّهُ عَنْكُمْ بِذَلِكَ عَذَابَ النَّارِ»[4].
[1] دعائم الإسلام، ج2، ص331، ح1249؛ تحف العقول، ص56.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص38، ح77.
[3] تحف العقول، ص38؛ بحار الأنوار، ج77، ص143، ح27.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص120.
201
174
القيم الاجتماعيّة
التودّد إلى الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... والتَّوَدُّدُ نِصْفُ الدِّينِ...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وجَلَّ التَّحَبُّبُ إِلَى النَّاسِ»[2].
إنصاف الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِكَ، وأنصَحِ الأُمَّةَ وَارحَمهُم، فَإِذا كُنتَ كَذلِكَ وغَضِبَ اللّهُ عَلى أهلِ بَلدَةٍ أنتَ فيها وأرادَ أن يُنزِلَ عَلَيهِمُ العَذابَ، نَظَرَ إلَيكَ فَرَحِمَهُم بِكَ، يَقولُ اللّهُ تَعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ ٱلقُرَىٰ بِظُلمٖ وَأَهلُهَا مُصلِحُونَ﴾»[3].
المداراة والرفق بالناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مُدَارَاةُ النّاسِ نِصْفُ الإيْمَانِ، والرِّفقُ بِهِم نِصْفُ العَيشِ»[4].
[1] تحف العقول، ص60؛ قرب الإسناد، ص118، ح414.
[2] الخصال، ص15، ح55؛ روضة الواعظين، ص3.
[3] مكارم الأخلاق، ج2، ص360، ح2660.
[4] الكافي، ج2، ص117، ح5.
202
175
القيم التربويّة
بِشْر الوجه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَالْقَوْهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وحُسْنِ الْبِشْرِ»[1].
الرحمة بالناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ لَمْ يَرْحَمْ لَا يُرْحَم»[2].
حُسن الخُلُق مع الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«طُوبَى لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ وبَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ وعَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ...»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلى خَيْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ؟ تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ»[4].
[1] الكافي، ج2، ص103، ح1؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص58، ح204.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص113؛ بحار الأنوار، ج42، ص283، ح49 (ضمن الحديث).
[3] الكافي، ج8، ص168، ح190؛ تحف العقول، ص29.
[4] الكافي، ج2، ص107، ح2.
203
176
القيم التربويّة
إكرام الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَكْرَمُ أَخْلَاقِ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ التَّزَاوُرُ فِي اللَّهِ، وحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُقَرِّبَ إِلَى أَخِيهِ مَا تَيَسَّرَ عِنْدَهُ ولَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا جُرْعَةٌ مِنْ مَاءٍ، فَمَنِ احْتَشَمَ أَنْ يُقَرِّبَ إِلَى أَخِيهِ مَا تَيَسَّرَ عِنْدَهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ يَوْمَهُ ولَيْلَتَهُ، ومَنِ احْتَقَرَ مَا يُقَرِّبُ إِلَيْهِ أَخُوهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ يَوْمَهُ ولَيْلَتَهُ»[1].
[1] دعائم الإسلام، ج2، ص106، ح341.
204
177
القيم التربويّة
المجلس
حقّ المجالس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا، قِيلَ: ومَا حَقُّهَا؟ قَالَ: غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ورُدُّوا السَّلَامَ وأَرْشِدُوا الْأَعْمَى واْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَر»[1].
آداب المجلس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ، فَإِنْ دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ وأَوْسَعَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ فَلْيَأْتِهِ، فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ، وإِنْ لَمْ يُوسِعْ لَهُ أَحَدٌ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَ مَكَانٍ يَجِدُهُ فَلْيَجْلِسْ فِيهِ»[2].
[1] مكارم الأخلاق، ص23؛ بحار الأنوار، ج16، ص241؛ كنز العمال، ج9، ص225(قريب منه).
[2] الأمالي (الطوسي)، ص393، ح867؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص172.
205
178
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ مَجْلِساً فَلْيَجْلِسْ حَيْثُ مَا انْتَهَى مَجْلِسُه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَفْحَشْ فِي مَجْلِسِكَ لِكَيْلَا يَحْذَرُوكَ بِسُوءِ خُلُقِكَ، ولَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وعِنْدَكَ آخَر»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَلْيُوَدِّعْ إِخْوَانَهُ بِالسَّلَامِ، فَإِنْ أَفَاضُوا فِي خَيْرٍ كَانَ شَرِيكَهُمْ، وإِنْ أَفَاضُوا فِي بَاطِلٍ كَانَ عَلَيْهِمْ دُونَهُ»[3].
المجالس الممدوحة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا قَعَدَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَعَدَ مَعَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِكَة»[4].
وما رواه ابن عبّاس، قال: قيلَ: يا رَسولَ اللّهِ، أيُّ الجُلَساءِ خَيرٌ؟ قالَ:
«مَن ذَكَّرَكُم بِاللّهِ رُؤيَتُهُ، وزادَكُم في عِلمِكُم مَنطِقُهُ، وذَكَّرَكُم بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ»[5].
[1] مكارم الأخلاق، ص23؛ بحار الأنوار، ج16، ص240.
[2] فلاح السائل، ص124.
[3] قرب الإسناد، ص46، ح152؛ ص66، ح209؛ بحار الأنوار، ج76، ص11، ح46 (ضمن الحديث).
[4] مكارم الأخلاق، ص312.
[5] الأمالي (الطوسي)، ص157، ح262؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص617(قريب منه).
206
179
القيم التربويّة
المجالس المنهي عنها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْلِسْ فِي مَجْلِسٍ يُسَبُّ فِيهِ إِمَامٌ- أَوْ يُغْتَابُ فِيهِ مُسْلِمٌ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِه: ﴿وَإِذَا رَأَيتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَٰتِنَا فَأَعرِض عَنهُم حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيطَٰنُ فَلَا تَقعُد بَعدَ ٱلذِّكرَىٰ مَعَ ٱلقَومِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾[1]»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعَافِيَةُ فِي عَشَرَةِ أَشْيَاءَ تِسْعَةٌ فِي الصَّمْتِ إِلَّا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ والْعَاشِرَةُ فِي تَرْكِ مُجَالَسَةِ السُّفَهَاءِ»[3].
الأمانة في المجالس
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ: مَجْلِسٌ سُفِكَ فِيهِ دَمٌ حَرَامٌ، ومَجْلِسٌ اسْتُحِلَّ فِيهِ فَرْجٌ حَرَامٌ، ومَجْلِسٌ اسْتُحِلَّ فِيهِ مَالٌ حَرَامٌ بِغَيْرِ حَقِّهِ»[4].
[1] سورة الأنعام، الآية:68.
[2] تفسير القمي، ج1، ص204.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص112.
[4] الأمالي (الطوسي)، ص53، ح71؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص521(قريب منه).
207
180
القيم التربويّة
التحيّة والسلام
الحثّ على إفشاء التحيّة والسلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا الْتَقَيْتُمْ فَتَلَاقَوْا بِالتَّسْلِيمِ والتَّصَافُحِ وإِذَا تَفَرَّقْتُمْ فَتَفَرَّقُوا بِالاسْتِغْفَارِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ وإِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَام»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَفْشِ السَّلَامَ يَكْثُرْ خَيْرُ بَيْتِكَ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص181، ح11؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص198؛ مشكاة الأنوار، ص345، ح1104؛ بحار الأنوار، ج76، ص28، ح21.
[2] الأمالي (المفيد)، ص317، ح2؛ الأمالي (الطوسي)، ص88، ح136؛ روضة الواعظين، ص459؛ مكارم الأخلاق، ص286؛ مجمع البيان، ج2، ص18؛ مشكاة الأنوار، ص350، ح1130؛ بحار الأنوار، ج76، ص4، ح11؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص430.
[3] الخصال، ص181، ح246.
208
181
القيم التربويّة
آداب السلام
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أولَى النّاسِ بِاللّه وبرسولِهِ مَن بَدَأ بِالسَّلامِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَن بَدَأ بِالكَلامِ قَبلَ السَّلامِ؛ فلا تُجِيبُوهُ»[2].
الدعوة للطعام بعد السلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا مرَّ بكم الرجلُ والطعامُ بين أيديكم، فإنْ سلّمَ عليكم؛ فادعوه، وإنْ لم يسلّمْ؛ فلا يدعُه أحدٌ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا تَدعُ إلى طَعامِكَ أحَداً؛ حتّى يُسَلِّمَ»[4].
مَنْ ينبغي إلقاء السلام عليهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا لقي أحدُكم أخاه؛ فليسلّمْ عليه وليصافحْه، فإنّ اللهَ عزّ وجلّ أكرمَ بذلك الملائكةَ، فاصنعوا صنعَ الملائكةِ»[5].
[1] الكافي، ج2، ص644، ح3.
[2] الخصال، ص19، ح67؛ روضة الواعظين، ص458؛ بحار الأنوار، ج76، ص3، ح6؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص585.
[3] دعائم الإسلام، ج2، ص108، ح350.
[4] الخصال، ص19، ح67؛ روضة الواعظين، ص458؛ بحار الأنوار، ج76، ص3، ح6.
[5] الكافي، ج2، ص181، ح10؛ مصادقة الإخوان، ص99، ح2؛ مشكاة الأنوار، ص347، ح1115؛ بحار الأنوار، ج76، ص28، ح20.
209
182
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَمسٌ لا أدَعُهُنَّ حَتّى المَماتِ:... والتَّسليمُ على الصِّبيان؛ِ لِتَكونَ سُنَّةً مِن بَعدي»[1].
مَنْ لا يَنبغي التَّسلِيمُ علَيهِم
روي عن الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) أنّه قال:
«نَهى رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله) أن يُسَلَّمَ على أربَعةٍ: عَلى السَّكرانِ في سُكرِهِ، وعلى مَن يَعمَلُ التَّماثيلَ، وعَلى مَن يَلعَبُ بِالنَّردِ، وعلى مَن يَلعَبُ بِالأربَعَة عَشَرَ»[2].
[1] الخصال، ص271، ح12.
[2] الخصال، ص237، ح80.
210
183
القيم التربويّة
المُصافحة
أهمّيّة المُصافحة وآثارها
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا التَقَيتُمْ؛ فَتَلاقَوا بِالتَّسليمِ والتَّصافُحِ، وإذا تَفَرَّقتُم؛ فَتَفَرَّقُوا بالاستِغفارِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَصَافَحُوا فَإِنَ الْمُصَافَحَةَ تَزِيدُ فِي الْمَوَدَّةِ والْهَدِيَّةُ تَذْهَبُ بِالْغِلِّ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص181، ح11.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص326، ح1232.
211
184
القيم التربويّة
وروي عن الإمام أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«لَقِيَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) حُذَيْفَةَ فَمَدَّ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) يَدَهُ فَكَفَّ حُذَيْفَةُ يَدَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): يَا حُذَيْفَةُ بَسَطْتُ يَدِي إِلَيْكَ فَكَفَفْتَ يَدَكَ عَنِّي، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِيَدِكَ الرَّغْبَةُ ولَكِنِّي كُنْتُ جُنُباً فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدَكَ وأَنَا جُنُبٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ»[1].
أَدَبُ المُصافَحَةِ
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«مَا صَافَحَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) رَجُلًا قَطُّ فَنَزَعَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْهُ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص183، ح19؛ في كنز العمال، ج9، ص133(إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذه بيده تحاتت ذنوبهما كما تحات الورق من الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف ، وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر).
[2] الكافي، ج2، ص182، ح15.
212
185
القيم التربويّة
الأُخوّة
الأخوّة المرضيّة لله تعالى
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا أَحْدَثَ عَبْدٌ أَخاً فِي اللَّهِ إِلَّا أُحْدِثَ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«انْظُرُوا مَنْ تُحَادِثُونَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَنْزِلُ بِهِ الْمَوْتُ إِلَّا مُثِّلَ لَهُ أَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ كَانُوا خِيَاراً فَخِيَاراً وإِنْ كَانُوا شِرَاراً فَشِرَاراً، ...»[2].
الأخوّة المنهي عنها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) كَانَ يَقُولُ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤَاخِيَنَّ كَافِراً ولَا يُخَالِطَنَّ فَاجِراً»[3].
[1] مشكاة الأنوار، ص330، ح1047.
[2] الكافي، ج2، ص638، ح3.
[3] صفات الشيعة، ص6.
213
186
القيم التربويّة
آداب علاقة الأخوّة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ واسْمِ قَبِيلَتِهِ وعَشِيرَتِهِ، فَإِنَّ مِنْ حَقِّهِ الْوَاجِبِ وصِدْقِ الْإِخَاءِ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ وإِلَّا فَإِنَّهَا مَعْرِفَةُ حُمْقٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيْرُ إِخْوَانِكُمْ مَنْ أَهْدَى إِلَيْكُمْ عُيُوبَكُم»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَرُدُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَينَا نَصرُ ٱلمُؤمِنِينَ﴾[3]»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«... ومَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ مِنْ بَدَنِهِ- فِي دَفْعِ ظُلْمِ قَاهِرٍ عَنْ أَخِيهِ، أَوْ مَعُونَتِهِ عَلَى مَرْكُوبٍ لَهُ [قَدْ] سَقَطَ عَنْهُ مَتَاعٌ لَا يَأْمَنُ تَلَفَهُ، أَوِ الضَّرَرَ الشَّدِيدَ عَلَيْهِ بِهِ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ مَلَائِكَةً- يَدْفَعُونَ عَنْهُ نَفَحَاتِ النِّيرَانِ، ويُحَيُّونَهُ بِتَحِيَّاتِ أَهْلِ الْجِنَانِ، ويَرْفَعُونَهُ إِلَى مَحَلِّ الرَّحْمَةِ والرِّضْوَانِ»[5].
[1] الكافي، ج2، ص671، ح3؛ مصادقة الإخوان، ص105، ح1؛ النوادر، ص111، ح9931.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص123.
[3] سورة الروم، الآية 47.
[4] مجمع البيان، ج8، ص484؛ بحار الأنوار، ج71، ص119.
[5] خصائص الأئمّة، ص50.
214
187
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْمُؤْمِنُ مِرْآةٌ لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ يَنْصَحُهُ إِذَا غَابَ عَنْهُ ويَمِيطُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ إِذَا شَهِدَ ويُوَسِّعُ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اطْلُبْ لِأَخِيكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فالتمِسْ له عذراً»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تُمَارِ أَخَاكَ ولَا تُمَازِحْهُ ولَا تَعِدْهُ فَتُخْلِفَهُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ بِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ ويَبْتَلِيَكَ»[4].
[1] النوادر، ص99، ح56.
[2] بحار الأنوار، ج72، ص197، ح15؛ الخصال، ص622، ح10 (ضمن الحديث).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص108؛ تحف العقول، ص49؛ الادب المفرد، البخاري، ص91.
[4] الأمالي (الطوسي)، ص33، ح32؛ نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص37، ح113؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ص315.
215
188
القيم التربويّة
الجِوَار
الحثّ على حُسن الجِوَار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أحسِنْ مُجاوَرَة مَن جاوَرَكَ؛ تَكُنْ مؤمناً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«حُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرُ الدِّيَارَ ويَزِيدُ فِي الْأَعْمَارِ»[2].
الوصية بالجار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا زَالَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»[3].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص269، ح295.
[2] الكافي، ج2، ص667، ح10؛ وسائل الشيعة، ج12، ص128، ح15844.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص520، ح1145؛ الادب المفرد، البخاري، ص33.
216
189
القيم التربويّة
حرمة إيذاء الجار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«حُرْمَةُ الْجَارِ عَلَى الْإِنْسَانِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كانَ يُؤمنُ باللّه واليَومِ الآخِرِ؛ فلا يُؤْذي جارَهُ»[2].
أنواع الجيران وحقوقهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْجِيرَانُ ثَلَاثَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ حَقُّ الْإِسْلَامِ وحَقُّ الْجِوَارِ وحَقُّ الْقَرَابَةِ، ومِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ حَقُّ الْإِسْلَامِ وحَقُّ الْجِوَارِ، ومِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ»[3].
حقوق الجار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وجَارُهُ جَائِعٌ، قَالَ: ومَا مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ يَبِيتُ وفِيهِمْ جَائِعٌ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[4].
[1] مكارم الأخلاق، ص126.
[2] الكافي، ج2، ص667، ح6، المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص251.
[3] روضة الواعظين، ص388؛ مجمع البيان، ج3، ص83؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص84.
[4] الكافي، ج2، ص668، ح14؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص478(الجملة الاولى، قريبة منها).
217
190
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ منَعَ الماعُونَ جارَهُ؛ مَنَعهُ اللّه خَيْرَهُ يَومَ القِيامَةِ، ووَكَلَهُ إلى نَفْسِهِ، ومَنْ وَكَلَهُ إلى نَفْسِهِ فما أسْوَأَ حالَهُ!»[1].
جار السوء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصيَته لِعَليٍّ (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ أَرْبَعَةٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ:... وجَارُ سَوْءٍ فِي دَارِ مُقَامٍ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ إِقَامَةٍ تَرَاكَ عَيْنَاهُ ويَرْعَاكَ قَلْبُهُ إِنْ رَآكَ بِخَيْرٍ سَاءَهُ وإِنْ رَآكَ بِشَرٍّ سَرَّهُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ثَلَاثَةٌ هُنَّ أُمُ الْفَوَاقِر:... وجَارٌ عَيْنُهُ تَرْعَاكَ وقَلْبُهُ يَنْعَاكَ، إِنْ رَأَى حَسَنَةً دَفَنَهَا ولَمْ يُفْشِهَا، وإِنْ رَأَى سَيِّئَةً أَظْهَرَهَا وأَذَاعَهَا»[4].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص515، ح707.
[2] الخصال، ص206، ح24.
[3] الكافي، ج2، ص669، ح16.
[4] قرب الإسناد، ص81، ح266.
218
191
القيم التربويّة
الصداقة
أهمّيّة الصداقة وآثارها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ وقَرِينِهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اخْتَبِرُوا النَّاسَ فَإِنَّ الرَّجُلَ يُجَاذِبُ مَنْ يُعْجِبُهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، والْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السَّوْءِ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص375، ح3؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص55.
[2] الاختصاص، ص366.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص535، ح1162؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص721.
219
192
القيم التربويّة
آداب الصداقة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رَحِمَ اللَّهُ رَفِيقاً أَعَانَ رَفِيقَهُ عَلَى بِرِّه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ أَوْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ»[2].
مَنْ لا يُصاحَب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَوَقَّوْا مُصَاحَبَةَ كُلِّ ضَعِيفِ الْخَيْرِ قَوِيِّ الشَّرِّ خَبِيثِ النَّفْسِ إِذَا خَافَ خَنَسَ وإِذَا أَمِنَ بَطَشَ»[3].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص363، ح448.
[2] المحاسن، ج1، ص415، ح953؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص58(قريب منه).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص121.
220
193
القيم التربويّة
صلة الرحم
أهمّيّة صلة الرحم وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ أَعْجَلَ الْخَيْرِ ثَوَاباً صِلَةُ الرَّحِمِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ، تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ وتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ وتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ رَحِماً مُتَعَلِّقَةً بِالْعَرْشِ تَشْكُو رَحِماً إِلَى رَبِّهَا فَقُلْتُ لَهَا: كَمْ بَيْنَكِ وبَيْنَهَا مِنْ أَبٍ فَقَالَتْ نَلْتَقِي فِي أَرْبَعِينَ أَباً»[3].
[1] الكافي، ج2، ص152، ح15؛ كنز العمال، ج3، ص363.
[2] الكافي، ج2، ص107، ح2؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص89.
[3] الخصال، ص540، ح13؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص231، ح5.
221
194
القيم التربويّة
آثار صلة الرحم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدَةً ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعَةً يَصِلُ رَحِمَهُ فَيُحِبُّهُ اللَّهُ ويُوَسِّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ ويَزِيدُ فِي عُمُرِهِ ويُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَهُ»[1].
كيفيّة صلة الرحم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«صِلُوا أَرْحَامَكُمْ ولَوْ بِالسَّلَامِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ وَصَلَ قَرِيباً بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَجَّتَيْنِ وعُمْرَتَيْنِ وكَذَلِكَ مَنْ حَمَلَ عَنْ حَمِيمٍ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ ضِعْفَيْنِ»[3].
النهي عن قطيعة قاطع الرحم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَقْطَعْ رَحِمَكَ وإِنْ قَطَعَتْكَ»[4].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص40، ح93.
[2] تحف العقول، ص57.شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج16، ص112.
[3] الكافي، ج4، ص10، ح1؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص224، ح2244.
[4] الكافي، ج2، ص347، ح6.
222
195
القيم التربويّة
آثار ترك صلة الرحم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ ومُدْمِنُ سِحْرٍ وقَاطِعُ رَحِم»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمُدَّ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ وأَنْ يَبْسُطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، فَإِنَّ الرَّحِمَ لَهَا لِسَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَلْقٌ تَقُولُ: يَا رَبِّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي واقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي، فَالرَّجُلُ لَيُرَى بِسَبِيلِ خَيْرٍ إِذَا أَتَتْهُ الرَّحِمُ الَّتِي قَطَعَهَا فَتَهْوِي بِهِ إِلَى أَسْفَلِ قَعْرٍ فِي النَّارِ»[2].
[1] الخصال، ص179، ح243؛ صحيح ابن حبان، ج12، ص165(قريب منه).
[2] الكافي، ج2، ص156، ح29، المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص233(الجملتان الاولتان قريبتان منهما).
223
196
القيم التربويّة
الوَالِدَين
الحثّ على برّ الوالدين
روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، فقالَ:
«يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ عَمَلٍ قَبِيحٍ إِلَّا قَدْ عَمِلْتُهُ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: أَبِي، قَالَ: فَاذْهَبْ فَبَرَّهُ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): لَوْ كَانَتْ أُمُّهُ!»[1].
وروي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: جاءَ رجُلٌ إلَى النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله)، فقالَ: يا رسولَ اللّه، مَن أبَرُّ؟ قالَ:
««أُمَّكَ»، قالَ: ثُمّ مَن؟ قالَ: «أُمَّكَ»، قالَ: ثُمَّ مَن؟ قالَ: «أُمَّكَ»، قالَ: ثُمّ مَن؟ قالَ: «أباكَ»[2].
[1] الزهد، ص35، ح92؛ في رياض الصالحين، النووي، ص201 (أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى. فقال: «فهل من والديك أحد حي؟ «قال: نعم بل كلاهما. قال: «فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ «قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما).
[2] الكافي، ج16، ص464، ح9؛ صحيح ابن حبان، ج2، ص176(قريب منه).
223
197
القيم التربويّة
وروي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«ذكَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الْجِهَادَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا لِلنِّسَاءِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: بَلَى لِلْمَرْأَةِ مَا بَيْنَ حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِطَامِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَالْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ كَانَ لَهَا مِثْلُ مَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ»[1].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الْأُمَّهَاتِ»[2].
وروي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«سَيِّدُ الْأَبْرَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ بَرَّ وَالِدَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَ الرَّجُلَ لَيَمُوتُ وَالِدَاهُ وهُوَ عَاقٌّ لَهُمَا فَيَدْعُو اللَّهَ لَهُمَا مِنْ بَعْدِهِمَا فَيَكْتُبُهُ مِنَ الْبَارِّينَ»[4].
إعانة الأولاد على البرّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَ وَلَدَهُ عَلى بِرِّهِ»[5].
225
[1] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص561، ح4926.
[2] مجمع البيان، ج8، ص11؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص563.
[3] بحار الأنوار، ج74، ص86.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص288؛ إرشاد القلوب، ج1، ص195؛ فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج6، ص183.
