الحسن عليه السلام؟! ما هي الموجبات التي تدفعك إلى أن تذهب وتضع نفسك في هذه المعركة الكبيرة؟!
لقد كان الإمام الحسين عليه السلام يواجه هذا النوع من الشبهات والإشكالات التي كانت تُطرح عليه بشكل متواصل1 من قبل شخصيّات لها شأنها- منذ خروجه من المدينة وحتّى لحظة وصوله إلى مكّة، ثمّ عندما وصل إلى كربلاء، ومن لحظة وروده كربلاء أيضاً حتّى يوم عاشوراء -، بخلفيّة العقل النفعيّ والمصلحيّ وباستعمال وسائل ليست بعيدة جدّاً عن الوسائل القيميّة! في ذلك الوقت وقف الإمام الحسين عليه السلام أمامهم ثابتاً - وهو المجسّد للقيم -، أي أنّه لم ينس الهدف، ولم تدفعه هذه الكلمات إلى ترك الخطّ المستقيم الذي يعرفه هو جيّداً وهم لا يعرفونه2.
الاستقامة الرفيعة لزينب الكبرى عليها السلام
ضرب الله تعالي في القرآن الكريم مثال امرأتين كنموذج للإيمان الكامل، ومثال امرأتين لنموذج الكفر أيضاً: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا﴾3، هذان هما المثالان على الكفر وهما امرأتان كافرتان. فهو لم يسق المثال للكفر من
1 الطبقات الكبرى, الخامسة 1, ص444-447, أنساب الأشراف, ج3, ص163, الأخبار الطوال, ص228-229, تاريخ الطبريّ, ج4, ص253, و 286-287, الفتوح, ج5, ص16-17, و70و99, العقد الفريد, ج5, ص123, مروج الذهب, ج3, ص67, مناقب آل أبي طالب, ج3, ص56 و60, دلائل الإمامة, ص182, الإرشاد, ج2, ص71-72, إعلام الورى, ج1, ص459, الثاقب, ص340-341, مقتل الحسين, الخوارزميّ, ج1, ص271-273, تاريخ مدينة دمشق, ج14, ص201-202, وج65, ص127, الخرائج, ج1, ص253-254, مناقب آل أبي طالب, ج3, ص248, الكامل في التاريخ, جزء 4, ص50, مثير الأحزان, ص17, تذكرة الخواص, ص227, اللهوف, ص40, تهذيب الكمال, ج6, ص421, بحار الأنوار, ج44, ص364.
2 في لقاء أعضاء الشورى المركزيّة, الجهاد الجامعيّ, 8/10/1376ش- 29/12/1997 م.
3 سورة التحريم, الآية:10.
109