الفهرس

 المقدمة

 "الناس كلّهم هلكى إلا العالمون"¹. ولأهميّة العلم هذه اهتمَّ‏َ علماؤنا بالكتابة عن العلم قيمةً وآداباً.

 العلم باستعماله، واستفهم الله يُفهمك"¹.

 فضل العلم‏

 نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصّه الله تعالى بذلك، وصدّر به نور الهداية.

 ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ... ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾¹.

 القرآن الكريم وخصائص العلماء

لقد خصّ الله سبحانه في كتابه العلماء بعدة مناقب يوضح هذا الجدول أهمها:

 النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وفضل العلم:

 بمكة) ذهباً فأنفقه في سبيل الله"¹.

 من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى, لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على السّراء والضّراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم، ويُقتدى بفعالهم، ويُنتهى إلى آرائهم، ترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلواتها تُبارك عليهم. ويستغفر لهم كلُّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع البرّ وأنعامه. إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظُّلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدّرجات العُلا في الآخرة والأولى. الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يُطاع الربُّ ويُعبد، وبه توصل الأرحام، ويُعرف الحلال والحرام. والعلم إمام، والعمل تابعه، يُلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه"¹.

 فضل العلماء

 سائر الناس"¹.

 الرابع: العلم يدخل في الكفن ويبقى المال.

 فضل التعليم‏

 فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا، فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيمٌ في حجره، ألا فمن هداه، وأرشده، وعلّمه شريعتنا، كان معنا في الرفيق الأعلى. حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن آبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"¹.

 العقل وفضل العلم

 غرض أصلاً، فإنّ الانتفاع بها في أيّ وجه كان ضرب من الثمرة بهذا المعنى. وإنّما كان الغرض الذاتي من العلم مطلقاً العمل, لأنّ العلوم كلّها ترجع إلى أمرين:

 لطلب العلم آداب عامة نذكر منها:

 وقد كثُرت أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الأدب نعرض منها:

 * مع الإمام الخميني قدس سره:‏

 ويقول لهم: غرضكم نشر دين الله، والنضال عن الشرع الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن يظهر قصده على حقيقته إذا ظهر زميل له أكثر علماً منه وأحسن حالاً، يصرف قلوب الناس إليه، فلينظر حينئذ: فإن كان يفرح لأتباعه، والمادحين له، والمعتقدين بفضله، ويحترمهم أكثر من فرحه بأتباع الآخر واحترامهم، ويستبشر إذا لاقى أصحابه وأتباعه أكثر مما يستبشر بملاقاة أصحاب الآخر وأتباعه، فهو مغرور، وعن دينه مخدوع، وهو غافل لا يدري.

 يغرق فيه الجميع إلّا القليل النادر المستثنى في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾¹.

 التعليم والتعلُّم، وتُثمر شجرته، فأمّا إذا قصد مجرد المراء والجدل، وأحب ظهور الغلبة، فإنّ ذلك يُثمر في النفس صفات رديئة، وسجية خبيثة، ويستوجب المقت من الله تعالى.

 وإظهار صدقه حيث يُطلب منه ذلك، وإن كان باطلاً فعليه أيضاً أن يتركه، ولا يتسرع إلى الاعتراض إلّا إن كان متعلِّقاً بأمور الدِّين، واكتملت فيه شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 فقال سبحانه: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾¹.

 آخر، بل يستفيد ممّن يُمكن الاستفادة منه، ولا يمنعه ارتفاع منصبه، وشهرته من استفادة ما لا يعرفه، فتخسر صفقته، ويقلّ علمه، ويستحقّ المقت من الله تعالى، وقد ورد عن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحقّ"¹.

 قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من كبر"¹.

 واخبرني بأن العلمَ نور              ونور الله لا يهدى لعاصي¹.

 الله عنه): ما أوتي عالم علماً إلّا وهو شاب. وقد نبّه الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾¹.

 ويُحقِّق القلب آماله، والعقل نصيبه, ليتفجر عنه ينابيع الحكمة، والكمال. قال بعض السلف: لا يطلب أحد هذا العلم بعزِّ النفس فيُفلح، ولكن من طلبه بذل النفس، وضيق العيش، وخدمة العلماء أفلح، وقال الخليل بن أحمد: العلم لا يُعطيك بعضه حتّى تُعطيه كلّك.