[5] الكافي، ج6، ص50، ح6.
225
198
القيم التربويّة
أثر العلاقة مع الوالدين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رِضَى اللَّهِ مَعَ رِضَى الْوَالِدَيْنِ وسَخَطُ اللَّهِ مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا وَلَدٌ بَارٌّ نَظَرَ فِي كُلِّ يَوْمٍ إِلَى أَبَوَيْهِ بِرَحْمَةٍ إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وإِنْ نَظَرَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ نَظِرَةٍ قَالَ: نَعَمْ اللَّهُ أَكْثَرُ وأَطْيَبُ»[2].
عقوق الوالدين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَقْطَعْ وُدَّ أَبِيكَ فَيُطْفَأَ نُورُكَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْه»[4].
[1] مشكاة الأنوار، ص282، ح849.
[2] الأمالي (المفيد)، ص307، ح618؛ روضة الواعظين، ص368؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص186(قريب منه).
[3] النوادر، ص106، ح80.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص111.
226
199
القيم التربويّة
آثار عقوق الوالدين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«والَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ الْعَاقَّ لِوَالِدَيْهِ مَا يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَرْبَعَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَاقٌّ ومَنَّانٌ ومُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ ومُدْمِنُ خَمْرٍ»[2].
أشد البرّ وأشدّ العقوق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«فَوْقَ كُلِّ بِرٍّ بِرٌّ حَتَّى يُقْتَلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وفَوْقَ كُلِّ عُقُوقٍ عُقُوقٌ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ أَحَدَ وَالِدَيْهِ»[3].
[1] مكارم الأخلاق، ص231؛ بحار الأنوار، ج104، ص93، ح23.
[2] الخصال، ص203، ح18، المعجم الكبير، الطبراني، ج8، ص241.
[3] دعائم الإسلام، ج1، ص343؛ روضة الواعظين، ص363؛ النوادر، ص92، ح30.
227
200
القيم التربويّة
المنهي عنه في التعامل مع الناس
طلب مرضاة الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ طَلَبَ مَرْضَاةَ النَّاسِ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، كَانَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامّاً؛ ومَنْ آثَرَ طَاعَةَ اللَّهِ بِغَضَبِ النَّاسِ، كَفَاهُ اللَّهُ عَدَاوَةَ كُلِّ عَدُوٍّ، وحَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ، وبَغْيَ كُلِّ بَاغٍ، وكَانَ اللَّهُ- عَزَّ وجَلَّ- لَهُ نَاصِراً وظَهِيراً»[1].
أذيّة الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شَرُّ النّاسِ مَن تَأَذّى بِهِ النّاسُ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص372، ح2.
[2] الاختصاص، ص243.
228
201
القيم التربويّة
كفّ الشرّ عنهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«طوبى لِمَن صَلَحَت سَريرَتُهُ، وحَسُنَت عَلانِيَتُهُ، وعَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرَّهُ»[1].
تحقير الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا يَزْرَأنَّ أحدُكُم بأحدٍ من خَلقِ اللّه؛ فإنَّهُ لا يَدري أيُّهُم وليُّ اللّه»[2].
إهانة الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَشْقَى النَّاسِ الْمُلُوكُ وأَمْقَتُ النَّاسِ وأَذَلُّ النَّاسِ مَنْ أَهَانَ النَّاسَ»[3].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص539، ح1162.
[2] بحار الأنوار، ج75، ص147، ح21.
[3] روضة الواعظين، ص381.
229
202
القيم التربويّة
الإصلاح بين الناس
أهمّيّة الإصلاح بين الناس وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا عَمِلَ امْرُؤٌ عَمَلًا بَعْدَ إِقَامَةِ الْفَرَائِضِ خَيْراً مِنْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، يَقُولُ خَيْراً ويَتَمَنَّى خَيْراً»[2].
ضوابط الصلح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الصُّلحُ جائزٌ بينَ المُسلمينَ؛ إلّا صُلحاً أحَلَّ حَراماً أو حَرَّمَ حَلالاً»[3].
[1] تحف العقول، ص198؛ الأمالي (الطوسي)، ص522، ح1154؛ في الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص190(أفضل الصدقة إصلاح ذات البين).
[2] الأمالي (المفيد)، ص522، ح1152؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص176.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص32، ح3267؛ صحيح ابن حبان، ج11، ص488.
230
203
القيم التربويّة
أثر طلب أحد الطرفين رضى الطرف المقابل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّمَا اثْنَانِ جَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ فَطَلَبَ أَحَدُهُمَا رِضَى صَاحِبِهِ كَانَ سَابِقاً لَهُ إِلَى الْجَنَّة»[1].
[1] كنز الفوائد، ج1، ص98؛ كشف الغمّة، ج2، ص32 (بتفاوت يسير)؛ أعلام الدين، ص193.
231
204
القيم الاجتماعيّة
خدمة الناس
خدمة الناس ونفعهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَصْلَتَانِ لَيْسَ فَوْقَهُمَا مِنَ الْبِرِّ شَيْءٌ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ والنَّفْعُ لِعِبَادِ اللَّه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ مَشَى بِصَدَقَةٍ إِلَى مُحْتَاجٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صَاحِبِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْء»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ»[3].
[1] تحف العقول، ص35.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص17، ح4968.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص396، ح5840.
232
205
القيم التربويّة
الجود والسخاء
فضل الجود والسخاء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا عَلِيُّ كُنْ سَخِيّاً فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ سَخِيٍّ وإِنْ أَتَاكَ امْرُؤٌ فِي حَاجَةٍ فَاقْضِهَا لَهُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلًا فَأَنْتَ لَهُ أَهْلٌ»[1].
آداب المعاملة مع السخي
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَجَاوزُوا [تجافوا] عَنْ ذَنْبِ السَخِّي، فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى آخِذٌ بِيَدِهِ؛ كُلَّما عَثِرَ وفَاتِحٌ لَهُ؛ كلّما افْتَقَرَ»[2].
[1] روضة الواعظين، ص385؛ مشكاة الأنوار، ص409، ح1368؛ كنز العمال، ج15، ص876(قريب منه).
[2] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص12، ح12؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص171؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص498(قريب منه).
233
206
القيم التربويّة
أسخى الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أدّى مَا افْتَرضَ اللَّهُ عَليهِ؛ فَهْو أَسْخَى النَاسَ»[1].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج2، ص62، ح1710؛ مكارم الأخلاق، ص136.
234
207
القيم التربويّة
أدب الفقراء
ذمّ الفقر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كاد الفقرُ أن يكونَ كفراً، وكاد الحسدُ أن يغلبَ القدرَ»[1].
فضل الفقر
روي أنّه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: والله! إنّي لأحبّك في الله. فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
«إنْ كنتَ تُحبّني، فأعدّ للفقرِ [جلباباً]، فإنّ الفقرَ أسرعُ إلى من يُحبّني من السبيلِ [السيلِ] إلى منتهاه»[2].
[1] الكافي، ج2، ص307، ح4؛ الأمالي (الصدوق)، ص371، ح465؛ الخصال، ص11، ح40؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ص267.
[2] روضة الواعظين، ص454؛ مشكاة الأنوار، ص161، ح410؛ كنز العمال، ج6، ص471(قريب منه).
235
208
القيم التربويّة
أثر الإنفاق على الفقير
روي أنّه جاء أعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: دلّني على عملٍ أدخلُ به الجنّةَ. قال (صلى الله عليه وآله):
«أطعمْ الجائعَ، واسقِ الظمآنَ...»[1].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كسا أحداً من فقراءِ المسلمين ثوباً من عري، أو أعانه بشيءٍ ممّا يقوته من معيشته؛ وكّل اللهُ عزّ وجلّ به سبعين ألف ملكٍ من الملائكةِ يستغفرونَ لكلِّ ذنبٍ عملَه إلى أن ينفخَ في الصورِ»[2].
كتمان الفقر والحاجة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يا عليّ! الحاجةُ أمانةُ اللهِ عند خلقِه، فمن كتَمها على نفسِه أعطاه اللهُ ثوابَ مَنْ صلّى، ومَنْ كشفَها إلى مَنْ يقدر أن يفرِّجَ عنه ولم يفعلْ؛ فقد قتلَه، أمَا إنّه لم يقتلْه بسيفٍ ولا سنانٍ ولا سهمٍ، ولكنْ قتلَه بما نكى من قلبِه»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص105.الصمت واداب اللسان، ابن ابي الدنيا، ص56.
[2] الكافي، ج2، ص205، ح3.
[3] الكافي، ج2، ص261، ح8.
237
209
القيم التربويّة
ذمّ كثرة المسألة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ فَتَحَ عَلى نَفسِهِ بابَ مَسأَلَةٍ؛ فَتَحَ اللّه عَلَيهِ بابَ فَقرٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لأبي ذرّ:
«يا أبا ذَرٍّ، إيّاكَ والسؤالَ؛ فإنّهُ ذُلٌّ حاضرٌ، وفَقرٌ تَتَعَجَّلُهُ، وفيهِ حِسابٌ طَويلٌ يَومَ القِيامَةِ»[2].
آداب معاملة السائل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا تُخَيِّبْ راجِيَكَ، فَيَمقُتَكَ اللّه ويُعادِيَكَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا تَقطَعُوا على السائلِ مَسألَتَهُ، فلَولا أنَّ المَساكينَ يَكذِبُونَ؛ ما أفلَحَ مَن رَدَّهُم»[4].
وروي عن الإمامُ الصّادقُ (عليه السلام) أنّه قال:
ما مَنَعَ رسولُ اللّهِ (صلى الله عليه وآله) سائلاً قَطُّ، إنْ كانَ عِندَهُ أعطى، وإلّا قالَ: «يَأتِي اللّهُ بِهِ»[5].
[1] الكافي، ج4، ص19، ح2؛ صحيح ابن حبان، ج8، ص182(قريب منه).
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص375، ح5762.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص299، ح589.
[4] الكافي، ج4، ص15، ح1.
[5] الكافي، ج4، ص15، ح5.
238
210
القيم التربويّة
فِعْل الخير
كثرة الخير وقلّة فاعليه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الخَيرُ كَثيرٌ، وفاعِلُهُ قَليلٌ»[1].
المبادرة إلى فعل الخير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«بادروا بعملِ الخيرِ قبلَ أنْ تشتغلوا عنه، واحذروا الذنوبَ، فإنّ العبدَ يُذنبُ الذنبَ، فيُحبسُ عنه الرزق»[2].
[1] الخصال، ص30، ح105، المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص377.
[2] كنز الفوائد، ج1، ص352؛ بحار الأنوار، ج77، ص171، ح6.
239
211
القيم التربويّة
التعجيل في فعل الخير
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحبُّ مِنَ الخيرِ ما يُعجَّلُ»[1].
المداومة على الخير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مِنَ الرَّزانَةِ المُداوَمَةُ عَلَى الخَيرِ، ومِنَ المُداوَمَةِ عَلَى الخَيرِ كَراهِيَةُ الشَّرِّ، ومِن كَراهِيَةِ الشَّرِّ طاعَةُ النّاصِحِ»[2].
آثار فعل الخير
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ عَلى رَجُلٍ مِسكينٍ؛ كانَ لَهُ مِثلُ أجرِهِ، ولَو تَداوَلَها أربَعونَ ألفَ إنسانٍ، ثُمَّ وَصَلَت إلى مِسكينٍ؛ كانَ لَهُم أجرٌ كامِلٍ»[3].
عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيرٌ مِنَ الخَيرِ مُعطيهِ»[4].
[1] الكافي، ج3، ص274، ح5؛ ج2، ص142، ح4 (المقطع الأخير)؛ تهذيب الأحكام، ج2، ص42، ح127.
[2] تحف العقول، ص15.
[3] ثواب الأعمال، ص342، ح1.
[4] تحف العقول، ص57.
240
212
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنَّ أهلَ بَيتٍ لَيَكونونَ بَرَرَةً؛ فَتَنمو أموالُهُم؛ ولَو أنَّهُم فُجّارٌ»[1].
الدلالة على الخير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَن يَشفَع بِشَفاعَةٍ حَسَنَةٍ، أو أمَرَ بِمَعروفٍ، أو نَهى عَن مُنكَرٍ، أو دَلَّ عَلى خَيرٍ، أو أشارَ بِهِ؛ فَهُوَ شَريكٌ»[2].
[1] الزهد، ص34، ح90.
[2] النوادر، ص143، ح196.
241
213
القيم التربويّة
فعل المعروف
فضل المعروف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَقولُ اللّهُ تَعالى: المَعروفُ هَدِيَّةٌ مِنّي إلى عَبدِيَ المُؤمِنِ، فَإِن قَبِلَها مِنّي فَبِرَحمَتي ومِنّي، وإن رَدَّها عَلَيَّ فَبِذَنبِهِ حُرِمَها، ومِنهُ لا مِنّي. وأيُّما عَبدٍ خَلَقتُهُ فَهَدَيتُهُ إلَى الإِيمانِ، وحَسَّنتُ خُلُقَهُ، ولَم أبتَلِهِ بِالبُخلِ؛ فَإِنّي أُريدُ بِهِ خَيراً»[1].
أثر صناعة المعروف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنّ البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار منه المعروف؛ من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه»[2].
[1] الأمالي (المفيد)، ص259، ح1.
[2] الكافي، ج4، ص29، ح2؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص56، ح1689.
242
214
القيم التربويّة
الإطعام
أهمّيّة الإطعام وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مِنْ مُوجِبَاتِ مَغْفِرَةِ الربِّ إِطْعَامُ الطَعَامِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الرِّزقُ أسرَعُ إلى مَن يُطعِمُ الطَّعامَ مِن السِّكِّينِ في السَّنامِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَطَعَمَ ثَلاثةَ نَفَرٍ مِنَ المُسْلِمينَ، أَطَعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثَلاثِ جِنَانٍ في مَلَكُوتِ السَمَوَاتِ، الفِرْدَوْسِ، وجَنّةِ عَدْنٍ، وشَجَرَةٍ تَخْرُجُ مِنْ جَنّةِ عَدْنٍ، غَرَسَها ربُّنا بِيَدِه»[3].
[1] المحاسن، ج2، ص145، ح1382؛ الكافي، ج4، ص50، ح1.
[2] الكافي، ج4، ص51، ح10.
[3] الكافي، ج2، ص200، ح3؛ مصادقة الأخوان، ص92، ح65.
244
215
القيم التربويّة
آداب إطعام الطعام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أطعمَ طعاماً رياءً وسمعةً؛ أطعمَه اللهُ من صديدِ جهنّم، وجعلَ ذلك الطعامَ ناراً في بطنِه حتى يقضيَ بين الناسِ يومَ القيامةِ»[1].
مَنْ ينبغي إطعامهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذَرٍّ؛ وهُو يَعِظُهُ:
«أطعِمْ طَعامَكَ مَن تُحِبُّهُ في اللّه، وكُلْ طَعامَ مَن يُحِبُّكَ في اللّه عَزَّ وجلَّ. يا أبا ذر: لا تُصاحِبْ إلّا مُؤمناً، ولا يَأكُلْ طَعامَكَ إلّا تَقِيٌّ»[2].
الحثّ على إجابة دعوة المؤمن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أُوصِي الشاهِدَ مِن أُمَّتي والغائبَ أنْ يُجِيبَ دَعوَةَ المُسلِمِ؛ ولَو على خَمسَةِ أميالٍ؛ فإنّ ذلكَ مِن الدِّينِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِن الجَفاءِ... أن يُدعَى الرَّجُلُ إلى طَعامٍ؛ فلا يُجِيب، أو يُجِيب؛ فلا يَأكُل»[4].
[1] بحار الأنوار، ج75، ص456، ح32.
[2] الأمالي (الطزسي)، ص535، ح1162. رياض الصالحين، النووي، ص219(الجملتان الاخيرتان).
[3] الكافي، ج6، ص274، ح4.
[4] قرب الإسناد، ص160، ح583.
245
216
القيم التربويّة
النهي عن إجابة دَعوةِ الفاسقِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أبَى اللّه لي زادَ المُشركينَ والمُنافِقينَ وطَعامَهُم»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لأبي ذَرٍّ؛ وهُو يَعِظُهُ:
«لا تَأكُل طَعامَ الفاسِقِينَ»[2].
ما يَنبغي فيهِ الوَليمَةُ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وصيَّتِهِ لعليٍّ (عليه السلام):
«يا عليُّ، لا وَليمَةَ؛ إلّا في خَمسٍ: في عُرسٍ، أو خُرسٍ، أو عِذارٍ، أو وِكارٍ، أو رِكازٍ: فالعُرسُ التَّزويجُ، والخُرسُ النِّفاسُ بالوَلَدِ، والعِذارُ الخِتانُ، والوِكارُ في بِناءِ الدارِ وشِرائها، والرِّكازُ الرجُلُ يَقدُمُ مِن مَـكَّةَ»[3].
آداب الوليمة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الوَليمَةُ أوَّلُ يومٍ حَقٌّ، والثاني مَعروفٌ، وما زادَ رياءٌ وسُمعَةٌ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يُكرَهُ إجابَةُ مَن يَشهَدُ وَلِيمَتَهُ الأغنياءُ دُونَ الفُقَراءِ»[5].
[1] المحاسن، ج2، ص180، ح1511.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص535، ح1162.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص356، ح5762.
[4] الكافي، ج5، ص368، ح4، المعجم الاوسط، الطبراني، ج2، ص326.
[5] الدعوات، ص141، ح358.
246
217
القيم التربويّة
الضيافة
أهمّيّة الضيافة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنّ الضيفَ إذا جاءَ فنزلَ بالقومِ؛ جاءَ برزقِه معه من السماءِ، فإذا أكلَ غفرَ اللهُ لهم بنزولِه عليهم»[1].
مدّة الضيافة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا يضيفُ الضيفَ إلّا كلُّ مؤمنٍ، ومنْ مكارمِ الأخلاقِ قراءُ الضيفِ، وحدُّ الضيافةِ ثلاثةُ أيّامٍ، فما كانَ فوقَ ذلك؛ فهو صدقةٌ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الضِّيافَةُ أوَّلُ يَومٍ والثاني والثالثُ، وما بعدَ ذلكَ؛ فإنّها صَدَقةٌ تَصَدّق بها علَيهِ»[3].
[1] الكافي، ج6، ص284، ح1.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص106، ح340.
[3] الكافي، ج6، ص283، ح2.
247
218
القيم التربويّة
إكرام الكريم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا أتاكم كريمُ قومٍ؛ فأكرمُوه»[1].
عدم الاستقلال بالضيافة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كَفى بِالمَرءِ إثماً أن يَستَقِلَّ ما يُقَرِّبُ إلى إخوانِهِ، وكَفى بِالقَومِ إثماً أن يَستَقِلُّوا ما يُقَرِّبُهُ إلَيهِم أخُوهُم»[2].
آداب الضيافة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أحَبَّ أن يُحِبَّهُ اللّه ورسولُهُ؛ فَليَأكُلْ مَع ضَيفِهِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِن تَكرِمَةِ الرجُلِ لأخيهِ أن... لا يَتَكَلَّفَ له شَيئاً»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ حَقِّ الضَيْفِ أَنْ تَمْشِيَ مَعَهُ، فَتُخْرِجَهُ مِنْ حَرِيمِكَ إِلى البَابِ»[5].
[1] الكافي، ج2، ص659، ح1-2.
[2] المحاسن، ج2، ص186، ح1533.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص116.
[4] الكافي، ج6، ص276، ح1.
[5] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص75، ح323.
248
219
القيم التربويّة
النفقة
أهمّيّة النفقة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ما عظمتْ نعمةُ اللهِ على عبدٍ؛ إلّا عظمتْ مؤنةُ الناس عليه، فمنْ لم يحتملْ تلك المؤنةَ؛ فقد عرّضَ تلك النعمةَ للزوالِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا أنفقَ المسلمُ على أهلِه نفقةً؛ وهو يحتسبُها؛ كانت له صدقةً»[2].
نفقة الزوجة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إيّما امرأة أدخلتْ على زوجِها في أمرِ النفقةِ وكلّفتّه ما لا يطيقُ لا يقبلُ اللهُ منها صرفاً ولا عدلاً؛ إلّا أن تتوبَ وترجعَ، وتطلبَ منه طاقتَه»[3].
[1] الأمالي (المفيد)، ص306، ح615.
[2] الأمالي (المفيد)، ص383، ح828؛ بحار الأنوار، ج104، ص70، ح5.
[3] مكارم الأخلاق، ص212.
249
220
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أيّما امرأة خرجتْ من بيتِها بغيرِ إذنِ زوجِها؛ فلا نفقةَ لها حتّى ترجعَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَن كانَتْ لَهُ امرَأتانِ، فلَم يَعدِلْ بَينَهُما في القَسْمِ مِن نَفسِهِ ومالِهِ؛ جاءَ يَومَ القِيامَةِ مَغلولاً مائلاً شِقُّهُ حتّى يَدخُلَ النارَ»[2].
نفقة الأبناء
روي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ دَخَلَ السُّوقَ، فاشتَرى تُحْفةً، فَحَمَلَها إلى عِيالِهِ؛ كانَ كَحامِلِ صَدَقَةٍ إلى قَومٍ مَحاوِيجَ، ولْيَبدَأْ بِالإناثِ قَبلَ الذُّكُورِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ما من عبدٍ يكسبُ، ثمّ يُنفقُ على عيالِه؛ إلّا أعطاه اللهُ بكلِّ درهمٍ يُنفقُه على عيالِه سبعَمئةِ ضعفٍ»[4].
[1] الكافي، ج5، ص514، ح5؛ الجعفريّات، ص177، ح667 (ذيل الحديث)؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص439، ح4520؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص408، ح393.
[2] وسائل الشيعة، ج21، ص342، ح27248؛ كنز العمال، ج16، ص341(قريب منه).
[3] الأمالي (الصدوق)، ص672.
[4] مكارم الأخلاق، ص227.
250
221
القيم التربويّة
قضاء الحوائج
الحثّ على قضاء الحوائج
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«المؤمنونَ إخوةٌ، يقضي بعضُهم حوائجَ بعضٍ، فبقضاءِ بعضِهم حوائجَ بعضٍ؛ يقضي اللهُ حوائجَهم يومَ القيامةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ اللهَ في عونِ المؤمنِ؛ ما دامَ المؤمنُ في عونِ أخيه المؤمنِ، ومَنْ نفَّس عن أخيه المؤمنِ كربةً من كربِ الدنيا؛ نفّس اللهُ عنه سبعينَ كربةً من كربِ الآخرةِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ للهِ عباداً من خلقِه، تفزعُ الناسُ إليهم في حوائجِهم، أولئك الآمنونَ من عذابِ اللهِ عزَّ وجلَّ»[3].
[1] الأمالي (المفيد)، ص150، ح8؛ مصادقة الإخوان، ص96، ح5.
[2] بحار الأنوار، ج74، ص312، ح69.
[3] إرشاد القلوب، ج1، ص146.
251
222
القيم التربويّة
أنواع قضاء الحاجات
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أطعمَ مؤمناً من جوعٍ؛ أطعمَه اللهُ من ثمارِ الجنّةِ، ومَنْ سقاهُ من ظمأً؛ سقاه اللهُ من الرحيقِ المختومِ، ومَنْ كساه ثوباً؛ لم يزلْ في ضمانِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ ما دامَ على ذلك المؤمنِ من ذلك الثوبِ هدبةٌ، أو سلكٌ، [أو خيطٌ]، واللهِ! لقضاءُ حاجةِ المؤمنِ، خيرٌ من صيامِ شهرٍ، واعتكافِه»[1].
آثار عدم قضاء الحاجة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ ضَمِن لأخيه المسلم حاجةً له؛ لم ينظْر اللهُ له في حاجةٍ، حتّى يقضيَ حاجةَ أخيه المسلمِ»[2].
