ورد في فضل الفقه وأهمّيّة التفقّه العديد من الروايات التي تحثّ على تعلّمه والاجتهاد والعمل به، منها ما رواه إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام". وعلم الفقه من العلوم التي تستند إلى الكتاب العزيز، والسنّة الشريفة، حيث تُستنبط الأحكام الشرعيّة وفق منهج الاجتهاد، الذي يضمن الدقّة المضمونيّة العالية، ويحقّق براءة ذمّة المكلّفين أمام الله تعالى، في كلّ ما يحتاجونه على مستوى العلاقة بالله تعالى من خلال نظام العبادات، والعلاقة بالمجتمع من خلال نظاميّ المعاملات والأحوال الشخصية. فالفقه نظام عام يهدف إلى حفظ الحقوق، وحسن أداء الواجبات والالتزام بها. ونظراً لحاجة المكلّفين إلى الأحكام الشرعيّة في المسائل التي يبتلون بها، والتزاماً بوجوب تعلّمها والعمل بها، كان هذا الكتاب، الذي يتميّز بمراعاة الأحكام الابتلائية للشريحة المخاطبة، بل ويقتصر عليها غالباً، والحرص على صياغته بلغة تعليميّة تجمع بين المنهج ودقّة المضمون والفتوى، وتحافظ على المصطلحات الفقهيّة بعبارة سلسة؛ ما يساعد المعلّم على تحقيق الأهداف بدقّة ووضوح، وتيسّر للمتعلّم معرفة تكليفه الشرعيّ.
من مؤسسات جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، متخصص بالتحقيق العلمي وتأليف المتون التعليمية والثقافية، وفق المنهجية العلمية والرؤية الإسلامية الأصيلة.
صفحة الكاتب