 1- النظر فيمن يأخذ عنه العلم:

 وافر، وكذلك إذا قرأت المصنّفات وجدت الانتفاع بتصنيف الأتقى أوفر، والفلاح بالاشتغال به أكثر.

 ومن هنا نَظَم بعض الفضلاء:

 الدولة العباسيّة، مات سنة 169هـ)، فاستند ابن الخليفة إلى الحائط وسأله عن حديث، فلم يلتفت إليه وأقبل علينا، ثمّ عاد، فعاد شريك لمثل ذلك، فقال: أتستخفّ بأولاد الخلفاء؟، قال: لا، ولكنّ العلم أجلُّ عند الله من أن أضيّعه، فجثا على ركبتيه، فقال شريك: هكذا يُطلب العلم.

 4- عدم الإنكار على المعلِّم وتبجيله في الخطاب:

 في تعامل الإمام قدس سره مع أساتذته حيث أورد بعض تلامذة الإمام الخميني قدس سره القصة التالية:

 فبدأ الإمام البحث، وبعد أن عرض أدلّته، اقتنع السيّد البروجرديّ وغيّر فتواه، وأفتى بجواز البقاء على تقليد الميّت .

 كما أتذكر أنّه كان مؤدباً للغاية، ونظيفاً، ومرتباً¹.

 أو فمه، أو يعبث بها في أنفه، ولا يفتح فاه، ولا يقرع سنّه، ولا يضرب الأرض براحته، أو يخطّ عليها بأصابعه، ولا يشبك بيديه، ولا يعبث بأزراره، ولا يُفرقع أصابعه، بل يلزم سكون بدنه، ولا يُكثر التنحنح من غير حاجة، ولا يبصق، ولا يمتخط، ولا يتنخّع ما أمكنه، ولا يلفظ النخامة من فيه بل يأخذها منه بمنديل أو نحو ذلك، ولا يتجشّأ، ولا يتمطّى، ولا يُكثر التثاؤب، وإذا اضُطر تثاءب بعد ستر فاه ، وإذا عطس حفظ صوته جهده، وستر وجهه بمنديل ونحوه، وكلّ ذلك ممّا يقتضيه الذوق السليم.

 9- عدم رفع الصوت عنده:

 هناك آداب خاصّة بطريقة المطالعة، والدرس، والقراءة، يجب أن نلتفت إليها ونُراعيها عند الدرس أيضاً، وتتلخص بما يلي:

 2- حفظ الدرس:

 * مع الإمام الخميني قدس سره:

 7- مذاكرة الدرس وتكراره‏

 والتذاكر، والدرس، ويُسّهل عليهم الأمور ولا يُهوّل عليهم أو يُخيفهم من الدرس، ويُرغّبهم بالدرس فيذكر لهم ما استفاده من الفوائد والقواعد.

 وجوب تعلم مسائل الابتلاء

 العلاقة بين المعلّم والمتعلِّم:

 دراسة الفلسفة:

 القصص الخيالية:

 محلتك، وتتألّم بزيادة علمهم على علمك، وارتفاع شأنهم على شأنك، مع أنّك وهُم في دار خسيسة، وعيشة دنيئة زائلة عما قليل، ولا يكاد يطّلع على نقصك من الخارجين عنك إلّا القليل، فكيف ترضى لنفسك إن كنت عاقلاً بأن تكون غداً في دار البقاء عند اجتماع جميع العوالم من الأنبياء والمرسلين، والشهداء، والصالحين، والعلماء الراسخين، والملائكة المقرّبين، ومنازلهم في تلك الدار على قدر كمالاتهم التي حصّولها في هذه الدار الفانية، والمدّة الزائلة في موقف صفّ النعال، وأنت الآن قادر على درك الكمال، ما هذا إلّا قصور في العقل أو سبات. نعوذ بالله من سنة الغفلة وسوء الزلّة.

  والصواب، والموجبة لتحصيل العلوم النافعة لك في هذه الدار وفي دار المآب، فقعودك عن استعمالها فيما خُلقت له، ومشاركتك سائر الحيوانات مثل الديدان، والخنافس، فإنّها تأكل، وتشرب، وتجمع القوت، وتتوالد، مع أنّك قادر على أن تصير من جملة الملائكة المقرّبين،- بل أعظم من الملائكة-، باستعمال قوّتك في العلم والعمل، وقعودك عين الخسران المبين.