[1] قرب الإسناد، ص120، ح422.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص648، ح1344؛ النوادر، ص100، ح61.
252
223
القيم التربويّة
عيادة المريض
أهمّيّة زيارة المريض وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يا عَلِيُّ... سِر ميلاً عُد مَريضاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عادَ مَريضاً؛ ناداهُ مُنادٍ مِنَ السَّماءِ بِاسمِهِ: يا فُلانُ، طِبتَ وطابَ لَكَ مَمشاكَ بِثَوابٍ مِنَ الجَنَّةِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«عودوا المرضى، واتّبعوا الجنائزَ؛ يذكِّرْكم الآخرةَ»[3].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص361، ح5762.
[2] الكافي، ج3، ص121، ح10.
[3] الدعوات، ص227، ح635؛ إرشاد القلوب، ج1، ص12؛ صحيح ابن حبان، ج7، ص221.
253
224
القيم التربويّة
آداب عيادة المريض
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ تمامِ عيادةِ المريضِ إذا دخلتَ عليه أن تضعَ يدكَ على رأسِه، وتقولُ: كيف أصبحتَ وكيفَ أمسيتَ، فإذا جلستَ عندَه غمَرَتْكَ الرحمةُ، وإذا خرجتَ من عندِه خُضتها مقبلاً ومدبراً، (وأومأ بيده إلى حقويه)»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا تُديمُوا النَّظَرَ إلى أهلِ البَلاءِ وَالمَجذومينَ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَحزُنُهُم»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أغِبّوا فِي العِيادَةِ وأربِعوا؛ إلّا أن يَكونَ مَغلوباً»[3].
وروي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«نَهى رَسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله) أن يَأكُلَ العائِدُ عِندَ العَليلِ؛ فَيُحبِطَ اللّه أجرَ عِيادَتِهِ»[4].
الأشخاص الذين لا يعادون
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شارِبُ الخَمرِ لا يُعادُ إذا مَرِضَ»[5].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص639؛ في كنز العمال، ج9، ص103(إن من تمام عيادة المريض أن تضع يدك على المريض وتقول : كيف أصبحت وكيف أمسيت).
[2] طبّ الأئمّة، ص106.
[3] الأمالي (الطوسي)، ص639، ح1318؛ كنز العمال، ج9، ص98(أغبوا في العيادة وأربعوا ، وخير العيادة أخفها إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد والتعزية مرة).
[4] دعائم الإسلام، ج1، ص218.
[5] الكافي، ج6، ص396، ح4.
254
225
القيم التربويّة
الأمانة
أهمّيّة الأمانة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا تنظروا إلى كثرةِ صلاتِهم وصومِهم وكثرةِ الحجِّ والمعروفِ وطنطنتِهم بالليلِ، انظروا إلى صدقِ الحديثِ، وأداءَ الأمانةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الأمانةُ تجلبُ الرزقَ، والخيانةُ تجلبُ الفقرَ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«حافّتا الصراطِ يومَ القيامةِ: الرحمُ والأمانةُ، فإذا مرّ الوَصُولُ للرحمِ، والمؤدّي للأمانةِ؛ نفذ إلى الجنّةِ، وإذا مرّ الخائنُ للأمانةِ، القَطُوعُ للرحمِ؛ لم ينفعْه معهما عملٌ، وتكفأ به الصراطُ في النارِ»[3].
[1] الأمالي (المفيد)، ص379، ح481؛ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص55، ح197؛ الاختصاص، ص229؛ روضة الواعظين، ص373.
[2] الكافي، ج5، ص133، ح7؛ تحف العقول، ص45، ح78؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص476.
[3] الكافي، ج2، ص152، ح11؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص196.
255
226
القيم التربويّة
أداء الأمانة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كذبَ أعداءُ اللهِ! ما مِنْ شيءٍ كان في الجاهليةِ؛ إلّا وهو تحتَ قدمي، إلّا الأمانةُ؛ فإنّها مؤدّاةٌ إلى البَرِّ والفاجرِ»[1].
خيانة الأمانة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ليس منّا من أخلفَ بالأمانةِ»[2].
[1] مجمع البيان، ج2، ص327؛ نور الثقلين، ج1، ص354، ح191.الفتح السماوي، المناوي، ج1، ص365.
[2] الكافي، ج5، ص133، ح7؛ قرب الإسناد، ص116، ح408 (ذيل الحديث بتفاوت يسير)؛ تحف العقول، ص45.
256
227
القيم التربويّة
الإيثار
أهمية الإيثار وفضله
أبو الطفيل، قال: اِشتَرى عَلِيٌّ (عليه السلام) ثَوباً؛ فَأَعجَبَهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ، وقالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ (صلى الله عليه وآله)، يَقولُ:
«مَنْ آثَرَ عَلى نَفسِهِ؛ آثَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ بِالجَنَّةِ»[1].
[1] مجمع البيان، ج2، ص342.
257
228
القيم الاجتماعيّة
التواضع
أهمّيّة التواضع وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا حَسَبَ؛ إلّا بِتَواضُعٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ما لي لا أرى علَيكُم حَلاوَةَ العِبادَةِ؟!» قالوا: وما حَلاوَةُ العِبادَةِ؟ قالَ: «التَّواضُعُ»[2].
آثار التواضع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إذا تواضعَ العبدُ رفعَهُ اللهُ إلى السماءِ السابعةِ»[3].
[1] كنز الفوائد، ص55.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص201.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص201؛ كنز العمال، ج3، ص110.
258
229
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَواضَعوا؛ حتّى لا يَبغيَ أحَدٌ على أحَدٍ»[1].
مِنْ مواضع التواضع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رأسُ التواضعِ أن تبدأَ بالسلامِ على مَنْ لقيت، وتردَّ على مَنْ سلّمَ عليك، وأنْ ترضى بالدونِ من المجلسِ، ولا تحبَّ المدحةَ والتزكيةَ والبرَّ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَن تَرَكَ لُبسَ ثَوبِ جَمالٍ؛ وهُو يَقدِرُ علَيهِ؛ تَواضُعاً؛ كَساهُ اللّهُ حُلَّةَ الكَرامَةِ»[3].
أدب التواضع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«طُوبى لِمَن تَواضَعَ للّهِ في غَيرِ مَنقَصَةٍ، وأذَلَّ نَفسَهُ في غَيرِ مَسكَنَةٍ»[4].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص66؛ الادب المفرد، البخاري، ص97.
[2] روضة الواعظين، ص382؛ مشكاة الأنوار، ص350، ح1129.
[3] بحار الأنوار، ج71، ص425، ح68؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص313.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص66.
259
230
القيم التربويّة
لمن لا يكون التواضع
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَن أتى ذا مَيسَرَةٍ، فَتخشَّعَ لَهُ طَلَبَ ما في يَدِهِ؛ ذَهبَ ثُلُثا دِينِهِ». ثُمّ قالَ:«ولا تَعجَلْ، ولَيسَ يَكونُ الرّجُلُ يسأَلُ مِن الرّجُلِ الرفِقِ، فيُجِلُّهُ ويُوَقِّرُهُ، فَقَد يَجِبُ ذلكَ لَهُ علَيهِ، ولكنْ يَراهُ أنّهُ يُريدُ بِتَخَشُّعِهِ ما عِندَ اللّهِ، ويُريدُ أن يَحيلَهُ عَمّا في يَدَهِ»[1].
[1] تفسير القمي، ج1، ص381.
260
231
القيم التربويّة
الحلم
أهمّيّة الحلم وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كادَ الحَليمُ أنْ يَكونَ نَبِيّاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«منْ أحبّ السبيل [السبل] إلى اللّه عزَّ وجلَّ جرْعَتان: جرعةُ غيظٍ تردّها بحُلُم، وجرعةُ مصيبةٍ تردّها بصبرٍ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ المؤمن ليدرك بالحلم واللين درجة العابد المجتهد»[3].
شُعَبُ الحلم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«فأمّا الحِلمُ؛ فمِنهُ رُكوبُ الجَميلِ، وصُحبَةُ الأبْرارِ، ورَفْعٌ مِن
[1] مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ج1، ص48، ح14؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص266.
[2] الكافي، ج2، ص110، ح9.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص247.
261
232
القيم التربويّة
الضّعَةِ، ورَفْعٌ مِن الخَساسَةِ، وتَشَهّي الخَيرِ، وتَقَرُّبُ صاحِبِه مِن مَعالي الدَّرَجاتِ، والعَفوُ، والمَهلُ، والمَعروفُ، والصَّمتُ؛ فهذا ما يَتَشَعّبُ للعاقلِ بحِلمِهِ»[1].
الحلم والعلم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«والّذي نَفْسي بِيَدِهِ، ما جُمِعَ شَيءٌ إلى شَيءٍ أفضَلَ مِن حِلمٍ إلى عِلمٍ»[2].
زينة الحلم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«بَسْطُ الوَجْهِ زِينَةُ الحِلْمِ»[3].
أحلم الناس
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أحلَمُ النّاسِ: مَنْ فَرَّ مِن جُهّالِ النّاسِ»[4].
[1] تحف العقول، ص16.
[2] الخصال، ص5، ح11، المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص120.
[3] بحار الأنوار، ج74، ص131، ح14.
[4] الأمالي (الصدوق)، ص73، ح41.
262
233
القيم التربويّة
الحياء
أهمّيّة الحياء وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنّ اللّهَ يُحِبُّ الحَيِيَّ المُتَعفِّفَ، ويُبْغِضُ البَذِيَّ السّائلَ المُلْحِفَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الحياء من الإيمان»[2].
أنواع الحياء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الحياءُ حياءانِ: حياءُ عَقْلٍ، وحياءُ حُمْقٍ؛ فحَياءُ العَقلِ العِلْمُ، وحَياءُ الحُمْقِ الجَهْلُ»[3].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص39، ح43.
[2] تحف العقول، ص56؛ مشكاة الأنوار، ص413، ح1382؛ عوالي اللئالي، ج1، ص129، ح2 ؛ الادب المفرد، البخاري، ص132.
[3] تحف العقول، ص45.
263
234
القيم التربويّة
شُعَبُ الحياء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أمّا الحياءُ، فيتَشَعَّبُ مِنهُ: اللِّينُ، والرّأفَةُ، والمُراقَبَةُ للّهِ في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، والسّلامَةُ، واجْتِنابُ الشَّرِّ، والبَشاشَةُ، والسَّماحَةُ، والظَّفَرُ، وحُسْنُ الثّناءِ على المَرءِ في النّاسِ؛ فهذا ما أصابَ العاقِلُ بالحياءِ، فطُوبى لِمَن قَبِلَ نَصيحَةَ اللّهِ وخافَ فَضيحَتَهُ»[1].
آثار الحياء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ما كانَ الفُحْشُ في شَيءٍ؛ إلّا شانَهُ، ولا كانَ الحياءُ في شَيءٍ قَطُّ؛ إلّا زانَهُ»[2].
آثار ترك الحياء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لم يَبْقَ مِن أمْثالِ الأنْبياءِ (عليهم السلام)؛ إلّا قَولُ النّاسِ: إذا لَم تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا تقومُ الساعةُ حتّى يذهبَ الحياءُ من الصبيانِ والنساءِ، وحتّى توكلَ المعاهدَ؛ كما توكلُ الخضرةَ»[4].
[1] تحف العقول، ص17.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص190، ح320؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص139.
[3] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص56، ح207؛ الادب المفرد، البخاري، ص279(قريب منه).
[4] النوادر، ص130، ح159.
264
235
القيم التربويّة
الرفْق
أهمية الرفق وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا أرادَ اللهُ بأهلِ بيتٍ خيراً؛ أرشدَهم للرفقِ والتأنّي. ومَنْ حُرِمَ الرفقَ؛ فقد حُرِمَ الخيرَ كلّه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ»[2].
آثار ترك الرفق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الرِّفقُ نِصفُ المَعِيشَةِ»[3].
[1] تحف العقول ص49؛ بحار الأنوار، ج77، ص154، ح112.
[2] الكافي، ج2، ص734، ح4؛ شعب الايمان، البيهقي، ج4، ص167.
[3] مستطرفات السرائر، ص19، ح10.
265
236
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنَّ فِي الرِّفقِ الزِّيادَةَ وَالبَرَكَةَ، ومَن يُحرَمِ الرِّفقَ يُحرَمِ الخَيرَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ما وُضِعَ الرفق على شيء؛ إلّا زانه، ولا وُضِعَ الخرق على شيء؛ إلّا شانه، فمن أعطي الرفق؛ أعطي خير الدنيا والآخرة، ومن حُرِمَه؛ حُرِمَ خير الدنيا والآخرة»[2].
الرفق بالصديق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ما اصطَحَبَ اثنانِ؛ إلّا كانَ أعظَمُهُما أجراً وأحَبُّهُما إلى اللّهِ عزّ وجلّ أرفَقَهُما بصاحِبِهِ»[3].
إدخال السرور على المؤمن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أدخَلَ على مُؤمِنٍ فَرَحاً؛ فَقَدْ أدخَلَ عَلَيَّ فَرَحاً، ومَنْ أدخَلَ عَلَيَّ فَرَحاً؛ فَقَدِ اتَّخَذَ عِندَ اللّه عَهداً، ومَنْ اتَّخَذَ عِندَ اللّه عَهداً؛ جاءَ مِنَ الآمِنِينَ يَومَ القِيامَةِ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ أحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ: إدخالُ السرورِ على المؤمنين»[5].
[1] الكافي، ج2، ص119، ح7، المعجم الكبير، الطبراني، ج2، ص348.
[2] النوادر، ص89.
[3] الكافي، ج2، ص120، ح15.
[4] فقه الرضا، ص373.
[5] الكافي، ج2، ص189، ح4؛ مصادقة الإخوان، ص44، ح2؛ ص60، ح3 (بتفاوت يسير)؛ بحار الأنوار، ج74، ص289، ح17.
266
237
القيم التربويّة
العفو
أهمّيّة العفو وفضله
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا جُمِعَ الخَلائِقُ يَومَ القِيامَةِ نادى مُنادٍ: أينَ أهلُ الفَضلِ؟ فَيَقومُ أُناسٌ؛ وَهُم يَسيرٌ، فَيَنطَلِقونَ سِراعَا إلى الجَنَّةِ، فَتَلقّاهُمُ المَلائِكَةُ، فَيقُولُونَ: إنّا نَراكُم سِراعاً إلى الجَنَّةِ، فَيَقولُونَ: نَحنُ أهلُ الفَضلِ، فَيقُولُونَ: ما كَانَ فَضلُكُم؟ فَيقُولُونَ: كُنّا إذا ظُلِمنا غَفَرنَا، وإذا أُسِيءَ إلَينا عَفَونا، وإذا جُهِلَ عَلَينا حَلُمنا، فَيُقالُ لَهُم: ادخُلوا الجَنَّةَ ﴿فَنِعمَ أَجرُ ٱلعَٰمِلِينَ﴾»[1].
العفو عند المقدرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أولَى النّاسِ بِالعَفوِ؛ أقدَرُهُم عَلَى العُقوبَةِ»[2].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص124؛ شعب الايمان، البيهقي، ، ج6، ص263.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص73، ح41.
267
238
القيم التربويّة
قَبُول الاعتذار
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصِيَّتِهِ لِعَليٍّ (عليه السلام):
«مَنْ لَم يَقبَلِ العُذرَ مِن مُتَنصِّلٍ؛ صادِقاً كانَ أو كاذِباً، لَم يَنَلْ شَفاعَتِي»[1].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص353، ح5762.
268
239
القيم التربويّة
اللسان
أهمّيّة اللسان
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ؛ حتّى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قلبُه؛ حتّى يستقيمَ لسانُه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«والذي نفسي بيدِه! ما أنفقَ الناسُ من نفقةٍ أحبُّ من قولِ الخيرِ»[2].
الحثّ على كَفِّ اللسان
روي أنّه جاء إعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: دلّني على عمل أدخل به الجنّة. قال (صلى الله عليه وآله):
«...كفَّ لسانَك؛ إلّا من خيرٍ، فإنّك بذلك تغلبُ الشيطانَ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص105؛ نهج البلاغة، ص253، الخطبة176 (ضمن الخطبة).
[2] المحاسن، ج1، ص78، ح41.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص105؛ إرشاد القلوب، ج1، ص103 (بتفاوت يسير).
269
240
القيم التربويّة
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«رحمَ اللهُ مؤمناً أمسَكَ لسانَه من كلِّ شرٍّ؛ فإنّ ذلك صدقةً منه على نفسِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أكثرُ خطايا ابنِ آدم في لسانِه، ومَنْ كفَّ لسانَه؛ سترَ اللهُ عزَّ وجلَّ عورتَه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أمسِكْ لِسانَكَ؛ فإنّها صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بها على نَفسِكَ، ولا يَعرِفُ عَبدٌ حَقيقَةَ الإيمانِ حتّى يَخزُنَ مِن لِسانِهِ»[3].
أهمّيّة التدبّر قبل الكلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ خافَ اللهَ؛ كَلَّ لسانُه»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ لم يحسبْ كلامَه من عملِه؛ كثُرْت خطاياه، وحضرَ عذابُه»[5].
[1] تحف العقول، ص298؛ بحار الأنوار، ج78، ص178، ح54.
[2] روضة الواعظين، ص469؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص4 (مقطع منه)؛ كنز العمال، ج3، ص556(الجملة الاولى منه).
[3] الكافي، ج2، ص114، ح7.
[4] الكافي، ج8، ص128، ح98 (ضمن الحديث).
[5] الكافي، ج2، ص115، ح15؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص190.
270
241
القيم التربويّة
عذاب اللسان
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يُعَذِّبُ اللّهُ اللِّسانَ بعَذابٍ لا يُعَذِّبُ بهِ شَيئاً مِن الجَوارِحِ، فيقولُ: أي رَبِّ، عَذّبتَني بعَذابٍ لَم تُعَذِّبْ بهِ شيئاً! فيُقالُ لَهُ: خَرَجَتْ مِنكَ كَلِمَةٌ فبَلَغَتْ مَشارِقَ الأرضِ ومَغارِبَها، فسُفِكَ بها الدَّمُ الحَرامُ، وانتُهِبَ بها المالُ الحَرام، وانتُهِكَ بِها الفَرجُ الحَرامُ»[1].
[1] الكافي، ج2، ص115، ح16.
271
242
القيم التربويّة
الكلام
أهمّيّة الكلام وأثره
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«كُلُّكُم مُكَلِّمٌ ربَّهُ يَومَ القِيامَةِ لَيس بَينَهُ وبَينَهُ تَرجُمانٌ، فيَنظُرُ أمامَهُ؛ فلا يَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ، ويَنظُرُ عن يَمينِهِ؛ فلا يَجِدُ إلّا ما قَدَّمَ، ثُمّ يَنظُرُ عن يَسارِهِ؛ فإذا هُو بالنّارِ، فاتَّقوا النّارَ؛ ولَو بِشِقِّ تَمرَةٍ، فإنْ لَم يَجِدْ أحَدُكُم؛ فبِكَلِمَةٍ طَيّبَةٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«والَّذي نفسِي بِيَدِهِ، ما أنفَقَ النّاسُ مِن نَفَقةٍ أحَبَّ مِن قَولِ الخَيرِ»[2].
[1] الراوندي، النوادر، ص86، ح10.
[2] المحاسن، ج1، ص78، ح41.
272
243
القيم التربويّة
أقسام الكلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الكلامُ ثلاثةٌ: فَرابِحٌ، وسالِمٌ، وشاجِبٌ. فأمّا الرابِحُ؛ فالذي يَذكُرُ اللّه، وأمّا السالِمُ؛ فالذي يَقولُ ما أحَبَّ اللّه، وأمّا الشاجِبُ؛ فالذي يَخوضُ في الناسِ»[1].
قلّة الكلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ رأى موضعَ كلامِه من عملِه؛ قلَّ كلامُه؛ إلّا فيما يعنيه»[2].
الكلام فيما لا يعني
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ حُسنِ إسلامِ المَرءِ؛ تَركُهُ الكلامَ فيما لا يَعنيهِ»[3].
آثار السكوت
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنَّ أولياءَ اللّه سَكَتوا؛ فكانَ سُكوتُهُم ذِكراً، ونَظَرُوا؛ فكانَ نَظَرُهُم عِبرَةً، ونَطَقُوا؛ فكانَ نُطقُهُم حِكمَةً»[4].
[1] الزهد، ص7، ح11.
[2] الكافي، ج2، ص116، ح19.
[3] الأمالي (المفيد)، ص34، ح9. في المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص188(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
[4] الكافي، ج2، ص237، ح25.
273
244
القيم التربويّة
أقسام الكلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الكلامُ ثلاثةٌ: فَرابِحٌ، وسالِمٌ، وشاجِبٌ. فأمّا الرابِحُ؛ فالذي يَذكُرُ اللّه، وأمّا السالِمُ؛ فالذي يَقولُ ما أحَبَّ اللّه، وأمّا الشاجِبُ؛ فالذي يَخوضُ في الناسِ»[1].
قلّة الكلام
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ رأى موضعَ كلامِه من عملِه؛ قلَّ كلامُه؛ إلّا فيما يعنيه»[2].
الكلام فيما لا يعني
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ حُسنِ إسلامِ المَرءِ؛ تَركُهُ الكلامَ فيما لا يَعنيهِ»[3].
آثار السكوت
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنَّ أولياءَ اللّه سَكَتوا؛ فكانَ سُكوتُهُم ذِكراً، ونَظَرُوا؛ فكانَ نَظَرُهُم عِبرَةً، ونَطَقُوا؛ فكانَ نُطقُهُم حِكمَةً»[4].
[1] الزهد، ص7، ح11.
[2] الكافي، ج2، ص116، ح19.
[3] الأمالي (المفيد)، ص34، ح9. في المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص188(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
[4] الكافي، ج2، ص237، ح25.
273
245
القيم التربويّة
اليمين
شروط اليمين وآدابه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ ومَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ ومَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ ومَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلَمْ يَرْضَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَل»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَجَلَّ اللَّهَ أَنْ يَحْلِفَ بِهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْراً مِمَّا ذَهَبَ مِنْه»[2].
[1] الكافي، ج7، ص468، ح1؛ المصنف، الصنعاني، ج8، ص466 (الشطر الاول منه).
[2] الكافي، ج7، ص434، ح2؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص370، ح4299.
274
246
القيم التربويّة
النهي عن اليمين الكاذبة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ومَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَاذِبٌ فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ تَعَالَى بِالْمُحَارَبَةِ...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ والْيَمِينَ الْفَاجِرَةَ فَإِنَّهَا تَدَعُ الدِّيَارَ مِنْ أَهْلِهَا بَلَاقِعَ»[2].
[1] أعلام الدين، ص402؛ عوالي اللئالي، ج1، ص262، ح48.
[2] الكافي، ج7، ص435، ح3؛ مسند ابي حنيفة، ابي نعيم الاصبهاني، ص243(قريب منه)، شعب الايمان، البيهقي، ج4، ص217(قريب منه).
275
247
القيم التربويّة
كتمان السرّ
كتمان سرّ المؤمنين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«المجالسُ بالأمانةِ، ولا يحلُّ لمؤمنٍ أن يُأثرَ عن مؤمنٍ - أو قال: عن أخيه المؤمنِ - قبيحاً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّما يتجالسُ المتجالسانِ بأمانةِ اللهِ، فلا يحلُّ لأحدِهما أن يُفشيَ على أخيه ما يكرَه»[2].
[1] الأمالي (المفيد)، ص572، ح1185؛ شعب الايمان، البيهقي، ج7، ص521(الجملة الاولى منه).
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص98؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص394(قريب منه).
276
248
القيم التربويّة
الوفاء بالوعد
أهمّيّة الوفاء بالوعد وفضله
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كانَ يؤمُن باللهِ واليومِ الآخرِ؛ فليفِ إذا وعدَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«عِدَةُ المُؤمنِ نَذرٌ لا كَفّارَةَ لها»[2].
الوفاء بوعد الصبيان
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَحِبّوا الصِبْيَانَ وارْحَمُوهُم، وإِذَا وَعَدْتُموهُم شَيْئاً؛ فَفُوا لَهُم؛ فَإِنَّهم لا يَدْرُونَ إِلّا أَنَّكُم تَرْزِقُونَهم»[3].
[1] الكافي، ج2، ص364، ح2؛ تحف العقول، ص45.
[2] كشف الغمّة، ج3، ص58.
[3] الكافي، ج6، ص49، ح3؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص483، ح4702.
277
249
القيم التربويّة
أقلّ الناس وفاء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أقلُّ النّاسِ وَفاءً: المُلوكُ»[1].
[1] تحف العقول، ص17.
278
250
القيم التربويّة
الأيتام
الحثّ على كفالة اليتيم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كفلَ يتيماً وكفلَ نفقتَه؛ كنتُ أنا وهو في الجنّةِ؛ كهاتين -وقرنَ بين إصبعيه المسبّحةِ والوسطى»[1].
معاملة اليتيم
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ عالَ يتيماً؛ حتّى يبلغَ أشدَّه؛ أوجبَ اللهُ عزَّ وجلَّ له بذلك الجنّةَ؛ كما أوجبَ لآكلِ مالِ اليتيمِ النارَ»[2].
[1] قرب الإسناد، ص94، ح315.
[2] الأمالي (المفيد)، ص522، ح1155.
279
251
القيم التربويّة
أكل مال اليتيم ظلماً
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شَرُّ المَآكِلِ: أكلُ مالِ اليَتيمِ ظُلماً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَمّا أُسرِيَ بِي إلَى السَّماءِ رَأيتُ قَوماً تُقذَفُ في أجوافِهِم النّارُ، وتَخرُجُ مِن أدبارِهِم، فقلتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جَبرئيلُ؟ فقالَ: هؤلاءِ الّذينَ يَأكُلونَ أموالَ اليَتامى ظُلماً»[2].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص377، ح5776.
[2] تفسير القمي، ج1، ص132.
280
252
القيم التربويّة
المحبَّة
الدين هو الحبّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«هَلِ الدّينُ إلَا الحُبُّ وَالبُغضُ؟! قالَ اللّه عزّ وجلّ: ﴿إِن كُنتُم تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ ٱللَّهُ﴾»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رَأسُ العَقلِ، بَعدَ الإِيمانِ بِاللّه عزّ وجلّ، التَّحَبُّبُ إلَى النّاسِ»[2].
معيار الحبّ والبغض
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أوثَقُ عُرَى الإِيمانِ؛ الحُبُّ فِي اللّه، والبُغضُ فِي اللّه»[3].
[1] الخصال، ص21، ح74.
[2] الخصال، ص15، ح55، المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص120.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص362، ح5762؛ شعب الايمان، البيهقي، ج1، ص46.
281
253
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طوبى لِلمُتَحابّينَ فِي اللّه»[1].
حدود الحبّ والبغض
روي عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
«أَحبِبْ حبيبك هوناً ما؛ عسى أن يكونَ بغيضَك يوماً ما، وأبغضْ بغيضَك هوناً ما؛ عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما»[2].
مُوجِبات المحبّة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الأَرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنهَا اختَلَفَ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«جُبِلَتِ القُلوبُ عَلى حُبِّ مَن أحسَنَ إلَيها، وبُغضِ مَنْ أساءَ إلَيها»[4].
وما رواه سهل بن سعد الساعديّ: أتَى النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسول اللّه دُلَّني عَلى عَمَلٍ إذا أنَا عَمِلتُهُ أحَبَّنِيَ اللّه وأحَبَّنِيَ النّاسُ. فَقالَ رَسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله):
«اِزهَد فِي الدُّنيا يُحِبَّكَ اللّه، وَازهَد في ما في أيدِي النّاسِ يُحِبّوكَ»[5].
[1] الخصال، ص638، ح13.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص622، ح1285؛ كنز الفوائد، ج2، ص151، المعجم الاوسط، الطبراني، ج3، ص357.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص380، ح5818؛ الادب المفرد، البخاري، ص192.
[4] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص381، ح5826؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص554.
[5] الأمالي (الطوسي)، ص140، ح228، المعجم الكبير، الطبراني، ج6، ص193.
282
254
القيم التربويّة
علامات حبّ المرء لإخوانه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ثلاثٌ يُصفّينَ ودَّ المرءِ لأخيه المسلمِ: يلقاهُ بالبشرِ إذا لقيَه، ويوسّعُ له في المجلسِ إذا جلسَ إليه، ويدعوه بأحبَّ الأسماءِ إليه»[1].
آثار المحبّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللّه الخَلائِقَ في صَعيدٍ واحِدٍ... ثُمَّ يُنادي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه عزّ وجل يُسمِعُ آخِرَهُم؛ كَما يُسمِعُ أوَّلَهُم، فَيَقولُ: أينَ جيرانُ اللّه جَلَّ جَلالُهُ في دارِهِ؟ فَيَقومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ، فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ، فَيَقولونَ لَهُم: ماذا كانَ عَمَلُكُم في دارِ الدُّنيا، فَصِرتُم بِهِ اليَومَ جيرانَ اللّه تَعالى في دارِهِ؟ فَيَقولونَ: كُنّا نَتَحابُّ فِي اللّه عزّ وجلّ، ونَتَباذَلُ فِي اللّه، ونَتَوازَرُ فِي اللّه. فَيُنادي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه: صَدَقَ عِبادي، خَلّوا سَبيلَهُم؛ لِيَنطَلِقوا إلى جِوارِ اللّه فِي الجَنَّةِ بِغَيرِ حِسابٍ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص643، ح3.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص103، ح158.
283
255
القيم التربويّة
المداراة
أهمّيّة المداراة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنّا أُمِرنا -مَعاشِرَ الأنبياءِ- بِمُداراةِ الناسِ؛ كما أُمِرنا بِإقامَةِ الفَرائضِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أعقَلُ الناسِ أشَدُّهُم مُداراةً للناسِ»[2].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص521، ح1150.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص73، ح41.
284
256
القيم التربويّة
المُشاوَرَةُ
إرشادِ المُستَشيرِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَصَدَّقُوا على أخِيكُم؛ بِعِلمٍ يُرشِدُهُ، ورَأيٍ يُسَدِّدُهُ»[1].
خِيانةِ المُستَشيرِ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ غَشَّ المسلمينَ في مَشورَةٍ؛ فقد بَرِئتُ مِنهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ استَشارَهُ أخُوهُ المؤمنُ، فلَم يَمحَضْهُ النَّصيحَةَ؛ سَلَبَهُ اللّه لُبَّهُ»[3].
[1] عدّة الداعي، ص63.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص66، ح296.
[3] بحار الأنوار، ج75، ص104، ح36.
285
257
القيم التربويّة
مَنْ ينبغي مشاورتهم
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اِستَرشِدُوا العاقِلَ، ولا تَعصُوهُ؛ فَتَندَمُوا»[1].
مَنْ لا ينبغي مشاورتهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لِعَليٍّ (عليه السلام):
«يا عليُّ، لا تُشاوِرْ جَباناً؛ فإنّهُ يُضَيِّقُ علَيكَ المَخرَجَ، ولا تُشاوِرِ البَخيلَ؛ فإنّهُ يَقْصُرُ بكَ عن غايَتِكَ، ولا تُشاوِرْ حَريصاً؛ فإنّهُ يُزَيِّنُ لكَ شَرَّها»[2].
آثار المشاورة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لا مُظاهَرَةَ أوثَقُ مِنَ المُشاوَرَةِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ما مِنْ رَجُلٍ يُشاوِرُ أحَداً؛ إلّا هُدِيَ إلى الرُّشدِ»[4].
وروي عن الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) أنّه قال: بَعَثَنِي رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله) على اليَمَنِ، فقالَ؛ وهو يُوصِيني:
«يا عَلِيُّ، ما حارَ مَنِ استَخارَ، ولا نَدِمَ مَنِ استَشارَ».[5]
[1] الأمالي (الطوسي)، ص153، ح252؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص149.
[2] علل الشرائع، ج2، ص559، ح1.
[3] المحاسن، ج2، ص435، ح2509.
[4] مجمع البيان، ج9، ص57.
[5] الأمالي (الطوسي)، ص136، ح220.
286
258
القيم التربويّة
النصيحة
أهمّيّة النصيحة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنّ أعظَمَ النّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ؛ أمشاهُم في أرضِهِ بالنَّصيحَةِ لِخَلقِهِ»[1].
النصيحة لولاة الأمر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... والنصيحة لولاةِ الأمرِ في الحقِّ حيث كان...»[2].
[1] الكافي، ج2، ص208، ح5.
[2] بحار الأنوار، ج27، ص96، ح6، المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص234(جملة:والنصيحة لولاة الامر).
287
259
القيم التربويّة
علامة الناصح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أمّا علامَةُ النّاصِحِ فأربَع: يَقضي بالحَقِّ، ويُعطي الحَقَّ مِن نَفسِهِ، ويَرضى للنّاسِ ما يَرضاهُ لنَفسِهِ، ولا يَعتدي على أحَدٍ»[1].
كيفيّة النصيحة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لِيَنصَحِ الرّجُلُ مِنكُم أخاهُ؛ كنَصيحَتِهِ لنَفسِهِ»[2].
أثر عدم النصيحة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ سعى في حاجةٍ لأخيه، فلم ينصحْه؛ فقد خانَ اللهَ ورسولَه»[3].
[1] تحف العقول، ص20.
[2] الكافي، ج2، ص208، ح4؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص202.
[3] الكافي، ج2، ص362، ح1؛ بحار الأنوار، ج75، ص182، ح24.
288
260
القيم التربويّة
المودّة
أهمّيّة المودّة وفضلها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«التَّوَدُّدُ إلَى النّاسِ نِصفُ العَقلِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«التَّوَدُّدُ نِصفُ الدّينِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«وُدُّ المُؤمِنِ لِلمُؤمِنِ فِي اللّه؛ مِنْ أعظَمِ شُعَبِ الإِيمانِ...»[3].
موجبات المَوَدَّة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«حُسنُ الخُلُقِ يُثبِتُ المَوَدَّة»[4].
[1] الكافي، ج2، ص643، ح4؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ص254.
[2] تحف العقول، ص60.
[3] الكافي، ج2، ص125، ح3.
[4] تحف العقول، ص45.
289
261
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الزِّيارَةُ تُنبِتُ المَوَدَّةَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَصافَحوا وتَهادَوا؛ فَإِنَّ المُصافَحَةَ تَزيدُ فِي المَوَدَّةِ، وَالهَدِيَّةَ تُذهِبُ الغِلَّ»[2].
إخلاص المودّة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ثَلاثَةٌ تُخلِصُ المَوَدَّةَ: إهداءُ العَيبِ، وحِفظُ الغَيبِ، وَالمَعونَةُ فِي الشِّدَّةِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ثَلاثٌ يُصفينَ وُدَّ المَرءِ لِأَخيهِ المُسلِمِ: يَلقاهُ بِالبِشرِ؛ إذا لَقِيَهُ، ويُوَسِّعُ لَهُ فِي المَجلِسِ؛ إذا جَلَسَ إلَيهِ، ويَدعوهُ بِأحَبِّ الأَسماءِ إلَيهِ»[4].
الآثار الاجتماعية للمودّة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«القَريبُ مَنْ قَرَّبَتهُ المَوَدَّةُ؛ وإنْ بَعُدَ نَسَبُهُ. وَالبَعيدُ مَنْ باعَدَتهُ المَوَدَّةُ؛ وإنْ قَرُبَ نَسَبُهُ»[5].
[1] بحار الأنوار، ج74، ص355، ح36.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص326، ح1232.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص121.
[4] الكافي، ج2، ص643، ح3.
[5] الكافي، ج2، ص643، ح7؛ كنز العمال، ج16، ص122(قريب منه).
290
262
القيم التربويّة
الهدية
أهمّيّة الهدية وأثرها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«نِعْمَ الشيء الهديّة؛ وهي مفتاح الحوائج»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تهادوا؛ تحابّوا، تهادوا؛ فإنّها تَذْهَب بالضغائن»[2].
وجوه الهدية وأنواعها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الهَدِيَّةُ على ثَلاثَةِ أوجُهٍ: هَدِيَّةُ مُكافاةٍ، وهَدِيَّةُ مُصانَعَةٍ، وهَدِيَّةٌ للّهِ عزّ وجلّ»[3].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص79، ح342؛ بحار الأنوار، ج75، ص45، ح3.
[2] الكافي، ج5، ص144، ح14.
[3] الكافي، ج5، ص141، ح1.
291
263
القيم التربويّة
قَبُول الهدية
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَو دُعِيتُ إلى كُراعٍ[1] لأجَبتُ، ولَو أُهدِيَ إلَيّ كُراعٌ لَقَبِلتُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنْ تَكْرِمَةِ الرجُلِ لأَخِيِهِ: أَنْ يَقَبَلَ تُحْفَتَهُ، وأَنْ يُتْحِفَه بَمِا عِنْدَهُ، وَلا يَتَكلَّفَ لَهُ شَيْئاً»[3].
[1] الكراع: الساق من دون لحم.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص299، ح4070؛ الجامع الصغبر، السيوطي، ج1، ص518.
[3] المحاسن، ج2، ص186، ح537؛ الكافي، ج6، ص275، ح1.
292
264
القيم التربويّة
الزواج
أهمّيّة الزواج
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَزوّجُوا، فَإنّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ غَدَاً في القِيَامَةِ، حَتَّى أَنَّ السِقْطَ لَيجِيءُ مُحَبَنْطِئاً عَلَى بابِ الجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلْ الجَنَّةَ، فَيقُولُ: لا، حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوايَ قَبْلي»[1].
أثر الزواج
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أحَبَّ فِطرَتي؛ فَلْيَستَنَّ بِسُنَّتي؛ ومِن سُنَّتي النِّكاحُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تزوّج أحرزَ نصفَ دينِه»[3].
[1] معاني الأخبار، ص291، ح1؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص383، ح4344، المعجم الاوسط، الطبراني، ج6، ص44(قريب منه).
[2] الكافي، ج5، ص494، ح1؛ شعب الايمان، البيهقي، ج4، ص381.
[3] الكافي، ج5، ص328، ح2؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص383، المعجم الاوسط، الطبراني، ج7، ص332(قريب منه).
293
265
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تزوّجَ؛ فقد أُعطيَ نصفَ العبادةِ»[1].
التزوّج في حداثة السن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ما مِنْ شابٍّ تَزَوَّجَ في حَداثَةِ سِنِّهِ؛ إلّا عَجَّ شَيطانُهُ: يا وَيْلَهُ، يا وَيْلَهُ! عَصَمَ مِنّي ثُلُثَي دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللّه العَبدُ في الثُّلُثِ الباقِي»[2].
النهي عن ترك التزويج
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ تركَ التزويجَ مخافةَ العيلةِ؛ فقد أساءَ ظنَّه باللهِ عزَّ وجلَّ، إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: ﴿إِن يَكُونُواْ فُقَرَاءَ يُغنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضلِهِ﴾[3]»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه نهى عن الترهيب، قال:
«لا رهبانيّةَ في الإسلامِ، تزوّجوا، فإنّي مكاثرٌ بكم الأمم، ونهى عن التبتّلِ، ونهى النساءَ أن يتبتّلنَ، ويقطعنَ أنفسهنَّ من الأزواجِ»[5].
[1] روضة الواعظين، ص375؛ بحار الأنوار، ج103، ص220، ح22.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص190، ح686؛ النوادر، ص113، ح106.
[3] سورة النور، الآية 32.
[4] الكافي، ج5، ص330؛ في كنز العمال، ج16، ص279(من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا).
[5] دعائم الإسلام، ج2، ص193، ح701؛ في الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص505(تزوجوا ، فإني مكاثر بكم الأمم ، ولا تكونوا كرهبانيةالنصارى).
294
266
القيم التربويّة
ما ينبغي مراعاته عند اختيار الزوجة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ تزوّجَ امرأةً لا يتزوجُها إلّا لجمالِها؛ لم يرَ فيها ما يُحبُّ، ومَنْ تزوّجَها لمالِها لا يتزوّجُها إلّا له؛ وكلَه اللهُ إليه، فعليكم بذواتِ الدين»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خيرُ نسائِكم العفيفةُ الغلمةُ، العفيفةُ في فرجِها، غلمةُ على زوجِها»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الهيّنةُ الليّنةُ، المؤاتيةُ التي إذا غَضِبَ زوجُها لم تَكتحلْ عَينُها بِغمضٍ حتى يرَضَى، والتي إذا غابَ زَوجُها حَفِظَتْهُ في غَيبتِه، فتلكَ عاملةٌ من عُمّالِ اللهِ، وعَامِلُ اللهِ لا يَخيبُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أفضَلُ نِساءِ أُمَّتِي أصبَحْهُنَّ وَجهاً وأقَلُّهُنَّ مَهراً»[4].
[1] تهذيب الأحكام، ج7، ص460، ح549؛ روضة الواعظين، ص374.
[2] الكافي، ج5، ص324، ح3 (المقطع الأول)؛ دعائم الإسلام، ج2، ص197، ح722؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص630.
[3] الأمالي (المفيد)، ص370، ح792؛ في الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص630( خير نسائكم الولود ، الودود ، المواسية ، المواتية ، إذا اتقين الله . وشر نسائكم المتبرجات ، المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم).
[4] الكافي، ج5، ص324، ح4؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص630(قريب منه).
295
267
القيم التربويّة
ما ينبغي تجنّبه عند اختيار الزوجة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شِرارُ نِسَائِكم؛ المعقَّرةُ الدنسةُ، اللجوجةُ العاصيَةُ، الذَّليلةُ في قومِها، العزيزةُ في نفسِها، الحصانُ على زوجِها، الهلوكُ على غيرِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تزوّجَ امرأةً لمالِها وكَلَها اللهُ إليه، ومَنْ تزوّجَها لجمالِها رأى فيها ما يكرَه، ومَنْ تزوَّجَها لدينِها جمعَ اللهُ له ذلك»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله): أيُّها الناسُ إياكُم وخضراءَ الدِّمن، قيل:
«يا رسولَ اللهِ وما خضراءُ الدِّمن ؟ قال: المرأةُ الحسناءُ في منبتِ السوءِ»[3].
ما ينبغي مراعاته عند اختيار الزوج
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا جاءَكُم مَنْ ترضونَ خُلُقَه ودينهَ؛ فزوِّجوه، وإلّا تَفْعَلوه؛ تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفَسادٌ كبيرٌ»[4].
[1] الكافي، ج5، ص326، ح2.
[2] تهذيب الأحكام، ج7، ص461، ح223.
[3] الكافي ، ج 5 ص 332
[4] الكافي، ج5، ص347، ح2-3؛ الأمالي (الطوسي)، ص519، ح1140؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص455، ح535.
296
268
القيم التربويّة
ما ينبغي تجنّبه عند اختيار الزوج
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«شَارِبُ الخمرِ لا يُزوَّجْ؛ إذا خَطَب»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ زوّجَ كريمتَه مِنْ فاسقٍ؛ فقد قطعَ رحِمَه»[2].
الخطبة قبل النكاح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كلُّ نكاحٍ لا خطبةَ فيه؛ فهو كاليدِ الجذماء»[3].
الإبطاء في تلبية الدعوة إلى الزفاف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إذا دُعِيتُم إلى العُرُساتِ؛ فَأبطِئُوا؛ فإنّها تُذَكِّرُ الدنيا، وإذا دُعِيتُم إلى الجَنائزِ؛ فَأسرِعُوا؛ فإنّها تُذَكِّرُ الآخِرَةَ»[4].
آداب الزفاف والدخول
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«زفُّوا عَرَائِسَكم ليلاً، وأطعِمُوا ضحى»[5].
[1] الكافي، ج5، ص348، ح2؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص459، ح548.
[2] مكارم الأخلاق، ص214؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص412(الفرق:فقد قطع رحمها).
[3] دعائم الإسلام، ج2، ص203، ح743 (ذيل الحديث).
[4] قرب الإسناد، ص86، ح281.
[5] دعائم الإسلام، ج2، ص210، ح771.
297
269
القيم التربويّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إنّ مِنْ سنَنِ المرسلينَ الإطعامَ عندَ التزويجِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا زُفَّتْ إلى الرجلِ زوجتُه وأُدخِلَتْ إليه؛ فليصلِّ ركعتين، وليمسحْ على ناصيتِها، ثمّ ليقلْ: اللهمَّ باركْ لي في أهلي، وباركْ لها فيّ، وما جمعتَ بيننا فاجمعْ في خيرٍ ويمنٍ وبركةٍ، وإذا جعلتَها فرقةً فاجعلْها فرقةً إلى كلِّ خيرٍ، ثمّ ليقلْ: الحمدُ للهِ الذي هدى ضلالتي، وأغنى فقرِي، ونعشَ خمولي، وأعزَّ ذلَّتي، وآوى عيلَتي، وزوّجَ عزبَتي، وأخدمَ مهنَتي، وآنسَ وحشَتي، ورفعَ خسيسَتي حمداً كبيراً طيباً مباركاً على ما أعطيتَ يا ربّ! وعلى ما قسمتَ، وعلى ما أكرمتَ»[2].
الزوجة الصالحة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَمْسَةٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ والْبَنُونَ الْأَبْرَارُ والْخُلَطَاءُ الصَّالِحُونَ ورِزْقُ الْمَرْءِ فِي بَلَدِهِ والْحُبُّ لآِلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)»[3].
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: قال رَسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله):
«إِنَّمَا مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ مَثَلُ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ الَّذِي لَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَيْهِ، قِيلَ: ومَا الْغُرَابُ الْأَعْصَمُ الَّذِي لَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: الْأَبْيَضُ إِحْدَى رِجْلَيْهِ»[4].
[1] المحاسن، ج2، ص191، ح1553.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص10، ح772، المعجم الكبير، الطبراني، ج9، ص204(الشطر الاول من الجديث الى:»الى كل خير»، قريب منه).
[3] دعائم الإسلام، ج2، ص195، ح706.
[4] الكافي، ج5، ص515، ح4.
298
270
القيم التربويّة
الزَّوجَةُ السَّيِّئةُ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَغْلَبُ أَعْدَاءِ الْمُؤْمِنِينَ زَوْجَةُ السَّوْءِ»[1].
وروي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله):
«أَعُوذُ بِكَ مِنِ امْرَأَةٍ تُشَيِّبُنِي قَبْلَ مَشِيبِي»[2].
آداب وواجبات الزوج مع زوجته
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ امْرَأَتِهِ واحْتَسَبَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ يَصْبِرُ عَلَيْهَا مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ أَيُّوبُ (عليه السلام) عَلَى بَلَائِهِ وكَانَ عَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ مِثْلُ رَمْلِ عَالِج»[4].
[1] بحار الأنوار، ج103، ص240، ح53.
[2] الكافي، ج5، ص326، ح3.
[3] الكافي، ج5، ص569، ح59.
[4] ثواب الأعمال، ص339، ح1.
299
271
القيم التربويّة
آداب وواجبات الزوجة مع زوجها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَعَانَتْ زَوْجَهَا عَلَى الْحَجِ والْجِهَادِ أَوْ طَلَبِ الْعِلْمِ أَعْطَاهَا اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ مَا يُعْطِي امْرَأَةَ أَيُّوبَ (عليها السلام)»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ صَبَرَتْ عَلَى سُوءِ خُلُقِ زَوْجِهَا أَعْطَاهَا اللَّهُ مِثْلَ ثَوَابِ آسِيَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ»[3].
عقوبة الزوجة الظالمة الهاجرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّمَا امْرَأَةٍ هَجَرَتْ زَوْجَهَا وهِيَ ظَالِمَةٌ حُشِرَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ فِرْعَوْنَ وهَامَانَ وقَارُونَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ إِلَّا أَنْ تَتُوبَ وتَرْجِعَ»[4].
[1] مكارم الأخلاق، ص225؛ صحيح ابن حبان، ج9، ص479.
[2] مكارم الأخلاق، ص211.
[3] مكارم الأخلاق، ص214.
[4] مكارم الأخلاق، ص212.
300
272
القيم التربويّة
الطلاق
بُغض الله تعالى للطلاق
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ بَيْتٍ يُخْرَبُ فِي الْإِسْلَامِ بِالْفُرْقَةِ...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَزَوَّجُوا ولَا تُطَلِّقُوا فَإِنَّ الطَّلَاقَ يَهْتَزُّ مِنْهُ الْعَرْشُ»[2].
وروي عن الإمامُ الباقرُ (عليه السلام) أنّه قالَ: مَرَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِرَجُلٍ فَقَالَ:
«مَا فَعَلْتَ امْرَأَتَكَ؟ قَالَ: طَلَّقْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ؟ قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ تَزَوَّجَ فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: تَزَوَّجْت؟ قَالَ: نَعَم، ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا فَعَلْتَ امْرَأَتَكَ؟ قَالَ: طَلَّقْتُهَا، قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ؟ قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تَزَوَّجَ فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: تَزَوَّجْت؟ فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ:
[1] الكافي، ج5، ص328، ح1.
[2] مجمع البيان، ج10، ص39؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ض505.
301
273
القيم التربويّة
مَا فَعَلْتَ امْرَأَتَكَ؟ قَالَ: طَلَّقْتُهَا، قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ؟ قَالَ: مِنْ غَيْرِ سُوء، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ أَوْ يَلْعَنُ كُلَّ ذَوَّاقٍ مِنَ الرِّجَالِ وكُلَّ ذَوَّاقَةٍ مِنَ النِّسَاءِ»[1].
ظلم الزوج زوجته مهرها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَهْرَ امْرَأَةٍ ومَنِ اغْتَصَبَ أَجِيراً أَجْرَهُ ومَنْ بَاعَ حُرّاً»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ورَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِمَّنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَخْتَلِعَ مِنْه»[3].
[1] الكافي، ج6، ص54، ح1.
[2] الكافي، ج5، ص382، ح17.
[3] ثواب الأعمال، ص338، ح1.
302
274
المساوئ الاجتماعيّة
الزنا
أجر مَنْ ترك الزنا مع قدرته عليه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ قَدَرَ عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ جَارِيَةٍ حَرَاماً فَتَرَكَهَا مَخَافَةَ اللَّهِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ وآمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ودُخُولِ النَّارِ وأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّة»[1].
آثار الزنا في الدنيا والآخرة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا شَابُّ تَزَوَّجْ وإِيَّاكَ والزِّنَاءَ فَإِنَّهُ يَنْزِعُ الْإِيمَانَ مِنْ قَلْبِكَ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَزْنُوا فَيُذْهِبُ اللَّهُ لَذَّةَ نِسَائِكُمْ مِنْ أَجْوَافِكُمْ، وعَفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ إِنَّ بَنِي فُلَانٍ زَنَوْا فَزَنَتْ نِسَاؤُهُمْ»[3].
[1] ثواب الأعمال، ص334، ح1.
[2] مكارم الأخلاق، ص206.
[3] مكارم الأخلاق، ص251؛ في كنز العمال، ج16، ص466(بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا تعف نساؤكم).
306
275
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ والزِّنَا، فَإِنَّ فِيهِ سِتَّ خِصَالٍ؛ ثَلَاثٌ فِي الدُّنْيَا وثَلَاثٌ فِي الْآخِرَةِ: فَأَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْبَهَاءِ ويُورِثُ الْفَقْرَ ويَنْقُصُ الْعُمُرَ، وأَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ يُوجِبُ سَخَطَ الرَّبِّ وسُوءَ الْحِسَابِ والْخُلُودَ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): سَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ ﴿سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيهِم وَفِي ٱلعَذَابِ هُم خَٰلِدُونَ﴾[1]»[2].
زنا ذات البعل
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا فَإِنَّهَا إِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اللَّهُ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ- فَإِنْ أَوْطَأَتْ فِرَاشَهُ غَيْرَهُ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُحْرِقَهَا بِالنَّارِ بَعْدَ أَنْ يُعَذِّبَهَا فِي قَبْرِهَا»[3].
اللواط
ما رواه زيد بن عليّ، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام)، أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا بِهِ تَأْنِيثٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ لَهُ:
«اخْرُجْ مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ يَا مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) سَمِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ والْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»[4].
[1] سورة المائدة، الآية 80.
[2] الخصال، ص320، ح2؛ روضة الواعظين، ص462؛ شعب الايمان، البيهقي، ج4، ص380(قريب منه).
[3] ثواب الأعمال، ص338، ح1.
[4] علل الشرائع، ج2، ص602، ح63، المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص244(اللعن على المتشبهين والمتشبهات).
307
276
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ يَعمَلْ مِن أُمّتي عَملَ قَومِ لُوطٍ، ثُمّ يَموتُ على ذلكَ؛ فهُو مُؤَجَّلٌ إلى أن يُوضَعَ في لَحدِهِ، فإذا وُضِعَ فيهِ؛ لَم يَمكُثْ أكثَرَ مِن ثَلاثٍ؛ حتّى تَقذِفَهُ الأرضُ إلى جُملَةِ قَومِ لُوطٍ المُهلَكينَ؛ فيُحشَرَ مَعَهُم»[1].
القيادة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي... َ رَأَيْتُ امْرَأَةً يُحْرَقُ وَجْهُهَا ويَدَاهَا وهِيَ تَأْكُلُ أَمْعَاءَهَا؛...؛ فَإِنَّهَا كَانَتْ قَوَّادَة»[2].
[1] مناقب آل أبي طالب (عليه السلام)، ج2، ص364.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص11، ح24.
308
277
المساوئ الاجتماعيّة
التفاخر
خطورة التفاخر وآثاره
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«آفَةُ الْحَسَبِ الِافْتِخَارُ والْعُجْبُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال يَومَ فَتحِ مكّةَ:
«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ بِالْإِسْلَامِ نَخْوَةَ الْجَاهِلِيَّةِ والتَّفَاخُرَ بِآبَائِهَا وعَشَائِرِهَا، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّكُمْ مِنْ آدَمَ وآدَمُ مِنْ طِينٍ، أَلَا وإِنَّ خَيْرَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وأَكْرَمَكُمْ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَتْقَاكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لَهُ، أَلَا وإِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ ولَكِنَّهَا لِسَانٌ نَاطِقٌ، فَمَنْ طُعِنَ بَيْنَكُمْ وعَلِمَ أَنَّهُ يُبْلِغُهُ رِضْوَانَ اللَّهِ حَسَبَه»[2].
أدب التفاخر
روي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال في ذِكْرِ فَضائلِ رَسولِ اللّه (صلى الله عليه وآله):
«إِنَّهُ كَانَ إِذَا ذَكَرَ لِنَفْسِهِ فَضِيلَةً قَالَ ولَا فَخْر»[3].
[1] الكافي، ج2، ص328، ح2.
[2] بحار الأنوار، ج73، ص293، ح24؛ في كنز العمال، ج6، ص130(الناس ولد آدم وآدم من تراب).
[3] الاحتجاج، ج1، ص314.
309
278
المساوئ الاجتماعيّة
الشُّهرَة والجاه
ذمّ حبّ المدح والثناء وأثره
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«حُبُّ الْإِطْرَاءِ وَالثَّنَاءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ عَنِ الدِّينِ وَيَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِع»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا مُدِحَ الْفَاجِرُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وغَضِبَ الرَّبُّ»[2].
كيفيّة ردّ المادح
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أُثْنِيَ عَلَيْكَ فِي وَجْهِكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ واغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ ولَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُون»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص122؛ (بلاقع «جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا شيء بها)
[2] تحف العقول، ص46.
[3] تحف العقول، ص12.
310
279
المساوئ الاجتماعيّة
الشهرة الممدوحة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْداً نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاء: أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَبَّ فُلَاناً فَأَحِبُّوهُ فَتَعِيهِ الْقُلُوبُ ولَا يُلْقَى إِلَّا حَبِيباً مُحَبَّباً مذقا [مَذَّاقاً] عِنْدَ النَّاس»[1].
ذمّ حبّ المال والجاه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ فَرَّقَهَا رَاعِيهَا أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا والْآخَرُ فِي آخِرِهَا بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ والشَّرَفِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«حُبُّ الْمَالِ والشَّرَفِ يُنْبِتَانِ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الْبَقْل»[3].
[1] النوادر، ص97.
[2] الزهد، ص58، ح155؛ بحار الأنوار، ج73، ص144، ح27، المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص236(قريب منه).
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص155، 256.
311
280
المساوئ الاجتماعيّة
الكِبْر
الاختيال
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «مَنْ مَشَى فِي الْأَرْضِ اخْتِيَالًا لَعَنَتْهُ الْأَرْضُ ومَنْ تَحْتَهَا ومَنْ فَوْقَهَا»[1].
ما هو الكِبْر؟
ما رواه أبو الأسود، عن أبي ذرّ، قال: دَخَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَدْرِ نَهَارِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)فِي مَسْجِدِه... فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا. فَقَال: «... يَا أَبَا ذَرٍّ، مَنْ مَاتَ وفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَيُعْجِبُنِي الْجَمَالُ حَتَّى وَدِدْتُ أَنَّ عِلَاقَةَ سَوْطِي وقِبَالَ نَعْلِي[2] حَسَنٌ، فَهَلْ تَرْهَبُ عَلَيَّ ذَلِكَ فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ قَالَ:أَجِدُهُ عَارِفاً
[1] وسائل الشيعة، ج 15، ص 328؛ ثواب الأعمال، ص321، ح1؛ مكارم الأخلاق، ص111 (قريب منه).
[2] قبال النعل: الزّمام الذي يكون بين الإصبع الوسطى والتي تليها.
312
281
المساوئ الاجتماعيّة
لِلْحَقِّ مُطْمَئِنّاً إِلَيْهِ. قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِالْكِبْرِ، ولَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ تَتْرُكَ الْحَقَّ وتَتَجَاوَزَهُ إِلَى غَيْرِهِ، وتَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ فَلَا تَرَى أَحَداً عِرْضَهُ كَعِرْضِكَ ولَا دَمَهُ كَدَمِكَ»[1].
خطورة الكِبْر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ يَسْتَكْبِرْ يَضَعْهُ اللَّه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«أمقَتُ الناسِ المُتَكبِّرُ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«إنَّ أبعَدَكُم مِنّي يَومَ القِيامَةِ الثَّرثارُونَ؛ وهُمُ المُستَكبِرُونَ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ الْمُتَكَبِّرُونَ»[5].
وروي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: مَرَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَلَى جَمَاعَةٍ فَقَالَ عَلَى مَا اجْتَمَعْتُمْ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَجْنُونٌ يُصْرَعُ فَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا بِمَجْنُونٍ ولَكِنَّهُ الْمُبْتَلَى، ثُمَّ قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمَجْنُونِ حَقِّ الْمَجْنُونِ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
«إِنَّ الْمَجْنُونَ حَقَّ الْمَجْنُونِ الْمُتَبَخْتِرُ فِي مِشْيَتِهِ النَّاظِرُ فِي
[1] الأمالي (الطوسي)، ص538، ح1162.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص577، ح788.
[3] الأمالي (الصدوق)، ص73، ح41.
[4] قرب الإسناد، ص46، ح148.
[5] ثواب الأعمال، ص265، ح9.
313
282
المساوئ الاجتماعيّة
عِطْفَيْهِ[1] الْمُحَرِّكُ جَنْبَيْهِ بِمَنْكِبَيْهِ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ جَنَّتَهُ وهُوَ يَعْصِيهِ الَّذِي لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ ولَا يُرْجَى خَيْرُهُ فَذَلِكَ الْمَجْنُونُ وهَذَا الْمُبْتَلَى»[2].
أعظم الكِبْر
روي عن الإمام أبي عبدِ اللّه (عليه السلام) أنّه قال: قالَ رسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله):
«إِنَ أَعْظَمَ الْكِبْرِ غَمْصُ الْخَلْقِ وسَفَهُ الْحَقِّ، قَالَ: قُلْتُ: ومَا غَمْصُ الْخَلْقِ وسَفَهُ الْحَقِّ؟ قَالَ: يَجْهَلُ الْحَقَّ ويَطْعُنُ عَلَى أَهْلِهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ نَازَعَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ رِدَاءَهُ»[3].
التكبّر على المتكبّرين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْ أُمَّتِي فَتَوَاضَعُوا لَهُمْ، وإِذَا رَأَيْتُمُ الْمُتَكَبِّرِينَ فَتَكَبَّرُوا عَلَيْهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَهُمْ مَذَلَّةٌ وصَغَار»[4].
علاج الكِبْر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ فِي يَدِهِ يَكُونُ مُهَنِّئاً لِأَهْلِهِ يَدْفَعُ بِهِ الْكِبْرَ عَنْ نَفْسِه»[5].
[1] يعني من نظر الى الناس بجانب عينيه تكبرا كالمتهاون بهم.
[2] الخصال، ص332، ح31.
[3] الكافي، ج2، ص310، ح9.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص201.
[5] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص201.
314
283
المساوئ الاجتماعيّة
الحَسَد
خطورة الحسد
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«إِيَّاكُمْ والْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«أَلَا إِنَّهُ قَدْ دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِكُمْ وهُوَ الْحَسَدُ لَيْسَ بِحَالِقِ الشَّعْرِ لَكِنَّهُ حَالِقُ الدِّينِ»[2].
أثر الحسد على الحاسد
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَقَلُّ النَّاسِ رَاحَةً الْحَسُودُ»[3].
[1] بحار الأنوار، ج70، ص255، ح26.
[2] الأمالي (المفيد)، ص344، ح8؛ الأمالي (الطوسي)، ص117، ح182.
[3] روضة الواعظين، ص424.
315
284
المساوئ الاجتماعيّة
علامات الحاسد
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَمَّا عَلَامَةُ الْحَاسِدِ فَأَرْبَعَةٌ: الْغِيبَةُ والتَّمَلُّقُ والشَّمَاتَةُ بِالْمُصِيبَة... (ولم يُذكَر في الرواية الرابعة)»[1].
علاج الحسد
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«إِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ، وإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تَقْض، وإِذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ»[2].
ما جاز الحسد فيه
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، ورَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ»[3].
[1] تحف العقول، ص22.
[2] تحف العقول، ص50.
[3] الخصال، ص76، ح119؛ السنن الكبرى، النسائي، ج5، ص27.
316
285
المساوئ الاجتماعيّة
الحِقْد
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«ألا أُخْبِرُكُمْ بِأبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً؟» قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ. قال: «الفَاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذِيءُ البَخِيلُ المُخْتَالُ الحَقُودُ الحَسُودُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في وصفه لشمائل المؤمن:
«قَلِيلًا حِقْدُه»[2].
[1] الكافي، ج2، ص291، ح9.
[2] التمحيص، ص74، ح171.
317
286
المساوئ الاجتماعيّة
الغضب
خطورة الغضب
روي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه لَمّا سَألَهُ عبدُ الأعلى: عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عِظَةً أَتَّعِظُ بِهَا فَقَالَ لَهُ:
«انْطَلِقْ ولَا تَغْضَبْ، ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ ولَا تَغْضَبْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ»[1].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْغَضَبَ جَمْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَان»[2].
آثار الغضب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْغَضَبُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.[3].
[1] الكافي، ج2، ص303، ح5.
[2] بحار الأنوار، ج73، ص265، ح15.
[3] الكافي، ج2، ص302؛ كنز العمال، ج3، ص138(إن الغضب يفسد الايمان كما يفسد الصبر العسل).
318
287
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ لِجَهَنَّمَ بَاباً لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مَنْ شَفَى غَيْظَهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى»[1].
علاج الغضب
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِمْضَائِهِ أَعْقَبَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْناً وإِيمَاناً يَجِدُ طَعْمَه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا جَرَعَ عَبْدٌ جُرْعَةً أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وجَل»[3].
تمالك النفس عند الغضب
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أيُّها النّاسُ!... مَا الصُّرَعَةُ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ الَّذِي لَا يُوضَعُ جَنْبُهُ، فَقَالَ: بَلِ الصُّرَعَةُ حَقُّ الصُّرَعَةِ رَجُلٌ وَكَزَ الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِهِ فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ وظَهَرَ دَمُهُ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهَ فَصَرَعَ بِحِلْمِهِ غَضَبَهُ»[4].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص121؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص367.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص352، ح5762.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص124.
[4] تحف العقول، ص46.
319
288
المساوئ الاجتماعيّة
كفّ الغضب
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ»[1].
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص71، ح328؛ كنز العمال، ج3، ص405.
320
289
المساوئ الاجتماعيّة
العَصَبيّة
خطورة العصبيّة وأثرها
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِيمَانِ مِنْ عُنُقِهِ»[1].
آثار العصبيّة يوم القيامة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ عَصَبِيَّةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ»[2].
[1] الكافي، ج2، ص308، ح2؛ ثواب الأعمال، ص263، ح1؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص206؛ نور الثقلين، ج7، ص77، ح67؛ بحار الأنوار، ج73، ص291، ح16.
[2] الكافي، ج2، ص308، ح3؛ الأمالي (الصدوق)، ص704، ح966؛ ثواب الأعمال، ص263، ح5.
321
290
المساوئ الاجتماعيّة
التَكَلُّف
علامات المتكلِّف
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَمَّا عَلَامَةُ الْمُتَكَلِّفِ فَأَرْبَعَةٌ: الْجِدَالُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، ويُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ، ويَتَعَاطَى مَا لَا يَنَالُ، ويَجْعَلُ هَمَّهُ لِمَا لَا يُنْجِيه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ: يَتَمَلَّقُ إِذَا حَضَرَ، ويَغْتَابُ إِذَا غَابَ، ويَشْمَتُ بِالْمُصِيبَة»[2].
[1] تحف العقول، ص21.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص361، ح5762.
322
291
المساوئ الاجتماعيّة
الخيانة
خطورة الخيانة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَانَ مُسْلِماً فِي أَهْلِهِ ومَالِهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَرْبَعٌ لَا تَدْخُلُ بَيْتاً وَاحِدَةٌ مِنْهُنَ إِلَّا خَرِبَ ولَمْ يُعْمَرْ بِالْبَرَكَةِ: الْخِيَانَةُ والسَّرِقَةُ وشُرْبُ الْخَمْرِ والزِّنَاءُ»[2].
النهي عن الخيانة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ فَتَكُونَ مِثْلَهُ»[3].
[1] الاختصاص، ص248؛ بحار الأنوار، ج75، ص172، ح13.
[2] الأمالي (الصدوق)، ص482، ح652.
[3] النوادر، ص95.
323
292
المساوئ الاجتماعيّة
ائتمان الخائن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ لَكَ أَنْ تَتَّهِمَ مَنْ قَدِ ائْتَمَنْتَهُ، ولَا تَأْمَنَ الْخَائِنَ وقَدْ جَرَّبْتَهُ»[1].
أنواع الخيانة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ، فَإِنَّ خِيَانَةَ أَحَدِكُمْ فِي عِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ خِيَانَتِهِ فِي مَالِه»[2].
علامات الخائن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَمَّا عَلَامَةُ الْخَائِنِ فَأَرْبَعَةٌ: عِصْيَانُ الرَّحْمَنِ، وأَذَى الْجِيرَانِ، وبُغْضُ الْأَقْرَانِ، والْقُرْبُ إِلَى الطُّغْيَان»[3].
المَكْر
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ كَانَ مُسْلِماً فَلَا يَمْكُرُ ولَا يَخْدَعُ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ (عليه السلام) يَقُولُ إِنَّ الْمَكْرَ والْخَدِيعَةَ فِي النَّارِ»[4].
[1] قرب الإسناد، ص84، ح276؛ الكافي، ج5، ص298، ح1؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص276، ح1011.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص126، ح198، المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص215.
[3] تحف العقول، ص22.
[4] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص50، ح194.
324
293
المساوئ الاجتماعيّة
الغَدْر
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لِعليٍّ فيما عَهِدَ إلَيهِ:
«وإِيَّاكَ والْغَدْرَ بِعَهْدِ اللَّهِ والْإِخْفَارَ لِذِمَّتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ عَهْدَهُ وذِمَّتَهُ أَمَاناً أَمْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ والصَّبْرُ عَلَى ضِيقٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَةَ نِقْمَتِهِ وسُوءَ عَاقِبَتِه»[1].
[1] دعائم الإسلام، ج1، ص368.
325
294
المساوئ الاجتماعيّة
البُخْل
خطورة البخل وآثاره
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُ والْإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَداً»[1].
البخيل الحقيقي
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ الْبَخِيلُ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ، وأَعْطَى الْبَائِنَةَ فِي قَوْمِهِ، إِنَّمَا الْبَخِيلُ حَقُّ الْبَخِيلِ مَنْ لَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ ولَمْ يُعْطِ الْبَائِنَةَ فِي قَوْمِهِ وهُوَ يُبَذِّرُ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ»[2].
[1] الخصال، ص75، ح118؛ روضة الواعظين، ص383؛ مشكاة الأنوار، ص407، ح1358، المعجم الاوسط، الطبراني، ج6، ص87(قريب منه).
[2] الكافي، ج4، ص46، ح8؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص62، ح1714.
326
295
المساوئ الاجتماعيّة
المقارنة بين السخاء والبخل
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إِنَّ السَّخَاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّيَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ كَانَ سَخِيّاً تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، والْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ لَهَا أَغْصَانٌ مُتَدَلِّيَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ كَانَ بَخِيلًا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ»[1].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص474، ح1036؛ بحار الأنوار، ج8، ص171، ح114؛ ج71، ص352، ح9؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص67(قريب منه).
326
296
المساوئ الاجتماعيّة
تَتَبُّع العثرات
ذمّ التعيير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَطْلُبُوا عَثَرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَثَرَاتِ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَثَرَاتِهِ، ومَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَثَرَاتِهِ يَفْضَحْهُ ولَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ»[1].
كيفيّة مواجهة التعيير
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لِأعرابِيٍّ سَألَهُ أن يُوصِيَهُ:
«عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنِ امْرُؤٌ عَيَّرَكَ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ، يَكُنْ وَبَالُهُ عَلَيْهِ وأَجْرُهُ لَك»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ دُونَ مَقْتِ النَّاسِ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص355، ح5.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص110.
[3] ثواب الأعمال، ص216، ح1.
328
297
المساوئ الاجتماعيّة
آثار ستر العثرات
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامٌ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَأَسْكَتَ اللَّهُ عَنْ عُيُوبِهِمُ النَّاسَ، فَمَاتُوا ولَا عُيُوبَ لَهُمْ عِنْدَ النَّاسِ، وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ أَقْوَامٌ لَا عُيُوبَ لَهُمْ فَتَكَلَّمُوا فِي عُيُوبِ النَّاسِ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ لَهُمْ عُيُوباً، لَمْ يَزَالُوا يُعْرَفُونَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتُوا»[1].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص44، ح49.
329
298
المساوئ الاجتماعيّة
الفُحْش
خطورة الفُحْش
وما رواه جابر بن سمرة، قال: َ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وأَبِي أَمَامِي فَقَالَ (صلى الله عليه وآله):
«الْفُحْشُ والتَّفَحُّشُ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ، وإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَاماً أَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقاً»[1].
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، ولَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ تُكْرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحْشِهِ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص110.
[2] الأمالي (الطوسي)، ص190، ح320؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص139.
[3] الكافي، ج2، ص325، ح8.
330
299
المساوئ الاجتماعيّة
آثار الفُحْش
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ والْفُحْشَ فَإِنَ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ والتَّفَحُّش»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَحَّاشٍ بَذِيءٍ قَلِيلِ الْحَيَاء، لَا يُبَالِي مَا قَالَ ولَا مَا قِيلَ لَهُ، فَإِنَّكَ إِنْ فَتَّشْتَهُ لَمْ تَجِدْهُ إِلَّا لِغَيَّة أَوْ شِرْك شَيْطَانٍ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه وفِي النَّاسِ شِرْكُ شَيْطَانٍ؟ فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): أَمَا تَقْرَأُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَشَارِكهُم فِي ٱلأَموَٰلِ وَٱلأَولَٰدِ﴾؟!»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْفَاحِشُ الْمُتَفَحِّشُ الْبَذِيءُ...»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص110؛ السنن الكبرى، النسائي، ج6، ص486(قريب منه).
[2] الكافي، ج2، ص323، ح3.
[3] الكافي، ج2، ص291، ح9.
331
300
المساوئ الاجتماعيّة
السُّخرية والاستهزاء
النهي عن الشماتة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ بِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ ويَبْتَلِيَكَ»[1].
النهي عن السخرية
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لابن مسعود:
«يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّهُمْ لَيَعِيبُونَ عَلَى مَنْ يَقْتَدِي بِسُنَّتِي فَرَائِضَ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَٱتَّخَذتُمُوهُم سِخرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوكُم ذِكرِي وَكُنتُم مِّنهُم تَضحَكُونَ ١١٠ إِنِّي جَزَيتُهُمُ ٱليَومَ بِمَا صَبَرُواْ أَنَّهُم هُمُ ٱلفَائِزُونَ﴾»[2].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص297، ح331؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ص315.
[2] مكارم الأخلاق، ص453.
332
301
المساوئ الاجتماعيّة
السُبَاب
ذمّ التَّسابِّ
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْمُتَسَابَّانِ مَا قَالا فَعَلَى الْبَادِي حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُوم»[1].
النهي عن السُبَاب وأثره
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وقِتَالُهُ كُفْرٌ وأَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةُ اللَّهِ»[2].
اللَّعْن
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ والْمُحَلَّلَ لَهُ، ومَنْ يُوَالِي غَيْرَ مَوَالِيهِ، ومَنِ ادَّعَى نَسَباً لَا يُعْرَف، والْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ والْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص111.رياض الصالحين، النووي، ص618.
[2] ثواب الأعمال، ص287، ح2. رياض الصالحين، النووي، ص618(الجملتان الاولتان).
333
302
المساوئ الاجتماعيّة
النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ، ومَنْ أَحْدَثَ حَدَثاً فِي الْإِسْلَامِ أَوْ آوَى مُحْدِثاً، ومَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ- أَوْ ضَرَبَ غَيْرَ ضَارِبِهِ ومَنْ لَعَنَ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُوجَدُ رَجُلٌ يَلْعَنُ أَبَوَيْهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَلْعَنُ آبَاءَ الرِّجَالِ وأُمَّهَاتِهِمْ فَيَلْعَنُونَ أَبَوَيْه»[1].
[1] الكافي، ج8، ص71، ح27؛ كنز العمال، ج9، ص657(الجملة الاولى)، المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص201(لعن المتشبهين والمتشبهات).
334
303
المساوئ الاجتماعيّة
الغِيبَة
ترك الغيبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَرْكُ الْغِيبَةِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً»[1].
آثار الغيبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنِ اغْتَابَ مُسْلِماً أَوْ مُسْلِمَةً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَعَالَى صَلَاتَهُ ولَا صِيَامَهُ أَرْبَعِينَ يَوْماً إِلَّا أَنْ يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: صَاحِبُ الزِّنَا يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وصَاحِبُ الْغِيبَةِ يَتُوبُ فَلَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ صَاحِبُهُ الَّذِي يُحِلُّهُ»[3].
[1] الدعوات، ص293، ح43.
[2] بحار الأنوار، ج75، ص258، ح53.
[3] الخصال، ص62، ح90؛ علل الشرائع، ج2، ص557، ح1؛ الاختصاص، ص226؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص450(قريب منه).
335
304
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْأَكِلَةِ فِي جَوْفِه»[1].
النهي عن تتبّع عثرات المؤمنين والمسلمين
ما رواه أبو برزة، قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ انْصَرَفَ مُسْرِعاً حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:
«يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ ولَمْ يُخْلِصِ الْإِيمَانَ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُؤْمِنِينَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ ولَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِه»[2].
أثر ستر عيوب الآخرين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامٌ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَأَسْكَتَ اللَّهُ عَنْ عُيُوبِهِمُ النَّاسَ، فَمَاتُوا ولَا عُيُوبَ لَهُمْ عِنْدَ النَّاسِ، وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ أَقْوَامٌ لَا عُيُوبَ لَهُمْ فَتَكَلَّمُوا فِي عُيُوبِ النَّاسِ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ لَهُمْ عُيُوباً، لَمْ يَزَالُوا يُعْرَفُونَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتُوا»[3].
[1] الكافي، ج2، ص357، ح1.
[2] المحاسن، ج1، ص189، ح315؛ الكافي، ج2، ص354، ح2؛ ثواب الأعمال، ص287، المعجم الاوسط، الطبراني، ج4، ص125(قريب منه).
[3] الأمالي (الطوسي)، ص44، ح49.
336
305
المساوئ الاجتماعيّة
حسن الظنّ بالآخرين
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ مُرُوَّةً جَمِيلَةً فَلَا يَسْمَعَنَّ فِيهِ الْأَقَاوِيلَ مَا لَمْ يَرَ ولَمْ يُشَاهِدْ، فَإِنَّ مَنْ حَسُنَتْ عَلَانِيَتُهُ لَمْ يَجُزِ الشَّكُّ فِي سَرِيرَتِهِ، فَلَا تَقْطَعُوا عَلَى مَا تَسْمَعُونَ كَمَا تَقْطَعُونَ عَلَى مَا تَرَوْنَ حَتَّى تَكُونُوا عَلَى يَقِينٍ مِمَّا تَسْمَعُونَ كَيَقِينِكُمْ عَلَى مَا تَرَوْن»[1].
مَنْ تجوز غيبتهم
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَرْبَعَةٌ لَيْسَتْ غِيبَتُهُمْ غِيبَةً: الْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ بِفِسْقِهِ، والْإِمَامُ الْكَذَّابُ إِنْ أَحْسَنْتَ لَمْ يَشْكُرْ وإِنْ أَسَأْتَ لَمْ يَغْفِرْ، والْمُتَفَكِّهُونَ بِالْأُمَّهَاتِ، والْخَارِجُ عَنِ الْجَمَاعَةِ الطَّاعِنُ عَلَى أُمَّتِي الشَّاهِرُ عَلَيْهَا بِسَيْفِهِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ثَلَاثَةٌ لَيْسَ عَلَيْهِمْ غِيبَة: مَنْ جَهَرَ بِفِسْقِهِ، وَمَنْ جَارَ فِي حُكْمِهِ، وَمَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَه»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص251.
[2] النوادر، ص133.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص252.
337
306
المساوئ الاجتماعيّة
علاج الغيبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... طُوبَى لِمَنْ مَنَعَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ إِخْوَانِه...»[1].
كفّارة الاغتياب
روي أنّه سُئِلَ النبي (صلى الله عليه وآله):
«مَا كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ؟ قَالَ: تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ»[2].
مواجهة الغيبة
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ تَطَوَّلَ عَلَى أَخِيهِ فِي غِيبَةٍ سَمِعَهَا فِيهِ فِي مَجْلِسٍ فَرَدَّهَا عَنْهُ رَدَّ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ السُّوءِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَة»[3].
البُهتان
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ بَهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً أَوْ قَالَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ عَلَى تَلٍّ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ فِيهِ»[4].
[1] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[2] الكافي، ج2، ص357، ح4؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص377، ح4327؛ الأمالي (المفيد)، ص171، ح7 (بتفاوت)؛ ونحوه: الأمالي (الطوسي)، ص192، ح325.
[3] الأمالي (الصدوق)، ص516، ح707.
[4] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص33، ح63.
338
307
المساوئ الاجتماعيّة
البغضاء
النهي عن البغضاء
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَا عَهِدَ إِلَيَ جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) فِي شَيْءٍ مَا عَهِدَ إِلَيَّ فِي مُعَادَاةِ الرِّجَالِ»[1].
آثار التباغض
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ ومُشَارَّةَ[2] النَّاسِ، فَإِنَّهَا تُظْهِرُ الْعُرَّةَ[3] وتَدْفِنُ الْغُرَّةَ»[4].
[1] الكافي، ج2، ص302، ح11.
[2] المشارّة : المخاصمة. والمعرّة: الأمر القبيح المكروه والأذى؛ ففعلة من عرّة (مجمع البحرين، ج2، ص194، 1188).
[3] الغُرّة : الحسن والعمل الصالح؛ شبّهه بغُرّة الفرس، وكلّ شيء تُرفع قيمته فهو غُرّة (النهاية، ج3، ص354) .
[4] الأمالي (الطوسي)، ص482، ح1052؛ شعب الايمان، البيهقي، ج6، ص296(قريب منه).
339
308
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا أَتَانِي جَبْرَئِيلُ (عليه السلام) قَطُّ إِلَّا وَعَظَنِي فَآخِرُ قَوْلِهِ لِي: إِيَّاكَ ومُشَارَّةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تَكْشِفُ الْعَوْرَةَ وتَذْهَبُ بِالْعِزِّ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ والْبِغْضَةَ لِذَوِي أَرْحَامِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ لِلدِّين»[2].
[1] الكافي، ج2، ص302، ح10.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص352.
340
309
المساوئ الاجتماعيّة
العدل
فضل العدل وأهمّيته
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«عَدْلُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً؛ قِيَامٍ لَيْلُهَا وصِيَامٍ نَهَارُهَا، وجَوْرُ سَاعَةٍ فِي حُكْمٍ أَشَدُّ وأَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مَعَاصِي سِتِّينَ سَنَةً»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعَدْلُ جُنَّةٌ وَاقِيَةٌ وجُنَّةٌ بَاقِيَةٌ»[2].
آثار الظُّلْم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الظُّلْمُ نَدَامَةٌ»[3].
[1] مشكاة الأنوار، ص544، ح1821؛ الدراية في تخريج احاديث الهداية، ابن حجر، ج2، ص167(قريب منه).
[2] عوالي اللئالي، ج1، ص293، ح177.
[3] بحار الأنوار، ج75، ص322.
341
310
المساوئ الاجتماعيّة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَمْسَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مَنْ كُنَّ فِيهِ كُنَّ عَلَيْهِ، قِيلَ: ومَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: النَّكْثُ والْمَكْرُ والْبَغْيُ والْخِدَاعُ والظُّلْمُ، فَأَمَّا النَّكْثُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ: ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفسِهِ﴾[1]. وأَمَّا الْمَكْرُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا يَحِيقُ ٱلمَكرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهلِهِ﴾[2]. وأَمَّا الْبَغْيُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغيُكُم عَلَىٰ أَنفُسِكُم﴾[3]. وأَمَّا الْخِدَاعُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُم وَمَا يَشعُرُونَ﴾[4]. وأَمَّا الظُّلْمُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ﴾[5]»[6].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّهُ ظُلُمَات يَوْم الْقِيَامَةِ»[7].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِيَّاكُمْ والظُّلْمَ فَإِنَّهُ يُخَرِّبُ قُلُوبَكُمْ»[8].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»[9].
[1] سورة الفتح، الآية 10.
[2] سورة فاطر، الآية 43.
[3] سورة يونس، الآية 23.
[4] سورة البقرة، الآية 9.
[5] سورة البقرة، الآية 57.
[6] معدن الجواهر، ص48.
[7] الكافي، ج2، ص332، ح11، المعجم الكبير، الطبراني، ج22، ص204(قريب منه).
[8] روضة الواعظين، ص466؛ مشكاة الأنوار، ص543، ح1816.
[9] روضة الواعظين، ص388؛ صحيح ابن حبان، ج2، ص200(قريب منه).
342
311
المساوئ الاجتماعيّة
أنواع الظلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَلَا وإِنَّ الظُّلْمَ ثَلَاثَةٌ: فَظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ، وظُلْمٌ لَا يُتْرَكُ، وظُلْمٌ مَغْفُورٌ لَا يُطْلَبُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ﴾[1]، أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْهَنَاتِ، وأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً، الْقِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيدٌ لَيْسَ هُوَ جَرْحاً بِالْمُدَى ولَا ضَرْباً بِالسِّيَاطِ ولَكِنَّهُ مَا يُسْتَصْغَرُ ذَلِكَ مَعَه»[2].
عقوبة الظالم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنَّ اللّه يُمهِلُ الظّالِمَ حتّى يقولَ: قد أهمَلَنِي! ثُمّ يَأخُذُهُ أخذَةً رابِيَةً».
علامات الظالم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لِلظَّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ: يَقْهَرُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ، ومَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، ويُظَاهِرُ الظَّلَمَة»[3].
[1] سورة النساء، الآية 48.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص54؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص144، ح5355(قريب منه).
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص361، ح5762.
343
312
المساوئ الاجتماعيّة
علاج الظلم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهُمُّ بِظُلْمِ أَحَدٍ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«دِرْهَمٌ يَرُدُّهُ الْعَبْدُ إِلَى الْخُصَمَاءِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وخَيْرٌ لَهُ مِنْ عِتْقِ أَلْفِ رَقَبَةٍ، وخَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ حِجَّةٍ وعُمْرَةٍ»[2].
رضى المظلوم بانتصار الله تعالى له من الظالم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِه... َإِذَا ظُلِمْتَ بِمَظْلمَةٍ فَارْضَ بِانْتِصَارِي لَكَ، فَإِنَّ انْتِصَارِي خَيْرٌ مِنِ انْتِصَارِكَ لِنَفْسِك»[3].
نُصْرة المظلوم
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ مُصَاحِباً»[4].
[1] المحاسن، ج1، ص292، ح449؛ كنز العمال، ج4، ص307، ح10636.
[2] بحار الأنوار، ج104، ص295، ح11.
[3] كنز الفوائد، ج1، ص134.
[4] كنز الفوائد، ج1، ص135.
344
313
المساوئ الاجتماعيّة
خطورة إعانة الظالم وأثرها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ مَضَى مَعَ ظَالِمٍ يُعِينُهُ عَلَى ظُلْمِهِ؛ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ رِبْقَةِ الْإِسْلَامِ، ومَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ، ومَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُبْطِلَ حَقّاً لِمُسْلِم؛ فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ الْإِسْلَامِ وذِمَّةِ اللَّهِ وذِمَّةِ رَسُولِهِ، ومَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ، ومَنْ ظُلِمَ بِحَضْرَتِهِ مُؤْمِنٌ أَوِ اغْتِيبَ وكَانَ قَادِراً عَلَى نَصْرِهِ ولَمْ يَنْصُرْهُ؛ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ومِنْ رَسُولِهِ، ومَنْ نَصَرَهُ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الظَّلَمَةُ وأَعْوَانُهُمْ ومَنْ لاط [لَاقَ] لَهُمْ دَوَاةً ورَبَطَ كِيساً أَوْ مَدَّ لَهُمْ مرة [مَدَّةَ] قَلَمٍ فَاحْشُرُوهُمْ مَعَهُمْ»[2].
[1] إرشاد القلوب، ج1، ص76؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص233(مقطع منه).
[2] ثواب الأعمال، ص309، ح1.
345
314
القيم الإقتصادية والمالية
المال
أهمّيّة المال
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مِنَ الْمُرُوءَةِ اسْتِصْلَاحُ الْمَالِ»[1].
خطورة حُبّ المال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَبَدَ الدِّينَارَ!...»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ قَدْ فَرَّقَهَا رَاعِيهَا أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا والْآخَرُ فِي آخِرِهَا بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ والشَّرَفِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ»[3].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص166، ح3616.
[2] الكافي، ج2، ص270، ح9.
[3] الزهد، ص58، ح155، المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص236(قريب منه).
348
315
القيم الإقتصادية والمالية
بلاء صاحب المال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ مَالَ الدُّنْيَا كُلَّمَا ازْدَادَ كَثْرَةً وعِظَماً ازْدَادَ صَاحِبُهُ بَلَاءً، فَلَا تَغْبِطُوا أَصْحَابَ الْأَمْوَالِ إِلَّا بِمَنْ جَادَ بِمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَا اقْتَرَبَ عَبْدٌ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا تَبَاعَدَ مِنَ اللَّهِ، ولَا كَثُرَ مَالُهُ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُه»[2].
حِفظ المال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ قُتِلَ دونَ مالِهِ؛ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ شَهيدٍ»[3].
النهي عن شدّة الحرص في الكسب
روي أنّه نهى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) عن شدّة الحرص والمبالغة في الطلب، فقال:
«أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ أَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْعَبْدِ إِلَّا مَا كُتِبَ لَه، ولَيْسَ يَذْهَبُ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ مَا كُتِبَ لَهُ فِي الدُّنْيَا وهِيَ رَاغِمَة»[4].
[1] الأمالي (الصدوق)، ص443، ح519.
[2] ثواب الأعمال، ص310، ح1.
[3] الكافي، ج7، ص296، ح2؛ السنن الكبرى، النسائي، ج2، ص309، ح 3552(من قتل دون ماله فهو شهيد).
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص163؛ في التمهيد، ابن عبد البر، ج15، ص250(أجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم).
349
316
القيم الإقتصادية والمالية
الكسب الحلال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«... طُوبَى لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَالًا مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وعَادَ بِهِ عَلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَة...»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الْعِبَادَةُ سَبْعُونَ جُزْءاً أَفْضَلُهَا طَلَبُ الْحَلَالِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ بَاتَ كَالًّا مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ بَاتَ مَغْفُوراً لَه»[3].
[1] الكافي، ج8، ص168، ح190.
[2] الكافي، ج5، ص78، ح6؛ ثواب الأعمال، ص215؛ معاني الأخبار، ص366، ح1؛ تهذيب الأحكام، ج6، ص372، ح12.
[3] الأمالي (المفيد)، ص364، ح452؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص167؛ الجامع الصغير، ج2، ص584، ح8546.
350
317
القيم الإقتصادية والمالية
الحذر من الكسب الحرام
خطورة الكسب الحرام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي هَذِهِ الْمَكَاسِبُ الْحَرَامُ والشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةِ والرِّبَا»[1].
آثار كسب المال الحرام
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنِ اكْتَسَبَ مَالًا حَرَاماً لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَدَقَةً ولَا عِتْقاً ولَا حَجّاً ولَا اعْتِمَاراً، وكَتَبَ اللَّهُ بِعَدَدِ أَجْزَاءِ ذَلِكَ أَوْزَاراً، ومَا بَقِيَ مِنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، ومَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا وتَرَكَهَا مَخَافَةَ اللَّهِ كَانَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ ويُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّة»[2].
[1] الكافي، ج5، ص124، ح1.
[2] ثواب الأعمال، ص334، ح1.
351
318
القيم الإقتصادية والمالية
إنفاق المال الحرام في وجوه الحلال
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَكْتَسِبُ الْعَبْدُ مَالًا حَرَاماً فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيُوجَرَ عَلَيْهِ، ولَا يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارِكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، ولَا يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ رَادَّهُ [زَادَهُ] إِلَى النَّارِ»[1].
التخلّص من المال الحرام
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَرَدُّ دانَقٍ من حَرامٍ يَعْدِلُ عندَ اللّهِ سُبحانَهُ سَبعينَ ألفَ حجّةٍ مَبْرورَةٍ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«تَرْكُ لُقْمَة حَرامٍ أحَبُّ إلى اللّهِ من صلاةِ ألفَي رَكْعَةٍ تَطَوُّعاً»[3].
[1] عدّة الداعي، ص127؛ بحار الأنوار، ج103، ص14، ح67.
[2] الدعوات، ص25، ح36.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص120.
352
319
القيم الإقتصادية والمالية
الرِّزْق
حتميّة الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ الرِّزْقَ لَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى عَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ، إِلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُدِّرَ لَهَا، ولَكِنْ لِلَّهِ فُضُولٌ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لِعَليٍّ (عليه السلام):
«يا عَلِيُّ، لا تَهتَمَّ لِرِزقِ غَدٍ؛ فَإِنَّ كُلَّ غَدٍ يَأتي رِزقُهُ»[2].
أسباب جلب الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إنَّ اللّه -تَبارَكَ وتَعالى- قَسَّمَ الأَرزاقَ بَينَ خَلقِهِ حَلالاً، ولَم يُقَسِّمها حَراماً؛ فَمَنِ اتَّقَى اللّه عزّ وجلّ وصَبَرَ؛ أتاهُ اللّه بِرِزقِهِ مِن
[1] قرب الإسناد، ص117، ح411.
[2] تحف العقول، ص14.
353
320
القيم الإقتصادية والمالية
حِلِّهِ، ومَن هَتَكَ حِجابَ السِّترِ وعَجَّلَ، فَأَخَذَهُ مِن غَيرِ حِلِّهِ؛ قُصَّ بِهِ مِن رِزقِهِ الحَلالِ، وحُوسِبَ عَلَيهِ يَومَ القِيامَةِ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أنعَمَ اللّه تَعالى عَلَيهِ نِعمَةً؛ فَليَحمَدِ اللّه، ومَنِ استَبطَأَ الرِّزقَ؛ فَليَستَغفِرِ اللّه»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اِستَنزِلُوا الرِّزقَ بِالصَّدَقَةِ»[3].
أسباب حرمان الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ حَبَسَ عَن أخيهِ المُسلِمِ شَيئاً مِن حَقِّهِ؛ حَرَّمَ اللّه عَلَيهِ بَرَكَةَ الرِّزقِ؛ إلّا أن يَتوبَ»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَم يَمنَعوا الزَّكاةَ؛ إلّا مُنِعُوا القَطرَ مِنَ السَّماءِ»[5].
[1] الكافي، ج5، ص80، ح1.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص46، ح171؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص583، ح8540.
[3] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص381، ح5824؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص153، ح1005.
[4] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص15، ح4968.
[5] الكافي، ج2، ص373، ح1، المعجم الاوسط، الطبراني، ج5، ص62، (ضمن الحديث).
354
321
القيم الإقتصادية والمالية
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ألا وإنَّ روحَ القُدُسِ (قَد) نَفَثَ في روعي، وأخبَرَني أنْ لا تَموتَ نَفسٌ حَتّى تَستَكمِلَ رِزقَها؛ فَاتَّقُوا اللّه عزّ وجلّ، وأجمِلوا فِي الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استِبطاءُ شَيءٍ مِنَ الرِّزقِ أن تَطلُبوهُ بِمَعصِيَةِ اللّه عزّ وجلّ؛ فَإِنَّهُ لا يُنالُ ما عِندَ اللّه -جَلَّ اسمُهُ- إلّا بِطاعَتِهِ»[1].
أصناف الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اعْلَمُوا أَنَ الرِّزْقَ رِزْقَانِ، فَرِزْقٌ تَطْلُبُونَهُ ورِزْقٌ يَطْلُبُكُم، فَاطْلُبُوا أَرْزَاقَكُمْ مِنْ حَلَالٍ، فَإِنَّكُمْ آكِلُوهَا حَلَالًا إِنْ طَلَبْتُمُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا، وإِنْ لَمْ تَطْلُبُوهَا مِنْ وُجُوهِهَا أَكَلْتُمُوهَا حَرَاماً، وهِيَ أَرْزَاقُكُمْ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهَا»[2].
الرضى بقليل الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ رَضِيَ مِنَ اللَّهِ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ، رَضِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَمَل»[3].
[1] الكافي، ج5، ص83، ح11؛ كنز العمال، ج4، ص23، ح9309(قريب منه).
[2] الأمالي (الصدوق)، ص369، ح460؛ في كنز العمال، ج16، ص179(...أن الرزق رزقان: رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن لم تأته أتاك...).
[3] الأمالي (الطوسي)، ص405، ح907؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص604، ح8705(قريب منه).
355
322
القيم الإقتصادية والمالية
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلْإِسْلَامِ وكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً وقَنِعَ بِه»[1].
آداب طلب الرزق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَعْسَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَخْرُجْ ولَا يَغُمَّ نَفْسَهُ وأَهْلَهُ»[2].
طلب الكَفَاف
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في عيشَةِ الدُّنيا:
«يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، ووَارَى عَوْرَتَكَ، فَإِنْ يَكُنْ بَيْتٌ يَكُنُّكَ فَذَاكَ، وإِنْ تَكُنْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخْ بَخْ، وإِلَّا فَالْخُبْزُ ومَاءُ الْجَرِّ ومَا بَعْدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَيْكَ أَوْ عَذَابٌ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُوتَ آلِ مُحَمَّدِ كَفَافاً، فَلَمْ يَطْلُبْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا يَتَمَحَّضُ خَيْرُه»[4].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص163، 230، المعجم الكبير، الطبراني، ج18، ص305.
[2] تهذيب الأحكام، ج6، ص377، ح30.
[3] الأمالي( للصدوق)، ص385 مصدر جديد، الخصال، ص161، ح211؛ كنز العمال، ج3، ص400، ح7138(قريب منه).
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص159.
356
323
القيم الإقتصادية والمالية
التدبير
الاقتصاد في المعيشة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللَّهُ ومَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللَّهُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«عَلَيكُم بِالِاقتِصادِ؛ فَمَا افتَقَرَ قَومٌ قَطُّ اقتَصَدوا»[2].
الرفق في المعيشة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْراً رَزَقَهُمُ الرِّفْقَ فِي الْمَعِيشَةِ وحُسْنَ الْخُلُقِ»[3].
[1] الكافي، ج2، ص122، ح3.
[2] الشيخ الطبرسي، مجمع البيان، ج8، ص222.
[3] الزهد، ص27، ح63.
357
324
القيم الإقتصادية والمالية
التقدير في الإنفاق
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«التَّقْدِيرُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْعَيْش»[1].
[1] كنز الفوائد، ج2، ص190.
358
325
القيم الإقتصادية والمالية
الصَدَقَة
فضل الصدقة وآثارها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«وَمَنْ خُتِمَ لَهُ بِصَدَقَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ وذَخَائِرِهِ الصَّدَقَةُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«الصَّدَقَةُ تَسُدُّ بِهَا سَبْعِينَ بَاباً مِنَ الشَّر»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَرْضُ الْقِيَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلَّ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّ صَدَقَتَهُ تُظِلُّهُ»[5].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص183، ح5417.
[2] عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص66، ح245.
[3] الدعوات، ص107، ح237.
[4] قرب الإسناد، ص117، ح410؛ الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص642، ح4165.
[5] الكافي، ج4، ص3، ح6؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص66، ح1728؛ ثواب الأعمال، ص171، ح9.
359
326
القيم الإقتصادية والمالية
روي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ يَوْمِهِ فَلْيَفْتَتِحْ يَوْمَهُ بِصَدَقَةٍ، يُذْهِبُ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ نَحْسَ يَوْمِهِ، ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يُذْهِبَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ لَيْلَتِه...»[1].
نموّ الصدقات وزيادتها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ ولَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا الطَّيِّبَ ويَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ وفَصِيلَهُ حَتَّى تَصِيرَ اللُّقْمَةُ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ، وتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: ﴿يَمحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُربِي ٱلصَّدَقَٰتِ﴾[2] ﴿أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقبَلُ ٱلتَّوبَةَ عَن عِبَادِهِ وَيَأخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ﴾[3]»[4].
أنواع الصدقة وفروعها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَصَدَّقُوا ولَوْ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ ولَوْ بِبَعْضِ صَاعٍ ولَوْ بِقَبْضَةٍ ولَوْ بِبَعْضِ قَبْضَةٍ ولَوْ بِتَمْرَةٍ ولَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ لَيِّنَةٍ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقٍ اللَّهَ فَقَائِلٌ لَهُ: أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ أَلَمْ أَجْعَلْكَ
[1] الكافي، ج4، ص6، ح9.
[2] سورة البقرة، الآية 276.
[3] سورة التوبة، الآية 104.
[4] مجمع البيان، ج2، ص208.
360
327
القيم الإقتصادية والمالية
سَمِيعاً بَصِيراً أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَداً، فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَانْظُرْ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ وَخَلْفَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئاً يَقِي بِهِ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ»[1].
آداب الصدقة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ...»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ صَدَقَةَ الْمُؤْمِنِ لَا تَخْرُجُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يُفَكَّ عَنْهَا لَحْيَا سَبْعِينَ شَيْطَاناً، وصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، فَإِذَا تَصَدَّقَ أَحَدُكُمْ فَأَعْطَى بِيَمِينِهِ فَلْيُخْفِهَا عَنْ شِمَالِهِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«بَكِّرُوا بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلَاءَ لَا يَتَخَطَّاهَا»[4].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ الْمَنَّانُ: الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئاً إِلَّا بِمِنَّة...»[5].
[1] الكافي، ج4، ص4، ح11.
[2] الكافي، ج4، ص7، ح1؛ ص8، ح3؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص67، ح1735؛ تهذيب الأحكام، ج4، ص131، ح299.
[3] دعائم الإسلام، ج1، ص241.
[4] الكافي، ج4، ص6، ح5؛ الأمالي (الطوسي)، ص157، ح261.
[5] الخصال، ص184، ح253.
361
328
القيم الإقتصادية والمالية
مَصرف الصدقة
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍ ولَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ ولَا لِمُحْتَرِفٍ ولَا لِقَوِيٍّ، قُلْنَا: ومَا مَعْنَى هَذَا؟ قَالَ: لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهَا وهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَكُفَّ نَفْسَهُ عَنْهَا...»[1].
التعامل مع السائل
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«السَّائِلُ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ لِيُبْتَلَى بِهِ، فَمَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اللَّهَ، ومَنْ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ اللَّهَ تَعَالَى»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا سَأَلَ السَّائِلُ؛ فلا تَقْطَعُوا عليه مَسْأَلَتَه، حتَّى يَفرُغَ منها، ثمّ ردّوا عليه بوَقَارٍ وَلِينٍ، إمَّا بَذْلُ يُسْرٍ، أو رَدُّ جميل؛ فإنّه قد يَأتيكُم مَنْ ليس بإنسٍ ولا جَانّ، يَنظُرُونَ كيْفَ صَنِيعكُم فيما خوَّلَكُم اللّه تعالى»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«انْظُرُوا إِلَى السَّائِلِ فَإِنْ رَقَّتْ قُلُوبُكُمْ لَهُ فَهُوَ صَادِقٌ»[4].
[1] معاني الأخبار، ص262، ح1-2.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص332، ح1255.
[3] مجمع البيان، ج2، ص183.
[4] النوادر، ص86، ح9.
362
329
القيم الإقتصادية والمالية
القَرْض
أهمّيّة القرض
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«قالَ اللّهُ جلَّ جلالُهُ: إِنِّي أَعْطَيْتُ الدُّنْيَا بَيْنَ عِبَادِي قَيْضاً [فَيْضاً] فَمَنْ أَقْرَضَنِي مِنْهَا قَرْضاً أَعْطَيْتُهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْراً إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ومَا شِئْتُ مِنْ ذَلِك»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أَقْرَضَ قَرْضاً كَانَ لَهُ مِثْلُهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَة»[2].
[1] الخصال، ص130، ح135.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص329، ح1245.
363
330
القيم الإقتصادية والمالية
الحثّ على إقراض المحتاج
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ أَقْرَضَ مَلْهُوفاً فَأَحْسَنَ طَلِبَتَهُ اسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ، وأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَلْفَ قِنْطَارٍ مِنَ الْجَنَّة»[1].
عدم إعسار المُقتَرِض
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أنظَرَ مُعسِراً؛ كانَ لَهُ علَى اللّهِ في كلِّ يَومٍ صَدَقةٌ؛ بمِثلِ ما لَهُ علَيهِ؛ حتّى يَستَوفِيَ حَقَّهُ»[2].
[1] ثواب الأعمال، ص341، ح1.
[2] تفسير العياشي، ج1، ص155، ح519؛ في المعجم الصغير، الطبراني، ج1، ص210(من أنظر معسرا أو يسر عليه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).
364
331
القيم الإقتصادية والمالية
الرِّبَا
خطورة الكسب بالربا
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ أكَلَ الرِّبا؛ مَلأَ اللّهُ عزّ وجلّ بَطنَهُ مِن نارِ جَهَنَّمَ بقَدرِ ما أكَلَ، وإنِ اكتَسَـبَ مِنهُ مالاً لا يَقبَلُ اللّهُ تعالى مِنهُ شيـئاً مِن عَمَلِهِ، ولَم يَزَلْ في لَعنةِ اللّهِ والملائكةِ؛ ما كانَ عِندَهُ مِنهُ قِيراطٌ واحِدٌ»[1].
النهي عن كتابة الربا
روي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«نَهى [رَسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله)] عَن أكلِ الرِّبا، وشَهادَةِ الزّورِ، وكِتابَةِ الرِّبا»[2].
[1] من لا يحضره الفقيه، ص366، ح1.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص8، ح4968.
365
332
القيم الإقتصادية والمالية
الملعون بسبب الربا
وروي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال:
«لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الرِّبَا وآكِلَهُ ومُؤْكِلَهُ وبَائِعَهُ ومُشْتَرِيَهُ وكَاتِبَهُ وشَاهِدَيْهِ»[1].
عقوبة الربا يوم القيامة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في قولِهِ تعالى: ﴿يَومَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأتُونَ أَفوَاجٗا﴾[2]:
«يُحشَرُ عَشرَةُ أصنافٍ مِن أُمَّتِي أشْتاتاً قَد مَيَّزَهُمُ اللّهُ مِنَ المسلمينَ... وبَعضُهُم مُنَكَّسُونَ؛ أرجُلُهم مِن فَوقُ ووجوهُهُم مِن تَحتُ، ثُمّ يُسحَبُونَ علَيها... وأمّا المُنَكَّسُونَ على رُؤوسِهِم؛ فَآكِلَةُ الرِّبا»[3].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج3، ص274، ح3994؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص15، ح64.
[2] سورة النبأ، الآية 18.
[3] الشيخ الطبرسي، مجمع البيان، ج10، ص243.
366
333
القيم الإقتصادية والمالية
الاحتكار
خطورة الاحتكار وآثاره
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«أَيُّمَا رَجُلٍ اشْتَرَى طَعَاماً فَكَبَسَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، يُرِيدُ بِهِ غَلَاءَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ بَاعَهُ فَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ، لَمْ يَكُنْ كَفَّارَةً لِمَا صَنَعَ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«...وَكُلُّ حُكْرَةٍ تُضِرُّ بِالنَّاسِ وتُغْلِي السِّعْرَ عَلَيْهِمْ فَلَا خَيْرَ فِيه»[2].
الأصناف التي يقع فيها الاحتكار
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الِاحْتِكَارُ فِي عَشَرَةٍ: الْبُرِّ والشَّعِيرِ والتَّمْرِ والزَّبِيبِ والذُّرَةِ والسَّمْنِ والْعَسَلِ والْجُبُنِ والْجَوْزِ والزَّيْتِ»[3].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص676، ح1427.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص35، ح78.
[3] طبّ النبيّ، ص22؛ بحار الأنوار، ج62، ص292؛ مستدرك الوسائل، ج13، ص275، ح15340.
367
334
القيم الإقتصادية والمالية
تحديد مدّة الاحتكار
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«الْحُكْرَةُ فِي الْخِصْبِ أَرْبَعُونَ يَوْماً، وفِي الشِّدَّةِ والْبَلَاءِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا زَادَ عَلَى الْأَرْبَعِينَ يَوْماً فِي الْخِصْبِ فَصَاحِبُهُ مَلْعُونٌ، ومَا زَادَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْعُسْرَةِ فَصَاحِبُهُ مَلْعُونٌ»[1].
ذمّ تسعير المُحْتَكرين
روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال:
«مَرَّ رَسولُ اللّه (صلى الله عليه وآله) بِالمُحتَكِرينَ، فَأَمَرَ بِحُكرَتِهِم أنْ تُخرَجَ إلى بُطونِ الأَسواقِ، وحَيثُ تَنظُرُ الأَبصارُ إلَيها، فَقيلَ لِرَسولِ اللّه (صلى الله عليه وآله): لَو قَوَّمتَ عَلَيهِم! فَغَضِبَ (صلى الله عليه وآله) حَتّى عُرِفَ الغَضَبُ في وَجهِهِ؛ وقالَ: «أنَا اُقَوِّمُ عَلَيهِم؟! إنَّمَا السِّعرُ إلَى اللّه عزّ وجلّ؛ يَرفَعُهُ إذا شاءَ، ويَخفِضُهُ إذا شاءَ»[2].
[1] الكافي، ج5، ص165، ح7؛ من لا يحضره الفقيه، ج3، ص267، ح3963؛ تهذيب الأحكام، ج7، ص159، ح8؛ الاستبصار، ج3، ص114، ح3.
[2] التوحيد، ص388، ح33.
368
335
القيم الإقتصادية والمالية
الاستئثار[1]
خطورة الاستئثار وآثاره
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«خَمسَةٌ لَعَنتُهُم وكُلُّ نَبِيٍّ مُجابٍ: الزّائِدُ في كِتابِ اللّهِ، وَالتّارِكُ لِسُنَّتي، وَالمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللّهِ، وَالمُستَحِلُّ مِن عِترَتي ما حَرَّمَ اللّهُ، وَالمُستَأثِرُ بِالفَيءِ وَالمُستَحِلُّ لَـهُ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إذا عَمِلَت أُمَّتي خَمسَ عَشرَةَ خَصلةً حَلَّ بِهَا البَلاءُ». قيلَ: يا رَسولَ اللّهِ وما هِيَ؟ قالَ: «إذا كانَتِ المَغانِمُ دُوَلاً، وَالأَمانَةُ مَغنَماً، وَالزَّكاةُ مَغرَماً[3]»[4].
[1] واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره : خصَّ به نفسه واستبدَّ به؛ (انظر: لسان العرب، ج4، ص8، فصل الألف).
[2] الكافي، ج2، ص293، ح14.
[3] والزكاة مَغرَماً: أي يرى ربّ المال أنّ إخراج زكاته غرامة يغرَمُها (النهاية، ج۳ ص363، مادّة غرم).
[4] الخصال، ص500، ح1، المعجم الاوسط، الطبراني، ج1، ص150(قريب منه).
369
336
القيم الإقتصادية والمالية
الإسراف والتبذير
خطورة الإسراف وآثاره
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ بَذَّرَ أفقَرَهُ اللّه»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«يا عَلِيُّ، أربَعَةٌ يَذهَبنَ ضَياعاً: الأَكلُ عَلَى الشِّبَعِ، وَالسِّراجُ فِي القَمَرِ، وَالزَّرعُ فِي السَّبخَةِ، وَالصَّنيعَةُ عِندَ غَيرِ أهلِها»[2].
معيار الإسراف
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: لَمّا سُئِلَ عن تَفسيرِ قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَم يُسرِفُواْ وَلَم يَقتُرُواْ وَكَانَ بَينَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا﴾:
«مَن أعطى فِي غَيرِ حَقٍّ؛ فقد أسرَفَ، ومَن مَنَعَ عَن حَقٍّ؛ فَقَد قَتَرَ»[3].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص167.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص373، ح5762.
[3] الشيخ الطبرسي، مجمع البيان، ج7، ص311.
370
337
القيم الإقتصادية والمالية
علامات المسرف
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«...وَأَمَّا عَلَامَةُ الْمُسْرِفِ فَأَرْبَعَةٌ: الْفَخْرُ بِالْبَاطِلِ، ويَأْكُلُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ، ويَزْهَدُ فِي اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، ويُنْكِرُ مَنْ لَا يَنْتَفِعُ بِشَيْءٍ مِنْه..»[1].
أنواع السرف
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«إِنَّ مِنَ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْت»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه:
«ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) الْفِرَاش فَقَالَ: فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ وفِرَاشٌ لِلْمَرْأَةِ وفِرَاشٌ لِلضَّيْفِ والرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ»[3].
[1] تحف العقول، ص22.
[2] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص458؛ الجامع الصغير، ج1،
[3] بحار الانوار، ج 76، ص 321؛ السنن الكبرى، النسائي، ج3، ص334، ح5574.
371
338
القيم الإقتصادية والمالية
التَّرَف
خطورة التّرَف وآثاره
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«شِرارُ أُمَّتِي: الَّذينَ غُذوا بِالنَّعيمِ ونَبَتَت عَلَيهِ أجسامُهُم»[1].
سلوك المُترَفين
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«سَيَأْتِي بَعْدَكُمْ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ أَطَائِبَ الدُّنْيَا وأَلْوَانَهَا، ويَنْكِحُونَ أَجْمَلَ النِّسَاءِ وأَلْوَانَهَا، ويَلْبَسُونَ أَلْيَنَ الثِّيَابِ وأَلْوَانَهَا، ويَرْكَبُونَ فُرَّهَ الْخَيْلِ[2] وأَلْوَانَهَا، لَهُمْ بُطُونٌ مِنَ الْقَلِيلِ لَا تَشْبَعُ، وأَنْفُسٌ بِالْكَثِيرِ لَا تَقْنَعُ، عَاكِفِينَ عَلَى الدُّنْيَا يَغْدُونَ ويَرُوحُونَ إِلَيْهَا، اتَّخَذُوهَا آلِهَةً مِنْ دُونِ إِلَهِهِمْ ورَبّاً دُونَ رَبِّهِمْ، إِلَى أَمْرِهِمْ يَنْتَهُونَ وهَوَاهُمْ يَتَّبِعُونَ، فَعَزِيمَةٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لَازِمَةٌ لِمَنْ أَدْرَكَهُ ذَلِكَ الزَّمَانُ مَنْ
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص178؛ كنز العمال، ج3، ص215، ح6224.
[2] الفره بالضم جمع الافره والفرهاء وهو ما تبين نشاطه وخفته.
372
339
القيم الإقتصادية والمالية
عَقَّبَ عَقِبَكُمْ وخَلَّفَ خَلَفَكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ولَا يَعُودَ مَرْضَاهُمْ ولَا يَتْبَعَ جَنَائِزَهُمْ ولَا يُوَقِّرَ كَبِيرَهُمْ، فَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَام»[1].
معاملة المُترَفين
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«أَرْبَعٌ يُمِتْنَ الْقَلْب: ... ومُجَالَسَةُ الْمَوْتَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) ومَا الْمَوْتَى؟ قَالَ: كُلُّ غَنِيٍّ مُتْرَفٍ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«...تَجَافَوْا صُحْبَةَ الْأَغْنِيَاءِ وارْحَمُوهُمْ وعِفُّوا عَنْ أَمْوَالِهِم..»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه»[4].
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج1، ص155.
[2] الخصال، ص228، ح65.
[3] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص120.
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص116.
373
340
القيم الإقتصادية والمالية
الغِش
خطورة الغشّ وآثاره
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً أَوْ ضَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«مَنْ غَشَّ أخاهُ المُسلِمَ؛ نَزَعَ اللّه عَنهُ بَرَكةَ رِزقِهِ، وأفسَدَ علَيهِ مَعيشَتَهُ، ووَكَلَهُ إلى نفسِهِ»[2].
[1] تحف العقول، ص42؛ كنز العمال، ج2، ص466، ح7688؛ في المعجم الكبير، الطبراني، ج18، ص359(من غش المسلمين فليس منهم).
[2] ثواب الأعمال، ص337، ح1.
374
341
القيم الإقتصادية والمالية
السُّحْت
خطورة السحت وآثاره
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«مَنْ كَسَبَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ أَفْقَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ»[1].
أنواع السحت
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في وَصيَتِه لِعَليٍّ (عليه السلام):
«يَا عَلِيُّ، مِنَ السُّحْتِ ثَمَنُ الْمَيْتَةِ وثَمَنُ الْكَلْبِ وثَمَنُ الْخَمْرِ ومَهْرُ الزَّانِيَةِ وَالرِّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ وأَجْرُ الْكَاهِن»[2].
[1] الأمالي (الطوسي)، ص182، ح306.
[2] مكارم الأخلاق، ص438.
375
342
القيم الإقتصادية والمالية
السَّرِقَة
أثر تهمة البريء
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا يَزَالُ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ فِي تُهَمَةِ مَنْ هُوَ بَرِيءٌ حَتَّى يَكُونَ أَعْظَمَ جُرْماً مِنَ السَّارِقِ»[1].
عقوبة السرقة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ويَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُه»[2].
[1] تحف العقول، ص36؛ تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص294؛ شعب الايمان، البيهقي، ج5، ض297، ح6707.
[2] الأمالي (المرتضى)، ج4، ص94، مجمع البيان، ج3، ص331؛ السنن الكبرى، النسائي، ج4، ص327، ح7358.
376
343
القيم الإقتصادية والمالية
الأرض
فضل الأرض وبركاتها
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«تَمَسَّحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا أُمُّكُمْ وهِيَ بِكُمْ بَرَّة»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ أَرْبَعَ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ والْمَاءَ والنَّارَ والْمِلْح»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ الْأَرْضَ بِكُمْ بَرَّةٌ تَتَيَمَّمُونَ مِنْهَا، وتُصَلُّونَ عَلَيْهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وهِيَ لَكُمْ كِفَاتٌ فِي الْمَمَاتِ وذَلِكَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ لَهُ الْحَمْدُ، وأَفْضَلُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ الْمُصَلِّي الْأَرْضُ النَّقِيَّةُ»[3].
[1] النوادر، ص104، ح71؛ في الجامع الصغير، السيوطي، ج1، ص516، ح3363 (تمسحوا بالأرض، فإنها بكم برة).
[2] مجمع البيان، ج9، ص401؛ كنز العمال، ج15، ص418، ح41651(قريب منه).
[3] دعائم الإسلام، ج1، ص178.
377
344
القيم الإقتصادية والمالية
ذمّ بيع الأرض
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«اللَّهُمَّ مَنْ بَاعَ رِبَاعَهُ فَلَا تُبَارِكْ لَهُ»[1].
النهي عن أخذ الأرض غصباً
ما رواه عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، قال:
«سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَمَّنْ أَخَذَ أَرْضاً بِغَيْرِ حَقِّهَا وبَنَى فِيهَا، قَالَ: يَرْفَعُ بِنَاءَهُ ويُسَلِّمُ التُّرْبَةَ إِلَى صَاحِبِهَا لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ ثُمَّ قَالَ: قَالَ: رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَخَذَ أَرْضاً بِغَيْرِ حَقٍّ كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ»[2].
النهي عن سُباب الأمور الطبيعيّة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لَا تَسُبُّوا الرِّيَاحَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، ولَا تَسُبُّوا الْجِبَالَ ولَا السَّاعَاتِ ولَا الْأَيَّامَ ولَا اللَّيَالِيَ، فَتَأْثَمُوا وتَرْجِعَ عَلَيْكُمْ»[3].
[1] الكافي، ج5، ص92، ح7.
[2] تهذيب الأحكام، ج6، ص337، ح310، المعجم الكبير، الطبراني، ج22، ص270 (قول الرسول).
[3] علل الشرائع، ج2، ص577، ح1.
378
345
القيم الإقتصادية والمالية
الزراعة
فضل التكسّب بالزراعة
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«سُئِلَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: الزَّرْعُ زَرَعَهُ صَاحِبُهُ وأَصْلَحَهُ وأَدَّى حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه...»[1].
ثواب مَنْ غرس غرسًا
ما رواه جابر بن عبداللّه الأنصاري، قال:
«دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَوْماً فِي بُسْتَانِ أُمِ مَعْبَدٍ فَقَالَ هَذِهِ الْغُرُوسُ غَرَسَهَا كَافِرٌ أَوْ مُسْلِمٌ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ غَرَسَهَا مُسْلِمٌ، فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً يَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ دَابَّةٌ أَوْ طَيْرٌ إِلَّا أَنْ يُكْتَبَ لَهُ صَدَقَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[2].
[1] الكافي، ج5، ص260، ح6.
[2] مستدرك الوسائل، ج13، ص26، ح14642، المعجم الكبير، الطبراني، ج25، ص101(قريب منه).
379
346
القيم الإقتصادية والمالية
اختيار الأرض الصالحة للزراعة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«يَا عَلِيُّ أَرْبَعَةٌ يَذْهَبْنَ ضَيَاعاً ... الزَّرْعُ فِي السَّبَخَةِ...»[1].
تنظيم السقاية
روي أنّه َ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله):
«بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَشَارِبِ النَّخْلِ أَنَّهُ لَا يُمْنَعُ نَفْعُ الشَّيْءِ وقَضَى (صلى الله عليه وآله) بَيْنَ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَنَّهُ لَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ كَلَإٍ وقَالَ لَا ضَرَرَ ولَا ضِرَارَ»[2].
وروي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: نَهى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنِ النِّطَافِ والْأَرْبِعَاءِ» قَالَ:
«وَالْأَرْبِعَاءُ أَنْ يُسَنّى مُسَنَّاةٌ فَيُحْمَلَ الْمَاءَ، فَيُسْتَقى بِهِ الْأَرْضَ، ثُمَّ يُسْتَغْنى عَنْهُ» فَقَالَ: «لَا تَبِعْهُ، ولكِنْ أَعِرْهُ جَارَكَ. والنِّطَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ الشِّرْبُ، فَيَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا تَبِعْهُ، أَعِرْهُ أَخَاكَ أَوْ جَارَك»[3].
[1] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص373، ح5762.
[2] الكافي، ج5، ص294، ح6؛ كنز العمال، ج6، ض109، ح15053(ضمن الحديث، قريب منه).
[3] الكافي، ج5، ص277، ح2.
380
347
القيم الإقتصادية والمالية
الحيوانات
آداب التعامل مع الدابّة
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لِلدَّابَّةِ عَلَى صَاحِبِهَا سِتُ خِصَالٍ: يَبْدَأُ بِعَلَفِهَا إِذَا نَزَلَ، ويَعْرِضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ إِذَا مَرَّ بِهِ، ولَا يَضْرِبُ وَجْهَهَا فَإِنَّهَا تُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهَا، ولَا يَقِفُ عَلَى ظَهْرِهَا إِلَّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، ولَا يُحَمِّلُهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا، ولَا يُكَلِّفُهَا مِنَ الْمَشْيِ إِلَّا مَا تُطِيقُ»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«رَأَيْتُ فِي النَّارِ صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ تَنْهَشُهَا مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً، وكَانَتْ أَوْثَقَتْهَا فَلَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهُا ولَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْض»[2].
[1] الخصال، ص330، ح28؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص286، ح2465؛ مكارم الأخلاق، ص277.
[2] دعائم الإسلام، ج2، ص468، ح1666؛ السنن الكبرى، النسائي، ج1، ص574، ح1867(قريب منه).
381
348
القيم الإقتصادية والمالية
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ ويُعِينُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ الْعُجْفَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً فَانْجُوا عَنْهَا، وإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا»[1].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال لَمّا أبْصَرَ ناقَةً مَعْقولَةً وعلَيها جِهازُها:
«أَيْنَ صَاحِبُهَا مُرُوهُ فَلْيَسْتَعِدَّ غَداً لِلْخُصُومَة»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
«لَا تَضْرِبُوا الدَّوَابَ عَلَى وُجُوهِهَا فَإِنَّهَا تُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللَّهِ»[3].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال في تسيير الدابّة:
«اضْرِبُوهَا عَلَى النِّفَارِ، ولَا تَضْرِبُوهَا عَلَى الْعِثَارِ»[4].
[1] المحاسن، ج2، ص107، ح1290؛ الكافي، ج2، ص120، ح12؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص289، ح2480.
[2] من لا يحضره الفقيه، ج2، ص292، ح2490.
[3] الكافي، ج6، ص538، ح4.
[4] الكافي، ج6، ص539، ح12.
382
349
فهرست المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
2. ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق وتصحيح محمّد أبو الفضل إبراهيم، نشر مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي، إيران، قم، 1404ه، ودار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1378ه، 1959م، ط1.
3. ابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد اللّه بن محمد، التواضع والخمول، تحقيق محمد عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1409، 1989م، ط1.
4. ابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد اللّه بن محمد، مكارم الأخلاق، تحقيق مجدى السيد إبراهيم، مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة، لا.ت، لا.ط.
5. ابن الأثير، مجد الدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، إيران، قم، 1364ش، ط4.
6. ابن البطريق، يحيى بن الحسن الأسدي الحلي، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، إيران، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1407، ط1.
386
350
فهرست المصادر والمراجع
7. ابن بابويه، علي القمي، فقه الرضا، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المشرفة، المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام)، مشهد المقدسة، 1406ه، ط1.
8. ابن حبان، علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، صحيح ابن حبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، لا.م، مؤسسة الرسالة، 1414ه، 1993م، ط2.
9. ابن شاذان، محمد بن أحمد، مائة منقبة، الناشر مدرسة الإمام المهدي، قم 1407ه.
10. ابن شهر آشوب، مشير الدين أبوعبداللّه محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، تصحيح وشرح ومقابلة لجنة من أساتذة النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، العراق،النجف الأشرف، 1376ه، 1956م، لا.ط.
11. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى الحسني الحسيني، فلاح السائل، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط.
12. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني الحسيني، اليقين، الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب (الجزائري)، ربيع الثاني 1413، ط1.
13. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني الحسيني، الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم المشرفة، 1409، ط1.
14. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر
387
351
فهرست المصادر والمراجع
بن محمد الحسني الحسيني، التحصين، الأنصاري، مؤسسة دار الكتاب (الجزائري)، ربيع الثاني 1413، ط1.
15. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني الحسيني، الإقبال بالأعمال الحسنة في مايعمل مرة في السنة، تحقيق جواد القيومي الاصفهاني، إيران، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1414ه، ط1.
16. ابن طاووس، السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني الحسيني، الدروع الواقية، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى، 1414 ه.
17. ابن عبد البر، يوسف بن عبد اللّه بن محمد، التمهيد، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ,محمد عبد الكبير البكري، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1387، لا.ط.
18. ابن عبد البر، يوسف بن عبد اللّه بن محمد، الاستذكار، تحقيق سالم محمد عطا، محمد علي معوض، دار الكتب العلمية، 2000م، ط1.
19. ابن عبد البر، يوسف بن عبد اللّه بن محمد، الاستيعاب، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجيل، لبنان، بيروت، 1412، 1992م، ط1.
20. ابن عبد البر، يوسف بن عبد اللّه بن محمد، جامع بيان العلم وفضله، دار الكتب العلمية، 1398، لا.ط،
21. ابن فهد الحلي، جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد، عدة الداعي
388
352
فهرست المصادر والمراجع
ونجاح الساعي، تصحيح احمد الموحدي القمي، مكتبة وجداني، إيران، قم، لا.ت، لا.ط.
22. ابن قولويه، أبوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي، كامل الزيارات، تحقيق الشيخ جواد القيومي، إيران، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417ه، ط1.
23. ابن منظور، العلامة محمد بن مكرم الإفريقي المصري، لسان العرب، نشر أدب الحوزة، إيران، قم، 1405ه، لا.ط.
24. ابن همام الإسكافي، محمد بن همام بن سهيل، التمحيص، تحقيق وتصحيح ونشر مدرسة الإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف، إيران، قم، 1404ه، ط1.
25. ابو العباس مستغفري، طب النبي (صلى الله عليه وآله)، انتشارات رضي، 1362 ش، ط1،
26. أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله، مسند أبي حنيفة، نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر، الرياض، 1415، 1994م، ط1.
27. أبو يعلى الموصلي، أحمد بن علي بن المثنى التميمي، مسند أبي يعلى، حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، لا.ت، لا.ط.
28. الأحسائي، ابن أبي جمهور محمد بن علي بن إبراهيم، عوالي اللئالي، تقديم السيد شهاب الدين النجفي المرعشي، تحقيق الحاج آقا مجتبى العراقي، لا.ن، لا.م، 1403ه، 1983م، ط1.
29. الإربلي، الشيخ علي بن أبي الفتح، كشف الغمة في معرفة الأئمة، دار الأضواء، لبنان، بيروت، 1405ه، 1985م، ط2.
389
353
فهرست المصادر والمراجع
30. الإسترآبادي، السيد شرف الدين علي الحسيني، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، مدرسة الإمام المهدي|، مدرسة الإمام المهدي |، الحوزة العلمية، قم المقدسة، رمضان المبارك 1407، 1366 ش، ط1.
31. الألباني، محمد ناصر، إرواء الغليل، إشراف زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، لبنان، بيروت، 1405، 1985م، ط2.
32. الأهوازي، الحسين بن سعيد، المؤمن، الناشر مدرسة الإمام المهدي، قم، 1404ه.
33. البخاري، محمد بن إسماعيل، الأدب المفرد، مؤسسة الكتب الثقافية، لبنان، بيروت، 1406، 1986م، ط1.
34. البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن، تصحيح وتعليق السيد جلال الدين الحسيني، دار الكتب الإسلامية، إيران، طهران، 1370ه، 1330 ش، لا.ط.
35. البروجردي، السيد حسين الطباطبائي، جامع أحاديث الشيعة، لا.ن، إيران، قم، 1399ه، لا.ط.
36. البيهقي، أحمد بن الحسين، شعب الإيمان، تحقيق أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1410، 1990م، ط1.
37. الثقفي الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، السيد جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط.
38. الحر العاملي، الشيخ محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، إيران،قم، 1414ه، ط2.
390
354
فهرست المصادر والمراجع
الحراني، الشيخ ابن شعبة، تحف العقول عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله)، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران،قم، 1404ه، 1363ش، ط2.
40. الحلواني، الحسين بن محمد بن الحسن، نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، قم المقدسة، 1408، ط1.
41. الحلي، ابن إدريس، الشيخ أبو جعفر محمد بن منصور بن أحمد، مستطرفات السرائر، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران، قم، 1411هـ، ط2.
42. الحلي، ابن إدريس، الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن منصور بن أحمد، السرائر (موسوعة إبن إدريس الحلي)، تحقيق وتقديم السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان، لا.م، العتبة العلوية المقدسة، 1429ه، 2008م، ط1.
43. الحلي، العلامة أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي، كشف اليقين، حسين الدرگاهي، لا.م، لا.ن، 1411، ط1.
44. الحميري القمي، أبي العباس عبد اللّه بن جعفر، قرب الاسناد، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، إيران، قم، 1413ه، ط1.
45. الحويزي، عبد علي بن جمعة العروسي، تفسير نور الثقلين، تصحيح وتعليق السيد هاشم الرسولي المحلاتي، مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، إيران، قم، 1412ه، 1370 ش، ط4.
46. الخزاز القمي، أبي القاسم علي بن محمد بن علي، كفاية الأثر، السيد
391
355
فهرست المصادر والمراجع
عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي، انتشارات بيدار، إيران، قم، 1401هـ.، لا.ط.
47. الدارقطني، علي بن عمر، سنن الدارقطني، تعليق وتخريج مجدي بن منصور سيد الشوري، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1417، 1996م، ط1.
48. الدارمي، عبد اللّه بن الرحمن، سنن الدارمي، لا.م، لا.ن، 1349ه، لا.ط.
49. الدولابي، محمد بن أحمد، الذرية الطاهرة النبوية، سعد المبارك الحسن، الدار السلفية، الكويت، 1407، ط1.
50. الديلمي، الحسن بن محمد، إرشاد القلوب، إيران، قم، انتشارات الشريف الرضي، 1415ه، 1374ش، ط2.
51. الديلمي، الحسن بن محمد، أعلام الدين في صفات المؤمنين، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، إيران، قم، لا.ت، لا.ط.
52. الراوندي، فضل الله، النوادر، سعيد رضا علي عسكري، مؤسسة دار الحديث الثقافية، إيران، قم، لا.ت، ط1.
53. الراوندي، قطب الدين سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، الهادي، قم، الطبعة الأولى، 1418 ه.
54. الراوندي، قطب الدين، أبو الحسين سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، تحقيق مؤسسة الإمام المهدي | بإشراف السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، مؤسسة الإمام المهدي، إيران، قم، 1409ه، ط1.
392
356
فهرست المصادر والمراجع
55. الراوندي، قطب الدين، أبو الحسين سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، مدرسة الإمام المهدي |، إيران، قم، 1407ه، ط1.
56. الراوندي، قطب الدين، أبو الحسين سعيد بن هبة الله، فقه القرآن، تحقيق السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية اللّه العظمى النجفي المرعشي، إيران، قم، 1405ه، ط2.
57. الرضي، محمد بن الحسن الموسوي، المجازات النبوية، تحقيق وشرح طه محمد الزيتي، منشورات مكتبة بصيرتي، إيران، قم، لا.ت، لا.ط.
58. الرضي، محمد بن الحسن الموسوي، خصائص الأئمة، محمد هادي الأميني، مجمع البحوث الإسلامية، الآستانة الرضوية المقدسة، مشهد، إيران، ربيع الثاني 1406، لا.ط.
59. الرضي، محمد بن الحسن الموسوي، نهج البلاغة (خطب الإمام علي (عليه السلام))، تحقيق وتصحيح صبحي الصالح، لا.ن، لبنان، بيروت، 1387ه، 1967م، ط1.
60. الزبيدي، محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني، تاج العروس، تحقيق علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1414ه، 1994م، لا.ط.
61. الزرندي، جمال الدين محمد بن يوسف الحنفي، نظم درر السمطين، الطبعة الأولى، 1958م.
62. الزمخشري، محمود، الفايق في غريب الحديث، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1417، 1996م، ط1.
393
357
فهرست المصادر والمراجع
الزيلعي، جمال الدين، تخريج الأحاديث والآثار، عبد اللّه بن عبد الرحمن السعد، دار ابن خزيمة، 1414، ط1.
64. السبزواري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، الطبعة الأولى، 1413 هـ.
65. السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1401ه، 1981م، ط1.
66. الشهيد الأول، محمد بن مكّى، الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة (تحقيق الصغير)، جلال الدين علي الصغير، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط.
67. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، التوحيد، تصحيح وتعليق السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران، قم، لا.ت، لا.ط.
68. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، الخصال، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران، قم، 1403ه، 1362ش، لا.ط.
69. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، ثواب الأعمال، تقديم السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران، قم، 1368 ش، ط2.
70. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، صفات الشيعة، كانون انتشارات عابدي، تهران، لا.ت، لا.ط.
394
358
فهرست المصادر والمراجع
71. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، علل الشرائع، تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الحيدرية، العراق،النجف الأشرف، 1385ه، 1966م، لا.ط.
72. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، لبنان، بيروت، 1404ه، 1984م، لا.ط.
73. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، فضائل الأشهر الثلاثة، تحقيق وإخراج ميرزا غلام رضا عرفانيان، دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1412، 1992م، ط2.
74. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران،قم، 1405ه، 1363 ش، لا.ط.
75. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، مصادقة الإخوان، إشراف السيد على الخراساني الكاظمي، مكتبة الإمام صاحب الزمان العامة، لا.ت، لا.ط.
76. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، معاني الأخبار، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران،قم، 1379ه، 1338 ش، لا.ط.
77. الصدوق، الشيخ محمد بن علي بن بابويه، من لا يحضره الفقيه، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران، قم، 1414هـ، ط2.
395
359
فهرست المصادر والمراجع
78. الصفار، محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، تصحيح الحاج ميرزا حسن كوچه باغي، منشورات الأعلمي، إيران، طهران، 1404ه، 1362ش، لا.ط.
79. الصنعاني، عبد الرزاق، المصنف، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط.
80. الطبراني، أبي القاسم سليمان بن أحمد، الدعاء، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1413، ط1.
81. الطبراني، أبي القاسم سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط، تحقيق قسم التحقيق بدار الحرمين، دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع، 1415، 1995م، لا.ط.
82. الطبراني، أبي القاسم سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، تحقيق وتخريج حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي، لا.م، لا.ت، ط2.
83. الطبراني، أبي القاسم سليمان بن أحمد، مسند الشاميين، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، 1417، 1996م، ط2.
84. الطبرسي، الشيخ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، الاحتجاج، تعليق وملاحظات السيد محمد باقر الخرسان، دار النعمان للطباعة والنشر، العراق،النجف الأشرف، 1386ه، 1966م، لا.ط.
85. الطبرسي، الشيخ الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، إيران، قم، 1417ه، ط1.
86. الطبرسي، الشيخ الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، لبنان، بيروت، 1415ه.ق، 1995م، ط1.
396
360
فهرست المصادر والمراجع
87. الطبرسي، الميرزا حسين النوري، مستدرك الوسائل، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، لبنان، بيروت، 1408ه، 1987م، ط1.
88. الطبرسي، علي، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، مهدي هوشمند، دار الحديث، 1418، ط1.
89. الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم، دلائل الإمامة، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم، 1413ه، ق.
90. الطبري، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى، جواد القيومي الإصفهاني، إيران، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1420، ط1.
91. الطريحي، الشيخ فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق السيّد أحمد الحسينيّ،نشر مرتضوي، لا.م، 1362 ش، ط2.
92. الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، الاستبصار، تحقيق وتعليق السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1363 ش، ط4.
93. الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، إيران، قم، 1414ه، ط1.
94. الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، تحقيق وتعليق السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية، إيران،طهران،1364ش، ط3.
397
361
فهرست المصادر والمراجع
95. الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، مؤسسة فقه الشيعة، لبنان، بيروت، 1411ه، 1991م، ط1.
96. العجلوني، إسماعيل بن محمد، كشف الخفاء، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1408، 1988م، ط3.
97. العطاردي، الشيخ عزيز الله، مسند الإمام الرضا (عليه السلام)، تجميع وترتيب الشيخ عزيز اللّه عطاردي الخبوشاني، المؤتمر العالمي الإمام الرضا (عليه السلام)، ربيع الآخر 1406، لا.ط.
98. العياشي، محمد بن مسعود بن عيّاش السلميّ السمرقنديّ، تفسير العياشي، تحقيق الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية،إيران، طهران،1422ه، ط1.
فهرست المصادر والمراجع
99. القاضي النعمان المغربي، أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، دعائم الإسلام، تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي، دار المعارف، مصر، القاهرة، 1383ه، 1963م، لا.ط.
100. القاضي النعمان المغربي، أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور، شرح الأخبار، تحقيق السيد محمد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران، قم، 1414ه، ط2.
101. القضاعي، محمد بن سلامة، مسند الشهاب، حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، 1405، 1985م، ط1.
102. القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، تصحيح وتعليق وتقديم السيد طيب الموسوي الجزائري، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر، إيران، قم، 1404ه، ط3.
398
362
فهرست المصادر والمراجع
103. الكراجكي، أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان، كنز الفوائد، مكتبة المصطفوي، إيران، قم، 1369ش، ط2.
104. الكليني، الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تحقيق وتصحيح علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، إيران،طهران، 1363ش، ط5.
105. الكوفي، ابن أبي شيبة، المصنف، تحقيق وتعليق سعيد اللحام، لبنان، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، جماد الآخرة 1409، 1989م، ط1.
106. الكوفي، الحسين بن سعيد، الزهد، تحقيق ميرزا غلام رضا عرفانيان، لا.ن، لا.م، 1399ه، لا.ط.
107. الكوفي، محمد بن سليمان، مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران، قم، 1412ه، ط1.
108. المتقي الهندي، علاء الدين عليّ المتقيّ بن حسام الدين، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ضبط وتفسير الشيخ بكري حياني، تصحيح وفهرسة الشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، 1409ه، 1989م، لا.ط.
109. المجلسي، العلامة محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، مؤسسة الوفاء، لبنان، بيروت، 1403ه، 1983م، ط2.
110. المرداوي، علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان، الإنصاف، محمد حامد الفقي، دار إحياء التراث العربي، لبنان، بيروت، 1406، 1986م، ط2.
111. المسعودي، أبي الحسن علي بن الحسين بن علي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، منشورات دار الهجرة، إيران، قم، 1404ه، 1363 ش، 1984م، ط2.
112. المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الاختصاص، تحقيق علي
399
363
فهرست المصادر والمراجع
أكبر الغفاري والسيد محمود الزرندي، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1414ه، 1993م، ط2.
113. المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الإفصاح، مؤسسة البعثة، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1414، 1993م، ط2.
114. المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الأمالي، حسين الأستاد ولي، علي أكبر الغفاري، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1414، 1993م، ط2.
115. المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، الفصول المختارة، السيد نور الدين جعفريان الاصبهاني، الشيخ يعقوب الجعفري، الشيخ محسن الأحمدي، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، بيروت، 1414، 1993م، ط2.
116. المفيد، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، المقنعة، إيران، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1410ه، ط2.
117. المقدسي الشافعي، يوسف بن عمر، عقد الدرر في أخبار المنتظر، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، عالم الفكر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1979م.
118. المناوي، زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج، الفتح السماوي، أحمد مجتبى، دار العاصمة، لا.ت، لا.ط،
119. المنذري، زكي الدين عبدالعظيم بن عبدالقوي، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، ضبط أحاديثه وعلق عليه مصطفى محمد عماره، لبنان، بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1408ه، 1988م، لا.ط.
400
364
فهرست المصادر والمراجع
120. النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، عبد الغفار سليمان البنداري، سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، لبنان، بيروت، 1411، 1991م، ط1.
121. النووي، أبوز كريا يحيى بن شرف الدمشقي، رياض الصالحين من حديث سيد المرسلين، لبنان، بيروت، دار الفكر المعاصر، 1411ه، 1991م، ط2.
122. النيسابوري، ابني بسطام، عبد اللّه وحسين بن سابور الزيات، طب الأئمة (عليه السلام)، انتشارات الشريف الرضي، إيران، قم، 1411، 1370 ش، ط2.
123. النيسابوري، محمد بن الفتال، روضة الواعظين، تقديم السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران، قم، لا.ت، لا.ط.
124. الهيثمي، علي بن أبي بكر، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، مسعد عبد الحميد محمد السعدني، دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير، القاهرة، لا.ت، لا.ط.
125. ورام بن أبي فراس المالكي الاشتري، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام)، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1368ش، ط2.
401
365